
عن سلاح الشعوب الذي لا يُقهر
ماذا لو أصبح الشعب عدوّ نفسه؟
السيد عباس نورالدين
الشعوب مثل الأفراد، قد لا تحسن اتّخاذ القرارات المناسبة والحكيمة، ممّا يؤدّي إلى نقض مصالحها. لكن أي مقارنة بين حرية الشعب والحكم الاستبدادي تظهر أنّ الأول هو أقرب بكثير إلى القيم الإنسانية والصالح العام.. فحين تحصل الشعوب على هامش مهم من حرية التعبير وتقرير المصير، نجد أنّها لا تميل إلى الاعتداء على غيرها وشن الحروب الباهظة وظلم الآخر.. وبرأيي، إنّ هذه الظاهرة المهمّة لم تنل نصيبها المطلوب في الدراسات الاجتماعية والسياسية، رغم تألّقها وسطوعها في حياة الأمم ومسار العالم.
قد تتخلّى الشعوب عن حرّيتها في أيام الخوف والتهديدات الكبرى، وذلك حين تشعر أنّ الحكم الاستبدادي خيارها الوحيد أو الأنسب لتوفير الأمن والاستقرار، واتّخاذ القرارات المتناسبة مع المخاطر المحدقة؛ وربما تدفع بذلك ثمنًا باهظًا، وهي تضحّي بما راكمته في عصور النضال الثوري.. فالأمن بالنسبة للشعوب أولى من الحرية؛ أو هكذا يبدو حين يصبح أحدهما مقابل الآخر.
لكن الخاسر الآخر في هذه المعادلة سيكون نظام الحكم نفسه؛ وذلك حين يقبل بحصر السلطة في نطاق مجموعة قليلة من الأفراد المستبدّين، حيث يتم استلاب الإرادة الشعبيّة والمشاركة الجماهيرية، التي تُعد أهم ركن في قوّة المجتمع والدولة نفسها.
في مطالعة مستفيضة لتاريخ نشوء الدول القومية في الغرب (قبل تصديرها إلى الشرق)، نجد أنّ العامل الأكبر والأكثر تأثيرًا في ذلك، يرجع إلى الاكتشاف المتدرّج لهذه القوّة، التي هي قوّة الشعب؛ وقد تعزّز هذا الكشف واليقين بشكل خاص بعد الثورة الفرنسيّة، التي استطاعت في غضون سنوات قليلة أن تجعل من فرنسا القوّة الأولى في أوروبا بفضل التجييش الواسع للجماهير والقدرة المتميزة للتعبئة العامّة، التي لم تخبرها أوروبا من قبل.
خاضت هذه القارّة العجوز حروبًا اضطرارية لمدّة تزيد عن أربعمئة سنة، لم تعرف فيها سوى القليل من أيّام السلم. وفيها تعرّفت على كل أشكال القدرة، واستعملت كل ما أمكنها من أسلحة وتكتيكات؛ وكان أن انبثقت عن ذلك قدرة الدولة القومية التي أصبحت بديلًا ضروريًّا للإمبراطورية والملكية المستبدّة العاجزة عن تأمين متطلّبات القوّة اللازمة.. فضرورات الحروب والصّراعات استلزمت بذل كل جهد واستعمال كل فكرة لحشد أكبر قدر ممكن من القدرة؛ وسرعان ما تبيّن أنّه لا سلاح أقوى من سلاح الشعوب.
ولكن للحصول على هذا السلاح وتطويره واستخدامه في تلك الحروب كان على الحكومات والإمبراطوريات أن تتنازل عن هامش مهم من السلطة ولو ظاهرًا.. فقد أدركت الأنظمة الأوروبية، واحدة تلو الأخرى، أنّ حفظ الوجود بات مرهونًا بهذا التنازل.
أجل، لم تمنح إمبراطوريات أوروبا وملكياتها مثل هذه السلطات لشعوبها دفعةً واحدة، وبكامل الرضا. فقد جرى ذلك، أحيانًا كثيرة بفضل ملاحظة مدى تأثير التدخّلات الأجنبية؛ كما حصل حين استخدم الفرنسيّون سلاح تصدير الثورة بين شعوب ألمانيا وإيطاليا وأسبانيا وممالك الإمبراطورية النمساوية (الهابسبورغ)؛ وإن تخلّت فرنسا فيما بعد عن هذه العقلية لحفظ مصالحها. أو كما فعلت بريطانيا في الممالك السكندنافية وغيرها من مناطق أوروبا وتحت ذرائع مختلفة، لم يكن نبذ الرق والعبودية سوى أحدها.. وقد كانت الوسيلة الأساسية التي استعملتها تلك الحكومات لتحريك الشعوب متمثّلة بكلمة واحدة وهي الثقافة بعناصرها الأساسية: الدين والقومية واللغة.
وقد لعبت الحركة البروتستانتية داخل أوروبا دورًا مهمًّا في الكشف عن القدرة المميّزة للفكر والدعاية الإعلامية المرتبطة به؛ حيث تبيّن مدى تأثير هذه العوامل في تصديع جدار السلطة الكنسية، الذي كان عصيًّا على الاختراق لمئات السنين. وبرز إلى العلن ما يمكن أن تفعله الأفكار على مستوى تشكيل وعي الشعوب وتحريكها وفق أجندات محدّدة؛ وكان لاختراع آلات الطباعة دورٌ مهم جدًّا في تسريع هذه الحركة، التي باتت تروي عطش الجماهير التائقة للمعرفة والحرية والهوية.
ولكن مع انبثاق هذه القدرة المتميّزة، انبثقت قدرات متميّزة أخرى لدى رجال السياسة والحكم، تمثّلت في ازدياد الخبرة المرتبطة بالسيطرة على الشعوب وتوجيهها بحسب مصالح الحكومات. فما إن راجت فكرة الحرية الشعبية وأصبحت أكبر شعار في أوروبا، حتى كان الدهاء السياسيّ يزداد قدرةً وحنكة في استغلال هذه الحريات على صعيد تحقيق الأهداف والغايات الخاصّة.
لقد أصبح هذان الأمران كفرسي رهان. فمع كل خطوة تخطوها الشعوب نحو الحرية الكاملة، كان السياسيّون يزدادون مكرًا ودهاءً في استغلال هذه الإنجازات الشعبية وتوظيفها لصالحهم.
وكانت الحرب العالمية الثانية أبرز مصداق لما بلغته الطبقة السياسية من قدرة تحريك الشعوب. فقد زجّت مجموعات الحكم بمئات ملايين البشر في حربٍ ضروس تعارضت بهمجيّتها ووحشيتها وكارثيتها مع كل ما يرتبط بمصالح الشعوب نفسها.
صحيح أنّ بريطانيا قد خرجت من الحرب العالمية الأولى منتصرة، لكنّها كانت قد استنزفت جلّ قدراتها وإمكاناتها، التي نهبتها من مستعمراتها المنتشرة في كل العالم، وأنهكت شعبها بخسائر جسيمة وتجربة مريرة، كان يُفترض أن تحفر في ذاكرته لمئات السنين. ولكن لم يمضِ عقدان من الزمن حتى استطاع النظام السياسيّ البريطانيّ أن يزجّ شعبه مرّةً أخرى في حرب أشد وخامة ومرارة. فأثبتت التجربة تفوّق النخب السياسية على الشعوب حين يتعلّق الأمر بالقرارات المصيرية.
ولم يكن سلاح الإعلام والكتاب، الذي تمّ اكتشافه قبل عدّة قرون، سوى أحد أهم الوسائل التي أتقنتها الطبقة السياسية المنبثقة من رحم الإمبراطوريّات؛ بل سنرى أنّه مع تطوّر وسائل الإعلام والتعليم أصبحت هذه الطبقة أكثر قدرة وتحكّمًا.
ربما كانت حقبة الحرب الباردة سببًا لانحسار خيار "توجيه الشعوب والتحكّم بالرأي العام"، لما حصل جرّاء استتباب التوازن بين القوى العظمى طيلة تلك الحقبة، بفعل الردع النوويّ وما أظهره خياره من صورة كارثية تعيد إلى الأذهان ويلات الحروب وتزيد عليها أضعافًا مضاعفة.. فحتى الجانب الروسي السوفياتي، الذي امتهن خيار الفكر والدعاية وتصدير الثورة ومبدأ الأممية والمستقبل المثاليّ، ما عاد يؤمن كما في السابق بأولويّة الفكر الذي استعمله لجذب الشعوب والثوريين المتحمّسين لمواجهة إمبريالية الغرب.
ففي نهاية الحرب الباردة كان العالم يعيش حالة أشبه بالستاتيكو (الجمود) على صعيد تسخير الموارد الفكرية والإعلامية، بعد أن بذل الطرفان كل ما يمكن في مجال ترويج الأفكار المتصارعة. ولكن، في غمرة ذلك كلّه، كانت إيران تشهد ولادة أطروحة نوعية لم تعرف لها شعوب العالم مثيلًا؛ فقد أخذت القوى العظمى، ومن لفّ لفّها، على حين غرّة، وهي تشاهد شعبًا يقف ويتحدّى ويصنع ثورته ونظامه المستقل بعيدًا عن تلك الأطروحات التي باتت متاحف العالم تتوق إلى الاحتفاظ بها.. ووقفت تلك القوى العالمية والدولية المهيمنة عاجزة عن فهم ثورة الشعب الإيراني بالرغم من كل ما راكمته من تراث الدهاء السياسيّ (المرتبط بتوجيه الشعوب) على مدى العصور.. فقد كانت على موعد مع ثقافة جديدة لا تعرف عنها سوى أقل القليل.
وكانت ثقافة الثورة الشعبية الجديدة ثقافة إسلامية لم تظهر على مسرح أحداث العالم أثناء المواجهات الحضارية والاستعمارية طيلة القرنين الأخيرين، بل طيلة العصور التي شهدت أنواع المواجهات بين المسلمين والغرب. ولذلك كانت أشبه بلغة مجهولة، لا يعرف معانيها ومدلولاتها أعتى خبراء مراكز البحث الثقافية التابعة لدوائر القرار وغيرهم. وكان على تلك الدوائر بأجهزتها المخابراتية والأكاديمية والحكومية أن تحثّ الخطى، وتبذل كل ما يمكن من أجل اكتشاف عناصر قوّة هذه الثقافة وضعفها وعوامل تشكّلها وتبلورها في قيادة الإمام الخميني ومدرسته، التي ظهرت بوجود مئات التلامذة الأوفياء.
ومع تضافر الدراسات والأبحاث التي مضت تنقّب في كل أجزاء هذه الثقافة ومكوّناتها وتاريخها، امتلكت تلك الدوائر ـ التي رأت في نشوء قوّة شعبية مستقلّة تهديدًا جديًّا لمصالحها في العالم الإسلاميّ خصوصًا ـ معطيات مهمّة ظنّت أنّ بإمكانها توظيفها لتحقيق الأغراض المشؤومة نفسها كما كانت تفعل منذ مئات السنين.
وكأي ثقافة تتبلور بفعل التجربة البشرية غير المعصومة، كانت ثقافة الثورة الفتية تحمل العديد من بذور الوهن ونقاط الضعف التي تجذب أنظار وأطماع المتربّصين؛ وهذا ما سمح بتحقيق اختراقات مهمّة وتسجيل أهداف موجعة في مرماها، ممّا أدّى إلى إضعاف حضور خيارها وأطروحتها على مستوى المنطقة والعالم.
ومع بلوغ قدرات الإعلام شأوًا بليغًا بفضل ثورة الإنترنت، بات بإمكان تلك الدوائر شن أوسع هجوم عرفه العالم على مستوى التلاعب بالرأي العام وتحريك الشعوب، داخل مجتمع الثورة الإسلاميّة نفسها.. فما الذي حدث في هذه الحرب الجديدة وما الذي ستؤول إليه هذه المواجهة التي لا تعرف عنها الشعوب المتبنية لخيار الثورة الإسلامية إلا القليل؟ هذا ما سنتعرف إليه في مقالات أخرى إن شاء الله.

القيادة القيمية
يتابع السيد عباس نورالدين مشروعه في بناء ثقافة إسلامية عميقة في فن القيادة وأصولها؛ وفي هذا الكتاب يعرض لقيادة المجتمع من زاوية القيم الإنسانية والإلهية؛ حيث يكشف عن وجود منظومة رائعة تتشكل فيها أربع مراحل أساسية لا بد أن يمر بها أي مجتمع في مسيرته التقدمية حتي يبلغ أعلى مراتب الازدهار والعزة والكمال. فما هو دور القائد هنا وما هي الموانع التي يمكن أن يواجهها في هذا الطريق، وكيف يمكن تذليها وتجاوزها. القيادة القيمية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 320 صفحةالطبعة الأولى، 2014م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي:1- لنيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=02- وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

الخميني القائد
البحث عن السيرة القيادية للإمام التي ظهرت في كل أفعاله ومواقفه، وكانت العامل المحوري لجميع إنجازاته ومفاخره. فشكلت أعظم الدروس القيادية التي يمكن تشييد مدرسة كاملة عليها. ما هي أهداف الإمام الخميني وما هي أهم انجازاته وكيف حقق ذلك على مدى عمره وكيف أسس لأعظم انجاز حضاري عرفته البشرية في العصر الحديث.. الخميني القائد الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 448 صفحةالطبعة الأولى، 2012م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

الخامنئي القائد
في هذا الكتاب، تتمثّل لنا تجربة عالمٍ فقيه وهو يقود مشروعًا حضاريًّا كبيرًا فنسعى للبحث في طيّات كلماته ومواقفه عن معالم هذا المشروع ومراحله، وما هي العقبات التي تواجهه والإنجازات التي تحقّقت بفضل الجهاد الكبير. وفي هذا المعترك الواسع، نشاهد هذا القائد وهو يعمل ليل نهار من أجل المحافظة على إنجاز سلفه، الذي تمثّل بإحضار الناس إلى الميادين الاجتماعية، وإقناعهم بأنّهم أصحاب الدولة الواقعيون، وأنّهم قادرون على إنجاز المستحيل. الخامنئي القائد الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 400 صفحةالطبعة الأولى، 2012م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

محمد القائد
تبين أروع تجربة قيادية عرفتها البشرية، لم ولن يكون لها نظيرٌ، ما وُجد إنسان على وجه البسيطة؛ ذلك لأنّها تجربة أعظم إنسان ظهر في عالم الوجود، وتحقّق على يديه أعظم الإنجازات التي يمكن أن تحلم بها البشرية، وسوف يتحقّق أيضا ببركة قيادته ما هو أعظم حين يظهره الله ذات يوم على الدين كلّه. سيتبيّن لنا أنّ هذه التجربة بدأت لكنّها لم تنته لحدّ الآن؛ بل ما زلنا نعيشها وإن كنا لا نشعر، وأنّ ما يجري في أيامنا إنّا هو بفضلها وبفضل إنجازاتها. محمد القائد الكاتب:السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 248 صفحة الطبعة الأولى، 2012مالسعر: 10$

نشر وترسيخ المعنويات في المجتمع... خطوات ذكية وحلول استراتيجية
تُعدّ الصلاة روح العبادة ومركز ثقل المعنويّات في دين الإسلام وبرنامجه؛ ذلك لأنّها الوسيلة الأولى للارتباط بمنبع الروحانية والاتّصال بجوهرها ومعدنها. فالصلاة في الإسلام هي تلك الحركة الواعية التي تنطلق من إدراكنا لحقيقة الألوهية في هذا العالم وطبيعة حضورها في حياتنا وفي تحديد مصيرنا. ولهذا، فإنّ أي سعي لأجل نشر المعنويات القوية وترسيخ الروحانية العميقة في المجتمع ينبغي أن يتمحور حول الصلاة.

أحد أكبر أسرار النجاح.. أمر لا يتعلق بأدائك أنت!
إن كنت تظن أنّ النجاح أو الفشل مرتبط بأدائك وحدك أنت، عليك أن تعيد النظر جيّدًا حين تسمع عن قصص نجاح الكثير من الأشخاص الذين لا يمتلكون ذلك المستوى المميّز من القدرات والمهارات، في الوقت الذي ترى العديد من المبدعين والمميّزين يكدحون في متاهات الحياة ولا يحقّقون سوى القليل!

بين القيادة الانفعالية والقيادة الاستراتيجية.. كيف يعمل الأعداء على تشكيل القيادات
منذ زمن بعيد وأنا أدأب على التفكير في كل ما يرتبط بواحدة من أهم قضايا المجتمع وأكثرها خطرًا، وهي قضية القيادة. ووجدت أنّ أكثر ما كان يخشاه المستعمرون ـ الذين غيّروا ألبستهم وبقوا على مخططاتهم ـ وما زالوا هو تبلور قيادة حقيقية في المجتمعات التي يهيمنون عليها؛ قيادة تستطيع توجيه طاقات المجتمع نحو الأهداف الكبرى، تقلب الطاولة عليهم وتبدّل المعادلات الدولية التي تعمل لمصلحتهم.

أحد أعظم أسرار القيادة الإلهية... ماذا تعرف عن إدارة القادة الإلهيّين؟
إنّ أحد أبعاد القيادة الإلهية ومميّزاتها يكمن في القدرة العجيبة على متابعة شؤون الناس التفصيلية ومواكبة قضاياهم المختلفة دون التفريط بأي صغير بحجّة الاهتمام بالكبير؛ وهذا ما يوصي به أمير المؤمنين (عليه السلام) مالك الأشتر حين ولاّه مصرا: "ولا تدع تفقّد لطيف أمورهم اتّكالًا على جسيمها، فإنّ لليسير من لطفك موضعًا ينتفعون به، وللجسيم موقعًا لا يستغنون عنه".[1]

كونك على حق لا يعني أنّك ستنتصر... لماذا يجب أن نمعن النظر في تجربتنا السياسية
أن تكون جماعةٌ على حق، وأن يكون أعداؤها من أهل الباطل، لا يستلزم بالضرورة انتصار جماعة الحقّ!

بين القيادة التجريبية والقيادة العقلانية
القيادة التي تُعنى بتوجيه الطاقات والإمكانات هي ميدان مهم لاختبار القدرات الإدراكية للقائد. وكلّما كان المعني بهداية الموارد البشرية والمادية قوي الإدراك، كان أقدر على القيام بعمله على أفضل وجه.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...