
تحريف عقيدة المصلح عند المسلمين
وما هي النتائج التي تترتب عليها
السيد عباس نورالدين
قد يتعجب أي إنسان حين يسمع أميرًا سعوديًّا بارزًا يسخر من عقيدة المهدي التي لها حضور واسع في التراث السنّي الحديثي (أحصى البعض أحاديث المهدوية في النبويات فبلغت ما يناهز الأربعة آلاف رواية)؛ لكن لا ينبغي أن يستمر عجبه حين لا يسمع أي اعتراض يصدر عن شخصية علمية بارزة في هذا الوسط السني العام. فما الذي حدث حتى يسهل على رجل سياسي لا علاقة له بالدين والفقاهة أن يظهر هذه العقيدة وكأنّها غير موجودة في ضمير ووجدان السنّة في العالم؟! أم هي واقعًا كذلك، لكنّنا نحن الذين نصر على قراءة الواقع بصورة خاطئة؟!
أتذكر في حداثة عمري كيف راج الحديث عن الإمام المهدي واشتعل بين الشباب كالنار في الهشيم في الوسط السني البيروتي حيث درست وأنهيت المرحلة الثانوية في مدارس المقاصد الإسلامية. كان الجميع تقريبًا يتناولون هذه القضية ويتفاعلون معها بنحوٍ أو بآخر؛ وكان الاعتقاد بقرب ظهور هذا الإمام يقوى بين الشباب وهم يطالعون التحولات الكبيرة التي كانت المنطقة تشهدها في ذلك الحين (لا ننسى مدى هول الصدمة التي تولدت عن الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وإن تبين بعدها وقوع تحولات أكبر وأكبر وما زالت مستمرة).
إنّ تجاوز هذا العدد الكبير من الأحاديث والروايات المنسوبة لرسول الله نبي الإسلام ليس بالأمر السهل، اللهم إلا إذا كانت مقدمات هذا الاستخفاف والتجاهل قد تحققت ونحن لا نشعر. وأولى هذه المقدمات على ما أعتقد ترجع إلى أنّ قضية الإمامة ليست مطروحة في الفكر السني على مستوى العقيدة والأصول، مما يسمح بشكل طبيعي أن تكون عرضة لأي نوع من الاجتهاد حتى لو وصل إلى الإنكار؛ فالإمامة هنا تُعد من الفروع؛ وليست أي فرع، بل ذلك الفرع الذي وجدناه يتعرض لأكبر عملية تشويه وتحريف، لم نجد لها مثيلًا في أي أمر فرعي أو عبادي في الإسلام. وقد وصلت عملية التحريف هذه إلى الحكم الشرعي بوجوب مبايعة الإمام أو ولي الأمر، ولو كان جائرًا، والحكم على من يخرج على السلطان بالكفر والردة، ولو كان هذا السلطان يعيث في الأرض بكل أشكال الفساد والظلم، وذكروا أنّ الصبر عليه ممّا يستوجب لصاحبه الجنة.
وقد استمرت عملية العبث بهذا الأصل الإسلامي المهم ـ رغم قوة حضوره في الوجدان المسلم ـ مدفوعة بمجموعة من القضايا التي نُسجت حوله، كضرورة أن يكون للمسلم بيعة لإمام المسلمين في عنقه، وأنّ المسلمين لا يجوز لهم أن يبقوا بلا إمام ثلاثة أيام متواصلة، وغيرها من القضايا التي ترسخت في الفكر السني على مدى التاريخ.
ولا يخفى أّن طريقة تناول قضايا العقيدة كانت ومازالت عند جمهور واسع من علماء المسلمين تخضع لعملية الاجتهاد الفقهي، حتى صارت بمثابة الأحكام الشرعية. ومن الطبيعي أن يتمكن السلاطين من التصرف بهذه العقائد الشرعية انطلاقًا ممّا يرونه من "مصلحة لعموم المسلمين"، ومنعًا من شق العصا وتمزيق الصفوف، كما حصل في العديد من القضايا الكبرى في الإسلام. (وليست قضايا المرأة والنوادي الليلية في مناطق الحجاز اليوم إلا أنموذج آخر لما كان يجري على مدى التاريخ).
في بيئة هذا الفكر، يمكن للسلطان أن يحرّم حلال الله ويعاقب عليه، كما فعل خليفة المسلمين الثاني بشأن المتعتعين، لأنّه الأدرى بمصالح المسلمين؛ والأهم من ذلك لأنّه ظل الله على الأرض، ولأنّه لا يمكن أن يصل إلى الحكم لولا إرادة الله (تطبيقًا وتفريعًا لعقيدة الجبر، التي سادت في هذا الوسط).
وهكذا استطعت بعد مرور عدة عقود أن أفهم كيف انطفأ الحديث المتأجج حول الإمام المهدي في مدرستي آنذاك بين عشية وضحاها، وكأن شيئًا لم يكن؛ فقد جاءت التعليمات المباشرة من أولياء الأمور في الحجاز، وهي تحذّر من مغبة نشر هذه العقيدة، لأنّ مؤداها سيكون لنفع الشيعة بالخصوص (فالإمام المهدي باعتراف الجميع هو من سلالة الرسول الأكرم)!
حين نجعل الدين بأيدي السلاطين، وحين لا نشترط في السلاطين العلم والفقاهة والنزاهة، فما أسهل أن يصبح الدين "أسيرًا في أيدي الأشرار يُعمل فيه بالهوى وتُطلب به الدنيا"،[1] كما قال أمير المؤمنين عليه السلام واصفًا ما حدث في الزمن الذي أوصل إلى الثورة على الخليفة الثالث؛ وما أسهل أن يتم التلاعب بالعقائد وتحريفها على أيدي هؤلاء المستبدين؛ فكيف إذا كانت هذه العقيدة مجرد فرع تفصيلي يخضع لاجتهاد المجتهدين!
هكذا تم القضاء على ثقافة، كان لها من الحضور والتأثير بحيث تسببت في قيام أشهر الثورات والانتفاضات على مدى التاريخ؛ والحديث هنا عن الوسط السني.
أمّا التحريف والتلاعب بعقيدة الإمام المهدي عند الموالين والمحبين لأهل البيت (عليهم السلام)، فقد بدأ أولًا من التساهل والتسامح التحقيقي والعلمي الذي نتج عن حرص بعض الأعلام وسعيهم الحثيث لتأييد عقيدة الشيعة حول المهدوية وتثبيت حقانيتها. فقد اعتمد بعض العلماء والكتّاب الشيعة على وجود هذا الكم الكبير من الروايات المنسوبة إلى النبي الأكرم في كتب المخالفين لإثبات أنّ الإمام المهدي ليس فكرة ابتدعها الشيعة (وهذا استدلال متين وعقلاني، نظرًا لتوافر كل عوامل وبواعث الإنكار والتحريف في الطرف الآخر)؛ بَيد أنّ هذا التساهل التحقيقي بشأن هذا التراث الكبير ـ والذي أدى إلى إغفال بعض أهم بواعث الدس والوضع والإختلاق للروايات المرتبطة بهذه القضية ـ جعل بعض المؤلفين والكتّاب يتبنون، عن غير عمد، اتّجاهات مخالفة تمامًا لعقيدة المهدي ومهمته الأساسية في هذا الكون.
حين انتشر الاعتقاد بضرورة خروج إمام مهدي من سلالة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بين عامة المسلمين، بدأ الطامحون للسلطة والمطالبون بالتغيير السياسي والاجتماعي، في مختلف أرجاء العالم الإسلامي، يرون في هذه العقيدة فرصة لكي يستقطبوا الجماهير لتعمل وفق أجندتهم. ولذلك لن نعجب إذا وجدنا أنّ العديد من الروايات المرتبطة بالإمام المهدي قد وُضعت في أزمنة الثورات والانتفاضات المختلفة على الأمويين أو العباسيين؛ بل إنّ بعض قادة تلك التحركات لم يرعووا عن وضع الروايات التي تصب في مصلحتهم وتنطبق عليهم. وهكذا ظهر في الوسط السني نفسه عشرات الأشخاص الذين ادّعوا المهدوية.[2]
ومع مرور الزمن وانحصار البحث حول هذه العقيدة في إطار الإثبات والنفي الكلامي، وانعدام البحث السياسي والاجتماعي والأخلاقي التربوي، والتساهل بشأن الجوانب الرجالية والسندية، أضحت هذه الروايات بالنسبة لبعض الشيعة بمنزلة الثوابت التي تبرز بنفسها كمفسر لكل تحول اجتماعي سياسي كبير؛ كما شاهدنا في أيام غزو العراق للكويت وقضية الخراساني واليماني والنار المشرقية.
وقد فسح هذا التساهل والتقصير في التحقيق الجاد العميق المستوعب للقضية، المجال للكثيرين أن يفسروا عقيدة المهدوية للناس بالطرق التي تتناسب مع مصالح بعض السياسيين والحكام. فقد ذكر وزير داخلية رضا بهلوي، حاكم إيران في النصف الأول من القرن العشرين، في مذكراته كيف أنّ الشاه قد استدعاه ذات يوم وسأله عن المهدي من هو (وهذا يكشف عن مستوى جهل هذا السلطان المستبد)، فأخبره بأنّه ذلك الرجل الذي يعتقد الشيعة في إيران بأنّه سيخرج ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا؛ فتفطّن ذلك السلطان الجائر ـ ولعلّ ذلك لأسباب ترجع إلى ما كان يصله من تقارير حول قيام بعض العلماء بتحريض الناس على جوره وظلمه انطلاقًا من تلك الروايات ـ إلى أنّ هذه العقيدة تهدد سلطانه ولا شك، فقال لوزيره إنّ عليك أن تذهب وتنهي هذه العقيدة إلى الأبد.
بالتأكيد لم ينجح الشاه في الكثير من سياساته العلمانية والمناهضة للدين وللمهدوية، والتي مارسها تقليدًا لنظيره أتاتورك في تركيا؛ وقد أودت به سياساته الأخرى المؤيدة لهتلر إلى أن يُعزل من قبل أسياده البريطانيين ويُنفى، ليأتي بعده ولده محمد رضا بهلوي وينتهج سياسات أشد مكرًا وخبثًا؛ وكان من هذه السياسات التظاهر بالتدين وتجيير الدين لمصلحته (ويذكر محمد رضا شاه في مذكراته كيف أنّه رأى منامًا وشاهد فيه الإمام المهدي!). وبالفعل وجدنا بعد ذلك، كيف نشأت تلك الجماعة التي عُرفت في إيران بالحُجتية (نسبة للإمام الحجة) وكانت من أكثر الجماعات تأييدًا للحكم البهلوي الجائر ومعارضةً لتحركات الإمام الخميني وثورته.
أجل، لقد قامت هذه الجماعة بتفسير العديد من الروايات والأحاديث المهدوية لأجل تثبيط الناس عن الثورة والقيام، ونجحت إلى حدٍّ ما في اختراق البيئة العلمية والدينية، وترك أصحابها العديد من الآثار الفكرية التي ما زال لها حضور خفي إلى يومنا هذا؛ وهي ظاهرة تحصل أينما وجدنا الساحة فارغة من الخطاب العلمي المتين.
[1]. نهج البلاغة، ص 435.
[2]. انظر موسوعة الإمام المهدي، الجزء الثاني.

هل اقترب الوعد الحق؟
هل نعيش العصر الذي سيشهد ظهور المنجي والمخلّص النهائي للبشرية والذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا؟ما هي الأوضاع التي يفترض أن تسبق هذا الحدث العظيم؟ وهل بإمكاننا أن نسرّع فيه؟ما هي أهم الموانع التي تجعل مثل هذا الوعد الإلهي بعيد المنال؟لماذا يجب أن نعمّق الثقافة المهدوية كشرط لهذا الظهور المبارك؟هذه الأسئلة وغيرها من القضايا الكبرى يتعرّض لها هذا الكتاب. هل اقترب الوعد الحقّ؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 216 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-035-4 السعر: 12$

النغم العاصف
ما إن علم هادي بما نطق به صديقه لحظة استشهاده حتى أدرك أنّ الماضي انبعث من جديد. لكنّه سرعان ما يكتشف أنّ إحباط واحدة من أدهى المؤامرات وأشدها فتكًا يقع على عاتقه وحده. كما لو أنّه نذر لها. ربما لأنّ خيوطها من حيث لا يدري امتدّت لتطال زميلته القديمة لالة العالمة في مجال النانو تكنولوجي. لكن دائرة الخطر لا تقف عند هذا الحد فحسب، بل تتسع لتنال ماء معين الدين. النغم العاصف الكاتبة : سوزان فلحة الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 424 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 15$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

مسؤولياتنا تجاه إمام الزمان
يستخرج هذا الكتاب من خلال الأحاديث الشريفة لأهل البيت(ع) دور ومسؤولية الإنسان المؤمن في عصر الغيبة وواجباته تجاه الإمام المهدي وكيفية التمهيد والإنتظار الحقيقي للظهور الشريف. مسؤولياتنا تجاه إمام الزمان إعداد: مركز باء للدراسات الناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 88 صفحةالطبعة الثانية، 2008مالسعر: 4$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

المنقذ الأخير
تعريف مختصر بشخصية عظيمة جدا مليئة بالأسرار، غامضة ومخفية لا يوجد لها نظير في العالم. كل الذين تعرّفوا عليها تغيرت حياتهم بشكل كبير بعد أن آمنوا بها ونشأت بينهم وبينها علاقة ورابطة خاصة . هذه الشخصية ينتظرها كل العالم ويتحدث عنها اتباع الديانات التوحيدية بأسماء مختلفة .فمن هو الإمام المهدي ؟ ما هو مشروعه ؟ وكيف يمكننا تحقيق الرابطة العميقة معه. المنقذ الأخير الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21 غلاف ورقي: 96 صفحة الطبعة الثانية، 2008مالسعر: 3$

القيادة العالمية للإمام المهدي (عج)
إنّنا نعتقد بأنّ الإمام المهدي (عج) سيُغيّر العالم ويُصلحه من خلال إقبال الناس على قيادته أكثر من أيّ شيء آخر.. فحين ترى شعوب العالم أنّ هذا الإنسان يُمثِّل أجمل ما عندها من قيم، ويرونه تجسيدًا لتلك المبادئ الإنسانية الرفيعة التي آمنوا بها، سيُقبلون عليه وسرعان ما يتخذونه قائدًا لهم؛ وهذا الأمر بحدّ ذاته هو أحد أهم الأعمال التي سيقوم بها هذا الإمام لإثبات موقعه القيادي لهذه الشعوب في العالم كله. وبخلاف الصورة النمطية السائدة التي نتصوّر معها أنّ هذا الإمام سيحمل السيف ويفرض الإسلام على شعوب العالم، فإنّ ما سيحصل في الواقع هو أنّ هذه الشعوب ستجد في هذا الإمام القيادة والقدوة التي تحلم بها.. ولكي يتحقّق هذا الأمر، سيقوم الإمام بتفعيل خطاب القيم من داخل منظومة وثقافة كل شعب أو أمة.

كيف نرتبط بالإمام المهدي (عج)
عن الإمام الصادق(ع): أقرب ما يكون العباد من الله عز وجل وأرضى ما يكون عنهم إذا فقدوا حجة الله فلم يظهر لهم ولم يعلموا مكانه وهم في ذلك يعلمون أنّه لن تبطل حجة الله ولا ميثاقه فعندها توقعوا الفرج صباحًا ومساءً

قضيّة الله بين الماضي والحاضر.. كيف استطاع الشيطان أن يحرفنا عن أعظم قضايا الحياة؟
حين نتأمّل في الآيات الكثيرة التي تحدّثت عن حركة الأنبياء ودعوتهم ومواجهاتهم للطواغيت، نلاحظ بصورة واضحة كيف كان تجلّي قضية الله وظهورها في خطاباتهم. وقد استطاع هؤلاء الأولياء الربّانيّون أن يجعلوا هذه القضية على رأس قضايا الصراع والمواجهة أينما كانوا، فأحرجوا بها أعداءهم، الذين كان همّهم الأكبر ترسيخ زعاماتهم والتحكّم بمصائر الشعوب.

القيادة العالمية للإمام المهدي (عج)
إنّنا نعتقد بأنّ الإمام المهدي (عج) سيُغيّر العالم ويُصلحه من خلال إقبال الناس على قيادته أكثر من أيّ شيء آخر.. فحين ترى شعوب العالم أنّ هذا الإنسان يُمثِّل أجمل ما عندها من قيم، ويرونه تجسيدًا لتلك المبادئ الإنسانية الرفيعة التي آمنوا بها، سيُقبلون عليه وسرعان ما يتخذونه قائدًا لهم؛ وهذا الأمر بحدّ ذاته هو أحد أهم الأعمال التي سيقوم بها هذا الإمام لإثبات موقعه القيادي لهذه الشعوب في العالم كله. وبخلاف الصورة النمطية السائدة التي نتصوّر معها أنّ هذا الإمام سيحمل السيف ويفرض الإسلام على شعوب العالم، فإنّ ما سيحصل في الواقع هو أنّ هذه الشعوب ستجد في هذا الإمام القيادة والقدوة التي تحلم بها.. ولكي يتحقّق هذا الأمر، سيقوم الإمام بتفعيل خطاب القيم من داخل منظومة وثقافة كل شعب أو أمة.

كيف تم التلاعب بعقيدة المخلّص؟
إن كنّا نظن أنّ عقيدة مثل قضيّة المخلّص، الذي سيأتي لينجي البشرية من الظلم والفساد ويملأ الأرض قسطًا وعدلًا، لن تكون عرضة لتلاعب الحكام والملوك ورجال الدين الملاحدة والمتضررين من الدين فنحن في غاية السذاجة.

لماذا اقترب الظهور العظيم؟ إحدى العلامات الكبرى لخروج الإمام المهدي
مع تبدّل مسار الحركة البشرية، من الحكومات الاستبدادية الملكية إلى المزيد من مشاركة الشعوب، لم يعد أمام الدول المختلفة إلا أن تقيم حكوماتها وأنظمتها على أسس فكرية وفلسفية قوية.

محاولات تحريف الإسلام، لماذا تبوء بالفشل دائمًا؟
إنّ السعي لتحريف الدين الإلهيّ والعبث بالوحي، كان ولا يزال أمنية الشيطان وأوليائه. فالدين الحقّ كان دومًا عامل إيقاظ الغافلين، وتحريك الناكلين، وتحفيز المجاهدين، للقضاء على الظلم والطغيان. قال الله تعالى: {وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ في أُمْنِيَّتِهِ}. [الحج، الآية 52]

بحثًا عن أنصار المهدي(عج)
بعد فاجعة كربلاء الكبرى لم يعد بإمكان أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) الخروج والعمل السياسي العلنيّ ومواجهة الظلم بصورةٍ مباشرة. وقد أعلن أئمّة هذه المرحلة ـ التي استمرّت حتى الغيبة الصغرى ـ أنّ سبب ذلك هو قلّة الناصر.

لكي لا نصبح أعداءً للإمام المهديّ
هل سمعتم أن بعض الناس ممّن يكون لهم صيت الخير والصلاح، يتحوّلون إلى أشرار حين يظهر الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، وأنّ بعض المعروفين بالشرّ يظهرون على حقيقة الصلاح والخير حين ظهوره المبارك؟

أعظم إنجازات الإمام المهدي.. ما الذي سيقوم به الإمام ممّا لم يقدر عليه غيره؟
لم تخلُ البشرية في مراحلها الأولى من تجربة الإنسان الكامل؛ الإنسان الذي يكون مظهرًا تامًّا لأسماء الله وصفاته. هذا في الوقت الذي يكون من سواه مظاهر محدودة لهذه الاسماء. عظمة الإنسان الكامل تكمن في قدرته على إظهار حضور الله أو حضور الربوبية أو الألوهية بما تعنيه من جامعية صفات الكمال المطلق.

عظمة الإمام المهدي الفريدة
كلّ المؤمنين بالإمام المهدي (عليه السلام) يعلمون أنّه سيكون أوّل رجل ربّاني يؤسّس حكومة إلهيّة عالميّة تبسط سلطانها على كلّ المعمورة. وحين نتحدّث عن الحكومة الإلهيّة، فإنّ أول ما يتبادر إلى الذّهن هو إقامة العدل والقِسط. وبإقامة العدالة الشاملة تتأسّس قاعدة راسخة لانبعاث حركة بشريّة هادرة نحو الكمال والفضيلة. بل إنّ ذلك سيكون سببًا في سباق وتنافس عظيم على هذا المضمار لم تشهد البشريّة مثله حتى في حركاتها المحمومة نحو الذّهب والفضّة والاستعمار.

حقائق وأسرار الدين للعلن.. لماذا يشطح البعض وينحرفون بالمعرفة؟
يحفل التراث الإسلامي الواسع بذكر قضايا غريبة وعجيبة لا يعرفها عامة الناس، بحيث لو اطّلعوا عليها لأنكرها بعضهم أشد الإنكار واستهجنوها. والأسوأ من ذلك أن ينهضوا لتكفير أصحابها ورميهم بكل أشكال التهم الشنيعة.

العالم عشية الظهور... أين نحن من يوم خروج الإمام المهدي؟
إنّ ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه) يقوم على تحقّق حالة اجتماعية سياسية أساسية لا يشكّ فيها أي عارف بدور الإمام المعصوم وما يمثّله؛ وهذه الحالة أو الوضعية الاجتماعية عبارة عن وجود جبهة حقيقيّة تدعو إلى الإمام المهدي وتطالب به باعتباره قائد عملية التغيير الكبرى في الأرض.

أعظم القيم في المهدويّة... كيف تساهم العقيدة المهدويّة في نشر القيم العظيمة؟
القيم هي أعمدة أي مجتمع وأصول بنائه. يمكننا أن نحدّد ماهيّة المجتمعات البشريّة وهوّيّتها الحقيقيّة من خلال النظر إلى القيم السائدة فيها. وكلّ تغيير مُرتجى ينبغي أن يبدأ من القيم وينطلق منها. أمّا الأحداث الكبرى والوقائع المصيريّة، فإنّها ليست سوى عامل مساعد لكل من يعمل على ترسيخ القيم؛ فإن لم يكن من عاملٍ جادّ يتمتّع بالحكمة، فلن تكون تلك الأحداث سوى ذكريات عابرة في تاريخه.

عالم بلا فتنة، الإمام المهدي وتغيير العالم
في القرآن الكريم حقيقتان تبدوان للوهلة الأولى متعارضتين متضادتين؛ الأولى: تبيّن أن الحياة لا يمكن أن تكون بلا فتنة، والثانية: تدعونا إلى القضاء على الفتنة في العالم كله.

انتظار المخلّص بين الحقيقة والخرافة... كيف تنحرف المذاهب لعدم فهم هذه القضية
إنّ قضية حضور الله في حياة البشر وتدبيره لهذا العالم كانت وستبقى النقطة المركزية في مسألة الإيمان. وقد واجه مدّعو الإيمان من أتباع الأديان والمذاهب المختلفة هذا التحدّي والاختبار على مدى العصور والأزمان، كلٌّ على طريقته. وكان على الجميع أن يقدّموا إجابات واضحة للأتباع والمؤمنين حول كيفية هذا الحضور بما يتلاءم مع الإيمان ويقوّيه.

كيف سيجمع الإمام المهدي كلمة شيعته ومواليه؟ مقدّمات وحدة صف الموالين المصلحين
لا تنحصر معاناة الموالين والمحبّين لأهل البيت (عليهم السلام) في استضعاف أعدائهم لهم والتنكيل بهم ومحاصرتهم ومحاربتهم وقمعهم؛ فهناك معاناة، لعلّها أشد وأنكى، وهي ما يحصل فيما بينهم من عداوات ونزاعات في شتّى المجالات، وخصوصًا المجال الدينيّ والفكريّ.

حل المعضلة الكبرى للإمام المهدي
حين انطلقت الدعوة الإسلاميّة بقيادة رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله)، سعى هذا النبيّ العظيم لتأمين عناصر دوامها ونقائها واستمراريتها حتى تحقيق أهدافها الكبرى. وقد عمل رسول الله على توفير بيئة مناسبة لتربية كادر مميّز ـ لم يشهد التاريخ له نظيرًا ـ يقدر على نصرة هذه الحركة الربّانية بكل أمانة. وكان هذا التدبير الرساليّ متمثّلًا بإطالة عمر النضال والدعوة والنهضة أثناء مزج ذلك بالأحداث والاختبارات التي تُعرك فيها الرجال، ويُستخلص فيها الطيّب من الخبيث. وهذا ما يفسّر أحد أوجه الحكمة وراء إطالة أمد نزول القرآن على مدى 23سنة؛ وهو أمر لا يبدو أنّه كان مسبوقًا في تاريخ إنزال الكتب السماوية.ثمّ جاءت غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، لتصب في هذه الخانة أيضًا. وصحيح أنّنا نقف على أكثر من ألف سنة من غياب إمام معصوم، لكنّنا أيضًا نقف على ألف سنة من التمحيص والتمحيص المستمر الذي ينبغي أن ينتج تلك الصفوة الخالصة من الكوادر والرجالات الذين يستطيعون تحمّل مسؤولية المهمّة الكبرى.لكن كيف يمكن أن تجري عملية تمحيص تاريخيّ لأمّةٍ بأسرها على مدى القرون والعصور؟

كيف سيغير الإمام المهدي العالم؟
يعتقد البعض أن الإمام المهدي (عج) سيغير العالم بالقوة والسلاح، لا شك أنّ الطواغيت لن يتقبلوا كلمة الحق ويمكن أن نقول أنهم لن يتبدلوا إلا بالسلاح، ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لشعوب العالم، فما هو الأسلوب الذي سيستخدمه الإمام مع هذه الشعوب؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

دورة في الكتابة الإبداعية
الكتابة فن، وأنت المبدع القادم دورة مؤلفة من عدة فصول نواكبك حتى تنتج روايتك الأولى