
حين تصبح الأخلاق أساس الوعي السياسي
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب أي مجتمع نريد
الذي لا يمتلك الوعي السياسي يمكن أن يسقط في فخ أعدائه بسهولة. الركن الأول للوعي السياسي يرتبط بتمييز الصديق من العدو. معظم المعارك السياسية في العالم إنما تدور حول استقطاب الشعوب من أجل التحكم بإرادتها. ولا شيء يمكن أن يستقطب أي شعب مثل إشعاره بالصداقة. هكذا استطاعت أمريكا التحكم بإرادة شعوب أوروبا الشرقية وبعض الشعوب العربية.
لكي تنجح القوى الشيطانية في عملية الاستقطاب هذه، تقوم أحيانًا بخلق عدوّ من الداخل (كما جرى مع صدام حسين في العراق)، وبعد أن يُنهك هذا الطاغية شعبه بكل أشكال القمع والتنكيل ويصبح العدو الأول للناس، تأتي هذه القوة الخارجية وتُسقط هذا المستبد (الذي صنعته)، لتصبح الصديق الأوفر حظًا لهذا الشعب.
بالنسبة لأولئك الذين رزحوا طويلًا تحت سلطة صدام ولاقوا أشد أنواع المرارات، لا يمكن أن يكون المخلّص إلا صديقًا حميمًا. يصعب كثيرًا أن يشاهدوا فيه العداوة والخداع.
يصبح الأمر أشد تعقيدًا حين تأتي هذه القوة الخارجية وتسمح لهؤلاء المضطهدين، أو من بقي منهم، بتولي شؤون البلاد، وتُشعرهم بهامش كبير من الحرية مقارنةً بما كانوا عليه تحت حكم ذلك الطاغية.
المخلّص أصبح أيضًا سببًا للعزة!
من الذي يصمد في مثل هذه الفتنة؟
وما هي أهم عوامل الثبات وعدم السقوط فيها؟
أعتقد أن الأخلاق ستكون عنصرًا محوريًّا عظيم التحديد، شديد الدقة؛ لأنّه مهما كانت إنجازات هذا العدو جميلة بحق هذا الشعب أو ذاك، فإنه لن يتمكن من إخفاء انحطاطه الأخلاقي. ومن كان شديد الحساسية تجاه الأخلاق، لا يمكن أن ينسجم مع هذا العدو الماكر.
الأخلاق تفرّق وتُباعد أكثر من العقيدة والسلوك؛ لأن إدراك الفوارق العقائدية يحتاج إلى قوة فكر، وإدراك السلوكيات يحتاج إلى متابعة السياقات التاريخية. أما الأخلاق فإنها تبرز بقوة.. ولأجل ذلك كلما ترسخت القيم الأخلاقية في روح أي شعب أو فرد استطاع أن يلاحظ الفارق الجوهري بينه وبين الآخر.
حين ضاع الشباب واضطربوا أمام الأطروحات الفكرية للشرق والغرب، كان المميز الأخلاقي عنصرًا منجيًا. لم يتمكن هؤلاء من الانسجام مع مجتمعات وأنظمة تعيش مثل هذا الانحطاط الأخلاقي. وأعني بالأخلاق ما هو مقصود من صفات النفس وملكاتها التي تظهر في التكبر والتواضع والتهتك والعفة والاهتمام بالروحانيات أو الانجراف وراء الماديات وأمثالها.
فلننشر القيم الأخلاقية في عالم الفكر وسوف نلاحظ آثارها السياسية بصورة كبيرة.

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

حين تكون مشكلتنا السياسية في السفاهة
من معاني تسفيه النفس أن لا يحتكم المرء إلى العقل بل يتجاوزه ويتخطاه؛ بذلك يسوق نفسه نحو الهلاك المبين. هذا التسفيه، الذي يجعل صاحبه مع الوقت سفيهًا والسفاهة شخصيته، قد يحصل في كل مجالات الحياة ومنها المجال السياسي وما أكثره. فما هي السفاهة السياسية يا تُرى

كونك على حق لا يعني أنّك ستنتصر... لماذا يجب أن نمعن النظر في تجربتنا السياسية
أن تكون جماعةٌ على حق، وأن يكون أعداؤها من أهل الباطل، لا يستلزم بالضرورة انتصار جماعة الحقّ!

هكذا هي الحياة السياسيّة للمسلم الواقعيّ
ينطلق المسلم الواقعيّ نحو المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية من نقطة التكليف الشرعيّ والإلهيّ، لكنّه يحمل معه رؤية واضحة لمعنى السياسة ودورها والقيم المعنوية التي تحكمها. ولن تجد على وجه هذه الأرض من يشبه هذا المسلم من جهة اعتقاده بالمستقبل المشرق لهذا العالم وكيفيّة تحقّقه.

محنة الإسلام السياسي اليوم.. إلى أين وصل الإسلاميون في أطروحة الحكم؟
يعاني المؤمنون بالإسلام السياسي في شتى أنحاء العالم المسلم من صعوبة بالغة في جعل أطروحاتهم المتنوعة قابلة للتطبيق... المشكلة في الأساس كانت وما تزال ترتبط بقضية ربط السياسة بالدين.

الوعي السياسيّ يحفظ الإيمان
إذا كنت تظن أنّك تعرف ما هو الإيمان، فكّر ثانيًا. الإيمان الحقيقيّ هو الإدراك والشعور الذي يكون عاملًا أساسيًّا للتّفاعل القويّ مع حضور الله تعالى في الحياة؛ وفي غير هذه الحالة، فإنّ ما قد نسمّيه إيمانًا لن ينفع، ولن يفيد صاحبه من وجوده على هذه الأرض.

عوامل تقوية الوعي السياسي.. امتلاك الرؤية الكونية الصحيحة
ما هو دور معرفة الرؤية الكونية الصحيحة في الوعي السياسي؟ كيف نتعرّف على السنن والقوانين الاجتماعية ونطبّقها على واقعنا الحالي؟

عوامل تقوية الوعي السياسي... متابعة مواقف الفاعلين في صناعة الواقع السياسيّ
يمكن تقسيم الناشطين في المجال السياسي إلى فئتين أساسيتين: 1- الفئة الأولى: الفاعلة 2- والفئة الثانية: المنفعلة. أما الفاعل فهو الذي يمتلك هدفًا ويسعى لتحقيقه.وأمّا المنفعل فهو ذاك الذي ينفعل تجاه فاعلية الأول، فهو لا يملك هدفًا، وإن كان يمتلك رغبات أو طموحات أو أماني ووضعها في قالب الأهداف، فإنّه لا يسعى لتحقيقها بل يكون منفعلًا وشهوانيًا وغضوبًا، بكل ما تعنيه هذه الكلمات من معنى. بالطبع، هناك فئة ثالثة لا تدخل ضمن النشاط السياسي، وهي الفئة التي ارتضت لنفسها أن تكون منقادة ومنساقة وغافلة وغير مكترثة.الفئة التي تهمنا هي الفئة الفاعلة التي تنطلق من أهداف كبيرة واستراتيجية، ومن رؤى وأطروحات تعمل على تطبيقها، لأنّها فاعلة لا مجرّد منظّرة، أي إنّها تمتلك أدوات وطاقات وإمكانات تستعملها في مجال الوصول إلى تلك الأهداف. هذه الفئة يمكن أن تكون بعملها وأدائها صانعةً للواقع السياسي؛ وحين تتحرّك نحو تلك الأهداف، فسوف تمتلك الوعي السياسي وتكتشف القوانين والسنن الحاكمة على حياة البشر والمجتمعات والتاريخ. لذلك أعتقد أنّ مواكبة ومتابعة هذه الفئة في مواقفها وتصريحاتها وفي دروسها وشروحاتها هذه، يعطينا وعيًا سياسيًا مميزًا.

1- الوعي السياسي... لماذا؟
ما هي ضرورة الوعي السياسي؟وما هي عواقب الغفلة السياسيّة؟ما هي أهداف البصيرة السياسية؟وإلى ماذا نحتاج لنكتسب الوعي السياسي؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...