
بحثًا عن أسباب الرزق والغنى
فكّر فيما لا يفكر فيه الناس
السيد عباس نورالدين
عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "مَنِ انْقَطَعَ إِلَى اللَّهِ كَفَاهُ اللَّهُ كُلَّ مَئُونَةٍ وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ، وَمَنِ انْقَطَعَ إِلَى الدُّنْيَا وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَيْهَا".[1]
كل من يتأمّل في طبيعة موارد الأرض وحجم إمكاناتها، لا يشك لحظة واحدة بأنّ هذا الكوكب الساحر يحتوي على كل ما يحتاجه الناس، ولو بلغ عددهم أضعاف ما هم عليه اليوم. ويدرك تمامًا خطأ أصحاب الأفكار المالتوسية.
حين سُئل "جورج برنارد شو"، الأديب البريطاني الساخر، عن مشكلة العالم الأساسية أجاب بطريقته المعهودة قائلًا: "إنها تشبه شعر رأسي، زيادة في الإنتاج وسوء في التوزيع". والكل يعلم أنّ هذا الأديب كان كثيف اللحية أصلع الرأس.
أجل، يوجد من السهوب والأراضي الخصبة التي لم تتم زراعتها لحدّ الآن ما يفوق بعشرات المرّات مساحة ما يُزرع اليوم أو يُستغل بطريقةٍ ما؛ أضف إلى ذلك الكميات الهائلة التي تفوق الوصف من المياه العذبة التي يضيع معظمها هدرًا في البحار المالحة أو في الاستعمالات العشوائية وغير الحكيمة. ونحن نعلم أنّه إذا وُجد التراب ووُجد الماء، فكل حاجات الناس من الطعام والشراب واللباس ولوازم العيش سوف تتأمّن.. هذا ما يتعلّق بالموارد والثروات الكامنة، التي لا يُستفاد منها ولا يتم تفعيلها؛ فكيف إذا جئنا إلى ما هو مُتاح ومُستعمل على هذا الصعيد؟ هنا سنجد الكارثة الكبرى التي تتجلّى في التبذير والإسراف الهائل في شتّى المجالات، والاستهلاك المفرط والعبثيّ في إنتاج ما لا يُحصى من السلع والبضائع والأجهزة والمقتنيات التي لا طائل من ورائها ولا فائدة. وكل ذلك كفيل بإطعام عدّة مليارات أخرى غير المليارات السبع الحالية.
لم تكن المشكلة في يومٍ من الأيام ناشئة من نقص الموارد، حتى في أحلك الأوقات وأسوأ الظروف؛ وإنّما كانت بسبب جشع البعض واستئثارهم وتكديسهم للثروات وسوء تدبير آخرين وإفراطهم في استعمال الحاجات و.. وكل من يظن للحظة واحدة أنّ هذا العالم قد يضيق بأهله ولا يقدر على استضافتهم بأحسن ما يكون، فقد جهل ما في هذا العالم حتمًا.
هذا كلّه فيما يرتبط برزق الأرض. ولكن ما أدراك ما في السماء، وما تخبّئه لنا هذه السماء؛ كما قال تعالى: {وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُون}،[2] فالأمر أعظم وأكبر! وأكثر الناس يجهلون تمامًا بما يمكن أن يأتي من السماء. فلو صلح الناس، ولم يسرفوا ولم يظلموا، فسوف تنزل السماء عليهم كل خير متصوّر وغير متصوّر؛ قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ}،[3] {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ}.[4]
إنّ صلاحنا والتزامنا بأحكام الله وعدم تعدّي حدود الله (أي الالتزام بنمط العيش الإسلامي الواقعيّ)، كل هذا كفيل بأن تتوفّر لنا فرصة الحياة الطيبة التي يمكننا في ظلّها أن ننصرف إلى كسب الكمالات المعنوية والفضائل الأخروية التي خُلقنا لأجلها.
وإنّ أحد أعظم أسباب الرزق يكمن في التوكّل على الله تعالى. والتوكّل على الله يعني قبل أي شيء أن لا نعيش القلق والاضطراب والخوف بشأن تأمين رزقنا ومعاشنا. فالمؤمن الواقعيّ يعلم حتمًا أن الله حين خلقه واستضافه في هذه الأرض، وهو أكرم الأكرمين، لا يُعقل أن يتركه سدًى فلا يؤمّن له أسباب بقائه وعوامل كرامته.. فهذا وعد الله الأكبر: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}.[5] وفي دعاء الإمام زين العابدين (ع): "وَجَعَلَ لِكُلِّ رُوحٍ مِنْهُمْ قُوتًا مَعْلُومًا مَقْسُومًا مِنْ رِزْقِهِ، لاَ يَنْقُصُ مَنْ زَادَهُ نَاقِصٌ، وَلاَ يَزِيدُ مَنْ نَقَصَ مِنْهُمْ زَائِد". وإنّما يتأكّد التوكّل بالثقة والركون إلى وعد الله. وفي ظلّ هذه الطمأنينة والاستقرار النفسيّ يتأمّن للإنسان فرصة رؤية الأمور على حقيقتها بوضوحٍ وجلاء، فيبصر سبيل الرزق الواقعيّ، ولا يتخبّط في طلبه، ولا يسير بصورة عشواء.
الكثير من الناس يعانون في أرزاقهم بسبب هذه الحالة التي يُبتلون بها من ضعف الإيمان والثقة بالله تعالى. وقد ورد في كلمات المعصومين عليهم السلام أنّ نتيجة ذلك ستكون عبارة عن إيكال الله تعالى العبد السيّئ الظن إلى نفسه، لينهض إلى تأمين حاجاته فاقدًا لعنصر التوفيق والهداية الخاصّة، التي هي أمس ما يحتاج إليه عند السير في دروب الحياة، كما ورد عن الإمام زين العابدين عليه السلام في الصحيفة السجادية: "فَلاَ تَحْظُرْ عَلَيَّ رِزْقِي، وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى خَلْقِكَ، بَلْ تَفَرَّدْ بِحَاجَتِي، وَتَوَلَّ كِفَايَتِي، وَانْظُرْ إِلَيَّ وَانْظُرْ لِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي، فَإِنَّكَ إِنْ وَكَلْتَنِي إِلَى نَفْسِي عَجَزْتُ عَنْهَا وَلَمْ أُقِمْ مَا فِيهِ مَصْلَحَتُهَا، وَإِنْ وَكَلْتَنِي إِلَى خَلْقِكَ تَجَهَّمُونِي، وَإِنْ أَلْجَأْتَنِي إِلَى قَرَابَتِي حَرَمُونِي، وَإِنْ أَعْطَوْا أَعْطَوْا قَلِيلًا نَكِدًا، وَمَنُّوا عَلَيَّ طَوِيلًا، وَذَمُّوا كَثِيرًا. فَبِفَضْلِكَ اللَّهُمَّ فَأَغْنِنِي، وَبِعَظَمَتِكَ فَانْعَشْنِي، وَبِسَعَتِكَ فَابْسُطْ يَدِي، وَ بِمَا عِنْدَكَ فَاكْفِنِي".
وباختصار، إنّ أهم ما نحتاج إليه في تدبير معاشنا بصورةٍ جيدة هو المعرفة. وأهم ركن في المعرفة ما يرتبط بتحديد منشأ الرزق ومصدره الواقعيّ.. وفي هذا المجال يحفل كتاب الله العزيز بالآيات التي تثبت مدى سعة رزق الله وعظيم كرمه وعميم فضله وشدّة عنايته بخلقه وامتلاء خزائنه بما يفوق تصوّراتنا، وإحاطته سبحانه بأمور عباده وقربه منهم وحتمية استجابته لدعائهم وطلبهم و.. فما من باب يمكن أن يدخل منه الشيطان الرجيم الذي يستغل الفقر ويعد به لإدخال اليأس في قلوب البشر وحضّهم على سلوك طرق الحرام بسبب وهم قلّة الإمكانات، إلا وقد سدّه الله تعالى، وذلك حتى تطمئن نفوسنا وتهنأ بذكر آلاء الله وطلب جزيل إنعامه.
التوكّل على الله يعني الثقة والطمأنينة بأنّ نتيجة كل عمل صالح ستكون إيجابية حتمًا؛ وهذا ما يستلزم طرد كل أنواع الهواجس بشأن العواقب والخواتيم؛ وحصر الاهتمام بالمسؤوليات والوظائف والتكاليف.. لهذا، يستحيل أن يسلك الإنسان طرق الأسباب المشروعة الحكيمة، ولا يحقّق الغنى والكفاف الذي يُفترض أن يحفظ له عزّته وشأنيّته، ويضعه في موقعه كأنموذجٍ وأسوة للعالمين.
إنّ من أهم أسرار قانون الرزق وحكمته في هذه الحياة الدنيا أن نتعرّف إلى كرم الله ونشهد فضله. أمّا نقمات الربّ المتعال، وما يصحبها من شدّة وصعوبة وعسر ونقص في الأموال والثمرات، فهي أمور طارئة ومحدودة، الهدف منها إيقاظنا وتنبيهنا إلى أخطائنا وعيوبنا.. ولهذا، يغلب الكرم واللطف، ولا يخرج أي صالح من هذه الحياة الأرضية إلا وهو مفعم بالعناية الإلهية محبور بالمكارم الربانية.
إنّ إقبالنا على كرم الله وثقتنا به وحسن ظنّنا به، كل هذا كفيل بأن نحيا حياةً هنيئةً كريمةً طيبة؛ ولكلٍّ من هذه الأمور تجلّيات عملية في سلوكنا ومظهرنا وتدبيرنا ومساعينا. فمن أقبل على كرم الله اشتغل وكدح وجاهد، ومن وثق به أحكم أموره وأحسن أداءه وأتقن عمله، ومن أحسن الظن به سلك طرق الإبداع وخاض الغمار، وانطلق ساعيًا في آفاق الأرض وأقطارها.
غالبًا ما نغفل عن قانونٍ أساسيّ في هذه الحياة، وهو أنّ الله تعالى لا يحب لعبده المؤمن أن يسقط ويهوي بسبب فشله في امتحان الرزق؛ فيقدر عليه رزقه أحيانًا ويضيّق عليه بعض معاشه، لكيلا تكثر سيّئاته ولا تزيد موبقاته؛ وذلك طبعًا حين يكون ممّن يصرف المال الكثير في غير مورده. وقد يقول هذا العبد الجاهل: "كيف يحكم الله عليّ، وأنا لا أملك إلا أقل القليل!". لكنّه لا يعلم بأنّ الله تعالى لا يحتاج إلى اختباره في كثرة المال ليرى إسرافه وتبذيره، وهو يسرف في أبسط الأمور، فتراه رغم فقره يشتري السجائر ويطلب النارجيلة ويستعمل من المواد الغذائية أو المنظّفات ما لا طائل وراءه؛ وقد يسرف من حيث لا يدري كأن يستعمل ثوبه المعدّ للمناسبات الرسمية في أمور عمله كما جاء في الحديث عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: "قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع): أَدْنَى مَا يَجِيءُ مِنْ حَدِّ الْإِسْرَافِ؟ فَقَالَ: ابْتِذَالُكَ ثَوْبَ صَوْنِكَ وَإِهْرَاقُكَ فَضْلَ إِنَائِكَ وَأَكْلُكَ التَّمْرَ وَرَمْيَكَ النَّوَى هَاهُنَا وَهَاهُنَا".[6]
إنّ الإسراف الذي هو عبارة عن الاستعمال الزائد عن الحاجة، والتبذير الذي هو إهدار وإتلاف، هما وجهان لعملة واحدة وهي عملة الخيانة وعدم الأمانة. فلا ننسى أنّ الله تعالى حين خلقنا استأمننا على هذه الأرض لكي نصلحها ونحسن تدبير ثرواتها وإمكاناتها. وهذه الأمانة العظمى ليست مسألة بسيطة، لأنّها تدخل في جوهر قضية خلق الإنسان وتفضيله على غيره من الكائنات. وسواء كنت غنيًّا تملك الكثير من المال والإمكانات أو فقيرًا معدمًا، يمكن أن تكون غير لائق لهذه الأمانة؛ يظهر ذلك عليك في إنفاق الكثير من المال بلا طائل في حال الغنى، وفي سوء تدبيرك للقليل منه في حال الفقر.. ولو أحجم فقراء العالم عن الإساءة إلى هذه الأرض وتخريبها واستعمال تلك المنتجات الهزيلة والعبثية، لكان ذلك كفيلًا بإنقاذها وتوفير الكثير ممّا يحتاجون إليه حقًا؛ هذا بالرغم من أنّهم يبدون مظلومين، لا ناقة لهم ولا جمل. وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: "إِنَّمَا يُؤْتَى خَرَابُ الْأَرْضِ مِنْ إِعْوَاز أَهْلِهَا، وَإِنَّمَا يُعْوِزُ أَهْلُهَا لِإِشْرَافِ أَنْفُسِ الْوُلَاةِ عَلَى الْجَمْعِ وَسُوءِ ظَنِّهِمْ بِالْبَقَاءِ وَقِلَّةِ انْتِفَاعِهِمْ بِالْعِبَرِ".[7] وصحيح أنّ الأغنياء يتحمّلون مسؤولية كبيرة في زيادة فقر الفقراء وتخريب موارد الطبيعة، لكن هذا لا يعفي الفقراء من هذه المسؤولية أيضًا.
إنّ معظم أسباب الفقر والافتقار ترجع إلى سوء إدارة أمور معاشنا في جميع المجالات. فلو نظرنا إلى ما ينفقه الفقراء على الطبابة مثلًا، لوجدنا أنّ كل هذه النفقات يمكن أن تتكفّل بتحسين أوضاعهم إلى حدٍّ معقول. وإنّما يضطر الكثير من الفقراء إلى هذه الطبابات والمعالجات لما يصيبهم من أمراض ومشاكل صحية، بسبب طبيعة الحياة الخاطئة التي ارتضوا بها ومعاملتهم السيئة مع أبدانهم، على صعيد الغذاء أو الوقاية أو المسكن أو ما هو أهم من الجميع وهو الأوضاع النفسية والمعنوية. وما زالت كلمة رسول الإسلام العظيم تصدح في أسماعنا منذ مئات السنين حيث جهر معلنًا: "مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْفَقْرَ وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْهِمْ سُوءَ التَّدْبِيرِ".[8]
حين يستلم بعض المتديّنين مقاليد الأمور في المؤسّسات العامّة وفي الأجهزة الحكومية، وحين يقف العديد من الأغنياء المتمكّنين أصحاب الثروات الطائلة منتظرين لفرص الاستثمار، فترى مدراء تلك المؤسّسات والدوائر عاجزين عن فتح أبواب المشاريع السليمة، لا بل تراهم يهدرون ويخرّبون ما هو موجود تحت أيديهم، فاعلم أنّ المشكلة ليست في الأغنياء فقط. فلطالما شاهدنا مِن أصحاب الرساميل الكبرى مَن لوّعته خيانات عمّاله الفقراء المتواصلة واستغلال مدرائه من أصحاب الطبقة الوسطى ونهبهم وسرقاتهم واختلاساتهم. وبسبب ذلك يضنّ الكثير من الأغنياء بأموالهم ويودعونها في بنوك سويسرية أو يفتّشون لها عن استثمارات شفافة في بلدان أوروبية.
إنّ إساءات الفقراء وخياناتهم في أعمالهم المتواضعة والعادية، ربما لا تقل فداحة عن استئثار الأغنياء وحرصهم وبخلهم بما عندهم.. لهذا، يجب أن ننظر قبل أي شيء في أنفسنا إن كنّا أمناء حقًّا على ما آتانا الله وإن كان قليلًا حقيرًا. ففي بعض الحالات، يجري علينا قانون تقدير الرزق وتضييق الفرص لكيلا يكبر حسابنا يوم القيامة ولا يزداد عذابنا. والخروج من هذا الوضع سهلٌ وفي متناول اليد؛ قال الله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْرارًا}.[9]
[1]. مجموعة ورام، ج1، ص 222.
[2]. سورة الذاريات، الآية 22.
[3]. سورة الأعراف، الآية 96.
[4]. سورة المائدة، الآية 66.
[5]. سورة الطلاق، الآيات 2-3.
[6]. الكافي، ج4، ص 56.
[7]. نهج البلاغة، ص 436-437.
[8]. عوالي اللئالي، ج4، ص 39.
[9]. سورة نوح، الآيات 9-10.

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

معيشتنا تحدّد مصيرنا
أجل، معيشتنا تحدّد مصيرنا الأبديّ. فقليل من التأمّل في تحدّيات العيش في الدنيا يجعلنا ندرك كم هي عميقة هذه القضيّة وكم هي مرتبطة بقضايا الكون الكبرى.

الطريق الصحيح لتأمين المعيشة : كيف نتجنب فتنةً لا تصيب الذين ظلموا خاصّة؟
تحفل النّصوص الدّينيّة بالتّصريحات والإشارات الهادية إلى حياة الكفاف والغنى والنّجاة من الحرمان والفقر. وأوّل دلالات هذه النّصوص (من آيات وأحاديث وأدعية) هي أنّ الله تعالى لا يريدنا أن نعيش في حالٍ من العوز والهمّ المانع من تحصيل الفضائل والسّعي نحو الكمال وبلوغ المقصد الأعلى في ظلّ عبادة الله.وباختصار، لا يمكن مع كلّ هذه الشّواهد أن يظنّ المسلم أنّ الفقر أمرٌ جيّد أو مقبول في الدّين والرّؤية الإسلاميّة، حتّى أنّه قد ورد في بعض الأحاديث "كاد الفقر أن يكون كفرًا".

ما هي أهم أسباب الرزق؟.. وأيّها نعتمد؟
هل يمكن للإنسان أن يسلك طريقًا واضحًا لتأمين رزقه فلا يخيب؟ أم أنّ الرزق أمرٌ غيبيّ بيد الله وحده، لا يمكن للإنسان أن يتعرّف إلى أسبابه مهما فعل؟ في الحديث الشريف: "أَبَى اللَّهُ أَنْ يُجْرِيَ الْأَشْيَاءَ إِلَّا بِأَسْبَاب"؛ ما يعني أنّ لكلّ شيء في هذا العالم أسبابًا وعللًا توجده وتحقّقه، وإن كان كل شيء يرجع إلى الله في الأصل..

6 أصول للغنى والكفاف في المعيشة
لقد استضافنا الله في هذه الأرض لا ليحرمنا ويجعل عيشنا كدًّا كدًّا، بل أراد لنا أن نسعى فيها نحو الآخرة. وقد صرّح النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) بهذه الضمانة حين قال: "أيُّهَا النَّاسُ أَقْبِلُوا عَلَى مَا كُلِّفْتُمُوهُ مِنْ إِصْلَاحِ آخِرَتِكُمْ وَأَعْرِضُوا عَمَّا ضُمِنَ لَكُمْ مِنْ دُنْيَاكُم".

6 عوامل.. من أجل اقتصادٍ مزدهر
إنّ المعادلة الكبرى لأي ازدهار اقتصادي تكمن في حقيقة أساسيّة وهي كفاية الأرض لتأمين الحاجات الأساسية لأهلها. لكن هذا العطاء يحتاج إلى عملٍ ذكيّ وتعاملٍ حكيم. وحين يجوع أي شعب في الأرض فهذا يدل على وجود خطأ ما في سلوكه ونمط عيشه وإدارته. وانطلاقًا من هذه القاعدة يوجد ستّة عوامل أساسيّة لتحقيق الازدهار، هي في الواقع بمثابة تطبيق وتفصيل لها.

الاقتصاد الحقيقيّ: من منّا لا يحلم باقتصادٍ مزدهر يحقّق أعلى درجات الرّفاهية!
تصوّر أنّك تعيش في بلدٍ لا يهمّك فيه تحديث سيّارتك ولا تلفازك ولا هاتفك ولا أجهزتك الإلكترونيّة!وتصوّر أنّك لا تعيش همّ كلفة الطّاقة التي تحتاج إليها لاستعمال سيّارتك وأجهزة التدفئة والتبريد وما لا يحصى من الآلات والوسائل!

نحو اقتصاد عائلي ذكي
العنوان الأبرز في الدين هو أنه دين يحقق للبشرية سعادة الدنيا والآخرة. ولا سعادة في الدنيا مع الفقر والعوز والحرمان. فكيف نفسّر فقر عدد كبير من المسلمين وما هي الأصول الدينية الأساسية التي تحقق للمسلم رفاهيته وسعادته في الدنيا إن هو إلتزم بها؟. ما هي الاجراءات المهمة التي ينبغي ان نعمل عليها من أجل بناء حياة معيشية سليمة تضمن لنا تحقيق سعادة الدنيا والآخرة. وما هي الاخطاء القاتلة التي يمكن ان نرتكبها على صعيد الاقتصاد، فتؤدي إلى تعاستنا في الدنيا والآخرة.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...