زوجي يكثر من انتقادي
أي حب هو هذا!!
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب الزواج في مدرسة الإيمان
وشركاء الحياة
هناك تصور شائع بأنّ الحب يستلزم المدح. التغزل بالمحبوب هو تعبير عن هذا الحب. إن أحببنا أحدًا فذلك لأنّنا رأينا فيه كمالات وصفات حسنة. وغالبًا ما يتشكل الحب ويقوى من خلال الثناء على الشخص الذي نتقرب إليه.
في بدايات التعارف يميل الزوجان إلى التركيز على الصفات الإيجابية والحديث عنها. يندر أن نجد تعارفًا يقوم على المصارحة المطلقة حيث يتناول الطرفان العيوب والسلبيات الموجودة في الشخصيات. وهكذا يتأسس الزواج على قواعد غير متينة. وحين تستقر الأنفس ويخمد لهيب الانجذاب أو يتضاءل، فمن الطبيعي أن تبرز النقائص إلى السطح.
قد يتطلب التقارب بهدف الزواج مثل هذا الانجذاب القوي، لكن ديمومة العيش المشترك تحتاج إلى التكامل. والتكامل يعني السعي للتخلص من العيوب والسلبيات. تُصبح الإشارة إلى هذه النقائص أمرًا لا مفرّ منه، لأنّها عوامل تؤدي إلى الخسارة والضرر. إن أردنا حياةً طيبة وعيشًا كريمًا فرصيدنا هو الكمالات حيث نحسن استخدام الطاقات الإيجابية المودعة فينا من الأخلاق الفاضلة والسلوكيات الحسنة وفوق ذلك، الأفكار الصحيحة والعقائد الحقة.
بمقدار ما نتنازل عن هذه العناصر الإيجابية تقل جودة حياتنا. نحتاج إلى التمسك بها معًا إن أردنا تشكيل أسرة متينة قوية كبيرة. أي تنازل من أي طرف يؤدي إلى نوع من الخسارة أو الضرر. هكذا يمضي الزوجان في رحلة الحياة المشتركة التي يُفترض أن يكون شعارها الأكبر نفس واحدة لحياة واحدة.
الاتحاد الأنفسي يعني المشاكلة في كل ما يمكن أن تحصل فيه المشاكلة؛ من الصفات والكمالات والسلوكيات والعقائد. والمشاكلة تتطلب أن يُمسك كلٌّ من الزوجين بيد الآخر ويشد عليها في رحلة قد يكون فيها بعض العواصف والمزالق والصعوبات.
لكن النفوس مجبولة بطبعها على الأنانية؛ والأغلبية تدخل إلى عش الزوجية باعتبار أنّه فرصة للحصول على المزيد من المنافع والمتع. لا شك بأنّ الأمر كذلك والاستمتاع في الزواج عنصر مهم لنجاحه، لكن الاستمتاع يفترض أن يكون أثرًا لتوجه الزواج نحو أهدافه الكبرى وهي التكامل.
هذه الطبائع تصبح عائقًا كبيرًا على طريق التكامل لأنّها سترى في الآخر تهديدًا لمصالحها من حينٍ إلى آخر. ما أكثر ما يظهر التعارض بين المصالح في الحياة الزوجية حين لا تتضح منظومة الحقوق والواجبات ولا نعرف الأسس التي بُنيت عليها. لطالما سمعت مقولة: إنّ الشرع يظلم المرأة في الزواج، لأنّ واجباتها أكثر من حقوقها. قد يكون هناك بعض الفتاوى التي يُفترض أن يُعاد النظر فيها، وهذا ما يحصل من حينٍ إلى آخر. لكن شريعة الإسلام هي أبعد ما يكون عن الظلم. العدالة والانصاف هي القاعدة الأولى التي تقوم عليها الشريعة.
ما يحصل هو أنّ الحقوق تتبع التكوين. يُقال إنّ النظام التشريعي يقوم على النظام التكويني. لكن حين نجهل تكويننا أو نطلب تكوينًا آخر (تغيير الخلقة) فمن الطبيعي ألّا ندرك العدل في التشريع. هكذا نشعر بالمظلومية. ومع هذا الشعور يصعب أن نتجه نحو التناغم والاتحاد والذوبان.
الذوبان عند بعض الأزواج يمثل الفناء والموت والاضمحلال والعدم. وهل هناك خسارة أكبر من ذلك؟ الذوبان عند هؤلاء يعني التنازل عن الحقوق وفقدان معنى الحياة وفشل الزواج.
تكثر اليوم المقولات التي تدعو الناس بشكل عام والزوجات بشكل خاص إلى حب أنفسهن. أحبي نفسك ولا تتنازلي. منهم من يعتبر أنّ هذا التنازل هو الذي يوصل المرأة إلى الشعور بالكآبة وفقدان الشخصية. لأجل أن يبقى الزوج مهتمًا ومقبلًا يتم نصح الزوجة بأن تكون أنانية!
حب النفس يعني التركيز على كمالاتها ومحاسنها وغض النظر عن سلبياتها ونقائصها. وهذا يعني عدم السماح للآخرين أن ينالوا منها مهما كانوا. "إن أردتَ حبي واحترامي عليك أن تحترم شخصيتي وتتقبلني كما أنا". هكذا يتم بناء الجدار السميك العازل، حيث يصبح الزواج تبادلًا للمنافع لا أكثر. كيف يمكن للزواج أن يكون كيانًا لتبادل المنافع إن لم يشترك الزوجان في تحصيل المنافع؟!
في ظل الزواج يتجه الطرفان نحو اغتنام الفرص من أجل زيادة ذخيرتهما معًا. وهناك يتم تقاسمها. فالأنانية تعني المحدودية والنقص وهي تستجلب الشح، حتى على الصعيد المادي.
إلفات نظر الشريك إلى سلبياته لا ينبغي أن يخرج عن نطاق التكامل. وهذا ما يتطلب نوعًا من التوافق؛ والتوافق يجب أن يقوم على قناعات صلبة. أكثر الأزواج ينتقدون شركاء حياتهم وهم مطمئنون بأنّ الآخر متفهم لدوافعهم. لكن الواقع يحكي شيئًا آخر. نلاحظ أنّ الأكثرية تفهم ذلك كنوع من الانتقاص أو نتيجة ضمور الإعجاب والحب.
هذا يعني أنّ إلفات نظر الشريك إلى عيوبه تحت عنوان الانتقاد لم يقم على قاعدة التوافق. يجب العمل كثيرًا على إرساء هذه القاعدة؛ والأفضل أن يتحقق ذلك في مرحلة التعارف. ويجب أن يقوم الزوجان كل حين بتذكير بعضهما بعضًا بهذه الاتفاقية، لأنّ النفوس تنسى وتغفل، مما يفسح المجال لنزغ الشيطان.
شركاء الحياة
شركاء الحياةالحياة سفر والسفر يحتاج إلى صحبةولا معين في الحياة كالزواجفيه تتأسس شراكة فريدة لا مثيل لهايتحد معها الزوجان في كل شيءلأجل النجاح الأكبرحيث الوصول إلى مرضاة الله ونعيمه الأبديفكيف نكون خير شركاء في أجمل رحلة الكتاب: شركاء الحياةالكاتب: السيد عباس نورالدينالطبعة الأولى، 2023بيت الكاتب للطباعة والنشر الحجم: 17*17عدد الصفحات: 346ISBN: 978-614-474-102-3 سعر الكتاب: 15$ بعد الحسم 60%: 6$ يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقع النيل والفرات https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0
الزواج في مدرسة الإيمان
ما هو الحب؟ وما هو الزواج؟ وهل الحب شرط لنجاح الزواج؟ هذا ما يجيب عنه هذا الكتاب بالإضافة إلى العديد من الأسئلة الأخرى التي تفرضها الحياة في عصر الإنترنت. فلننظر إلى الزواج قبل اشتعال نيران العشق وقبل انطفاء شعلة الحب. الزواج في مدرسة الإيمان الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب:17*17غلاف ورقي: 264 صفحةالطبعة الأولى، 2016مللحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:
زوجي لم يعد يحترمني مؤخرًا!
انزعج زوجي من تصرّف معيّن قمتُ به، ومنذ ذلك الحين وهو يستخدم الألفاظ النابية معي.. مع أنّه كان يخجل من أقلّ كلمة تقال.. أنا لم أقم بأي ردة فعلٍ قويّة لأنّه كان منزعجًا منّي وكانت هذه المرة الأولى... لكنه أضحى يتلفظ بهذه الكلمات لأدنى سبب، ولا يتوقف! ذكّرته أنّنا في أيّام الله وأنّه علينا أن نزكّي أنفسنا، كما عاملته معاملةً حسنةً جدًّا ولطيفة وكظمتُ غيظي، وأخبرته كم هو شخص رزين وخجول ومحترم في العادة.. لكنه لا ينفك يقلل من احترامي وهذا الأمر يزداد يومًا بعد يوم. بماذا تنصحونني؟ ومتى عليَّ أخذ موقفٍ تجاه هكذا ألفاظ حتى لا يصبح شيئًا
حين يصبح الزواج معركة لاسترجاع الحقوق.. هل جرّبنا قوة الصفح والتسامح؟
حين يدخل الزوجان معترك الحياة الزوجية وتحدث بعض التجاوزات والتعدي أو الإهمال لبعض الحقوق ــ وهو أمر متوقع جدًّا هنا، ولو كان في عالم الوهم ــ ثم يبدأ المظلوم والمعتدَى على حقه بالمطالبة بحقه، فهذا يعني أنه قد سلك طريقًا قد يؤدي إلى تهديم بناء الزواج من أصله.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...