
أهمية تربية الأولاد على الأدب الإسلامي الرفيع
السيد عبّاس نورالدين
الأدب سحر التربية وإنجازها الأكبر؛ ففي ظلّ الأدب الرفيع ينال الإنسان جميع المكارم ويبلغ أعلى المراتب. فجميع أنواع التربية تدعو إلى ترسيخ قيمة الأدب في التعامل مع الآخرين، لكن للأدب الإسلامي ميزة خاصّة وبفضلها يرتقي كثيرًا ويعلو على أي نوع من الأدب في العالم، وهذه الميزة هي في سرّه العظيم، وهذا السر هو الله.
لا ينحصر التأدّب بالجانب السلبي الذي يتمثّل بعدم تجاوز الحدّ، بل يقترن أيضًا بجانبٍ إيجابيّ مهم وهو تعظيم الحد:
فأمّا الحدّ الأول، الذي لا ينبغي تجاوزه فهو حدّ الذات، وفي الحديث: "هلك امرؤ لم يعرف قدره".[1]
وأمّا الحدّ الثاني، الذي ينبغي تعظيمه فهو المرتبط بالآخر، وإنّما نعظّمه لأنّنا نراه تجليًا لحقّ الله تعالى. وكل ما يرتبط بحقّ الله عز وجل لا يمكن القيام بعهدته وتوفيته.
الأدب الإسلامي يأمرنا أن ننظر إلى أنفسنا، ونعرف حدودها لنحدّد حقوقها. فإذا وجدنا لها حقًّا يمكننا أن نطالب به. فهل ينبغي أن أطالب الآخرين بالتحية والسلام أو التعظيم والإكرام أو الخدمة والغفران؟ فإن كان لي حقّ في ذلك جاز لي المطالبة والمعاتبة، وربما التأديب والمؤاخذة.
والأدب الإسلامي يأمرنا أن نتعرّف إلى حقوق الآخر ـ سواء كان ولدًا أو أبًا أو أمًّا أو صديقًا أو جارًا أو حتى حيوانًا أو شيئًا ـ وذلك من خلال معرفة حدوده. وكل حدّ في هذا الوجود ينبع من موقعية هذا المخلوق ومقامه عند الله وبالنسبة لله. فأي حد يعبّر عن الحجم الحقيقي والقيمة الواقعية. والميزان الذي توزن به الكائنات كلّها هو الله، {والوزن يومئذ الحق}.[2]
وعلى أساس ذلك فنحن نعظّم أي شخص بحسب انتمائه لله تعالى؛ والأصل في الأدب هو رعاية مقدار ومكانة الشيء. ولأنّ مقام الربّ الرحيم فوق كلّ تصوّر، فلا نبلغ من تعظيمه الوفاء بحقّه مهما جهدنا، فإنّنا نعظمه إلى درجة الذوبان والفناء في العبودية.
ولمّا كان الأدب عبارة عن تقدير وتكريم وتعظيم، ولأنّ عظمة الله مطلقة لا حدّ لها، ولأنّ مقامه أعلى من كلّ مقام، فالأدب الأعلى هو الذي يتجلّى في علاقتنا بالله وتصرّفنا في محضره. ولأنّ العالم كلّه محضر الله تعالى، فالأدب يفرض علينا أن نحترم كل سكّان هذا المحضر ومظاهره. فنحن ننظر إلى كلّ كائنٍ وموجود انطلاقًا من نسبته إلى الله، كونه فعل الله ومخلوق بيده ومظهر لعظمته، وسوف يكون تركيزنا على نسبة حضور الله فيه. فكل المخلوقات تستحق التعظيم والتقدير، إلا من رفض جهة هذه النسبة وأعرض عن هذا الانتماء وكفر به وحاربه، فهو لا يستحق منّا أي احترام.
فإذا نظرنا إلى أنفسنا وشاهدنا حقيقتها التي هي الظلومية والجهولية والضعف والأمر بالسوء والميل إلى المعاصي:
{إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}،[3]
و{إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}،[4]
{وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الإِنسَانَ كَفُورٌ}،[5]
{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي}،[6]
{وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا}،[7]
يصعب أن نرى لها حقًّا على الله تعالى، ولا حتى على أي أحد، حتى لو كان أقرب الناس إليها. ويعجز وجودنا ولساننا عن المطالبة بأي حقّ لغلبة تلك الجهة الفارغة علينا. وما يطالب به أهل الله لأنفسهم لا يكون إلا من باب إعانة الآخر على نفسه وتأديبه ليبقى ملاحظًا نعمة الله عليه وحضور الله عنده. فلنفرض أنّ الإمام عليًّا (عليه السلام) طالب بحقّه في موقفٍ ما، فذلك إنّما يكون من موقع الولاية والقيادة، لأنّ اجتراء الناس على القائد والإمام العادل يحرمهم من كل خير ويسلب البركات من حياتهم، يقول أمير المؤمنين(ع): "أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ لِي عَلَيْكُمْ حَقًّا وَلَكُمْ عَلَيَّ حَقٌّ، فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَيَّ فَالنَّصِيحَةُ لَكُمْ وَتَوْفِيرُ فَيْئِكُمْ عَلَيْكُمْ وَتَعْلِيمُكُمْ كَيْلَا تَجْهَلُوا وَتَأْدِيبُكُمْ كَيْمَا تَعْلَمُوا، وَأَمَّا حَقِّي عَلَيْكُمْ فَالْوَفَاءُ بِالْبَيْعَةِ وَالنَّصِيحَةُ فِي الْمَشْهَدِ وَالْمَغِيبِ وَالْإِجَابَةُ حِينَ أَدْعُوكُمْ وَالطَّاعَةُ حِينَ آمُرُكُم".[8]
أمّا إذا صار الموقف شخصيًّا، وعلم الإمام أنّ الذي يسبّه أو يتعرّض له فإنّما يفعل ذلك لموقفٍ شخصيّ، فإنّه يقول: "إنّما هو سبٌّ بسبٍّ أو عفوٌ عن ذنب".[9]
فقلوب العارفين فارغة من كلّ طلب، لأنّهم لا يرون لأنفسهم استحقاقًا قبال أي أحد، بعد أن شاهدوا حقيقة فقرهم وتقصيرهم وعجزهم ولا شيئيتهم. ولهذا فهم لا يتألّمون إن لم يحصلوا من الناس على احترام أو تقدير أو خدمة أو ثناء، لأنّ توقّعاتهم نزلت إلى درجة الصفر.
وفي المقابل، يتملك هؤلاء طوال الوقت شعورٌ بالتقصير والعجز عن أداء حقّ الآخرين؛ لأنّهم يرونهم في ظلّ شعاع عظمة الله تعالى؛ وكل ما كان لله فلا يمكن إدراك حقّه. وهذا هو الأدب الرفيع في التعامل مع الآخرين.
إنّ الحديث الذي يقول: "لَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا"،[10]هو نموذج للأدب الإسلامي الذي يدعونا إلى هذا المستوى من تعظيم الذين يكون لهم علينا فضل؛ لأنّ الفضل لا يُقاس من ناحية المقدار والكم، بل من جهة صدوره ومنبعه. ولأنّ كل فضل وخير هو من الله تعالى، فنحن نعظّم من أجرى الله على يديه الخير، فكيف إذا كان الزوج أو الزوجة أو الأب أو الأم أو الصديق أو العالم أو المعلّم!
وإنّ قول الإمام (عليه السلام): "من علّمني حرفًا كنت له عبدًا"، يشير إلى حجم الدَّين الذي يتعلّق برقبة الإنسان تجاه من يعلّمه ولو حرفًا واحدًا، فما بالك بمن يكون له دور هدايتنا إلى الله والجنة. وقد كان الإمام الخميني حين يذكر أستاذه ومعلّمه ومرشده الشيخ الشاه آبادي، يُتبع اسمه بقوله روحي فداه، ولطالما قال إنّ استاذي له حقّ الحياة عليّ.
رغم أنّ واقعنا كمسلمين لا يشي بهذه الروحية أبدًا، لكن تعاليم ديننا وسيرة عظمائنا تحكي عن أروع مظاهر الأدب والتعظيم لكلّ ما تغلب عليه نسبة الانتماء إلى الله تعالى، ولكل من يظهر فضل الله على يديه، ولكل من يكون سببًا لتقرّبنا إلى الله. وفي ظلّ الأدب الرفيع يتحقّق أجمل اتّصال بالله تعالى، لأنّ المتأدّب بآداب العالَم شخصٌ عظُم الله في قلبه وارتبط به برابطة الحبّ والحضور. وفي ظلّ هذه الرابطة والتوجّه إلى الله واستشعار حضوره تعالى في الأشياء وفي كل مخلوق، يتّصل الإنسان بمنبع الفضائل ومصدر الكمالات كلّها.
المتأدّب لا يعامل أي أحد بحسب مظهره أو شكله أو عرقه أو لونه أو طوله أو بلده أو قبيلته أو جنسه، وإنّما يعلم في قرارة نفسه أنّ أولياء الله تعالى يمكن أن يكونوا في هذه الدنيا على أي شكل وهيئة؛ فقد اقتضت حكمة الله في الاختبار والابتلاء أن يخفي أولياءه في أقل خلقه، كما جاء في الحديث المعروف: "إِنَّ اللَّهَ أَخْفَى أَرْبَعَةً فِي أَرْبَعَة... وَأَخْفَى وَلِيَّهُ فِي عِبَادِهِ فَلَا تَسْتَصْغِرَنَّ عَبْدًا مِنْ عَبِيدِ اللَّهِ فَرُبَّمَا يَكُونُ وَلِيَّهُ وَأَنْتَ لَا تَعْلَمُ".[11]
وهكذا يصبح المتأدّب بآداب الإسلام شديد الاحتياط في تعامله مع الآخرين، فيمنعه ذلك من الإساءة إليهم، ولو بنظرة أو حرف. وكلّما أدرك في شخصٍ ما مظهرية فضل الله، ازداد احتياطه واهتمامه وتأدّبه تجاهه، فيزداد شعوره بحضور الله. وفي هذا فوزٌ عظيم.
لكي نربّي أولادنا على الأدب الإسلاميّ، يجب أولًا أن نعاملهم بمنتهى الاحترام، كما أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله): "َوَقِّرُوا كِبَارَكُمْ وَارْحَمُوا صِغَارَكُم".[12]واحترام أولادنا يتجلّى في اهتمامنا بتربيتهم وتأمين حاجاتهم وتحسين تسميتهم وأسمائهم والتجاوز عن الكثير من عثراتهم، من دون إغفال مقام الأبوّة والأمومة، حيث ينبغي ترسيخ احترامه وتعظيمه أيضًا.
وقد يبدو مثل هذا العمل متناقضًا بذاته، فكيف نجمع بين الحب والعطف الشديد وبين ضرورة ترسيخ هيبة الأب والأم في قلوب الأبناء. كيف يمكن للأم أن تجمع بين الحنان الفائض، الذي يدفعها إلى تدليل الأبناء وتغنيجهم؛ وفي الوقت نفسه، عليها أن تعلّمهم كيف يحفظون الأدب الرفيع معها وتمنعهم من تعدّي حدودهم؟ أجل، إنّه عملٌ صعب، خصوصًا بالنسبة لمن يستغرق في الإحسان فينسى نفسه ويتدلّل؛ فكيف إذا كان طفلًا غير عاقل، وقد امتزجت علاقته بأمّه منذ اللحظة الأولى لولادته بالتفضل والحنان والعطف والمودة والحب والإحسان. لذلك، يكون الموقف الحازم الصادر من الأم ثقيلًا جدًّا على الطفل، ويصعب عليه استيعابه؛ فتراه في بعض الحالات يدخل في صدمة نفسية حادّة أو يجهش بالبكاء أو يدخل في نوبة من الغضب الشديد والعدائية.
ولذلك يُفضّل لمن كان حاله كذلك مع أولاده أن يجتنب القسوة والحزم الزائد، ويسعى للتأديب والتربية من خلال الحب والحنان والعطف، إلا إذا كان مضطرًّا لذلك، كما في حالة وفاة الأب أو قلة حضوره في المنزل.
إنّ تعليم الأبناء أصول الأدب يبدأ من معاملتنا لهم، لكي يتعرّفوا إلى هذا الخُلُق الرفيع من خلال المعايشة والتجربة؛ فالأطفال يتصرّفون كما يعيشون ويُعاملون. ومن المستحيل أن يتصرّف الأولاد بغير أدب مع من يعاملهم بأدب؛ وإن فعلوا ذلك فيكون عثرة وزلّة يجب أن تُغفر، أو دلال وغنج يجب أن يُقدّر.
إنّ سوء الأدب الذي يُشاهد كثيرًا في علاقة التلامذة بالمعلّمين ـ خصوصًا وراء ظهورهم ـ يرجع بالدرجة الأولى إلى شعور التلامذة الدائم بالمهانة داخل المدرسة، وبسبب معاملة النظّار والمعلّمين لهم بطريقة تخرج عن الأدب، حيث يتم التعرّض لهم بأنواع القسوة والقمع والإهانة وتقليل الشأن.
ففي المدرسة، تجري أكبر عمليات الإهانة والدوس على هذا الخُلُق العظيم، لأنّ أكثر أعراف المدرسة مبنية على ضرورة حفظ القانون والانضباط وفرض الالتزام بالدراسة و... وهكذا يتم التقليل من شأن الطالب لمجرّد أنّه قصّر بحقّ هذا القانون أو لم يلتزم بالدراسة المفروضة. ومن الطبيعي أن تكون ردّة فعل الطالب المهان: معاملة كل من يراه مشاركًا في إهانته بالمثل (حتى لو كان مقعد الدراسة الخشبي الصلب)؛ وبذلك تفقد الرابطة بين المعلّم والتلميذ أهم ما يقيمها ويقومها، وهو المحبة والتعظيم والتقدير؛ فيتنزّل مستوى الاستفادة إلى أدنى درجاته، بل يكاد ينعدم أحيانًا.
كثيرًا ما نشاهد الأبناء يدوسون على كل جميل للأم أو فضل للأب في لحظة سخط. لكن الأسوأ هو حين يغيب عن بال الأبناء حقيقة دوافع الآباء والأمهات حين يتصرّفون معهم بنوعٍ من الشدّة والحزم، فيتحوّلون بنظرهم إلى أشخاص متسلّطين، يحبّون أن يفرضوا إرادتهم عليهم ويجبروهم على أمور لا يحبونها. وحين يغيب عن بال الأبناء دوافع الآباء يصعب أن يدركوا نصيحتهم أو يفهموا توصيتهم، فيُحرموا من الرشد والهداية في أحلك الأوقات.
والذي يمنع من ذلك كلّه هو أن تترسّخ قيمة الأدب الرفيع في حياتنا.
[1]. نهج البلاغة، ص 497.
[2]. سورة الأعراف، الآية 8.
[3]. سورة الأحزاب، الآية 72.
[4]. سورة العاديات، الآيات 5 - 7.
[5]. سورة الشورى، الآية 48.
[6]. سورة يوسف، الآية 53.
[7]. سورة النساء، الآية 28.
[8]. نهج البلاغة، ص 79.
[9].نهج البلاغة، ص 550.
[10]. الكافي، ج5، ص 508.
[11]. وسائل الشيعة، ج1، ص 116 - 117.
[12]. وسائل الشيعة، ج10، ص 313.

ثورة التربية والتعليم
يتطرّق الكتاب الرابع في سلسلة الأطروحة التربوية التعليمية التي يقدمها السيد عباس نورالدين إلى أهم القضايا التي تواجه أي ثورة حقيقية تريد إعادة إنتاج التربية التعليمية وفق استحقاقات العصر ومتطلّبات الزمان وبما يتناسب مع التحدّيات التي يعيشها مجتمعنا.الثورة التي يدعو إليها الكاتب تطال جميع مفاصل التربية التعليمية من رؤى ومناهج وقيم وحتى تلك التفاصيل التي تعني كل عامل أو مهتم بهذا المجال المصيري. ثورة التربية والتعليم الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 216 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-033-0 السعر: 12$

أنا وطفلي
يقدم الكاتب باقة من النصائح التربوية باستخدام الصور الايضاحية، بالإضافة إلى شرح جملة من المسائل التي يواجهها الأهل في تربيتهم لأبنائهم . وهو يشكل الخطوط العامة للتربية الصالحة منذ الولادة وحتى سن البلوغ. أنا وطفلي إعداد: مركز باء للدراسات الناشر: الدار الإسلامية (مركز باء للدراسات) حجم الكتاب: 14*24غلاف ورقي: 48 صفحة الطبعة الأولى، 2001مISBN: 9953-22-022 حالة الكتاب: نافد

تربية المراهقين
لكل والد ووالدة ولكل مرب يعاني في تربيته وتعامله مع مرحلة المراهقة الحساسة.. يعرض لأهم تحديات هذه المرحلة وصعوباتها وكيفية التعامل معها وفق الرؤية الإسلامية المعنوية، مع العديد من الأمثلة الواقعية التي تحاكي مشاكل العصر. تربية المراهقين الكاتب: عزّة فرحات الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*24 غلاف ورقي: 112 صفحة الطبعة الأولى، 2004محالة الكتاب: نافد

روح التربية
الإنسان لا يأتي إلى الدنيا فاسدًا. في البداية يأتي إلى الدنيا بفطرة جيّدة وهي الفطرة الإلهية "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَة"، وهذه هي الفطرة الإنسانية فطرة الصراط المستقيم والإسلام والتوحيد. أنواع التربية هي التي تفتح هذه الفطرة أو تسد الطريق على الفطرة. التربية هي التي يمكن أن توصل المجتمع إلى كماله المنشود، وهي التي تجعل البلاد إنسانية نموذجية كما يريدها الإسلام روح التربية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 192 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

ابني يسيء الأدب.. ماذا أفعل؟
التأديب مسألة مهمّة جدًّا وهي أساس استقامة الشخصيّة. فالأدب يعبر عن وعي الإنسان تجاه محيطه ومخلوقات العالم.

كيف نزرع الثقة في نفس الطفل؟
ينبغي الالتفات أنّ للثقة منشأ عقلائي، إذا لم نعمل وفق سيرة العقلاء لا نكون نتجه نحو بناء ثقة سليمة.

ابنتي تبدأ بالبكاء بمجرد أن يتكلم معها أحد
ابنتي لها من العمر ثلاث سنوات أيًّا تحدث إليها تبدأ بالبكاء، كما أنها تستفيق في منتصف الليل وتبكي كثيرًا، فما الحل؟

ابني لا يستجيب للتعليم سوى بالصراخ
تشكو إحدى الأمهات من كون ولدها مشاغبًا، كثير الحركة، عنيد، لا يستجيب لمسألة الدراسة، لا يتفاعل معها سوى بالصراخ والتهديد.. فما هو الحل؟

ابنتي تغار من مدح زميلاتها
ابنتي لها من العمر ٤ سنوات ونصف وهي متميزة في الصف بشهادة المعلمة، ولكن تشكو المعلمة من غيرتها الشديدة من رفاقها فلا تقبل مثلا بالإطراء على غيرها، فحين يجيب احد رفاقها على سؤال ما تقول أنا أيضًا أعرف. فما الحل؟

كيف أصحّح مفهوم ابنتي حول بابا نويل؟
ابنتي لها من العمر خمس سنوات ونصف ومنذ سنتين حين دخلت المدرسة تعرفت على أجواء الميلاد والزينة وبابا نويل. كانت في السنتين الماضيتين تسألني عن هذه المناسبة وأجيبها إجمالًا وأقول لها أن ما يقام ليست من عادات المؤمنين.هذه السنة بالذات صادفت هذه المشكلة وهي أن المعلمة ربطت هذه المناسبة وأجواءها بأسلوب ديني وهو مولد النبي عيسى (ع)وقصت لهم قصة يتوهم الطفل من خلالها أن بابا نويل يهدي الأطفال إلى حب النبي عيسى (ع)، عادت طفلتي لتعاتبني انه لماذا لا نزين لولادة النبي عيسى. سؤالي هو :كيف أفهمها أن شجرة الميلاد وبابا نويل ليسوا من عادات المؤمنين مع انه ظاهرها حسن وخيّر!

كيف أجنب أبنائي التأثّر بنقد الآخرين؟
قسمًا مهمًّا من التربية ينبغي أن يكون منصبًّا حول إعداد أبنائنا للتعامل مع الخارج أو المجتمع أو أي ظرف من الظروف.

ابنتي تعاني من اكتساب الأصدقاء في المدرسة!
لدى ابنتي من العمر ٩ سنوات وهي في الصف الرابع.. تعاني في المدرسة من عدم القدرة على اكتساب الأصدقاء.. في السنة الماضية لم تكن تعاني حيث كان لديها أصدقاء مقربين...هذه السنة معظمهن انتقلن إلى مدرسة أخرى أما هي فبقيت في المدرسة نفسها.. وهي حاليًا تواجه مشاكل مع زميلاتها كل يوم.. باختصار هي غير قادرة على بناء علاقة صداقة مع أي منهن.. لم يمض على المدرسة شهر حتى الآن.. ولكن تعود إلى البيت كل يوم محبطة وتشعر بالضيق لأنّه ليس لديها رفاق ولا أحد يمشي معها في الملعب، نصف البنات في الصف لبنانيات والنصف الآخر بحرانيات ويبدو أنّهن منقسمات إلى مجموعتين، وهي كانت جدا معترضة على هذا الانقسام، لأنّها تحب فتيات من المجموعتين، ولا تريد أن تُحرم من أي منهما، فكانت نتيجة هذا الأمر أن كلا المجموعتين نبذنها.. وأنا محتارة بماذا أنصحها.. وكيف يمكنني أن أساعدها على بناء صداقات جديدة.

أولادي في بلاد الغرب أخشى عليهم الانحراف.. هل أعود؟
بمعزل عن الحكم الشرعي أولًا حيث لا يجوز أن يتواجد الإنسان في بيئة يمكن أن يخسر فيها دينه، بمعزل عن ذلك يوجد بعض الناس لديهم مبررات للتواجد في تلك البيئة، أو أنّه لا يوجد لديهم بديل سهل ذلك. فما العمل؟

أنا أم أعاني من الكوابيس
أنا أم لثلاثة أولاد، أنجبت طفلة بعد مدّة طويلة ملأت عليّ حياتي.. لكنني الآن أرى كوابيس كثيرة بشأن طفلتي، فأنا أخاف كثيرًا عليها، أصبحت أخشى النوم حتى لا تراودني مثل هذه الكوابيس.. فما الحل؟

كيف نزرع الطموح في أبنائنا؟
ينبغي قبل أي شيء أن يكون لدى الأهل تصور حول معالي الأمور حتى لا يختلط الأمر بين الأمور العليا العظيمة الشامخة الحقيقيّة والأمور الوهميّة.

ابنتاي ترفضان النوم لوحدهما
ابنتي لها من العمر ٣ سنوات ونصف، واختها الصغيرة لديها من العمر سنة ونصف، ومنذ شهر بدأتا تصران على النوم بجانبي، أنا ووالدهما، كيف أعالج هذا الأمر وأجعلهما تنامان لوحدهما؟

ما هي حدود المعرفة الجنسية التي على الطفل تلقّيها في كل مرحلة
ينبغي أن تتميّز المرحلة الأولى بتجنيب الطفل طرح هذه القضيّة، ومعايشة ظروف وبيئة فيها استثارات جنسيّة وطروحات جنسيّة.

اللقاء الحواري السابع: كيف نربي أبناءنا عقائديًّا؟
ما هي خصوصية تربية الأطفال في موضوع العقيدة؟ وما هي الأصول الأساسية التي ينبغي أن نبدأ بها على مستوى الأطفال؟ وكيف نتدرّج بطرح القضايا بحسب الفئات العمرية؟ ما هو دور الأهل على مستوى التربية العقائدية؟ وما هي أبرز التحديات التي نواجهها في عصرنا في هذا المجال، لا سيما مع وجود هجوم ثقافي غربي؟

ما هي حقيقة مرض التوحّد؟
ما هي حقيقة مرض التوحّد؟ وهل منشؤه نفسي أم عضوي؟ وكيف يمكن للأهل اكتشافه في أبنائهم، وكيف يبنغي لهم التعاطي معه؟

ابنتي تتكاسل في الذهاب إلى المدرسة
أنا أعاني كثيرًا مع ابنتي، هي في الصف الثاني، تبقى تذهب وتجيء وتصل حافلة المدرسة وهي تكون ما زالت غير جاهزة، رغم أنّني أحرص على إيقاظها باكرًا. اخوتها يجهزون وينزلون لانتظار الحافلة أما هي فلا تكترث للأمر أبدًا. ماذا يمكنني أن أفعل لأجعلها نشيطة ومتحفزة؟

ابني خجول منطوٍ في المدرسة.. حيويّ متفاعل في المنزل
شخصية ابني تختلف كلّيًّا بين البيت والمدرسة، ففي المدرسة يخجل من كل شيء: يخجل من المشاركة في الصف، لا يستطيع الدفاع عن نفسه أمام تنمّر رفاقه، ولكن لديه ذكاء ويحفظ دروسه جيّدًا .. أمّا في البيت فتفاعله جيّد جدًّا لا سيما مع رفاقه. ما هو تفسير هذا الأمر؟ وكيف يمكن لي معالجته؟

أعظم وسائل التربية... أطفالنا من اللاوعي إلى الوعي الكلّيّ
كل مهتم بالتربية يسعى لمعرفة قواعدها العامّة، لكن لا يخفى على أحد أنّ القاعدة الكبرى هي أنّ اجتماع المعرفة التصديقيّة مع حسّ المسؤوليّة هو الذي يولّد العمل والسّلوك الصحيح. إنّ قسمًا مهمًّا من الشعور أو التصرّف بمسؤوليّة هو نتاجٌ طبيعيّ للجبلّة والخلقة الأصلية للبشر. جميع الناس يُفترض أن يقوموا برد فعل تجاه الخطر المحدق أو الضّرر المتوقّع.

كيف نصبح مربين ناجحين؟
إنّ مهمة تربية الأطفال في المدارس والمعاهد المختلفة، أو في محيط الأسرة والعائلة لهي مهمة كبيرة وثقيلة، تتشعّب وتتعقّد يومًا بعد يوم نظرًا لاتّساع قضايا الحياة وتعمّقها. فما يواجهه أبناؤنا في سنّ العاشرة اليوم ربما لم يكن ليواجهه أجدادنا حتى في سن الأربعين. إنّنا أمام نحو جديد من التحديات التي تنفذ إلى عمق كيان الإنسان بسرعة وخفاء، وتهدّد كل مقوّمات إنسانيته من قبل أن يُعطى الفرصة ليستعد لها أو يدرك حقيقتها، ممّا يتطلّب قدرات متميزة ومهارات تربوية استثنائية.

تربية الأبناء للحفاظ على سلامتهم
يتعرّض أبناؤنا لمختلف أنواع المخاطر التي تهدّد سلامة أبدانهم، والتي يكون العديد منها قاتلًا. فهذه سمة من سمات هذا العصر الذي تتعقّد فيه الحياة وتكثر فيه الوسائل التي تكون كالسيف ذي الحدّين.

عشر نصائح لأمومة رائعة
الأمومة فرصة للمرأة لكي تشاهد دفق الرّحمة والعاطفة الإلهيّة وهي تسري في وجودها بصورة مذهلة. إنّها فرصة اختبار مزيج المشاعر الفريدة التي تجعل العالم أجمل وأعذب. ومع كلّ متاعبها، فهي فرصة عظيمة أيضًا لكي تسمو المرأة إلى آفاق الكمال، بصبرها وتحمّلها وعملها التربويّ الفريد.

خطوات عملية لتطوير عقول أبنائنا... هناك الكثير من التمارين التي تساعد في هذا المجال
حين يؤمن المربّون بأهمية العقل ومحوريته، بعد معرفة حقيقته وكيفية عمله، فإنّ قسمًا مهمًا من التربية سيعتمد على المواقف التفصيلية والمهارة المناسبة لترسيخ قيمة العقل. هذا، بالإضافة إلى أنّ هناك هامشًا واسعًا للإبداع والابتكار. والمقصود من الإبداع هنا، أنّ لكل من ينهض بأمر التربية مجالات وفرصًا يمكنه أن يستفيد منها لإيصال الفكرة اللازمة وتعميق القضية؛ ولا يلزمه إلا الإيمان والانتباه والحرص والاهتمام.

التربية العقائدية أو صناعة الإيمان
إنّ التربية العقائدية مهمّة مصيرية ومحورية، ولا يجوز الاستنكاف عنها بأي شكل من الأشكال؛ ولأجل ذلك ينبغي إيلاؤها كل ما تتطلّبه من مهارات ومعارف، لأنّها أساس انبعاث الشخصية القويمة القوية المتكاملة.والعمل على بناء التصوّرات الصحيحة للموضوعات المرتبطة بالعقيدة هو أساس هذه العملية.

ضرورة التربية العقلائية .. ما الذي يمكن أن نقدّمه في هذا المجال؟
يوجد فرق دقيق بين العقلانية والعقلائية؛ ولا أعرف إن كان هذا الفارق الاصطلاحيّ قد شاع واستقرّ بالدرجة التي تسهّل علينا الحديث، لكن لإدراك المعنى والمفهوم الحاصل من هذا التفريق دورًا مهمًّا في مجال التربية.

لماذا يجب التركيز على الآخرة في التربية؟
لكل إنسان سير وتحوّل وتطوّر يحصل في نفسه. ولهذا السير الأنفسي بداية هي نقطة ظهور الإرادة والوعي فيه ونهاية حتمية لا مفر منها، وهي التي يُعبّر عنها بلقاء الله تعالى كما قال عز وجل: {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقيه}،[1]وفي هذا السفر لا بد للإنسان من الاختيار بين اثنتين، فإمّا الجنّة والرضوان، وإمّا جهنّم والهجران. لأجل ذلك، تكون المهمّة الأساسية للتربية العمل على تعميق حالة الاختيار هذا، ودوره في تحديد المصير، وذلك عبر ترسيخ الرابطة السببية بين أفعالنا في الدنيا ونتائجها في الآخرة.

مهمّة التربية الأخلاقية الأولى.. لماذا يجب أن يكون السير التكاملي أولوية؟
تهدف التربية الأخلاقية إلى جعل أبنائنا يسلكون طريق الفضيلة واعتبار هذا السلوك أولوية مطلقة في حياتهم. والمقصود من الأولوية المطلقة هو أنّه لا ينبغي التنازل عن الفضيلة والخُلُق الحسن لأي سبب، مهما كان كبيرًا وخطيرًا؛ سواء كان الاحتياج الشديد أو الجوع المفرط أو خسارة منصب أو حتى الحياة نفسها.

لماذا لا يتفاعل ولدي مع آيات الوجود وعجائبه؟
كل من تمتّع بالحد الأدنى من العقل استطاع أن يدرك القضايا الكبرى في الحياة؛ وذلك لأنّ علائمها وآياتها واضحة وجلية. وإنّ ما تطمح إليه التربية الإسلامية هو أن يتعدّى العلم والإدراك نطاق التصديق ويصل إلى مقام الإيمان والطمأنينة. فالآثار الطيّبة للعلم والمعرفة لا تتحقّق إلا في ظلّ الإيمان الذي يغذّي القلب ويستقر فيه.

أصول تربية الخيال
حين تتفاعل حواسنا المختلفة مع عالم الخلقة الإلهية الصافية النقية، فإنّ ما ينجم عنها من خيالات سيكون عاملًا مفيدًا في تقوية هذه القوّة وغيرها من القوى الإنسانية. وحين تواجه حواسنا عالمًا عابثًا باطلًا فمن المتوقّع أن يختزن خيالنا الكثير من الصور التي تؤدّي إلى تشكيل مفاهيم وعقائد وتوجّهات باطلة.ونظرًا لأهمية الخيال ودوره وحجم تأثيره في تشكّل شخصية أبنائنا سلبًا أو إيجابًا، ونظرًا للواقع الخيالي الهائل الذي يحيط بأبنائنا، فإنّ مهمّة التربية الخيالية يجب أن تركّز على بعدين أساسيين: الأول، يرتبط بمصادر الخيال ومناشئه. والثاني، يتعلق بقوّة النفس وانضباطها.

أكبر مسؤوليات التربية... منع تسلّط الوهم على الفطرة
يؤلمنا أن لا يندفع أبناؤنا نحو المعالي؛ ويزداد ألمنا إن وجدناهم يسلكون طريق العبثية والسطحية في الحياة. نحلم أن يرغب أولادنا ببلوغ قمم المجد في العلم والعمل، فيكونوا نماذج راقية في الفضيلة والعظمة. ونتعجّب من انشغالهم بسفاسف الأمور وأنواع الملاهي الفارغة وتضييع الوقت فيما لا طائل منه.

كيف نجعل أولادنا مبدعين.. ماذا تعرف عن قوّة الخيال العجيبة؟
إنّ القوى التي حبانا الله بها يُفترض أن تكون أداتنا ووسيلتنا للتكامل عبر تفاعلنا الإيجابيّ البنّاء مع كل عوالم الوجود. فهي وسائط اتّصالنا وإدراكنا للحقائق التي تجعل نفوسنا روحانية كاملة؛ وهي الوسائل التي يُفترض أن نستخدمها لبناء تلك العوالم وإعمارها وفق هندسة إلهية خاصّة. فكما أنّه يُفترض بهذه القوى أن تكون وسيلتنا لإعمار الأرض وإحيائها وإصلاحها وتبديلها إلى أرض مشرقة بنور ربّها، كذلك ينبغي أن تكون عاملة فاعلة في العوالم العليا التي ينتقل إليها الإنسان المتكامل في رحلة الرجوع إلى الله والفوز بمقام قربه ورضوانه.فما هي حقيقة قوّة الخيال؟ وكيف تعمل؟ وكيف تنمو وتتطوّر؟ وكيف يمكن أن تنحرف وتفسد؟ وما هو دورها الواقعيّ في هذه الحياة؟

كيف أجعل ابني محبًّا للقرآن؟
للّذين يفتّشون في هذا الزّمن عن ضمانة قويّة لتربية أبنائهم على الصّلاح والطّهارة والاستقامة، فلا شيء يعدل القرآن في ذلك. فهو الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم، ويرشدنا إلى الإمام العادل والأسوة الصالحة والمبيّن الراشد. فنكتشف به الثقل الآخر الذي ما إن تمسّكنا بهما لن نضل بعدها أبدًا.

كيف نفعّل الذكاء اللغويّ عند أطفالنا؟ الآثار العظيمة للتربية البيانية
يولد الإنسان ويولد معه الاستعداد التام لتعلّم أي لغة وإتقانها؛ لكن، قد يتفاوت الناس فيما بينهم من ناحية سرعة اكتساب اللغة وقوّة البيان والتعبير؛ وهنا يأتي دور التربية اللغويّة.لقد أشرنا إلى أنّ للّغة العربية نظامها الخاص الذي ينسجم مع عملية التعقّل بصورة ملفتة، وأنّ لها منطقها المميّز من حيث اكتساب المعاني والتعبير عنها. ممّا يعني شيئًا واحدًا وهو أنّنا إن عملنا وفق هذا النظام اللغويّ ومنطقه الفريد، فسوف نتمكّن من تسريع عملية بناء الفصاحة والبلاغة في شخصية أبنائنا.

ما هي الإمكانات والاستعدادات الموجودة في أبنائنا؟
حين يترسّخ المبدأ الأوّل في التربية وهو أنّ الله تعالى يربّي أبناءنا بل يربّي كل مخلوقاته، وحين نعلم أنّ الهدف الحقيقيّ لنشاطنا التربويّ يكمن في مشاهدة هذا التوحيد، سرعان ما يتراءى أمامنا مشهد رائع لهذه الحقيقة الوجودية. فمن الطبيعي أنّه إذا كان الله تعالى هو الخالق المربّي، فلا بد أن ينسجم خلقه للأشياء مع تربيته لها؛ وبعبارةٍ أخرى لا بدّ أن تكون التربية الإلهيّة كامنة في عمليّة الخلق نفسها. فلا يوجد شيء تحت عنوان الخلق وشيء آخر تحت عنوان التربية. ولأجل ذلك، فإنّ أفضل تعبير عن التربية الإلهية سيكون في نظام الخلقة نفسها.

كيف نجنّب أولادنا فوضى الخيال وعبثيّته
في هذا العصر والزمان، يجد الكثير من المربّين أنفسهم بين نارين مستعرتين: نار الخيالات الفاسدة والعبثية، ونار خمود الخيالات وضعفها. فالأولى تقود إلى الانحرافات المسلكية والفكرية، والثانية تؤدّي إلى ضعف النفس والانحطاط والانطوائية وقلّة الفاعلية. لأجل ذلك كلّه يجب أن تهتم التربية الجادّة بضبط الخيال والسيطرة عليه، من دون أن يؤدّي ذلك إلى إضعافه ووهن؛ ففي الوقت الذي نربّي أبناءنا وندرّبهم على ضبط خيالاتهم، لا ينبغي أن نقمع هذه القوّة، لأنّها جسر مهم بين هذه الدنيا والعوالم العليا، بالإضافة إلى أنّ لها دورًا بنّاءً شديد الأهمية على صعيد تغيير هذا العالم الأرضي.

ترسيخ قيمة الحكمة... بين الاعتداد بالنفس وتحمل المسؤولية يوجد خط رفيع
نريد أن ينشا أولادنا على تحمّل المسؤولية، سواء تجاه أنفسهم أو تجاه من ينضوي تحت جناحهم؛ لكنّنا نخشى أن يتحوّل هذا الشعور إلى نوع من الاعتداد الشديد بالنفس، الذي تزول معه الحاجة إلى هداية الآخرين وطلب مساعدتهم. فمن منّا لا يحتاج إلى إنسان آخر يعينه ويستأنس برأيه ويهتدي بخبرته، خصوصًا إذا كان حكيمًا حقًا ولديه خبرة واسعة.

دور التربية في تنمية العقل
من منّا لا يحلم بأن يكون أبناؤه قادرين على إدراك كل قبيح أو شر أو باطل في أي قضية يواجهونها في حياتهم، سواء في علاقاتهم المختلفة مع الوالدين والإخوة والأصدقاء والزملاء أو في الدراسة وطلب العلم أو في المهنة والعمل؟ فكل الأخطاء التي نرتكبها أو الشرور والأضرار التي نتسبّب بها لأنفسنا ولغيرنا ترجع بنحوٍ ما إلى عدم التفاتنا إلى طبيعتها وماهيتها وآثارها. وقد قيل إنّ المعصوم هو ذاك الإنسان الذي يصل في إدراكه ومعرفته لقبح المعصية والذنب والخطأ إلى درجة يصبح كأنّه يراها متجسّمة أمامه كجيفة نتنة؛ فهل شاهدنا إنسانًا عاقلًا يُقبل على جيفة كهذه؟!أجل، إنّ قلوبنا المفعمة بحبّ الأبناء لا تريد لهم سوى السعادة، وهي تعتصر ألمًا كلّما أوشكوا على الوقوع في أي ضرر أو ألم؛ ولكن كيف يمكن أن نساعدهم على سلوك سبيل السعادة وتجنيبهم سبل الهلاك والشقاء؟

كيف نصون عقول أبنائنا؟ أفضل أساليب تقوية العقل
منذ اللحظة الأولى التي التقت عيونكما، وأنت تحلم بأن يصبح ابنك عالمًا عقليًّا مضاهيًا للعالم العيني بكماله وتمامه. أجل، فبإمكان أي إنسان أن يبلغ في العقل مرتبةً يدرك معها جميع حقائق العالم، بحيث تكون السماوات والأرض وما فيهنّ عالمًا كيانيًّا كبيرًا، ويكون ولدك عالمًا عقليًّا صغيرًا ينطوي فيه العالم الأكبر. ولكن تسأل نفسك: ما هو المنهج أو الأسلوب التربويّ الذي يعينني على وضع ابني على سكّة الوصول إلى هذا الهدف العظيم؟

الانضباط أساس البناء الأخلاقي.. كيف نعين أبناءنا على ضبط شهواتهم
إن كنّا نريد أن نشرع في تربية أبنائنا تربيةً أخلاقيةً معنويةً تكامليةً، فلا يوجد نقطة بدء وانطلاق أهم وأولى من العمل على ترسيخ ملكة الانضباط وقوّة السيطرة على النفس.

كيف نستعمل أهم عنصر في التربية... هل سمعتم عن الفطرة؟
لنتصوّر أنّ أبناءنا تعرّفوا في السنوات الأولى من أعمارهم على أهم الشخصيات الكاملة التي عرفتها البشرية كأهل بيت النبوة وأولي العزم من الرسل وبعض الصحابة الأجلّاء والإمام الخميني والإمام الخامنئي. وقد كانت هذه المعرفة المتاحة مفعمة بالشواهد والتفاصيل التي تبيّن كيفية وصولهم إلى كمالاتهم؛ سواء بالاصطفاء الإلهي وقوّة الجاذبية الربانية أو عبر السلوك والارتياض المعنويّ.

10 مبادئ لتربية جيلٍ صالح
الصلاح هو أهم الخصائص الأخلاقيّة التي يتمنّاها الآباء والمربّون للأبناء. وللصّلاح في التّعاليم الدينيّة أبعاد عقائديّة وأخلاقيّة وسلوكيّة؛ إلّا أنّ أهم دلالاته ترتبط بالبعد العمليّ، حيث يكون الصّالح إنسانًا مصلحًا، حتى قيل لا يمكن أن يكون الصّلاح إلا بالإصلاح.

كيف أروّض طباع ولدي السيئة؟
نلاحظ جميعًا مدى حضور طباع الآباء والأمّهات في الأبناء حتى قيل: "إنّ الولد سر أبيه"، و"إنّ الخال أحد الضجيعين"، و"إنّ العرق دسّاس"، وأمثالها. وهنا يبرز سؤال مهم يرتبط بما إذا كان بالإمكان أن نمنع تسلّل طباعنا السلبية كوالدين وطباع آبائنا وأجدادنا إلى أبنائنا. حتى إذا تسلّل من بين إجراءات التربية الجيدة، واستطاع هذا الطبع أن يستقر في نفس الولد، فكيف ينبغي أن نتعامل معه لننجي ولدنا منه ومن آثاره، أو نخفّف عنه الكثير من عناء الرياضة وتهذيب النفس فيما بعد.

كيف تنمو دوافع الخير والكمال في أبنائنا؟
إنّ الاندفاع نحو الكمالات هو روح التربية ومعدنها. وبحمد الله فإن هذا المحرِّك الدافع موجود في كل إنسان، وهو أمرٌ فطريّ يأتي ضمن نظام الخلقة وأجهزتها الأساسية. فلا داعي ولا لزوم لكي يقوم المربّون بإيجاد أو خلق دوافع الخير والصلاح في نفوس المتربّين؛ وكل ما عليهم فعله هو أن ينسجموا مع هذه الفطرة في تربيتهم وتوجيهاتهم، فلا يعيقوا تفتّحها ونموّها ورشدها وفاعليتها؛ وإن كان ثّمة عوامل وراثية ضاغطة تؤدّي إلى حجب نور الفطرة أو تعطيل دورها، فهنا يأتي دور التدخّل التربويّ من أجل إزالة هذه الموانع والعوائق.

بناء الشخصية المسؤولة
للمسؤولية في التربية الإسلامية عمقٌ عميق يرتبط بموقفٍ مصيريّ ويوم عظيم يتحدّد فيه مستقبل الإنسان الأبديّ. ففيه يقف كلّ إنسانٍ بمفرده للمساءلة والحساب من قبل العزيز الجبّار الذي لا تخفى عليه خافية. وإذا كان للتربية أن تنجح في بناء شخصية مستقيمة قوية فاعلة، فينبغي أن تعمّق الإحساس بهذا اليوم المصيريّ، حيث تصبح كلّ الأعمال والمواقف والحسابات مبنية على أساسه.كيف نجعل أولادنا يستحضرون هذه المساءلة لكي تُبنى الروح المسؤولة في نفوسهم؟

ما الذي نحتاج إليه لتربية أبنائنا؟
إنّ التربية عملية متّصلة ومترابطة ومهمّة دقيقة ومتشعّبة.. ولكي نؤدّي هذه المهمّة على أحسن وجه، نحتاج إلى هداية خاصّة من الله تعالى. ولأجل ذلك، فإنّ الله عزّ وجل يفيض على كلّ مربٍّ حريص كل ما يلزم لكي يقوم بدوره ويكون معذورًا عنده يوم الحساب.إنّ التربية هي مزيج علم وعاطفة ونباهة وصبر ومصابرة. وحين يرتبط العلم بحقائق الحياة ومواضع الأشياء ومقاديرها وأحجامها ومآلها يصبح حكمة، ولا يمكن تطبيقها إلّا بامتلاك الصبر والرحمة. ولا بأس أن نتوقّف قليلًا عند أهم احتياجات التربية لكي نتعرّف إلى مصادرها وكيفيّة تحصيلها.

أكبر تحديات التربية الفطرية.. هل سمعتم عن الوهم؟
ترتبط الفطرة بكل أمر إنساني ومعنوي وروحي؛ فهي تتعلق بتلك الأشياء التي تفوق عالم المادة والبدن وتطلّبها.. ولهذا، من الطبيعي أن يحصل بينها وبين الميول التي ترتبط بشهوات الجسد نوع من التضاد والتعارض. من الضروري لكل مربّ ومرشد أن يميّز بين الحاجات الجسمانية والحاجات الفطرية. فجانب مهم من التربية يدور حول معالجة ذلك التضاد والتوفيق بين هذا التعارض. الحاجات الجسمانية ترتبط بثلاثة أمور أساسية هي: سلامة الجسد وتوازنه، وقوّته. أمّا الحاجات الفطرية فهي التي ترتبط الكمال الحقيقي للنفس.

أي نوع من المربّين أنت؟
نظرة عابرة إلى أنماط التربية في العالم قد تساعدنا على اكتشاف أي نوع من المربين نحن. والمؤمَّل أن يكون هذا العرض محفّزًا لنا لاختيار النمط الأصلح الذي ينسجم مع الرؤية الصحيحة للحياة.

ما يعين الأطفال على التفكّر العميق
تهدف التربية العقائدية إلى حثّ الطفل على التفاعل الفكريّ الإيجابيّ مع آيات الله في الآفاق ـ التي تشتمل على كل ما هو تكوينيّ طبيعيّ وسماويّ؛ وفي الأنفس ـ التي منها الظواهر الاجتماعية وحوادث التاريخ ـ من أجل الوصول إلى رؤية كونية منطقية، تجيب عن الأسئلة المصيرية في الحياة.

8 أمور تجعل ولدي محبًّا للمطالعة
يمثّل الارتباط بالكتاب إلتزامًا جديًا تجاه المعرفة وعالم الفكر والبحث والتعمّق. وهذه هي الأسلحة الماضية التي يمكننا بواسطتها القضاء على الآثار السلبيّة للمعاصرة.إليكم 8 نصائح يمكن أن تساهم في جعل أبنائكم محبّين للمطالعة والكتاب.

التربية اللغوية أو تعليم البيان.. ودور القرآن في تكميل القوى الإنسانية
ليست اللغة مجرّد وسيلة للتواصل والتفاهم بين البشر، بل هي إحدى أفضل طرق تنمية العقل وسائر القوى الإنسانية الأصيلة أيضًا. إنّ الطفل الذي يمتلك الذكاء اللغويّ أو البيانيّ سيكون صاحب استعداد مميز للتفوّق والتطوّر بسرعة وسهولة في أنواع الذكاءات والمهارات المختلفة. والمقصود بالذكاء اللغويّ سرعة الوصول إلى المقصود من المفردة المعروضة وسرعة استخراج المفردة المناسبة للعرض والبيان. وهذا الذكاء، وإن كان في قسمٍ منه موهبة ووراثة، لكنّ القسم الأكبر منه قابلًا للتحصيل بواسطة التربية، التي يهمّنا أن نفسح مجال الحديث عن أصولها وأساليبها وطرقها.

اللقاء الحواري الأول حول تربية الأبناء
في هذا اللقاء:ما هو هدف التربية؟ما هي أهم مقوّمات التربية؟ما هي مسؤوليّة الأهل في التربية؟ما هي خصائص وميّزات المرحلة الأولى؟اتركه سبعًا وأدبه سبعًا وصاحبه سبعا، هل هذا الحديث يعني ترك تأديب الطفل في المرحلة الأولى؟ وماذا لو لاحظ الأهل سلوكيات وصفات سيئة عند الطفل في هذه المرحلة؟كيف يؤثر الاختلاف في وجهات النظر بين الأب والأم على الطفل؟هل للعامل الوراثي تأثير على شخصية الطفل؟بعض الأهل حين يكتشفون صفات أو طباع سيئة في الطفل، أو يستشعرون إمكانية ظهور مثل هذه الطباع (بسبب العامل الوراثي) يعمدون إلى دفع الطفل بشدّة للقيام بخلاف ما يقتضيه هذا الطبع، كأن إذا شعروا بأن لديه جبن فإنّه يدفعونه للقيام بأعمال لتخطي هذا الأمر؟ هل هذه الشدة في التعامل مع الطفل صحيحة؟كيف نتعامل مع كثرة الشجار بين الأولاد؟أنا أم أحرض على إطعام طفلي الأكل الصحي، ولكن ماذا لو أصر على تناول بعض المشتريات غير الصحية؟ابنتي لها من العمر ١١ شهرًا وبدأت ألاحظ عليها بأنّها تضرب يدها وتبكي أثناء اللعب.. وإذا أرادت شيئًا ما تبدو عصبية.. كيف يمكنني أن أجنبها أن تنتهي لتكون عصبية؟

اللقاء الحواري السادس حول تربية الأبناء ـ حوار نجيب فيه عن أهم الأسئلة الحسّاسة حول تربية الأبناء
- هل تشدد الأب مع ابنته صحيح؟- كيف أقدم مفهوم الموت لطفلي؟- كيف أجعل طفلي مؤثّرًا لا متأثرًا؟- ابني لا يحترم كبار السن

اللقاء الحواري الثالث حول تربية الأبناء
في هذا اللقاء:كيف ينبغي للأهل التعامل مع الطفل العنيد؟هل من الممكن أن يرسخ الاهل القيم لدى الطفل بطريقة خاطئة؟هل من السليم أن يجلس الطفل أمام التلفاز لساعات؟ وإذا كان الجواب بالنفي فما هو البديل؟ما هي الوسائل التي يمكن أن نعتمدها لزرع حب الإمام المهدي(عج) وانتظار الفرج في نفس الطفل؟كيف ينبغي التعامل مع الطفل الذي يفسّد كثيرًا (السعاية)، مما يتسبب بمشاكل أحيانًا كثيرة بين أفراد الأسرة؟ما هو رأيكم بالتعليم المنزلي؟قد يخطئ الأهل أحيانًا ويعمدون تبرير أخطائهم أمام الطفل بحجة أن لا يخسروا ثقته بهم؟ كم من السليم أن يستخدم الأهل مثل هذا الأسلوب؟ وهل تحبذون أن يعترف الأهل لأبنائهم بأخطائهم؟

اللقاء الحواري الرابع حول تربية الأبناء
في هذا اللقاء:كيف نفسّر اختلاف الأمزجة بين الأطفال، حيث نرى طفلًا سعيدًأ، وآخر كثير البكاء والنق؟لماذا تختلف ردات فعل الأولاد على فقدان الوالدين: فمنهم من يصبح انطوائي، ومنهم من يصبح عدائي، ومنهم من يصبح شديد الخوف والقلق من خسارة من بقي من والديه؟هل تختلف تربية الأبناء عن البنات؟ابني انطوائي.. ماذا أفعل؟ابني لا يتواصل معنا بشكل جيد بحجة أنّ لديه الكثير من النشاطات الإسلامية؟ ما الحل؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

دورة في الكتابة الإبداعية
الكتابة فن، وأنت المبدع القادم دورة مؤلفة من عدة فصول نواكبك حتى تنتج روايتك الأولى