
تنمية العقل بمواجهة القضايا
كيف يمكن أن نبني منهاجًا حول محور القضايا؟
السيد عباس نورالدين
يصرّ المهتمّون والنقّاد على أنّ الكلام الكلّي والعام لا يفيد ولا ينفع في مجال التعليم المدرسي، لأنّ المشكلة كلّ المشكلة تكمن في كيفية تحويل عملية مواجهة القضايا إلى منهاج تعليمي يراعي شروط المراحل المدرسية. ومن حقّ هؤلاء أن يعترضوا أو يطالبوا بتقديم النموذج، لكن فطرية وبداهة ما ذكرناه حين الحديث عن التعليم المتمحور حول القضايا كان من المفترض أن تغني عن هذا النقاش؛ أضف إلى ذلك التجارب الذاتية التي يمكن لأي إنسان أن يكتشف معها دور تحليل قضايا الحياة في تنمية القدرات العقلية عند الطالب.
إنّ الأصول النظرية التي نمتلكها في باب العقل كفيلة بإثبات هذا المطلب، وسوف نشير بعدها إلى مجموعة من المقترحات المنهاجية التي يمكن أن تساهم في بلورة الصورة التفصيلية.
إنّ العقل هو نورٌ إلهي ككلّ الأنوار الموجودة في هذا العالم؛ لكن هدايته ترتبط بمصير الإنسان الذي يفترض أن يتحرّك في هذه الحياة على أساس الاختيار. فلو اختصرنا مسيرة حياتنا في الدنيا بالقول أنّها عبارة عن سلسلة من الاختيارات المتواصلة بين الخير والشر أو الحقّ والباطل أو الحسن والقبح أو الكمال والنقص لما كان في هذا الكلام أي مبالغة؛ بل إنّ سرعة سير كل إنسان على هذا الطريق تتحدّد وفق عدد ونوعية ودرجة الاختيار الذي يقوم به.
لهذا، فإنّ التمييز بين الحقّ والباطل أو تحديد الكمال والنقص في كل قضية يُعدّ أمرًا ضروريًّا لحسن الاختيار وصوابية الحكم فيها ـ الأمر الذي يُعدّ أيضًا عنصرًا محوريًّا في تقدّم الإنسان المختار على طريق كماله. وهنا يبرز العقل كعاملٍ مفصلي.
ولأنّ مشيئة الله وحكمته اقتضت إتمام الحجّة على الإنسان عبر تزويده بكل ما يحتاج إليه في هذه الرحلة المصيرية، فإنّ إفاضة نور العقل المساعد على كشف الحسن والكمال والحق والخير في كلّ قضية نواجهها في حياتنا يصبح أمرًا حتميًّا. وقد ورد في العديد من الآيات والأحاديث الشريفة أنّ الله تعالى يحاسب الناس يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول (محوريّة العقل في الحساب والمصير).
بالطّبع، يمكن للإنسان أن يختار رفض نور العقل والإعراض عنه بشتّى السبل؛ خصوصًا حين يحكّم شهواته ويتّبع أهواءه. لكن هذا الفيض يبقى متّصلًا بالإنسان متى ما شاء الحصول عليه والاستفادة منه.
وجود قضايا حسّاسة ومصيريّة في حياتنا أمرٌ لا شكّ فيه، والحاجة إلى هداية خاصّة للتعامل معها من أجل النجاح والفلاح مسألة واضحة. ووجود الهداية الإلهية الشاملة أمرٌ حتمي. وإنّما يحتاج الإنسان في مراحل حياته الأولى إلى اكتشاف العقل ودوره في مواجهة القضايا والتعامل معها. وهنا يأتي عاملا التربية والتعليم في ترسيخ حضور العقل والإيمان التام بدوره المحوري في النجاح والفوز والسعادة.
ما يبعث على الأسى هو أن لا تترسّخ هذه القاعدة الجوهرية في حياة الطالب بعد مرور حوالي اثنتي عشرة سنة من الدراسة. فهذه القاعدة هي السرّ الأول في اندفاعه وحركته على طريق تنمية القدرات العقلية وحسن استعمالها. وفي المقابل تكثر الدعوات إلى اتّباع القلب (والمقصود به هنا الهوى) وتنتشر أنماط التربية التي تساهم في الإفراط في استعمال القوّة الغضبية أو تنمّي روح العصبيّة في الأطفال.
إنّ مجتمعنا بحاجة ماسّة إلى التمييز بين أساليب مواجهة القضايا وإدراك السيّئ الفاشل فيها. ويمكن القول أنّ نسبة كبيرة من الشباب اليوم لا يمتلكون معرفة واضحة بأهم أركان الأسلوب والمنهج العقلي؛ ولهذا يكثر وقوعهم في أخطاء وهفوات يمكن تجنّبها بسهولة.
لنأخذ على سبيل المثال قضية التخصّص الجامعيّ، التي تُعتبر مفصلًا حسّاسًا في حياة كل شاب ـ كونها إحدى أهم محدّدات مصيره ونمط عيشه. فمطالعة دقيقة لمئات الحالات التي تعاملتُ معها على مدى عدّة عقود، بيّنت لي الصعوبات العديدة التي يعاني منها الشباب في تحديد الخيار الصائب في هذه القضية. وغالبًا ما كنّا نشاهدهم يلجأون إلى طرق وأساليب لا تزيد خياراتهم إلا تعقيدًا وبُعدًا عن الصواب. إنّ قضيةً بمثل هذه الأهمية، تصبح في مرحلة الدراسة الثانوية الهمّ الأكبر للأغلبية الساحقة من الشباب، ومع ذلك تراهم غير مزوّدين بالأدوات الذهنيّة اللازمة لفهمها وتحليلها وتحديد الخيار الصائب فيها.
إنّ معرفة كيفية عمل العقل هنا يمكن أن تساهم مساهمة كبرى في اكتشاف دوره العام وتطبيق قواعده والاستفادة منها. وكل ذلك مبنيّ على أمرين أساسيين:
الأوّل، معرفة العقل وأهمّيته ودوره المصيريّ في حياتنا.
والثاني: تمييز طريقة عمله عن كلّ الأساليب الشائعة في عملية تحديد الخيار وأخذ الموقف.
حياة البشر مليئة بالشواهد والتجارب التي تكشف عن الأساليب التي يتّبعونها في التعامل مع قضاياهم المختلفة. وفي كلّ واحدة عبرة ودروس يمكن أن تساهم في ترسيخ ذلك الإدراك والفهم المطلوب. فما نحتاج إليه هنا هو استحضار أهم التجارب وتقديمها غير منتقصة، ومن ثمّ تحليلها من أجل اكتشاف أسباب النجاح والفشل فيها.
كما أنّ للعقل قواعده العامّة التي يمكن التعرّف إليها ومشاهدة عملها في تحليل القضايا التي تتعدّى التجربة الآنية. وفي معظم هذه القضايا يمكن التوافر على تطبيقات وتمارين مهمّة في مجال استخدام العقل في شتّى قضايا الحياة. فالنتائج والثمار المشهودة في عمل العقل المجرّد وتحليله للقضايا الوجودية والفلسفية لا تقل روعة عن الثمار الناشئة من استعماله في التجريبيات.
وباختصار، فإنّ ما نحتاج إليه هنا هو العرض السليم الممنهج للقضايا التي ستحفزّ العقول المختلفة للتعامل معها. وقد افتقدت أدبياتنا العلمية لمثل هذا العرض نظرًا لطبيعة اهتماماتها البعيدة عن التعليم المدرسي وتربية الأطفال؛ فغلب عليها طابع الجدال والخطاب التخصّصي والحوار الاختصاصي.
حين ينطلق المتخصّصون بالمجال التعليمي العام من هذا التراث، ويبدأون باستخراج كنوزه المعرفية (وخصوصًا في مجال القضايا الأساسية)، فسوف نكون على موعدٍ مع ذخائر كبيرة يمكن تحويلها إلى مناهج تعليمية ممتازة.
فإذا اجتمع العلم العميق والفن المنهاجي، سيجد المهتمّون والناقدون أنّ عملية التربية بالقضايا ليست بالأمر البعيد المنال.
لطالما افترق هذان السبيلان: سبيل العلم، وخصوصًا ما يتعلق بالرؤية الإسلامية للحياة والوجود، وسبيل التعليم العام وفن إعداد المناهج التعليمية العامّة؛ فانحسرت تلك المعارف الكبرى في نطاق ضيق وضمن فئة نخبوية محدودة جدًّا. وقد آن الأوان لكي يبدأ المتخصّصون والمتبحّرون في تلك المعارف الغنية والقائمة على الأسس العقلية بالاهتمام بالأطفال والناشئة والشباب (أي بالتعليم العام). ولا يمكن أن يترجَم اهتمامهم هذا في أعمال بنّاءة وشديدة التأثير إلا إذا امتزج مع الرؤية المنهاجية والفنون والمهارات اللازمة لإعداد المناهج المدرسية.
تخبرنا الرؤية المنهاجية أنّ لقضية الشذوذ الجنسي مقدّمات أساسية لا بدّ من إدراكها لكي ندرك معها حجم الكارثة والقبح والشر فيها. فما لم يكتشف الطالب معنى الحياة وأهمّية النسل والتكاثر البشريّ ودوره في تحقيق الأهداف السامية، وما لم يؤمن بالله ويعتقد بهدايته التشريعية ودورها المحوريّ في سلوك طريق السعادة، وما لم يتعرّف إلى موقعية الأسرة الطبيعية في تماسك المجتمع وازدهاره، فمن الصعب أن يتعاطى مع قضية الشذوذ تلك كما ينبغي.
نرى كل هذه المقدّمات خاضعة لتحليلات عقلية راقية في تراثنا الغني، ونشاهد معها مساحة واسعة من حرية التفكير والبحث الرصين، فلماذا لا يمكن وضعها ضمن مناهج تعليمية تراعي المسار التكاملي في مدارس اليوم؟!
لا يتّسع هذا المقال لتقديم عرض تفصيلي لهذه الرؤية. لكنّنا وبحسب التجربة نعلم يقينًا أنّ لكل القضايا الكبرى والحسّاسة التي يواجهها إنسان اليوم مقدّمات وأصول عقلية في تراثنا العلمي العميق. ويقع على عاتق المهتمّين بإعداد مناهج قوية قادرة على بناء إنسان الغد المتمكّن المبادر والشجاع والمنيع أن يبدأوا من هذه النقطة بالتحديد، نقطة العمل على اكتشاف وتحديد القضايا الحسّاسة وتدوينها. لتبدأ بعدها مرحلة التحليل والاستخراج من الأدبيات الغنية، حيث تليها المرحلة الثالثة وهي مرحلة التوزيع والنشر المنهاجي.
لكلّ قضية كبرى مقدّمات وأصول واضحة تحفّز العقول وتنمّيها وتجعلها قادرة على التعامل العقلي مع القضية نفسها. وهذا ما نتوقّعه من أصحاب الشجاعة من معدّي المناهج التعليمية.

مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

كنوز العقل
معًا نبحر على متن العقل الذكيّ ونكتشف آفاق الحياة الرائعة بكل فرصها واحداثها ونتمكن من استشراف مستقبلها.لننطلق معًأ على هذه السفينة ونعيش أجمل الأوقات. كنوز العقل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 12*17غلاف كرتوني: 64 صفحةللناشئة: عمر 11 - 13 سنة الطبعة الأولى، 2018م ISBN: 978-614-474-006-4السعر: 7$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

المدرسة النموذجية
إنّ القوّة الأساسيّة للمدرسة النموذجيّة تكمن في برامجها ومناهجها التي تتميّز بقدرتها على تقديم المعارف والمهارات بأحدث الطرق وأسهلها، وتعتصر كل التراث العظيم للبشريّة وتتّصل بكامل التّراث الاسلامي وتقدّمه لطلّابها عبر السنوات الدراسيّة كأحد أعظم الكنوز المعرفيّة. وهكذا يتخرّج طلّابنا وهم متّصلون بهذا البحر العظيم لكلّ الإنجازات الحضاريّة في العالم كلّه ويمتلكون القدرة التحليليّة اللازمة لتمييز الخير من الشرّ في جميع أنحائه. المدرسة النموذجيّة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 140 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

سفر إلى الملكوت
المبادئ الأساسيّة لبناء حياة معنويّة رائعة.كتاب يتحدّى تفكيرنا ويحثّنا على إعادة النظر بما كنا نعتبره من المسلّمات أو الأمور التي لا تحتاج إلى تعمّق وتدبّر. سفر إلى الملكوت الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 406 صفحاتالطبعة الرابعة، 2017مالسعر: 10$ تعرّف أكثر إلى الكتاب من خلال الكاتب يمكنكم شراء الكتاب عبر موقع جملون على الرابط التالي:

روح التربية
الإنسان لا يأتي إلى الدنيا فاسدًا. في البداية يأتي إلى الدنيا بفطرة جيّدة وهي الفطرة الإلهية "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَة"، وهذه هي الفطرة الإنسانية فطرة الصراط المستقيم والإسلام والتوحيد. أنواع التربية هي التي تفتح هذه الفطرة أو تسد الطريق على الفطرة. التربية هي التي يمكن أن توصل المجتمع إلى كماله المنشود، وهي التي تجعل البلاد إنسانية نموذجية كما يريدها الإسلام روح التربية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 192 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

المدرسة الإسلامية
يعرض لأخطر المشاكل وأهم القضايا حول أوضاع المدارس الحالية، التي تبنت المناهج الغربية، وذلك بالطبع بحثًا عن المدرسة المطلوبة التي تنسجم مع حاجات المجتمع وثقافته. كل ذلك من أجل بعث حركة فكرية جادة بين المهتمين بالتعليم عن طريق بناء الرؤية الشاملة للتربية التعليمية في الإسلام. المدرسة الإسلاميّة الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 232 صفحةالطبعة الأولى، 2014مالسعر: 10$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

القدوة أعظم مؤثّر
لا يتحرك الناس بمجرد حصول القناعة والفهم، فالمحبة والرغبة والإنجذاب إلى الشيء هو الذي يشكل الدافع الأكبر نحوه. إذا قمنا بتحليل الدوافع الأساسية في أي تحرك أو نشاط يقوم به الإنسان، لوجدنا أن تمثّل النتيجة والأثر في صورة خياله، وما تعطيه من لذة أو مصلحة متصورة عنده، هي التي تدفعه نحو ذلك الشيء...

7 علامات للمتعلّم الحقيقي
العلم كمالٌ عظيم، الحصول عليه يدلّ على عناية إلهيّة خاصّة بالعبد. فلا يمكن أن يرفع الله وليًّا له دون أن يهبه العلم. فكل أولياء الله علماء حكماء.فكيف يمكن أن نفرّق بين العلم الهادي والعلم المضلّ؟ وما هي علامات المتعلّم الحقيقي؟

تنشيط الحياة الفكريّة في المجتمع
لكلّ مجتمع أنماطٌ من الحياة قد تكون فاعلة ناشطة أو كامنة مخفيّة. وكلّما تنوّعت حياة هذا المجتمع وتعمّقت، كان المجتمع أشدّ قوّةً وتكاملًا وازدهارًا ودوامًا.

8 أمور تجعل ولدي محبًّا للمطالعة
يمثّل الارتباط بالكتاب إلتزامًا جديًا تجاه المعرفة وعالم الفكر والبحث والتعمّق. وهذه هي الأسلحة الماضية التي يمكننا بواسطتها القضاء على الآثار السلبيّة للمعاصرة.إليكم 8 نصائح يمكن أن تساهم في جعل أبنائكم محبّين للمطالعة والكتاب.

حقيقة الذكاء العقليّ، إذا كنت تظن أنّك تعرف ما هو الذّكاء، فكّر ثانيًا!
مع بروز الحاجة إلى تحديد الكفايات المطلوبة للتعلّم، غير المرحلة العمريّة (الأول الابتدائي لسنّ السادسة)، لجأ الغربيّون كالعادة إلى علماء النفس لمساعدتهم على تحديد الذّكاء ليكون بديلًا في عمليّة التّصنيف والتّقسيم، وذلك باعتباره العامل المحوريّ في التّعلّم أو في القدرة الذهنيّة المطلوبة للتعلّم.

نحو آفاق شامخة في التّعليم: ما المدى الذي تبلغه ثقــافة الأطفال؟
بنظرة متعمّقة في نتاج المدارس والجامعات الحالية، يمكن لأي مهتم متتبّع أن يلاحظ ثغرات كبرى على مستوى المخرجات والنتائج. صحيح أنّ الجامعة هي فرصة الإبداع والتألّق، لكنّها في نتاجها هذا تعتمد كثيرًا على مخرجات المدرسة. فضمور الإبداع والتفوّق الجامعيّ يرجع بالدّرجة الأولى إلى إخفاق المدرسة في تأمين مقدّمات ذلك.

قضايا الحياة الكبرى
حين تبدأ بالإحساس بوجود مجتمعات بشريّة ذات هويّات متعدّدة تعيش فيما بينها تفاعلًا قويًّا، وحين تدرك طبيعة هذا التّفاعل الذي يتّخذ سمة الصّراع في العديد من الموارد، وحين تكتشف مفاعيل ونتائج هذا الصّراع؛ فأنت إنسانٌ حيٌّ شاعرٌ مدرك. وهنا، ستحتاج إلى أن ترتقي بوعيك إلى المستوى الأعلى، حيث تفهم طبيعة ما يتولّد عن هذا التّفاعل الكبير من قضايا ـ تكون بمنزلة محدِّدات المسارات الكبرى.

ماذا نعرف عن القدرات العظيمة للّغة العربية؟
أيّها الآباء والأمّهات والمربّون، توقّفوا قليلًا! هل فكّرتم بالهدف من وراء تعلّم اللغة العربية؟ما نفع أن يدرس أبناؤنا هذه اللغة الجميلة لمدّة اثني عشرعامًا، ومع ذلك لا يجدون أيّ انجذابٍ للغة القرآن والنّصوص الرّائعة المنقولة عن أئمّة الدّين؟هل فكّرتم ماذا يحدث في المدرسة؟ ولماذا لا يستسيغ أكثر الطلّاب لغةَ القرآن الكريم ولغة الأدعية الرّائعة الواردة في الصّحيفة السجّاديّة مثلًا؟

4 أصول أساسية لتعلّم اللغة.. كيف نجعل أبناءنا يمتلكون مهارات لغويّة عالية؟
حتّى في عصر التكنولوجيا والحواسيب الفائقة السّرعة، ما زالت اللغة تشكّل قدرة أساسيّة لا بديل لها. وقد يدهشك مدى ما يمكن أن يبلغه الإنسان من تأثير ومن قدرة اقتصاديّة واجتماعيّة ومعنويّة فيما إذا كان بارعًا في استخدام الكلمات!

كيف يُصنع الطالب المتفوّق؟ التعليم المتمحور حول القضايا الكبرى
بالنظر إلى التجارب التربوية للإسلاميّين في مختلف مناطق العالم، يمكن أن نتحدّث عن نجاحات مميّزة على صعيد تأهيل الطلّاب للدخول إلى أفضل جامعات العالم في مجالات الهندسة والطب والعلوم التقنية المختلفة.

10 مبادئ لتربية جيلٍ صالح
الصلاح هو أهم الخصائص الأخلاقيّة التي يتمنّاها الآباء والمربّون للأبناء. وللصّلاح في التّعاليم الدينيّة أبعاد عقائديّة وأخلاقيّة وسلوكيّة؛ إلّا أنّ أهم دلالاته ترتبط بالبعد العمليّ، حيث يكون الصّالح إنسانًا مصلحًا، حتى قيل لا يمكن أن يكون الصّلاح إلا بالإصلاح.

هل اكتشفت الثّراء الحقيقيّ؟ الحياة الغنيّة في عالم الكتاب
حين تتّصل بعالم الكتاب وتشعر بأنّ لديك قدرة الوصول إلى المعارف والحِكم والمعاني اللامتناهية المبثوثة فيه من قِبل مئات آلاف الكتّاب والمفكّرين، ستشعر أنّك غنيٌّ حقًّا، وأنّ حياتك متّصلة بالفرص الواسعة.

متى يكون العلم قوة وسلطانًا؟
تثبت التجارب الكثيرة أنّ من يعلم قوانين الأشياء يمكن أن يمتلك القدرة على تسخيرها؛ سواء كانت هذه الأشياء جمادات أو كائنات حية، وسواء كانت هذه الكائنات الحية أفرادًا أو مجتمعات. لهذا، فإنّ الهدف الأساسي لأي باحث في المجالات العلمية المختلفة هو أن يكتشف القوانين، والتي يمكن التعبير عنها أحيانًا بصورة معادلات رياضية أو رموز اختصارية.

كيف أجعل ابني محبًّا للقرآن؟
للّذين يفتّشون في هذا الزّمن عن ضمانة قويّة لتربية أبنائهم على الصّلاح والطّهارة والاستقامة، فلا شيء يعدل القرآن في ذلك. فهو الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم، ويرشدنا إلى الإمام العادل والأسوة الصالحة والمبيّن الراشد. فنكتشف به الثقل الآخر الذي ما إن تمسّكنا بهما لن نضل بعدها أبدًا.

حين يصبح العلم كلّ شيء: ما هو دور المدرسة في تزكية النّفوس؟
حين يُطرح موضوع تزكية النّفس وتهذيبها، فلا شك أنّنا سنكون أمام قضيّة عمليّة. فالتزكية فعل والتّهذيب عمل، ولهذا قيل أنّ تهذيب النّفس لا يمكن أن يتحقّق من دون مجاهدة وسلوك.

هل تريد قصّة ناجحة؟ لماذا تُعدّ الحكمة أساس نجاح كل قصّة؟
تولّدت الآداب من رغبة الإنسان أو حاجته لنقل تجاربه وأفكاره ومشاعره إلى غيره من بني جنسه. وتعاظم شأن الآداب حين امتزجت بالفنّ الجميل والبيان الجذّاب، فأصبح الاستمتاع بفنونها جزءًا أساسيًّا من نشاطها وتطوّرها.

ذاك الشاب المغمور قدوتي! كيف يتحوّل شخص ضعيف بائس إلى قدوة لآلاف الشباب؟
يرسم بعض النّاس لنا صورة القدوة ويجسّدونها من خلال التحوّل العميق الذي يحدث في شخصيّتهم. هذا التحوّل الذي يظهر بارتقائهم من أسفل سافلين إلى أعلى عليّين في زمنٍ محدود، يعبّر عنه بعض أهل العرفان والرّوحانية بعبور ألف شهر في ليلة واحدة. يدهشنا كيف أنّ شابًّا بائسًا عديم الجدوى يمكن أن يصنع مثل هذه المعجزة دون أن يبذل جهدًا كبيرًا أو يستغرق زمنًا طويلًا.

البنى التحتية للثّورة الثقافيّة
المقصود من الثورة الثقافية هو تلك التحوّلات الجوهرية التي تحدث في طريقة تفكير الناس ونظرتهم إلى الوجود، والتي تتجلّى في تبنّي مجموعة من القيم التقدّمية وشيوعها. ونحن نؤمن بأنّ المعرفة هي المقدّمة الأولى والأساسية لتحقّق تلك التحوّلات، وأنّ الجهل هو المانع الأكبر من انبعاثها وانطلاقها.

كيف تصبح ذكيًّا؟
في هذا الزّمن الذي انكشف الكثير من الحقائق عن الذّكاء، وأصبح معروفًا أنّ لكلّ إنسان ذكاءه الخاصّ فما هو المقصود من هذا العنوان؟

هل الفلسفة هي الطريق الوحيد للمعرفة؟
اشتهر بين المسلمين ثلاثة طرق للمعرفة، وهي الطريق الذي يعتمد المنهج الكلامي؛ والطريق الذي يعتمد المنهج الفلسفي؛ أما الطريق الثالث فهو الذي يعتمد طريقة تهذيب الباطن وتصفية النفس عبر مراحل السّير والسّلوك، وهو الطريق العرفاني. ولم يكن علماء المسلمين رافضين للمنهج التجريبي، لكنّهم اعتبروه محدودًا في إطار المحسوسات والمادّيّات. فقد تكشّفت النصوص الدينيّة كالقرآن الكريم والسنّة المطهّرة عن غنًى ملحوظ في مجال القضايا والمجالات التي تناولتها، وتمّ عرض وبيان الكثير من الأمور المرتبطة بحياة هي أوسع وأعمق بكثير من هذه الحياة الدنيا. فجذبت هذه القضايا الجديدة الفكر الإسلامي وأشغلته طوال القرون التي أعقبت ظهور الإسلام.

صناعة المثل الأعلى
إذا نظرنا إلى حياتنا وأردنا أن نكتشف قيمتها وأهمّيتها ودورنا فيها، فلا شيء يمكن أن يعيننا على ذلك مثل الأحداث الكبرى التي تقع فيها. إنّها الحوادث التي تخرج عن سياق الرّتابة والسّطحيّة والاهتمامات المادّيّة، وتجعلنا نعيد النّظر بأهم الأمور ونعمّق الفكر حول الوجود كلّه وحول الحياة والمصير ومن نحن، وأين وكيف سنكون.

كيف نتفوّق في السينما؟ إذا كنّا نريد العزّة لأمتنا فلا مناص من نهضة أدبية متفوقة
إذا كنّا ندرك حجم تأثير الإعلام والسينما والدراما، وأردنا الخلاص من براثن هذه القوّة الغربيّة المشؤومة، فلا مناص من العمل على بناء صرحٍ إعلاميّ إسلاميّ أصيل، ينبع من ثقافتنا وديننا ورؤيتنا الكونيّة.

كيف يكسب المعلم احترام تلامذته؟
الاحترام يجلب الأدب، والأدب يجلب الطّاعة، والطّاعة تجلب النّتائج الرّائعة. إنّه حلم كل معلم على وجه الأرض؛ إلّا أنّ الواقع هو أنّ أكثر المعلّمين يكدحون من أجل تحصيل الحدّ الأدنى من الاحترام. وفي سعيهم هذا، يخسرون عنصرًا جوهريًّا يحتاج إليه كل متعلّم، وهو المحبّة.

لماذا الإقبال على القصص والروايات؟
ينشط سوق القصّة والرواية حتى في العصر الرقمي. فما الذي يدفع القرّاء إلى مطالعة مجلّدات ضخمة في الوقت الذي اعتادت أذهانهم على المقاطع القصيرة في قنوات التواصل الاجتماعي؟ هذا السؤال يمكن أن يساعدنا في الكشف عن أحد أهم أسرار الكتابة الناجحة.

ما الذي ينقصنا في عصر المعرفة؟
إنّ التطوّرات الهائلة على صعيد وسائط التّواصل تعدنا بتطوّرٍ معرفيّ كبير، ليس على صعيد المعارف العامّة فحسب، وإنّما على صعيد المعارف الدينيّة أيضًا.

ما هي حقيقة الذكاء؟ وكيف نزيده قوّة؟
الذكاء أمرٌ محسوسٌ وملموس، لهذا فهو لا يحتاج الى تعريف. لكن نظرًا إلى أهميتة دوره في الحياة، فإن الحديث عنه يصبح مهمًا للغاية.لا شكّ بأن كلّ واحدٍ منّا قد تعرّف إلى الذكاء من خلال المقارنة. فلو فرضنا أن الناس متساوون بالذكاء، لما شعرنا به أو عرفناه!

صناعة عالم الدين في المدرسة
بإمكان المدرسة أن تحقّق المعاجز ضمن الإمكانات المتاحةيدرك المتخصّصون في مجال العلوم الدينية أنّ تحصيل مستويات عالية من المعرفة والتخصّص والمهارات التعليمية أمرٌ ممكنٌ بسنواتٍ قليلة، وحتى دون شرط إنهاء المرحلة الثانوية. وفي الوقت نفسه لا يشك خبير متضلّع بما في هذه المعارف من تأثيرٍ عميق على مستوى صقل الشخصية وتقويتها وتوازنها؛ الأمر الذي نفتقد إليه كثيرًا في مدارس اليوم حيث العجز والانفكاك بين العلوم والتربية.

المحور الأوّل للنّظام التعليميّ السّليم
من أهم القضايا التي تشغل بال أهل التربية والتعليم هي قضيّة العلم. لذا من أراد أن ينبي رؤية واضحة في التربية والتعليم يحتاج إلى تحديد موقفه من العلم.

المدرسة النموذجية: كيف ستكون المدرسة في المستقبل
إنّ القوّة الأساسيّة للمدرسة النموذجيّة تكمن في برامجها ومناهجها التي تتميّز بقدرتها على تقديم المعارف والمهارات بأحدث الطرق وأسهلها، وتعتصر كل التراث العظيم للبشريّة وتتّصل بكامل التّراث الاسلامي وتقدّمه لطلّابها عبر السنوات الدراسيّة كأحد أعظم الكنوز المعرفيّة. وهكذا يتخرّج طلّابنا وهم متّصلون بهذا البحر العظيم لكلّ الإنجازات الحضاريّة في العالم كلّه ويمتلكون القدرة التحليليّة اللازمة لتمييز الخير من الشرّ في جميع أنحائه.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...