
لماذا يفشل المال دائمًا؟
السيد عباس نورالدين يحثنا على التفكّر في قضية قلّما يتم التطرّق إليها
أوّلًا يجب أن نفرّق بين المال بمعنى الملك وكل ما له قيمة، والمال بمعنى النقد، سواء كان ذهبًا أو فضًة أو أوراقًا مطبوعة. ويجب أن نتعرّف إلى حقيقة الازدهار، والازدهار الواقعيّ لأي مجتمع أو حتى للأفراد؛ لأنّ الكثير مما يُشار إليه تحت هذا العنوان لا يكون ازدهارًا واقعيًّا؛ وربما تسنح لنا الفرصة للتوسع في هذا المفهوم المحوريّ.
أجل، حتى لو كان المال (بالمعنى الثاني) قد أصبح في عصرنا هذا وسيلةً للحصول على الكثير من الأشياء، فهذا لا يعني أنّ جمعه وتكديسه هو أمرٌ صحّي وسليم ويؤدي إلى الحصول على المزيد من الأشياء المفيدة. وباختصار، يجب الالتفات إلى أنّ تكديس المال بهذا المعنى لن يكون إلا سببًا للفشل والانكماش الاقتصادي؛ الأمر الذي يخالف تمامًا ما هو مشهور اليوم بين الاقتصاديين ومن لفّ لفّهم.
إنّ العامل الأول الذي يقف وراء فشل الحكومات والدول والمجتمعات على صعيد حل المشاكل الاقتصادية يرجع بالدرجة الأولى إلى كون المال محور العجلة الاقتصادية. فحين تتوجه الجهود والخطط والأعمال نحو جمع المال وتكديسه باعتباره علامةً على النجاح، فعلينا أن نتوقع الفشل تلو الفشل.
صحيح أنّ وجود سيولة مالية مهمة يشجع على الإنفاق، لكن علينا أن نعلم أنّ أقل الناس إنفاقًا هم الذين يكدسون الكثير من الأموال في الخزائن والبنوك. فلا يوجد أي علاقة طردية بين كثرة المال والإنفاق؛ وإنّما العكس تمامًا. وهذا أمرٌ بديهي إذا علمنا أنّ هدف جامعي الأموال هو جمع المزيد من المال. فكيف نتوقع أن يزداد إنفاقهم مع ازدياد ثرواتهم المالية؟ ولهذا، فإنّ المسبب الأول للشلل الاقتصادي ولتباطؤ عجلة الاقتصاد هو هذه الفئة بالذات (شريحة جامعي الأموال ومكدسيه).. وكل الإنفاقات الكبرى التي جرت في تاريخنا المعاصر من قبل هذه الطغمة المالية إنّما كانت لأجل الاستحواذ على المزيد من المال الموجود في أيدي الآخرين أو خوفًا من فقدان القيمة الشرائية للمال المكدس عندهم.
كانت بريطانيا أكبر مكدّس للذهب والفضة في العالم كلّه، ومع ذلك فهي دولة كانت ولا تزال تعيش الكثير من الأزمات الاقتصادية. ولولا النهب المستمر لثروات الآخرين لما ظهرت عليها بوادر أي انتعاش. ولو أنّنا أردنا أن نقيس الازدهار بحسب مجموع الأموال المكدسة في البنوك والمصارف، لكان يُفترض أن يكون الفارق بين بريطانيا وبقية دول العالم هائلًا، على مستوى الاقتصاد تحديدًا.
واليوم، تحل أمريكا محل بريطانيا من حيث الثروة المالية المكدسة، ومع ذلك فإنّها لا تفتأ تنهب ثروات الآخرين جهارًا. ويعاني اقتصاد هذه الدولة الناهبة من أزمات خانقة ومن تدهور مزمن كل عدّة عقود من الزمن منذ تشكلها. ويُقال بأنّه لو تمّ إنفاق ٣ بالمئة من الأموال الموجودة في البنوك الأمريكية على المشاريع الإنمائية لأصبحت هذه الدولة متقدّمة جدًّا على بقية دول العالم، ولحُلّت جميع مشاكلها!! لكنّنا نقول بأنّ هذا الإنفاق بحد ذاته لا يمكن أن يكون عاملًا للازدهار. ولهذا، تجد هذه الدولة نفسها مضطرة دومًا إلى نهب ثروات الآخرين، وإلى الهيمنة على إراداتهم واقتصاداتهم للتغطية على فشلها وإثبات أنّها الدولة الأولى وأنّها مورد ثقة للمودعين والمستثمرين.
تبين بعض الدراسات الأمريكية، التي اطّلعت عليها، أنّ الفارق في مؤشر السعادة يظهر بجلاء من حيث اختلاف مستويات الدخل في أمريكا، لكن حين يصل إلى ما فوق الخمسين ألف دولار في السنة يجمد، وبعدها لن يختلف مستوى السعادة بين صاحب الدخل الذي يبلغ المليون سنويًّا وصاحب الخمسين ألفًا. فكثرة المال ليست سببًا للمزيد من السعادة.
يوجد في جنوب لبنان مجموعة مهمة من الرأسماليين الكبار الذين تفوق ثروة كل واحد منهم المليار دولار، ومع ذلك لا نجد أي أثر لهذه الثروات على مستوى اقتصاد هذا المجتمع. وهذا الأمر ليس مختصًّا بهذه المنطقة المحرومة، فهو موجود في كل مناطق لبنان. بل إنّ نظرة مدققة تشير إلى أنّ هؤلاء غالبًا ما يتسببون بنوع من الفشل أو الخلل الاقتصادي. فتجميع الثروات هو كما ذكرنا العامل الأول لهذا الانكماش حتى لو كان بين الفئات المحرومة.
فلا ينبغي أن يكون جمع المال هدفًا لأي مسعى اقتصادي، سواء من قبل الحكومة أو الأفراد. وإذا كان الهدف من المال هو تسهيل المعاملات، فينبغي أن نعلم أن تسييله الدائم هو العامل الأساس للتقدم والازدهار، لأن المعاملات الاقتصادية كلما سهُلت كانت سببًا واقعيًا للازدهار الاقتصادي.
إذا أردنا الازدهار الواقعي، علينا أن نجتنب كل أشكال تكديس الثروات، ولهذا يجب إعادة النظر في دور المصارف وتنظيمها على هذا الأساس.
إنّ تراكم الأموال ليس سوى خدعة للتظاهر بالازدهار. فالأموال تفقد قيمتها الشرائية باستمرار، ويبقى العنصر المحوري للتقدم هو الانتاجية البشرية.
وعلى كل حال، إنّ هدفنا من هذه الإشارات التأكيد على أنّ الصراع بين البشر حين ينتقل إلى حلبة الأموال (كما يجري اليوم)، فإنّه يؤذن باقتراب انهيار وفشل وهزيمة الذي يستخدم المال كسلاح أساسي. ويكفي لنا أن نتأمل في العديد من التجارب والقضايا التي استُخدم فيها المال بكثرة حتى ندرك أنّ المال يكون دومًا عامل الهزيمة والفشل. وللحديث صلة..
عن رسول الله(ص): "أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي أَنْ يَكْثُرَ لَهُمُ الْمَالُ فَيَتَحَاسَدُونَ وَيَقْتَتِلُون". [مجموعة ورام، ج1، ص 127].

كيف يصنع القادة المميزون
الهدف الأساسي لهذا الكتاب هو تمكين أي إنسان للبدء من النقطة الصحيحة في عملية بناء نفسه، ليكون قائدًا ناجحًا؛ مهما اختلفت ساحات العمل التي يخوض فيها. كيف يُصنع القادة المميّزون الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 264 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 8$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

كيف تصبح غنيًّا وتنعم بالحياة
الغنى خيار، والفقر ليس مجرد امتحان واختبار.والله يحب لعباده المؤمنين أن يعيشوا بكرامة وسعة وأن يكون لهم اليد العليا.وقد جعل للغنى وسعة العيش سبلًا وأسبابًا واضحة وكل من يسلك هذه السبل فسوف يدرك الحياة الطيبة والعيش الرغيد.وفي هذا الكتاب نتعرف إلى أهم هذه الأسباب. كيف تصبح غنيًّا وتنعم بالحياة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 384 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-080-4 السعر: 14$

فن تدبير المعيشة (١)
تدبير المعاش يتطلب مهارات عديدة. ولكن ينبغي أولا أن نتعرف إلى هدف العيش في هذه الدنيا وابعاده. لأن المعاش الصحيح ينطلق من مبادئ صحيحة. وبعد ذلك يصبح مهارة وفنا يحتاج إلى الحكمة والممارسة السليمة. فما هي هذه المبادئ وكيف نطبقها تطبيقًا صحيحًا؟

معيشتنا تحدّد مصيرنا
أجل، معيشتنا تحدّد مصيرنا الأبديّ. فقليل من التأمّل في تحدّيات العيش في الدنيا يجعلنا ندرك كم هي عميقة هذه القضيّة وكم هي مرتبطة بقضايا الكون الكبرى.

الطريق الصحيح لتأمين المعيشة : كيف نتجنب فتنةً لا تصيب الذين ظلموا خاصّة؟
تحفل النّصوص الدّينيّة بالتّصريحات والإشارات الهادية إلى حياة الكفاف والغنى والنّجاة من الحرمان والفقر. وأوّل دلالات هذه النّصوص (من آيات وأحاديث وأدعية) هي أنّ الله تعالى لا يريدنا أن نعيش في حالٍ من العوز والهمّ المانع من تحصيل الفضائل والسّعي نحو الكمال وبلوغ المقصد الأعلى في ظلّ عبادة الله.وباختصار، لا يمكن مع كلّ هذه الشّواهد أن يظنّ المسلم أنّ الفقر أمرٌ جيّد أو مقبول في الدّين والرّؤية الإسلاميّة، حتّى أنّه قد ورد في بعض الأحاديث "كاد الفقر أن يكون كفرًا".

6 أصول للغنى والكفاف في المعيشة
لقد استضافنا الله في هذه الأرض لا ليحرمنا ويجعل عيشنا كدًّا كدًّا، بل أراد لنا أن نسعى فيها نحو الآخرة. وقد صرّح النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) بهذه الضمانة حين قال: "أيُّهَا النَّاسُ أَقْبِلُوا عَلَى مَا كُلِّفْتُمُوهُ مِنْ إِصْلَاحِ آخِرَتِكُمْ وَأَعْرِضُوا عَمَّا ضُمِنَ لَكُمْ مِنْ دُنْيَاكُم".
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...