
بين غياب المثل وضياع النقد
فقدنا القدرة على إعداد القادة
الكاتب والمفكر السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب على طريق بناء المجتمع التقدمي
تتجاذب المسلمين ثقافتان متعارضتان أشد التعارض فيما يتعلق بطبيعة القيادة وخصائصها. طائفة ترى أن على الذي يقود المجتمع أن يكون معصومًا عن كل خطإٍ مهما كان صغيرًا، وأخرى ترى عدم البأس في أن يكون فاسقًا فاجرًا هاتكًا لحرمات الله طالما أن الله قدّر أن يكون قائدًا وإمامًا لهم وجعله خليفة لرسوله.
استغرقت الطائفة الأولى في الدفاع عن عقيدتها إلى الدرجة التي لم تعد ترى أي قائد سوى المعصوم، وظهر ذلك في المعاناة الشاقة التي بذلها الإمام الخميني وهو يسعى لإقناع علمائها بقضية ولاية وحكومة الفقيه غير المعصوم؛ بينما كادت الطائفة الثانية أن تنسى تمامًا قيمة الصفات والخصائص الإيجابية الكثيرة التي يمكن أن تتوفر في بعض الأشخاص ومدى تأثيرها على دينهم ومستقبلهم وحضارتهم.. وهكذا ضاعت المساحة الرمادية التي كان يُفترض أن يتشاركها الجميع للتعامل مع قضية القيادة بصورة عقلانية واقعية.
إنّ النزوع التبريري الشديد الذي أحاط بهذه العقائد والجدال الكلامي البعيد عن متطلبات الزمان أدى إلى الغفلة والتساهل بشأن أهم قضية في حياة المسلمين، فما بين متشددٍ لا يجد للواقع متسعًا في فكره وأطروحاته، ومتساهلٍ لم يعد مهتمًا بما يجري حتى لو خسر المسلمون عزتهم وكرامتهم. وبذلك فقد الفكر الإسلامي الكثير من الكلام الذي كان يُفترض أن يُقال لإغناء هذه القضية الحساسة والارتقاء بها إلى مستويات التحدي.
إنّ الذين أصرّوا على العصمة كشرط للقيادة، لم يتصوروا أنّ الأرض قد تفقد حضور هذا الإمام المعصوم في بعض العصور، وأن على أهلها أن يتدبروا أمورهم في غيبته، وأن يسعوا لملء الفراغ بالأشخاص الجديرين وإن لم يكونوا معصومين، قبل أن يملأه ملوك وطواغيت مستبدون سيعيثون في الأرض فسادًا. وهكذا، كان التشدد في صفات العصمة للقائد سببًا لغياب البحث الجاد عمّن يتولى المسؤوليات الاجتماعية المختلفة في عصر الغيبة، فضاعت المسؤوليات الاجتماعية في لجة الهروب من هذا الواقع المرير.
وحين بدأت تجربة القيادة الشرعية التي آمن بها الموالون، كانت صفات العصمة وخصائص القائد المثالي ما زالت حاضرة بقوة في وعيهم ووجدانهم، فبدأت محاكمة هذا الولي وكل من معه انطلاقًا من تلك المبادئ المثالية العليا. وهكذا جرت عملية المقارنة بشخصٍ يمتلك من الكفاءات والمواصفات ما لا يمكن أن يتوفر لأحدٍ سواه ـ المقارنة بين الإنسان العادي والإنسان المعصوم ـ فبعث ذلك حالات من الإحباط والتشاؤم نظرًا لارتفاع سقف التوقعات. وما كان بالإمكان تغييب هذه المقارنة من الوجدان وقد تولدت من عقيدة راسخة، والإمام المعصوم بحسبها يُفترض أن يكون حاضرًا وناظرًا وشاهدًا ومستعدًا للظهور وتولي زمام الأمور في أي لحظة.. وربما نتج عن ذلك في بعض الحالات ما يشبه النقد الشرس الذي لا يقايض ولا يتنازل. ومن المتوقع في ظل هذا النقد العنيف أن يتجه أهل التجربة والقيادة إلى المقلب الآخر، ليبحثوا عن مبررات لتولية كل ناقص أو غير جدير. ومن هذه المبررات التي اشتهرت في أوساطنا القول بأن تعيين الأقل كفاءة يرجع إلى كونه الأكثر مقبولية أو أقدمية وإن وُجد من هو أكفأ منه وأجدر.
وقد أدى هذا التجاذب الشديد إلى إعادة النظر بعقيدة الإمامة والتأمل في مختلف جوانبها. فما من عقيدة تنزل إلى أرض الواقع والتجربة إلا وسيتبعها صياغة جديدة. وإنما يواجه المسلم مثل هذا التعارض حين لا يقدر على الجمع بين المثل والواقع، فيضطر إلى إعادة النظر في عقيدته للبحث عن مكامن الخلل فيها؛ الأمر الذي يُعد شيئًا مفيدًا ومنتجًا هنا، ومن شأنه أن يقرّب وجهات النظر بين المثاليين والواقعيين.
يرى المثاليون الأمور من منظور عالم المفاهيم الذي تشكّل من الأفكار والكتب، بينما يحكّم الواقعيون تجربتهم على المفاهيم وينظرون إلى العقائد من زاوية الواقع الذي صنعته تجربتهم.. وفي الوقت الذي يعجز المثاليون عن عرض البديل المتناسب مع الاستحقاقات وهم مبعدون عن المواقع، لا يرى الواقعيون أي إمكانية لتغيير الواقع لأنه لن يكون أفضل ممّا كان. وهكذا تُترك قضية القيادة للصُدف والتجارب أو للتسديد الإلهي بحسب تعبير البعض.
إنّ الحساسية المفرطة التي يعاني منها الواقعيون تجاه أي نقد من جهة، وعدم قدرة المثاليين على تأمين البدائل المناسبة من جهة أخرى، أفرغت الميادين من أي تجربة يمكن أن تتشكل على صعيد بناء الشخصيات القيادية التي تنسجم مع طبيعة التحديات والاستحقاقات. وبات على الواقعيين أن ينتظروا الأرض وتجاربها لتأمين حاجاتهم المزمنة، في حين يقف المثاليون مكتوفي الأيدي. والخاسر الأكبر هو هذه التجربة التي يُفترض أن ترتقي إلى آفاق العصمة في بحثها وتطلعاتها.
إن عجزنا عن تشكيل مؤسسات تترعرع فيها التجربة مع المثالية هو العامل الأول وراء هذا النقص الحاد في الطاقات القيادية المطلوبة. وإنّ عدم إيمان الواقعيين بإمكانية تحقيق هذا الهدف بالطرق التقليدية هو الذي كان ولا يزال المانع الأكبر من تبلور الكثير من أبعاد القيادة وخصائصها في ذهنية العاملين والمتصدين فضلًا عن غيرهم. لهذا أصبح النقد مع مرور الزمن فاقدًا لتأثيره ودوره البناء حتى لو كان منبعثًا من تلك الذهنية المثالية العقائدية.

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

عهد أمير المؤمنين إلى القادة والمسؤولين
يعيد الكاتب تبويب هذا العهد المشهور الذي يعد أول وأجمع وثيقة في ادارة المجتمع المسلم وقيادته، ويشرح أفكاره بأسلوب عصري يتناسب مع التحديات والمسائل التي يواجهها المسؤولون في مختلف جوانب الادارة والقيادة. عهد أمير المؤمنين(ع) إلى القادة والمسؤولين الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 184 صفحةالطبعة الثانية، 2008م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

كيف يصنع القادة المميزون
الهدف الأساسي لهذا الكتاب هو تمكين أي إنسان للبدء من النقطة الصحيحة في عملية بناء نفسه، ليكون قائدًا ناجحًا؛ مهما اختلفت ساحات العمل التي يخوض فيها. كيف يُصنع القادة المميّزون الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 264 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 8$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

عوامل نجاح الإبداع والأعمال والكبرى.. الاختلاف الجوهري في أنماط القيادة
الإبداع سر النجاح في الأزمات وحين تشح الموارد وتضيق السبل. والأعمال الكبرى عماد المجتمعات القوية التي تسعى لتحقيق قفزات نوعية في حياتها. وحين يجتمع الإبداع مع ضخامة العمل، فهذا يعني التفوق والعظمة.

عن ضعف القيادة والارتقاء في مراتب القدرة
ضعف القيادة ليس بالأمر الذي يمكن اختصاره بمفهومٍ واحد؛ لأنّ هذا الضعف قد يكون ذاتيًّا وقد ينشأ من عوامل خارجية، وقد يكون نسبيًّا، أي مرتبطًا بمستوى المهمات المتاحة أمامها. إنّ القيادة ظاهرة مهمة للغاية في الحياة البشرية؛ ودراستها تُعد مفتاحًا لفهم الكثير من أسرار الحياة الاجتماعية ومعاني الحضور والتدبير الإلهيين وتجلياتهما. والتأمل في مراتب القوة والقدرة التي يتميز بها القادة قد يلهمنا بعض الأفكار المرتبطة بمبدإٍ محوري في القيادة، وهو ما يتعلق بالارتقاء والازدياد في القوة والقدرة.

القيادة الحائرة بين القيم.. ما الذي ينبغي أن نقدّمه لتحقيق التقدّم؟
يمكن تقسيم القيادات المخلصة الحريصة على تقدّم مجتمعاتها وازدهارها إلى نوعين: الأول، القيادة التي تستغرق في مراضاة الناس على حساب أي شيء آخر. والثاني، القيادة التي تعتمد منهج العدالة. قد يُقال للوهلة الأولى بأنّه لا يُفترض بهذين النهجين أن يتعارضا، لأنّ حفظ البقاء وتماسك الصفوف يسمح لازدهار القيم. بَيد أنّ التأمل في الواقع يشير إلى أنّه قد يفرض في كثير من الأحيان حصول التعارض والاختيار بينهما. فلماذا يحدث ذلك وما هي آثار ذلك على صعيد تقدّم المجتمع؟

بين القيادة التجريبية والقيادة العقلانية
القيادة التي تُعنى بتوجيه الطاقات والإمكانات هي ميدان مهم لاختبار القدرات الإدراكية للقائد. وكلّما كان المعني بهداية الموارد البشرية والمادية قوي الإدراك، كان أقدر على القيام بعمله على أفضل وجه.

حين يفقد القائد العنصر الأول لنجاح قيادته.. ماذا نعرف عن الذكاء العاطفي في القيادة؟
إنّ التواصل مع الجماهير هو الركن الأول للتأثير القيادي. والتواصل العاطفي معهم هو الوسيلة الأكثر فاعلية من بين جميع أنواع الخطابات. والقائد الذي يختبئ وراء التصريحات الرنانة والمواقف الاستراتيجية، ويرفض النزول إلى مستوى حاجات الناس وهمومهم، هو قائد ضعيف لم يحمل هذه الأمانة على محمل الجد التام، ولم يأخذها ـ كما أمر الله تعالى ـ بقوة

العنصر الجوهري في القيادة.. هل سمعتم عن القيمة المضافة؟
سواء كنت قائدًا حقيقيًّا أو في موقع القيادة، فإنّ الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لك سيكون فيما تمتلكه ولا يمتلكه غيرك؛ لأنّ القيادة كلها تتمحور حول هذا العنصر الجوهري
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

دورة في الكتابة الإبداعية
الكتابة فن، وأنت المبدع القادم دورة مؤلفة من عدة فصول نواكبك حتى تنتج روايتك الأولى