
تحديات القيادة المقبلة
مقارنة بين قيادة الأمس وقيادة الغد
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب القيادة الاستراتيجية
هل يمكن أن يخفق القائد رغم حرصه على شعبه وحبّه لجماعته؟
ما الذي يحتاج إليه القادة أكثر من أي وقت مضى؟
القائد الناجح هو الذي يتعامل مع الأولويات بحسبها. جزء مهم من نجاح القيادة يعتمد على التشخيص الدقيق للأولويات. ربما يمكن ترتيب القادة في درجات العظمة والنجاح بحسب هذه القضية بالتحديد.
غالبًا ما يُشار إلى التهديد الذي يتوجه إلى جماعة القائد ومجتمعه على أنّه القضية الأولى. مواجهة هذا التهديد وحفظ البقاء يصبح على رأس الأولويات. من الصعب وجود ما هو أولى من البقاء إلا في حالات نادرة، حيث يكون اختفاء هذه الجماعة عن خارطة العالم سببًا في بقاء رسالةٍ ما أو قيمة تستفيد منها جماعة أخرى لتنبعث في ركب الحضارة.
لكن هل هناك شكل واحد للتهديد الوجودي؟ وهل يمكن أن تزول الجماعات والمجتمعات دون انتباه من قبل قادتها؟
على مدى العصور كان التهديد الوجودي قابلًا للتشخيص بسهولة. عدوٌّ مُدجّج يحشد قواته على مقربة من أرضنا وينوي غزونا، ولن يوقفه شيء حتى إبادتنا بالكامل. لكنّنا اليوم نُشاهد تهديدات لم تكن معهودة من قبل، وربما لم ينشأ عليها القادة أو لم يقرأوا عنها في الكتب؛ منها ما يرتبط بشح الموارد المائية ونضوبها أو فساد التربة الزراعية بالكامل أو تحوُّل المجتمع نحو نوع واحد من النشاط الاقتصادي الذي ينتهي إلى الانهيار. قد يصبح العيش بعد وقوع هذه الكارثة في هذه المنطقة مستحيلًا؛ وفي ظل القيود الهائلة على تنقُّل الجماعات في أرض الله الواسعة لن يبقى سوى أمر واحد وهو انتهاء هذه الجماعة بهويتها الاجتماعية.
يصعب على أي قائد إدراك مثل هذه التهديدات التي لا يكون لها أمثلة في التاريخ حين تكون ذهنية هذا القائد في التفكير والرؤية منطلقة من منهجٍ تجريبي بحت، حيث يرى الأمور من منظار تجارب الأمم وأحداث التاريخ.
الانعتاق من المنهج التجريبي واعتماد المنهج العقلي ليس بالأمر السهل. فعلى القائد أن يُقنع جماعته وأتباعه أيضًا. معظم الناس لا يرون النتائج قبل حصولها، والذين يعتبرون من التاريخ والتجارب قلة، أما الذين يفكرون بالعواقب انطلاقًا من تشخيص الأسباب بمعزل عن أي مشابهة أو مثال فهم أندر من الكبريت الأحمر.
قرأنا في تجربة المقاومة الفيتنامية أنّ قادتها قرروا إنشاء الجامعات في الكهوف العميقة لأنّهم علموا أنهم يومًا ما سينتصرون وأن الأرض ستبقى لأصحابها وأن فيتنام ستحتاج بعد انتهاء الحرب إلى المتخصصين في شتى المجالات؛ هذا بالرغم من أنّ عدوهم الأمريكي كان لا يعرف أي حدود في إجرامه، كما إنّ أي أفق لانتهاء الحرب التي طالت حوالي عشر سنوات كان منعدمًا.
إنّ إنشاء الجامعات في بلد يتعرض لقصف هستيري لا مثيل له، يتطلّب تخصيص مجموعة مهمة من الطاقات التي تحتاج إليها الجبهات أكثر من أي شيء آخر، لكن بقاء المجتمع لا يمكن أن يتحقق دون الطاقات العلمية أيضًا. تستهدف الحروب الحديثة نمط عيش الشعوب وهوياتها القومية أكثر مما تستهدف أجساد أبنائها ومواردها الطبيعية. للوجود مراتب وأدنى مراتبه الوجود الجسماني.
حين نتحدث عن لبنان الذي لا يمتلك سوى مائه وهوائه وجماله وربما القليل من الغاز، فإنّ وجوده يعني بقاء بيئته الغنّاء التي قل مثيلها في العالم. نظرة فاحصة على وضع البيئة الطبيعية في هذا البلد تؤكّد على أننا سلكنا طريق الدمار البيئي الشامل. الله وحده يعلم (مع بعض العقلاء أصحاب البصيرة) متى يصبح العيش فيه مستحيلًا.
نتحدث عن عيش لعدة ملايين ولا نتحدث عن عيش بضعة آلاف يمتلكون القدرة على تأمين حاجاتهم الأساسية وغيرها. نتحدث عن تربة ينبغي أن تبقى صالحة للزراعة وعن مصادر مائية تصلح للشرب وعن هواء غير مشبع بنسبة عالية من السموم. وكل هذه الموارد في حالة تدهور منذ أكثر من ثلاثين سنة، حيث شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا حادًّا في التلوُّث والنضوب والفساد.
أجل، من الصعب أن يعلو أي صوت على صوت المدفع خصوصًا إذا كان وزن قذيفته أو صاروخه عدة أطنان. لكن هذه الصعوبة لا تُجيز لنا بأي شكل أن نختبئ وراء أصابعنا أو ندفن رؤوسنا في التراب، بل يجب أن نحتمل وجود مثل هذا التهديد وندرسه ونحلله وفق منهج عقلي يستفيد من التجارب والمعطيات.
هذا هو نوع التحدي الذي سيواجه قيادات المرحلة الجديدة من العالم، تلك القيادات التي تنبع من أصول هي أعمق من التأييد الشعبي والأكثرية الديمقراطية؛ وبذلك لا تكون مرتهنة لنمط تفكير الأكثرية بل تبث في هذه الأكثرية ذلك الوعي المطلوب للبقاء.
يحتاج القادة الجدد إلى اكتشاف العناصر الثقافية التي ترتبط بنمط التفكير ومنهجه سلبًا أو إيجابًا ليعملوا على تعزيز الإيجابي منها ومواجهة السلبي فيها، وهو أمرٌ لا يمكن أن يتحقق إلا عبر عملية تعليمية طويلة الأمد.

القيادة القيمية
يتابع السيد عباس نورالدين مشروعه في بناء ثقافة إسلامية عميقة في فن القيادة وأصولها؛ وفي هذا الكتاب يعرض لقيادة المجتمع من زاوية القيم الإنسانية والإلهية؛ حيث يكشف عن وجود منظومة رائعة تتشكل فيها أربع مراحل أساسية لا بد أن يمر بها أي مجتمع في مسيرته التقدمية حتي يبلغ أعلى مراتب الازدهار والعزة والكمال. فما هو دور القائد هنا وما هي الموانع التي يمكن أن يواجهها في هذا الطريق، وكيف يمكن تذليها وتجاوزها. القيادة القيمية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 320 صفحةالطبعة الأولى، 2014م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي:1- لنيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=02- وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

القيادة الإيمانية
برسوم توضيحية يعرض الكتاب لأهم خصائص القيادة الناجحة والمؤهلات التي يتميز بها القادة الحقيقيون. ويذكر باختصار منشأ كل صفة وكيف يمكن اكتسابها، وما هي السلوكيات الأساسية والأعمال الرئيسية التي يقوم بها كل قائد ناجح. القيادة الإيمانية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 15*15غلاف كرتوني: 64 صفحةالطبعة الأولى، 2010م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

الخامنئي القائد
في هذا الكتاب، تتمثّل لنا تجربة عالمٍ فقيه وهو يقود مشروعًا حضاريًّا كبيرًا فنسعى للبحث في طيّات كلماته ومواقفه عن معالم هذا المشروع ومراحله، وما هي العقبات التي تواجهه والإنجازات التي تحقّقت بفضل الجهاد الكبير. وفي هذا المعترك الواسع، نشاهد هذا القائد وهو يعمل ليل نهار من أجل المحافظة على إنجاز سلفه، الذي تمثّل بإحضار الناس إلى الميادين الاجتماعية، وإقناعهم بأنّهم أصحاب الدولة الواقعيون، وأنّهم قادرون على إنجاز المستحيل. الخامنئي القائد الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 400 صفحةالطبعة الأولى، 2012م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

كيف يصنع القادة المميزون
الهدف الأساسي لهذا الكتاب هو تمكين أي إنسان للبدء من النقطة الصحيحة في عملية بناء نفسه، ليكون قائدًا ناجحًا؛ مهما اختلفت ساحات العمل التي يخوض فيها. كيف يُصنع القادة المميّزون الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 264 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 8$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

الخميني القائد
البحث عن السيرة القيادية للإمام التي ظهرت في كل أفعاله ومواقفه، وكانت العامل المحوري لجميع إنجازاته ومفاخره. فشكلت أعظم الدروس القيادية التي يمكن تشييد مدرسة كاملة عليها. ما هي أهداف الإمام الخميني وما هي أهم انجازاته وكيف حقق ذلك على مدى عمره وكيف أسس لأعظم انجاز حضاري عرفته البشرية في العصر الحديث.. الخميني القائد الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 448 صفحةالطبعة الأولى، 2012م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

محمد القائد
تبين أروع تجربة قيادية عرفتها البشرية، لم ولن يكون لها نظيرٌ، ما وُجد إنسان على وجه البسيطة؛ ذلك لأنّها تجربة أعظم إنسان ظهر في عالم الوجود، وتحقّق على يديه أعظم الإنجازات التي يمكن أن تحلم بها البشرية، وسوف يتحقّق أيضا ببركة قيادته ما هو أعظم حين يظهره الله ذات يوم على الدين كلّه. سيتبيّن لنا أنّ هذه التجربة بدأت لكنّها لم تنته لحدّ الآن؛ بل ما زلنا نعيشها وإن كنا لا نشعر، وأنّ ما يجري في أيامنا إنّا هو بفضلها وبفضل إنجازاتها. محمد القائد الكاتب:السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 248 صفحة الطبعة الأولى، 2012مالسعر: 10$

بين القيادة الانفعالية والقيادة الاستراتيجية.. كيف يعمل الأعداء على تشكيل القيادات
منذ زمن بعيد وأنا أدأب على التفكير في كل ما يرتبط بواحدة من أهم قضايا المجتمع وأكثرها خطرًا، وهي قضية القيادة. ووجدت أنّ أكثر ما كان يخشاه المستعمرون ـ الذين غيّروا ألبستهم وبقوا على مخططاتهم ـ وما زالوا هو تبلور قيادة حقيقية في المجتمعات التي يهيمنون عليها؛ قيادة تستطيع توجيه طاقات المجتمع نحو الأهداف الكبرى، تقلب الطاولة عليهم وتبدّل المعادلات الدولية التي تعمل لمصلحتهم.

بين غياب المثل وضياع النقد.. فقدنا القدرة على إعداد القادة
تتجاذب المسلمين ثقافتان متعارضتان أشد التعارض فيما يتعلق بطبيعة القيادة وخصائصها. طائفة ترى أن على الذي يقود المجتمع أن يكون معصومًا عن كل خطإٍ مهما كان صغيرًا، وأخرى ترى عدم البأس في أن يكون فاسقًا فاجرًا هاتكًا لحرمات الله...

عوامل نجاح الإبداع والأعمال والكبرى.. الاختلاف الجوهري في أنماط القيادة
الإبداع سر النجاح في الأزمات وحين تشح الموارد وتضيق السبل. والأعمال الكبرى عماد المجتمعات القوية التي تسعى لتحقيق قفزات نوعية في حياتها. وحين يجتمع الإبداع مع ضخامة العمل، فهذا يعني التفوق والعظمة.

دور القاعدة الشعبية والأتباع في تحجيم القيادة
ستبقى أسباب تشكّل القيادات وعوامل تحققها في الواقع الاجتماعي لغزًا محيّرًا بالنسبة للكثيرين. لكن ممّا لا شك فيه أنّ لأداء القادة وخطابهم وحركتهم وأخلاقهم أكبر الأثر في صعودهم إلى مستوى القيادة الجماهيرية، مثلما أنّ لقدرتهم على التعبير عن أفضل مكوّنات ثقافة هذه الجماهير، وحسن استخدامها في الخطاب والبيان، الدور الأكبر في تحقق ذلك.فإنّ أحد أسرار نجاح القادة واستقرار زعامتهم يكمن في القدرة على تفعيل مكوّنات الثقافة الجماهيرية واستعمالها على طريق تحقيق الأهداف، التي يؤمنون بها ويريدون للأتباع إعانتهم عليها.

عن أولوية العلم في مجتمعنا.. كيف يجب أن تكون العلاقة بين القيادة والعلماء؟
لا ينحصر النقاش حول العلم في أهميته ودوره وتأثيره على صعيد إدارة المجتمع، ولا ينحصر هذا النقاش في حقيقة العلم وتمييزه عن الجهل، وإنّما يتعدى ذلك إلى قضية ذات أهمية فائقة ترتبط بأولوية العلم على صعيد اهتمامات قادة المجتمع وإدارتهم. إن فرغنا من تثبيت قيمة العلم كسلطانٍ وقدرة، واستطعنا أن نتفق على المعنى الدقيق للعلم، يبقى الكلام بشأن موقعيته ضمن دائرة الأولويات؛ وذلك لأنّ العلم لا يأتي لنجدة القادة والمسؤولين كيفما شاؤوا، وإنّما يتطلب منهم سعيًا وطلبًا وتدبيرًا واجتهادًا.

القاعدة الأولى لإعداد القادة... وما هو الخطأ الشائع في هذا المجال؟
يتعاظم الشعور بالحاجة إلى القادة الحقيقيّين في المنظّمات والحكومات والمؤسّسات في جميع أنحاء العالم.. هناك من يؤمن بأنّ القائد الواقعيّ لا يمكن صناعته، لأنّ القيادة موهبة تخلق مع الإنسان منذ الولادة.

حين يفقد القائد العنصر الأول لنجاح قيادته.. ماذا نعرف عن الذكاء العاطفي في القيادة؟
إنّ التواصل مع الجماهير هو الركن الأول للتأثير القيادي. والتواصل العاطفي معهم هو الوسيلة الأكثر فاعلية من بين جميع أنواع الخطابات. والقائد الذي يختبئ وراء التصريحات الرنانة والمواقف الاستراتيجية، ويرفض النزول إلى مستوى حاجات الناس وهمومهم، هو قائد ضعيف لم يحمل هذه الأمانة على محمل الجد التام، ولم يأخذها ـ كما أمر الله تعالى ـ بقوة

الأدوار الجديدة للقيادات الناجحة.. لماذا يحتاج القادة إلى اكتشاف أساليب جديدة؟
يظهر دور القائد في التأثير المميز على الأتباع، من أجل تفعيل طاقاتهم وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف التي يؤمن بها. وغالبًا ما يتجلى هذا التأثير في المواقف المصيرية حيث الأخطار الداهمة والمواقف الحماسية؛ ففي مثل هذه المحطات، يمكن لخطاب واحد أن يجترح المعجزات.. ولطالما سمعنا عن قادة استطاعوا أن يقلبوا نتائج المعركة لصالحهم من خلال إلهام الجند وإلهاب مشاعرهم، بعد أن كانت معطيات الأرض تشير إلى الهزيمة الحتمية.

بين القيادة العلمية والقيادة الذرائعية
لعله لا يوجد نعمة أهم وأعظم من نعمة القيادة المخلصة لأي مجتمع بشري. ففي ظل هكذا قيادة يمكن أن نرجو للمجتمع أن ينهض ويزدهر ويصل إلى أعلى مراتب القدرة؛ وفي ظل غياب هكذا قيادة، فإن المجتمع، وإن كان يتوافرعلى جميع أنواع الإمكانات والاستعدادات البشرية والطبيعية والمادية والتاريخية والثقافية، لن يسير إلا نحو الانحدار والتخلّف والخسران المبين.

العنصر الجوهري في القيادة.. هل سمعتم عن القيمة المضافة؟
سواء كنت قائدًا حقيقيًّا أو في موقع القيادة، فإنّ الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لك سيكون فيما تمتلكه ولا يمتلكه غيرك؛ لأنّ القيادة كلها تتمحور حول هذا العنصر الجوهري

في البحث عن قيادة سيد الشهداء(ع)
حين نقول إنّ عاشوراء قد كانت تدبيرًا إلهيًّا خالصًا ـ تشهد عليه عشرات النصوص المعتبرة ـ فذلك لا يعني أنّ الإمام الحسين (ع) قد خسر فرصة الظهور بمظهر القائد المُحنّك، بل القائد الاستراتيجي الذي ينظر في حركته إلى القرون الآتية.

القيادة الحائرة بين القيم.. ما الذي ينبغي أن نقدّمه لتحقيق التقدّم؟
يمكن تقسيم القيادات المخلصة الحريصة على تقدّم مجتمعاتها وازدهارها إلى نوعين: الأول، القيادة التي تستغرق في مراضاة الناس على حساب أي شيء آخر. والثاني، القيادة التي تعتمد منهج العدالة. قد يُقال للوهلة الأولى بأنّه لا يُفترض بهذين النهجين أن يتعارضا، لأنّ حفظ البقاء وتماسك الصفوف يسمح لازدهار القيم. بَيد أنّ التأمل في الواقع يشير إلى أنّه قد يفرض في كثير من الأحيان حصول التعارض والاختيار بينهما. فلماذا يحدث ذلك وما هي آثار ذلك على صعيد تقدّم المجتمع؟

هل سمعتم عن فتنة القيادة؟ لعلها من أشد أنواع الفتن في الحياة الدنيا
جوهر الفتنة هو اختبار الأذهان والقلوب في إيمانها والتزامها. ندّعي الإيمان ونعلن ميثاق الوفاء بعهد العبودية والطاعة والانقياد، ثم يأتي الامتحان لندرك مدى صدقنا في هذا الادّعاء والإعلان.

القيادة السماويّة للإمام الحسين(ع)
عاشوراء ليست حدثًا نُحيي ذكراه عسى أن تشملنا رحمةٌ وشفاعة ومغفرة (رغم عظمة هذه الأمور)، بل هي مشروع انطلق قبل مئات السنين ليستمر ويُطبَّق حتى تحقيق كافة أهدافه.

في البحث عن قيادة الإمام الحسين
عاشوراء رائعة الإمام الحسين وموقفه الأكبر الذي لخّص لنا تلك الخطة، التي تمنع تمزيق الأمة وتحفظ قداسة القرآن، فاستطعنا أن نتعرّف على أعظم قياده في التاريخ؛ قيادة واجهت أسوأ واقعٍ اجتماعي وأكبر تهديدٍ يُمكن أن يُحيق بالمشروع الإلهيّ.

أهم منجزات القادة الاستراتيجيين... وما هو دور منظومة القيم للحكم عليها؟
في نهاية المطاف، وحين يجري تقييم أي قيادة مرّت على هذه الأرض، فسوف تكون إنجازاتها هي الناطق الأول عنها، سواء من ناحية الكم أو الحجم والتأثير. هناك ميلٌ كبير عند أكثر القيادات في العالم إلى إرضاء الرعية أو الخواص على حساب أي نوع من الإنجازات، وذلك باعتبار أنّ هذا الإرضاء هو بحدّ ذاته أفضل وسيلة لتحقيق كل أنواع الإنجازات! ولكن ماذا لو لم يؤدِّ هذا النهج إلى أي إنجاز مهم أو كانت منجزاته قليلة؟ كيف سيحكم العقل على هذا النوع من القيادة؟

بين القيادة التجريبية والقيادة العقلانية
القيادة التي تُعنى بتوجيه الطاقات والإمكانات هي ميدان مهم لاختبار القدرات الإدراكية للقائد. وكلّما كان المعني بهداية الموارد البشرية والمادية قوي الإدراك، كان أقدر على القيام بعمله على أفضل وجه.

عن ضعف القيادة والارتقاء في مراتب القدرة
ضعف القيادة ليس بالأمر الذي يمكن اختصاره بمفهومٍ واحد؛ لأنّ هذا الضعف قد يكون ذاتيًّا وقد ينشأ من عوامل خارجية، وقد يكون نسبيًّا، أي مرتبطًا بمستوى المهمات المتاحة أمامها. إنّ القيادة ظاهرة مهمة للغاية في الحياة البشرية؛ ودراستها تُعد مفتاحًا لفهم الكثير من أسرار الحياة الاجتماعية ومعاني الحضور والتدبير الإلهيين وتجلياتهما. والتأمل في مراتب القوة والقدرة التي يتميز بها القادة قد يلهمنا بعض الأفكار المرتبطة بمبدإٍ محوري في القيادة، وهو ما يتعلق بالارتقاء والازدياد في القوة والقدرة.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...