الحدود الفاصلة بين الإباحية والجمال
يجب الحديث عن جمال الجسد انطلاقًا من بعده الروحي والإلهي للوقوف بوجه المستغلّين له، الذين امتلكوا بسبب استئثارهم واحتكارهم له أقوى أسلحة الشيطان التي لا تخيب!
يجب الحديث عن جمال الجسد انطلاقًا من بعده الروحي والإلهي للوقوف بوجه المستغلّين له، الذين امتلكوا بسبب استئثارهم واحتكارهم له أقوى أسلحة الشيطان التي لا تخيب!
لا يُتوقع في أي مجتمع أن يكون جميع الناس تابعين للقائد الأعلى، حتى لو أكنّوا له كل الود. الأتباع الخُلّص هم الذين يؤمنون بأطروحته ومشروعه ويسعون لتطبيقه وتوفير مستلزماته بعد الاطلاع عليه وفهمه... حين يشعر الأتباع بأنّهم يستطيعون الوصول إلى هذا القائد متى ما أرادوا أو أن يوصلوا إليه أفكارهم واقتراحاتهم وانتقاداتهم ومطالبهم متى ما شاءوا، فهذا يعني أنّ هذه القيادة تتمتع بدرجة عالية من القدرة. يمكن القول إنّ هذا هو المؤشر الأول على كون هذا القائد غاية في الاقتدار.
لكي تنتصر في أي حرب يجب أن تجهّز لها في أوقات السلم
حين يتغلب عليك عدوّك الذي تعتبره كافرًا أو يتسلط عليك ليتحكم بكل شيء في حياتك، فهذا ليس بالواقع البسيط الذي يمكن أن نمر عليه مرور الكرام. سيلقي هذا الواقع بظلاله عليك وعلى كل من حولك لمدة طويلة جدًّا، وسوف ترى على أثر ذلك كيف يرتد الناس عن دينهم أفواجًا أفواجا. كل ذلك الفكر الذي طرحته عليهم ووعدتهم بأنه يصلح واقعهم وينجيهم من الكارثة بات هباءً وأصبح كالزبد.
أنظر إلى أي مجتمع وأُحاول أن أعرفه وأفهمه فلا يمكنني أن استغني عن قراءة تاريخه. وتاريخ أي مجتمع لا يتميز عن تاريخ مجتمعٍ آخر إلا بما تركه للأجيال اللاحقة والبشرية لتستفيد منه وتنتفع. يصبح تاريخ أي مجتمع أو ماضيه ذا قيمة فيما لو خلّف لنا ما نقدر على الاسترشاد به لأجل إصلاح حاضرنا والتقدُّم الحقيقي نحو مستقبلنا.
في المواجهات التي تحصل بين معسكري الحق والباطل يذكر لنا القرآنُ الكريم أنواعًا من النتائج والتبعات؛ بعضها على سبيل الاحتمال، وبعضها الآخر على سبيل الحتم المقضي. لكن المسألة الأساسية التي تشغل بالنا دومًا هي التي تتعلّق بانطباق هذه الآية أو تلك على الواقع الذي نتصوّره أو نعيشه. فإذا قال الله عز وجل {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكافِرينَ عَلَى الْمُؤْمِنينَ سَبيلًا}،[1] نتساءل فيما إذا كنّا أو كان المعسكر الذي نفترضه ممّن ينطبق عليهم لفظ المؤمنين في هذه الآية الشريفة.
للقيادة دورٌ شديد الأهمية والحساسية، فهي التي ترسم مصير الجماعة والأتباع. في الواقع، تمثل القيادة إرادة الأتباع مجتمعةً، وتعصر توجهاتهم بصورة قابلة للتنفيذ. إنّها ابتكار العقل لحسن التدبير وإبداع الوجدان في التسيير. بدون القيادة لا أمل للجماعة، ولذلك كان القائد الفاجر أفضل من عدم وجود قائد، كما أشار الإمام علي عليه السلام: لا بد للناس من أمير برّ أو فاجر. عدم وجود قائد يعني الاضمحلال والزوال. قوة الجماعة تتمثل في إنتاج أفضل قائد واتّباعه بأفضل طريقة. لكن، لماذا تصل بعض الجماعات إلى حالة من العجز عن إنتاج القادة المميزين حتى يُقال إنّ وضعها ومآل أمورها إلى الخراب فيما إذا مات القائد أو قُتل؟
لدينا تراث فكري مهم، وان كان يتطلب الكثير من الأعمال الفكرية والبحثية والتعليمية والتبليغيّة، حيث تبرز الحاجة يوميًّا إلى الربط بين الأفكار والواقع. وهذا ما يستدعي استخدام الفنون الجميلة. فالفكر المجرّد عن الواقع لا يُنتج رؤية وعقيدة، وبدون الفنون لا يصل إلى الأغلبية الساحقة من أبناء المجتمع. إهمال الفن بكل أساليبه يفسح المجال للفنون الشيطانية أو الأعمال الفنية النابعة من الرؤى الكونية المادية والإلحادية وغيرها لتهيمن على أذهان الناس.
حين تنزل الكوارث بأي شعب ويفقد خيرة قادته وشبابه ولا يبقى بيتٌ فيه إلا وقد دخلته المصيبة، فمن الطبيعي أن يفقد الناس للوهلة الأولى الشعور بقيمة الحياة، فقد انسلخ جزءٌ عزيز من نفوسهم وارتحل. لكن قد تكون هذه التجربة الشديدة عاملًا للانتباه واكتشاف معاني لم تكن معروفة من قبل. هكذا ينبعث مثل هذا الشعب من تحت الركام ليتجه هذه المرة نحو الحياة بصورة أفضل وأعلى، فيقدّم للشعوب الأخرى أنموذجًا فريدًا يستحق معه أن يكون مثلًا أعلى لفلسفة الوجود على هذه الأرض.