
كيف نصون عقول أبنائنا؟
أفضل أساليب تقوية العقل
السيد عباس نورالدين
منذ اللحظة الأولى التي التقت عيونكما، وأنت تحلم بأن يصبح ابنك عالمًا عقليًّا مضاهيًا للعالم العيني بكماله وتمامه. أجل، فبإمكان أي إنسان أن يبلغ في العقل مرتبةً يدرك معها جميع حقائق العالم، بحيث تكون السماوات والأرض وما فيهنّ عالمًا كيانيًّا كبيرًا، ويكون ولدك عالمًا عقليًّا صغيرًا ينطوي فيه العالم الأكبر. ولكن تسأل نفسك: ما هو المنهج أو الأسلوب التربويّ الذي يعينني على وضع ابني على سكّة الوصول إلى هذا الهدف العظيم؟
العقل فيضٌ إلهيّ رحمانيّ، وفيض الله تعالى لا حدّ له، لأنّه تعالى الكريم المطلق الباسط يديه بالعطية. وكل محدودية فينا فهي ترجع إلينا ونحن سببها؛ فنحن الذين نضيق أوعيتنا، بدل أن تتّسع. ولكن ما الذي يحصل حتى تضيق وتتقيّد؟ وهل هناك طرق تجعلنا لائقين ومؤهّلين لاستقبال المطلق من فيض العقل؟
يوجد سرّ صغير هنا، وهو أنّ أي درجة من العقل قد تستقبلها النفس قابلة للاتّساع والزيادة بشرط السماح لها بالفاعلية والنشاط بحسب دورها الذي خُلقت لأجله. فإن لم نفعل ذلك، نخسر هذه الدرجة ونُحرم منها. ففي كلام أمير المؤمنين (عليه السلام): "مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلَّا مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّة".[1]إشارة إلى العلاقة بين الحياة العبثية أو السلوك الفارغ وبين خفّة العقل. والمزاح هنا هو الخفّة والفكاهة أو الكلام الذي لا طائل وراءه. أمّا الدعابة واللطافة فهي ما يدخل السرور في القلوب ويبعث على الضحك، لما فيه من حكمة.
إنّ أجمل ما نورثه أبناءنا هو إعانتهم على سلوك طريق التكامل العقليّ وطي مراحله؛ ويبدأ ذلك قبل أي شيء بترسيخ قيمة العقل واحترام دوره في حياتهم وفي تصرّفاتهم. ولكي يحترموا عقولهم يجب علينا كمربّين أن نحترمها ونقدّرها أوّلًا. ولأنّ الغالب على الأطفال الطباع والشهوات والأهواء، فمن الطبيعي أن يصدر منهم في هذه المرحلة العمرية الكثير ممّا يمكن أن يكون مخالفًا للعقل؛ فنجدهم منساقين وراء أمور تضرّهم، ولا يلتزمون بأبسط ما ينفعهم. وقد نتشدّد معهم في مثل هذه المواقف إلى الدرجة التي نوحي لهم بأنّهم لا يمتلكون من العقل شيئًا. هذا في حين إذا أردنا تقوية عقولهم يجب أن نشعرهم بأهمية ما لديهم من عقل عبر الإشادة بتلك المواقف التي تنسجم معه، وإن كانت قليلة أو نادرة.
إنّ أطفالنا بأمسّ الحاجة إلى اكتشاف هذه القوّة العظيمة التي وهبها الله لهم، خصوصًا في الأوقات التي تكون تلك العوامل السلبية غالبة على شخصيّتهم ونفوسهم. فإن لم نثق بقدرة الطفل على التفكير وتمييز الحقّ من الباطل والحسن من القبح، فقد يظن أنّه عاجزٌ ولا يمتلك من العقل شيئًا. وشيئًا فشيئًا قد يصبح هذا الظن قناعة راسخة وإن لم يعترف بذلك.
فما أكثر الشباب الذين لا يستعملون هذه الطاقة الإلهية لأنّهم لا يثقون بها! وما أكثر هذه الحالات التي نشأت من تلك المواقف الهدامة للأهل والمربّين!
فالخطوة الأولى في طريق التربية العقلية تتطلّب منّا الإشادة المستمرة بالعقل وتمجيده بما هو عقل؛ بمعزل عن مقدار ما يتمتّع به ابننا منه. وبهذه الطريقة قد نتمكّن من ترسيخ أهمية العقل ودوره المحوريّ والمصيريّ في الحياة وجميع شؤونها وتفاصيلها.
أمّا الخطوة الثانية، فتتطلّب ترسيخ الاعتقاد بأنّ العقل فيضٌ إلهيّ، يمكن لنا أن نستدرّه ونستفيضه بواسطة الأفعال الاختيارية، فنحن الذين نحدّد مستوى حياتنا وطاقاتنا العقلية.
ليس العقل في القدرة على حلّ التمارين الحسابية والهندسية، وإن كان ذلك يساعد؛ وليس العقل في المكر والخداع والاحتيال؛ ولا حتى في الذكاء الذي ينشأ من شدّة توجّه النفس واهتمامها؛ بل العقل عبارة عن قدرة التمييز بين النقص والكمال في أي شيء أو موضوع؛ وهذا ما يرتبط باكتشاف كمال الشيء أولًا، حيث يتبعه اكتشاف النقص بحسبه.
إن كان لديك شيء يمكن أن يكتمل، كرابطة بين شخصين أو مشروع معيّن أو علم بشيء أو موجود ينمو، فالعقل مصباحٌ سيضيء عليه، ليعرّفك على ما نقص منه. وكلّما زادت قوّة ضياء المصباح، تمكّنت معها من تحديد ما خفي من نقص بعد أن اكتملت الصورة في ذهنك.
إن كنت تعلم إلى أين يمكن أن تصل الأخوّة أو العلاقة الزوجية أو هذا الجسم أو تلك الروح، فستعرف ما ينقصها إن كانت ناقصة.
ولأنّ حُسن أي شيء وجماله يكون في كماله وتمامه، ولأنّ قبح أي شيء يكون من جهة النقص فيه، فإنّ تمييز الحُسن من القبح في أي موضوع سيتبع إدراكنا لكماله. ومن لم يعرف كمال الشيء لا يمكن أن يدرك حسنه أو قبحه أو يميّز بينهما.
فهل تعلم ما هو كمال الحياة الاقتصادية أو المعيشية، حتى يكون لك قدرة تحديد ما هو مضر وخاسر فيها؟ وهل تعلم ما هو كمال التجارة واستعمال المال، حتى تدرك قبح الربا وشناعته؟
فإن كنّا نريد للعقل أن ينمو ويزدهر ويضيء دربنا في أي قضية أو موقف ويدلّنا على الحكمة فيها، فلا مناص من معرفة كمال موضوعها.
فالعقل يبدأ من إدراك كمال الأشياء. وكمال العالم وكائناته هو الله سبحانه وتعالى، لأنّه المقصد الأعلى لكل سائر متحرّك. فمن لم يعرف الله عزّ وجل ولم يتعرّف إلى معنى الألوهية وحقيقتها وموقعها في عالم الوجود ونسبة الأشياء إليها، لا يمكن أن يدرك الكمال الواقعيّ لهذه الأشياء؛ فبمعرفة الله المتعال تتشعشع أنوار العقل في النفس وتشرق في القلب، ويصبح العارف قادرًا على معرفة النقص في أي شيء. ومن هنا نفهم لماذا فرح رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقول لبيد الشاعر: "ألا كل ما خلا الله باطل"، فقال عليه السلام هذا أصدق ما قالته العرب.
إنّ المسافة التي تفصل أي ناقص في هذا العالم عن كماله النهائيّ قد تكون أبعد بكثير من تصوّراتنا ومفاهيمنا؛ لكن هذا الكمال النهائيّ هو غاية الغايات، وبواسطة التأمّل فيه يمكن لنا أن نحدّد النقص الذي يفصله عنه.
ولأجل تسهيل هذه المهمّة على الإنسان، جعل الله عوالم الكائنات درجات ومراتب. فيُقال أنّ كمال الجماد هو النبات، وكمال النبات هو الحيوان، والكامل في الحيوان هو الإنسان، وفي الإنسان يوجد مراتب من الكمال تنتهي عند الإنسان الكامل.
ومن رحمة الله بعباده إظهار بعض الكاملين من أوليائه للناس في هذه الأرض (كالأنبياء والرسل)، وفتح أبواب العلم لمعرفتهم. والإنسان الكامل والوليّ الحقيقيّ هو الذي تتجلّى فيه صفات الله وأسماؤه؛ لهذا الأمر بالتحديد كان هذا الإنسان غاية سير وتكامل كل ما عداه من خلق الله.
ومن أجمل ما قرأت في التعاليم التربوية لأهل بيت النبوة (عليهم السلام) ما أوصى به الإمام الصادق بشأن تربية الفتيات حيث قال: "أَلْهِمُوهُنَّ حُبَّ عَلِيٍّ (ع) وَذَرُوهُنَّ بُلْهًا".[2] وقد فسّر الإمام معنى البله في كلام آخر بقوله: "الْعَاقِلُ فِي الْخَيْرِ الْغَافِلُ عَنِ الشَّر".[3] وللأسف يُساء استعمال هذه المفردة اليوم فتُطلق على الحمقى والمجانين.
إنّ الارتباط الحبّي القلبي بالإنسان الكامل ـ الذي تكون شخصية الإمام علي أسهل وسيلة لمعرفته ومعرفة الكمال الذي يمثّله ـ يجعل القلب منجذبًا إلى الخير والكمال والحق والحُسن والجمال، بعد معرفة المصداق والأنموذج الجامع لهذه الأبعاد والكمالات في أعلى درجاتها. ففي هذه الرابطة يوجد معرفة، وبواسطتها يتجلّى الكمال الأتم ويُعرف مطلق النقص؛ وفي هذه الرابطة يوجد حبّ، وبواسطته يحصل الانجذاب والتحرّك والسير نحوه. وبعدها فلا يهم ما يفقده الإنسان، لأنّه لن يكون قد فقد شيئًا مذكورًا.
الفطرة هي المحرّك الدافع لمركبة النفس التي يُفترض أن تسلك طريق الكمال، والعقل هو المصباح الذي يكشف لها مصاديق الكمال ويميّزها عن مصاديق النقص؛ والإرادة النابعة من النفس هي التي تحدّد وجهة هذه المركبة وتسوقها؛ فإمّا أن تختار الكمال وتسلك طريقه، وإمّا أن تخالف العقل فتسقط في مهاوي النقص والحرمان.
الإنسان الكامل هو كمال كلّ شيء وغايته، لأنّه المظهر الأتم للكمال المطلق. فما من درجة من الكمال يمكن لنا أن ندركها أو نتصوّرها إلا وهي موجودة ومتحقّقة فيه.
وقد لا يصل المحب العاشق للكامل إلى هذه القدرة العقلية دفعةً واحدة، لكن لا شك بأنّ هذا الحب سيهديه إليها في نهاية المطاف. وإذا كانت أكبر المخاطر التي تسعى التربية لتجنّبها هي التي تظهر في معصية الله تعالى، فإنّ حب أولياء الله يجعل بيننا وبين المعاصي بونًا شاسعًا، لأنّ المعصية ليست سوى نوع من القطيعة بيننا وبين من نحب.
نحن نريد لأبنائنا أن ينشأوا على حبّ الكمال والسعي للاتّصاف بالفضائل المختلفة كالعلم والوفاء والحياء والإيمان والصدق؛ ولا شيء يمكن أن يحقّق هذا الهدف التربويّ مثل تعلّق قلوبهم بمن يمثل أعلى درجات هذه الفضائل. ففي ظل هذا الحب نعبر مرحلة التمييز بين الحسن والقبح والكمال والنقص بسرعة، وننتقل إلى مرحلة السير الحثيث نحو كل ما يمثل الكمال والجمال.
نريد لأبنائنا أن لا يُقبلوا على التفاهات المنتشرة هذه الأيام، ونسأل الله من أعماق قلوبنا أن لا يكون للمعاصي والقبائح نفوذًا إلى قلوبهم، ونخشى عليهم أن ينجذبوا إلى مادية الغرب المنحطّة وعبثيته البشعة، ونحب أن يكونوا قادة وقدوة في كلّ أمر جميل، من بناء الجسد وقوّة الذكاء ومهارة الحواس وحسن التدبير وطيب المعشر؛ وهذا كلّه ممكن في ظلّ اتّصال القلب برابطة الحب والعشق للكامل.
إن كنت تخشى على ولدك أن يسقط في مستنقع المخدّرات، وتعلم أنّ بداية ذلك تكمن في غلبة الشهوة وضعف النفس؛ فلا شيء يصون أبناءنا من كل أنواع الموبقات والأجواء الفاسدة مثل معرفتهم بالنموذج الأعلى للتقوى وقوّة النفس والقدرة والشجاعة والورع.
إنّ هذه المعرفة هي التي تمدّنا بالعقل الذي يضيء على تفاصيل الحياة وأنواع المواقف فيكشف العيوب والنقائص والقبائح والمخاطر والمهالك ويصوننا من الانجراف نحوها.
[1]. نهج البلاغة، ص 555.
[2]. وسائل الشيعة، ج20، ص 177.
[3]. وسائل الشيعة، ج10، ص 426.

كنوز الإسلام
كان إبراهيم وسارة ينتظران جدّهما بفارغ الصبر لمعرفة الإجابة عن السؤال الذي كان قد طرحه عليهما في اليوم الفائت: ما هي الأمور التي تجعل الإنسان سعيدًا؟ ولم يخطر ببالهما أنّ مثل هذا السؤال يمكن أن يصبح سؤال الحياة. وكانت دهشتهما أكبر حين قال الجدّ أن الجواب سيكون في شيء لا يخطر على بالهما. تعرّف مع سارة وإبراهيم على كنز جديد. كنوز الإسلام الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 12*17غلاف كرتوني: 56 صفحةللناشئة: عمر 11 - 13 سنة الطبعة الأولى، 2018م ISBN: 978-614-474-004-0السعر: 7$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

كنوز العقل
معًا نبحر على متن العقل الذكيّ ونكتشف آفاق الحياة الرائعة بكل فرصها واحداثها ونتمكن من استشراف مستقبلها.لننطلق معًأ على هذه السفينة ونعيش أجمل الأوقات. كنوز العقل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 12*17غلاف كرتوني: 64 صفحةللناشئة: عمر 11 - 13 سنة الطبعة الأولى، 2018م ISBN: 978-614-474-006-4السعر: 7$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

روح التربية
الإنسان لا يأتي إلى الدنيا فاسدًا. في البداية يأتي إلى الدنيا بفطرة جيّدة وهي الفطرة الإلهية "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَة"، وهذه هي الفطرة الإنسانية فطرة الصراط المستقيم والإسلام والتوحيد. أنواع التربية هي التي تفتح هذه الفطرة أو تسد الطريق على الفطرة. التربية هي التي يمكن أن توصل المجتمع إلى كماله المنشود، وهي التي تجعل البلاد إنسانية نموذجية كما يريدها الإسلام روح التربية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 192 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

ابني لا يستجيب للتعليم سوى بالصراخ
تشكو إحدى الأمهات من كون ولدها مشاغبًا، كثير الحركة، عنيد، لا يستجيب لمسألة الدراسة، لا يتفاعل معها سوى بالصراخ والتهديد.. فما هو الحل؟

كيف أجنب أبنائي التأثّر بنقد الآخرين؟
قسمًا مهمًّا من التربية ينبغي أن يكون منصبًّا حول إعداد أبنائنا للتعامل مع الخارج أو المجتمع أو أي ظرف من الظروف.

كيف أصحّح مفهوم ابنتي حول بابا نويل؟
ابنتي لها من العمر خمس سنوات ونصف ومنذ سنتين حين دخلت المدرسة تعرفت على أجواء الميلاد والزينة وبابا نويل. كانت في السنتين الماضيتين تسألني عن هذه المناسبة وأجيبها إجمالًا وأقول لها أن ما يقام ليست من عادات المؤمنين.هذه السنة بالذات صادفت هذه المشكلة وهي أن المعلمة ربطت هذه المناسبة وأجواءها بأسلوب ديني وهو مولد النبي عيسى (ع)وقصت لهم قصة يتوهم الطفل من خلالها أن بابا نويل يهدي الأطفال إلى حب النبي عيسى (ع)، عادت طفلتي لتعاتبني انه لماذا لا نزين لولادة النبي عيسى. سؤالي هو :كيف أفهمها أن شجرة الميلاد وبابا نويل ليسوا من عادات المؤمنين مع انه ظاهرها حسن وخيّر!

اللقاء الحواري السابع: كيف نربي أبناءنا عقائديًّا؟
ما هي خصوصية تربية الأطفال في موضوع العقيدة؟ وما هي الأصول الأساسية التي ينبغي أن نبدأ بها على مستوى الأطفال؟ وكيف نتدرّج بطرح القضايا بحسب الفئات العمرية؟ ما هو دور الأهل على مستوى التربية العقائدية؟ وما هي أبرز التحديات التي نواجهها في عصرنا في هذا المجال، لا سيما مع وجود هجوم ثقافي غربي؟

كيف نزرع الطموح في أبنائنا؟
ينبغي قبل أي شيء أن يكون لدى الأهل تصور حول معالي الأمور حتى لا يختلط الأمر بين الأمور العليا العظيمة الشامخة الحقيقيّة والأمور الوهميّة.

ابني يسيء الأدب.. ماذا أفعل؟
التأديب مسألة مهمّة جدًّا وهي أساس استقامة الشخصيّة. فالأدب يعبر عن وعي الإنسان تجاه محيطه ومخلوقات العالم.

كيف نزرع الثقة في نفس الطفل؟
ينبغي الالتفات أنّ للثقة منشأ عقلائي، إذا لم نعمل وفق سيرة العقلاء لا نكون نتجه نحو بناء ثقة سليمة.

ابنتي تعاني من اكتساب الأصدقاء في المدرسة!
لدى ابنتي من العمر ٩ سنوات وهي في الصف الرابع.. تعاني في المدرسة من عدم القدرة على اكتساب الأصدقاء.. في السنة الماضية لم تكن تعاني حيث كان لديها أصدقاء مقربين...هذه السنة معظمهن انتقلن إلى مدرسة أخرى أما هي فبقيت في المدرسة نفسها.. وهي حاليًا تواجه مشاكل مع زميلاتها كل يوم.. باختصار هي غير قادرة على بناء علاقة صداقة مع أي منهن.. لم يمض على المدرسة شهر حتى الآن.. ولكن تعود إلى البيت كل يوم محبطة وتشعر بالضيق لأنّه ليس لديها رفاق ولا أحد يمشي معها في الملعب، نصف البنات في الصف لبنانيات والنصف الآخر بحرانيات ويبدو أنّهن منقسمات إلى مجموعتين، وهي كانت جدا معترضة على هذا الانقسام، لأنّها تحب فتيات من المجموعتين، ولا تريد أن تُحرم من أي منهما، فكانت نتيجة هذا الأمر أن كلا المجموعتين نبذنها.. وأنا محتارة بماذا أنصحها.. وكيف يمكنني أن أساعدها على بناء صداقات جديدة.

ابنتي تتكاسل في الذهاب إلى المدرسة
أنا أعاني كثيرًا مع ابنتي، هي في الصف الثاني، تبقى تذهب وتجيء وتصل حافلة المدرسة وهي تكون ما زالت غير جاهزة، رغم أنّني أحرص على إيقاظها باكرًا. اخوتها يجهزون وينزلون لانتظار الحافلة أما هي فلا تكترث للأمر أبدًا. ماذا يمكنني أن أفعل لأجعلها نشيطة ومتحفزة؟

ما هي حدود المعرفة الجنسية التي على الطفل تلقّيها في كل مرحلة
ينبغي أن تتميّز المرحلة الأولى بتجنيب الطفل طرح هذه القضيّة، ومعايشة ظروف وبيئة فيها استثارات جنسيّة وطروحات جنسيّة.

ما هي حقيقة مرض التوحّد؟
ما هي حقيقة مرض التوحّد؟ وهل منشؤه نفسي أم عضوي؟ وكيف يمكن للأهل اكتشافه في أبنائهم، وكيف يبنغي لهم التعاطي معه؟

أولادي في بلاد الغرب أخشى عليهم الانحراف.. هل أعود؟
بمعزل عن الحكم الشرعي أولًا حيث لا يجوز أن يتواجد الإنسان في بيئة يمكن أن يخسر فيها دينه، بمعزل عن ذلك يوجد بعض الناس لديهم مبررات للتواجد في تلك البيئة، أو أنّه لا يوجد لديهم بديل سهل ذلك. فما العمل؟

لماذا يجب التركيز على الآخرة في التربية؟
لكل إنسان سير وتحوّل وتطوّر يحصل في نفسه. ولهذا السير الأنفسي بداية هي نقطة ظهور الإرادة والوعي فيه ونهاية حتمية لا مفر منها، وهي التي يُعبّر عنها بلقاء الله تعالى كما قال عز وجل: {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقيه}،[1]وفي هذا السفر لا بد للإنسان من الاختيار بين اثنتين، فإمّا الجنّة والرضوان، وإمّا جهنّم والهجران. لأجل ذلك، تكون المهمّة الأساسية للتربية العمل على تعميق حالة الاختيار هذا، ودوره في تحديد المصير، وذلك عبر ترسيخ الرابطة السببية بين أفعالنا في الدنيا ونتائجها في الآخرة.

ما الذي نحتاج إليه لتربية أبنائنا؟
إنّ التربية عملية متّصلة ومترابطة ومهمّة دقيقة ومتشعّبة.. ولكي نؤدّي هذه المهمّة على أحسن وجه، نحتاج إلى هداية خاصّة من الله تعالى. ولأجل ذلك، فإنّ الله عزّ وجل يفيض على كلّ مربٍّ حريص كل ما يلزم لكي يقوم بدوره ويكون معذورًا عنده يوم الحساب.إنّ التربية هي مزيج علم وعاطفة ونباهة وصبر ومصابرة. وحين يرتبط العلم بحقائق الحياة ومواضع الأشياء ومقاديرها وأحجامها ومآلها يصبح حكمة، ولا يمكن تطبيقها إلّا بامتلاك الصبر والرحمة. ولا بأس أن نتوقّف قليلًا عند أهم احتياجات التربية لكي نتعرّف إلى مصادرها وكيفيّة تحصيلها.

كيف أجعل ابني محبًّا للقرآن؟
للّذين يفتّشون في هذا الزّمن عن ضمانة قويّة لتربية أبنائهم على الصّلاح والطّهارة والاستقامة، فلا شيء يعدل القرآن في ذلك. فهو الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم، ويرشدنا إلى الإمام العادل والأسوة الصالحة والمبيّن الراشد. فنكتشف به الثقل الآخر الذي ما إن تمسّكنا بهما لن نضل بعدها أبدًا.

أعظم وسائل التربية... أطفالنا من اللاوعي إلى الوعي الكلّيّ
كل مهتم بالتربية يسعى لمعرفة قواعدها العامّة، لكن لا يخفى على أحد أنّ القاعدة الكبرى هي أنّ اجتماع المعرفة التصديقيّة مع حسّ المسؤوليّة هو الذي يولّد العمل والسّلوك الصحيح. إنّ قسمًا مهمًّا من الشعور أو التصرّف بمسؤوليّة هو نتاجٌ طبيعيّ للجبلّة والخلقة الأصلية للبشر. جميع الناس يُفترض أن يقوموا برد فعل تجاه الخطر المحدق أو الضّرر المتوقّع.

كيف نجعل أبناءنا يملكون تصرّفاتهم؟ خطوة مهمّة على طريق الإصلاح
إنّ رصيدنا الأكبر في التربية هو تلك الفطرة التي أودعها الله تعالى في كلّ إنسان. وبالنسبة للأطفال والناشئة، وحتّى الشباب، تكون موانع هذه الفطرة قليلة أو ضعيفة، خصوصًا إذا انعقدت نطفهم من صلب ورحم طاهرين (وهو ما نعبّر عنه بطهارة المولد).

كيف نستعمل أهم عنصر في التربية... هل سمعتم عن الفطرة؟
لنتصوّر أنّ أبناءنا تعرّفوا في السنوات الأولى من أعمارهم على أهم الشخصيات الكاملة التي عرفتها البشرية كأهل بيت النبوة وأولي العزم من الرسل وبعض الصحابة الأجلّاء والإمام الخميني والإمام الخامنئي. وقد كانت هذه المعرفة المتاحة مفعمة بالشواهد والتفاصيل التي تبيّن كيفية وصولهم إلى كمالاتهم؛ سواء بالاصطفاء الإلهي وقوّة الجاذبية الربانية أو عبر السلوك والارتياض المعنويّ.

أكبر تحديات التربية الفطرية.. هل سمعتم عن الوهم؟
ترتبط الفطرة بكل أمر إنساني ومعنوي وروحي؛ فهي تتعلق بتلك الأشياء التي تفوق عالم المادة والبدن وتطلّبها.. ولهذا، من الطبيعي أن يحصل بينها وبين الميول التي ترتبط بشهوات الجسد نوع من التضاد والتعارض. من الضروري لكل مربّ ومرشد أن يميّز بين الحاجات الجسمانية والحاجات الفطرية. فجانب مهم من التربية يدور حول معالجة ذلك التضاد والتوفيق بين هذا التعارض. الحاجات الجسمانية ترتبط بثلاثة أمور أساسية هي: سلامة الجسد وتوازنه، وقوّته. أمّا الحاجات الفطرية فهي التي ترتبط الكمال الحقيقي للنفس.

عشر نصائح لأمومة رائعة
الأمومة فرصة للمرأة لكي تشاهد دفق الرّحمة والعاطفة الإلهيّة وهي تسري في وجودها بصورة مذهلة. إنّها فرصة اختبار مزيج المشاعر الفريدة التي تجعل العالم أجمل وأعذب. ومع كلّ متاعبها، فهي فرصة عظيمة أيضًا لكي تسمو المرأة إلى آفاق الكمال، بصبرها وتحمّلها وعملها التربويّ الفريد.

10 مبادئ لتربية جيلٍ صالح
الصلاح هو أهم الخصائص الأخلاقيّة التي يتمنّاها الآباء والمربّون للأبناء. وللصّلاح في التّعاليم الدينيّة أبعاد عقائديّة وأخلاقيّة وسلوكيّة؛ إلّا أنّ أهم دلالاته ترتبط بالبعد العمليّ، حيث يكون الصّالح إنسانًا مصلحًا، حتى قيل لا يمكن أن يكون الصّلاح إلا بالإصلاح.

8 أمور تجعل ولدي محبًّا للمطالعة
يمثّل الارتباط بالكتاب إلتزامًا جديًا تجاه المعرفة وعالم الفكر والبحث والتعمّق. وهذه هي الأسلحة الماضية التي يمكننا بواسطتها القضاء على الآثار السلبيّة للمعاصرة.إليكم 8 نصائح يمكن أن تساهم في جعل أبنائكم محبّين للمطالعة والكتاب.

تربية الأبناء للحفاظ على سلامتهم
يتعرّض أبناؤنا لمختلف أنواع المخاطر التي تهدّد سلامة أبدانهم، والتي يكون العديد منها قاتلًا. فهذه سمة من سمات هذا العصر الذي تتعقّد فيه الحياة وتكثر فيه الوسائل التي تكون كالسيف ذي الحدّين.

أكبر مسؤوليات التربية... منع تسلّط الوهم على الفطرة
يؤلمنا أن لا يندفع أبناؤنا نحو المعالي؛ ويزداد ألمنا إن وجدناهم يسلكون طريق العبثية والسطحية في الحياة. نحلم أن يرغب أولادنا ببلوغ قمم المجد في العلم والعمل، فيكونوا نماذج راقية في الفضيلة والعظمة. ونتعجّب من انشغالهم بسفاسف الأمور وأنواع الملاهي الفارغة وتضييع الوقت فيما لا طائل منه.

ضرورة التربية العقلائية .. ما الذي يمكن أن نقدّمه في هذا المجال؟
يوجد فرق دقيق بين العقلانية والعقلائية؛ ولا أعرف إن كان هذا الفارق الاصطلاحيّ قد شاع واستقرّ بالدرجة التي تسهّل علينا الحديث، لكن لإدراك المعنى والمفهوم الحاصل من هذا التفريق دورًا مهمًّا في مجال التربية.

دور التربية في تنمية العقل
من منّا لا يحلم بأن يكون أبناؤه قادرين على إدراك كل قبيح أو شر أو باطل في أي قضية يواجهونها في حياتهم، سواء في علاقاتهم المختلفة مع الوالدين والإخوة والأصدقاء والزملاء أو في الدراسة وطلب العلم أو في المهنة والعمل؟ فكل الأخطاء التي نرتكبها أو الشرور والأضرار التي نتسبّب بها لأنفسنا ولغيرنا ترجع بنحوٍ ما إلى عدم التفاتنا إلى طبيعتها وماهيتها وآثارها. وقد قيل إنّ المعصوم هو ذاك الإنسان الذي يصل في إدراكه ومعرفته لقبح المعصية والذنب والخطأ إلى درجة يصبح كأنّه يراها متجسّمة أمامه كجيفة نتنة؛ فهل شاهدنا إنسانًا عاقلًا يُقبل على جيفة كهذه؟!أجل، إنّ قلوبنا المفعمة بحبّ الأبناء لا تريد لهم سوى السعادة، وهي تعتصر ألمًا كلّما أوشكوا على الوقوع في أي ضرر أو ألم؛ ولكن كيف يمكن أن نساعدهم على سلوك سبيل السعادة وتجنيبهم سبل الهلاك والشقاء؟

اللقاء الحواري الأول حول تربية الأبناء
في هذا اللقاء:ما هو هدف التربية؟ما هي أهم مقوّمات التربية؟ما هي مسؤوليّة الأهل في التربية؟ما هي خصائص وميّزات المرحلة الأولى؟اتركه سبعًا وأدبه سبعًا وصاحبه سبعا، هل هذا الحديث يعني ترك تأديب الطفل في المرحلة الأولى؟ وماذا لو لاحظ الأهل سلوكيات وصفات سيئة عند الطفل في هذه المرحلة؟كيف يؤثر الاختلاف في وجهات النظر بين الأب والأم على الطفل؟هل للعامل الوراثي تأثير على شخصية الطفل؟بعض الأهل حين يكتشفون صفات أو طباع سيئة في الطفل، أو يستشعرون إمكانية ظهور مثل هذه الطباع (بسبب العامل الوراثي) يعمدون إلى دفع الطفل بشدّة للقيام بخلاف ما يقتضيه هذا الطبع، كأن إذا شعروا بأن لديه جبن فإنّه يدفعونه للقيام بأعمال لتخطي هذا الأمر؟ هل هذه الشدة في التعامل مع الطفل صحيحة؟كيف نتعامل مع كثرة الشجار بين الأولاد؟أنا أم أحرض على إطعام طفلي الأكل الصحي، ولكن ماذا لو أصر على تناول بعض المشتريات غير الصحية؟ابنتي لها من العمر ١١ شهرًا وبدأت ألاحظ عليها بأنّها تضرب يدها وتبكي أثناء اللعب.. وإذا أرادت شيئًا ما تبدو عصبية.. كيف يمكنني أن أجنبها أن تنتهي لتكون عصبية؟

اللقاء الحواري السادس حول تربية الأبناء ـ حوار نجيب فيه عن أهم الأسئلة الحسّاسة حول تربية الأبناء
- هل تشدد الأب مع ابنته صحيح؟- كيف أقدم مفهوم الموت لطفلي؟- كيف أجعل طفلي مؤثّرًا لا متأثرًا؟- ابني لا يحترم كبار السن

اللقاء الحواري الرابع حول تربية الأبناء
في هذا اللقاء:كيف نفسّر اختلاف الأمزجة بين الأطفال، حيث نرى طفلًا سعيدًأ، وآخر كثير البكاء والنق؟لماذا تختلف ردات فعل الأولاد على فقدان الوالدين: فمنهم من يصبح انطوائي، ومنهم من يصبح عدائي، ومنهم من يصبح شديد الخوف والقلق من خسارة من بقي من والديه؟هل تختلف تربية الأبناء عن البنات؟ابني انطوائي.. ماذا أفعل؟ابني لا يتواصل معنا بشكل جيد بحجة أنّ لديه الكثير من النشاطات الإسلامية؟ ما الحل؟

اللقاء الحواري الثالث حول تربية الأبناء
في هذا اللقاء:كيف ينبغي للأهل التعامل مع الطفل العنيد؟هل من الممكن أن يرسخ الاهل القيم لدى الطفل بطريقة خاطئة؟هل من السليم أن يجلس الطفل أمام التلفاز لساعات؟ وإذا كان الجواب بالنفي فما هو البديل؟ما هي الوسائل التي يمكن أن نعتمدها لزرع حب الإمام المهدي(عج) وانتظار الفرج في نفس الطفل؟كيف ينبغي التعامل مع الطفل الذي يفسّد كثيرًا (السعاية)، مما يتسبب بمشاكل أحيانًا كثيرة بين أفراد الأسرة؟ما هو رأيكم بالتعليم المنزلي؟قد يخطئ الأهل أحيانًا ويعمدون تبرير أخطائهم أمام الطفل بحجة أن لا يخسروا ثقته بهم؟ كم من السليم أن يستخدم الأهل مثل هذا الأسلوب؟ وهل تحبذون أن يعترف الأهل لأبنائهم بأخطائهم؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

برنامج مطالعة في مجال الأخلاق موزّع على ثمان مراحل
نقدّم لكم برنامج مطالعة في الأخلاق على ثمان مراحل