
كيف ننال أرقى الحالات الروحية
السيد عباس نورالدين
ليست الروحانيّة مجرّد مشاعر عابرة، بل هي حقيقة تكوينيّة وجودية يمكن للإنسان إدراكها والاتّحاد معها. وإذا أردنا أن نقرّب المعنى فلنتصوّر هذا العالم المادّي بكل ما فيه من ظواهر حياتية، ثمّ نكثّفه بإلغاء الفراغات الواقعة بين ذرّاته؛ فهنا يُقال بأنّ هذا الكون كلّه يمكن أن يتكثّف في علبة كبريت واحدة.
وهذا المقدار من الذرّات المادّيّة ليس بشيء إذا ما قورن بمقدار الروح الذي يمثّل الحياة أينما وُجدت في جميع أرجاء الكون وغيره. ولا شك بأنّ المقارنة بين المادي وغير المادي ليست صحيحة؛ لأنّهما من سنخين متباينين؛ لكن بينهما من ناحية حظ الوجود أو مرتبة الوجود تفاوت كبير. فإذا حصل الإنسان على الروح، وصار متّحدًا معه، يكون كمن ملك العالم كلّه وصار له قدرة التصرّف به.
هذا الروح هو الذي يُنفخ في الكون فيمنحه الحركة ويبثّ فيه الحياة. وأمّا تلك الحركة فهي التي تجعله سائرًا من النقص إلى الكمال أو من القابلية إلى الفعلية. وفي الواقع إنّ الكون كلّه يتّجه نحو الروح، والروح غايته.
إنّ فهمنا الصحيح للرّوح يساعدنا كثيرًا على معرفة طبيعة الحياة الروحية التي ينبغي أن نعيشها؛ لأنّ هذه الحياة ستكون عبارة عن الاستزادة الدائمة من الروح. وذلك لا يكون إلا إذا كنّا امتلكنا الاستعداد الأوّلي لنفخته (وهو حاصل كما يبدو من بشريّتنا)، وسعينا لتوسعة هذا الاستعداد من خلال تقوية إنسانيّتنا.
وإنّما تقوى الإنسانية فينا وتزداد من خلال السير والتماهي والانسجام مع لوازمها ومقتضياتها وإجابة دعواتها. ولذلك كان الإنسان الكامل متحقّقًا بمقام الروح الأعظم. وبالنسبة للبعض، يمكن أن يحصل نوع من الاتّصال بهذا الروح من حينٍ إلى آخر؛ كما حصل لهشام بن الحكم (وهو من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام) أثناء منافحته ودفاعه عن الحقيقة، حيث ذكر له الإمام أنّه كان مؤيّدًا بروح القدس.
ولهذا الروح تجليات ومظاهر؛ وأدنى مظاهره هو تلك الروح النباتية التي تسري في هذه الكائنات؛ ولولاها لما كان من نموّ وحياة للنبات والشجر. وحين نعمل على زيادة النباتات في عالم الطبيعة، فإنّنا في الواقع نعمل على زيادة منسوب حضور الروح على الأرض. وبهذه الطريقة تزيد فرصتنا من الاتّصال بالروح.
كلّما زادت الحياة على الأرض ـ سواء كانت في النباتات أو الحيوانات أو البشر ـ فإنّ هذا يعني أنّ الروح تدنو منّا وتحنو علينا. وبتبع ذلك تحنو السماء وتستجيب. وهذا ما يفسّر شدّة اهتمام أولياء الدين بالزراعة والأشجار والبهائم، فضلًا عن الحرص الشديد على الحياة البشريّة؛ وقد قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَميعًا}..
فالعاملون على الحياة في كلّ المجالات لهم فرصة الاستزادة من الروح أكثر من غيرهم. وكلّما ارتقت إنجازاتهم الإحيائيّة، كان لهم المزيد من الفرص (بشرط أن يعملوا على حفظ استعداداتهم). وأفضل أنواع الحياة وأرقاها هي الحياة الروحيّة المعنويّة، التي تتجلّى في الإنسان خاصّة. ولذلك قال الإمام الصادق (عليه السلام) لرجلٍ سأله عن الإحياء المذكور في هذه الآية الشريفة هل هو أن ينقذها من حرق أو غرق؟، فقال له الإمام: أجل. ثمّ سأله هذا الرجل عن هدايتها إلى الحقّ، فقال عليه السلام: هذا والله تأويلها الأعظم.[1]
فمن عمل على هداية الناس وحثّهم على الروحانية وتوجيههم نحو الحياة الآخرة وتحريضهم على الأعمال الإحيائية، كان له أعظم فرص الوصول إلى الرّوح الأعظم. فحين يُقام في المجتمع تيّار روحاني عام وينبعث الناس نحو الفضيلة والكمال المعنويّ، يصبح كل شيء فيه روحانيًّا بأرضه وسمائه وكائناته ونباتاته وحتّى جماداته.
ولهذا، فإنّ هذه الأرض تنتظر هذا التحوّل الجوهريّ لتشرق بنور ربّها وتتّجه نحو السماوات، حيث تنفتح لها أبوابها جميعًا؛ فلا يبقى من خير في السماء (وهو الروح) إلا ويتنزّل إليها؛ وهكذا تصبح الأرض والسماء قطعةً وأرضًا واحدة. وبعد هذا يحدث من التحوّلات والتغيّرات ما لا مجال لذكره هنا.
إنّ العاملين على روحنة الأرض هم الذين يتقدّمون قافلة البشريّة نحو جنّة الخلد ومقام القرب.
كل من يكون له دور في استزادة الحياة على الأرض ولو بزرع شجرة، سيكون له من الحياة والروح بمقدار ما تنزّل منها إلى الأرض ما دامت هذه الشجرة. لأنّ نبات الأرض وشجرها سرّ حياتها وبقائها ودوام الغيث والماء فيها. ولولا الشجر لتحوّلت كل مياه الأرض إلى ماءٍ أُجاج، ولا يمضي وقتٌ طويل حتى يتبدّل بدوره إلى صخرٍ جامد، تنعدم الحياة فيه مطلقًا!
وبسبب هذه الحياة الأرضية يكون للبشر فرصة الحياة. وفي ظلّ فرصة الحياة هذه يكون لهم فرصة الروحانيّة العظمى؛ وذلك من خلال الاهتداء إلى الله والسير نحو الحياة الآخرة التي هي الحياة الحقيقيّة الأبدية.
إنّ سعي المسلم الواقعيّ نحو الحياة الآخرة لا يعني التضاد مع أدنى درجات الحياة، وإن كانت الدرجة الدنيا تبدو كلا شيء أمامها؛ لأنّ حفظ أدنى درجات الحياة واحترامها وحتى التمتّع بها، هو الذي يدلّ على لياقة الإنسان للتمتّع بالحياة الخالدة المطلقة الأبدية. وإنّما يختار المؤمن تلك الحياة الأبدية دومًا ويفضّلها على الحياة الدنيا لأنّها سرّ بقائها وديمومتها وجمالها. وما كان توجّه المتقين نحو الجنة إلا ليجعلوا كل أرض جنة؛ ولهذا كان لهم في النهاية الفوز بالجنّة والأرض معًا كما قال عزّ من قائل: {وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلين}.[2]
إنّ أهل الجنّة الحقيقيّين إنّما كانوا أهل الجنّة لأنّهم لا يرضون بأن يكون هناك ذرّة واحدة من العالم لا تتنعّم بالروح، فكيف إذا كانت هذه الأرض وما عليها. وإنّما جاؤوا إلى أرض الطبيعة ونزلوا من تلك الجنة العالية ليؤدّوا هذه المهمّة بطيب خاطر حبًّا بالله تعالى.
ولأنّ الإعراض عن الله تعالى سيظهر على الأرض بصورة سفك الدماء (إزهاق الحياة البشرية)، والإفساد فيها (القضاء على أشكال الحياة الأخرى)، فإنّ الهم الأكبر لأهل الجنّة وأهل السماء هو أن يقتلعوا جذور هذا العصيان الذي يُعدّ المانع الأكبر أمام الحركة الهادرة القوية نحو الروح الأعظم.
ولا يحتاج المسلم الواقعيّ لكثير تأمّل حتى يلاحظ العلاقة الواضحة بين الإعراض عن الله تعالى وجفاف المعنى وخسارة الروح. ولذلك وصف الله تعالى أمثال هؤلاء بقوله: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواء}.[3] وكثيرًا ما نبّهنا الله تعالى إلى أنّ العصيان والإعراض عن ذكره والتوجّه إليه لا يؤدّي إلا إلى خسارة النفس التي هي أرض الروح ومحل تنزّلها.
ومن علامات الاستزادة الروحية التي هي عنوان الحياة الروحية أن يصبح المرء مرهف الحس تجاه كل ما هو روحيّ ومعنويّ. فلا تتعجّب إذا سمعت قصّة ذلك العارف الذي اضطرّ لأن يرجع مسافة عشرين ميلًا لإرجاع نملة إلى مسكنها بعد أن علم أنّها انتقلت على ثوبه هذه المسافة. وإنّما كان لسليمان وداوود (عليهما السلام) قدرة إدراك مخاطبة الطيور والكائنات وحتّى النمل بسبب هذا الحس المرهف بكل ما هو حي في هذا العالم. وقد ذُكر أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يسمع الحجر والحصى يسلّم عليه قبل بعثته. وكيف لا يكون ذلك وكل ما في هذا العالم كان منتظرًا له، وهو مظهر الحياة الكبرى في كل العوالم.
[1]. عنْ حُمْرَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع): ...أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} قَالَ: مِنْ حَرَقٍ أَوْ غَرَقٍ؟ ثُمَّ سَكَتَ، ثُمَّ قَالَ: تَأْوِيلُهَا الْأَعْظَمُ أَنْ دَعَاهَا فَاسْتَجَابَتْ لَهُ. [الكافي، ج2، ص 211]
[2]. سورة الزمر، الآية 74.
[3]. سورة إبراهيم، الآية 43.

خطة الإسلام 3
إذا كان الاسلام هو خطة الله للعالم، فما هي مبادئ هذه الخطة وأصولها؟ وكيف يمكن لنا أن نكتشف التفاصيل المهمة التي ترتبط بتطبيقها في زماننا وفي كل زمان.. كتاب يعمّق الوعي بشأن أعظم قضية في الحياة. خطة الإسلام 3 الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*13 غلاف ورقي: 208 صفحات الطبعة الأولى، 2014م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

خطة الإسلام 2
إذا كان الاسلام هو خطة الله للعالم وللبشرية والمصير.. فكيف كانت هذه الخطة تطبق على يد الأنبياء منذ بداية عصور الرسالة، وإلى أين وصلت مع مجيء خاتم الأنبياء وبعثته. وماذا حل بهذه الخطة بعد وفاته وإلى يومنا هذا.. هذا ما يجيب عنه هذا الكتاب ويضعنا أمام سياق تاريخي مفعم بالأمل. خطة الإسلام 2 الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*13 غلاف ورقي: 144 صفحة الطبعة الأولى، 2011م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

خطة الإسلام 1
يهدف هذا الكتاب إلى عرض الدين كما جاء به رسول الله (ص) : خطة إلهية محكمة تهدف إلى تغيير العالم وتبديل الأرض وإيصال الناس إلى سعادتهم المطلقة.. فكيف يمكن أن تظهر هذه الخطة الإلهية في الاسلام. خطة الإسلام 1 الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*13 غلاف ورقي: 40 صفحة الطبعة الأولى، 2009م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

لماذا لا يرقص المسلم فرحًا؟
تكاد لا تخلو ديانة أو ثقافة من الرقص كأحد أوجه التعبير عن الفرح والمرح وغيرها من تعابير الشموخ والفخار أو البهجة والازدهار! لكننا في المقابل نجد نهيًا واضحًا وزجرًا شديدًا عن هذا النوع من التعبير الجسدي داخل التجربة الإسلامية الشرعية، حتى لو كان الأمر حصرًا بين زوجين في خلوتهما.

نحو حياة فكرية فوّارة... بداية العيش الإسلامي الرغيد
اهتم روحانيّو الإسلام بالحياة والسلوك البشريّ، وتحدّثوا عن التفكّر كثيرًا، وذكروا أنّه المنزل الأوّل في رحلة الإنسان التكاملية، وهو أوّل ما ينبغي تثبيته في النفس والسلوك بالمجاهدة والرياضة الروحية.. فما لم يصبح التفكّر جزءًا أساسيًّا من شخصيّتنا، لا ينبغي أن نتوقّع أي توفيق أو نجاح في المراحل اللاحقة التي يمكن أن نقطعها.

نمط العيش الإسلامي... القواعد والأركان
شاع في العقود الأخيرة مصطلح نمط الحياة أو العيش للتعبير عن أسلوبٍ خاصّ ينتهجه الإنسان ويمشي عليه بوعيٍ تام باعتبار أنّه العيش الأفضل. ومن الطبيعي في ظل التفاعل الثقافيّ العالميّ الذي يتّخذ أحيانًا منحى الصراع وحتّى الغزو، أن تسعى كل ثقافة لإظهار نمطها الخاصّ في العيش، وتظهيره كأرقى وأفضل أسلوب للحياة؛ عسى أن يكسبها ذلك اليد العليا في هذه المواجهة الحضارية.

تعالوا إلى بساطة العيش. كيف تكون الحياة البسيطة وسيلة لتكامل الإنسان؟
كثيرًا ما نسمع في أوساطنا مدحًا وتمجيدًا لبساطة العيش. ولطالما ذُكرت هذه المزيّة كإحدى أهم خصائص العالِم الزاهد. وما أكثر ما تُطلق الدّعوات الموجّهة لطلّاب العلوم الدينيّة ليختاروا بساطة العيش.

الصلاة محور الحياة الروحية... كيف نجعل حياتنا صلاة
الصلاة في الحقيقة ثناء على الله تعالى من العبد. وهي إحدى أهم أبرز لوازم الإنسانية وخصائصها وحدودها. ولهذا لا يتنكّب عنها إلّا من خرج عن هذا الحدّ ورضي لنفسه بالبهيمية. ففي بعض الأحاديث أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: "ألا يخافنّ أحدكم إذا حوّل وجهه عن الصلاة أن يحوّل الله وجهه إلى وجه حمار؟"

يوميات مسلم مع الدعاء
حين يكتشف المسلم قوّة الدعاء سرعان ما تصبح الأدعية التي نطق بها أولياء الله الكاملون المنبع الأوحد لهذه التجربة الروحية العظيمة والمصدر الذي يرجع إليه لتوجيه شؤون حياته كلّها. وسرّ ذلك، كما لا يخفى، هو أنّ هؤلاء المعصومين، الذين بلغوا أعلى مراتب الكمال، قد أدركوا الحاجات الواقعية للخلق حين شهدوا جميع منازل الإنسانية ومقاماتها. فأدعيتهم أضحت خارطة طريق تهدي إلى الكمال والسعادة.

بالإنسانيّة ننجو ونفوز
خلق الله الإنسان ليكون بإنسانيّته مظهرًا لعظمته وقدرته. فكانت الصّورة الإنسانيّة أجمل صورة خلقها الله؛ فمن حفظها واحترمها وصانها وأكرمها أكرمه الله ورفعه.وما دامت الصورة الإنسانية محفوظة مكرّمة في الحياة البشرية، فهذا يعني بقاء الفرصة لنيل الرحمة. ولو عبث الناس بهذه الصورة وغيّروها، فلن يبقى لوجودهم على هذه الأرض من معنًى.

6 عوامل.. من أجل اقتصادٍ مزدهر
إنّ المعادلة الكبرى لأي ازدهار اقتصادي تكمن في حقيقة أساسيّة وهي كفاية الأرض لتأمين الحاجات الأساسية لأهلها. لكن هذا العطاء يحتاج إلى عملٍ ذكيّ وتعاملٍ حكيم. وحين يجوع أي شعب في الأرض فهذا يدل على وجود خطأ ما في سلوكه ونمط عيشه وإدارته. وانطلاقًا من هذه القاعدة يوجد ستّة عوامل أساسيّة لتحقيق الازدهار، هي في الواقع بمثابة تطبيق وتفصيل لها.

الطريق الصحيح لتأمين المعيشة : كيف نتجنب فتنةً لا تصيب الذين ظلموا خاصّة؟
تحفل النّصوص الدّينيّة بالتّصريحات والإشارات الهادية إلى حياة الكفاف والغنى والنّجاة من الحرمان والفقر. وأوّل دلالات هذه النّصوص (من آيات وأحاديث وأدعية) هي أنّ الله تعالى لا يريدنا أن نعيش في حالٍ من العوز والهمّ المانع من تحصيل الفضائل والسّعي نحو الكمال وبلوغ المقصد الأعلى في ظلّ عبادة الله.وباختصار، لا يمكن مع كلّ هذه الشّواهد أن يظنّ المسلم أنّ الفقر أمرٌ جيّد أو مقبول في الدّين والرّؤية الإسلاميّة، حتّى أنّه قد ورد في بعض الأحاديث "كاد الفقر أن يكون كفرًا".

أفضل سبل مكافحة البطالة... لماذا يجب أن نعيد النظر بشأن العمل؟
إنّ عدد سكّان الأرض قد ناهز المليارات السبعة، والقوّة العاملة فيهم تبلغ عدّة مليارات؛ لكن المتتبّع لأسواق العمالة والبطالة يلاحظ أنّ نسبة ملفتة من تلك القوّة العاملة لا تجد العمل المناسب لمعيشتها، وأنّ نسبة أخرى قد تبلغ حوالي العشرة في المئة من المجموع العام لا تجد عملًا من الأساس!

6 أصول للغنى والكفاف في المعيشة
لقد استضافنا الله في هذه الأرض لا ليحرمنا ويجعل عيشنا كدًّا كدًّا، بل أراد لنا أن نسعى فيها نحو الآخرة. وقد صرّح النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) بهذه الضمانة حين قال: "أيُّهَا النَّاسُ أَقْبِلُوا عَلَى مَا كُلِّفْتُمُوهُ مِنْ إِصْلَاحِ آخِرَتِكُمْ وَأَعْرِضُوا عَمَّا ضُمِنَ لَكُمْ مِنْ دُنْيَاكُم".
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

برنامج مطالعة في مجال الأخلاق موزّع على ثمان مراحل
نقدّم لكم برنامج مطالعة في الأخلاق على ثمان مراحل