
لماذا سيصبح التشيع مذهبًا عالميًّا؟
10 أسباب وراء مستقبل التشيع الباهر
السيد عباس نورالدين
لماذا نعتبر بأنّ التشيّع سيكون مذهبًا عالميًّا، تتبناه أكثرية البشرية كأفضل نمط للعيش، وأسهل أسلوب للتعامل مع مشكلات الحياة وأرقى منهج لصناعة المستقبل؟
إنّ أي مدرسة فكرية أو دين أو مذهب، إذا كان لا بدّ له أن يستقر ويثبت على مستوى أتباعه أو ينتشر ويسود على مستوى العالم، لا بدّ أن يتمتع بمجموعة من المواصفات والخصائص العالمية، والتي هي في الواقع تلك الخصائص المشتركة التي تحدد ما هي الإنسانية والتي نعبر عنها بالمميزات الفطرية.
ولا يعني هذا أنّ تمتّع أي مذهب بمجموع هذه الخصائص الفطرية كافٍ لتحقيق هذا النجاح والانتشار؛ فيبقى على أتباع هذا المذهب أن يعملوا بصدق على إظهار مذهبهم وعرضه على الناس وفق هذه الخصائص الفطرية، مثلما أنّ عليهم تجاوز تلك العقبات والموانع التي تنشأ بشكل أساسي في عصرنا الحالي، من الاحتكار الإعلامي والهيمنة المفروضة من قبل الإمبراطوريات الإعلامية التي تقع تحت الدعم والحماية غير المباشرة للقوى الكبرى، وكذلك تجاوز الحدود والقيود التي تفرضها بعض الحكومات على حرية شعوبها وأنواع حرية التعبير والتواصل الفكري.
إنّ هذه العقبات تحتّم على أتباع أي مذهب في العالم إن هم أرادوا ايصال كلمتهم إلى الآخرين أن يتجاوزوها؛ ولكن رصيدهم الأكبر في ذلك سيكون في قوة عرض تلك الخصائص الفطرية التي يتمتع بها مذهبهم لأنّها ما تنشده البشرية وتصبو إليه في أي مذهب أو دين أو مدرسة تريد أن تتّبعها في الحياة.
لا يمكن للبشر أن يعيشوا من دون إطارٍ مذهبي أو ديني ينظّم حياتهم ويجيبهم عن الأسئلة الأساسية التي يحتاجون إليها؛ وما سعي الملاحدة في العالم اليوم للتأطر والتمذهب إلا بسبب ذلك، فقد أصبح الإلحاد مذهبًا ودينًا يتبنّاه الكثيرون، وأصبح دُعاته قساوسة وكهنة معبده.
لأجل ذلك، وقبل أن نتحدث عن المسؤوليات الملقاة على عاتق أتباع مذهب التشيّع بشأن بيان وتوضيح وعرض مذهبهم على العالمين، نشير إلى ما يتمتع به هذا المذهب من خصائص فريدة قد لا نجدها مجتمعة وبهذا المستوى والتألق مثلما نجدها في التشيع.
الخاصية الأولى: يتمتّع مذهب التشيّع بمخزونٍ فكري وتراثٍ هائلٍ من الحكمة، ويظهر تفوقه هنا في عمق وشمولية الحكمة التي تتجلى في مجموع التعاليم والمواعظ والإرشادات والأفكار التي تستوعب كل مجالات الحياة؛ فتجعل أتباعه يشعرون بالاعتزاز والغنى والتفوق بصورة قد لا نجدها في أي مذهبٍ آخر. فالأمر لا يتوقف عند حدود النوع بل يتعداه إلى مستوى الكم الكبير الذي يضفي على هذا المذهب هذا الاقتدار الذي يؤهله لأن يكون الأول على مستوى تفسير الوجود وعرض الرؤية الكونية المرتبطة بالمصير والمبدأ والغاية ووجود الإنسان ومعنى الحياة، وغيرها من القضايا الكبرى التي باتت اليوم الشغل الشاغل لأي مفكر على وجه البسيطة.
إنّ هذا التراث الفكري الحكمي الكبير، هو نتاج تعاليم وكلمات وسيرة مجموعة من العلماء الكبار الذين أسسوا لهذا المذهب عبر قرنين من الزمن ومنذ بداية البعثة الشريفة، أي من رسول الله محمد وإلى حفيده الإمام الثاني عشر، الذي له منزلة عظيمة في نفوس الشيعة. لقد ترك هؤلاء العظماء والمعلمون الكبار تراثًا لا نظير له من حيث الفكر والمضمون والبيان والتفسير الذي قام التابعون فيما بعد بشرح الكثير من معارفه ونصوصه، فزادوا من الغنى وأظهروا جانبًا من حقيقته؛ وهكذا أصبح هذا المذهب متوافرًا على تراث يمكن بسهولة أن ينافس على مستوى الساحات العالمية.
الخاصية الثانية: الانفتاح على الآخر، الأمر الذي يعكس مستوى الشجاعة والثقة بالتراث وبالغنى الذاتي عند هؤلاء الأتباع. فلا نجد في أي مذهبٍ آخر مثل هذا الانفتاح والإقبال على الآخر، مهما كان هذا الآخر معارضًا أو مخالفًا. ويستطيع المرء تبيّن ذلك بالتجول في مكتبات علماء هذا المذهب ومفكريه، حيث سيجدها مليئة بكتابات الآخرين دون تحفظ؛ ويعتمد أهل الفكر من هذا المذهب على مبدإٍ علمي مهم يقضي بضرورة الحكم على الآخر من كلماته لا من كلمات معارضيه ومبغضيه؛ وذلك لأنّ هؤلاء الأتباع لطالما عانوا من هذا الانحياز والتجني على مدى القرون المتطاولة.
يمارس أتباع هذا المذهب هذه العقلية الانفتاحية في كل تفاصيل حياتهم، فلا تجد في تجربتهم السياسية والاجتماعية ـ أي حين يصلون إلى مستويات مهمة من القدرة ـ أي منع من محاورة الآخر والاستماع إليه. فعلى سبيل المثال، قد يكون من المستحيل أن تجد كتب الشيعة في مكتبات مصر أو السعودية أو العديد من الدول التي تتبنى مذاهب مغايرة، لكن ستجد بسهولة أي كتاب ديني أو علمي لأي مذهب في العالم في معظم المكتبات الكبرى ومعارض الكتب دون أي منع أو قيد. وما هو ممنوع هي تلك الكتب التي اتّفق عقلاء العالم على كونها تخدش الحياء وتستعمل الإسفاف. حتى إنّك لتجد بكل بسهولة عشرات الكتب التي تتهجم على الشيعة وتطعن بهم وبعقائدهم في المعرض الدولي للكتاب في طهران، التي هي عاصمة حكومة مقتدرة للشيعة. ولعلمك، فإنّ معظم الذين سيشترون هذه الكتب هم من علماء وطلاب الحوزة الدينية في ذلك البلد.
ومثل هذا الانفتاح هو الذي يؤذن بانبعاث تلك القوّة العالمية وظهور هذا التفوّق، الذي ينشأ نتيجة الاطّلاع على الآخر وفهمه واستيعابه كما هو بدل الحكم عليه كما نشتهي ونرغب.
الخاصيّة الثالثة: العقلانية. وقد أرسى أتباع هذا المذهب قواعد العقلانية وجعلوها أساس تفكيرهم وبحثهم ودراستهم ونظرتهم إلى العالم وتعاملهم مع القضايا المختلفة في الحياة، بصورة لا نجد لها مثيلًا في أي مدرسة أو مذهب آخر.
إنّ العقل هو المحور الأساس الذي تدور عليه حركة أتباع التشيّع الفكرية والاجتهادية. فبالإضافة إلى العمل الحثيث على ترسيخ قواعد العقلانية ومبادئها في الدراسات والأبحاث العلمية المختلفة، تم التأكيد داخل هذه المدرسة العلمية على ضرورة جعل العقل منطلقًا أساسيًّا لإصدار الفتاوى والأحكام؛ ولا يخفى ما في العقلانية من قدرة تمد أصحابها بالأفكار الخلاقة والمعارف كلّما أمعنوا في استعمالها والالتزام بها. ولذلك سوف تكون نتائج هذه القوّة على مستوى الاكتشافات والمعارف عند أتباع هذا المذهب ـ نظرًا لترسخ قيمة العقل وقواعد استنباطه ـ من الكثرة والسعة والعمق بحيث ستجعلهم أهم مرجعية علمية على مستوى العالم كله.
الخاصية الرابعة: الروحانية العالية. فلو اعتبرنا أنّ الروحانية هي تلك التجربة المعنوية التي تضفي على حياة الإنسان المعنى وتبث فيه الحيوية والنشاط وتجعله يتفوق ويعلو على قضايا عالمه الأرضي المحدود، فلا شك بأنّ التفوق في الروحانية سيكون عاملًا مهمًّا في التفوق على مستوى الإبداع والإنتاج البشري؛ وهذا ما يميز مذهب التشيع الذي يولي للروحانية أهمية فائقة، فضلًا عمّا يتمتع به من مخزونٍ روحاني لا نظير له على مستوى العالم كله. أضف إلى ذلك ما تعطيه هذه التجربة الروحية لأي إنسان من قدرة ومناعة والتزام بمسلكه ومذهبه. ومن نظر في عمق التجارب الروحية عند الشيعة وتعاليمهم ونصوصهم وتراثهم سيلاحظ هذا التفوق النوعي. فهم أصحاب أعلى وأرقى الروحانيات.
الخاصية الخامسة: حضور التاريخ في وعي أتباع مذهب التشيّع بصورة تجمع بين الشدة والعقلانية. فالشيعة لا يقطعون صلتهم بالتاريخ لأنّهم يعتبرون إدراكه وفهمه واستيعابه وتفسيره أساسًا لفهم الحياة والدين؛ ولأنّه من مصادر التشريع والرؤية، فلا يجوزون التعامل معهم بمنطق التبرير والتغافل كما فعل الكثير من المذاهب الأخرى؛ أي أنّهم لا يجدون أي حاجة لتبرير التاريخ وتفسيره بالطريقة التي تحفظ سمعتهم وتبرر معتقداتهم. فالتاريخ مصدر لا يجوز العبث به، كما أنّه لا يجوز التغافل عنه لأنّه أساس فهم ما جرى وما يجري وما سيجري؛ إنّه ليس أمة قد خلت، بل هو الأمة التي ستتحقق. ولأنّ التاريخ مليء بالدروس والعبر، فهذا ما يجعل مذهب التشيع شديد الثراء ومفعمًا بالحكمة التي تحتاج إليها أي أمّة لأجل النهوض وعدم تكرار أخطاء الماضي.
الخاصية السادسة: حضور المستقبل المشرق مع ما يعنيه ذلك من مسؤوليات كبرى تجاه هذا المستقبل. ففي التشيّع تراث مهم يرتبط بتفسير مستقبل العالم ورسم معالمه وتحديد المسؤوليات تجاهه؛ وكل هذا لم يجعل من أتباعه جبريين متقاعسين، بل زادهم حماسة ونشاطًا لأنّهم رأوا أنفسهم وفق هذا التفسير في وسط ميادين هذا المستقبل المشرق ودعاهم ذلك ليكونوا أهم صنّاعه. كل ذلك، لأن التاريخ البشري والحركة الاجتماعية الإنسانية قد خضعا لأصول البحث العقلي المحكم في هذا المذهب والمتّصل بالوحي الإلهي ونصوص الغيب.
تحمل الغالبية العظمى من أتباع هذا المذهب تفسيرًا تفصيليًّا حول مستقبلٍ حتمي يتّصف بالازدهار والإشراق والسعادة الكبرى للبشرية. فهم لم يسقطوا المستقبل في سلّة القيامة، بحيث يصبح الإنسان مجرد متفرج مشاهد، بل اعتبروا حوادث المستقبل ومنه القيامة والآخرة مبنية على الإرادة والاختيار الإنسانيين. ولأجل ذلك، هناك ورشة قائمة حول تحديد المسؤوليات التي ترتبط بتحقيق ذلك المستقبل المشرق، وغالبًا ما تأتي برسم تفاصيل ملفتة لا تترك شأنًا من شؤون الحياة إلا وتحكي عنه.
الخاصية السابعة: امتلاك نظام تشريعي شامل يصلح لرسم معالم نمط العيش الأعلى. فحين ينظر الشيعة إلى تراثهم التشريعي والقانوني المستنبط من القرآن الكريم، يجدونه شاملًا لكل قضايا الحياة وشؤونها. وفي الوقت نفسه، فإنّ هذا النظام التشريعي ظاهر بالانسجام والترابط بالإضافة إلى كونه نابعًا ومستمدًّا من أصول ومصادر مقدّسة عند المسلمين. لذلك نجد هذا النظام التشريعي حائزًا على خاصية القداسة والهيبة التي يحتاج إليها أي قانون لتحقيق حضوره ونفوذه وتطبيقه في الحياة الفردية والاجتماعية للبشر.
كما أنّ بإمكان هذا النظام التشريعي أن يُعرض كنمط عيش متميّز ومتفوّق بسهولته وفطريته وشموليته، فيعلو بكل سهولة على جميع أنماط العيش التي تُعرض اليوم على البشرية، سواء على مستوى علاقتها بالبيئة أو الكون أو الإنسان أو كائنات هذا العالم وموارده.
الخاصية الثامنة: تعظيم العلم ومحورية البحث العلمي؛ ولأجل ذلك ينبذ هذا المذهب كل أشكال الخرافات والأهواء والتحيز، ويؤكّد على الموضوعية وعلى كون البحث العلمي أساس الوصول إلى الحقيقة واتّخاذ القرارات ووضع السياسات؛ وهذا ما يرفع من شأن هذا المذهب كما أنه يزيده قوةً واقتدارًا، لأنّ العلم سلطان وقدرة لا تعلو عليها قدرة.
أمّا الخاصية التاسعة فهي: الحياة السياسية الفوارة. فأتباع هذا المذهب كانوا منذ أقدم العصور وإلى يومنا هذا يخوضون تجربة سياسية عميقة، راكمت لديهم خُبرات ومعارف وحنكة لا نظير لها؛ وإن كان هذا العصر قد تميّز بظهور بعض نتائج هذه التجربة السياسية على شكل دولة عصرية تسير بخطى ثابتة نحو التفوق العالمي؛ وذلك عبر مناهضتها لكل أشكال الظلم والاستكبار والهيمنة في العالم.
وفي ظل هذه التجارب والمعارف يطرح أتباع هذا المذهب نظرية فريدة للحكم والدولة والإدارة الاجتماعية يبدو أنّها تحمل معها الكثير من البشائر للبشرية اليائسة من الأنظمة العقيمة والفاشلة.
والخاصية العاشرة: إنّ هذا المذهب يتمتّع بالفتوّة التي تمده بالحيوية المناسبة لمواجهة كل أشكال التحديات وتمنحه القدرة اللازمة لبناء مستقبلٍ مشرق؛ فهو مذهب، بالرغم من عراقته، لا يزال في طور التشكّل والتبلور؛ إنّه مذهب أبعد ما يكون عن الهرم والشيخوخة وذلك لأنّه يسمح بحرية النقد والبحث ويؤكد على الاجتهاد وإعادة النظر في المعتقدات والمبادئ وحتى التشريعات، ويحث أتباعه على ضرورة تحصيل الإيمان من خلال هذا الاجتهاد الذاتي واستخدام العقل والمنطق السليم.
وهكذا نشاهد ورشة كبيرة قائمة ينهض بها علماء ومفكّرون وباحثون ومحقّقون على مدى انتشار هذا المذهب. فهذه الحيوية العلمية هي التي تؤكّد على فتوّته وشبابه ونضارته، الأمر الذي يؤدي إلى الكثير من الإنجازات والإبداعات. ومع أنّ التشيع تأسس منذ بداية الدعوة الإسلامية وبدأ بالتشكّل قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة، بيد أنّه ما زال يعيش هذه الحيوية والتجدّد وكأنّه بدأ قبل عدة سنوات.

كيف أجعل مجتمعي قويًا؟
في ظل هذا المجتمع المنيع يتمكن الشاب المسلم من الحفاظ على قيم دينه الذي أنزله الله ليكون أعظم هدية لكل مجتمعات العالم وشعوبه التي تتوق إلى الانعتاق من قيود الظلم والضياع. فما هي مكونات المجتمع القوي، وكيف يمكن للشباب أن يجهّزوا أنفسهم ليشاركوا في أجمل الأعمال وأكثرها تشويقًا. كيف أجعل مجتمعي قويًّا؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 112 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

كنز المجتمع
إنّه اليوم العالميّ للبيئة..وإنّها المرّة الأولى التي يخوض فيها الصف السابع معركة انتخابيّة للفوز بعمادة الصف. والفوز سيكون على أساس تقديم مشروع مميَّز.الكل متحمّس! والكل ينتظر!من الذي سيفوز؟ لنرَ سويّة كيف خطّط كلّ من فريق هادي ومالك وحسّون للفوز بعَمَادة الصف. كنز المجتمع الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 12*17غلاف كرتوني: 80 صفحةللناشئة: عمر 11 - 13 سنة الطبعة الأولى، 2018م ISBN: 978-614-474-003-3السعر: 7$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

حول أسلمة العلوم الطبيعية أو التطبيقية.. مبادئ أساسية لبناء المناهج
لا ينظر المؤمنون بالإسلام وقيمه إلى الحركة العلمية الغربية بارتياح عمومًا، ومنها ما يرتبط بالعلوم التي تمحورت حول دراسة الكون والطبيعة والإنسان؛ هذه العلوم التي عبّرت عن نفسها بمجموعة من الاختصاصات والفروع، وظهرت بنتاج هائل استوعب جهدًا كبيرًا للبشرية، فأصبح بسبب ضخامته وحضوره مدرسة عامة يتبنّاها العالم كلّه. فالمنهج الغربيّ في التعامل مع الطبيعة والكون والإنسان هو المنهج المعتمد اليوم في كل بلاد العالم دون استثناء. إلا إنّ المؤمنين بالإسلام متوجّسون من حركة الغرب عمومًا، لا سيّما حين ينظرون إلى نتائج هذه العلوم على مستوى علاقة الإنسان بربّه. لقد أضحت هذه العلوم علمانية بالكامل، ليس أنّها لا ترتبط باكتشاف مظاهر حضور الله وعظمته وتدبيره وربوبيته فحسب، بل أصبحت سببًا لحصول قطيعة بين الإنسان وخالقه؛ في حين أنّ هذه العلاقة هي أساس سعادة الإنسان وكماله. أضف إلى ذلك، الآثار الهدّامة المشهودة لهذه العلوم على مستوى التطبيق والتكنولوجيا.من هنا، فإنّنا ندعو إلى إعادة النظر في هذه المقاربة، والعمل على تأسيس مقاربة أدق وأوسع وأشمل تجاه الكون والإنسان والوجود تنطلق من فهم فلسفة الوجود وغايته، فتكون عاملًا مساعدًا لتحقيق الأهداف الكبرى.

الفكر الإسلامي: نحو آفاق غير مسبوقة
هناك قدرة عظيمة عند الفكر الإسلامي، خصوصًا في نسخته النابعة من مدرسة أهل البيت (ع)، على ملء الفراغ الفكريّ الذي يعيشه العالم وعلى تقديم الكثير من الحكمة التي تحتاجها البشرية.يوجد أعمال فكرية رائعة في وسطنا، ومع ذلك هي مجهولة حتى في هذا الوسط، فضلًا عن الأوساط المسلمة الأخرى وبقية بلاد العالم. ورغم المحاولات العديدة لإيصال هذا الفكر للآخر، والمحاولات الحثيثة لنشره وسط بيئة تتقبّله بحكم الانتماء؛ إلا أنّه وبعد مرور عدّة عقود لا يبدو أنّ هناك أثرًا واضحًا لهذه المحاولات. بل نجد أنّ هذا الفكر في انحسار، ومع انحساره يفقد أهله الاندفاع المطلوب لإكمال مشروع بناء تلك المنظومة الفكرية وإظهار الفكر الإسلاميفي كل العالم. فمن الذي يتحمّل المسؤولية في هذا المجال؟والأهم كيف يمكن أن نحلّ هذه المشكلة حتى نحقّق هذه البيئة الناشطة الفاعلة التي تتفاعل فيها الأفكار الأصيلة العميقة الملهمة والمهتمة مع الواقع البشري بقضاياه المختلفة؟

العامل الأول لانطلاق مسيرة التقدم في المجتمع
ورد عن الإمام الصادق (ع): "ثَلَاثَةٌ تَجِبُ عَلَى السُّلْطَانِ لِلْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ: مُكَافَأَةُ الْمُحْسِنِ بِالْإِحْسَانِ لِيَزْدَادُوا رَغْبَةً فِيهِ، وَتَغَمُّدُ ذُنُوبِ الْمُسِيءِ لِيَتُوبَ وَيَرْجِعَ عَنْ غَيِّهِ، وَتَأَلُّفُهُمْ جَمِيعًا بِالْإِحْسَانِ وَالْإِنْصَاف". لا يمكن لأي مجتمع أن يتجه نحو الفضيلة، بمعنى أن ينشأ فيه توجّه عام وتيّار عمومي نحو الفضائل والكمالات والأعمال الصالحة والتقدّمية، من دون وجود مثل هذه القيادة على رأسه، ترعى وتقود وتنشّط هذه الحركة العامة... وهنا يأتي الإمام الصادق (ع) ليُرشد السلطات أو الحكومة أو القيادة في هذا المجتمع إلى أنّهم إن قاموا بهذه الواجبات الثلاثة، فإنّها ستكون عاملًا أساسيًّا في تنشيط هذه الحركة ودفع تلك العجلة الأساسية للتقدّم على مستوى المجتمع.

متى يخطئ الفقيه في تشخيص التكليف؟
نسمع عن المرجع أو العالم أو الفقيه الفلاني أنّه شخّص تكليفه لأن يقوم بفعلٍ ما أو ينهض بأمرٍ ما؛ لقد سمعنا مثلًا أنّ الإمام الخميني(قده)، أيام المواجهة والنضال ضدّ الحاكم المستبد في إيران قبل الثورة الإسلامية، كان يقول: إنّ تكليفي هو أن أُسقط هذه الحكومة. وفي الوقت نفسه كنا نسمع عن مراجع أو فضلاء من أهل العلم أنّهم كانوا يقولون: إنّ تكليفنا هو أن نسكت عن الشاه أو عن هذه الحكومة حتى لو كانت جائرة. فمن أين استنبط هؤلاء تكليفهم؟ وهل يحق للإنسان العادي أن يشخّص تكليفه المرتبط ببعض قضايا الزمان أو الحوادث الواقعة؟

أحد أعظم أسرار القيادة الإلهية... ماذا تعرف عن إدارة القادة الإلهيّين؟
إنّ أحد أبعاد القيادة الإلهية ومميّزاتها يكمن في القدرة العجيبة على متابعة شؤون الناس التفصيلية ومواكبة قضاياهم المختلفة دون التفريط بأي صغير بحجّة الاهتمام بالكبير؛ وهذا ما يوصي به أمير المؤمنين (عليه السلام) مالك الأشتر حين ولاّه مصرا: "ولا تدع تفقّد لطيف أمورهم اتّكالًا على جسيمها، فإنّ لليسير من لطفك موضعًا ينتفعون به، وللجسيم موقعًا لا يستغنون عنه".[1]

ثورة العلم الحقيقية.. الطريق الأقصر لإصلاح المجتمع
إنّ الطريق الوحيد لنشر الفضائل في أي مجتمع، والحد من مخاطر الرذيلة وانتشار المعاصي، يكمن في أمرٍ واحد وهو: رواج روحية طلب العلم؛ فالعلم هو الخير الفريد الذي يمكن أن يشبع روح الإنسان إلى الدرجة التي لن يشعر معها بالرغبة في طلب الدنيا ومتاعها الزائل؛ ومتى ما انعدمت هذه الرغبة الدنيئة وزالت دوافعها المنحطة انقطع معها أصل الخبائث واستؤصل جذر الرذائل.

العامل الأول لانطلاق مسيرة التقدّم في المجتمع
ورد عن الإمام الصادق (ع): "ثَلَاثَةٌ تَجِبُ عَلَى السُّلْطَانِ لِلْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ: مُكَافَأَةُ الْمُحْسِنِ بِالْإِحْسَانِ لِيَزْدَادُوا رَغْبَةً فِيهِ، وَتَغَمُّدُ ذُنُوبِ الْمُسِيءِ لِيَتُوبَ وَيَرْجِعَ عَنْ غَيِّهِ، وَتَأَلُّفُهُمْ جَمِيعًا بِالْإِحْسَانِ وَالْإِنْصَاف". لا يمكن لأي مجتمع أن يتجه نحو الفضيلة، بمعنى أن ينشأ فيه توجّه عام وتيّار عمومي نحو الفضائل والكمالات والأعمال الصالحة والتقدّمية، من دون وجود مثل هذه القيادة على رأسه، ترعى وتقود وتنشّط هذه الحركة العامة... وهنا يأتي الإمام الصادق (ع) ليُرشد السلطات أو الحكومة أو القيادة في هذا المجتمع إلى أنّهم إن قاموا بهذه الواجبات الثلاثة، فإنّها ستكون عاملًا أساسيًّا في تنشيط هذه الحركة ودفع تلك العجلة الأساسية للتقدّم على مستوى المجتمع.

بين القيادة الانفعالية والقيادة الاستراتيجية.. كيف يعمل الأعداء على تشكيل القيادات
منذ زمن بعيد وأنا أدأب على التفكير في كل ما يرتبط بواحدة من أهم قضايا المجتمع وأكثرها خطرًا، وهي قضية القيادة. ووجدت أنّ أكثر ما كان يخشاه المستعمرون ـ الذين غيّروا ألبستهم وبقوا على مخططاتهم ـ وما زالوا هو تبلور قيادة حقيقية في المجتمعات التي يهيمنون عليها؛ قيادة تستطيع توجيه طاقات المجتمع نحو الأهداف الكبرى، تقلب الطاولة عليهم وتبدّل المعادلات الدولية التي تعمل لمصلحتهم.

تنشيط الحياة الفكريّة في المجتمع
لكلّ مجتمع أنماطٌ من الحياة قد تكون فاعلة ناشطة أو كامنة مخفيّة. وكلّما تنوّعت حياة هذا المجتمع وتعمّقت، كان المجتمع أشدّ قوّةً وتكاملًا وازدهارًا ودوامًا.

بين القيادة العلمية والقيادة الذرائعية
لعله لا يوجد نعمة أهم وأعظم من نعمة القيادة المخلصة لأي مجتمع بشري. ففي ظل هكذا قيادة يمكن أن نرجو للمجتمع أن ينهض ويزدهر ويصل إلى أعلى مراتب القدرة؛ وفي ظل غياب هكذا قيادة، فإن المجتمع، وإن كان يتوافرعلى جميع أنواع الإمكانات والاستعدادات البشرية والطبيعية والمادية والتاريخية والثقافية، لن يسير إلا نحو الانحدار والتخلّف والخسران المبين.

لماذا يجب تعميق الفكر الإسلامي في مجتمعنا؟
إنّ وجود عمق فكري للمعارف الدينية أمرٌ ملحوظ عند كل من كان له توفيق التوغل في هذه المعارف مطالعةً ودراسةً وتفحّصًا. ولا حاجة للإتيان بأدلّة من السنّة أو القرآن على هذا الأمر المشهود بالتجربة؛ أمّا من يطالب بالدليل، فما علينا سوى أن نقدّمه له بواسطة عرض الشواهد الكثيرة التي لا تُحصى. وأغلب الظن أنّ الذين ينكرون وجود هذه الظاهرة العجيبة، كانوا يتسترون ويخفون جهلهم، أو أنّهم كانوا يحملون معنًى مغايرًا لما هو مُراد من العمق.

بين القيادة التجريبية والقيادة العقلانية
القيادة التي تُعنى بتوجيه الطاقات والإمكانات هي ميدان مهم لاختبار القدرات الإدراكية للقائد. وكلّما كان المعني بهداية الموارد البشرية والمادية قوي الإدراك، كان أقدر على القيام بعمله على أفضل وجه.

من لا تاريخ له لا مستقبل له.. كيف تساهم الأعمال التأريخية بتقوية المجتمع؟
يكمن السر الأكبر الذي يقف وراء وحدة أي جماعة بشرية في وجود وعي مشترك عند أغلبية أفرادها تجاه هوية محدّدة. وغالبًا ما تُعرّف الهوية داخل المجتمعات نسبةً إلى الهويات الأخرى وبالنظر إلى الموقعية والمكانة على خارطة الأمم. في هذا المجال، سنجد أنّ لوعي هذه الجماعة التاريخيّ، ونظرة أبنائها إلى تشكّلهم كجماعة أو أمّة واحدة، والمسار الذي طووه على مدى الزمن، الدور الأكبر في تحديد أهم أبعاد هويتهم وخصائصها المميزة.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...