أفضل نية للزواج
حين تكون النوايا أفضل ضامن لنجاح الزواج
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب #الزواج_في_مدرسة_الإيمان
و #شركاء_الحياة و#قواعد_الزواج_الناجح
النوايا في العلاقات هي التي توجّه العلاقات وتضعها على مسارها.. المقصود بالنية هو ما نبتغيه من وراء العلاقة وما نريد أن نُحققه، لا ما نأمله أو نتمناه. النوايا هي التي توجّه الأفعال وتأخذ بيدها، بخلاف الأماني التي ليس لها هذا الأثر. وإذا أردنا لزواجنا أن يسير على الطريق الصحيح المؤدي إلى نجاحه لا يكفي أن نتمنى له السعادة والحبور؛ يجب أن نوجهه نحو أهداف واضحة وصحيحة؛ وهذا ما يضعه على السكة السليمة.
غالبًا ما تكون نية المقبلين على الزواج الوصول إلى السعادة والهناء؛ لا يعلم أكثر الناس أنّ السعادة أثر وناتج وليست مقصدًا. العيش الهنيء هو ثمرة السعي نحو المقصد الصحيح. السعادة والهناء لا يمكن أن يكونا مقصدًا لأنهما عبارة عن مشاعر، والمقصد ينبغي أن يكون شيئًا مُحددًا وقابلًا للتحديد. هكذا يكون قصد السعادة عاملًا لرمي الزواج في الهباء، وما أسرع أن تتقاذفه رياح الأهواء عندها.
من الطبيعي أن يكون هناك اختلافٌ كبير بين الناس في تحديد السعادة لأنّها أمرٌ ذاتي شخصي. ما يُسعدك قد لا يسعد غيرك، خصوصًا إذا كنت تعتبر سعادتك في الحصول على مشتهياتك. وهذا هو عكس الغرض من الزواج. الزواج هو بناءٌ مُشترك يجب أن يعمل الزوجان فيه معًا وبتكامل وتفاعل وانسجام دقيق لإنجاحه وتحقيق أهدافه. بمجرد أن يتحول الزواج إلى غرضٍ ذاتي يبتغي فيه كل طرف النفع الخاص يكون قد دُمّر، وإن بقي كشكل ومظهر.
ما هي الثمار التي يمكن أن يحققها الزواج ويمكن تحديدها بدقة والاتفاق عليها بوضوح؟
وما هي أفضل هذه الثمار؟
إن استطعنا أن نناقش هذه الأسئلة بعمق ونتفق على أجوبتها، فسوف نتمكن من تحديد أفضل نية للزواج؛ وبذلك نتمكّن من وضع زواجنا على الطريق الواضح المُعبّد المتين.
من الثمار المُتوقعة للزواج إنتاج ذرية صالحة وتقديمها للبشرية. كلما زاد عدد الصالحين في العالم استفادت البشرية أكثر.. لا ينبغي أن نتوقف كثيرًا عند هذا الأمر البديهي للوجدان والعقل والتجربة. المشكلة ليست بالفكرة بل بما يصاحبها من متاعب ومصاعب. هنا تتوقف النفس خوفًا وقلقًا. حين لا يشعر أحد الزوجين بوجود دعم مُطلق في هذه العملية من الآخر قد يتردد وينكص.
للإنجاب متطلبات معنوية ومادية، على الصعيد التربوي وعلى صعيد تأمين حاجات الأم والولد وحتى الأب. شعور الزوجة مثلًا أنّ زوجها متردد تجاه الإنجاب يؤدي إلى سريان هذا التردد إلى قلبها. يجب أن يتحول الانجاب إلى قناعة راسخة تظهر في كل حركات وسكنات الزوجين. الخوف مّما يصاحب الإنجاب من آلام ومتاعب يفاقم هذه الآلام، ويجعل الإنجاب مخيفًا أكثر بكثير مما هو في الواقع.
أراد الله تعالى أن تكون عملية الانجاب منذ بدايات انعقاد النطفة، مصحوبةً بالعناء لكيلا يستسهل الأشرار هذا الأمر فيُنجبوا كيفما كان، ولا يلدوا عندئذ إلا فاجرًا كَفّارًا.[1] والله يعلم أنّ تحمُّل العناء في سبيله هو عند المؤمنين ألذ وأحلى من العسل. هكذا تترجح الكفة للمؤمنين والأخيار في هذا العالم. وحين تعلم المؤمنة هذه الحقيقة الكونية وتقتنع بهذه الخطة الإلهية، ستفرح بها وتُقبل عليها بكل شغف، بدل أن تراها عناءً وألمًا وتعبًا.
المطلوب قبل أي شيء إزالة جميع الأوهام العالقة بهذه الثمرة وبهذا الهدف العظيم للزواج، حتى يتبلور كهدف يمكن مناقشة تفاصيله أثناء العزم على الزواج. هذا كلّه بمعزل عن مآلاته وما سيتحقق منه. فالأولاد رزق من الله ويجري وفق مشيئة الله وحكمته.
رغم أنّ الإنجاب يبدو بعيدًا عن الحياة الزوجية في بداياتها، ولذلك يؤجل الكثيرون مناقشته أثناء التعارف، لكنّه يصبح الحاضر الأكبر فيما بعد. وبعض الأزواج يستحضرونه أكثر ممّا ينبغي، فيؤدي اهتمامهم بالثمرة إلى القضاء على الشجرة.
قضية الإنجاب والتربية يمكن أن تكون أحد أهم عناصر لحمة الزواج وقوته ومعنوياته، حين يجر الزوجين إلى المشاركة في أعظم عمل يمكن أن يقوم به البشر. لكن حين نتصور أنّ هناك ما هو أهم منه في هذه الحياة، كالعمل خارج المنزل وتحقيق الذات والترفيه والسياحة واللهو، فمن الطبيعي أن تضعف هذه المشاركة، بل تنعدم؛ ممّا يفسح المجال لكل تهديد أن يعصف بالزواج.
لا يوجد من قضية يمكن أن يتشارك فيها الزوجان مثل تقديم الذرية الصالحة، ولا يوجد أمر يمكن أن يرسّخ أواصر المودة بين الزوجين مثل التشارك في قضية مهمة.
نحتاج إلى مواجهة كل الأباطيل والأوهام التي تدور حول قضية الإنجاب لكي ترتقي إلى محلها الطبيعي في الحياة البشرية. وعندها لن يطول النقاش حول تحديد الهدف الأعلى من الزواج. سيتباحث الطرفان منذ اللحظات الأولى للتعارف بشأن كل ما يمكن أن يساعدهما على إنجاب أكبر عددٍ ممكن من الأولاد وحُسن تربيتهم؛ وستبهت كل النقاشات الأخرى التي تدور حول الأماني والأنانيات والرغبات العادية أو الوضيعة.
لن يتردد المؤمنون العازمون على الزواج في البدء من هذه القضية كهدف أعلى يجب العمل بكل قوة واندفاع لتحقيقه وتحديد كل متطلباته، التي ستجوز بهما كل ما يمكن أن يُشكّل عقبة أمام نجاح هذه العلاقة المقدسة.
فليبحث طالبو الزواج عن الذرية قبل الزواج، لأنّ هذا هو أفضل ما يمكن أن يقدماه للذرية.
عَنْ الإمام الصادق(ع) قَالَ: لَمَّا لَقِيَ يُوسُفُ(ع) أَخَاهُ قَالَ: يَا أَخِي كَيْفَ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَزَوَّجَ النِّسَاءَ بَعْدِي؟ فَقَالَ: "إِنَّ أَبِي أَمَرَنِي؛ قَالَ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ لَكَ ذُرِّيَّةٌ تُثْقِلُ الْأَرْضَ بِالتَّسْبِيحِ فَافْعَلْ".[2]
[1]. راجع سورة نوح، الآية 27.
[2]. الكافي، ج5، ص329.
الزواج في مدرسة الإيمان
ما هو الحب؟ وما هو الزواج؟ وهل الحب شرط لنجاح الزواج؟ هذا ما يجيب عنه هذا الكتاب بالإضافة إلى العديد من الأسئلة الأخرى التي تفرضها الحياة في عصر الإنترنت. فلننظر إلى الزواج قبل اشتعال نيران العشق وقبل انطفاء شعلة الحب. الزواج في مدرسة الإيمان الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب:17*17غلاف ورقي: 264 صفحةالطبعة الأولى، 2016مللحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:
شركاء الحياة
شركاء الحياةالحياة سفر والسفر يحتاج إلى صحبةولا معين في الحياة كالزواجفيه تتأسس شراكة فريدة لا مثيل لهايتحد معها الزوجان في كل شيءلأجل النجاح الأكبرحيث الوصول إلى مرضاة الله ونعيمه الأبديفكيف نكون خير شركاء في أجمل رحلة الكتاب: شركاء الحياةالكاتب: السيد عباس نورالدينالطبعة الأولى، 2023بيت الكاتب للطباعة والنشر الحجم: 17*17عدد الصفحات: 346ISBN: 978-614-474-102-3 سعر الكتاب: 15$ بعد الحسم 60%: 6$ يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقع النيل والفرات https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0
ما هو عدد الأولاد الذي به يتحقق كثرة الإنجاب؟
شكرًا على هذا المقال الذي ينسف بعض الأفكار الخاطئة عن كثرة الإنجاب، ولكن ما هو مفهوم الكثرة بالمقارنة مع الجيل السابق يعني هل تقصدون بالكثرة الأعداد التي تتجاوز ال10 أطفال مثلا للأسرة ام الكثرة هو كل ما يتجاوز مفهوم الطفل الواحد و الطفلين لكل اسرة يعني العدد الذي يتراوح بين 3 و5 أطفال؟
كيف ندعو للإكثار من الإنجاب مع ما تعانيه بعض الدول من فقر؟
في اليمن الأطفال يموتون جوعًا، وفي لبنان الناس وصلت في الفقر إلى حد الجوع ولا يستطيع الأب أن يؤمن لأطفاله الحليب والطعام فكيف نوفق بين هذا والتشجيع على الإنجاب!!؟
صديقاتي تعيرنني بكثرة الإنجاب
أنا حامل بالطفل الرابع، صديقاتي ومن حولي يعيرنني بكثرة الإنجاب(يقولون كنا نحنا نحكي على السوريين صرتي متلن)، حتى أضحيت أشعر بأنني ارتكب جريمة إذا حملت وأخجل من أن يعرف أحد أنني حامل.. لا أعلم كيف أتصرف تجاه انتقادات هؤلاء هل أصمت أو بماذا أجيبهم؟
لا أريد أن أحرم زوجتي من الإنجاب!
انا وزوجتي منسجمان ونحب بعضنا. مدة زواجنا تجاوزت الخمس سنوات ولم نرزق بأطفال والتحاليل تظهر ان الخلل مني. هل علي أن اترك زوجتي كي تتزوج اخر وتنجب اولادا؟ علما انها ترفض الانفصال وتريد البقاء معي ولا تمانع ان لم نرزق بالأطفال.
هل نتوقف عن الإنجاب؟
هل يجب أن نُقدم على إنجاب طفل آخر، مع العلم أنّ الزوج غير مستعد( ما زال حتى الآن لا يعرف كيف يتصرف اصلا مع اول طفل، وما زال يعصب من التحديات اليومية مع الطفل الاول، ويتوتر على كل المشاكل مع الطفل، ويضع الحق واللوم على الام ، ما يخلق علاقة موترة بين الزوجين).. أنا أقول أنّه ربما يتغير ولكنه لن يفعل.. وهذا ما سيحمل الأم مسؤولية مضاعفة.. فهل أقدم على إنجاب الولد التالي أو لا ينبغي أن أضع هذه المسائل عائقًا أمام الإنجاب؟
هل يُنصح بتأخير الإنجاب حتى نتأكد أننا منسجمين؟
هل يُنصح بتأخير الإنجاب حتى نتأكد أننا منسجمين؟
هل تأخير الإنجاب يقوي العلاقة بين الزوجين؟
هل من الصحيح تأخير إنجاب الطفل الأول من أجل تقوية العلاقة بين الزوجين؟
لست لائقة للزواج والإنجاب
سافرت مع زوجي ليكمل علمه، لكن بعد سنين في الغربة اتضح أن سفرنا سيطول.. أنا لست سعيدة في الغربة.. ولديّ ولد ولا أعرف كيف أربيه ولم عليه أن يعيش هكذا عيشة.. أنا الآن أرى كيف أني قصيرة النظر لم أكن خرج زواج ولا سفر ولا أولاد
هل صحيح أن أمتنع عن الإنجاب؟
أنا مؤمنة بأهمية الإنجاب وعظمته ولكن اختلافي مع زوجي على طريقة تربية الأولاد يجعلني أصرف نظر عن إنجاب المزيد من الأولاد... فهل يبقى هذا الاستحباب موجودًا في مثل هذه الحال، وأنا أرى المشاكل التربوية التي يمر بها أولادي؛ وأنا لا أستطيع أن أتدخل حتى لا تقع المشاكل بيني وبين زوجي؟
كيف يجمع الإسلام بين الزهد في الدنيا وكثرة الإنجاب؟
كيف يجمع الإسلام بين قضية الزهد في الدنيا وبين الحث على كثرة الإنجاب او استحباب تعدد الزيجات التي تزيد انشغاله اكثر بالدنيا؟
ليس لدي طاقة للمزيد من الإنجاب!
شاهدت فيديو الوضع المعيشي... لكن وضعي لا يسمح لي بالإنجاب،، هل يجوز لي التفكير بعدم الانجاب لان اولادي (الاثنين) من ذوي الاحتياجات الخاصة، كونهم يتطلبون مجهود جسدي كبير مني ولا يوجد من يساعدني للاهتمام بهم؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...