
كيف يكون إبطال سحر هوليوود قابلًا للتطبيق؟
السيد عباس نورالدين
سُئلت عن إمكانية التفوّق على الغرب وتحديدًا على هوليوود في مجال الإعلام والسينما، وكيف يمكن لذلك أن يتحقق؟ قيل إنّ كلامك جميل، لكنّه نظري وغير قابل للتطبيق وهو بعيد المنال.
لأجل تقريب الفكرة لا بدّ أن نلتفت إلى أنّ سحر هوليوود يتغلف بهذه القدرة الفنية العالية أو هذه القدرة التي تقف وراءها إمكانات إنتاجية كبيرة جدًّا. إنّ هذه الأحداث القوية (action) وكل هذه المؤثرات الصوتية والبصرية وغيرها هي في الواقع أغلفة لحقيقة التأثير الهوليوودي.
إنّ قوّة هوليوود ليست في هذه المؤثرات والإنتاجات الضخمة، بل في الأفكار الكامنة فيها. أي فيلم هوليوودي لو كلّف مئات ملايين الدولارات لكنّه لم يكن متضمنًا لأفكار معينة، فإنّ تأثيره سيكون محدودًا جدًّا، وكل ما هنالك أنّه سيشعر الناس بالقدرة الهائلة لهذه الصناعة أو لهذه المؤسسات بحيث يقولون إنّ هذه المؤسسات قادرة على فعل أي شيء، لكن هذا بحد ذاته ليس بشيء أمام تأثير الأفكار والمضامين والدعوات الكامنة في هذه الصناعة.
والحديث عن السينما يشمل الحديث عن التلفاز أيضًا، وعن الدراما بشكل أساسي. فلو أردنا أن نبطل سحر هوليوود، فإنّنا لا نحتاج إلى هذا الكم وهذا النوع من الإنتاج، بل نحتاج إلى ذلك الإنتاج النوعي المرتبط بالمضمون والفكرة. وهذا ممكن، أولًا لأنّنا نمتلك هذه الأفكار الجميلة والعظيمة والقيم الرفيعة التي نسعى لتطبيقها في حياتنا؛ فنحن نرتع في خزّان عظيم جدًّا من المعاني والروحانية والتفسير الدقيق للتاريخ والرؤية العميقة للوجود، وإن كان ينقصنا الكثير في هذا المجال، لكن ما لدينا كفيل بأن ينشئ تجربة فنية أو صناعة سينمائية لا مثيل لها في التاريخ.
فلو استطعنا أن ننتج مسلسلًا واحدًا يعرض لمجموعة من الشباب الذين يعيشون قضية الإيمان ويسعون للتكامل في ظل الرؤية الإسلامية، مع ما في ذلك من صعود وهبوط وتجارب وأخطاء، لكن في الوقت نفسه يظهر فيه هذه النماذج الرفيعة لحياة الشباب المتكامل، لكان ذلك كفيلًا بأن يحدث انفجارًا مدويًّا في كل العالم؛ ولكان هذا المسلسل كتلك العصا الموسوية التي نضرب بها الأرض فتأكل كل تلك الحيّات الوهمية لهوليوود ومن يمشي على ممشاها.
لا يوجد في العالم اليوم أيّ نوع من هذه النتاجات أو من هذا العرض؛ فالشباب يظهرون في العالم اليوم على أنّهم متمردون معترضون بائسون حائرون شهوانيون كثيرو الأخطاء. في المقابل، لا يوجد من يقدم الشاب ـ الذي له نماذج في واقعنا ـ بمظهر المتكامل الروحاني الذي يهتم بشؤون العالم ويريد تغييره، والذي يسعى لأن يتّصل بأعظم الأفكار في الوجود، وهو في الوقت نفسه شاب جذّاب وذكي ويتمتع بأعلى درجة من حسّ الفكاهة والمرح والبهجة والإشراق والأمل بالمستقبل والتفاعل الرائع مع الوجود. أين يوجد مثل هذا الإنتاج؟
إذًا، ما نحتاجه بالدرجة الأساسية ليس الكاميرات أو الاستوديوهات الكبيرة الضخمة أو الكمبيوترات الصاروخية، وإنّما من يتمكن من نقل هذه التجربة ـ التي يعيشها العديد من الشباب في مختلف بقاع العالم خصوصًا في مجتمعاتنا ـ بذلك الأسلوب الذي يمكن إنتاجه دراميًّا.
للأسف الشديد إنّ من يمسكون بمفاصل هذه المؤسسات الإنتاجية اليوم، والذين يمتلكون القرار والأموال الطائلة في عمليات الإنتاج المختلفة ـ والتي يتوزع الكثير منها بنحو أشبه بتوزيع المساعدات الخيرية على المحتاجين في مختلف البلاد ـ لا يمتلكون مثل هذه الرؤية ولا الشجاعة الكافية لمثل هذا الإنتاج، كما أنّهم لا يؤمنون بوجود مثل هؤلاء الشباب أو إمكانية نقل تجربتهم إلى العالم. فلو أنّهم آمنوا بأهمية الإنتاج النوعي وركّزوا جهودهم وإمكاناتهم باتجاه مثل هذا الإنتاج، وتوقّفوا عن إهدار كل هذه الإمكانات الهائلة على برامج سطحية وسخيفة وعلى رواتب لا تُعد ولا تُحصى لعشرات آلاف الموظفين في المؤسسات الإعلامية المختلفة، لكان ذلك كفيلًا بإحداث ثورة كبرى على مستوى كل المشاهدين في العالم، ولما بقي هناك من يريد مشاهدة تلك البرامج السخيفة والسطحية، ولوجد الجميع أنفسهم أمام ظاهرة جديدة تستحق المتابعة وتغني الحياة وتبث المشاعر وتحرك الإنسان من أعماقه وترسم له آفاقًا واسعة. هذا ما نحتاج إليه إن أردنا أن نبطل سحر هوليوود وأن نكون استراتيجيين في المواجهة الكبرى في معركة الكلمة والفكر.

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

كيف ننتصر على القوى الطاغوتية العالمية؟
ما نحتاج إليه وبالدرجة الأساسية هو بناء ذلك الفرد الذي يستطيع اقتحام المجتمعات الأخرى ومخاطبتها ونقل معتقداته وأفكاره الجميلة إلى شعوبها وإشعارهم بأنه إنسان حقيقي وإظهار ما تقوم به حكوماتهم من جرائم بحق الشعوب الأخرى التي يصورونها على أنها شعوب وحشية تستحق الموت

حاجتنا إلى جبهة متراصة... لماذا لا يمكن مواجهة التحدّيات بالمبادرات والإنجازات الفردية؟
رُغم ما وفّرته الإنترنت من هامشٍ واسعٍ للإرادة الفردية، وذلك مقارنةً بكل العصور التي مرّت على البشرية، فإنّ العقل الجمعيّ للجماعات الإنسانية ما زال في طور التراكم والتطوّر والفاعلية. ومن الصعب الادّعاء بأنّ هذا العقل سيتفكّك أو يتلاشى في المدى المنظور.

ما هي السينما الإسلاميّة؟
إذا أردنا الحديث عن سينما تكون وسيلةً لترسيخ الالتزام بالقيم السّامية واكتساب المعارف العميقة وتوسعة البصيرة والوعي، فلا بدّ من الحديث عن سينما تنافس هوليوود أو تكون عاملًا أساسيًّا في إحباط باطلها وإزهاقه.

حاجتنا إلى الأعمال النوعية.. لماذا يجب تأمين المنظومة أولًا
يكشف الواقع الافتراضي عن واقعٍ حقيقيّ لا يمكن تجاوزه بسهولة. ففي ظل الواقع الافتراضي يعيد الكثيرون النظر في هويتهم وثقافتهم بصورة أسرع من أيّ وقتٍ مضى. فشبكة الإنترنت زودت الناس في كل مناطق العالم بقدرة فائقة على التعبير عن أفكارهم وإظهار عناصر قوّتهم، بل تضخيمها بصورة مذهلة. وهكذا يتضاعف التفوق الحضاري لأي جماعة بشرية قادرة على استغلال الإنترنت إلى أقصى حد ممكن بصورة لا يمكن وصفها.

كيف ننتصر على القوى الطاغوتية؟
ما لم نعد النظر في مناهجنا التربوية وبرامجنا التعليمية ونصوغها من جديد على أساس متطلبات هذه المواجهة وهذا الصراع، فإنّنا لن نفلح وستبقى المواجهة العسكرية مستمرة إلى ما شاء الله.

كيف نتفوّق في السينما؟ إذا كنّا نريد العزّة لأمتنا فلا مناص من نهضة أدبية متفوقة
إذا كنّا ندرك حجم تأثير الإعلام والسينما والدراما، وأردنا الخلاص من براثن هذه القوّة الغربيّة المشؤومة، فلا مناص من العمل على بناء صرحٍ إعلاميّ إسلاميّ أصيل، ينبع من ثقافتنا وديننا ورؤيتنا الكونيّة.

أهمية حضور السينما في المدارس... أي دور تربويّ وتعليمي يمكن أن يتحقّق هنا؟
إنّ قدرة السينما على إمتاع حواس وخيالات وعقول الناس وحتى أرواحهم، جعلها تستحوذ على ثروات وإمكانات هائلة؛ الأمر الذي مكّنها من الاتّصال القويّ والواسع بالتراث المعرفيّ البشريّ والهيمنة على العديد من مجالات إنتاجه.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

دورة في الكتابة الإبداعية
الكتابة فن، وأنت المبدع القادم دورة مؤلفة من عدة فصول نواكبك حتى تنتج روايتك الأولى