الحسين يشق طريق السير إلى الله
أن تنقذ نفسًا من السقوط لهو فعلٌ يُساوي إنقاذ النفوس جميعا، فكيف إذا أخذت بيدها نحو قمم الكمال والفضيلة؟! وماذا لو جعلت من هذا الفعل نهجًا ميسرًا لكل نفس!؟ لقد تحدّى الإمام الحسين (ع) تلك الأطروحة القائلة بأنّ أفضل وسيلة لنشر الفضيلة والكرامة هي إقامة بيئة اجتماعية تترعرع فيها الفضائل ويتسابق أهلها في مضامير الكرامة، وهي بيئة المجتمع العادل الذي يرأسه إمامٌ فاضل.. وكان تحدّي الإمام يكمن في إيجاد وسيلة أخرى مشابهة في قوة تأثيرها للوسيلة الأولى. وكانت وسيلة الإمام هي ترسيخ نهج "رفض الذلّة" بكل أشكالها الفردية والاجتماعية، الظاهرية والباطنية، نهج الآباء الذي حصّنه بدمائه فجعله الله تعالى عنوانه ودليله.