الوعي تجاه الذكاء
لماذا ينبغي أن نعلمه لأبنائنا
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب تربية الأولاد وأولادنا
الذكاء عنصر للقوة بما يجلبه لصاحبه من إمكانات، وهو عنصر للتمايز بين البشر لأنّه يتفاوت في درجاته وأنواعه. كل تفاوت في القوة والإمكانات يمنح صاحبه امتيازًا يتحدد وفق العرف الاجتماعي السائد وقواعده. ومع هذا التمايز الذي يصطنعه المجتمع سيكون هناك أفضل ومفضول وقوي وضعيف وغني وفقير. وبسبب ذلك تنشأ المعاناة التي قد تكون مدمرة.
حين يكون التمايز في القوة البدنية عنصرًا محوريًّا في أي مجتمع، كما كان في مجتمعات الصيد القديمة، فإنّ الأقوى سيتمتع بامتيازات قد يستغلها لتسخير الآخرين أو السخرية منهم. ومع السخرية والاستعلاء بين البشر تتولّد أزمات نفسية حادة؛ وذلك لأنّ ردة فعل البشر تجاه الانتقاص غالبًا ما تكون ذات آثار سلبية جدًّا سواء على أنفسهم أو على الآخرين.
لا يمكن لأي إنسان أن يتحمل الشعور بالدونية والحقارة، خصوصًا إذا كان يسقطها عليه من هو من صنفه أو عمره (أي من يعتقد أنّه يُفترض أن يساويه). بعض آثار هذا الشعور يتمثل بغفلة الإنسان المستهدَف وجهله بما لديه من إمكانات وقابليات. وبسبب هذا الجهل والغفلة من الطبيعي أنّه لن يتوجه إلى قابلياته لتفعيلها وإلى إمكاناته لتطويرها. الأمر الذي يجعله متخلفًا عن الركب، قليل الحظوظ محدود الفرص.
إن أردنا أن نصف التربية بأهم أدوارها فسوف نقول إنّها عبارة عن تفعيل القابليات في المتربي بواسطة بث الأمل والإيمان بها. يتخلف المرء في مسير التكامل أو ينكص عنه حين لا يؤمن بأنّ الله قد أودع فيه استعدادات، وأنّ هذه الاستعدادات يمكن تحويلها إلى ملكات راسخة وطاقات فعلية. ولذلك يجب تجنيب أطفالنا كل ما يمكن أن يُضعف فيهم الإيمان بقابلياتهم أو يجعلهم غافلين عنها. ولا شيء يمكن أن يكون له هذا الأثر الهدام مثل السخرية والحط من قدرهم.
مجتمعاتنا تمجد الذكاء، وهذا أمر جيد؛ لكنّها تحصره في أطر ضيقة. والأسوأ عدم وضوح عوامل نمو الذكاء وازدياده. فالذكي عندنا غالبًا ما ينصرف إلى الشخص الأسرع في حل التمارين الرياضية والحسابية. ربما أضيف إلى هذه الثقافة السائدة أنواع أخرى من الذكاء، لكن ذلك حصل بشكل خجول وغير صحي. ما زال الأسرع في الرياضيات هو الأميز في الصفوف الدراسية والمدرسة.
لا تكمن المشكلة في تمييز الذكاء الرياضي الحسابي على غيره من الذكاءات فحسب، بل تتعداه إلى عدم توضيح أسباب حصوله. لماذا كان التلميذ الفلاني بارعًا في الرياضيات؟ أهي موهبة من السماء؟ أم نتيجة تركيز جهد واهتمام؟ أم وجود ظروف تعليمية ملائمة؟
قد يتصور معظمنا أنّ الذكاء بشكل عام هبة ربانية، تستحق منّا التقدير العالي والثناء.. ما لم يعرف أطفالنا سر هذا الذكاء وأسبابه، من المتوقع أن يشعروا بشيء من التخلُّف والدونية إن لم يسعفهم الحظ في اللحاق.
كل تميز واختلاف في هذا العالم إن لم يكن مفهومًا، وكان يمسنا عن قرب ويرتبط بحياتنا ومصيرنا، يصبح بمثابة الفتنة. المقصود من الفتنة هو الاختبار الذي ينجم عن السقوط فيه عواقب وخيمة. مع عدم القدرة على تفسير سر الذكاء والتميز، نصبح عرضة للسقوط في مثل هذا الاختبار. والسقوط في الفتنة هنا يعني الخروج عن مسير الترقي والتكامل.
الاختلاف في الذكاء أمر محوري في حياة أبنائنا المدرسية، حيث التنافس والتقدير والإعجاب وأنواع العقاب المباشر وغير المباشر. كل ذلك يضغط على أنفسهم إلى درجة مهلكة. لا نشعر كأولياء أمور بما يشعرون، لأنّنا لم نتمكن من بناء جسر ميسر للتواصل فيما بيننا. ولأنّهم لا يستطيعون التعبير عما يحدث معهم هذا إذا كنا نعلم كيف نفسر لهم الأمر.
علينا أن نكون مستعدين لتفسير كل أنواع الاختلافات في الحياة؛ في الشكل والمظهر والقامة والقدرات والإمكانات والبيئة والظروف. فمع عجزهم عن فهم أسباب هذه الاختلافات، قد يغرق أولادنا في عالم مظلم أو يعجزون عن رؤية النور والجمال فيها. لا يوجد شيء أسوأ من ذلك إطلاقًا.
هذا العدد الكبير من خريجي مدارسنا الذين يعتريهم اليأس والقنوط من المستقبل، وتراهم يسيرون على غير هوادة وهم يرون دروب الحياة أشبه بالحظوظ وأقرب إلى الإجبار والاضطرار، وقد فقدوا الحلم الكبير بغد واعد، كل ذلك إنما يرجع بالدرجة الأولى إلى ذلك العجز الذي أدى إلى السقوط في هذه الفتنة. العجز عن تفسير التفاوت والاختلاف في الحياة وفي المدرسة وفي كل شيء يؤدي إلى أن يحكموا على أنفسهم بالمحدودية والحتمية؛ نحن خلقنا هكذا.
حين لا نفسر سر الذكاء وكيفية نشوئه واكتسابه وازدياده، فهذا يعني أن التمايز أمر حتمي مفروض. هكذا نكون كمن يؤمن بأن لكل شخص قدراته وإمكاناته التي لا يمكنه الخلاص منها أو تغييرها. ويساعد على تضخيم هذه المشكلة أن يسعى المرء إلى التغيير أو التكامل واللحاق بالأذكياء باعتماد طريقة فاشلة. مثلما يحاول التلامذة النجاح في الرياضيات من خلال حفظ حلول التمارين بدل اكتشاف القواعد وتعلّم تطبيقها.
سيكتشف أولادنا هذا التمايز من اللحظات الأولى لوعيهم، وأغلبهم لن يتمكن من التعبير عما يراه بصورة السؤال والبحث عن الأسباب. لذلك يجب أن نطرح قضية الذكاء بكل أبعادها، لكي يدرك أبناؤنا أن الذكاء أمر يحصل من خلال التركيز والاهتمام والإقبال والاشتغال والتمرين والتدرب، شرط أن يعرفوا طرقه وأساليبه.
المدرسة النموذجية
إنّ القوّة الأساسيّة للمدرسة النموذجيّة تكمن في برامجها ومناهجها التي تتميّز بقدرتها على تقديم المعارف والمهارات بأحدث الطرق وأسهلها، وتعتصر كل التراث العظيم للبشريّة وتتّصل بكامل التّراث الاسلامي وتقدّمه لطلّابها عبر السنوات الدراسيّة كأحد أعظم الكنوز المعرفيّة. وهكذا يتخرّج طلّابنا وهم متّصلون بهذا البحر العظيم لكلّ الإنجازات الحضاريّة في العالم كلّه ويمتلكون القدرة التحليليّة اللازمة لتمييز الخير من الشرّ في جميع أنحائه. المدرسة النموذجيّة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 140 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$
المدرسة الإسلامية
يعرض لأخطر المشاكل وأهم القضايا حول أوضاع المدارس الحالية، التي تبنت المناهج الغربية، وذلك بالطبع بحثًا عن المدرسة المطلوبة التي تنسجم مع حاجات المجتمع وثقافته. كل ذلك من أجل بعث حركة فكرية جادة بين المهتمين بالتعليم عن طريق بناء الرؤية الشاملة للتربية التعليمية في الإسلام. المدرسة الإسلاميّة الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 232 صفحةالطبعة الأولى، 2014مالسعر: 10$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:
أولادنا..أسئلة حسّاسة، تحدّيات معاصرة
إنّ الهدف الأول .. هو مساعدة المربين على تبيّن المبادئ الأساسية التي تختفي وراء المعالجات المختلفة للمشاكل والأمور التي فرضتها الحياة المعاصرة.. وقد أردنا أن يكون هذا العرض نموذجًا ووسيلة لتعميق مقاربة هذه القضايا من زاوية المبادئ والأصول بدل الاعتباطية والسطحية. وكل رجائنا أن نكون قد ساهمنا في تفعيل الخطاب التربويّ بالاتّجاه الصحيح. الكتاب: أولادناالكاتب: السيد عباس نورالدينبيت الكاتب للطباعة والنشر والتوزيعالطبعة الأولى، 2019الحجم: 17*17عدد الصفحات: 396isbn: 978-614-474-083-5يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء
ثورة التربية والتعليم
يتطرّق الكتاب الرابع في سلسلة الأطروحة التربوية التعليمية التي يقدمها السيد عباس نورالدين إلى أهم القضايا التي تواجه أي ثورة حقيقية تريد إعادة إنتاج التربية التعليمية وفق استحقاقات العصر ومتطلّبات الزمان وبما يتناسب مع التحدّيات التي يعيشها مجتمعنا.الثورة التي يدعو إليها الكاتب تطال جميع مفاصل التربية التعليمية من رؤى ومناهج وقيم وحتى تلك التفاصيل التي تعني كل عامل أو مهتم بهذا المجال المصيري. ثورة التربية والتعليم الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 216 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-033-0 السعر: 12$
تربية الأولاد
هذا الكتاب عرض مفصل لأهم مبادئ التربية وأصولها التي تغوص إلى أعماق النفس البشرية وتستكشف قواها وإمكاناتها العظيمة وحاجاتها الأساسية، دون أن يغفل النصائح العملية والتطبيقات المفيدة.إنه دليل مرشد لكل من يؤمن بهذه القضية كمسؤولية كبرى يجب أن يؤدي أمانتها إلى الله تعالى. تربية الأولادالكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبالطبعة الأولى، 2019حجم الكتاب: 17*17عدد الصفحات: 396نوع الغلاف: ورقيISBN: 978-614-474-082-8للحصول على الكتاب خارج لبنان، يمكن طلبه عبر جملون على الرابط: https://jamalon.com/ar/catalog/product/view/id/37164097او عبر موقع النيل والفرات على الرابط:https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb321957-312703&search=books
روح التربية
الإنسان لا يأتي إلى الدنيا فاسدًا. في البداية يأتي إلى الدنيا بفطرة جيّدة وهي الفطرة الإلهية "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَة"، وهذه هي الفطرة الإنسانية فطرة الصراط المستقيم والإسلام والتوحيد. أنواع التربية هي التي تفتح هذه الفطرة أو تسد الطريق على الفطرة. التربية هي التي يمكن أن توصل المجتمع إلى كماله المنشود، وهي التي تجعل البلاد إنسانية نموذجية كما يريدها الإسلام روح التربية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 192 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$
كيف نفعّل الذكاء اللغويّ عند أطفالنا؟ الآثار العظيمة للتربية البيانية
يولد الإنسان ويولد معه الاستعداد التام لتعلّم أي لغة وإتقانها؛ لكن، قد يتفاوت الناس فيما بينهم من ناحية سرعة اكتساب اللغة وقوّة البيان والتعبير؛ وهنا يأتي دور التربية اللغويّة.لقد أشرنا إلى أنّ للّغة العربية نظامها الخاص الذي ينسجم مع عملية التعقّل بصورة ملفتة، وأنّ لها منطقها المميّز من حيث اكتساب المعاني والتعبير عنها. ممّا يعني شيئًا واحدًا وهو أنّنا إن عملنا وفق هذا النظام اللغويّ ومنطقه الفريد، فسوف نتمكّن من تسريع عملية بناء الفصاحة والبلاغة في شخصية أبنائنا.
حقيقة الذكاء العقليّ، إذا كنت تظن أنّك تعرف ما هو الذّكاء، فكّر ثانيًا!
مع بروز الحاجة إلى تحديد الكفايات المطلوبة للتعلّم، غير المرحلة العمريّة (الأول الابتدائي لسنّ السادسة)، لجأ الغربيّون كالعادة إلى علماء النفس لمساعدتهم على تحديد الذّكاء ليكون بديلًا في عمليّة التّصنيف والتّقسيم، وذلك باعتباره العامل المحوريّ في التّعلّم أو في القدرة الذهنيّة المطلوبة للتعلّم.
القصص وتنمية الذكاء
إنّ الدور الأول للقصة هو تفعيل النشاط الفكري وحث الإنسان على التفكُّر في القضية التي تدور حولها القصة، عسى أن يتمكّن من تطبيق عبرتها على نفسه وحياته (وهذا هو الاعتبار)...هناك نوع من القصص لا يُساعد على التفكر ولا على تنمية الذكاء إنّه الأسلوب المباشر.
الذكاء الاجتماعيّ بين التكيّف والنجاح... ما هي أهم قواعد الحياة الاجتماعيّة السليمة؟
للحياة الاجتماعية تأثيرات مهمّة على حياة الإنسان؛ فقد تجلب له الكثير من الفرح والسعادة أو تتسبّب له بالكثير من الآلام والعذابات. وبحسب الرؤية الإسلاميّة للوجود، فإنّ للاختيار البشريّ الدور الأكبر في تحديد النتائج والآثار. لهذا، يمكن البحث عن عوامل السعادة الاجتماعية في التعاليم الإسلاميّة واكتشاف الكثير من الحكم الرّائعة في هذا المجال.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...