
مع كل هذه المحن، من يبقى على الاعتقاد بالمهدي؟
السيد عباس نورالدين
كل عقيدة إن لم تمارس في الحياة، فإنّ حضورها في النفس والقلب يضعف ويذوي مهما كانت حقة.
بعض العقائد تحتاج في حضورها إلى الطرفين. فمن جهة، يجب أن يكون لهذه العقيدة أو الحقيقة تجلياتٌ ومظاهرٌ وآثارٌ ونتائج؛ ومن جهةٍ أخرى، يجب على المعتقد أن يتفاعل مع هذه التجليات والآثار.
حين نعتقد برازقية الله المطلقة ونؤمن بحقيقة أنّ الرزق كله بيد الله ومن الله، نحتاج لأن نشاهد ظهور هذه الرازقية في حياتنا. ولا شك بأنّ كل شيء يدل عليها، لكننا نحتاج أيضًا إلى تجربة هذا التوحيد الذي يعني قطع الآمال والتعلقات بكل الأسباب الموهومة للرزق.
الاعتقاد بهذا التوحيد لن يبقى في القلب ما لم نجرّبه ونعيشه وهذا ما لا يحصل إلا حين نُبتلى بنوعٍ من النقص في الأموال والثمرات حيث تدفعنا نفوسنا إلى مد يد الطلب إلى المرزوقين وبذلك نخالف تلك العقيدة. فإن واجهنا نفوسنا وثبتنا على هذا الإيمان وتحملنا وصبرنا على ذلك النقص، كان لنا الفوز بدرجاتٍ أعلى من الإيمان بحقيقة الرازقية الإلهية حتى نصل إلى ذلك اليقين الذي ليس معه أي شك.
إنّ الاعتقاد بالإمام المهدي الذي يحمل معه مجموعة من الحقائق الملفتة لا يخرج عن هذه القاعدة. فإذا لم نقدر على معايشة هذه الحقيقة واستحضار آثارها ومظاهرها في حياتنا، نكاد أن نفقده بعد أن يتسرب الشك إلى قلوبنا شيئًا فشيئًا.
وحين نتأمل في آثار الاعتقاد بوجود شخصية تتمتع بتلك الخصال والخصائص الاستثنائية، يُفترض أن نجد هذه الآثار في حياتنا متجليةً في العديد من الأمور الفكرية والمعنوية والعملية. ولعله لا مبالغة إذا قلنا بأنّه لا يوجد من عقيدة يمكن أن يكون لها هذا المستوى من التأثير البنّاء والدفع التقدمي مثل عقيدة المهدوية.
أن نعتقد بوجود عالِمٍ يعرف الحلول لكل مشاكل البشرية، ويعرف كيف ينقذ الأرض من كل هذا الفساد الجهنمي الذي اقترفه الناس في البر والبحر؛ ويقدر على إنقاذ العالم من جميع محنه وآلامه ويوحّد البشر تحت راية التوحيد؛ ويقضي على كل أشكال الظلم، ويبدل الأرض إلى أرضٍ مشرقةٍ بنور ربها؛ إنّ مثل هذا الاعتقاد لا مثيل له ولا شبيه، ليس لأنّه يجسّد كل مظاهر الرحمة الإلهية فحسب، وليس لأنّه يرتبط بخلق أشخاصٍ استثنائيين على مدى التاريخ فحسب، بل لأنّه يرتبط بوجود شخصٍ حيٍّ ناظرٍ حاضرٍ يتحرّك بين الناس، يراهم ويرونه وإن كانوا يجهلونه، ويمكن أن يظهر في أي لحظة ويخرج للناس ليبدأ مشروع تغيير العالم.
تصوّر كم سيكون هذا الاعتقاد الذي يرفضه خيال الملحدين أمام تحدٍّ كبيرٍ في قضية التجلي والظهور!
فأين هي آثار هذا الاعتقاد؟ وأين هي مظاهر هذا الإنسان الاستثنائي؟
كيف يمكن للمعتقد بالإمام المهدي(ع) أن يتلمس هذه الحقيقة في يومياته لكي يعيش معها ويتفاعل حتى تستقر في قلبه ولا تزول؟
إنّه لتحدٍّ كبير، يحتاج كلّ واحدٍ منّا إلى مواجهته والتعامل معه، لأنّه لا يريد أن ينتقل من هذا العالم وقد فقد ذلك الأمل الكبير من قلبه.. فما أسوأ أن نموت ونحن لا نعتقد بالمستقبل المشرق للأرض. هذا المستقبل الذي لا يتجسد سوى بالاعتقاد العميق بوجود هذا العالِم المعصوم المصلح القائد ذي القدرات الفريدة التي لم يتحصل لأحد قبله.
وحين تشتد المصائب وتكثر المحن وتُظلم الفتن، ونبحث في كل حنايا وزوايا حياتنا وأوضاعنا عمّا يدلنا على وجود هذا الإنسان، ويصعب علينا الأمر، ينبغي أن نتذكر شيئًا مهمًّا وهو أنّ الاعتقاد بالإمام المهدي ودوره وأفعاله، هو اعتقادٌ بالجمال والكمال والحُسن والفضيلة.. ولئن كنا نصبو إلى كل أمرٍ جميل في هذا العالم، فإنّ الاعتقاد بالمهدي لا يخرج عن هذه الآمال والتطلعات التي ما زلنا نعتز بوجودها في أنفسنا في زمنٍ يُراد لنا أن نرى القبح حُسنًا والباطل حقًّا والشر خيرًا.
نتمسّك بعقيدة الإمام المهدي لأنّها تمثّل كل الأشياء الجميلة الطيبة الصالحة التي يمكن لأي إنسان طبيعي أن يحبها ويتعلق بها وينشدُها. فهذا ما يجعل الإنسان إنسانًا، أي أن يميّز جيدًا بين كل ما هو جميل وقبيح، ويتمسّك بذلك حتى لو لم يرَ في حياته أيّ مظهرٍ له.

مسؤولياتنا تجاه إمام الزمان
يستخرج هذا الكتاب من خلال الأحاديث الشريفة لأهل البيت(ع) دور ومسؤولية الإنسان المؤمن في عصر الغيبة وواجباته تجاه الإمام المهدي وكيفية التمهيد والإنتظار الحقيقي للظهور الشريف. مسؤولياتنا تجاه إمام الزمان إعداد: مركز باء للدراسات الناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 88 صفحةالطبعة الثانية، 2008مالسعر: 4$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

الدعاء لإمام الزمان
الدعاء لإمام الزمان الكاتب: مهدي علاء الدينالناشر: الدار الإسلامية (مركز باء للدراسات)حجم الكتاب: 14.5*21.5غلاف ورقي: 112 صفحةالطبعة الأولى، 2001محالة الكتاب: نافد

هل اقترب الوعد الحق؟
هل نعيش العصر الذي سيشهد ظهور المنجي والمخلّص النهائي للبشرية والذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا؟ما هي الأوضاع التي يفترض أن تسبق هذا الحدث العظيم؟ وهل بإمكاننا أن نسرّع فيه؟ما هي أهم الموانع التي تجعل مثل هذا الوعد الإلهي بعيد المنال؟لماذا يجب أن نعمّق الثقافة المهدوية كشرط لهذا الظهور المبارك؟هذه الأسئلة وغيرها من القضايا الكبرى يتعرّض لها هذا الكتاب. هل اقترب الوعد الحقّ؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 216 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-035-4 السعر: 12$

المنقذ الأخير
تعريف مختصر بشخصية عظيمة جدا مليئة بالأسرار، غامضة ومخفية لا يوجد لها نظير في العالم. كل الذين تعرّفوا عليها تغيرت حياتهم بشكل كبير بعد أن آمنوا بها ونشأت بينهم وبينها علاقة ورابطة خاصة . هذه الشخصية ينتظرها كل العالم ويتحدث عنها اتباع الديانات التوحيدية بأسماء مختلفة .فمن هو الإمام المهدي ؟ ما هو مشروعه ؟ وكيف يمكننا تحقيق الرابطة العميقة معه. المنقذ الأخير الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21 غلاف ورقي: 96 صفحة الطبعة الثانية، 2008مالسعر: 3$

القيادة العالمية للإمام المهدي (عج)
إنّنا نعتقد بأنّ الإمام المهدي (عج) سيُغيّر العالم ويُصلحه من خلال إقبال الناس على قيادته أكثر من أيّ شيء آخر.. فحين ترى شعوب العالم أنّ هذا الإنسان يُمثِّل أجمل ما عندها من قيم، ويرونه تجسيدًا لتلك المبادئ الإنسانية الرفيعة التي آمنوا بها، سيُقبلون عليه وسرعان ما يتخذونه قائدًا لهم؛ وهذا الأمر بحدّ ذاته هو أحد أهم الأعمال التي سيقوم بها هذا الإمام لإثبات موقعه القيادي لهذه الشعوب في العالم كله. وبخلاف الصورة النمطية السائدة التي نتصوّر معها أنّ هذا الإمام سيحمل السيف ويفرض الإسلام على شعوب العالم، فإنّ ما سيحصل في الواقع هو أنّ هذه الشعوب ستجد في هذا الإمام القيادة والقدوة التي تحلم بها.. ولكي يتحقّق هذا الأمر، سيقوم الإمام بتفعيل خطاب القيم من داخل منظومة وثقافة كل شعب أو أمة.

ضرورة معرفة إمام الزمان
لماذا عُدّ الإيمان بالإمام المهدي (عج) أساس الإيمان؟

كيف نرتبط بالإمام المهدي (عج)
عن الإمام الصادق(ع): أقرب ما يكون العباد من الله عز وجل وأرضى ما يكون عنهم إذا فقدوا حجة الله فلم يظهر لهم ولم يعلموا مكانه وهم في ذلك يعلمون أنّه لن تبطل حجة الله ولا ميثاقه فعندها توقعوا الفرج صباحًا ومساءً

هل صحيح أن هناك من يرى الإمام المهدي؟
ما هي حقيقة مشاهدة بعض الناس أو بعض الأعلام للإمام المهدي (عج)؟ وهل هو متاح؟

لماذا الحث على الدعاء للإمام المهديّ (عج) ؟
لماذا هذا الحث الشديد على الدعاء للإمام المهدي عج إذا كان هو إمام معصوم عظيم المنزلة وليس بحاجة إلى دعائنا؟

لكي لا نصبح أعداءً للإمام المهديّ
هل سمعتم أن بعض الناس ممّن يكون لهم صيت الخير والصلاح، يتحوّلون إلى أشرار حين يظهر الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، وأنّ بعض المعروفين بالشرّ يظهرون على حقيقة الصلاح والخير حين ظهوره المبارك؟

أعظم إنجازات الإمام المهدي.. ما الذي سيقوم به الإمام ممّا لم يقدر عليه غيره؟
لم تخلُ البشرية في مراحلها الأولى من تجربة الإنسان الكامل؛ الإنسان الذي يكون مظهرًا تامًّا لأسماء الله وصفاته. هذا في الوقت الذي يكون من سواه مظاهر محدودة لهذه الاسماء. عظمة الإنسان الكامل تكمن في قدرته على إظهار حضور الله أو حضور الربوبية أو الألوهية بما تعنيه من جامعية صفات الكمال المطلق.

كيف سيجمع الإمام المهدي كلمة شيعته ومواليه؟ مقدّمات وحدة صف الموالين المصلحين
لا تنحصر معاناة الموالين والمحبّين لأهل البيت (عليهم السلام) في استضعاف أعدائهم لهم والتنكيل بهم ومحاصرتهم ومحاربتهم وقمعهم؛ فهناك معاناة، لعلّها أشد وأنكى، وهي ما يحصل فيما بينهم من عداوات ونزاعات في شتّى المجالات، وخصوصًا المجال الدينيّ والفكريّ.

عالم بلا فتنة، الإمام المهدي وتغيير العالم
في القرآن الكريم حقيقتان تبدوان للوهلة الأولى متعارضتين متضادتين؛ الأولى: تبيّن أن الحياة لا يمكن أن تكون بلا فتنة، والثانية: تدعونا إلى القضاء على الفتنة في العالم كله.

حل المعضلة الكبرى للإمام المهدي
حين انطلقت الدعوة الإسلاميّة بقيادة رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله)، سعى هذا النبيّ العظيم لتأمين عناصر دوامها ونقائها واستمراريتها حتى تحقيق أهدافها الكبرى. وقد عمل رسول الله على توفير بيئة مناسبة لتربية كادر مميّز ـ لم يشهد التاريخ له نظيرًا ـ يقدر على نصرة هذه الحركة الربّانية بكل أمانة. وكان هذا التدبير الرساليّ متمثّلًا بإطالة عمر النضال والدعوة والنهضة أثناء مزج ذلك بالأحداث والاختبارات التي تُعرك فيها الرجال، ويُستخلص فيها الطيّب من الخبيث. وهذا ما يفسّر أحد أوجه الحكمة وراء إطالة أمد نزول القرآن على مدى 23سنة؛ وهو أمر لا يبدو أنّه كان مسبوقًا في تاريخ إنزال الكتب السماوية.ثمّ جاءت غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، لتصب في هذه الخانة أيضًا. وصحيح أنّنا نقف على أكثر من ألف سنة من غياب إمام معصوم، لكنّنا أيضًا نقف على ألف سنة من التمحيص والتمحيص المستمر الذي ينبغي أن ينتج تلك الصفوة الخالصة من الكوادر والرجالات الذين يستطيعون تحمّل مسؤولية المهمّة الكبرى.لكن كيف يمكن أن تجري عملية تمحيص تاريخيّ لأمّةٍ بأسرها على مدى القرون والعصور؟

كيف سيغير الإمام المهدي العالم؟
يعتقد البعض أن الإمام المهدي (عج) سيغير العالم بالقوة والسلاح، لا شك أنّ الطواغيت لن يتقبلوا كلمة الحق ويمكن أن نقول أنهم لن يتبدلوا إلا بالسلاح، ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لشعوب العالم، فما هو الأسلوب الذي سيستخدمه الإمام مع هذه الشعوب؟

لماذا لا ينقذنا المهدي (عج) من الكورونا؟
هناك من يطرح:إذا كان هناك فعلًا مخلص للبشرية فهذا هو الوقت الأنسب والأمثل لخروجه ليحرر العالم من وباء كورونا وأنا أول المصدقين؛ وإذا لم يفعل، فإما أنه يبخل علينا بالدواء وإما فكل ما يُقال عنه يجب التدقيق فيه ومراجعته، وعلينا إعادة بناء عقيدة دينية خالية منه.

لكي نكون ممهدين حقيقيين
الصَّادِقِ (ع): أَنَّهُ ذُكِرَ كُوفَةُ وَقَالَ سَتَخْلُو كُوفَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَيَأْرِزُ عَنْهَا الْعِلْمُ كَمَا تأزر الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا ثُمَّ يَظْهَرُ الْعِلْمُ بِبَلْدَةٍ يُقَالُ لَهَا قُمُّ وَتَصِيرُ مَعْدِناً لِلْعِلْمِ وَالْفَضْلِ. حَتَّى لَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مُسْتَضْعَفٌ فِي الدِّينِ حَتَّى الْمُخَدَّرَاتُ فِي الْحِجَال وَذَلِكَ عِنْدَ قُرْبِ ظُهُورِ قَائِمِنَا فَيَجْعَلُ اللَّهُ قم وأَهْلَهُ قَائِمِينَ مَقَامَ الْحُجَّةِ وَلَوْ لَا ذَلِكَ لَسَاخَتِ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا وَلَمْ يَبْقَ فِي الْأَرْضِ حُجَّةٌ فَيُفِيضُ الْعِلْمُ مِنْهُ إِلَى سَائِرِ الْبِلَادِ فِي الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فَيَتِمُّ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى الْخَلْقِ حَتَّى لَا يَبْقَى أَحَدٌ عَلَى الْأَرْضِ لَمْ يَبْلُغْ إِلَيْهِ الدِّينُ وَالْعِلْمُ ثُمَّ يَظْهَرُ الْقَائِمُ ع وَيَسِيرُ سَبَباً لِنَقِمَةِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ عَلَى الْعِبَادِ لِأَنَّ اللَّهَ لَا يَنْتَقِمُ مِنَ الْعِبَادِ إِلَّا بَعْدَ إِنْكَارِهِمْ حُجَّةً. بحار الأنوار، ج57، ص213 ماذا نستفيد من هذه الرواية؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

برنامج مطالعة في مجال الأخلاق موزّع على ثمان مراحل
نقدّم لكم برنامج مطالعة في الأخلاق على ثمان مراحل