حول مستقبل العالم الديني
متى سيزول الاختلاف العقائدي
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب معادلة التكامل الكبرى
إنّ انقسام العالم إلى أديان ومذاهب يبدو أنه سيبقى هكذا ردحًا طويلًا. وما خلا بعض المذاهب والديانات التي حافظت على بقائها من خلال التقوقع والتجهيل، فإن معظم العقائد الحالية ستتجاوز تحديات الانفتاح والعولمة، التي بطبيعتها باتت تهدد كل أشكال التقسيم بين البشر.
إذا كان للإمبراطوريات العالمية أن تزول عما قريب، وإذا كان للعديد من الدول القومية أن تندثر في المدى المنظور، فإن العقائد ستدوم طويلًا، رغم كل هذا التواصل والتبادل المعلوماتي الذي تشهده البشرية بصورة غير مسبوقة.
بعض عوامل هذا البقاء يرجع إلى قدرة هذه العقائد المختلفة على التعامل مع الكثير من تحديات الحياة وتساؤلاتها، التي انبعثت مما سُمي بالحداثة، وبعضها يرجع إلى قدرتها على مواجهة العقائد الأخرى، والتي نمت وتعاظمت على مر القرون.
لليهودية والمسيحية باعٌ طويل في تثبيت عقائدهما أمام التحديات الفكرية التي عصفت بهما منذ بداية الدعوة الإسلامية. ولدى جميع أتباع الديانات العالمية والمذاهب الإسلامية من الغنى الفكري والتراث المتشعب ما يحكي عن هذه الخبرات التي تراكمت على مدى العصور. لقد كان رؤساء هذه المذاهب حازمين في الدفاع عن عقائدهم، وقد أخذوا كل إشكالات الآخرين على محمل الجد.
إنّ التأويلات التي تحاكي العقل والمنطق، وتنهض لتفسير العقائد الخاصة أضحت في غاية التشعب والتعقيد. وما يبدو هرطقة بالنسبة لأتباع العقائد الأخرى، أصبح مقبولًا جدًّا، وهو مدعوم بتراث واسع يجيب عن أي سؤال يطرحه الأتباع. وما يظهر للناظر من بعيد كعقيدة سطحية، سرعان ما تجده مبني على عدد كبير من التأويلات التي تملأ المجلدات والكتب.
لا يشبه هذا الكلام أي شيء يتعلق بالتعددية العقائدية التي يؤمن أصحابها بنسبية الحقيقة، ولا يعني ذلك أن العقائد كلها متشابهة في مضمونها، لكن الاختلافات العقائدية التي نطالعها في الكتب، والتي تظهر في غاية التباين، تصبح متقاربة للغاية حين تنزل إلى واقع الناس الفكري والعملي.
ما يفهمه الناس من عقائد أديانهم التي يتلقونها من مشايخهم ورهبانهم وأحبارهم وكهنتهم، يصبح شديد التشابه، مع كل هذا الاختلاف بين دعاة كل دين ومذهب. وسر ذلك، إنّ أي عقيدة، لكي تسود في واقع الناس الفكري والعملي، لا بد لها أولًا أن تحاكي الفطرة وتنسجم معها، وهي الفطرة التي فُطر الناس جميعا عليها، فطرة حب الخير والكمال.
الفطرة الإنسانية هي مصفاة العقائد المتشعبة والمعقدة، وهي التي تقولب أي اعتقاد أو فكرة بالطريقة التي تجعلها مقبولة وقابلة للتصديق.
الرموز المقدسة عند جماعة، والتي تعتبرها شركًا بالله إن أمعنت النظر، لن تجد أنها كذلك إن شاهدت تجلياتها العملية والتعبيرية في واقع الناس. والتوحيد الخالص الذي تقرأ عنه في الكتب المعمقة، حين يتنزل إلى واقع الناس قد تعتبره شركًا واضحًا، ولعلنا بذلك نعرف معنى قوله تعالى: {وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُون}.[1]
الأشخاص الذين تعتقد أنهم مسؤولون عن المآسي التي حدثت للإسلام والمسلمين، هم أخيار بالنسبة لأتباع مذاهب أخرى، لا يرونهم إلا أبطالًا فاتحين، وأصحاب مقامات عظيمة!
كأن هناك مساحة مشتركة لجميع العقائد البشرية، حيث تصبح العقائد المتباينة متشابهة للغاية، بفعل تدخل الفطرة وغلبة التصور الحسي. وهذا ما يجمع بين كل الناس في هذا العالم.
هناك فرق كبير بين العقائد الموجودة في الكتب وواقع الاعتقاد عند الناس. الأول يبدو شديد الاختلاف والتباين، والثاني يبدو شديد التشابه والتقارب. وهذا ما يُفسّر صعوبة تغيير عقائد الناس أيضًا.
لا ننكر أهمية المباحثات العقائدية وضرورة النقاشات الكلامية بين أهل الفكر، لكن هؤلاء لا يشكلون سوى شريحة محدودة جدًّا في أي مجتمع. التحول من عقيدة إلى عقيدة يحدث دومًا على صعيد الأفراد جراء هذا الانفتاح والتسامح النسبي، لكنه لن يتحول إلى تيار واسع بهذه الطريقة. لن تنقرض أي عقيدة غنية بتراثها، منفتحة على أتباعها، تستفيد من حضورها التاريخي ورسوخ مؤسساتها الاجتماعية والسياسية والثقافية عبر المواجهات الفكرية والجدالية.
الذين يهمهم مستقبل العالم ويتطلعون إلى ذلك اليوم الذي تتوحد فيه الشعوب تحت راية العقيدة الحقة، باعتبار أنّ هذه الوحدة هي أساس التحولات الاجتماعية السياسية الكبرى، سيُصابون بالإحباط الشديد إن هم أصروا على نهج الدعوة العقائدية هذا. فالخنادق والجبهات العقائدية هي آخر ما سيسقط في هذه العالم، والانقسام العقائدي هو آخر الحدود التي ستزول منه.
لكن ذلك لا يعني أنه لا يوجد طريق آخر لتحقيق هذه الوحدة العالمية والتحولات العقائدية.
في الواقع إن هذا الطريق كان ولا يزال العامل الوحيد الذي وقف وراء تلك التحولات العقائدية الكبرى على مدى التاريخ. إنه الطريق الذي يتشكل من ذلك التنافس الاجتماعي، حيث يتسابق البشر بمختلف مشاربهم على مضمار الإنجازات الاجتماعية الأساسية.
فالإنجازات الاجتماعية الكبرى مثل العدالة والازدهار والأمن والاستقرار والعمران والحضارة والنظام هي التي تمثل الدليل الدامغ على صحة العقيدة بالنسبة للأكثرية الساحقة من البشر. ولا يتطلع الناس إلى الحق الذي يُستدل عليه بالبرهان العقلي والاستدلال المنطقي، إلا قليلًا منهم، لأن هذا ليس هو طريق الاستدلال الذي يعتمدونه.
إنّ صحة وحقانية أي عقيدة بالنسبة للشعوب تكمن في قدرتها على تحقيق الإنجازات الكبرى. وحين تجري المقايسة بين الإنجازات، فهذا يعني أن السباق الواقعي قد بدأ على مضمار التنافس العقائدي.
[1]. سورة يوسف، الآية 106.
أصول الإسلام وفروعه
كثيرة هي الكتب التي تتعرض لأصول الدين، لكن معظم هذه الكتاب يحصر اهتمامه بالجانب الاستدلالي الجدلي دون أن يتمكن من الغوص إلى أعماق القضايا. وقد استطاع هذا الكتاب أن يستخرج من كتب الإمام وكلماته ودروسه أهم ما يرتبط بأصول الدين مع تسهيل الأمر على القراء من خلال تصنيف هذه الكلمات إلى مراحل ثلاث. ثم جاء القسم الثاني من الكتاب ليعرض كلمات الإمام حول فروع الدين وجوهر الفرائض الكبرى.إنه كتاب سهل وعميق لكل من يريد أن يتعرف إلى الاسلام من أعظم أبوابه. أصول الإسلام وفروعه في مدرسة الإمام الخميني الكاتب: الإمام الخمينيإعداد ونشر: مركز باء للدراسات حجم الكتاب: 20*19 غلاف ورقي وكرتوني: 192 صفحة الطبعة الأولى، 2010مالسعر (للغلاف الورقي): 8$ / السعر الجديد: 5.6$السعر (للغلاف الكرتوني): 10$ / السعر الجديد: 7$
على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$
كيف أجعل مجتمعي قويًا؟
في ظل هذا المجتمع المنيع يتمكن الشاب المسلم من الحفاظ على قيم دينه الذي أنزله الله ليكون أعظم هدية لكل مجتمعات العالم وشعوبه التي تتوق إلى الانعتاق من قيود الظلم والضياع. فما هي مكونات المجتمع القوي، وكيف يمكن للشباب أن يجهّزوا أنفسهم ليشاركوا في أجمل الأعمال وأكثرها تشويقًا. كيف أجعل مجتمعي قويًّا؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 112 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:
معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:
مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:
روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:
اللقاء الحواري السابع: كيف نربي أبناءنا عقائديًّا؟
ما هي خصوصية تربية الأطفال في موضوع العقيدة؟ وما هي الأصول الأساسية التي ينبغي أن نبدأ بها على مستوى الأطفال؟ وكيف نتدرّج بطرح القضايا بحسب الفئات العمرية؟ ما هو دور الأهل على مستوى التربية العقائدية؟ وما هي أبرز التحديات التي نواجهها في عصرنا في هذا المجال، لا سيما مع وجود هجوم ثقافي غربي؟
من هم العقائديون
من هم العقائديون؟ وما هي أهمية وجود أمثال هؤلاء؟
إذا كان الإنسان على دين آبائه، ألا يُعد ذلك تقليدًا في العقيدة؟
يُقال أنّه لا يجوز التقليد في أصول الدين، لكننا نرى معظم الناس على دين آبائهم ونادرًا ما نرى من يغير انتماءه الديني، ألا يُعد ذلك تقليدًا في العقيدة لآبائنا؟ فأنا شيعي لأنّني في الحقيقة وُلدت في عائلة شيعية، فلو وُلدت في عائلة مسيحية لربما كنت مسيحيًّا الآن.
دخلت عالم السير والسلوك مؤخرًا ولكن عقائدي بدأت تهتز، ما الحل؟
أحاول أن أدخل عالم السير والسلوك، لكن ما إن وطأت قدماي هذا العالم حتى بدأت الاهتزازات العقائدية تبرز لدي. فبدأت أشكك بوجود الله تعالى رغم امتلاكي للأدلة العقلية على وجوده ووحدانيته، ورغم أنّني أتوجه إليه بمعرفته وأتوجه إليه بمناجاتي، وقد حصلت على بعض الالتذاذات في الصلاة لم أكن قد خبرتها من قبل. فما الحل لمشكلتي؟
عرض العقائد الإسلامية
لماذا يوجد طرق مختلفة في عرض العقائد الإسلامية؟
كيف تم التلاعب بعقيدة المخلّص؟
إن كنّا نظن أنّ عقيدة مثل قضيّة المخلّص، الذي سيأتي لينجي البشرية من الظلم والفساد ويملأ الأرض قسطًا وعدلًا، لن تكون عرضة لتلاعب الحكام والملوك ورجال الدين الملاحدة والمتضررين من الدين فنحن في غاية السذاجة.
بحث: المنهاج العقائدي في فكر الشهيد المطهّري
يزخر فكر الشّهيد المطهّري بالمعارف المتعلّقة بالرؤية الكونيّة. وهو يصلح لأنّ يشكّل مدرسة فيها العديد من جوانب التّكامل والشّموليّة والأصالة والعمق والسّلاسة والتدّرج. فهذا العلّامة كان قد أخذ على عاتقه مهمّة نشر المعارف الإسلاميّة التي تقدّم للإنسانيّة رؤية واضحة حول سرّ الوجود وغايته، فتجيب بالتالي عن أهم أسئلتها وقضاياها.
تحريف عقيدة المصلح عند المسلمين.. وما هي النتائج التي تترتب عليها
قد يتعجب أي إنسان حين يسمع أميرًا سعوديًّا بارزًا يسخر من عقيدة المهدي التي لها حضور واسع في التراث السنّي الحديثي (أحصى البعض أحاديث المهدوية في النبويات فبلغت ما يناهز الأربعة آلاف رواية)؛ لكن لا ينبغي أن يستمر عجبه حين لا يسمع أي اعتراض يصدر عن شخصية علمية بارزة في هذا الوسط السني العام. فما الذي حدث حتى يسهل على رجل سياسي لا علاقة له بالدين والفقاهة أن يظهر هذه العقيدة وكأنّها غير موجودة في ضمير ووجدان السنّة في العالم؟! أم هي واقعًا كذلك، لكنّنا نحن الذين نصر على قراءة الواقع بصورة خاطئة؟!
التربية العقائدية أو صناعة الإيمان
إنّ التربية العقائدية مهمّة مصيرية ومحورية، ولا يجوز الاستنكاف عنها بأي شكل من الأشكال؛ ولأجل ذلك ينبغي إيلاؤها كل ما تتطلّبه من مهارات ومعارف، لأنّها أساس انبعاث الشخصية القويمة القوية المتكاملة.والعمل على بناء التصوّرات الصحيحة للموضوعات المرتبطة بالعقيدة هو أساس هذه العملية.
كيف نصبح عقائديين؟
يعلم الإنسان المؤمن أن هذه الحياة بكل ما فيها ميدان تفعيل إيمانه بالله سبحانه وتعالى وساحة لتكامل هذا الإيمان وذلك من خلال إدراك حقائق هذه الميادين المختلفة: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنّه الحق}
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...