
أمي.. أنا لم أعد مسلمة!
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب تربية الأولاد
ماذا لو فاجأتكم ابنتكم بهذا الإعلان وتنصلت من كل ما تعتقدون أو تلتزمون به.. لا شك بأن هذا سيكون بمثابة الصاعقة التي تنزل على رأس كل أب أو أم بذلا كل مهجتهما في تربية ابنتهما على أمل أن تكون شخصًا صالحًا ملتزمًا بدين الله وسالكًا طريق ملة نبيه الأكرم صلى الله عليه وآله.
يمكنني أن أتخيل حجم الخيبة التي تمتزج بالأسئلة العجيبة حول الخطأ الذي ارتكبناه بحق ابنتنا حتى وصل بها الأمر إلى هذا المستوى من الانحراف!
قد ينحرف أولادنا سلوكيًّا فلا يراعون بعض الأحكام الشرعية ويتهاونون بالصلاة أو بالعلاقات، لكن أن يتبرأوا من دينهم وبهذه الصراحة، لهو أمرٌ غريبٌ جدًّا؛ أو هكذا يبدو!
ربما نسينا ما يتعرض له أولادنا منذ الطفولة وما يشاهدونه ويتلقونه من أفكار وتصورات عبر العالم الواسع العجيب للشبكة العنكبوتية. وكل هذا الانفتاح يرسم العالم أمامهم بصورة لا يكون أغلب الآباء والأمهات مستعدين للتعامل معها.
إنّ التفاوت الصارخ بين بعض مجتمعاتنا المتخلفة المنهكة بالأزمات والانحطاط الأخلاقي والفوضى الشاملة، وبين ما يبدو من ظاهر المجتمعات البعيدة عن الدين من تقدم ونظام وأخلاق، لا يبقي مجالًا للحديث عن تفوق الإسلام وعظمته، أو يجعل هذا الحديث صعبًا لا يفهمه إلا من رُزق رجاحة العقل وقوته.
حين نهمل المقارنة الموضوعية بين العالمين ولا نتمكّن من بيان الأسباب الواقعية التي أدت إلى تخلّف عالمنا وانحطاطه، وتقدّم عالمهم ورقيه، فنحن نغامر كثيرًا بإلقاء أولادنا وسط البحر المتلاطم للإنترنت ومطالبتهم بعدم البلل.
الفطرة السليمة لأبنائنا تجعلهم يختارون العالم الذي يبدو جميلًا، ورفض العالم البشع القبيح الذي يتظاهر بالإسلام والتدين. وإصرار الوالدين على تعظيم هذا المجتمع يزيد المشكلة وخامة. فغاية ما يمكن أن نعترف به هو أن مجتمعاتنا المسلمة تمتلك القابلية للتفوق الحضاري رغم أنّها متخلفة جدًّا عن غيرها على هذا الصعيد، في حين أنّ المجتمعات التي ابتعدت عن الدين واختارت المادية نهجًا هي في طور الانحطاط والهلاك والبوار.
يجب أن نقدّر في أولادنا هذا الانتباه الحضاري، وينبغي أن نفرح لأنّهم ما زالوا على الفطرة يحبون الجمال وينفرون من القبح. لكننا بحاجة إلى جرعات كبيرة من العقل الذي يمكن أن يكتشف القبح وراء الجمال الظاهر في حضارة الغرب المادية. لهذا، كان كلامنا دومًا عن ضرورة البدء مبكرًا بالتربية العقلية التي يمكن أن يُطلق عليها تفلسف الأطفال وبناء الذهنية الفلسفية فيهم.
حين تجتمع الفطرة السليمة وضعف العقل مع روح التمرّد وإثبات الذات، فمن المتوقع أن نعاني مع أبنائنا في هذه القضية، لأنّ رفضهم لكل ما نمثّله سيكون وسيلتهم لإثبات شخصيتهم الحائرة وسط هذا التخلّف والانحطاط العجيب. فإذا استطعنا أن نتجاوز هذه المحنة يمكن بعدها لصوت العقل أن يُسمع. ولهذا ننصح الآباء كثيرًا أن لا يدخلوا في مثل هذه الحالة بمعركة كسر العظم، لأن نتائجها ستكون كارثية. بل عليهم أن يعلموا أنّ ما يريده الأبناء في هذه المرحلة هو شيء يعبرون عنه بهذا الرفض والتمرد.
يجب أن نحترم آراء أولادنا حتى لو كانت صادمة إلى هذا الحد، فنطلب منهم أن يُقنعونا ويبينوا لنا الأسباب المنطقية التي جعلتهم يرفضون دينهم؛ وبذلك نرسّخ دور العقل ونُفهمهم أننا ما آمنا بالإسلام إلا بسبب المنطق الحضاري البنائي الموجود فيه، والذي رفضته الأغلبية الساحقة من المسلمين، فأدى ذلك إلى معاناتنا على جميع الصعد.
حين يلتفت أبناؤنا إلى أننا نعاني مثلهم، وقد عانينا طويلًا من بؤس هذا المجتمع ومعاداة الجاهلين لحركتنا الإصلاحية الثورية، سيقدرون على التمييز بين الإسلام المحمدي الأصيل والإسلام الذي ترفضه فطرتهم. كل ذلك يمكن أن يتحقق فيما لو عمدنا منذ البداية إلى ترسيخ أُسس الحوار والتواصل البنّاء وشجعناهم على مناقشة كل ما يسمعونه ويشاهدونه ولم نصدّهم بوابل المحرمات والممنوعات التي نستعملها لحمايتهم من كفر الغرب وانحلاله.
أجل، قد يتخذ ولدنا هذا النهج طريقًا لحياته. وقد تطول مدة ضلالته، ويصبح بعد حين في مقلب آخر بعيدًا كل البعد عن قضايانا وهمومنا. فلا شك بأنّ في العالم الآخر من المشاغل والشواغل ما يسيطر على عقول وخيال واهتمامات وأحلام الإنسان ويجعله بعيدًا كل البعد عن عالمنا. قد تأتي ضربات العالم الواقعي لتوقظه يومًا. وعلينا أن نكون جاهزين لاستقباله وقد مهّدنا الطريق لذلك معه طوال مدة البعد هذه.

تربية الأولاد
هذا الكتاب عرض مفصل لأهم مبادئ التربية وأصولها التي تغوص إلى أعماق النفس البشرية وتستكشف قواها وإمكاناتها العظيمة وحاجاتها الأساسية، دون أن يغفل النصائح العملية والتطبيقات المفيدة.إنه دليل مرشد لكل من يؤمن بهذه القضية كمسؤولية كبرى يجب أن يؤدي أمانتها إلى الله تعالى. تربية الأولادالكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبالطبعة الأولى، 2019حجم الكتاب: 17*17عدد الصفحات: 396نوع الغلاف: ورقيISBN: 978-614-474-082-8للحصول على الكتاب خارج لبنان، يمكن طلبه عبر جملون على الرابط: https://jamalon.com/ar/catalog/product/view/id/37164097او عبر موقع النيل والفرات على الرابط:https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb321957-312703&search=books

أولادنا..أسئلة حسّاسة، تحدّيات معاصرة
إنّ الهدف الأول .. هو مساعدة المربين على تبيّن المبادئ الأساسية التي تختفي وراء المعالجات المختلفة للمشاكل والأمور التي فرضتها الحياة المعاصرة.. وقد أردنا أن يكون هذا العرض نموذجًا ووسيلة لتعميق مقاربة هذه القضايا من زاوية المبادئ والأصول بدل الاعتباطية والسطحية. وكل رجائنا أن نكون قد ساهمنا في تفعيل الخطاب التربويّ بالاتّجاه الصحيح. الكتاب: أولادناالكاتب: السيد عباس نورالدينبيت الكاتب للطباعة والنشر والتوزيعالطبعة الأولى، 2019الحجم: 17*17عدد الصفحات: 396isbn: 978-614-474-083-5يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

شاب نفر من الدين كيف نساعده؟
شاب عمره 32 كان مواظبًا على الصلاة واتباع نهج الحق، ومنذ فترة انقلب وترك الصلاة وبدأ ينتقد الإمام الخامنئي، ويبدو أنّه متأذٍ من بعض رجال الدين، كيف يمكن أن نساعده ليفصل بين تصرفات المسلمين وما يدعو إليه الإسلام من دون أن نجعله ينفر؟

كيف نقنع من ينكر الحقائق الدينية؟
ما الطريقة التي يمكننا من خلالها مناقشة إنسان لا ديني أي أنّه يؤمن بوجود الله تعالى ولكن لا يؤمن بالأديان لأسباب وأسباب، وأنّه يوجد تزوير للحقائق ولا يوجد أدلة واضحة؟

ابنتي تكره الدين؟
ابنتي تكره الدين وهي بعمر 12 سنة تتجه شيئًا فشيئًا لرفض الدين وتكره الحديث عن حب الله والأنبياء والأمور الحسنة لدرجة أنها تقول بأنها تريد أن تكون سيئة.

كيف نعلم أننا نتبع الدين الحق؟
إذا كانت كل ديانة تتدعي أنها هي الفرقة الناجية وأنها هي على حق، كيف يمكننا أن نطمئن أن ديننا هو الدين الصحيح؟ ومن أين نبدأ في البحث عن الحقيقة؟

كيف نعلّم أطفالنا الدين؟ مبادئ متينة لتعليمٍ قويم
عن أمير المؤمنين(ع): "أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ".[1]إنّ الهدف الأكبر لنزول الدين هو تعميق الرابطة المعنويّة بين الإنسان وربّ العالم. ويجب أن يكون هذا الهدف هدف التعليم الدينيّ حتمًا. ولا بأس من الإشارة بدايةً إلى بعض أبعاد هذا الهدف وتجلّياته في الواقع النفسيّ والعمليّ، لما لهذا الكلام من تأثير على توجيه التّعليم نفسه.

المنهاج السليم في تدريس الدين... الأصول والقواعد
للنصوص الدينية وقعٌ عميق وبنّاء في النفوس، سواء كانت من القرآن الكريم وأحاديث المعصومين، أو ما صدر من علماء الدين الذين ذابوا في هذين الثقلين. وبالنسبة لنا لن نجد ما هو أبلغ وأكثر تأثيرًا من هذا التراث العظيم على مستوى ترسيخ الفضيلة والاندفاع نحو الكمال وصيانة النفوس من آفات هذا العصر.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

دورة في الكتابة الإبداعية
الكتابة فن، وأنت المبدع القادم دورة مؤلفة من عدة فصول نواكبك حتى تنتج روايتك الأولى