
حين يُراد للعلم أن يكون قوّة تغيير
ما هي الشروط اللازمة
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب العلم والعرفان
ما بين الانتفاضة الأولى التي عُرفت بانتفاضة الخامسة عشر من شهر خُرداد، والانتفاضة الثانية التي تحوَّلت إلى ثورة عارمة اقتلعت عرش الملكية في إيران كان هناك حوالي خمس عشرة سنة. شهدت هذه السنوات تحولًا نوعيًّا يندر أن يلاحظه الباحثون في الثورة، وهو تلك الطفرة النوعية في العمل الفكري والنشر. فعلى سبيل المثال، فقد تضاعف عدد دور النشر الإسلامية في طهران وحدها وخلال هذه المدة الوجيزة عشرات الأضعاف. وقد أدت هذه الطفرة العلمية إلى انبعاث صحوة تفاعلت هذه المرة مع دعوة الإمام الخميني وأطروحته، وتمكنت من تجاوز أصعب التحديات التي يمكن أن تواجه أي ثورة.
أمّنت هذه الطفرة الفكرية الإسلامية الكادر المطلوب للانتقال من الثورة إلى تأسيس نظام السيادة الشعبية وولاية الفقيه؛ لكنّ تحديات الدولة كانت من نوعٍ آخر لم يعهده هذا الكادر ولم يتعرّف إليه في الفكر الذي تلقّاه. وعلى ما بدا فإنّ الإنتاج الفكري السابق لم يكن جاهزًا لمثل هذا الاستحقاق وطبيعة قضاياه الجديدة؛ ممّا أدخل النظام الفتي في محنة وعوائق أدت في العديد من الحالات إلى أزمات كادت تودي بحياة النظام نفسه.
فالدولة التي تنبثق عن أي نظام ما لم تُقرّب تطلعاته وتُحقق أهدافه وتُنجز وعوده، سرعان ما تصبح وبالًا عليه. ومنذ عدة عقود والدولة الإسلامية الفتية هذه تتخبط في أزمات مقلقة، وإن كان يساعد على تخطيها من حينٍ إلى آخر ذلك العداء السافر للقوى المستكبرة التي تمارس أوقح أشكال التآمر والضغوط.
من يطّلع على تجربة الدولة بعد مرحلة استقرار النظام، يُدرك أنّ هناك نقصًا فادحًا على صعيد الكادر المطلوب لهذه التجربة. ورغم أنّ المجتمع الإيراني قد شهد طفرةً عظيمة في عالم الإنتاج الفكري، جعلت كل الإنتاج السابق على مدى قرون يبدو قزمًا، فإنّ هناك معضلة حقيقية تتمثل في كيفية تسييل هذا الفكر في عمل الدولة والحكومة والمؤسسات.
يبدو أنّ طبيعة الثورة العفوية تسمح لسيلان الفكر أكثر ممّا تسمح به الدولة. المشاركة الجماهيرية التي لا يوجد فيها الكثير من التعقيدات التنظيمية، وطبيعة التهديدات والضغوط الشديدة التي يمارسها النظام السابق، كل هذا يسهّل بروز قوة الفكر وأهميته في العمل الثوري.. كان بإمكان سيد في الثلاثينات من العمر أن يزلزل أركان النظام في مدينة مشهد المقدسة من خلال سلسلة من الدروس القرآنية، التي حدّدت أصل المشكلة والمعاناة وطريق الخروج منها. لكن هل تكفي عشرات الكتب والمحاضرات التي تتناول عمل الدولة والحكومة لإخراج الحكومة من أزمة الانسداد التي تعاني منها فيما يتعلق بحل مشكلة الفقر والانتماء وغيرها؟
نسأل: لماذا كان ذلك الحجم من النتاج الفكري كفيلًا بإنجاح الثورة رغم عظم التحديات، في حين أنّ مئة ضعف هذا الحجم لا يستطيع أن يُنجح الدولة؟! يوجد اليوم في إيران آلاف الباحثين والكتّاب الذين ينشرون سنويًّا عشرات آلاف الكتب والدراسات والمقالات في شتى مجالات المعرفة الدينية. الحجم والتنوُّع مذهل، ويمكن أن يُحدث في أي مجتمع آخر تحوّلات كبيرة. لم يطلع العالم لحد الآن على هذه الطفرة التي لا يوجد لها مثيل في أي بقعة من العالم.
إنّ المشكلة الكبرى كما يبدو تكمن في تسييل هذه المعارف والآراء الجديدة والأطروحات. فإنّ تجربة الدولة هي أعقد بكثير من أي تجربة يمكن أن تعيشها المجتمعات البشرية. ويتمثل ذلك في طبيعة المؤسسات التي يُفترض أن تقوم عليها الدولة. فإذا كان القضاء يعاني من تكدُّس الملفات بحيث تبقى بعض الدعاوى أكثر من عشر سنوات حتى تجد طريقها للمحاكمة، وكان هناك أكثر من عشرين دراسة حول هذه القضية، لكنّ الجهاز القضائي لم يُبنَ على أساس الاستفادة من الآراء والأفكار التي تُطرح خارج مؤسساته، فكيف نتوقع أن يرتقي هذا الجهاز ويتمكن من الوصول إلى ما وعد به قائد الثورة ومؤسس الدولة، حين أدان عمل القضاء الملكي وقال بأنّ القضاء الإسلامي يستطيع أن يحل كل هذه الدعاوى في وقت قصير جدًّا؟!
هذا الضعف القضائي المزمن الذي يُعد من أكبر نقاط ضعف الدولة والنظام لا يمكن حلُّه إلا بواسطة العلم. بيد أنّ الوصول إلى هذا العلم لا يتوقف على وجوده واكتشافه، بقدر ما يتوقف على قدرة الاستفادة منه وتطبيقه.
هكذا يبدو المشهد اليوم في معظم تجارب المؤسسات الثورية التي لم تتمكّن من التطوُّر ومُجاراة العلم. فهذا الهرم والترهُّل الذي أصاب معظم مؤسساتنا العامة، كان بالإمكان تفاديه لو أنّنا استطعنا أن نشيد هذه المؤسسات على أساس العلم، فتتطوَّر بتطوُّره وتتوسّع بتوسُّعه.
المؤسسات المبنية على العلم تختلف كثيرًا عن المؤسسات القائمة على الانضباط والالتزام والمحافظة على الوضع الموجود. من الطبيعي أن يكون الهاجس الأكبر في البدايات الحفاظ على الإنجازات ومنع الاختراقات والانحرافات وصيانة الهوية الثورية. لكن هذه الأولوية ينبغي أن تكون مرحليّة، وإلّا صار ذلك سببًا في القضاء على الإنجازات نفسها.
يبدو أنّ انشغال معظم المسؤولين الأوائل (الذين أصبح اسمهم القُدامى) بهذا الهاجس قد حال بينهم وبين ملاحظة هذه الثورة المعرفية والتطوُّرات الفكرية. وبدل أن يعتبروها نعمة، حجبوا أنفسهم عنها أكثر، لأنّها غريبة ولا تجري تحت إشرافهم؛ ممّا أدى إلى تباعد ملحوظ بين أهل الفكر والمؤسسات.
إنّ إعادة تشكيل المؤسسات على أساس العلم ليس بالأمر البسيط، لأنّه يتطلب عبقرية خاصة يعجز عن الوصول إليها من كان يسعى طوال الوقت لاستيعاب تجربة المؤسسة، ويتخبط في متاهات الإدارة، ويرزح تحت أعباء المتطلبات الجديدة التي فرضتها التحولات الكبرى.
من النادر أن تجد مسؤولًا يطلب من الباحثين رفده بدراسات تعينه في تطوير إدارته وحل مشاكل مؤسسته. هذه الذهنية هي أبعد ما يكون عمّن وصل إلى منصبه لا على أساس الأهلية والكفاءة. الثوريون الذين حطموا الأعداء وواجهوا القوى العظمى، يصعب عليهم أن يتواضعوا لغيرهم. والعلم لا يمكن أن يُنال إلا بالتواضع.
أين هي الدراسات التي تربط بين مشكلة الانبهار بالغرب عند تلامذة المدارس "الإسلامية" والمناهج المُعتمَدة؟ وأين هي الدراسات التي تحلل أسباب ضعف الجاذبية عند المؤسسات الإعلامية؟ وأين هي الدراسات التي تبيّن الدور الكبير للدراما والإنتاج السينمائي في بناء المجتمع؟ وأين هي الدراسات التي تتناول قضية الجريمة؟ وأين هي الدراسات التي تعالج مشكلة الإبداع عند المسؤولين؟ و..
رغم التطوُّر الملحوظ في الإنتاج الفكري، فإنّ العزلة التي فرضها المسؤولون على معظم أهل الفكر قد أدت إلى ابتعاد هذا الإنتاج عن تأمين حاجات المؤسسات الأساسية. فلا ينبغي أن نتوقع من المفكر أن يكون مفيدًا وهو مُبعَد عن التجربة والواقع.
هكذا أصبح للفكر مساره الذي لا يلتقي مع التجربة إلا قليلًا. وهكذا وصلت الأمور إلى هذا الاحتقان الذي لا يعرف كيفية الخروج منه إلا أقل القليل.

مبادئ العمل الثقافي
الثقافة هي المحرك الأول لكل المجتمعات البشرية؛ وهي تستحق الكثير من الحديث والبحث العلمي. ولأجل ذلك كان هذا الكتاب في سعي للمساهمة في تفعيل الحوار بين المفكرين والمهتمين بهذه القضية الحساسة من أجل الوصول إلى المبادئ الأساسية التي ينبغي أن ينطلق منها كل نشاط ثقافي فعال. مبادئ العمل الثقافي الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21.5غلاف ورقي: 128 صفحةالطبعة الأولى، 2006م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: 1- النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=02- وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

أسس النهضة الاجتماعية
أطروحة تسعى لتقديم المعالم الرئيسية للنهضة الاجتماعية وأسسها ومقومات بنائها. وفي طيات ذلك يعرض لأهم العوامل التي أدت لتخلف المجتمعات المسلمة وسبل الخروج منها. وفي الكتاب عرض لمشروع شامل لتأمين مستلزمات هذه النهضة ويحدد المسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتق الطبقة المتعلمة وقادتها. أسس النهضة الاجتماعيّة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21 غلاف ورقي: 112 صفحة الطبعة الأولى، 2010مالسعر: 8$

مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

هل يمكن الوصول إلى المعارف العظيمة من دون سلوك طريق العلم المعروف؟
هل صحيح أن الحاج دولابي أصبح عارفًا من دون أن يدرس أصول الدين؟ لأن هناك أناس يحتجّون بذلك ليقولوا أنه يمكن الوصول من دون طلب العلم؟

محنة العلم في العالم المسلم.. كيف يمكن اكتشاف طريق الخلاص؟
تحوّل المسلمون بين عشيةٍ وضحاها إلى عبيدٍ وأتباع يخضعون لسطوة الغرب المتسلّح بأنواع العلوم والتقنيات. فأيُّ عجزٍ هذا الذي وصل إليه المسلمون بفعل هذا الفارق الهائل في العلم؟! ما الذي جرى؟ وهل كان المسلمون مخدوعين موهومين بما لديهم، أو أنّهم أعرضوا عنه؟ ولماذا؟

اختناق مسيرة العلم في المجتمع.. هل هي سبب الأزمة الحالية؟
“ما زال هناك الكثير مما يمكن أن يقال ويكتب حول الإسلام”، المرشد الأعلى آية الله العظمى الخامنئي حين نتأمل في عمق الثورة الإسلامية في إيران ـ والتي اعتُبرت أعظم حدث وقع في القرن العشرين، ما زالت تردداته مستمرة وستستمر إلى وقت طويل ـ فإننا نلاحظ بأن هذه الثورة كانت انفجارًا وقع بعد أن تهيأت إحدى مقدماته الأساسية، والتي قلما يشار إليها في أدبيات الثورة ـ سواء من قبل محبيها أو أعدائها. وهذه المقدمة الأساسية كانت عبارة عن حدوث طفرة نوعية في إنتاج ونشر الفكر الإسلامي داخل المجتمع الإيراني. ولم تكن هذه الطفرة سوى ثمرة جهود متضافرة لمجموعة من المفكرين والعلماء الذين أعادوا النظر إلى الإسلام من زواية المجتمع والسياسة.

متى يكون العلم قوة وسلطانًا؟
تثبت التجارب الكثيرة أنّ من يعلم قوانين الأشياء يمكن أن يمتلك القدرة على تسخيرها؛ سواء كانت هذه الأشياء جمادات أو كائنات حية، وسواء كانت هذه الكائنات الحية أفرادًا أو مجتمعات. لهذا، فإنّ الهدف الأساسي لأي باحث في المجالات العلمية المختلفة هو أن يكتشف القوانين، والتي يمكن التعبير عنها أحيانًا بصورة معادلات رياضية أو رموز اختصارية.

في ظل الجمود الفكري وفي ظل الحاجة إلى أجوبة عن أسئلة حساسة.. أين هو المنهاج العلمي الفريد؟
كل من يشرف على مراكز الإعداد والتعليم الإسلامي يفكر مليًّا في البرامج المُثلى التي تصنع المفكّر والعالم القادر على تعميق الوعي العام تجاه قضايا الإسلام الكبرى.. ولكن نظرة عامة على قضية المهدوية يبين لنا حجم الفراغ وعدد الأسئلة التي ما زالت دون أجوبة شافية.

5. ضرورة الإنتاج الفكري في المجتمع العلمي
يحتاج المجتمع العلمي إلى المفكرين لأنّهم يقومون بتطبيق مبادئ الإسلام والاجتهاد وأصول الشريعة على الواقع المُعاش والقضايا الزمانية، ففي كل عصر وزمان هناك مقتضيات تنشأ من التطوّر والتحوّل الاجتماعي والسياسي والتكنولوجي، وكل هذه تؤدي إلى نشوء قضايا تحتاج إلى عملٍ فكريٍ أصيل.

2. من أين ننطلق لنصنع المجتمع العلميّ؟
هل تعلم أنّ المجتمعات البشرية تعاني كثيرًا من الجهل؟ المجتمعات الإسلامية اليوم لا تمتلك الكثير من المعارف والعلوم التي تحتاج إالها في إدارة شؤونها وتحقيق التقدم والازدهار.. هل تعلم أنّ القرآن الكريم يتضمن كل ما تحتاج إليه البشرية من معارف وإنّه المصدر االوحيد للعلم فكيف نصل إلى معارف القرآن؟

3. أركان المجتمع العلمي، دور المفكّر في بنائه
لكي يتحقق المجتمع العلمي لا بد من تشكّل سلسلة من الحلقات تبدأ من المنبع الحقيقي لتصل إلى الإبداع والفن فما هي هذه الحلقات وكيف تتصل وتتواصل؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...