
كيف نعلّم أطفالنا الدين؟
مبادئ متينة لتعليمٍ قويم
السيد عباس نورالدين
عن أمير المؤمنين(ع): "أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ".[1]
إنّ الهدف الأكبر لنزول الدين هو تعميق الرابطة المعنويّة بين الإنسان وربّ العالم. ويجب أن يكون هذا الهدف هدف التعليم الدينيّ حتمًا. ولا بأس من الإشارة بدايةً إلى بعض أبعاد هذا الهدف وتجلّياته في الواقع النفسيّ والعمليّ، لما لهذا الكلام من تأثير على توجيه التّعليم نفسه.
تتجلّى هذه الرّابطة المعنويّة بأجمل وأصفى حالاتها، حين يدرك الإنسان معنى ربوبيّة الله له وللعالم، ومعنى عبوديّته لله عزّ وجل.
فالأوّل يتضمّن حكمة الخلق وغايته، باعتبار أنّ كل مخلوق هو من الله ولله تعالى، وينبغي أن يصل إلى الله فيكون مظهرًا لأسمائه وصفاته ومشيئته. ويتضمّن أيضًا أنّ كل ما يجري في هذا العالم من أحداث ووقائع هو لأجل تحقيق هذا الهدف، فلا عبثيّة ولا خلل ولا نقص في عالم الوجود ومسيرته.
أمّا العبودية فتتجلّى بالتسليم المطلق لإرادة الله وفعله وتدبيره وأوامره، والإقبال على الله بفرحٍ وسرورٍ ورضا وشوق، والسعي للتحقّق بما يحب ويرضى.
إنّ وعينا وإدراكنا لهذا الهدف يستلزم أن نشعر بروعة الحياة وقيمتها وجمال الوجود وإشراقه، مهما كانت ظروفنا وأوضاعنا. ومن هذا الشعور يتولّد الأمل والرّجاء العظيم الممتزج بالخوف من تضييع الفرصة وخسارة النعمة. وكلّما اتّضح الهدف وقوي إدراكه، ازداد الطريق الموصل إليه وضوحًا وإشراقًا. لهذا يجب أن يكون حضور هذا الهدف عنصرًا محوريًّا في التّعليم الدينيّ.
والدين الأعلى والأنقى هو ما جاء به محمّد خاتم النبيّين (صلى الله عليه وآله)، حيث تعرّضت الرسالات والكتب السابقة لعمليّات تحريفيّة وتأويليّة عديدة، جعلت من الصّعب أو المستحيل تحقّق هذا الهدف عبرها. لهذا فإنّ الإسلام كشريعة صافية يمثّل أسهل وأسمح الطرق الموصلة إلى هذا الهدف. ويشهد على ذلك تراثه الواسع الثراء، والحافل بكنوز المعرفة والبناء. لهذا، فإنّ دراسة الإسلام ينبغي أن تشكّل روح منهاج التعليم الديني الميسّر؛ ولا يعني ذلك أن نحكم على الشرائع السابقة بالإعدام والرفض. وأفضل من يعبّر عن الإسلام هو كتاب الله الحكيم والقرآن العظيم، ثمّ سيرة وسنّة المطهّرين المعصومين عليهم السلام.
وفي القرآن الكريم والسنّة الشريفة كل ما يصبو إليه الإنسان من علم ومعرفة وهداية ونور وسبل وبرامج؛ سواء كان ذلك بالنص المباشر أو بالدلالة والهداية. فمن تجاوزهما زعمًا أنّه قادرٌ على إدراك الهدف المنشود فقد هلك وهوى وانحرف عن الجادة الهادية والمحجّة البيضاء. ولعلّه إلى هذا يشير قول الله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ ديناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرين}.[2]
أجل، قد تشكّل تراثٌ علمائيّ عظيم بفعل الاغتراف والنهل من نبع الإسلام الأصيل؛ وهو يعبّر عن اهتمام وإخلاص وسعي لاكتشاف طريق الخلاص. ففي هذا التّراث أكبر إعانة على الوصول إلى المنبع الأوّل؛ حتى يكاد تجاوز هذا التراث يشي بحماقة وسفاهة. ولا يُعرض عن هذا التراث إلّا من مرض قلبه بمرض العجب والكبر. نعوذ بالله منهما. وتدلّ التجربة المديدة على مدى تأثير وفاعليّة التراث العلمائيّ في تقريب الإنسان من الإسلام ومعارفه، ويندر أن نجد من ندم على دراسته أو النّهل منه. ويندر أيضًا أن نجد من استطاع الوصول إلى النبع الصافي دونه. وإذا وصل فبعد عناءٍ شديد وجهدٍ جهيد.
لهذا، ينبغي العمل على حضور هذا التراث ووصل الطالب به وتيسير ذلك له وتخليته مهما أمكن من العقبات والموانع التي تؤدّي إلى عكس الغرض المنشود والهدف المقصود. فهذا التراث ليس مطلوبًا لذاته، ولا ينبغي الاستغراق فيه إلّا بقدر ما يحتاجه الطالب للوصول إلى النبع والمصدر. ويعين على ذلك خير إعانة تركيز وضع النص الدينيّ في موضع الهدف والمحور الذي تدور حوله أعمال العلماء وتراثهم. فما جاوزه منها أو أهمله فهو منبوذ أو غير مستحسن في هذا المنهاج.
إنّ تحقّق الهدف الأعلى من التعليم الديني يتجلّى في تلك الحالة الإيمانيّة الشهوديّة، التي لا تحصل إلّا بواسطة التجربة العباديّة المنطلقة من العلم المحكم الثابت، {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقين}.[3]ولكي يتحقّق ذلك لا بدّ من البدء من تقوية قدرة التصوّر، وهو أوّل العلم ومدماكه المتين، ثمّ الانتقال إلى مرحلة التصديق عبر بعث الذهنيّة الفلسفيّة وتقوية الإدراكات العقليّة الاستدلالية، حيث تأتي العبادة هنا لصبغ نتاجاتها العلميّة بصبغة المعارف القلبية، فاتحةً الطريق بها إلى التجارب الشهودية.
ولأنّ النصوص الدينية هي أفضل بيئة لتنمية التصوّرات والتصديقات وخير معين على تحفيز روح الإيمان والشهود، فينبغي الاهتمام بتقديمها كنصوص جامعة للمراحل الثلاث، واجتناب كل ما يخلو منها مجتمعةً.
فالنص الدينيّ التعليميّ الأمثل، هو الذي يعزّز التصوّر ويوسّع مخزونه ويهذّبه، دون أن يبتعد عن الدليل والمنطق أو يخلو من روح الإيمان وجمال البيان وتفعيل الشعور. وليس من الحكمة الاكتفاء بعرض النصوص التصويريّة البحتة في أي مرحلة عمريّة، أي تلك التي تخلو من قوّة المنطق وجمال الرّوح وحلاوة الشعور، أو تلك التي تتميّز بالمنطق البحت الجاف أو التي تخلو منه!
لكلّ طفل القدرة على الانتقال من التصوّر إلى التصديق، ومن ثمّ إلى الإيمان في درسٍ واحدٍ أو تجربةٍ تعليميّة واحدة؛ وإن كان لكلّ مرحلة عمريّة ميزتها وطبيعتها البارزة. فقد تظهر علامات نضج التصوّر قبل التصديق في الأطفال الصغار، وقد يبرز التصديق على حساب الشعور في مرحلة لاحقة، حتى يصل الدور إلى نضج الإيمان وظهوره بقوّة؛ إلّا أنّ هذا التطوّر الطبيعيّ المعروف لا يعني أن لا نزرع، ومنذ البداية، بذور الإيمان، الذي يُفترض أن ينبت لاحقًا.
إنّ سرعة انتقال الطفل من مرحلة إلى مرحلة لا ترتبط كثيرًا بالسير الزمنيّ التقليديّ. فمّما يؤثّر كثيرًا في هذه السّرعة: طهارة المولد والتنشئة الأسرية والاجتماعية، وقدرة المعلّم وروعة النصوص وكثرة الاشتغال بها. فمن توفّرت له أفضل وراثة وأجمل بيئة وأقدر معلّم وأقوى منهاج، ثمّ قُيّض له أن يشتغل بالدراسة والتجربة العمليّة (من أعمال صالحة وعبادات تتناسب مع قدراته ومتطلّبات عمره)، فسوف يطوي هذا الطريق بسرعة قياسيّة؛ حتى يكاد يبلغ أعلى المراتب في تلك الرابطة المعنويّة قبل أن يبلغ الحُلُم.
إنّ أفضل بناء لمنظومة القيم الإنسانيّة والمعنويّة في شخصيّة أبنائنا هو ذلك الذي ينبع من معرفة الله. فالله تعالى هو جامع كل جميل في الوجود على الإطلاق. ومن عرفه فقد عرف كل جميل بأبهى صورة. ومن هذه المعرفة يمكن للإنسان أن يفهم ما التبس من قيم إنسانيّة كالحريّة والمسؤوليّة والعدالة والمساواة والزهد والرفاهية والدنيا والآخرة.
فبدل أن ننطلق من المنظومة الإنسانيّة البحتة في عمليّة تعزيز القيم، ينبغي البدء من صفات الله والتفكّر فيها. فما من فضيلة وقيمة إلّا وهي تنبع منها وتتبلور في ظلّها.
كما أنّ جميع المسؤوليّات الكبرى ـ كوجوب العبادة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدفاع عن المظلومين والوقوف بوجه الظالمين والسّعي للحياة الطيّبة والإحسان والمواساة وإقامة العدل ـ إنّما تتجلى من وراء معرفة الله بأفضل وأثبت ما يكون. وإن كانت جميعها أمورًا فطريّة لا يحتاج إدراكها إلى شريعة أو دين؛ وإنّما جاءت الشرائع لتعزيز حضورها في حياة الناس والحفاظ عليها بالدلالة على كيفيّتها وفروعها وتفاصيلها.
فالصلاة والصوم والحج هي روح العبادة وطريقها، والخمس والزّكاة هما أفضل الإحسان والمواساة، والتولّي والتبرّي هما برنامج السعي لإقامة العدل. وكل تفصيل يرتبط بمقدّمات هذه الفرائض وشؤونها فهو خير معين على أدائها وتثبيتها.
وهكذا يتّضح منهاج التعليم الذي يتدرّج في بناء الإنسان انطلاقًا من معرفة الله وبمعرفة الله للوصول إلى معرفة الله. فنطل من معرفة الله على معرفة شؤون ربوبيّته في هذا العالم وما بعده، من النبوّة والإمامة والمعاد، ثمّ ندرك بفضلها عالم القيم الواسع من الرحمة والعلم والقدرة وما ينتج عنها من صفات وأحوال للنفس من الحلم والشجاعة والصبر والشكر، وما يتجلّى من هذه الصفات من أعمال ومسؤوليّات.
فمن عرف الدين من باب معرفة الله وشُرفته، استحكمت أبنيته في عقله وقلبه وجوارحه، وبلغ بذلك مراتب التفوّق النفسيّ والعقليّ والحسّيّ والحركيّ؛ فصار الإنسان الأكمل في مجتمعه ومحيطه والنموذج القدوة بين أقرانه ومنافسيه.
ويبدو أنّ الخطوة الأولى العملاقة نحو بناء هذا المنهاج ستتمثّل في استخراج النصوص المناسبة من التّراث، وصياغة ما يمكن منها بما يتناسب مع المراحل العمريّة والبرنامج الزمنيّ؛ بالإضافة إلى العمل الجادّ على بناء المهارات اللغوية اللازمة للتفاعل القويّ معها، ثمّ توزيعها على مراحل تراعى فيها المسارات الزمنيّة والجهود المطلوبة.
ومن المهم أن يأخذ المنهاج بعين الاعتبار عدم توافر الطهارة التامّة في المولِد، وعدم وجود البيئة الأسرية والاجتماعية التربويّة؛ وذلك بأن يحتوي على عناصر الاستيعاب والتغلّب على العقد النفسيّة والظروف السيّئة والمشاكل الاجتماعية المزمنة. وهذا ما يتطلّب إدغام قضية تعميق الوعي الذاتيّ في المنهاج وعدم التعامل مع عملية بناء معرفة الله بمعزل عن التجربة الحياتيّة بكل ما فيها من حسنات وسيّئات. كذلك ينبغي هنا أن يتضمّن المنهاج كل ما يمكن أن يساهم في فهم العالم بظروفه وفرصه وتحدّياته وعقباته وإمكاناته وقيوده فهمًا نابعًا ومتّصلًا بعملية بناء المعرفة والرابطة المعنويّة الإلهية.
إنّ نجاحنا في إعداد منهاج تتوافر فيه هذه العناصر يضمن إلى حدٍّ كبير النجاح في اختيار المعلّم المناسب ويساعد على إعداده أيضًا.
[1]. نهج البلاغة، ص 39.
[2]. سورة آل عمران، الآية 85.
[3]. سورة الحجر، الآية 99.

روح التربية
الإنسان لا يأتي إلى الدنيا فاسدًا. في البداية يأتي إلى الدنيا بفطرة جيّدة وهي الفطرة الإلهية "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَة"، وهذه هي الفطرة الإنسانية فطرة الصراط المستقيم والإسلام والتوحيد. أنواع التربية هي التي تفتح هذه الفطرة أو تسد الطريق على الفطرة. التربية هي التي يمكن أن توصل المجتمع إلى كماله المنشود، وهي التي تجعل البلاد إنسانية نموذجية كما يريدها الإسلام روح التربية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 192 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

المدرسة النموذجية
إنّ القوّة الأساسيّة للمدرسة النموذجيّة تكمن في برامجها ومناهجها التي تتميّز بقدرتها على تقديم المعارف والمهارات بأحدث الطرق وأسهلها، وتعتصر كل التراث العظيم للبشريّة وتتّصل بكامل التّراث الاسلامي وتقدّمه لطلّابها عبر السنوات الدراسيّة كأحد أعظم الكنوز المعرفيّة. وهكذا يتخرّج طلّابنا وهم متّصلون بهذا البحر العظيم لكلّ الإنجازات الحضاريّة في العالم كلّه ويمتلكون القدرة التحليليّة اللازمة لتمييز الخير من الشرّ في جميع أنحائه. المدرسة النموذجيّة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 140 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

المدرسة الإسلامية
يعرض لأخطر المشاكل وأهم القضايا حول أوضاع المدارس الحالية، التي تبنت المناهج الغربية، وذلك بالطبع بحثًا عن المدرسة المطلوبة التي تنسجم مع حاجات المجتمع وثقافته. كل ذلك من أجل بعث حركة فكرية جادة بين المهتمين بالتعليم عن طريق بناء الرؤية الشاملة للتربية التعليمية في الإسلام. المدرسة الإسلاميّة الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 232 صفحةالطبعة الأولى، 2014مالسعر: 10$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

أعظم وسائل التربية... أطفالنا من اللاوعي إلى الوعي الكلّيّ
كل مهتم بالتربية يسعى لمعرفة قواعدها العامّة، لكن لا يخفى على أحد أنّ القاعدة الكبرى هي أنّ اجتماع المعرفة التصديقيّة مع حسّ المسؤوليّة هو الذي يولّد العمل والسّلوك الصحيح. إنّ قسمًا مهمًّا من الشعور أو التصرّف بمسؤوليّة هو نتاجٌ طبيعيّ للجبلّة والخلقة الأصلية للبشر. جميع الناس يُفترض أن يقوموا برد فعل تجاه الخطر المحدق أو الضّرر المتوقّع.

كيف يُصنع الطالب المتفوّق؟ التعليم المتمحور حول القضايا الكبرى
بالنظر إلى التجارب التربوية للإسلاميّين في مختلف مناطق العالم، يمكن أن نتحدّث عن نجاحات مميّزة على صعيد تأهيل الطلّاب للدخول إلى أفضل جامعات العالم في مجالات الهندسة والطب والعلوم التقنية المختلفة.

صناعة عالم الدين في المدرسة
بإمكان المدرسة أن تحقّق المعاجز ضمن الإمكانات المتاحةيدرك المتخصّصون في مجال العلوم الدينية أنّ تحصيل مستويات عالية من المعرفة والتخصّص والمهارات التعليمية أمرٌ ممكنٌ بسنواتٍ قليلة، وحتى دون شرط إنهاء المرحلة الثانوية. وفي الوقت نفسه لا يشك خبير متضلّع بما في هذه المعارف من تأثيرٍ عميق على مستوى صقل الشخصية وتقويتها وتوازنها؛ الأمر الذي نفتقد إليه كثيرًا في مدارس اليوم حيث العجز والانفكاك بين العلوم والتربية.

صناعة المثل الأعلى
إذا نظرنا إلى حياتنا وأردنا أن نكتشف قيمتها وأهمّيتها ودورنا فيها، فلا شيء يمكن أن يعيننا على ذلك مثل الأحداث الكبرى التي تقع فيها. إنّها الحوادث التي تخرج عن سياق الرّتابة والسّطحيّة والاهتمامات المادّيّة، وتجعلنا نعيد النّظر بأهم الأمور ونعمّق الفكر حول الوجود كلّه وحول الحياة والمصير ومن نحن، وأين وكيف سنكون.

تنمية العقل بمواجهة القضايا... كيف يمكن أن نبني منهاجًا حول محور القضايا؟
يصرّ المهتمّون والنقّاد على أنّ الكلام الكلّي والعام لا يفيد ولا ينفع في مجال التعليم المدرسي، لأنّ المشكلة كلّ المشكلة تكمن في كيفية تحويل عملية مواجهة القضايا إلى منهاج تعليمي يراعي شروط المراحل المدرسية. ومن حقّ هؤلاء أن يعترضوا أو يطالبوا بتقديم النموذج، لكن فطرية وبداهة ما ذكرناه حين الحديث عن التعليم المتمحور حول القضايا كان من المفترض أن تغني عن هذا النقاش؛ أضف إلى ذلك التجارب الذاتية التي يمكن لأي إنسان أن يكتشف معها دور تحليل قضايا الحياة في تنمية القدرات العقلية عند الطالب.

هل تريد قصّة ناجحة؟ لماذا تُعدّ الحكمة أساس نجاح كل قصّة؟
تولّدت الآداب من رغبة الإنسان أو حاجته لنقل تجاربه وأفكاره ومشاعره إلى غيره من بني جنسه. وتعاظم شأن الآداب حين امتزجت بالفنّ الجميل والبيان الجذّاب، فأصبح الاستمتاع بفنونها جزءًا أساسيًّا من نشاطها وتطوّرها.

حين يصبح العلم كلّ شيء: ما هو دور المدرسة في تزكية النّفوس؟
حين يُطرح موضوع تزكية النّفس وتهذيبها، فلا شك أنّنا سنكون أمام قضيّة عمليّة. فالتزكية فعل والتّهذيب عمل، ولهذا قيل أنّ تهذيب النّفس لا يمكن أن يتحقّق من دون مجاهدة وسلوك.

4 أصول أساسية لتعلّم اللغة.. كيف نجعل أبناءنا يمتلكون مهارات لغويّة عالية؟
حتّى في عصر التكنولوجيا والحواسيب الفائقة السّرعة، ما زالت اللغة تشكّل قدرة أساسيّة لا بديل لها. وقد يدهشك مدى ما يمكن أن يبلغه الإنسان من تأثير ومن قدرة اقتصاديّة واجتماعيّة ومعنويّة فيما إذا كان بارعًا في استخدام الكلمات!

ماذا نعرف عن القدرات العظيمة للّغة العربية؟
أيّها الآباء والأمّهات والمربّون، توقّفوا قليلًا! هل فكّرتم بالهدف من وراء تعلّم اللغة العربية؟ما نفع أن يدرس أبناؤنا هذه اللغة الجميلة لمدّة اثني عشرعامًا، ومع ذلك لا يجدون أيّ انجذابٍ للغة القرآن والنّصوص الرّائعة المنقولة عن أئمّة الدّين؟هل فكّرتم ماذا يحدث في المدرسة؟ ولماذا لا يستسيغ أكثر الطلّاب لغةَ القرآن الكريم ولغة الأدعية الرّائعة الواردة في الصّحيفة السجّاديّة مثلًا؟

ما الذي ينقصنا في عصر المعرفة؟
إنّ التطوّرات الهائلة على صعيد وسائط التّواصل تعدنا بتطوّرٍ معرفيّ كبير، ليس على صعيد المعارف العامّة فحسب، وإنّما على صعيد المعارف الدينيّة أيضًا.

كيف تصبح ذكيًّا؟
في هذا الزّمن الذي انكشف الكثير من الحقائق عن الذّكاء، وأصبح معروفًا أنّ لكلّ إنسان ذكاءه الخاصّ فما هو المقصود من هذا العنوان؟

ذاك الشاب المغمور قدوتي! كيف يتحوّل شخص ضعيف بائس إلى قدوة لآلاف الشباب؟
يرسم بعض النّاس لنا صورة القدوة ويجسّدونها من خلال التحوّل العميق الذي يحدث في شخصيّتهم. هذا التحوّل الذي يظهر بارتقائهم من أسفل سافلين إلى أعلى عليّين في زمنٍ محدود، يعبّر عنه بعض أهل العرفان والرّوحانية بعبور ألف شهر في ليلة واحدة. يدهشنا كيف أنّ شابًّا بائسًا عديم الجدوى يمكن أن يصنع مثل هذه المعجزة دون أن يبذل جهدًا كبيرًا أو يستغرق زمنًا طويلًا.

7 علامات للمتعلّم الحقيقي
العلم كمالٌ عظيم، الحصول عليه يدلّ على عناية إلهيّة خاصّة بالعبد. فلا يمكن أن يرفع الله وليًّا له دون أن يهبه العلم. فكل أولياء الله علماء حكماء.فكيف يمكن أن نفرّق بين العلم الهادي والعلم المضلّ؟ وما هي علامات المتعلّم الحقيقي؟

حقيقة الذكاء العقليّ، إذا كنت تظن أنّك تعرف ما هو الذّكاء، فكّر ثانيًا!
مع بروز الحاجة إلى تحديد الكفايات المطلوبة للتعلّم، غير المرحلة العمريّة (الأول الابتدائي لسنّ السادسة)، لجأ الغربيّون كالعادة إلى علماء النفس لمساعدتهم على تحديد الذّكاء ليكون بديلًا في عمليّة التّصنيف والتّقسيم، وذلك باعتباره العامل المحوريّ في التّعلّم أو في القدرة الذهنيّة المطلوبة للتعلّم.

كيف يكون المعصوم قدوة؟ إذا كان وليّ الله معصومًا منذ طفولته ومؤيّدًا منذ صغره، فكيف يمكن أن نتّخذه قدوةً لنا؟
تثبت الأدلّة العقليّة والنقليّة أنّ الأنبياء والرّسل هم أشخاص معصومون عن الخطأ ولا يمكن أن يرتكبوا أي معصية في سلوكهم وفي تلقّيهم للوحي وفي تبليغهم للرسالة. وهم مؤيّدون بروح القدس الذي بفضله تنكشف لهم قبائح المعاصي وبشاعة الذّنوب إلى الحدّ الذي تكون في مذاقهم كالسمّ الزّعاف والجيفة النتنة. فهل رأيتم من يُقبل على تناول السمّ بإرادته أو أكل الجيفة برغبته؟

كيف أجعل ابني محبًّا للقرآن؟
للّذين يفتّشون في هذا الزّمن عن ضمانة قويّة لتربية أبنائهم على الصّلاح والطّهارة والاستقامة، فلا شيء يعدل القرآن في ذلك. فهو الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم، ويرشدنا إلى الإمام العادل والأسوة الصالحة والمبيّن الراشد. فنكتشف به الثقل الآخر الذي ما إن تمسّكنا بهما لن نضل بعدها أبدًا.

8 أمور تجعل ولدي محبًّا للمطالعة
يمثّل الارتباط بالكتاب إلتزامًا جديًا تجاه المعرفة وعالم الفكر والبحث والتعمّق. وهذه هي الأسلحة الماضية التي يمكننا بواسطتها القضاء على الآثار السلبيّة للمعاصرة.إليكم 8 نصائح يمكن أن تساهم في جعل أبنائكم محبّين للمطالعة والكتاب.

لماذا الإقبال على القصص والروايات؟
ينشط سوق القصّة والرواية حتى في العصر الرقمي. فما الذي يدفع القرّاء إلى مطالعة مجلّدات ضخمة في الوقت الذي اعتادت أذهانهم على المقاطع القصيرة في قنوات التواصل الاجتماعي؟ هذا السؤال يمكن أن يساعدنا في الكشف عن أحد أهم أسرار الكتابة الناجحة.

ما هي حقيقة الذكاء؟ وكيف نزيده قوّة؟
الذكاء أمرٌ محسوسٌ وملموس، لهذا فهو لا يحتاج الى تعريف. لكن نظرًا إلى أهميتة دوره في الحياة، فإن الحديث عنه يصبح مهمًا للغاية.لا شكّ بأن كلّ واحدٍ منّا قد تعرّف إلى الذكاء من خلال المقارنة. فلو فرضنا أن الناس متساوون بالذكاء، لما شعرنا به أو عرفناه!

نحو آفاق شامخة في التّعليم: ما المدى الذي تبلغه ثقــافة الأطفال؟
بنظرة متعمّقة في نتاج المدارس والجامعات الحالية، يمكن لأي مهتم متتبّع أن يلاحظ ثغرات كبرى على مستوى المخرجات والنتائج. صحيح أنّ الجامعة هي فرصة الإبداع والتألّق، لكنّها في نتاجها هذا تعتمد كثيرًا على مخرجات المدرسة. فضمور الإبداع والتفوّق الجامعيّ يرجع بالدّرجة الأولى إلى إخفاق المدرسة في تأمين مقدّمات ذلك.

المحور الأوّل للنّظام التعليميّ السّليم
من أهم القضايا التي تشغل بال أهل التربية والتعليم هي قضيّة العلم. لذا من أراد أن ينبي رؤية واضحة في التربية والتعليم يحتاج إلى تحديد موقفه من العلم.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...