
عن الحب الثلاثي والرباعي.. ما هي الحقيقة الخافية؟
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب شركاء الحياة
تحفل أدبيات العصر بالرومانسية. حتى روايات الإثارة والعنف وأفلامها يجب أن تتمحور حول قصة حب. اكتشف صانعو المحتوى في العصر الحديث موقعية الحب في الحياة البشرية أكثر من أي وقت مضى. أفلام الحركة والإثارة (الأكشن) لا تترك أي أثر في النفس بعد مشاهدتها بساعة واحدة، إذا خلت من قصة حب.
ثم أصبحنا على موعد مع الحب الحركي أو الرومانسية ذات الأكشن. لكي تزداد الإثارة ويرتفع معها منسوب الأدرينالين كما يُقال، من المهم أن نُدخل الحب في محنة قوية. لكن بالله عليكم ألم تكن هكذا أفلام الحب وقصصه منذ قديم الزمان؟
لطالما كان هناك قصة حب كقصة روميو وجولييت، يسمونها الحب المستحيل. لا يمكن لأعراف متسلطة أن تقبل بحب الراعي للأميرة، أو بالحب بين أبناء عدوَّين، أو بالحب بين فقير وغنية أو بين شخصين من ديانتين. يحصل الصدام ويجعل وصال العاشقين مستحيلًا. ثم يأتي الإبداع ليجد للمحنة مخرجًا؛ في بعض الحالات مأساويًّا. لكن في معظم الحالات يخرج المشاهدون وقد تنفسوا الصعداء. لكن يبدو أنه مع ثقافة التعددية الدينية وقبول الآخر وكثرة التفاهم الفكري وتوسع الطبقة الوسطى، لم تعد تلك المستحيلات مستحيلة.
وجد المبدعون إثارة جديدة يُطلقون عليها الحب الثلاثي أو الرباعي. وهي تحصل حين يحب رجل امرأة وهي تحب رجلًا آخر، أو حين يحب الرجل امرأة هي تحب رجلًا يحب امرأة تحب الرجل الأول. ويمكن أن تتشعب المسألة ويدخل عدد أكبر من المتحابين المنجذبين لولا صعوبة الحبكة وإنهاك المشاهدين. لا ينبغي أن يزيد أبطال القصة عن عدد محدد.
كل مشاهد وقارئ سوف يجد نفسه في حيرة قبال هذا النوع من التحاب؛ ولأن النهايات تبدو غامضة جدًّا، تحصل الإثارة والتشويق، ويحصل صناع المحتوى على مبتغاهم. لكن هل تزيدنا مثل هذه القصص حكمةً ووعيًا للتعامل الصحيح مع مثل هذه المحنة؟ الشخصيات الرئيسية تعاني الأمرّين، ويمكن لأي مشاهد أن يلاحظ المرارات التي تسلب الصحة والروح والبهجة. إذا كان المحبوب هو المطلوب الأعلى، ولم نجد فرصة للوصول إليه، يصبح كل شيء في الحياة بلا طعم أو مغزى. هل نحن مضطرون لمثل هذه المعاناة؟
حسنًا، إن لهذه المعاناة جذورًا في نمط العيش والثقافة والعلاقات. إصرار البعض على أن يعيشوا قصة حب بغض النظر عن الزواج، يمثل بداية المحنة. كأن اختبار هذا الحب ضروري لهؤلاء لكي يضمنوا نجاح الزواج الذي يكون بدوره مكلفًا جدًّا. وقد تحدثنا مرارًا عن علاقة الحب بالزواج فلا نكرر.
الأمر الثاني الذي يمثل سببًا لهذا النوع من المعاناة هو الاختلاط العشوائي بين النساء والرجال، حيث يكثر العرض ويكثر معه الطلب. من الطبيعي والمتوقع جدًّا حين يتعارف الرجال والنساء في بيئة الاحتياج الى الجنس الآخر أن يحصل الانجذاب والتجاذب. إذا كانت المرأة جميلة وذات مواصفات شبه نادرة، ستكون محط أنظار الرجال من حولها. وكم هو ساذج من يظن أنها لن تكون شريكة روح (soulmate) في خيال معظم هؤلاء الذي سيتعرفون عليها.
حين تسيطر علينا فكرة شريك الروح بهذا المعنى، سنصر على أن من ننجذب إليه بشدة هو الشخص المختار (the one). هكذا لن يحيد بصرنا عنه ولن نرغب بسواه. سندخل في مسار الوصول إليه مهما كلف الأمر، حتى لو كنا نجده محبوبًا ومطلوبًا من آخر (ربما يكون هذا الآخر أخًا أو صديقًا عزيزًا، زيادة في الأكشن). تصبح الأخوة والصداقة على المحك؛ تتعقد الأمور أكثر لتصبح المحنة فوق القدرة. وتبدأ الضغائن الكامنة بالظهور، ويظهر معدن كل شخص على حقيقته.
ناقشنا عدة مرات قصة شريك الروح، ورغم جاذبيتها وجماليتها، لكن يجب علينا للوهلة الأولى أن نعترف بأن تحديد هذا الشريك يفوق قدراتنا كبشر. كثيرًا ما يتم تأجيل الوصال مع شريك الروح إلى الجنة (وحتى إلى جهنم!).
{وَالَّذينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ} [الرعد، 22-23]
{احْشُرُوا الَّذينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحيم} [الصافات، 22-23]
في الواقع من يحدد لنا شريك الحياة في الدنيا ويوصلنا إليه هي أمور لا ترتبط بالحب والانسجام وحده. يوجد عوامل كثيرة في حياتنا وشخصياتنا وقراراتنا ورغباتنا تجتمع لتشكل العلة التي تقف وراء حصولنا على هذا الشريك الدنيوي دون سواه. أما الشريك الروحي الأخروي، فله عامل واحد أساسي هو التقارن الروحي الإيماني الخالي من كل أشكال العقد والضغائن.
كثيرًا ما يتمخض عن هذه المحنة والمعاناة في أشكال الحب الثلاثي والرباعي التقاء غير مناسب. يكتشف العاشقان فيما بعد أنهما لم يقدرا على الحفاظ على الحب الذي كلّفهما الكثير من الألم والمرارات. يزول الحب فيما بعد ويحصل الانفصال. يُعرض صانعو هذا النوع من المحتوى عن الخوض في تجربة ما بعد الوصال، لأسباب عدة؛ منها عجزهم عن إظهار روعة الحياة الزوجية حين تواجه عواصف المصاعب والشدائد والاختلافات.
لو بُنيت أفلام الرومانسية على قواعد العشق الحقيقية، لربما فقدت قصص الحب الثلاثي قسمًا كبيرًا من إثارتها وتشويقها. يُفترض أن نخصص مقالة لهذه القواعد حيث سنتمكن من حل العديد من ألغاز العلاقات المعقدة في مدة وجيزة. يوجد عوامل أخرى للإثارة، ولا حاجة لمثل هذه المحنة. حين ننطلق من قواعد الحب بوعي تام ونسعى لتثبيتها في جميع أنواع العلاقات، تزول المعاناة وتبقى الإثارة؛ الإثارة الفريدة التي تنتظر عصر الرومانسية الجديدة.

شركاء الحياة
شركاء الحياةالحياة سفر والسفر يحتاج إلى صحبةولا معين في الحياة كالزواجفيه تتأسس شراكة فريدة لا مثيل لهايتحد معها الزوجان في كل شيءلأجل النجاح الأكبرحيث الوصول إلى مرضاة الله ونعيمه الأبديفكيف نكون خير شركاء في أجمل رحلة الكتاب: شركاء الحياةالكاتب: السيد عباس نورالدينالطبعة الأولى، 2023بيت الكاتب للطباعة والنشر الحجم: 17*17عدد الصفحات: 346ISBN: 978-614-474-102-3 سعر الكتاب: 15$ بعد الحسم 60%: 6$ يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقع النيل والفرات https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0

الزواج في مدرسة الإيمان
ما هو الحب؟ وما هو الزواج؟ وهل الحب شرط لنجاح الزواج؟ هذا ما يجيب عنه هذا الكتاب بالإضافة إلى العديد من الأسئلة الأخرى التي تفرضها الحياة في عصر الإنترنت. فلننظر إلى الزواج قبل اشتعال نيران العشق وقبل انطفاء شعلة الحب. الزواج في مدرسة الإيمان الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب:17*17غلاف ورقي: 264 صفحةالطبعة الأولى، 2016مللحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

التجربة تبين أن الإيمان والتوافق لا يولد الحب، فما الحل؟
المؤمن عندما يقدم على الزواج فإن خياره يكون وفق معايير ايمانية، ولكن بالتجربة قد تبين أنّ الايمان والتوافق بين الزوجين قد لا يولد حبًا متبادلًا، وفي هذه الحالة قد يكون الحب من طرف واحد، أو جفاف عاطفي من الطرفين.السؤال: كيف يمكن العلاج في مثل هذه الحالة، بأن يدرك أحد الزوجين او كلاهما أن حياته الزوجية مستقرة وناجحة لكن ينقصها الحب، سواء كان الجفاف العاطفي من الطرفين ام كان الطرف الآخر يحبه ويغدق عليه بالعطف والحنان والود، الا انه لا يتأثر بهذه المشاعر بل قد ينزعج منها احيانا؟

كيف نفسر الحب من طرف واحد؟
في الحديث أنّ رَجُلًا يَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَقَالَ: "الرَّجُلُ يَقُولُ أَوَدُّكَ، فَكَيْفَ أَعْلَمُ أَنَّهُ يَوَدُّنِي؟ فَقَالَ: امْتَحِنْ قَلْبَكَ فَإِنْ كُنْتَ تَوَدُّهُ فَإِنَّهُ يَوَدُّكَ". ولكن كيف نفسر الحب من طرف واحد؟

حين يحدّد الحبّ حقيقتنا
لا شيء يحرّر الإنسان مثل الحقيقة. لكن جميع حقائق العالم لا قيمة لها إن لم يعرف المرء حقيقة نفسه. وإنّما يبتعد الإنسان عن هذه الحقيقة حين يغفل عن نفسه.. لهذا قيل أنّ اليقظة والانتباه هما مفتاح معرفة النفس.

لماذا يموت الحب في الشيخوخة؟
يقترن الحب في أذهاننا بالشباب والنضارة، ونستبعد أن يتمكن المسنون من الحب، بل إننا قد نشمئز ونستهجن اهتمامهم وإقبالهم على الحب إن فعلوا. هل لأنّ الحب في نظرنا عبارة عن أمواج الصحة وذبذبات الشهوة؟

إلى أين يذهب الحب حين يموت؟
إلى أين يذهب الحبّ حين يموت؟ أظنّ أنّه سؤالٌ مشروعٌ خاصّة بالنسبة لنا نحن الذين نؤمن بالحياة بعد الموت وبالجنّة والنار. لكن هل أنّ الحبّ كائنٌ حي حتى نتساءل عن مصيرٍ غير عدميّ له؟

كيف نصل إلى الحب الحقيقي؟
ما هي المقدمات للوصول إلى الحب الحقيقي؟ ثلاث خطوات يشرحها السيد عباس نورالدين

لماذا يحب أن نتدرّج في الحب؟
ما هي الحقيقة التي تختفي وراء هذه النصيحة ؟هل شعرت أنها اتّضحت من وراء كلام السيد عباس نورالدين؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...