
ما يمكن أن نفعله في المواجهة الإعلامية
أهم عوامل سقوط الكيان الصهيوني الغاصب
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب أي مجتمع نريد
كل العالم ينظر إلى أحداث فلسطين ويشاهد حربًا مهولة هي أقرب ما تكون إلى فجائع الحرب العالمية الثانية. بالنسبة للكثير من الغربيين فإن منطق إبادة المدنيين الألمان واليابانيين واضحٌ ومُبرّر. كان قصف المُدُن الألمانية حتى آخر حجر على رؤوس سُكّانها رادعًا لهتلر عن الاستمرار بقصف لندن، وكذلك إلى حدٍّ ما قصف هيروشيما وناكازاكي بأسلحة الدمار الشامل.
الحُجّة التي استُخدمت منذ ذلك الحين وتوالت بمختلف الحبكات في الأفلام السينمائية هي أنّ قتل المدنيين هو السبيل الوحيد لإيقاف المزيد من قتل المدنيّين حتى عند العدوّ نفسه. لذلك فإنّه من الصعب أن نُبدّل الرأي العام الغربي من خلال عرض مشاهد التدمير والتجزير الوحشي الذي يقوم به حليفهم وربيبهم الإسرائيلي في فلسطين وغزة.
المنطق الآخر في الرواية الصهيونية المنقّحة غربيًّا هو أنّ مشكلة العرب (أو حماس بعد استسلام معظم العرب وتطبيعهم) هي في أنّهم لا يستطيعون التعايش مع الآخر، سواء كان اليهودي أو المسيحي أو المختلف عنهم عرقيًّا. هذه الرواية الأكثر انتشارًا وشيوعًا في العالم اليوم. غالبًا ما يسألنا الناس في ذلك القسم من الكرة الأرضية: لماذا لا تستطيعون القبول بوجود يهود أو إسرائيليّين إلى جانبكم؟
أحد الأجوبة الذي ينبغي التركيز عليه في هذه المواجهة الإعلامية هو أمرٌ لا يرتبط بالحرب والمقاومة نفسها، وهو باختصار أنّ الحكومة الإسرائيلية تمثل سلطة فاسدة ومُجرمة، وذلك بمعزل عن كونها يهودية أو إسرائيلية. ومقابل هذا المنطق القويّ الذي يصعب رفضه، يتم استعمال هذه المغالطة التي تقول بأن الحكومة الإسرائيلية هي حكومة ديمقراطية، بل يُقال عنها إنّها "الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط". وكأنّ الديمقراطية أو حكم الأكثرية هو أمرٌ مُضاد للفساد والجريمة! إذا كان هناك ديمقراطية لصوص ومجرمين في العالم فإن إسرائيل هي أبرز مصداق لها، حيث تتفق عصبة من القتلى والناهبين على عقد شرف بينهم في توزيع المغانم والأدوار.
إنّ الكشف عن جرائم هذه الحكومة وما تعيثه من فساد في فلسطين والمنطقة بل في مختلف أنحاء العالم، هو أمرٌ ضروري في الإجابة عن ذلك السؤال الذي يتّخذه الغربيون ذريعةً مستمرة لتبرير المُمارسات العنيفة والوحشية للإسرائيلي. ويصبح هذا الكشف أكثر أهمية في أزمنة غير الحروب والعمليات العسكرية. فلا أحد يشك بقدرة أي دولة في العالم على اختلاق أي مبرر للاعتداء على دولة أخرى وغزوها.
صحيحٌ أنّ المقاومة هي الخيار الأوحد للتعامل مع أي محتل، لكن هذا لا يعني أنّ القتال العسكري هو التعبير الوحيد عن المقاومة.
لقد وُجد هذا الكيان في قلب العالم المسلم في زمن السُبات والغفلة والتشتت وانعدام الوعي والبصيرة وتصاعد الروح القومية والنزعات العلمانية بين المسلمين؛ وأدركنا مع مرور الزمن أنّ هذه الفاجعة الكبرى كانت تحمل معها خيرًا كثيرًا ومصلحة عظيمة للأمة، وذلك لما فرضته على المسلمين من السعي لإيجاد مستلزمات الوحدة والوعي الكوني، والأهم هنا بعث الطاقات الكامنة فيها. فما من شيء كان ليبعث المسلمين على النهوض الحقيقي واكتشاف النسخة الأصيلة للإسلام مثل هذا الصراع الذي كان العدوّ فيه بهذا المستوى من القدرة والإمكانات؛ وعلى رأس هذه الإمكانات تلك القدرات الإعلامية التي أنتجت رأيًا عامًا عالميًا واسعًا مؤيّدًا ومُتعاطفا. وبعد ذلك بدأت نواة التفكير الجاد عند كل من يريد أن يخوض في مشروع مقاومة هذا الكيان حتى النفس الأخير، والذي يؤدي إلى الوقوف في مواجهة حضارية شاملة مع أمريكا وأوروبا وأتباعهما.
المقاوم الذي يرفض العيش الذليل تحت الاحتلال والقمع والتنكيل والتشريد والاستلاب سرعان ما يجد نفسه مضطرًا لخوض مواجهة قوية يبذل فيها أقصى الجهد في المقاومة، وعلى رأسها المقاومة الإعلامية.
أجل إنّ المقاومة الإعلامية التي هي أوسع بكثير من المؤتمرات الصحفية وتغطية الأحداث تتطلب مستوًى عاليًا من الإبداع والذكاء والعلم والمعرفة والحكمة، الأمر الذي يقرّ الجميع بأنه عبارة عن مسار طويل علينا أن نقطعه حتى نصبح لائقين لوراثة فلسطين.
إن مواجهة الحكومة الإسرائيلية ليست مواجهة لشعب أو عرق كما يحلو للإسرائيلي والغرب أن يصوره ويتصوره، بل هي مواجهة لواحدة من أكثر حكومات العالم فسادًا وظلمًا. هذه الحكومة التي أضحت الحامي الأكبر لكل الأنظمة الفاسدة والاستبدادية في المنطقة، والتي تمتلك بفعل الدعم الغربي المطلق من الإمكانات الأمنية والمخابراتية والعسكرية ما يجعلها الضمانة الأولى لحياة هذه الأنظمة وبقائها. الحكومة الإسرائيلية هي المسؤول الأول عن قمع أي حركة تحرر في أي بلد مسلم (بل وحتى غير مسلم كما حصل في تشيلي والسلفادور وبناما وغيرها) وهي التي ترسل مخابراتها للقيام بعمليات التصفية والاغتيال لناشطين يحملون لواء حرية التعبير والفكر.
إذا استطاع المقاومون أن ينتصروا في هذه المواجهة الإعلامية في أزمنة السلم أو الهدنة فإنّهم بذلك يحققون واحدة من أكبر الضربات التي تمثل مجموعة مهمة من المسامير التي تدق في نعش هذا الكيان الغاصب.

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

ماذا سيحدث حين يكون الفارق في القدرة هائلًا؟ حول مستقبل الصراع بين المستضعفين والمستكبرين
حين يكون الفارق في القدرة بين الظالم والمظلوم كبيرًا جدًّا: ما هي السنن التي يمكن أن تجري عليهما؟ وما الذي يمكن أن نتعلمه من دروس هذا المشهد المهول؟

تحرير القدس ليس آخر العالم!
بالنسبة للذين وُلدوا في أيّام النّكسة وشهدوا الهزائم الكبرى وعاينوا تجبّر الكيان الصهيونيّ وأدركوا أنّ هذه الدويلة المزعومة ليست سوى قاعدة متقدّمة للغرب في قلب بلاد المسلمين، فإنّ القضاء عليها أو زوالها سيكون أكبر من الحلم.

من يصنع الرأي العام العالمي... حول مسؤولياتنا الإعلامية حيال ما يجري
لا شك بأنّ شعوب العالم إذا عرفت حقيقة ما يجري في فلسطين فسوف يواجه الكيان الغاصب مأزقًا... ولكن هل يمكن التفوُّق على القدرة الإعلامية للكيان والغرب، خصوصًا مع وجود كل تلك التعبئة النفسية والفكرية ضد المسلمين والتي ترجع إلى أكثر من ألف سنة؟

تحديات القيادة المقبلة.. مقارنة بين قيادة الأمس وقيادة الغد
هل يمكن أن يخفق القائد رغم حرصه على شعبه وحبّه لجماعته؟ ما الذي يحتاج إليه القادة أكثر من أي وقت مضى؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...