
6 عوامل.. من أجل اقتصادٍ مزدهر
السيد عباس نورالدين
إنّ المعادلة الكبرى لأي ازدهار اقتصادي تكمن في حقيقة أساسيّة وهي كفاية الأرض لتأمين الحاجات الأساسية لأهلها. لكن هذا العطاء يحتاج إلى عملٍ ذكيّ وتعاملٍ حكيم. وحين يجوع أي شعب في الأرض فهذا يدل على وجود خطأ ما في سلوكه ونمط عيشه وإدارته. وانطلاقًا من هذه القاعدة يوجد ستّة عوامل أساسيّة لتحقيق الازدهار، هي في الواقع بمثابة تطبيق وتفصيل لها.
العامل الأول: أولويّة إحياء الأرض
إنّ إحياء الأرض لا ينحصر بالأعمال الزراعية كيفما كانت، بل يجب أن يخضع لبرنامجٍ ذكيّ يحقّق الديمومة والتكامل والتغلّب على جميع العوامل المناخية والآفات الطبيعية الصعبة. أجل، إنّ الإطعام والإثمار هو أحد أهم النتائج التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار، بحيث تتحقّق الكفاية اللازمة لتأمين الطاقة الغذائية، لكن للزراعة نتائج أخرى ترتبط باللباس والمسكن والعديد من الصناعات المفيدة، وحتى الحاجات المعنوية. وهذا ما يحدّده العامل الثاني.
إنّ للأرض برنامجها وقوانينها التي ترتبط بصلاحها وتحوّلها وحتى تكاملها. أجل، للأرض حركة تكامليّة كالإنسان، حيث يمكن أن تزوّدنا بالكثير من أسباب القوّة والمعرفة والجمال والحبور والصحّة. وهي في غاية مسيرها تصبح منصّة عروج ومركبة ارتقاء ونفوذ في السماوات. وحين تتّجه برامج الإحياء نحو هذه الغاية، فإنّها تسلك درب الازدهار الاقتصاديّ لما تقدّمه من ثمار ومحاصيل.
العامل الثاني: نمط العيش السليم
لقد جرّبت البشرية أنماطًا للعيش لم تؤدِّ إلّا إلى تخريب الأرض واستهلاك مواردها بصورة تُنذر بكارثة كبرى، وما زال هذا النمط الاستهلاكيّ سائدًا، وممّا يؤسف أنّه يشكّل الأنموذج الوحيد لشعوب العالم.
لم تعرف البشريّة لحدّ الآن ذلك النمط، الذي ينطلق من الرؤية الصحيحة للحياة والأرض، والذي يقوم على أساس عيش الكفاف والانطلاق نحو الإحياء والدور الأساسي للإنسان في هذا العالم.
إنّ النمط الصحيح للعيش يقضي أن ينذر الناس أنفسهم، لتبديل الأرض إلى أرضٍ مشرقةٍ بنور ربّها (لأنّ الهدف الأسمى من هذه الحياة هو معرفة الله ومشاهدة أنواره). وفي ظلّ هذا السعي ستتأمّن الحاجات الأساسية، التي لا يشعر الإنسان معها بالمعاناة والشقاء بسبب الحرمان والفقر. فلا سبيل للغنى الحقيقيّ والازدهار الواقعيّ للمجتمعات إلّا في ظلّ سعيها المعنويّ وتقديم الحاجات المعنويّة على المادية.
العامل الثالث: العدالة الاجتماعية
والهدف منها هو تشكيل ذلك المجتمع القادر على إحياء الأرض وتحقيق الازدهار العام والاقتدار الذي يليق بكرامة الإنسان؛ وهو ما لا يحصل إلا إذا قام المجتمع على أساس وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وهذا بدوره يتطلّب سيادة منظومة القيم الدينية الإلهية، التي تنطلق من تحديدٍ دقيق لماهيّة الإنسان وكماله وقدراته.
لا يختلف إثنان على أنّه لو تمّ القضاء على الظلم في أيّ مجتمع، لتبعه اختفاء الفقر والعوز فيه بصورةٍ تلقائية. وكل ظلم، إنّما ينشأ من وضع الشخص غير المناسب في المكان المناسب، بدءاً من رأس المجتمع وحتى أدنى مراتبه.
إنّ الظّلم في المجتمع يشبه التسوّس الذي ينخر فيه حتى يتلف عظامه ويهدّ أركانه. ومن المستحيل أن يتحقّق الازدهار الحقيقيّ، مع عدم تمكّن المجتمع من تشكيل وتسخير جميع الطاقات البشرية في الاتّجاه الصحيح.
العامل الرابع: الإنتاج بدل تكديس الثروة
لو قامت المجتمعات الحالية بتشغيل كلّ المال المكدّس في بنوكها وخزائنها لانتفى الفقر منها، حتى لو كانت من أفقر المجتمعات في العالم. قد يدهشك حجم الثروات المكدّسة في الدول، التي تعاني من أزمات اقتصادية خانقة. ويعود ذلك إلى اختيار ذلك النمط المادي للعيش، الذي يقوم على التفاضل بالمال والتسلّط بالثروة وسوء الظن بالله وانعدام الأمن الاجتماعي وغيرها من الآفات الكبرى.
حين تسود ثقافة الإنتاج، وتختفي ثقافة الجمع والتكديس، فمن المتوقّع أن تتحرّك عجلة الاقتصاد بسرعة كافية لتفعيل معظم الطاقات وتحفيز الإبداع، الذي يُعدّ ضروريًّا للتعامل مع موارد الأرض.
إنّ سيادة ثقافة الإنتاج تعني تكريم الإنسان المنتِج وتقديمه ورفع شأنه، وتفضيله على من يكدّس الثروة ويتفاخر بالثراء وامتلاك العقارات والأموال.
العامل الخامس: رسوخ قيمة العمل والكدح
ينبغي أن نعترف بأنّ حجم الخراب والإفساد الذي حصل لهذه الأرض والمجتمعات يتطلّب الكثير من الجهود لإصلاحها وإعادة تشكيلها بالطريقة السليمة. ولا ينبغي للناس أن يتوقّعوا بأنّ الازدهار الاقتصادي يمكن أن يتحقّق بين عشيةٍ وضحاها، بعد كل هذا الخراب.
لقد تعرّضت التربة لتخريبٍ ممنهج على مدى عقود، وتمّ تخريب مساحات واسعة من الأراضي بواسطة المناجم والكسارات والتلوّث والإهمال؛ ولكي تعود هذه الأرض إلى سابق عهدها وتصبح مستعدّة للإثمار والإنتاج المستديم، فإنّها تحتاج إلى عملٍ دؤوب يستمر لوقتٍ طويلٍ نسبيًّا (ربما يكون أقل من وقت التخريب).
كما أنّ الخراب الذي طال الإنسان وروحه، والمجتمع وبنيته، ليس بالأمر البسيط؛ ما يعني أنّنا إذا كنّا في بلدٍ اعتاد أهله على الرشى والمحاباة لتأمين حاجاته ومعاملاتهم، فلا يمكن أن نعيدهم إلى الجادة الصحيحة بمجرّد أن نغيّر النظام السياسيّ، بل يحتاج الأمر إلى عدّة أجيال تنشأ في ظلّ ثقافةٍ سليمة. ولهذا، يجب بذل الكثير على تربية الإنسان وإعداد الطاقات فيما إذا أردنا تحقيق الازدهار الاقتصادي.
العامل السادس: المواساة
المواساة هي النقيض التام للطبقية. إنّها ذلك العلاج الأخلاقيّ لإحدى أكبر المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في العالم. وما دامت الطبقية سائدة في أي مجتمع، فهي نذير شؤم وخراب وفساد واضمحلال.
يميل الناس بطبيعتهم إلى الحفاظ على مكتسباتهم، لأنّهم يشعرون بتهديدٍ ما. ومن هنا تنشأ الطبقية، حيث تسعى مجموعة من الأغنياء والنافذين لترسيخ مجموعة من التقاليد والأعراف من أجل بناء سورٍ يحمي مصالحها. وهكذا تترسّخ ثقافة الطبقية التي تتطلّب أثمانًا باهظة وتكاليف كبيرة تذهب بقسمٍ كبير من الثروة العامّة. وحين تسود ثقافة المواساة فإنّ عجلة الدورة المالية ستتحرّك بسلاسةٍ ويسر، ممّا يؤدّي إلى قوّة الحركة الاقتصادية العامّة.

روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

كيف سيتغير العالم؟
كلنا يحلم بتغيير العالم إلى الأحسن. ولكي تعرف كيف يمكن أن يتغيّر العالم، ينبغي أن تعرف كيف سيكون حين يتغير، وما هي أوضاعه اليوم، وكيف وصل إلى ما وصل إليه. وهذا ما سوف نتعرّف إليه بالتفصيل على صفحات هذا الكتاب. والأهم هو أن نتعرّف إلى كيفية تحقيقه. كيف سيتغيّر العالم؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 120 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

فن تدبير المعيشة (١)
تدبير المعاش يتطلب مهارات عديدة. ولكن ينبغي أولا أن نتعرف إلى هدف العيش في هذه الدنيا وابعاده. لأن المعاش الصحيح ينطلق من مبادئ صحيحة. وبعد ذلك يصبح مهارة وفنا يحتاج إلى الحكمة والممارسة السليمة. فما هي هذه المبادئ وكيف نطبقها تطبيقًا صحيحًا؟

معيشتنا تحدّد مصيرنا
أجل، معيشتنا تحدّد مصيرنا الأبديّ. فقليل من التأمّل في تحدّيات العيش في الدنيا يجعلنا ندرك كم هي عميقة هذه القضيّة وكم هي مرتبطة بقضايا الكون الكبرى.

أصول مكافحة الفساد
الإصلاح في الأرض هو أحد أهم مهمّات الأنبياء والأولياء. ولهذا الإصلاح برنامجه الإلهيّ الذي يهدف إلى جعل الأرض وسيلة لعروج النّاس وسلوكهم طرق السّماوات. لقد وقف الإمام عليّ عليه السّلام كثيرًا وهو يدعو النّاس إلى علمه، وهو يقول لهم "سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي، فَواللَّهِ إِنِّي بِطُرُقِ السَّمَاءِ أَعْلَمُ مِنِّي بِطُرُقِ الْأَرْضِ".

6 أصول للغنى والكفاف في المعيشة
لقد استضافنا الله في هذه الأرض لا ليحرمنا ويجعل عيشنا كدًّا كدًّا، بل أراد لنا أن نسعى فيها نحو الآخرة. وقد صرّح النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) بهذه الضمانة حين قال: "أيُّهَا النَّاسُ أَقْبِلُوا عَلَى مَا كُلِّفْتُمُوهُ مِنْ إِصْلَاحِ آخِرَتِكُمْ وَأَعْرِضُوا عَمَّا ضُمِنَ لَكُمْ مِنْ دُنْيَاكُم".

الطريق الصحيح لتأمين المعيشة : كيف نتجنب فتنةً لا تصيب الذين ظلموا خاصّة؟
تحفل النّصوص الدّينيّة بالتّصريحات والإشارات الهادية إلى حياة الكفاف والغنى والنّجاة من الحرمان والفقر. وأوّل دلالات هذه النّصوص (من آيات وأحاديث وأدعية) هي أنّ الله تعالى لا يريدنا أن نعيش في حالٍ من العوز والهمّ المانع من تحصيل الفضائل والسّعي نحو الكمال وبلوغ المقصد الأعلى في ظلّ عبادة الله.وباختصار، لا يمكن مع كلّ هذه الشّواهد أن يظنّ المسلم أنّ الفقر أمرٌ جيّد أو مقبول في الدّين والرّؤية الإسلاميّة، حتّى أنّه قد ورد في بعض الأحاديث "كاد الفقر أن يكون كفرًا".

أفضل سبل مكافحة البطالة... لماذا يجب أن نعيد النظر بشأن العمل؟
إنّ عدد سكّان الأرض قد ناهز المليارات السبعة، والقوّة العاملة فيهم تبلغ عدّة مليارات؛ لكن المتتبّع لأسواق العمالة والبطالة يلاحظ أنّ نسبة ملفتة من تلك القوّة العاملة لا تجد العمل المناسب لمعيشتها، وأنّ نسبة أخرى قد تبلغ حوالي العشرة في المئة من المجموع العام لا تجد عملًا من الأساس!

تعالوا نرتقي بهمومنا
لما كان الهمّ نابعًا من الاهتمام الممتزج بالقلق، ولمّا كان الهمّ أمرًا طبيعيًا في سنّة الكون ونظام الحياة الدنيا، فسوف يكون عنصرًا مفيدًا إن ارتبط بالنظام الكوني الأعلى.

همومك تحكي من أنت
الهموم والهواجس وما يصاحبها من حيرة وقلق أمور تنشأ من طبيعة تواجدنا في هذا العالم المتحوّل والمتبدّل. جهلنا بالمستقبل وصعوبة إدراك الغيب تولّد فينا الهمّ والاهتمام. فكل قضايانا وشؤون حياتنا قابلة للتحوّل والتغير، مهما كانت الضمانات التي حصلنا عليها بشأنها. فلا أحد يمكنه أن يجزم بأنّ أوضاعه المالية ستبقى هكذا إلى نهاية العمر.

الاقتصاد الحقيقيّ: من منّا لا يحلم باقتصادٍ مزدهر يحقّق أعلى درجات الرّفاهية!
تصوّر أنّك تعيش في بلدٍ لا يهمّك فيه تحديث سيّارتك ولا تلفازك ولا هاتفك ولا أجهزتك الإلكترونيّة!وتصوّر أنّك لا تعيش همّ كلفة الطّاقة التي تحتاج إليها لاستعمال سيّارتك وأجهزة التدفئة والتبريد وما لا يحصى من الآلات والوسائل!

نحو اقتصاد عائلي ذكي
العنوان الأبرز في الدين هو أنه دين يحقق للبشرية سعادة الدنيا والآخرة. ولا سعادة في الدنيا مع الفقر والعوز والحرمان. فكيف نفسّر فقر عدد كبير من المسلمين وما هي الأصول الدينية الأساسية التي تحقق للمسلم رفاهيته وسعادته في الدنيا إن هو إلتزم بها؟. ما هي الاجراءات المهمة التي ينبغي ان نعمل عليها من أجل بناء حياة معيشية سليمة تضمن لنا تحقيق سعادة الدنيا والآخرة. وما هي الاخطاء القاتلة التي يمكن ان نرتكبها على صعيد الاقتصاد، فتؤدي إلى تعاستنا في الدنيا والآخرة.

لا عقل كالتدبير
ما هي أهمية العقل ودوره في الحياة؟وكيف تتجلى نعمة العقل في سلوكنا ونمط عيشنا؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...