
هل أنّ زرع فكرة التكامل مضر؟
السيد عباس نورالدين
أجد مصطلح perfect kid مصطلحًا خطرًا جدًّا على الناحية النفسية للطفل لأن سعي الطفل للكمال اللاممكن سينتهي به إلى الإحباط وتضاد المشاعر وتضخم المكبوتات، وسيؤثر ذلك على مستقبله العلمي والعملي وحتى على حياته الزوجية وأدواره الاجتماعية، وسيتولد لديه أفكار لامنطقية المعبر عنها في علم النفس ب irrational believes. (الطفل الذي انتحر لعدم تفوقه مثال)
وأفرق هنا ما بين السعي إلى الكمال بطريقة سليمة بل مطلوبة(أحب تسميتها السعي إلى التميز لأن كل إنسان له سماته الخاصة).. وما بين عيش الكمال الذاتي كصفة لازمة... وهنا تكمن المشكلة..
لذا أقول: فلنفرح بأولادنا كما هم ونقبلهم كما هم.. ولنكافئهم على ال ١٢ علامة التي حصّلوها مثلا.. بدلا من محاسبتهم على العلامات الثماني التي لم يحصلوا عليها.
وحين ننتقل من ثقافة العلامات والتفوق الى ثقافة البحث والمعرفة والتميز الفردي من خلال قبول الاختلاف الشخصي في الصفات والسمات.. نكون قد خطونا باتجاه تحرير ابنائنا من قيود مثقلة ومجهدة..
ربما يُقال أنّ زرع فكرة التكامل في نفوس الأطفال قد يؤدّي إلى إيجاد ضغوط نفسية هائلة عليهم تدفعهم إلى حالات كارثية من اليأس والإحباط.
لحل مثل هذه الإشكالية نحتاج أولًاإلى تحديد المعنى الحقيقي للكمال، وبيان المقصود من التكامل والسعي نحو الكمال.
لا شكّ أنّ من عوامل اليأس التي قد تؤدي إلى الانتحار في بعض المجتمعات، هو عدم وصول الناس إلى ما يصبون إليه ويطلبونه بشدة؛ لا سيما بعد بذلهم للجهد الكبير واعتبار أنّهم قاموا بكل ما عليهم ولكن دون جدوى. إذا اجتمعت هذه الحالة مع ثقافة عدم فهم قيمة الحياة ـ لأنّ الانتحار ينشأ بفعل الثقافة وليس شيئا ينشأ من تلقاء الإنسان أو من ذاته ـ فإنّ ذلك سيؤدي إلى اليأس والكارثة.
لكن هل أنّ التكامل والسعي نحو الكمال هو السبب الحقيقي لمثل هذا الشعور السلبي أم أنّ هناك عوامل أخرى مسؤولة عنه، وقد اختلط الأمر على البعض فظنّوا أنّ التكامل هو السبب؟
أول شيء ينبغي أن نعرفه هنا هو الفارق الدقيق بين الرؤية الإسلامية والرؤية العُرفية أو تلك التي نسمع عنها في مناهج علم النفس الحديث في تحديد معنى الكمال والتكامل. فبالإضافة إلى الاختلاف العميق في تحديد حقيقة الكمال، فإنّ التكامل وفق الرؤية الإسلامية يعني قبل أي شيء أنّ الطريق إلى الكمال متوفر وسهل ويسير، ولو أنّ الإنسان نوى أن يصل إلى الكمال ولكن منعه مانع فإنّه يصل: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّات".[1]وعليه ووفق هذه النظرة الإسلامية للتكامل لا ينبغي للإنسان أن يقع في فخ اليأس أبدًا.
حين تشتد الظروف وتحيط الموانع المختلفة بالإنسان عليه أن يستبشر، لأنّه قد يكون أقرب ما يكون إلى الكمال المنشود، وإلى تحقيق رغبته التي ترتبط بالكمال الحقيقي. وفيما لو لم يتحقق له ما يريد فهذا يعني شيئًا واحدًا وهو أنّ ما كان يريده ويرغب به لم يكن كمالًا حقيقيًّا، ومع ذلك يعوّضه الله تعالى برحمته وعطفه عن ذلك: أولًا بأن يُبصِّره بحقيقة الكمال حتى يُفرِّق بين الكمال الوهمي والكمال الحقيقي، وثانيًا بأن يفتح له طريق الوصول إليه لحسن نيّته وصفاء قصده.
الكمال الحقيقي لا يعني حصول الطالب على العلامات القصوى؛ بل التوفيق للدراسة والتعلم الذي هو أهم من العلم نفسه، ومثل هذا الشخص لن يمنعه مانع. ولو حصل أن اشتدّت الظروف ومنعت الإنسان من الدراسة والتعلّم بالطريقة التقليدية، فإنّ الله عز وجل يفتح عليه أبواب التعلم وطرق غير تقليدية لطلب العلم يُعبَّر عنها بالعلم اللدني.
إنّنا نحن من يضع المعنى الخاطئ للكمال أمام أبنائنا ونصرّ عليه، وذلك حين نفترض أنّ تحقيق الإنجازات الاجتماعية أو الحصول على العلامات العالية والشهادات هو الكمال الواقعي. لذلك حين لا يُوفّق أبناؤنا في الإمتحانات في بعض الأحيان، لا لتقصيرٍ منهم بل لعدم اطّلاعهم على هذ النوع من الأسئلة مثلًا، لا سيّما في بعض امتحانات الدخول إلى الجامعات التي تختلف مناهجها بالكامل، فهذا لا يعني أنّهم لم يصلوا إلى الكمال، لأنّ الدراسة والسعي والتعلّم وما حصلوا عليه من علوم ومعارف ومهارات هو الكمال بحدّ ذاته.
إنّنا نحن الذين نفترض أنّ الحصول على بيت فاره وسيارة حديثة وزوجة جميلة ومناصب هو الكمال. وإنّنا نحن من يفترض أنّ الارتقاء في المراتب الاجتماعية والاعتبارات والشأنيات هو الكمال. فنحن الذين نفترض العديد من الكمالات الوهمية على أنّها كمالات حقيقيّة، وفي مثل هذه الأمور يكون الطريق غير مُيسّر حتمًا؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى لم يُيسِّر إلّا طريق الكمال الحقيقي "كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَه"[2]كما جاء في الحديث الشريف. ولأجل ذلك، من المتوقع لمن تعلق قلبه بالكمالات الوهمية أن يُصاب باليأس والإحباط الذي قد يكون قاتلًا أحيانًا، أمّا طريق الكمال الواقعي فهو مفتوح للجميع وكل من يطلبه يجده إن شاء الله.
[1]. بحار الأنوار، ج4، ص 282.
[2]. وسائل الشيعة، ج1، ص 48.

المدرسة الإسلامية
يعرض لأخطر المشاكل وأهم القضايا حول أوضاع المدارس الحالية، التي تبنت المناهج الغربية، وذلك بالطبع بحثًا عن المدرسة المطلوبة التي تنسجم مع حاجات المجتمع وثقافته. كل ذلك من أجل بعث حركة فكرية جادة بين المهتمين بالتعليم عن طريق بناء الرؤية الشاملة للتربية التعليمية في الإسلام. المدرسة الإسلاميّة الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 232 صفحةالطبعة الأولى، 2014مالسعر: 10$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

ثورة التربية والتعليم
يتطرّق الكتاب الرابع في سلسلة الأطروحة التربوية التعليمية التي يقدمها السيد عباس نورالدين إلى أهم القضايا التي تواجه أي ثورة حقيقية تريد إعادة إنتاج التربية التعليمية وفق استحقاقات العصر ومتطلّبات الزمان وبما يتناسب مع التحدّيات التي يعيشها مجتمعنا.الثورة التي يدعو إليها الكاتب تطال جميع مفاصل التربية التعليمية من رؤى ومناهج وقيم وحتى تلك التفاصيل التي تعني كل عامل أو مهتم بهذا المجال المصيري. ثورة التربية والتعليم الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 216 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-033-0 السعر: 12$

المدرسة النموذجية
إنّ القوّة الأساسيّة للمدرسة النموذجيّة تكمن في برامجها ومناهجها التي تتميّز بقدرتها على تقديم المعارف والمهارات بأحدث الطرق وأسهلها، وتعتصر كل التراث العظيم للبشريّة وتتّصل بكامل التّراث الاسلامي وتقدّمه لطلّابها عبر السنوات الدراسيّة كأحد أعظم الكنوز المعرفيّة. وهكذا يتخرّج طلّابنا وهم متّصلون بهذا البحر العظيم لكلّ الإنجازات الحضاريّة في العالم كلّه ويمتلكون القدرة التحليليّة اللازمة لتمييز الخير من الشرّ في جميع أنحائه. المدرسة النموذجيّة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 140 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

روح التربية
الإنسان لا يأتي إلى الدنيا فاسدًا. في البداية يأتي إلى الدنيا بفطرة جيّدة وهي الفطرة الإلهية "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَة"، وهذه هي الفطرة الإنسانية فطرة الصراط المستقيم والإسلام والتوحيد. أنواع التربية هي التي تفتح هذه الفطرة أو تسد الطريق على الفطرة. التربية هي التي يمكن أن توصل المجتمع إلى كماله المنشود، وهي التي تجعل البلاد إنسانية نموذجية كما يريدها الإسلام روح التربية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 192 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

كيف يُصنع الطالب المتفوّق؟ التعليم المتمحور حول القضايا الكبرى
بالنظر إلى التجارب التربوية للإسلاميّين في مختلف مناطق العالم، يمكن أن نتحدّث عن نجاحات مميّزة على صعيد تأهيل الطلّاب للدخول إلى أفضل جامعات العالم في مجالات الهندسة والطب والعلوم التقنية المختلفة.

حين يكون التعليم عدوّ التربية 2
لكي يعطي التعليم النتائج المطلوبة، ينبغي أن يحصل ضمن بيئة تفاعلية إيجابية تقوم على إيجاد الوعي العميق بين الطالب والعلم.. وما دامت أساليب التعليم تقوم على إخضاع المتعلّم وإكراهه على اتّباع نمط محدد في التلقي والدراسة والأداء، فمن المستحيل أن يتحقق هذا الوعي؛ خصوصًا إذا عرفنا أنّ لكل إنسان نمطه الخاص في التعلّم.

حين يكون التعليم عدوّ التربية... لماذا يجب تغيير التعليم لإنجاح التربية؟
تعاني المدارس الإسلامية بشكل خاص، والمدارس العلمانية بشكل عام، من مشكلة كبرى تكمن في أنواع الخلل التربوي الذي يجتاح نفوس الطلاب وينذر بكوارث نفسية ومعنوية وأخلاقية ومسلكية كبرى. وفي المدارس الإسلامية قد يتحول التأزم النفسي والأخلاقي إلى نوع من التمرد على أهم ما تمثّله هذه المدارس وهو الدين؛ فنجد في بعضها حالات من الإلحاد والزندقة وإنكار الدين، لا لشيء سوى لأنّ هذا يُعد أفضل طريقة للانتقام من المؤسسة التي مارست أشكال القمع والكبت والضغط باسم الدين بحسب ما يراه طلابها.

تعرّف إلى: مؤلّفاتنا في التربية والتعليم
المدرسة النموذجيّة، المدرسة الإسلامية، التربية الروحيّة
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...