
كيف يُصنع الطالب المتفوّق؟
التعليم المتمحور حول القضايا الكبرى
السيد عباس نورالدين
بالنظر إلى التجارب التربوية للإسلاميّين في مختلف مناطق العالم، يمكن أن نتحدّث عن نجاحات مميّزة على صعيد تأهيل الطلّاب للدخول إلى أفضل جامعات العالم في مجالات الهندسة والطب والعلوم التقنية المختلفة.
ذكرت مجلّة نيوزويك ذات مرّة أنّ تسعة من أصل عشرة متفوّقين في جامعة هارفرد في مجال الهندسة الإلكترونية هم من خرّيجي جامعة "صنعتي شريف" في طهران، عاصمة البلد الذي شهد ثورة سعت لتغيير كلّ المنظومات البائدة للحكم الملكي، ومنها النظام التعليمي، الذي كان أحد أهم أسباب انحطاطه وتبعيّته للغرب الفاسد.
ما الذي جرى حتى تحوّلت هذه الأهداف الثورية في مجال التعليم إلى أحلام مضاهاة الغرب، واللحاق به في مجال العلوم الحديثة؟
وكيف نفسّر الإخفاق الكبير للمدارس التي تُدار بواسطة الإسلاميّين على مستوى الوعي والبناء الفكري لطلّابها، والذي يُفترض أن يكون عماد أي تحوّل ثوري حقيقي؟
ولماذا تكون حصيلة المدارس الإسلامية المتطوّرة عبارة عن طلاب يرغبون في الدراسة والعمل في الجامعات الأمريكية ومختبراتها؟
ينبغي أن نذعن أوّلًا لجانبٍ فطريّ في هذه القضية وهو أنّ بعض الجامعات الغربية تتمتّع بسُمعة رفيعة على صعيد التعليم الأكاديمي والإمكانات، وأنّه ليس كل من يحلم بالتخصّص والدراسة فيها هو شخصٌ قد سلّم أو انجذب لمعاييرها الأخلاقية أو رؤيتها العقائدية.
لقد كنت طالبًا في إحدى هذه الجامعات وأعرف جيّدًا الفوارق النوعية التي تتمتّع بها قياسًا مع الجامعات المحلية؛ لهذا فإنّ سؤالي هنا لا يدور حول الاندفاع الشديد للتطوّر العلمي والتوجّه للدراسة وفق أقوى المناهج والرغبة في التواجد في البيئات العلمية المتطوّرة؛ فهنا علينا تقدير مثل هذا التوجّه الفطري المنسجم مع حديث النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله "اطلبوا العلم ولو في الصين". فطالب العلم الحقيقي هو الذي يتابع أحدث المناهج ويصبو للتعرّف إلى أكثرها تطوّرًا.
ولكن، ماذا عن الآثار النفسية والفكرية التي تنتج غالبًا عن هذا السعي، فتحوّل هذا الطالب المتفوّق إلى عامل مجدٍ وإلى حريص على تطوير وازدهار البلد الذي هاجر إليه للدراسة، والذي يكون نظامه معاديًا ومستعمرًا لوطنه الأم؟
ولماذا نشاهد العجز الواضح عند خرّيجي مدارسنا في فهم مقتضيات بناء الأوطان وإنقاذها وإصلاحها؟
لطالما شاهدنا وسمعنا هؤلاء المتفوّقين وهم يتذمّرون من أحوال بلدهم وعدم إمكانية العمل فيه وفق التخصّص العالي الذي حصلوا عليه. أفلا تُعدّ مثل هذه النتيجة كارثة وفشلًا ذريعًا للمدرسة، التي يفترض أنّها قامت من أجل نهضة الأوطان وإنقاذ المجتمعات؟!
لهذا، ينبغي أن نبحث عن المشكلة فيما وراء تطوير المناهج اللغوية والعلمية في الرياضيات والعلوم الطبيعية وأمثالها. وقد آن الأوان ليعلم أصحاب هذه المدارس أنّ البناء الحقيقي يكمن في القدرة على المشاركة الفاعلة في صناعة الوطن وتطويره.
أجل، لقد بذل روّاد هذه المدارس جهودًا كبيرة في مجال منافسة المدارس الإرساليّة والعلمانيّة، وأثبتوا أنّهم قادرون على تخريج طلّاب يتمكّنون من النجاح في امتحانات الدخول إلى الجامعات الكبرى من المرّة الأولى، بل الحصول على منح دراسية كاملة؛ ولكن ماذا عن الطالب الذي يستطيع استيعاب حاجات بلاده ومجتمعه وفهم كيفية إصلاحه والنهوض به وفق الرؤية الإسلامية العميقة للحياة والمصير؟! ولماذا نلاحظ سطحية عامّة في التفكير السياسيّ والاجتماعيّ، وعجزًا ملفتًا عن إدراك أهم مقوّمات النهضة والتقدّم؟
والجواب باختصار هو أنّ معظم هذه المدارس قد بُنيت على عقليات لا ترتبط بالمشروع الإسلامي الكبير، ولم تقم على أساس التماهي مع متطلّبات الرسالة الإسلامية ومشروعها العالمي؛ كما أنّ العديد من التجارب المدرسية الإسلامية لم يتمكّن من تجاوز الضغوط الهائلة التي فرضتها العقلية المحافظة السائدة التي تعجز عن فهم واستيعاب ظاهرة العلوم الحديثة ومخاطرها الكبرى على مستوى البيئة والمصير الكوني.
إنّ مدارس اليوم بحاجة إلى إرادة ثورية لا تنافس النظام التعليمي العلماني فحسب، بل تتعامل قبل أي شيء مع الرؤية "المحافظة" لأولياء الأمور ومن يحافظ على تلك الأفكار السطحية المرتبطة بحاجات المجتمع والمسؤوليات الكبرى في الحياة.
إنّ أي إصلاح تربوي تعليمي سيصطدم في الغالب بنظرة الأهل للعلم والمجتمع، والتي هي نظرة عاجزة عن مواكبة التحدّيات وعن التطلّع إلى الاستحقاقات الكبيرة التي تفرضها طبيعة المواجهة الحضارية الشاملة.
فالأهل بمعظمهم غير عارفين بتحدّيات العولمة وتقنيّاتها، التي ما زالت تنخر في النخاع العظمي لمجتمعاتنا، وتعمل ليل نهار على صناعة الإنسان الخاضع المستسلم للغرب ونظامه وأدواته ومغرياته وأفخاخ ضلالاته.
إنّ الآثار الوخيمة للغزو الثقافيّ والمعرفيّ والإعلاميّ والسياسيّ والاقتصاديّ، للغرب عمومًا، ولأمريكا خصوصًا، هي أكبر وأشدّ ممّا يستطيع معظم أولياء الأمور إدراكه. ولهذا، تجد الفخر فيهم لتمكُّن أولادهم من الحصول على مستلزمات الانتساب إلى الجامعات الغربية، بدل الخوف والذعر من السقوط في لجّة فسادها وضياعها؛ وحين تُطرح قضية العواقب الكارثية للعلوم الحديثة والأنظمة المختلفة التي تستخدمها في تجربة الغرب، إذ بنا أمام شاشات بيضاء خالية من أي تصوّر!
ولا يقف الوضع عند أولياء الأمور، بل يتعدّاه إلى نسبة كبيرة من الذين يُفترض أن يكونوا في موقع ضخّ الثقافة الإسلامية الأصيلة في المجتمع. فهؤلاء ـ كما سنلاحظ ـ هم أحد أهم موانع تطوير التعليم والمدارس على صعيد مواجهة التحدّيات الكبرى. يدفعهم إلى ذلك خلوّ ساحتهم العلميّة من دراسة التحوّلات الكبرى في المجتمعات البشرية وانطلاقهم من بيئة قديمة مستغرقة في التاريخ، غير ناظرة إلى المستقبل بمنظارٍ قويّ يقدر على استشراف مستلزماته وأدواته.
أذكر في هذا المجال تجربة عشتها قبل حوالي عشرين سنة، وما زلنا نعيش الكثير من أمثالها إلى اليوم، حين طالبت بضرورة إدراج قضايا الشذوذ والضغوط الجنسية في بعض المناهج الإعدادية، حيث أجابني المسؤول في ذلك الوقت قائلًا "أتريد أن يثور الناس علينا". وحين ذكر الناس هنا لم يكن يستثني ما يُسمّى بأهل العلم الديني.
إنّ الكثير من أصحاب القرار ما زالوا غير مدركين لحدّ الآن مدى أهمية تزويد الطالب بالقدرة المعرفية لمواجهة مثل هذه التحدّيات؛ بل إنّهم غير ملتفتين إلى ما يمكن إنجازه على صعيد تزويد الطالب بالمهارات التحليلية والفكرية، التي تمكّنه من إدراك مخاطرها وعواقبها؛ ومعظم هؤلاء لا يفكّر إلّا بالتعامل معها في نطاق سنّ القوانين والضوابط.
لو كانت التحدّيات التي يفرضها الغرب علينا منحصرة في الإطار السلوكي، لأمكن القول أنّه لا بأس بالتعامل معها وفق نهج الضوابط والسلوكيات. ولكن هل هناك من لا يدرك اليوم أنّ الغرب لا يفرض قيمه المنحطّة والشيطانية والوحشية، إلّا بعد تغليفها في أُطُر فكرية تنطلق من رؤية كونية خاصّة؟ فطلّاب اليوم باتوا يتعاملون مع مثل هذه القضايا رغمًا عنهم، وهم غير مزوّدين بالإمكانات الذهنية والفكرية اللازمة لفهم عمقها وإدراك أبعادها وآثارها.. طلّاب مدارسنا يعجزون عن اكتشاف الآثار التدميريّة الهائلة للشذوذ الجنسيّ وغيره من أنماط الحياة الغربية، وهم يشاهدون ما يُعرض عليهم في هذا المجال تحت عنوان الحرية والتسامح والمحبّة.
وهناك عشرات القضايا، التي لا تقل خطورةً عن قضية الشذوذ هذه، والأمر فيها سيّان. فالمشكلة تكمن في عدم مواكبة المدرسة لمثل هذه التحدّيات، وعدم قدرتها على تزويد طلّابها بالقدرات والمهارات اللازمة لتفكيكها وتحليلها تحليلًا علميًّا دقيقًا، فضلًا عن امتلاكهم لمستلزمات فهم بناء الوطن وإنقاذ العالم.
وإذا استطعنا أن نتجاوز الذهنيّة المغرقة بالمحافظة، المنتشرة بين الأهل ومعظم ممثّلي الثقافة الإسلامية في مجتمعنا (والتي هي بنظري ذهنية رجعية)، فينبغي أن نعمل على تحقيق عنصرين أساسيين في المناهج المدرسية:
الأوّل، يتعلّق بالقدرات الذهنية اللازمة لاكتشاف وتحليل القضايا الحسّاسة تحليلًا يمنح الطلّاب الرؤية الصحيحة والعميقة والفطرية.
والثاني: يرتبط بعرض القضايا الحقيقية والأساسية والكبيرة بشفافية ووضوح وصراحة.
والملفت في هذا المجال أنّ العنصر الثاني قد يكون أحد أهم مستلزمات العنصر الأوّل، إن لم نقل اللازم الوحيد له. فنفس طرح القضايا الحسّاسة والمصيرية على الذهن البشريّ كفيل بتحريكه وتقويته وتزويده بكل ما يحتاج إليه لإدراك أبعادها وآثارها، خصوصًا إذا كان الطرح والعرض يجري في بيئة علمية سليمة.
إنّنا نعتقد بأنّ مدارس اليوم بأمسّ الحاجة إلى تناول القضايا الكبرى وجعلها ضمن مناهجها الأساسيّة، فيما لو أرادت هذه المدارس أن تكون عماد النهضة الإسلامية التي نتطلّع إليها جميعًا، ويحدونا الأمل بصناعة رجالها الذين سيكون لهم الدور الأكبر في تغيير العالم وإصلاح الأرض.
لقد حان الوقت للتخلّص من حالة الاختباء وراء الإصبع والبدء بمرحلة جديدة من الإعداد الحقيقيّ للإنسان، الذي يدرك المخاطر الكبرى التي تحدق به قبل الوقوع فيها. ولا يمكن الوصول إلى مثل هذه البرامج الإعدادية إلا بالثقة الكبرى بتراثنا الإسلاميّ الغنيّ وبالقدرات العظيمة التي أودعها الله تعالى في الإنسان.
إنّ فطرة الله تعالى ـ والتي تكون في حالة استعداد مميّز في مرحلة الطفولة ـ هي القوّة الكبرى التي يمكن أن توجد المناعة التامّة بيننا وبين بشاعة ما يعرضه الغرب ويستعمله لإسقاط إنسانيّة الإنسان فينا. ولكي تتفعّل هذه الفطرة وتكون قائد هداية الأجيال، ينبغي أن تتزوّد بالمعرفة اللازمة والقوى العقلية المناسبة.
فما لم يتمكّن الإنسان من اكتشاف البشاعة الموجودة والشر الكامن في النتاجات الغربية المختلفة على الصعيد السياسي والاجتماعي والعلمي والفني وغيره، فلن تنبعث الميول الفطرية السليمة التي تنفر منها وتحتقرها.
إنّ إدراك الإنسان للشر والقبح في أي قضية هو مقدّمة أساسية لدور الفطرة التي هي أعظم هادٍ في الحياة الدنيا.
يجب أن تبدأ المدارس الإسلامية بالتفكير الجاد النابع من الروح الثورية والرؤية الاستراتيجية، وتجعل طرح القضايا الحسّاسة على رأس أولويات برامجها ومناهجها التعليمية. وحينها سنتوقّع تخريج أجيال من الشباب الذين يتمتّعون بمناعة تامّة تجاه كل شرور الغرب وشيطناته؛ لا بل سنشهد شبابًا يقدرون على الانخراط في مشروع الإسلام الكبير لإصلاح العالم بشرقه وغربه.

المدرسة النموذجية
إنّ القوّة الأساسيّة للمدرسة النموذجيّة تكمن في برامجها ومناهجها التي تتميّز بقدرتها على تقديم المعارف والمهارات بأحدث الطرق وأسهلها، وتعتصر كل التراث العظيم للبشريّة وتتّصل بكامل التّراث الاسلامي وتقدّمه لطلّابها عبر السنوات الدراسيّة كأحد أعظم الكنوز المعرفيّة. وهكذا يتخرّج طلّابنا وهم متّصلون بهذا البحر العظيم لكلّ الإنجازات الحضاريّة في العالم كلّه ويمتلكون القدرة التحليليّة اللازمة لتمييز الخير من الشرّ في جميع أنحائه. المدرسة النموذجيّة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 140 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

الدليل المرشد إلى الأعمال العظيمة
أكثر من 30 عملًا يمكن أن يحدثوا فارقًا كبيرًا ليس في حياتك ومستقبلك فحسب، بل في مجتمعك الذي ينتظر منك أن تكون من القادة الذين يلهمون الآخرين ليشاركوا في صناعة مستقبل العزة والكرامة والجمال. الدليل المرشد إلى الأعمال العظيمة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 176 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

روح التربية
الإنسان لا يأتي إلى الدنيا فاسدًا. في البداية يأتي إلى الدنيا بفطرة جيّدة وهي الفطرة الإلهية "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَة"، وهذه هي الفطرة الإنسانية فطرة الصراط المستقيم والإسلام والتوحيد. أنواع التربية هي التي تفتح هذه الفطرة أو تسد الطريق على الفطرة. التربية هي التي يمكن أن توصل المجتمع إلى كماله المنشود، وهي التي تجعل البلاد إنسانية نموذجية كما يريدها الإسلام روح التربية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 192 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

لماذا أتعلم؟
ما يهدف إليه هذا الكتاب هو تعميق نظرتك إلى العلم ودوره وأهميّته في حياتك، حتى تقبل عليه بكل وجودك، لأنّه أعظم خير يصيبه الإنسان في هذا العالم. وحين تقدّر أهمية العلم وموقعيته تصبح مستعدًّا للبحث حول هدفه وغايته وكيفية تحصيله. كن عالمًا حقيقيًا تهتدي إلى العمل المطلوب. لماذا أتعلّم؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 136 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

المدرسة الإسلامية
يعرض لأخطر المشاكل وأهم القضايا حول أوضاع المدارس الحالية، التي تبنت المناهج الغربية، وذلك بالطبع بحثًا عن المدرسة المطلوبة التي تنسجم مع حاجات المجتمع وثقافته. كل ذلك من أجل بعث حركة فكرية جادة بين المهتمين بالتعليم عن طريق بناء الرؤية الشاملة للتربية التعليمية في الإسلام. المدرسة الإسلاميّة الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 232 صفحةالطبعة الأولى، 2014مالسعر: 10$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

تربية المراهقين
لكل والد ووالدة ولكل مرب يعاني في تربيته وتعامله مع مرحلة المراهقة الحساسة.. يعرض لأهم تحديات هذه المرحلة وصعوباتها وكيفية التعامل معها وفق الرؤية الإسلامية المعنوية، مع العديد من الأمثلة الواقعية التي تحاكي مشاكل العصر. تربية المراهقين الكاتب: عزّة فرحات الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*24 غلاف ورقي: 112 صفحة الطبعة الأولى، 2004محالة الكتاب: نافد

7 علامات للمتعلّم الحقيقي
العلم كمالٌ عظيم، الحصول عليه يدلّ على عناية إلهيّة خاصّة بالعبد. فلا يمكن أن يرفع الله وليًّا له دون أن يهبه العلم. فكل أولياء الله علماء حكماء.فكيف يمكن أن نفرّق بين العلم الهادي والعلم المضلّ؟ وما هي علامات المتعلّم الحقيقي؟

كيف أجعل ابني محبًّا للقرآن؟
للّذين يفتّشون في هذا الزّمن عن ضمانة قويّة لتربية أبنائهم على الصّلاح والطّهارة والاستقامة، فلا شيء يعدل القرآن في ذلك. فهو الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم، ويرشدنا إلى الإمام العادل والأسوة الصالحة والمبيّن الراشد. فنكتشف به الثقل الآخر الذي ما إن تمسّكنا بهما لن نضل بعدها أبدًا.

كيف تصبح ذكيًّا؟
في هذا الزّمن الذي انكشف الكثير من الحقائق عن الذّكاء، وأصبح معروفًا أنّ لكلّ إنسان ذكاءه الخاصّ فما هو المقصود من هذا العنوان؟

تعالوا نجتمع على مشروع تغيير العالم
بالنسبة للمهتمّين بمصير مجتمعهم، والعارفين بما يعنيه مصطلح السّير الاجتماعيّ التّقدّمي، لا شك بأنّ وجود أطروحة شاملة هو العنصر الأوّل عندهم. أن تصبح مهتمًّا بمصير مجتمعك، فهذا دليل على وجود نوع راقٍ للحياة التي تسري فيك؛ هذا يعني أنّ عقلك يفكّر بما هو أوسع من ذاتك وشؤونك المحدودة؛ هذا يعني أنّك تبحث عن الأسباب؛ هذا يعني أنّك إنسان منطقيّ عقلانيّ. هنيئًا لك!

صناعة عالم الدين في المدرسة
بإمكان المدرسة أن تحقّق المعاجز ضمن الإمكانات المتاحةيدرك المتخصّصون في مجال العلوم الدينية أنّ تحصيل مستويات عالية من المعرفة والتخصّص والمهارات التعليمية أمرٌ ممكنٌ بسنواتٍ قليلة، وحتى دون شرط إنهاء المرحلة الثانوية. وفي الوقت نفسه لا يشك خبير متضلّع بما في هذه المعارف من تأثيرٍ عميق على مستوى صقل الشخصية وتقويتها وتوازنها؛ الأمر الذي نفتقد إليه كثيرًا في مدارس اليوم حيث العجز والانفكاك بين العلوم والتربية.

لماذا الإقبال على القصص والروايات؟
ينشط سوق القصّة والرواية حتى في العصر الرقمي. فما الذي يدفع القرّاء إلى مطالعة مجلّدات ضخمة في الوقت الذي اعتادت أذهانهم على المقاطع القصيرة في قنوات التواصل الاجتماعي؟ هذا السؤال يمكن أن يساعدنا في الكشف عن أحد أهم أسرار الكتابة الناجحة.

ما الذي ينقصنا في عصر المعرفة؟
إنّ التطوّرات الهائلة على صعيد وسائط التّواصل تعدنا بتطوّرٍ معرفيّ كبير، ليس على صعيد المعارف العامّة فحسب، وإنّما على صعيد المعارف الدينيّة أيضًا.

كيف يكون المعصوم قدوة؟ إذا كان وليّ الله معصومًا منذ طفولته ومؤيّدًا منذ صغره، فكيف يمكن أن نتّخذه قدوةً لنا؟
تثبت الأدلّة العقليّة والنقليّة أنّ الأنبياء والرّسل هم أشخاص معصومون عن الخطأ ولا يمكن أن يرتكبوا أي معصية في سلوكهم وفي تلقّيهم للوحي وفي تبليغهم للرسالة. وهم مؤيّدون بروح القدس الذي بفضله تنكشف لهم قبائح المعاصي وبشاعة الذّنوب إلى الحدّ الذي تكون في مذاقهم كالسمّ الزّعاف والجيفة النتنة. فهل رأيتم من يُقبل على تناول السمّ بإرادته أو أكل الجيفة برغبته؟

8 أمور تجعل ولدي محبًّا للمطالعة
يمثّل الارتباط بالكتاب إلتزامًا جديًا تجاه المعرفة وعالم الفكر والبحث والتعمّق. وهذه هي الأسلحة الماضية التي يمكننا بواسطتها القضاء على الآثار السلبيّة للمعاصرة.إليكم 8 نصائح يمكن أن تساهم في جعل أبنائكم محبّين للمطالعة والكتاب.

4 أصول أساسية لتعلّم اللغة.. كيف نجعل أبناءنا يمتلكون مهارات لغويّة عالية؟
حتّى في عصر التكنولوجيا والحواسيب الفائقة السّرعة، ما زالت اللغة تشكّل قدرة أساسيّة لا بديل لها. وقد يدهشك مدى ما يمكن أن يبلغه الإنسان من تأثير ومن قدرة اقتصاديّة واجتماعيّة ومعنويّة فيما إذا كان بارعًا في استخدام الكلمات!

هل تريد قصّة ناجحة؟ لماذا تُعدّ الحكمة أساس نجاح كل قصّة؟
تولّدت الآداب من رغبة الإنسان أو حاجته لنقل تجاربه وأفكاره ومشاعره إلى غيره من بني جنسه. وتعاظم شأن الآداب حين امتزجت بالفنّ الجميل والبيان الجذّاب، فأصبح الاستمتاع بفنونها جزءًا أساسيًّا من نشاطها وتطوّرها.

القدوة أعظم مؤثّر
لا يتحرك الناس بمجرد حصول القناعة والفهم، فالمحبة والرغبة والإنجذاب إلى الشيء هو الذي يشكل الدافع الأكبر نحوه. إذا قمنا بتحليل الدوافع الأساسية في أي تحرك أو نشاط يقوم به الإنسان، لوجدنا أن تمثّل النتيجة والأثر في صورة خياله، وما تعطيه من لذة أو مصلحة متصورة عنده، هي التي تدفعه نحو ذلك الشيء...

هل الفلسفة هي الطريق الوحيد للمعرفة؟
اشتهر بين المسلمين ثلاثة طرق للمعرفة، وهي الطريق الذي يعتمد المنهج الكلامي؛ والطريق الذي يعتمد المنهج الفلسفي؛ أما الطريق الثالث فهو الذي يعتمد طريقة تهذيب الباطن وتصفية النفس عبر مراحل السّير والسّلوك، وهو الطريق العرفاني. ولم يكن علماء المسلمين رافضين للمنهج التجريبي، لكنّهم اعتبروه محدودًا في إطار المحسوسات والمادّيّات. فقد تكشّفت النصوص الدينيّة كالقرآن الكريم والسنّة المطهّرة عن غنًى ملحوظ في مجال القضايا والمجالات التي تناولتها، وتمّ عرض وبيان الكثير من الأمور المرتبطة بحياة هي أوسع وأعمق بكثير من هذه الحياة الدنيا. فجذبت هذه القضايا الجديدة الفكر الإسلامي وأشغلته طوال القرون التي أعقبت ظهور الإسلام.

نحو آفاق شامخة في التّعليم: ما المدى الذي تبلغه ثقــافة الأطفال؟
بنظرة متعمّقة في نتاج المدارس والجامعات الحالية، يمكن لأي مهتم متتبّع أن يلاحظ ثغرات كبرى على مستوى المخرجات والنتائج. صحيح أنّ الجامعة هي فرصة الإبداع والتألّق، لكنّها في نتاجها هذا تعتمد كثيرًا على مخرجات المدرسة. فضمور الإبداع والتفوّق الجامعيّ يرجع بالدّرجة الأولى إلى إخفاق المدرسة في تأمين مقدّمات ذلك.

كيف نتفوّق في السينما؟ إذا كنّا نريد العزّة لأمتنا فلا مناص من نهضة أدبية متفوقة
إذا كنّا ندرك حجم تأثير الإعلام والسينما والدراما، وأردنا الخلاص من براثن هذه القوّة الغربيّة المشؤومة، فلا مناص من العمل على بناء صرحٍ إعلاميّ إسلاميّ أصيل، ينبع من ثقافتنا وديننا ورؤيتنا الكونيّة.

متى يكون العلم قوة وسلطانًا؟
تثبت التجارب الكثيرة أنّ من يعلم قوانين الأشياء يمكن أن يمتلك القدرة على تسخيرها؛ سواء كانت هذه الأشياء جمادات أو كائنات حية، وسواء كانت هذه الكائنات الحية أفرادًا أو مجتمعات. لهذا، فإنّ الهدف الأساسي لأي باحث في المجالات العلمية المختلفة هو أن يكتشف القوانين، والتي يمكن التعبير عنها أحيانًا بصورة معادلات رياضية أو رموز اختصارية.

10 مبادئ لتربية جيلٍ صالح
الصلاح هو أهم الخصائص الأخلاقيّة التي يتمنّاها الآباء والمربّون للأبناء. وللصّلاح في التّعاليم الدينيّة أبعاد عقائديّة وأخلاقيّة وسلوكيّة؛ إلّا أنّ أهم دلالاته ترتبط بالبعد العمليّ، حيث يكون الصّالح إنسانًا مصلحًا، حتى قيل لا يمكن أن يكون الصّلاح إلا بالإصلاح.

تنشيط الحياة الفكريّة في المجتمع
لكلّ مجتمع أنماطٌ من الحياة قد تكون فاعلة ناشطة أو كامنة مخفيّة. وكلّما تنوّعت حياة هذا المجتمع وتعمّقت، كان المجتمع أشدّ قوّةً وتكاملًا وازدهارًا ودوامًا.

كيف نتفوّق على الغرب؟
كل من يمتلك الحدّ الأدنى من الوعي والاطّلاع، يدرك مدى هيمنة الغرب على المجتمعات المسلمة ومدى نفوذه فيها وإيغاله في مكوّناتها الاجتماعيّة والنفسيّة والفكريّة، ويلاحظ بوضوح عمله المعلن على إخضاعها واستعبادها.

ماذا نعرف عن القدرات العظيمة للّغة العربية؟
أيّها الآباء والأمّهات والمربّون، توقّفوا قليلًا! هل فكّرتم بالهدف من وراء تعلّم اللغة العربية؟ما نفع أن يدرس أبناؤنا هذه اللغة الجميلة لمدّة اثني عشرعامًا، ومع ذلك لا يجدون أيّ انجذابٍ للغة القرآن والنّصوص الرّائعة المنقولة عن أئمّة الدّين؟هل فكّرتم ماذا يحدث في المدرسة؟ ولماذا لا يستسيغ أكثر الطلّاب لغةَ القرآن الكريم ولغة الأدعية الرّائعة الواردة في الصّحيفة السجّاديّة مثلًا؟

هل اكتشفت الثّراء الحقيقيّ؟ الحياة الغنيّة في عالم الكتاب
حين تتّصل بعالم الكتاب وتشعر بأنّ لديك قدرة الوصول إلى المعارف والحِكم والمعاني اللامتناهية المبثوثة فيه من قِبل مئات آلاف الكتّاب والمفكّرين، ستشعر أنّك غنيٌّ حقًّا، وأنّ حياتك متّصلة بالفرص الواسعة.

ما هي السينما الإسلاميّة؟
إذا أردنا الحديث عن سينما تكون وسيلةً لترسيخ الالتزام بالقيم السّامية واكتساب المعارف العميقة وتوسعة البصيرة والوعي، فلا بدّ من الحديث عن سينما تنافس هوليوود أو تكون عاملًا أساسيًّا في إحباط باطلها وإزهاقه.

قضايا الحياة الكبرى
حين تبدأ بالإحساس بوجود مجتمعات بشريّة ذات هويّات متعدّدة تعيش فيما بينها تفاعلًا قويًّا، وحين تدرك طبيعة هذا التّفاعل الذي يتّخذ سمة الصّراع في العديد من الموارد، وحين تكتشف مفاعيل ونتائج هذا الصّراع؛ فأنت إنسانٌ حيٌّ شاعرٌ مدرك. وهنا، ستحتاج إلى أن ترتقي بوعيك إلى المستوى الأعلى، حيث تفهم طبيعة ما يتولّد عن هذا التّفاعل الكبير من قضايا ـ تكون بمنزلة محدِّدات المسارات الكبرى.

البنى التحتية للثّورة الثقافيّة
المقصود من الثورة الثقافية هو تلك التحوّلات الجوهرية التي تحدث في طريقة تفكير الناس ونظرتهم إلى الوجود، والتي تتجلّى في تبنّي مجموعة من القيم التقدّمية وشيوعها. ونحن نؤمن بأنّ المعرفة هي المقدّمة الأولى والأساسية لتحقّق تلك التحوّلات، وأنّ الجهل هو المانع الأكبر من انبعاثها وانطلاقها.

ما هي حقيقة الذكاء؟ وكيف نزيده قوّة؟
الذكاء أمرٌ محسوسٌ وملموس، لهذا فهو لا يحتاج الى تعريف. لكن نظرًا إلى أهميتة دوره في الحياة، فإن الحديث عنه يصبح مهمًا للغاية.لا شكّ بأن كلّ واحدٍ منّا قد تعرّف إلى الذكاء من خلال المقارنة. فلو فرضنا أن الناس متساوون بالذكاء، لما شعرنا به أو عرفناه!

كيف يكسب المعلم احترام تلامذته؟
الاحترام يجلب الأدب، والأدب يجلب الطّاعة، والطّاعة تجلب النّتائج الرّائعة. إنّه حلم كل معلم على وجه الأرض؛ إلّا أنّ الواقع هو أنّ أكثر المعلّمين يكدحون من أجل تحصيل الحدّ الأدنى من الاحترام. وفي سعيهم هذا، يخسرون عنصرًا جوهريًّا يحتاج إليه كل متعلّم، وهو المحبّة.

حين يصبح العلم كلّ شيء: ما هو دور المدرسة في تزكية النّفوس؟
حين يُطرح موضوع تزكية النّفس وتهذيبها، فلا شك أنّنا سنكون أمام قضيّة عمليّة. فالتزكية فعل والتّهذيب عمل، ولهذا قيل أنّ تهذيب النّفس لا يمكن أن يتحقّق من دون مجاهدة وسلوك.

صناعة المثل الأعلى
إذا نظرنا إلى حياتنا وأردنا أن نكتشف قيمتها وأهمّيتها ودورنا فيها، فلا شيء يمكن أن يعيننا على ذلك مثل الأحداث الكبرى التي تقع فيها. إنّها الحوادث التي تخرج عن سياق الرّتابة والسّطحيّة والاهتمامات المادّيّة، وتجعلنا نعيد النّظر بأهم الأمور ونعمّق الفكر حول الوجود كلّه وحول الحياة والمصير ومن نحن، وأين وكيف سنكون.

ذاك الشاب المغمور قدوتي! كيف يتحوّل شخص ضعيف بائس إلى قدوة لآلاف الشباب؟
يرسم بعض النّاس لنا صورة القدوة ويجسّدونها من خلال التحوّل العميق الذي يحدث في شخصيّتهم. هذا التحوّل الذي يظهر بارتقائهم من أسفل سافلين إلى أعلى عليّين في زمنٍ محدود، يعبّر عنه بعض أهل العرفان والرّوحانية بعبور ألف شهر في ليلة واحدة. يدهشنا كيف أنّ شابًّا بائسًا عديم الجدوى يمكن أن يصنع مثل هذه المعجزة دون أن يبذل جهدًا كبيرًا أو يستغرق زمنًا طويلًا.

المحور الأوّل للنّظام التعليميّ السّليم
من أهم القضايا التي تشغل بال أهل التربية والتعليم هي قضيّة العلم. لذا من أراد أن ينبي رؤية واضحة في التربية والتعليم يحتاج إلى تحديد موقفه من العلم.

المدرسة النموذجية: كيف ستكون المدرسة في المستقبل
إنّ القوّة الأساسيّة للمدرسة النموذجيّة تكمن في برامجها ومناهجها التي تتميّز بقدرتها على تقديم المعارف والمهارات بأحدث الطرق وأسهلها، وتعتصر كل التراث العظيم للبشريّة وتتّصل بكامل التّراث الاسلامي وتقدّمه لطلّابها عبر السنوات الدراسيّة كأحد أعظم الكنوز المعرفيّة. وهكذا يتخرّج طلّابنا وهم متّصلون بهذا البحر العظيم لكلّ الإنجازات الحضاريّة في العالم كلّه ويمتلكون القدرة التحليليّة اللازمة لتمييز الخير من الشرّ في جميع أنحائه.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...