
لماذا لم يظهر الإمام؟
زيارة جديدة لقضية قديمة
{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَه}[1]
يحتاج أهل الأرض إلى فيض السماء؛ فإذا انقطع ساخت الأرض بأهلها. كل خير يحتاجه أهل الأرض يأتي من السماء، كما قال تعالى: {وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ}.[2] كلامه تعالى بشأن إنزال الأنعام من السماء ملفت. لا ينبغي أن نعتبر الأرض مستغنية عن السماء بأي شكل. ما يجري في السماء بشأن كل أمر ينزل إلى الأرض له حكاية مفصّلة. لكن الله تعالى ضمن لأهل الأرض كل ما يحتاجون إليه لرحلتهم الإلهية في الرجوع إليه عبر مركبة الأرض نفسها.
إنّ تبديل الأرض إلى هذه المركبة العجيبة، بحيث لا تبقى الأرض كما عهدناها، هو قصة أخرى لا تقل غرابة عن سابقتها. وما يؤخر هذا التبديل هو طريقة تعامل أهل الأرض مع الفيض النازل من السماء.
يبدو أنّ أكثر ما يحتاج إليه أهل الأرض هو العلم الذي يدلهم على استخدام مواردها وعلى نمط العيش الملائم لهذا الغرض. حين لا يعلمون كيف يستخدمون هذه الموارد التي لا تُحصى يتبدل الأمر إلى خراب. أي تخريب للأرض ينجر إلى إعاقة الحياة اللازمة للقيام بذلك الدور المحوري. هكذا يدخل أهل الأرض في هذه الدوامة الخبيثة. يخربون أرضهم فتخرب أجسامهم وحياتهم ولا يقدرون بعدها على الإصلاح.
العلم المطلوب لإصلاح الأرض كمقدمة لتبديلها غير متوافر أو غير ظاهر. والمسلمون لم يعملوا على استنباطه أو أخذه من مصدره منذ عصر الإسلام الأول. أعرضوا عن باب مدينة العلم رغم أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله دلهم عليه.. بعضهم سخر من هذا الإرشاد الإلهي على طريقته، فجعل لهذه المدينة جدرانًا وسقفا!
هذا العلم الذي ينزل من السماء قد نزل كله منذ أن بعث الله محمدًا صلى الله عليه وآله رسولًا. وأصبح هذا العلم على الأرض منذ ذلك الوقت؛ تعيه صدورًا حليمة ونفوس أبية. توارثه أهل البيت عليهم السلام واحدًا بعد واحد، حتى وصل إلى الإمام الثاني عشر الذي اضطر للغيبة عن الأنظار، بانتظار الفرصة المناسبة لإظهاره. الشق الأصعب من القضية انتهى. هذا العلم موجود على الأرض. لا حاجة لذلك الجهاد العجيب لاستنزاله. كان جهاد رسول الله في زمانه كفيلًا بإبقاء العلم على الأرض وانتقاله بالوراثة.
الأمر الآخر الذي يحتاجه أهل الأرض للبقاء، انتظارًا لبدء مشروع الإصلاح والتبديل، هو قوة الإيمان التي تعطي النفوس طاقة العمل بالعلم وقوة الجهاد على طريق ذلك العلم. لا يكفي أن يكون أهل الحق عالمين بل ينبغي أن يكونوا مؤمنين أقوياء. ضعف الإيمان وقوته يرتبط بشكل أساسي بالمواجهة التي تجري مع الباطل. حين يشعر المؤمنون بقوة الباطل واستئثاره بالموارد والإمكانات يضعف إيمانهم ويتراجعون. قوة الباطل لا تكمن بكثرة الإمكانات (عددًا وعدة)، بل بالحجة التي يمتلكها هنا، والتي نعبّر عنها اليوم بالمنظومة الفكرية والرؤية الكونية والأيديولوجيا.
يستند باطل المشركين اليوم إلى تجربة حضارية مدنية قائمة على أفكار ترتبط بالحياة والمصير وإدارة المجتمع. هنا يشعر الكثير من الصالحين وأتباع الحق بالضعف الفكري أو ضعف الحجة. لا يستطيعون خوض معركة المباهلة، ويخجلون من طرح أفكارهم أو يعتبرونها غير مناسبة لطبيعة الصراع. لا يرون فائدة من طرح قضية التوحيد كمحور لحركاتهم الاجتماعية والسياسية، بل لا يرونها ضرورية الآن. يعجزون عن إدراك الأصول التي قام عليها معسكر الباطل. وحتى لو أدركوا ذلك تراهم غير مجتمعين على استراتيجية واحدة للمواجهة. إنّ تشتت المؤمنين في هذا العالم يرجع إلى عدم اجتماعهم على حجة واحدة، رغم أنهم في عقيدتهم يقولون أنّ الإمام الثاني عشر هو حجة الله. ربما لم يتفكروا جيدًا في معنى أن يكون الإمام حجة.
أحد أهم معاني حجة الله هو أن الله يدفع الباطل بحجته ويدمغه ويظهر أهل الباطل ضعفاء غير قادرين على فعل شيء، مهما كان عددهم وعدتهم. الحضارة المهيبة للغرب والتي ملأت آفاق العالم شرقًا وغربًا تقوم على باطل يجب أن يظهر بطلانه. ولا يكون ذلك إلا بالحجة.
ولله الحمد، هذه الحجة نزلت إلى الأرض ولم تُرفع منذ بُعث رسول الله صلى الله عليه وآله. استخدمها ذات يوم في مباهلة لا مثيل لها أدت إلى قمع أهل الكتاب الذين كانوا يمثلون الخط المقابل للإسلام. علم هؤلاء أنهم مهزومون في معركة الفكر والعقيدة، فاشتد إيمان المؤمنين بصورة لا مثيل لها. في لحظة واحدة تهاوت حضارة عتيدة أمام أعين المؤمنين وعلموا أنهم يمتلكون مشروع حضارة أعلى وأقوى. ما حصل بعد ذلك قصة فيها ألف غصة، لكن الدروس بقيت والعبر استمرت.
مع امتلاك العلم والحجة تكتمل عناصر القدرة للانطلاق في المشروع الإصلاحي الكبير. لا يبقى سوى أن يجتمع المؤمنون على هذه العقيدة التي تدلنا على مصدر القدرة وتوجهنا إليه.
وباختصار، لا ينقص المؤمنين شيء مما يحتاجون إليه من السماء ليعمروا الأرض. كل نقص يعانون منه في مؤسساتهم ومشاريعهم يرجع إلى هذه القضية بالذات. فكيف إذا لم يعتقدوا بأهمية العلم والحجة في حياتهم وحركتهم! إنّ الاستغناء القائم على الجهل والغفلة أساس كل مصيبة وبلاء. آن الأوان لإعادة النظر في مستلزمات الانطلاق والنهوض.
[1]. سورة الزمر، الآية 36.
[2]. سورة الذاريات، الآية 22.

كيف سيتغير العالم؟
كلنا يحلم بتغيير العالم إلى الأحسن. ولكي تعرف كيف يمكن أن يتغيّر العالم، ينبغي أن تعرف كيف سيكون حين يتغير، وما هي أوضاعه اليوم، وكيف وصل إلى ما وصل إليه. وهذا ما سوف نتعرّف إليه بالتفصيل على صفحات هذا الكتاب. والأهم هو أن نتعرّف إلى كيفية تحقيقه. كيف سيتغيّر العالم؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 120 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

هل اقترب الوعد الحق؟
هل نعيش العصر الذي سيشهد ظهور المنجي والمخلّص النهائي للبشرية والذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا؟ما هي الأوضاع التي يفترض أن تسبق هذا الحدث العظيم؟ وهل بإمكاننا أن نسرّع فيه؟ما هي أهم الموانع التي تجعل مثل هذا الوعد الإلهي بعيد المنال؟لماذا يجب أن نعمّق الثقافة المهدوية كشرط لهذا الظهور المبارك؟هذه الأسئلة وغيرها من القضايا الكبرى يتعرّض لها هذا الكتاب. هل اقترب الوعد الحقّ؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 216 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-035-4 السعر: 12$

المنقذ الأخير
تعريف مختصر بشخصية عظيمة جدا مليئة بالأسرار، غامضة ومخفية لا يوجد لها نظير في العالم. كل الذين تعرّفوا عليها تغيرت حياتهم بشكل كبير بعد أن آمنوا بها ونشأت بينهم وبينها علاقة ورابطة خاصة . هذه الشخصية ينتظرها كل العالم ويتحدث عنها اتباع الديانات التوحيدية بأسماء مختلفة .فمن هو الإمام المهدي ؟ ما هو مشروعه ؟ وكيف يمكننا تحقيق الرابطة العميقة معه. المنقذ الأخير الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21 غلاف ورقي: 96 صفحة الطبعة الثانية، 2008مالسعر: 3$

لماذا الحث على الدعاء للإمام المهديّ (عج) ؟
لماذا هذا الحث الشديد على الدعاء للإمام المهدي عج إذا كان هو إمام معصوم عظيم المنزلة وليس بحاجة إلى دعائنا؟

القيادة العالمية للإمام المهدي (عج)
إنّنا نعتقد بأنّ الإمام المهدي (عج) سيُغيّر العالم ويُصلحه من خلال إقبال الناس على قيادته أكثر من أيّ شيء آخر.. فحين ترى شعوب العالم أنّ هذا الإنسان يُمثِّل أجمل ما عندها من قيم، ويرونه تجسيدًا لتلك المبادئ الإنسانية الرفيعة التي آمنوا بها، سيُقبلون عليه وسرعان ما يتخذونه قائدًا لهم؛ وهذا الأمر بحدّ ذاته هو أحد أهم الأعمال التي سيقوم بها هذا الإمام لإثبات موقعه القيادي لهذه الشعوب في العالم كله. وبخلاف الصورة النمطية السائدة التي نتصوّر معها أنّ هذا الإمام سيحمل السيف ويفرض الإسلام على شعوب العالم، فإنّ ما سيحصل في الواقع هو أنّ هذه الشعوب ستجد في هذا الإمام القيادة والقدوة التي تحلم بها.. ولكي يتحقّق هذا الأمر، سيقوم الإمام بتفعيل خطاب القيم من داخل منظومة وثقافة كل شعب أو أمة.

كيف نرتبط بالإمام المهدي (عج)
عن الإمام الصادق(ع): أقرب ما يكون العباد من الله عز وجل وأرضى ما يكون عنهم إذا فقدوا حجة الله فلم يظهر لهم ولم يعلموا مكانه وهم في ذلك يعلمون أنّه لن تبطل حجة الله ولا ميثاقه فعندها توقعوا الفرج صباحًا ومساءً

هل صحيح أن هناك من يرى الإمام المهدي؟
ما هي حقيقة مشاهدة بعض الناس أو بعض الأعلام للإمام المهدي (عج)؟ وهل هو متاح؟

مع كل هذه المحن، من يبقى على الاعتقاد بالمهدي؟
كل عقيدة إن لم تمارس في الحياة، فإنّ حضورها في النفس والقلب يضعف ويذوي مهما كانت حقة.

حل المعضلة الكبرى للإمام المهدي
حين انطلقت الدعوة الإسلاميّة بقيادة رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله)، سعى هذا النبيّ العظيم لتأمين عناصر دوامها ونقائها واستمراريتها حتى تحقيق أهدافها الكبرى. وقد عمل رسول الله على توفير بيئة مناسبة لتربية كادر مميّز ـ لم يشهد التاريخ له نظيرًا ـ يقدر على نصرة هذه الحركة الربّانية بكل أمانة. وكان هذا التدبير الرساليّ متمثّلًا بإطالة عمر النضال والدعوة والنهضة أثناء مزج ذلك بالأحداث والاختبارات التي تُعرك فيها الرجال، ويُستخلص فيها الطيّب من الخبيث. وهذا ما يفسّر أحد أوجه الحكمة وراء إطالة أمد نزول القرآن على مدى 23سنة؛ وهو أمر لا يبدو أنّه كان مسبوقًا في تاريخ إنزال الكتب السماوية.ثمّ جاءت غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، لتصب في هذه الخانة أيضًا. وصحيح أنّنا نقف على أكثر من ألف سنة من غياب إمام معصوم، لكنّنا أيضًا نقف على ألف سنة من التمحيص والتمحيص المستمر الذي ينبغي أن ينتج تلك الصفوة الخالصة من الكوادر والرجالات الذين يستطيعون تحمّل مسؤولية المهمّة الكبرى.لكن كيف يمكن أن تجري عملية تمحيص تاريخيّ لأمّةٍ بأسرها على مدى القرون والعصور؟

القيادة العالمية للإمام المهدي (عج)
إنّنا نعتقد بأنّ الإمام المهدي (عج) سيُغيّر العالم ويُصلحه من خلال إقبال الناس على قيادته أكثر من أيّ شيء آخر.. فحين ترى شعوب العالم أنّ هذا الإنسان يُمثِّل أجمل ما عندها من قيم، ويرونه تجسيدًا لتلك المبادئ الإنسانية الرفيعة التي آمنوا بها، سيُقبلون عليه وسرعان ما يتخذونه قائدًا لهم؛ وهذا الأمر بحدّ ذاته هو أحد أهم الأعمال التي سيقوم بها هذا الإمام لإثبات موقعه القيادي لهذه الشعوب في العالم كله. وبخلاف الصورة النمطية السائدة التي نتصوّر معها أنّ هذا الإمام سيحمل السيف ويفرض الإسلام على شعوب العالم، فإنّ ما سيحصل في الواقع هو أنّ هذه الشعوب ستجد في هذا الإمام القيادة والقدوة التي تحلم بها.. ولكي يتحقّق هذا الأمر، سيقوم الإمام بتفعيل خطاب القيم من داخل منظومة وثقافة كل شعب أو أمة.

كيف سيجمع الإمام المهدي كلمة شيعته ومواليه؟ مقدّمات وحدة صف الموالين المصلحين
لا تنحصر معاناة الموالين والمحبّين لأهل البيت (عليهم السلام) في استضعاف أعدائهم لهم والتنكيل بهم ومحاصرتهم ومحاربتهم وقمعهم؛ فهناك معاناة، لعلّها أشد وأنكى، وهي ما يحصل فيما بينهم من عداوات ونزاعات في شتّى المجالات، وخصوصًا المجال الدينيّ والفكريّ.

بين حكومة الأمير وحكومة المهدي... أكبر الدروس المستفادة
تعتبر تجربة أمير المؤمنين (عليه السلام) أفضل مفسّر وكاشف لأسباب الغيبة وإطالة أمدها، وبالتالي أفضل مبيّن لكل ما يلزم من شروط لتحقق الظهور. ذلك لأنّ الإمام المهدي هو آخر أمل للبشرية، ولأنّ وعد الله لا بد أن يتحقق في وراثة الصالحين للأرض (أي تحقق النهاية السعيدة لهذه الحياة)، ولأنّ الله لا يخلف الميعاد، فلا يجوز ولا يُعقل أن لا يحقق ظهوره ما كان ينبغي أن يتحقق. وعليه، يكون السبب الأول لكل هذا التأخير والتأجيل هو عدم اجتماع الشروط اللازمة لذلك. فإن أردنا أن نتعرّف إلى هذه الشروط، وجب علينا أن نجعل من تجربة حكومة جده الأمير قضية للاستنباط والاعتبار.

لماذا لا ينقذنا المهدي (عج) من الكورونا؟
هناك من يطرح:إذا كان هناك فعلًا مخلص للبشرية فهذا هو الوقت الأنسب والأمثل لخروجه ليحرر العالم من وباء كورونا وأنا أول المصدقين؛ وإذا لم يفعل، فإما أنه يبخل علينا بالدواء وإما فكل ما يُقال عنه يجب التدقيق فيه ومراجعته، وعلينا إعادة بناء عقيدة دينية خالية منه.

كيف سيغير الإمام المهدي العالم؟
يعتقد البعض أن الإمام المهدي (عج) سيغير العالم بالقوة والسلاح، لا شك أنّ الطواغيت لن يتقبلوا كلمة الحق ويمكن أن نقول أنهم لن يتبدلوا إلا بالسلاح، ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لشعوب العالم، فما هو الأسلوب الذي سيستخدمه الإمام مع هذه الشعوب؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...