حين يكون الرجل عقدة المرأة الكبرى
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب شركاء الحياة
يحضر الرجل عند المرأة والمرأة عند الرجل في عمق كيانهما. الحاجة إلى الآخر أمر مغروز في كل خلايا الجسد وذرات النفس. أي سعي للاستغناء التام وعدم الاكتراث يكون بمثابة التخلي عن جزء مهم من ذواتنا. بالتخلي عن الجنس الآخر نخسر جانبًا مهمًّا من بناء شخصيتنا.
لكن في الوقت نفسه، إذا زاد هذا الحضور عن حده، تنبعث مشكلة كبرى. المطلوب أن نعرف درجة الحاجة إلى الآخر فنتعامل معها كما هو حقها. أي إفراط أو تفريط تتداعى سلبياته لتصل إلى عمق النفس.
يجب أن نعترف بأن المجتمعات البشرية لم تتمكن من إرساء قواعد سليمة للعلاقات بين الجنسين. وفوق ذلك لم ترسخ ثقافة تساعد كلا منهما على النظر إلى الآخر بطريقة صحيحة.
إنّ التباس النظرة وتعقيد العلاقات يؤدي إلى الكثير من الإفراط والتفريط. المتضرر الأكبر هو الذات البشرية التي تتقوم عبر هذا التوازن.
كل التحركات التي نشاهدها اليوم تحت عناوين تمكين المرأة وتحريرها تزيد من هذه العقدة. هذا التحرير غالبًا ما يتلازم مع التفريط بهذه العلاقة حين يجعل جنس الرجال ظالمًا. والتمكين تحول إلى نزاع وصراع.
لأن الحاجة إلى الرجل مغروزة في عمق كيان المرأة، كل علاقة غير متوازنة تكون بذرة العقد النفسية التي لا تزيدها إلا تأزمًا.
تتجلى محاولات المرأة للخلاص من سطوة الرجل وحضوره في ساحات العمل حين تسعى كل الوقت لإثبات تفوقها كامرأة. هذه نقطة ضعف كبرى، تسمح للمستغل أن يتسلل بسهولة. هي تريد التقدير والثناء كأعلى مطلب، لكن كامرأة. الرجل المستغل يجد ذلك فرصة للتلاعب بمشاعرها والحصول عليها بأبخس الأثمان. انظروا كيف يتلازم سعي الرجال لتحرير المرأة مع تحريرها من شرفها وكرامتها وحيائها. نقطة ضعف المرأة هذه هي أقوى قوة بيد هذا النوع من الرجال. يمكن للمرأة والحال هذه أن تتحول إلى ألعوبة بيد الرجال لأجل أن تشعر بالتفوق.
المرأة المتحررة تظن أنها انتصرت حين رفعت سعرها. في زمن الاضطهاد القديم كانت تُباع وتُشترى بثمن تعتبره يساوي حريتها. اليوم صار الثمن أبخس لكنها تشعر بالحرية. في الأزمنة القديمة كانت المرأة ألعوبة رجل واحد، لكنها اليوم ألعوبة عدد كبير من الرجال! هل هذه حرية؟
ما الفرق بين امرأة تعرض جسدها لشخص واحد وامرأة تعرض جسدها لعشرات الرجال، إن كان الثمن هو كرامتها؟
إذا كان يُفرض على المرأة في تلك العصور أن تكون لرجل واحد، فهل هذا يختلف في جوهره عن أن تشعر بالحرية وهي تنتقل من رجل إلى آخر؟!
السعي المحموم للتحرر لم يزد المرأة إلا عبودية. تصورت أن ثمنها ارتفع، لكن مع كل هذه العروضات صار أبخس. نساء اليوم أصبحن أكثر احتياجًا إلى الرجال، لأن ثمن الحرية أضحى المزيد من العرض وسهولة الحصول. الثمن مقارنة بالأزمنة القديمة أصبح أقل.
أي حرية هي تلك التي تجعل المرأة شديدة التعلق بالرجل بحيث تكون مستعدة للتنازل عن كل شيء حتى عن جنس الرجال! الشذوذ المنتشر ليس سوى سقوط آخر لثمن المرأة. المرأة التي تحب أن تشتهيها النساء لا ترى لنفسها ثمنًا أصلًا.
وتتجلى محاولات المرأة للتحرر والانعتاق في الزواج بصورة أقسى. يقوم الزواج على نوع من الذوبان والفناء في الآخر. يمكن للزوجين أن يحققا أعلى مراتب الفناء بحيث يولّد اجتماعهما جنسًا أعلى. نوعًا من الأجناس التي لا تراها بسهولة. وهذا هو السر الأكبر في الزواج. الارتقاء من الأنوثة والذكورة إلى الإنسانية المحضة دون التخلي عنهما. وحين يحدث العكس وتقرر المرأة إثبات نفسها مقابل الرجل، تخسر فرصة عظيمة لهذا الارتقاء.
إنّ هاجس التحرر من الزوج والذي يعبر عن نفسه منذ البداية بالمهور الغالية (شرار نساء أمتي أغلاهن مهرًا ـ النبي الأكرم (ص))، وبعدها بالعمل خارج المنزل لتحقيق ما يُسمى بالاستقلالية المالية، وفي منازعة الحقوق دون ضوابط إلهية تكوينية (يسميها البعض بالاسترجال)، كل هذه لا تحقق للمرأة إلا المزيد من البعد عن أنوثتها.
تحتاج المرأة إلى تفكُّرٍ عميق بشأن الهوية التي تشكّلت على مدى السنين في التقابل والتعارض مع الرجل. كثيرة هي الأعراف والعناصر الثقافية التي ترسخ هذه المقابلة. لكن هل ستقدر على ذلك؟
يساعد الرجال كثيرًا هنا إذا طبقوا القواعد الأخلاقية الإسلامية الرفيعة في نظام العلاقات. لا شيء يمكن أن يمنح المرأة السكينة اللازمة للتفكر بعمق مثل هذا الشعور بالتقدير والاحترام والسكينة والمودة. يصعب على المرأة أن ترى الرجل ندًّا وخصمًا حين يكون عونًا.
مرة أخرى، تأتي القيم المعنوية الممتازة لتفرش بساط التفكر البناء. لا يمكن للمرأة أن تدرك هويتها الأصيلة إلا في ظل تبني هذه القيم. الحسد مرفوض بشدة ومدمر لإنسانية الإنسان. حين نرفضه نتخلى عن تلك الأبعاد السلبية في شخصيتنا، والتي تمثل أساس معظم العقد.
نحن مدعوون لاكتشاف ذواتنا على ضوء هذه المنظومة القيمية. سنكتشف حينها ذلك البعد الآخر الذي غاب وسط لجة صراع الجنسية.
شركاء الحياة
شركاء الحياةالحياة سفر والسفر يحتاج إلى صحبةولا معين في الحياة كالزواجفيه تتأسس شراكة فريدة لا مثيل لهايتحد معها الزوجان في كل شيءلأجل النجاح الأكبرحيث الوصول إلى مرضاة الله ونعيمه الأبديفكيف نكون خير شركاء في أجمل رحلة الكتاب: شركاء الحياةالكاتب: السيد عباس نورالدينالطبعة الأولى، 2023بيت الكاتب للطباعة والنشر الحجم: 17*17عدد الصفحات: 346ISBN: 978-614-474-102-3 سعر الكتاب: 15$ بعد الحسم 60%: 6$ يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقع النيل والفرات https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0
الزواج في مدرسة الإيمان
ما هو الحب؟ وما هو الزواج؟ وهل الحب شرط لنجاح الزواج؟ هذا ما يجيب عنه هذا الكتاب بالإضافة إلى العديد من الأسئلة الأخرى التي تفرضها الحياة في عصر الإنترنت. فلننظر إلى الزواج قبل اشتعال نيران العشق وقبل انطفاء شعلة الحب. الزواج في مدرسة الإيمان الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب:17*17غلاف ورقي: 264 صفحةالطبعة الأولى، 2016مللحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:
لماذا يتكبر الرجل على المرأة حين تهتم به؟
لماذا يتكبر الرجل على المرأة حين تحن عليه وتهتم بأمره. في حين أنه يحب ويركض وراء المرأة التي تتكبر عليه وتتجاهله؟
ما هو النشوز؟ وهل ينطبق على المرأة دون الرجل؟
{وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ}، ما هو النشوز؟ لماذا تحدث القرآن الكريم عن نشوز المرأة وما يستلزمه ذلك من تأديب لتقويمها، ولم يتم ذكر نشوز الرجل، ألا يوجد نشوز لدى الرجل؟ أوليس التأديب من أجل حفظ العلاقة الزوجية؟
لماذا يُستفز الرجل إذا كانت أفكار زوجته مغايرة لأفكاره؟
من الملاحظ أن الرجل يُستفز كثيرًا إذا ما وجد زوجته تحمل أفكارًأ مخالفة لأفكاره، أو في حال تغير هو وبدل من أفكاره فإنّه يتوقع منها أن تتبدل معه مباشرة مع عدم مراعاة عامل الوقت..ويبدأ بالضغط عليها نتيجة هذا الأمر.. فكيف يمكن التعامل مع مثل هذه الحالة؟
ألا يعد زواج الرجل من ثانية ظلمًا للأولى؟
ألا يعد زواج الرجل بامرأة ثانية من دون أي سبب ظلما للزوجة الأولى؟
ماذا نفهم من الحديث قول الرجل للمرأة إني أحبك لا يذهب من قلبها أبدا؟
عن رسول الله (ص): قول الرجل للمرأة إني أحبك لا يذهب من قلبها أبدًا...هل ينطبق هذا الحديث في حال كان الرجل لا يعني ما يقول أو أنها صدرت منه بدافع الشهوة لا الحب؟ وماذا في حال كانت تصرفاته فيما بعد لا تدل على الحب؟ هل المقصود أي امرأة أم أن زوجته هي المقصودة؟
كيف تستطيع المرأة التنفيس، إذا كانت لا تستطيع الهروب والابتعاد كما الرجل؟
الرجل غالبا لا يكون مضطرًا للإساءة إلى زوجته لأنه يستطيع أن يهرب أو يبتعد كما قلتم، فما هي حلول المرأة للتنفيس حيث لا يمكنها أن تهرب وتبتعد؟
كيف يجمع الرجل بين الحياء والرجولة؟
ورد في الحديث "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا"، فكيف يمكن للرجل أن يجمع بين هذه الصفة بأوجّها وبين ما تتطلبه منه رجوليته؟
أليس جهاد المرأة أصعب من جهاد الرجل؟
أليس جهاد المرأة أصعب من جهاد الرجل؟ حيث نجد الرجال يقصدون الجبهة بكل لهفة وشوق وحب وتمني للشهادة، بينما تكون المراة في بيتها ومع زوجها واولادها في عناء وتعب مصاحب للمكاره الذي يفقدها الروحية المبهجة؟
كيف يمكن لشيء فطري عند الرجل أن يؤذي مشاعر المرأة؟
اذا كان الرجل يرغب بالزواج الثاني الدائم او الزواج المؤقت من اخرى غير زوجته وعلمت الزوجة و قالت انها هذا التصرف فيه اذية لمشاعرها فهل هذا ذنب ارتكبه الرجل!!! هل غيرة المرأة من الزواج الثاني هو مورد الغيرة المنهي عنها في الروايات؟ كيف لشيء فطري(تعدد الزوجات عند الرجل) ان يؤذي مشاعر المرأة؟
القوّة الحقيقيّة للمرأة (للنساء فقط)
المرأة القويّة ذخرٌ وكرامة للمجتمع. وكل من يسعى لإضعافها فإنّه يعمل على إضعاف المجتمع نفسه بذكوره وإناثه. القوّة للمرأة حصانة وصيانة، والمرأة الضعيفة عُرضة لكلّ أشكال الأخطاء. لكن أين تكمن القوّة الحقيقيّة للمرأة؟ وكيف يمكنها أن تحصل عليها؟
زواجنا بين الحقوق والمودّة (للرجال فقط)
"يقول محمود: حين دخلتُ البيت وجدتُ زوجتي منشغلةً باستقبال رفيقاتها وكأنّها أمّ العروس؛ لقد كنتُ جائعًا ومتعبًا واحتجتُ إلى السكينة التي اعتادت زوجتي إلقائها عليّ بمجرّد رجوعي من العمل. لقد كان الفرح الظّاهر على زوجتي من وجود رفيقاتها أكبر ممّا يحصل لها حين تستقبلني بعد غيابي، وكأنّها كانت في أسعد لحظات حياتها! كانت تعلم أنّني أحتاجها الآن، لكنّها لم تبدِ أي إدراك لذلك، بل تابعت شؤون ضيفاتها العزيزات وكأنّ شيئًا لم يكن"
تجنيس المرأة أو تنجيسها؟ أي فاجعة يرتكبها الغرب بحق الأنوثة
تحت عنوان تمكين المرأة وتقويتها، يشهد عصرنا أوسع عمليات تفعيل القوة الجنسية للمرأة، مستغلًّا الاحتياج الشديد لهذه السلعة من قبل الرجال؛ وهذه العملية، كغيرها من المساعي الغربية الطائشة، كانت وستتحول إلى أهم سبب لإضعاف المرأة واستعبادها واستغلالها، بصورة لم يسبق لها مثيل. وكل من تأمل في أي مجتمع جعل الجنس محورًا والمرأة مصدره، علم أنّ هذا لن يؤدي إلا إلى إضعاف الأمرين معاً!
غيرتنا حين تقضي على زواجنا.. هل غيرة الرجل إيمان دومًا؟
لو كانت غيرة الرجل إيمانًا كما جاء في بيان أمير البيان عليه السلام، لما قال هذا الإمام نفسه ناصحًا إياك وكثرة التغاير، وحذر من مغبة ذلك في إفساد المرأة وتدميرها.
حين تستغني المرأة
ما نشهده اليوم من تصاعد ملحوظ في حالات الطلاق العلني والعاطفي بين الأزواج بعد مرور عقود على الزواج يمكن أن يشكل ظاهرة جديرة بالدراسة.
لكي تكون كلها لك.. بحثًا عن المرأة الكاملة
في أعماق كل رجل سوي رغبة عميقة في أن تكون زوجته كلها له. أكثر سعي الرجال من وراء العلاقات هو الحصول على هذه المرأة (الحلم). لكن حين تتعارض هذه الرغبة العميقة مع العادات والمصالح الجزئية والأوهام، يسارع الرجل إلى التضحية بها.
متى تُخفق المرأة؟
حين يغفل أي مسلم عن المهمّة الأولى لدينه، فلا يُتوقّع أن يدرك روح الإسلام في حياته. ولهذا، فإنّ استحضار الموضوع التربويّ في الإسلام والشّعور الدائم بوجود هدفٍ تكميليّ من وراء جميع أحكامه وفرائضه يمّثل الفرصة الكبرى لكلّ مسلم يريد أن يعيش روح الإسلام.
المرأة المسجونة
نتوقف عند الثقافة التي تم الترويج لها في #يوم_المرأة_العالمي عبر وسائل الإعلام الرسمية والخاصة.. فنجد أنّ كثيرًا منها يعكس أفكارًا تسيء في الحقيقة إلى المرأة وتضر بها أكثر مما تخدمها وتخدم قضيتها. ⚠️وأخطر ما في هذه الأفكار هو ذاك الشيء الذي تصر عليه معظم حركات تحرير المرأة في العالم، وهو جعل مشكلة المرأة كامنةً في علاقتها مع الرجل وأنّ تحريرها لا يكون إلا بالتحرر منه ومنافسته!!
زيف الغرب في الدفاع عن المرأة
يُطرح هذه الأيام الكثير من الإشكالات حول أحكام الإسلام فيما يتعلق بالمساواة بين المرأة والرجل. نعلم جميعًا أنّ قضية المساواة بين المرأة والرجل هي قضيّة أساسيّة في الغرب، ومنطلقات هذه الحضارة وتلك الثقافة تختلف تمامًا عن منطلقات الإسلام ورؤيته الكونيّة ونظرته للحياة. لكن الغربيين بفعل ما يمتلكونه من أدوات ضغط وقوّة ونفوذ يصرّون أن يملوا علينا ما يفهمونه حول هذه القضيّة، بل يشكلون على أساسها مواقف دولية تصل إلى حد الضغوط السياسية والاقتصاديّة. نحن إذا أردنا أن نفهم هذه القضيّة جيدًا، علينا أن نلتفت أن نظام التشريعات الإسلامي يقوم على نظامٍ قيميّ.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...