
الطريق الصحيح لتأمين المعيشة
كيف نتجنب فتنةً لا تصيب الذين ظلموا خاصّة
السيد عبّاس نورالدين
تحفل النّصوص الدّينيّة بالتّصريحات والإشارات الهادية إلى حياة الكفاف والغنى والنّجاة من الحرمان والفقر. وأوّل دلالات هذه النّصوص (من آيات وأحاديث وأدعية) هي أنّ الله تعالى لا يريدنا أن نعيش في حالٍ من العوز والهمّ المانع من تحصيل الفضائل والسّعي نحو الكمال وبلوغ المقصد الأعلى في ظلّ عبادة الله.
وباختصار، لا يمكن مع كلّ هذه الشّواهد أن يظنّ المسلم أنّ الفقر أمرٌ جيّد أو مقبول في الدّين والرّؤية الإسلاميّة، حتّى أنّه قد ورد في بعض الأحاديث "كاد الفقر أن يكون كفرًا".
فمحاربة الفقر، على المستويين الفرديّ والاجتماعيّ، تعدّ من أولويات الدين، ويكفي أن نعلم أنّ الله تعالى قد عدّ أحد أسباب الفقر في المجتمع، وهو الرّبا، بمنزلة محاربة علنيّة وصريحة له، كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ}.[i]
صحيح أنّ المتبادر من مجموع النّصوص هو أنّ الذي يدعو الله ويسعى فلن يخيّب الله أمله وسوف يرزقه، إلّا أنّ هذا الأمر لا يعني أنّ الغنى أو الكفاف سيتحقّق وفق هذا السّعي. فهناك الكثير من الأعمال وأنواع التكسّب ليست مرضيّة عند الله تعالى؛ والمتيقّن منها السّعي المشوب بالحرام. فلو دعا الإنسان ليل نهار وخلط سعيه في طلب الرّزق بالمحرّمات، لا ينبغي أن يتوقّع الغنى والدّعة والسّعة. ولو حصل ذلك، فلن يكون إلّا من باب الإملاء والنّقمة وما شاكل.
لهذا، فإنّ تحديد العمل أو المهنة المطلوبة يُعدّ مقدّمة أساسيّة في استجابة الدّعاء؛ وكل ما نسمعه أو نقرأه عن استجابة هذا الدّعاء أو ذاك (في باب الرزق) ينبغي أن نعلم أنّه مشروطٌ بالقاعدة الكبرى وهي التي أشار إليها الإمام السجّاد عليه السلام في دعائه: "يا من لا تبدّل حكمته الوسائل".[ii]
فلو توسّل الإنسان بكل أنواع الوسائل المشروعة (من أدعية وشفاعة وسعي وتخطيط وجدّيّة ومثابرة و..)، لكنّه كان يسلك طريقًا مخالفًا لحكمة الله تعالى، فلن تكون كل توسّلاته ووسائله ذات أثر. ولهذا، تكمن النّصيحة هنا، لكلّ من يسعى في تأمين رزقه ومعيشته أن يتعرّف أوّلًا إلى حكمة الله في الاقتصاد.
ومقصودنا من الاقتصاد هو معناه الشّائع وهو النّظام العام المرتبط بالثروة والإنتاج والدّخل العام والحكومة و...
فقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون الاقتصاد الفرديّ تابعًا ومتأثّرًا بالاقتصاد العام (الذي يتحدّد اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى وفق سياسات الحكومات وأدائها وضمن نظام الاقتصاد العالميّ وتفاعلاته). فلا يمكن أن يعيش الأفراد ازدهارًا إذا كان الاقتصاد العام يسير في طريق الانحدار أو كان يسلك طريق الفساد. وفي مثل هذه الأحوال، فإنّ كل ثروة فرديّة ستكون مشوبة بالكثير من الشبهات ومُحاطة بالعديد من المخاطر.
وبعبارةٍ أخرى، لم يعزل الله تعالى سعينا الفرديّ عن السّعي الاجتماعيّ، ولم يضمن لنا السّعة والدّعة في ظلّ مجتمعٍ يعيش الإنهيار، مثلما أنّنا لا نتوقّع النّجاة ونحن نركب طائرة تسقط.
لقد ركبنا هذه الطائرة، وعلينا أن نتحمّل العواقب؛ فإمّا أن نمنع القبطان من ارتكاب خطإٍ في القيادة أو لا نركب هذه الطّائرة من الأساس، أو نعمل على بناء طائرة أخرى أو نبدّل القبطان بقبطانٍ أكفأ وأجدر.
إنّ سعينا لتحسين أوضاعنا الاقتصاديّة الفرديّة، بمعزل عن السّعي لإصلاح الاقتصاد العام (والذي يتطلّب أحيانًا كثيرة إصلاحًا سياسيًّا واجتماعيًّا)، سيكون بمنزلة الخوض في المجهول، ونكون كمن يرمي بنفسه في لجّة الاحتمالات التي لا يُعرف مصيرها.
[i]. سورة البقرة، الآيات ٢٧٨- ٢٧٩.
[ii]. الصحيفة السجّاديّة، دعاؤه عليه السلام لطلب الحوائج.

مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

فن تدبير المعيشة (١)
تدبير المعاش يتطلب مهارات عديدة. ولكن ينبغي أولا أن نتعرف إلى هدف العيش في هذه الدنيا وابعاده. لأن المعاش الصحيح ينطلق من مبادئ صحيحة. وبعد ذلك يصبح مهارة وفنا يحتاج إلى الحكمة والممارسة السليمة. فما هي هذه المبادئ وكيف نطبقها تطبيقًا صحيحًا؟

تعالوا نرتقي بهمومنا
لما كان الهمّ نابعًا من الاهتمام الممتزج بالقلق، ولمّا كان الهمّ أمرًا طبيعيًا في سنّة الكون ونظام الحياة الدنيا، فسوف يكون عنصرًا مفيدًا إن ارتبط بالنظام الكوني الأعلى.

همومك تحكي من أنت
الهموم والهواجس وما يصاحبها من حيرة وقلق أمور تنشأ من طبيعة تواجدنا في هذا العالم المتحوّل والمتبدّل. جهلنا بالمستقبل وصعوبة إدراك الغيب تولّد فينا الهمّ والاهتمام. فكل قضايانا وشؤون حياتنا قابلة للتحوّل والتغير، مهما كانت الضمانات التي حصلنا عليها بشأنها. فلا أحد يمكنه أن يجزم بأنّ أوضاعه المالية ستبقى هكذا إلى نهاية العمر.

معيشتنا تحدّد مصيرنا
أجل، معيشتنا تحدّد مصيرنا الأبديّ. فقليل من التأمّل في تحدّيات العيش في الدنيا يجعلنا ندرك كم هي عميقة هذه القضيّة وكم هي مرتبطة بقضايا الكون الكبرى.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

برنامج مطالعة في مجال الأخلاق موزّع على ثمان مراحل
نقدّم لكم برنامج مطالعة في الأخلاق على ثمان مراحل