
أكبر مسؤوليات التربية
منع تسلّط الوهم على الفطرة
السيد عباس نورالدين
يؤلمنا أن لا يندفع أبناؤنا نحو المعالي؛ ويزداد ألمنا إن وجدناهم يسلكون طريق العبثية والسطحية في الحياة. نحلم أن يرغب أولادنا ببلوغ قمم المجد في العلم والعمل، فيكونوا نماذج راقية في الفضيلة والعظمة. ونتعجّب من انشغالهم بسفاسف الأمور وأنواع الملاهي الفارغة وتضييع الوقت فيما لا طائل منه. فلماذا لا تنفع كل نصائحنا وتحذيراتنا المشفقة المشفوعة بآلاف الشواهد والأمثلة والأرقام؟ لماذا لا يُسمع منطق العقل ولا يُفهم أسلوب الحكمة؟!
ها هم أبناؤنا يهدرون أجمل مراحل أعمارهم في اللهو واللعب والبطالة، بدل الاستفادة من زهرة الشباب وقوّة الحافظة وطهارة الفتوّة في تحصيل المعارف واجتناء الروح وسلوك سبل التكامل. فماذا ينقصهم حتى يطالعوا تلك الكتب التي أثّرت فينا أعمق الأثر؟ ولماذا لا يقدرون على تخصيص ربع ساعة في اليوم لترتيل القرآن؟ وما الذي يزعجهم في قراءة دعاء مفعم بالمعاني الجميلة البالغة، لمدة عشر دقائق!؟ ولماذا هذا التراخي في الصلاة أوّل الوقت؟
لو يعود الزمن بنا إلى الوراء لوصلنا ليلنا بنهارنا في تعلّم الكثير من الأشياء المفيدة واكتساب المهارات النافعة؛ ولكانت حياتنا اليوم أعمق وأشمل وأكثر عطاءً. فلو أولينا اللغة العربية أو الأجنبية الاهتمام اللازم لأصبحنا اليوم قادرين على الحضور بصورة شديدة الفعالية على الوسائط الاجتماعية لنشر كلمة الإسلام في بقاع واسعة من العالم. ولو صقلنا موهبة الكتابة لكنّا اليوم قد ألّفنا عشرات الكتب. ولو أنّنا طالعنا تلك الروايات الكبرى بدل مشاهدة المسلسلات التلفزيونية الفارغة لكنّا اليوم ممّن يكتب لأشهر المحطات الفضائية. ولو ولو..
كل هذا نريد لأبنائنا أن يجتنبوه وأن يدركوا اللحظات الحسّاسة التي تمر عليهم لكيلا يُبتلوا بحسراتنا التي لا تنتهي. ولكن..
مرّة أخرى نسأل: لماذا لا يندفع أبناؤنا نحو الكمالات الحقيقيّة التي يفترض أن تنجذب إليها فطرتهم؟
والجواب هو: لقد اقتحمت حياتهم تلك اللذات المتوهَّمة وتغلغلت إلى أعماق قلوبهم تلك اللذات المتخيّلة إلى الدرجة التي باتت معها كل نصائحنا وحسراتنا عديمة الأثر، بل غير مفهومة البتة.
وما لم نسرع إلى نجدتهم قبل فوات الأوان، فسوف يتخرّج أبناؤنا من المدرسة وبالكاد يتقنون علمًا أو يجيدون فنًّا أو يمهرون في التفكير. فلا اللغة العربية أتقنوها ولا غيرها من اللغات أجادوها إلا بمقدار النجاح في الامتحانات (التي معظمها خداع بخداع). ولا فلسفة الحياة فهموها ولا مهارات الحياة وتدبير المنزل وإدارة العمل وحسن القيادة وأي شيء يمكن أن يجعل المرحلة التالية من حياتهم فرصة لبلوغ المعالي.
لقد عرفت الكثير من خرّيجي مدارسنا الإسلامية وغير الإسلامية وتحادثت معهم عن قرب. ونادرًا ما وجدت واحدًا منهم تمكّن من شيء أو أتقنه. لهذا سرعان ما تبتلعهم المرحلة الجامعية وتغرقهم في هموم الاستعداد للعمل ليكونوا في أحسن الحالات عمّالًا مهرة في شركة محترمة لا علاقة لها بمجتمعنا وحاجاته وتقدّمه. وقد نفرح لأنّ أبناءنا لم ينحرفوا ولم تفسدهم بهارج الشهوات وضلالات أمريكا الشيطانية، وإنّما تمكّنوا من تأمين معيشتهم بشكل لائق وسوف يؤسّسون أسرة جيدة. أجل، قد نفرح بالرغم من أنّنا نرى أبناءنا وقد تحوّلوا إلى عبيد وآلات في مؤسّسات الباطل والعبثية أو أنهم يشتغلون في بعض المراكز التي تفيد المجتمع دون أن يكونوا عنصرًا مبدعًا وفاعلًا فيها.
أين ضاع ذلك الذكاء الذي ميّز أبناءنا في طفولتهم؟ وأين ذهبت شعلة التوقّد والإبداع من شخصيّتهم؟
ماذا نتوقّع وقد أحطنا أولادنا بكل تلك اللذات الوهمية منذ طفولتهم وتركناهم عرضة لأعاصير الخيالات، التي جعلت الشهرة والموقعية والمكانة الاجتماعية والاستقرار المعيشي والحب المجازي ونمط العيش الغربي أجمل وأكبر ما يحلمون به! فلماذا لم نقدر على إفهامهم أنّ هذا كلّه سراب وغثاء وعبث وضلالة؟ ولماذا لم نستطع أن نوصل إليهم حقائق الكمال والسعادة التي تحصل في ظلّ التوجّه إلى الله وخدمة دينه والانقطاع إليه ومحبة أوليائه؟ ولماذا عجزنا عن إقناعهم بأنّ كل هذه الحياة الدنيا ليست سوى محطة عبور وجسر مرور وأنّ التخفف منها والزهد فيها هو وسيلة النجاة وطريقة الوصول؟
أجل، إنّه تحدي التربية الأكبر. وفي هذه المقالة أودّ أن أشرك كل الآباء والأمهات ببعض الأفكار التي يمكن أن تكون نافعة ومساعدة أثناء خوضه.
وأحد أهم النصائح التي أقدّمها في هذا المجال هي أن نثق بقوّة الروحانية الموجودة في تراثنا العظيم، التي يمكن أن تتغلّب على كل سحر الأوهام وخيالات اللذائذ. وهذه الروحانية إنّما تصبح نافذة وعظيمة الأثر حين ترتبط بواقع حياة أبنائنا وما يواجهونه فيه. وإنّما يمكن تحقيق ذلك حين نتمكّن من تعريفهم إلى المصاديق البشرية لهذه الروحانية العميقة. وكلّما أسرعنا في عرض هذه النماذج والمثل الإنسانية العليا ـ بعيدًا عن المبالغة والسطحية ـ فإنّنا نضمن لأبنائنا أن لا يخوضوا كثيرًا في متاهات العبثية والضياع.
فما من شيء يمكن أن ينفذ إلى أعماق قلوب الأطفال ويستقر فيها مثل قصص العظماء الواقعيّين، الذين يُفترض أن تكون شخصيّتهم تحدّيًا كبيرًا لأشكال وأنواع العبثية الموجودة في الحياة المادية التي تحيط بنا.
إنّنا نطمح أن يبلغ أبناؤنا قمم المعارف والعلوم الفيزيائيّة والبيولوجية، وبالنسبة لنا ما أجمل أن يتقنوا في سنٍّ مبكّر مهارات البرمجة ويتعرّفوا إلى أسرار العالم الرقمي؛ لكن ذلك لن يساعدهم على مواجهة أبسط تحدّيات الرزق والمعيشة، ولن يسعفهم في تجربة العشق المجازيّ ومعاناتها، ولن يكشف لهم خدعة زخارف الدنيا؛ بل ربما سيكون تفوّقهم في هذه العلوم سببًا آخر ليقبلوا بالعرض المغري للعمل في شركة غووغل أو وزارة الدفاع الفرنسية أو الهجرة إلى كندا ليبذلوا لذلك البلد زهرة عمرهم وقمّة إبداعهم.
إنّ "ألبرت آينستاين" و"إسحاق نيوتن" و"مارك زوغربرغ" و"ستيف جوبز"، لن يكونوا النماذج والمثل العليا التي تصنع من أبنائنا عظماء حقيقيين في الدنيا والآخرة. كما إنّ تلك الشخصيات لم تكن سوى أيقونات صنعتها وصقلتها البيئة الخاصّة في غربٍ متوحّشٍ بعيد عن الإنسانية والقيم المعنوية. وينبغي أن نعترف أنّ مدارسنا كلّها لا تسعى لبيان العظمة الواقعية في الشخصية وتمكين أبنائنا من التمييز الدقيق بين العظمة الاعتبارية والحقيقية. فهي مرتهنة في قسمٍ كبيرٍ من برامجها وأدائها لعظماء هذه البرامج والفنون والعلوم. ومن الصعب أن تتنكّر لهم وهي تولي هذه المجالات الأولوية. ففيها تكون العلامة القصوى في الرياضيات مئة نقطة، بينما تكون العلامة القصوى في معرفة الدين عشرين نقطة.
أجل، إنّنا نواجه صعوبة بالغة في بيان وتقديم شخصية وسيرة العظماء الحقيقيّين الذين بلغوا قمم الكمال ومراتب الرقيّ الإنسانيّ واتّصلوا بمنبع الحكمة وأتقنوا مهارات الحياة في مختلف شؤونها وحفلت شخصياتهم بأجمل معاني الإنسانية وعاشوا أروع وأرقى التجارب الروحية. فكيف إذا كان أبناؤنا محاطين بسيرة وإنجازات شخصيات أبدعت في تفاصيل قد تنفع وقد تضر ولم تدرك فلسفة الوجود ومغزى الحياة. فلم يتعرّف أبناؤنا إلى الكثير من الضرر الذي ألحقته إنجازات هؤلاء بالبشرية وما زالت.
لكن، إن استطعنا أن نوصل لأبنائنا معاني العظمة المتجلية في أولياء الله وما احتوته قلوبهم وعقولهم من معارف عظيمة وما أنجزته أفعالهم من خير للبشرية، فسوف تنكشف الزخارف وتظهر البهارج ويميز الضار من النافع والغث من السمين.
والنصيحة الثانية التي أؤكّد عليها هي أن نؤمن بعقول أبنائنا وإمكانية الارتقاء بها إلى مستوى قدرة التمييز الدقيق بين الوهم والحقيقة في كلّ شيء سيعرض عليهم في هذه الحياة.
إنّ هذه هي وظيفة العقل الكبرى. ويجب أن نعمل على تفعيل التربية العقلية عبر تحليل كل الظواهر الجاذبة والمغرية، وعدم الاكتفاء بالإشارة إلى قبحها أو التعامل معها بمنطق الحرام.
السفور والتهتك في اللباس والرقص والغناء والاختلاط بين الجنسين والشهادات العليا والاستعمال البارع للتكنولوجيات وأنواع الهوايات والألعاب والعمارات الشاهقة والمولات والسيارات السريعة وما لا يُحصى من النشاطات الممتعة والعلوم والاختبارات؛ كل هذه يجب أن تخضع لمنطق العقل من خلال تحليل مكوّناتها والكشف عن جهات اللذة والمتعة والفائدة فيها جنبًا إلى جنب الكشف عن جهات النقص والضرر والقبح والشر والأذى.
نحتاج كمربّين إلى شجاعة البحث وعمق التحليل والجرأة المتناسبة مع هذه التحديات وعدم الاختباء وراء الأصابع. فنطرح كل ما يمكن أن يواجهه أبناؤنا، سواء كانت المواجهة في الحياة أو في المدرسة أو في وسائل الإعلام. ويحتاج أبناؤنا منّا قبل أي شيء أن نعترف لهم بجمال وحسن الشيء الذي ننهاهم عنه، ليرتاحوا إلى أنّنا بشر نشعر بما يشعرون ونلتذ بما يلتذّون؛ ثمّ ندخل معهم في الكشف عن الأبعاد والمحتويات القبيحة الخفية والكامنة في تلك الأشياء التي أعجبتهم وجذبتهم وسحرتهم.
فلماذا ينشدّ الشباب إلى المطرب جاستن بايبر؟ ولماذا يعشقون أغاني أديل؟ وما الذي يجذبهم في الديك وشاكر وساهر وأمثالهم؟ وما هو السرّ وراء الرغبة الشديدة في مشاهدة مسلسل ٢٤ أو بيت من ورق أو أفلام الأفنجرز والتويلايت ولعب الجوع وهاري بوتر؟ أهي التقاسيم الجميلة للأبطال وظهور مفاتنهم أم ذكاؤهم المتميز أم شجاعتهم الفائقة واستعدادهم للتضحية بالنفس في سبيل القضية أو وفاؤهم لأصدقائهم ورفاق دربهم؟.
كيف نقول عن الموهبة العجيبة في الصوت (الغناء) وفي التمثيل وعن تلك القيم الإنسانية أنّها قبيحة أو حرام أو تضييع وقت؟ وهل هناك ما هو أجمل منها وأرقى؟ ولماذا نحرّم أو نمنع المشاركة في الاحتفالات الصاخبة حيث يعلو صوت الكل بكلمة واحدة وفي وقت واحد وهم فرحين مرحين؟
أبناؤنا الذين لم يشاهدوا سوى الجمال في كل هذه الأمور يتعجّبون منّا لمجرّد أن لا نشاركهم في إعجابهم وانجذابهم، فكيف إذا كنّا نستنكر عليهم ذلك!
إنّهم يرون الاندفاع والنشاط والحماس والعطاء والحيوية والحياة في كل هذه الأشياء. في حين لا يرون منّا سوى الحزن والأسى والانزعاج والتململ والتقوقع والخمود. وها نحن نريد لهم أن يستمعوا إلينا.
لقد شاهدنا عائلات متدينة تقية مجاهدة عجزت عن حفظ بناتها من السفور والتهتك. ولكن شاهدنا أيضًا كيف أنّ تلك العائلات عجزت عن إيصال المعاني الجميلة، بل المذهلة للصلاة والحياة الروحية. وشاهدنا كيف يحمل بعض الأبناء أسخف الشبهات حول الدين وسط هذه العائلات المحترمة التي لم تتمكّن من الإجابة عنها أو تقوية القدرات العقلية اللازمة لدفعها.
لأجل ذلك، يجب أن أقول إنّنا إذا أردنا أن ننجح في تحديات التربية الكبرى، أي في معركة الحفاظ على الفطرة قوية فاعلة سليمة ناشطة، فإنّنا بحاجة إلى إتقان مهارتين أساسيتين:
المهارة الأولى، ترتبط بعرض الجمال الواقعيّ والكمال الحقيقيّ في مصداقه الأتم الأكمل.
والثانية، ترتبط بتنمية القدرات العقلية عند أبنائنا ليتمكّنوا من اكتشاف كل قبيح وشنيع مهما تمّ إخفاؤه وسط مظاهر الجمال والإغراء.

تربية المراهقين
لكل والد ووالدة ولكل مرب يعاني في تربيته وتعامله مع مرحلة المراهقة الحساسة.. يعرض لأهم تحديات هذه المرحلة وصعوباتها وكيفية التعامل معها وفق الرؤية الإسلامية المعنوية، مع العديد من الأمثلة الواقعية التي تحاكي مشاكل العصر. تربية المراهقين الكاتب: عزّة فرحات الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*24 غلاف ورقي: 112 صفحة الطبعة الأولى، 2004محالة الكتاب: نافد

روح التربية
الإنسان لا يأتي إلى الدنيا فاسدًا. في البداية يأتي إلى الدنيا بفطرة جيّدة وهي الفطرة الإلهية "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَة"، وهذه هي الفطرة الإنسانية فطرة الصراط المستقيم والإسلام والتوحيد. أنواع التربية هي التي تفتح هذه الفطرة أو تسد الطريق على الفطرة. التربية هي التي يمكن أن توصل المجتمع إلى كماله المنشود، وهي التي تجعل البلاد إنسانية نموذجية كما يريدها الإسلام روح التربية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 192 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

كيف نزرع الطموح في أبنائنا؟
ينبغي قبل أي شيء أن يكون لدى الأهل تصور حول معالي الأمور حتى لا يختلط الأمر بين الأمور العليا العظيمة الشامخة الحقيقيّة والأمور الوهميّة.

ابني لا يستجيب للتعليم سوى بالصراخ
تشكو إحدى الأمهات من كون ولدها مشاغبًا، كثير الحركة، عنيد، لا يستجيب لمسألة الدراسة، لا يتفاعل معها سوى بالصراخ والتهديد.. فما هو الحل؟

ما هي حقيقة مرض التوحّد؟
ما هي حقيقة مرض التوحّد؟ وهل منشؤه نفسي أم عضوي؟ وكيف يمكن للأهل اكتشافه في أبنائهم، وكيف يبنغي لهم التعاطي معه؟

كيف أجنب أبنائي التأثّر بنقد الآخرين؟
قسمًا مهمًّا من التربية ينبغي أن يكون منصبًّا حول إعداد أبنائنا للتعامل مع الخارج أو المجتمع أو أي ظرف من الظروف.

ابني يسيء الأدب.. ماذا أفعل؟
التأديب مسألة مهمّة جدًّا وهي أساس استقامة الشخصيّة. فالأدب يعبر عن وعي الإنسان تجاه محيطه ومخلوقات العالم.

ما هي حدود المعرفة الجنسية التي على الطفل تلقّيها في كل مرحلة
ينبغي أن تتميّز المرحلة الأولى بتجنيب الطفل طرح هذه القضيّة، ومعايشة ظروف وبيئة فيها استثارات جنسيّة وطروحات جنسيّة.

ابني خجول منطوٍ في المدرسة.. حيويّ متفاعل في المنزل
شخصية ابني تختلف كلّيًّا بين البيت والمدرسة، ففي المدرسة يخجل من كل شيء: يخجل من المشاركة في الصف، لا يستطيع الدفاع عن نفسه أمام تنمّر رفاقه، ولكن لديه ذكاء ويحفظ دروسه جيّدًا .. أمّا في البيت فتفاعله جيّد جدًّا لا سيما مع رفاقه. ما هو تفسير هذا الأمر؟ وكيف يمكن لي معالجته؟

اللقاء الحواري السابع: كيف نربي أبناءنا عقائديًّا؟
ما هي خصوصية تربية الأطفال في موضوع العقيدة؟ وما هي الأصول الأساسية التي ينبغي أن نبدأ بها على مستوى الأطفال؟ وكيف نتدرّج بطرح القضايا بحسب الفئات العمرية؟ ما هو دور الأهل على مستوى التربية العقائدية؟ وما هي أبرز التحديات التي نواجهها في عصرنا في هذا المجال، لا سيما مع وجود هجوم ثقافي غربي؟

كيف أصحّح مفهوم ابنتي حول بابا نويل؟
ابنتي لها من العمر خمس سنوات ونصف ومنذ سنتين حين دخلت المدرسة تعرفت على أجواء الميلاد والزينة وبابا نويل. كانت في السنتين الماضيتين تسألني عن هذه المناسبة وأجيبها إجمالًا وأقول لها أن ما يقام ليست من عادات المؤمنين.هذه السنة بالذات صادفت هذه المشكلة وهي أن المعلمة ربطت هذه المناسبة وأجواءها بأسلوب ديني وهو مولد النبي عيسى (ع)وقصت لهم قصة يتوهم الطفل من خلالها أن بابا نويل يهدي الأطفال إلى حب النبي عيسى (ع)، عادت طفلتي لتعاتبني انه لماذا لا نزين لولادة النبي عيسى. سؤالي هو :كيف أفهمها أن شجرة الميلاد وبابا نويل ليسوا من عادات المؤمنين مع انه ظاهرها حسن وخيّر!

كيف نزرع الثقة في نفس الطفل؟
ينبغي الالتفات أنّ للثقة منشأ عقلائي، إذا لم نعمل وفق سيرة العقلاء لا نكون نتجه نحو بناء ثقة سليمة.

أولادي في بلاد الغرب أخشى عليهم الانحراف.. هل أعود؟
بمعزل عن الحكم الشرعي أولًا حيث لا يجوز أن يتواجد الإنسان في بيئة يمكن أن يخسر فيها دينه، بمعزل عن ذلك يوجد بعض الناس لديهم مبررات للتواجد في تلك البيئة، أو أنّه لا يوجد لديهم بديل سهل ذلك. فما العمل؟

أعظم وسائل التربية... أطفالنا من اللاوعي إلى الوعي الكلّيّ
كل مهتم بالتربية يسعى لمعرفة قواعدها العامّة، لكن لا يخفى على أحد أنّ القاعدة الكبرى هي أنّ اجتماع المعرفة التصديقيّة مع حسّ المسؤوليّة هو الذي يولّد العمل والسّلوك الصحيح. إنّ قسمًا مهمًّا من الشعور أو التصرّف بمسؤوليّة هو نتاجٌ طبيعيّ للجبلّة والخلقة الأصلية للبشر. جميع الناس يُفترض أن يقوموا برد فعل تجاه الخطر المحدق أو الضّرر المتوقّع.

تربية الأبناء للحفاظ على سلامتهم
يتعرّض أبناؤنا لمختلف أنواع المخاطر التي تهدّد سلامة أبدانهم، والتي يكون العديد منها قاتلًا. فهذه سمة من سمات هذا العصر الذي تتعقّد فيه الحياة وتكثر فيه الوسائل التي تكون كالسيف ذي الحدّين.

عشر نصائح لأمومة رائعة
الأمومة فرصة للمرأة لكي تشاهد دفق الرّحمة والعاطفة الإلهيّة وهي تسري في وجودها بصورة مذهلة. إنّها فرصة اختبار مزيج المشاعر الفريدة التي تجعل العالم أجمل وأعذب. ومع كلّ متاعبها، فهي فرصة عظيمة أيضًا لكي تسمو المرأة إلى آفاق الكمال، بصبرها وتحمّلها وعملها التربويّ الفريد.

ضرورة التربية العقلائية .. ما الذي يمكن أن نقدّمه في هذا المجال؟
يوجد فرق دقيق بين العقلانية والعقلائية؛ ولا أعرف إن كان هذا الفارق الاصطلاحيّ قد شاع واستقرّ بالدرجة التي تسهّل علينا الحديث، لكن لإدراك المعنى والمفهوم الحاصل من هذا التفريق دورًا مهمًّا في مجال التربية.

حول لعنة الحب في سنّ المراهقة... كيف نتعامل مع هذه التجربة الحسّاسة؟
للحب روعته ولذّته التي لا تضاهيها لذّة؛ فهو أجمل ما يمكن أن يحدث للإنسان في هذه الحياة. بل إنّ الحياة بدون حبّ لا تساوي شيئًا. ولو قيل أنّ الله خلقنا للحب، لما كان في هذا الكلام أي مبالغة! ولكن لماذا نجد الكثير من البشر يعانون في الحب؟ وكيف يمكن أن نجنّب أبناءنا تجربة الحبّ المرّة في سنّ المراهقة؟

كيف نجعل أبناءنا يملكون تصرّفاتهم؟ خطوة مهمّة على طريق الإصلاح
إنّ رصيدنا الأكبر في التربية هو تلك الفطرة التي أودعها الله تعالى في كلّ إنسان. وبالنسبة للأطفال والناشئة، وحتّى الشباب، تكون موانع هذه الفطرة قليلة أو ضعيفة، خصوصًا إذا انعقدت نطفهم من صلب ورحم طاهرين (وهو ما نعبّر عنه بطهارة المولد).

كيف أجعل ابني محبًّا للقرآن؟
للّذين يفتّشون في هذا الزّمن عن ضمانة قويّة لتربية أبنائهم على الصّلاح والطّهارة والاستقامة، فلا شيء يعدل القرآن في ذلك. فهو الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم، ويرشدنا إلى الإمام العادل والأسوة الصالحة والمبيّن الراشد. فنكتشف به الثقل الآخر الذي ما إن تمسّكنا بهما لن نضل بعدها أبدًا.

ما الذي نحتاج إليه لتربية أبنائنا؟
إنّ التربية عملية متّصلة ومترابطة ومهمّة دقيقة ومتشعّبة.. ولكي نؤدّي هذه المهمّة على أحسن وجه، نحتاج إلى هداية خاصّة من الله تعالى. ولأجل ذلك، فإنّ الله عزّ وجل يفيض على كلّ مربٍّ حريص كل ما يلزم لكي يقوم بدوره ويكون معذورًا عنده يوم الحساب.إنّ التربية هي مزيج علم وعاطفة ونباهة وصبر ومصابرة. وحين يرتبط العلم بحقائق الحياة ومواضع الأشياء ومقاديرها وأحجامها ومآلها يصبح حكمة، ولا يمكن تطبيقها إلّا بامتلاك الصبر والرحمة. ولا بأس أن نتوقّف قليلًا عند أهم احتياجات التربية لكي نتعرّف إلى مصادرها وكيفيّة تحصيلها.

أكبر تحديات التربية الفطرية.. هل سمعتم عن الوهم؟
ترتبط الفطرة بكل أمر إنساني ومعنوي وروحي؛ فهي تتعلق بتلك الأشياء التي تفوق عالم المادة والبدن وتطلّبها.. ولهذا، من الطبيعي أن يحصل بينها وبين الميول التي ترتبط بشهوات الجسد نوع من التضاد والتعارض. من الضروري لكل مربّ ومرشد أن يميّز بين الحاجات الجسمانية والحاجات الفطرية. فجانب مهم من التربية يدور حول معالجة ذلك التضاد والتوفيق بين هذا التعارض. الحاجات الجسمانية ترتبط بثلاثة أمور أساسية هي: سلامة الجسد وتوازنه، وقوّته. أمّا الحاجات الفطرية فهي التي ترتبط الكمال الحقيقي للنفس.

10 مبادئ لتربية جيلٍ صالح
الصلاح هو أهم الخصائص الأخلاقيّة التي يتمنّاها الآباء والمربّون للأبناء. وللصّلاح في التّعاليم الدينيّة أبعاد عقائديّة وأخلاقيّة وسلوكيّة؛ إلّا أنّ أهم دلالاته ترتبط بالبعد العمليّ، حيث يكون الصّالح إنسانًا مصلحًا، حتى قيل لا يمكن أن يكون الصّلاح إلا بالإصلاح.

8 أمور تجعل ولدي محبًّا للمطالعة
يمثّل الارتباط بالكتاب إلتزامًا جديًا تجاه المعرفة وعالم الفكر والبحث والتعمّق. وهذه هي الأسلحة الماضية التي يمكننا بواسطتها القضاء على الآثار السلبيّة للمعاصرة.إليكم 8 نصائح يمكن أن تساهم في جعل أبنائكم محبّين للمطالعة والكتاب.

كيف نستعمل أهم عنصر في التربية... هل سمعتم عن الفطرة؟
لنتصوّر أنّ أبناءنا تعرّفوا في السنوات الأولى من أعمارهم على أهم الشخصيات الكاملة التي عرفتها البشرية كأهل بيت النبوة وأولي العزم من الرسل وبعض الصحابة الأجلّاء والإمام الخميني والإمام الخامنئي. وقد كانت هذه المعرفة المتاحة مفعمة بالشواهد والتفاصيل التي تبيّن كيفية وصولهم إلى كمالاتهم؛ سواء بالاصطفاء الإلهي وقوّة الجاذبية الربانية أو عبر السلوك والارتياض المعنويّ.

اللقاء الحواري السادس حول تربية الأبناء ـ حوار نجيب فيه عن أهم الأسئلة الحسّاسة حول تربية الأبناء
- هل تشدد الأب مع ابنته صحيح؟- كيف أقدم مفهوم الموت لطفلي؟- كيف أجعل طفلي مؤثّرًا لا متأثرًا؟- ابني لا يحترم كبار السن

اللقاء الحواري الأول حول تربية الأبناء
في هذا اللقاء:ما هو هدف التربية؟ما هي أهم مقوّمات التربية؟ما هي مسؤوليّة الأهل في التربية؟ما هي خصائص وميّزات المرحلة الأولى؟اتركه سبعًا وأدبه سبعًا وصاحبه سبعا، هل هذا الحديث يعني ترك تأديب الطفل في المرحلة الأولى؟ وماذا لو لاحظ الأهل سلوكيات وصفات سيئة عند الطفل في هذه المرحلة؟كيف يؤثر الاختلاف في وجهات النظر بين الأب والأم على الطفل؟هل للعامل الوراثي تأثير على شخصية الطفل؟بعض الأهل حين يكتشفون صفات أو طباع سيئة في الطفل، أو يستشعرون إمكانية ظهور مثل هذه الطباع (بسبب العامل الوراثي) يعمدون إلى دفع الطفل بشدّة للقيام بخلاف ما يقتضيه هذا الطبع، كأن إذا شعروا بأن لديه جبن فإنّه يدفعونه للقيام بأعمال لتخطي هذا الأمر؟ هل هذه الشدة في التعامل مع الطفل صحيحة؟كيف نتعامل مع كثرة الشجار بين الأولاد؟أنا أم أحرض على إطعام طفلي الأكل الصحي، ولكن ماذا لو أصر على تناول بعض المشتريات غير الصحية؟ابنتي لها من العمر ١١ شهرًا وبدأت ألاحظ عليها بأنّها تضرب يدها وتبكي أثناء اللعب.. وإذا أرادت شيئًا ما تبدو عصبية.. كيف يمكنني أن أجنبها أن تنتهي لتكون عصبية؟

اللقاء الحواري الثالث حول تربية الأبناء
في هذا اللقاء:كيف ينبغي للأهل التعامل مع الطفل العنيد؟هل من الممكن أن يرسخ الاهل القيم لدى الطفل بطريقة خاطئة؟هل من السليم أن يجلس الطفل أمام التلفاز لساعات؟ وإذا كان الجواب بالنفي فما هو البديل؟ما هي الوسائل التي يمكن أن نعتمدها لزرع حب الإمام المهدي(عج) وانتظار الفرج في نفس الطفل؟كيف ينبغي التعامل مع الطفل الذي يفسّد كثيرًا (السعاية)، مما يتسبب بمشاكل أحيانًا كثيرة بين أفراد الأسرة؟ما هو رأيكم بالتعليم المنزلي؟قد يخطئ الأهل أحيانًا ويعمدون تبرير أخطائهم أمام الطفل بحجة أن لا يخسروا ثقته بهم؟ كم من السليم أن يستخدم الأهل مثل هذا الأسلوب؟ وهل تحبذون أن يعترف الأهل لأبنائهم بأخطائهم؟

اللقاء الحواري الرابع حول تربية الأبناء
في هذا اللقاء:كيف نفسّر اختلاف الأمزجة بين الأطفال، حيث نرى طفلًا سعيدًأ، وآخر كثير البكاء والنق؟لماذا تختلف ردات فعل الأولاد على فقدان الوالدين: فمنهم من يصبح انطوائي، ومنهم من يصبح عدائي، ومنهم من يصبح شديد الخوف والقلق من خسارة من بقي من والديه؟هل تختلف تربية الأبناء عن البنات؟ابني انطوائي.. ماذا أفعل؟ابني لا يتواصل معنا بشكل جيد بحجة أنّ لديه الكثير من النشاطات الإسلامية؟ ما الحل؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...