
حين يكون المجتمع مقبلًا على القيم
ماذا عن حياة العلماء!
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب أي مجتمع نريد
"يَا كُمَيْلُ [كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ] هَلَكَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ، أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ وَأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَة".[1]
كنت أُطالع في مذكرات أحد علمائنا الكبار، فلفت نظري كيف أنه يتذكر موت مجموعة من العلماء الكبار في عام واحد. ثم استحضرت ما كان يقوله البعض من حولي حين يسمعون عن موت أحد العلماء، بأنهم يلاحظون كثرة موت العلماء في هذا الزمن، ولعل في كلامهم تلويح إلى قرب الظهور أو أشراط الساعة!!
حسنًا، ينبغي أن نعترف بأن لموت العالم وقعًا في النفوس؛ لا يمكن أن نعتبره مثل موت أي أحد من الناس. ربما لما يُحاط بموته من تعظيم أو تهويل أو إجلال وتكريم احتفالي. موت المشاهير بحد ذاته له صداه الخاص.
لكن لماذا نتذكر موت العلماء أكثر من ولادتهم؟ بكل بساطة، لأن العالِم حين يولد لا يكون عالمًا ولا مشهورًا. ولأننا نلاحظ الموت البيولوجي، فلن يكون للولادة البيولوجية للعالِم أي صدى. هناك استثناء تاريخي يرتبط بولادة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وما جرى في بعض مناطق العالم من حوادث عظيمة، كما ذكر المؤرخون حول سقوط إيوان كسرى أو جفاف بحيرة أو انطفاء نار المجوس؛ وكذلك الولادة الإعجازية للإمام علي (عليه السلام) في جوف الكعبة.
ولكن إذا كنا ننظر إلى وفاة العالِم من الناحية المعنوية ونُلاحظ مستوى الخسارة، فيُفترض أن نلاحظ ولادته أيضًا. وكلا الأمرين يتطلب بصرًا خاصًّا. فهل يموت العالِم باختفاء جسده من هذا العالم الأرضي؟ أو أنه يفتقد معه أهم ما كان يقوم به، من نشر العلم وترسيخه؟
ولأن العالِم إن مات سيبقى علمه حيًّا لمن يريد هذه الحياة، فإذا كنا نمتلك هذه العين التي تلاحظ بقاء إرث العالِم رغم وفاته، فحينها سنتمكن من رؤية ولادة العلماء أيضًا. ومثل هذا لا يقل أهمية عن وفاتهم، بل لا مجال للمقارنة؛ لأن ولادة عالِمٍ ما في مجتمعٍ ما، هو إيذان ببدء حياة جديدة لهذا المجتمع ووعد باستضافة نور إلهي جديد يُفترض أن يكون هو القيمة المضافة الأساسية التي تُحسب حضاريًّا لهذا المجتمع.
مع كل عالِم جديد يأتي إلى هذا العالَم، يُفترض أن يزداد المجتمع الذي يتنعم بشعاع نوره، نورًا وحياة وقدرة.
الذين يتبعون القيم ويؤمنون بدور الفضائل هم الذين يشهدون ولادة العالِم كظاهرة بشائرية أعظم من كل الظواهر الأخرى في هذا العالم |
المجتمع الذي لا يحتفي بالعلماء إلا حين وفاتهم، فيكرمهم في طقوس لازمة، هو مجتمع لا يستحق مثل هؤلاء العلماء؛ وإنما تكون وفاة أحدهم راحة له من هذه المهجورية التي ستكون من الشكاوى الكبرى التي تُقدَّم إلى الرب المتعال يوم القيامة مع شكوى القرآن المهجور والمسجد المهجور.
المجتمع الذي يُكرم العلماء حقًّا هو المجتمع الذي يشعر بحضورهم في حياتهم، من خلال التنعُّم بعلومهم وتقدير هذه القيمة التي يضيفونها إلى حياته ومسيرته، وهي قيمة لا يمكن أن يُستغنى عنها بوجه. ولعل الحديث القائل: "إِذَا مَاتَ الْعَالِمُ ثُلِمَ فِي الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا يَسُدُّهَا شَيْءٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة"،[2] إشارة إلى هذه الحقيقة، لأن لكل مجتمع حياة وأجل يتحدد بمقدار ما يستفيد فيها من النعم والتي على رأسها العلم.
[1]. نهج البلاغة، ص496.
[2]. الكافي، ج1، ص380.

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

هل تؤيدون انتقاد العلماء علنًا؟
هل تؤيدون انتقاد بعض العلماء الجيدين علنًا وهل هو من الحكمة؟

ألا يكفي وجود العلماء حتى لا تسيخ الأرض بأهلها؟
احد الادلة على وجود الامام المهدي يستند الى الحديث القائل لولا الامام لساخت الارض باهلها.. اي ان بقاء الارض منوط ببقاء الانسان الكامل لكن ماذا عن ازمان الانبياء السابقين ؟ فاذا كانت تحفظ الارض بوجودهم فلماذا لا تحفظ في هذا الزمن بالعلماء والاولياء والحديث

هل التحرك نحو العدالة يأتي من النخب العلمية حين تعلن افلاسها؟
هل أنّ التحرك باتجاه العدالة يأتي من المجتمع العلمي والنخب العلمية حين تعلن إفلاسها وعجزها؟ وهل هذه النخب تتحرك بإرادتها المستقلة وتبحث عن العلم الحقيقي دون خيانة وتبعية للأنظمة السياسية المهيمنة؟

عن أولوية العلم في مجتمعنا.. كيف يجب أن تكون العلاقة بين القيادة والعلماء؟
لا ينحصر النقاش حول العلم في أهميته ودوره وتأثيره على صعيد إدارة المجتمع، ولا ينحصر هذا النقاش في حقيقة العلم وتمييزه عن الجهل، وإنّما يتعدى ذلك إلى قضية ذات أهمية فائقة ترتبط بأولوية العلم على صعيد اهتمامات قادة المجتمع وإدارتهم. إن فرغنا من تثبيت قيمة العلم كسلطانٍ وقدرة، واستطعنا أن نتفق على المعنى الدقيق للعلم، يبقى الكلام بشأن موقعيته ضمن دائرة الأولويات؛ وذلك لأنّ العلم لا يأتي لنجدة القادة والمسؤولين كيفما شاؤوا، وإنّما يتطلب منهم سعيًا وطلبًا وتدبيرًا واجتهادًا.

اختناق مسيرة العلم في المجتمع.. هل هي سبب الأزمة الحالية؟
“ما زال هناك الكثير مما يمكن أن يقال ويكتب حول الإسلام”، المرشد الأعلى آية الله العظمى الخامنئي حين نتأمل في عمق الثورة الإسلامية في إيران ـ والتي اعتُبرت أعظم حدث وقع في القرن العشرين، ما زالت تردداته مستمرة وستستمر إلى وقت طويل ـ فإننا نلاحظ بأن هذه الثورة كانت انفجارًا وقع بعد أن تهيأت إحدى مقدماته الأساسية، والتي قلما يشار إليها في أدبيات الثورة ـ سواء من قبل محبيها أو أعدائها. وهذه المقدمة الأساسية كانت عبارة عن حدوث طفرة نوعية في إنتاج ونشر الفكر الإسلامي داخل المجتمع الإيراني. ولم تكن هذه الطفرة سوى ثمرة جهود متضافرة لمجموعة من المفكرين والعلماء الذين أعادوا النظر إلى الإسلام من زواية المجتمع والسياسة.

معضلة العلم الكبرى
كل من يتأمّل قليلًا في أحوال المجتمعات الاقتصاديّة والأمنيّة والمناخيّة والبيئيّة، يدرك أنّ هناك مشاكل كبرى يصل بعضها إلى حدّ التّهديد بالفناء والكارثة العظمى. هذا، بالرّغم ممّا يُقال عن بلوغ البشريّة شأوًا عظيمًا في العلم والمعرفة. وقد أطلق بعض المفكّرين على هذا العصر عصر العلم، باعتبار أنّ المجتمعات البشريّة باتت تلجأ إلى العلم والعلماء لحلّ مشاكلها أو تحقيق مآربها المختلفة.

ثورة العلم الحقيقية.. الطريق الأقصر لإصلاح المجتمع
إنّ الطريق الوحيد لنشر الفضائل في أي مجتمع، والحد من مخاطر الرذيلة وانتشار المعاصي، يكمن في أمرٍ واحد وهو: رواج روحية طلب العلم؛ فالعلم هو الخير الفريد الذي يمكن أن يشبع روح الإنسان إلى الدرجة التي لن يشعر معها بالرغبة في طلب الدنيا ومتاعها الزائل؛ ومتى ما انعدمت هذه الرغبة الدنيئة وزالت دوافعها المنحطة انقطع معها أصل الخبائث واستؤصل جذر الرذائل.

بين القيادة العلمية والقيادة الذرائعية
لعله لا يوجد نعمة أهم وأعظم من نعمة القيادة المخلصة لأي مجتمع بشري. ففي ظل هكذا قيادة يمكن أن نرجو للمجتمع أن ينهض ويزدهر ويصل إلى أعلى مراتب القدرة؛ وفي ظل غياب هكذا قيادة، فإن المجتمع، وإن كان يتوافرعلى جميع أنواع الإمكانات والاستعدادات البشرية والطبيعية والمادية والتاريخية والثقافية، لن يسير إلا نحو الانحدار والتخلّف والخسران المبين.

متى يكون العلم قوة وسلطانًا؟
تثبت التجارب الكثيرة أنّ من يعلم قوانين الأشياء يمكن أن يمتلك القدرة على تسخيرها؛ سواء كانت هذه الأشياء جمادات أو كائنات حية، وسواء كانت هذه الكائنات الحية أفرادًا أو مجتمعات. لهذا، فإنّ الهدف الأساسي لأي باحث في المجالات العلمية المختلفة هو أن يكتشف القوانين، والتي يمكن التعبير عنها أحيانًا بصورة معادلات رياضية أو رموز اختصارية.

2. من أين ننطلق لنصنع المجتمع العلميّ؟
هل تعلم أنّ المجتمعات البشرية تعاني كثيرًا من الجهل؟ المجتمعات الإسلامية اليوم لا تمتلك الكثير من المعارف والعلوم التي تحتاج إالها في إدارة شؤونها وتحقيق التقدم والازدهار.. هل تعلم أنّ القرآن الكريم يتضمن كل ما تحتاج إليه البشرية من معارف وإنّه المصدر االوحيد للعلم فكيف نصل إلى معارف القرآن؟

5. ضرورة الإنتاج الفكري في المجتمع العلمي
يحتاج المجتمع العلمي إلى المفكرين لأنّهم يقومون بتطبيق مبادئ الإسلام والاجتهاد وأصول الشريعة على الواقع المُعاش والقضايا الزمانية، ففي كل عصر وزمان هناك مقتضيات تنشأ من التطوّر والتحوّل الاجتماعي والسياسي والتكنولوجي، وكل هذه تؤدي إلى نشوء قضايا تحتاج إلى عملٍ فكريٍ أصيل.

3. أركان المجتمع العلمي، دور المفكّر في بنائه
لكي يتحقق المجتمع العلمي لا بد من تشكّل سلسلة من الحلقات تبدأ من المنبع الحقيقي لتصل إلى الإبداع والفن فما هي هذه الحلقات وكيف تتصل وتتواصل؟

6.مدى تأثير المجتمع في التكامل
للبيئة الاجتماعية تأثير كبير على شخصية الإنسان ومصيره. وحين تكون البيئة الاجتماعية مادية تعطي الأولوية للدنيا والاعتبارات الدنيوية، فسوف تتعرض الروحانية لضربات موجعة. فكيف يمكن للإنسان أن يتعامل مع هذه الظروف والاوضاع الاجتماعية بحيث لا يتأثر سلبًا بل يتكامل؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...