
بناء الشخصية المسؤولة
السيد عباس نورالدين
للمسؤولية في التربية الإسلامية عمقٌ عميق يرتبط بموقفٍ مصيريّ ويوم عظيم يتحدّد فيه مستقبل الإنسان الأبديّ. ففيه يقف كلّ إنسانٍ بمفرده للمساءلة والحساب من قبل العزيز الجبّار الذي لا تخفى عليه خافية. وإذا كان للتربية أن تنجح في بناء شخصية مستقيمة قوية فاعلة، فينبغي أن تعمّق الإحساس بهذا اليوم المصيريّ، حيث تصبح كلّ الأعمال والمواقف والحسابات مبنية على أساسه؛ {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُون}.[1]
لكل مسؤولية في عرف الناس مرجعية محدّدة تجري على أساسها المطالبة والمحاسبة؛ فهناك الأسرة والناس الذين ينظرون في أعمال الفرد ويحدّدون مواقفهم تجاهه، وهناك المجتمع والحكومة التي تمتلك أجهزة قضائية وجزائية؛ وهناك الله رب العالمين الذي يرجع الكل إليه، فهو الشاهد الأكبر والآخذ بكل ناصية.
ولأجل ذلك فإنّ من يؤمن بيوم الحساب ويعتقد بالمحشر ويظن أنّه ملاقي الله في النهاية، يجعل الإرادة الإلهية مرجعية كل عمل يهمّ به، فلا يفعل إلا ما يريده الله ويطلبه. وهذا هو هدف التربية الإسلامية.
كيف نجعل أولادنا يستحضرون هذه المساءلة لكي تُبنى الروح المسؤولة في نفوسهم؟
إنّ هذا، وبكل بساطة، إنّما يتحقّق من خلال قوّة حضور يوم الحساب في النفس. وإنّما يكون حضور هذا اليوم مؤثّرًا في النفوس، حين تستحضر النتائج الحتمية من ورائه، وهما باختصار النعيم المقيم في جنة الخلد أو العذاب الأليم في نار البعد؛ فلا شيء يصنع الشخصية المسؤولة مثل تذكّر الدار الآخرة، حيث أشار القرآن الكريم إلى هذه التربية، كما قال تعالى: {إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّار}.[2]فأصبح هذا التذكّر للحياة الآخرة مخلصًا للإنسان؛ وإنّما يخلصه من عذاب أليم ومصير مشؤوم.
لكي نبني الشخصية المسؤولة بأعلى مستوى ممكن، ينبغي أن نرسّخ قيمة العلاقة مع الله تعالى كمحورٍ أول لكلّ الأنشطة والتحرّكات والمواقف والآمال والرغبات. ويتفرّع عن هذه العلاقة قيم مهمّة وأساسية مثل عبودية الإنسان المطلقة لله وكونه عبدًا مملوكًا له، ومثل قيمة رضا الله التي تمثّل أعلى أمنية للإنسان المؤمن، ومثل قيمة الخوف من الله وطرده.
ولأنّ الله شديد الحضور في الحياة البشرية بمختلف مواقفها وأبعادها وشؤونها وحوادثها، ولأنّه تعالى أقرب للإنسان من حبل وريده، وهو يراه أينما كان وفي كلّ أحواله ولا تخفى عليه خافية، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماء والأرض، فإنّ تعميق الارتباط بالله من أجل الشعور بحضوره يكون أمرًا ميسورًا لكلّ من توجّه إليه وقصده وفكّر به. وهكذا يصبح الإحساس بالمسؤولية تجاهه أمرًا تلقائيًّا.
نعتمد في ذلك كلّه على تفعيل حالة المراودة والتواصل والتفاعل مع مظاهر حضور الله في الحياة؛ لتصبح هذه الرابطة أقوى من أي رابطة يمكن أن يقيمها الإنسان في حياته مع أيّ موجودٍ كان.
وإحدى القضايا المؤثرة في تعميق المسؤولية هي الاعتقاد بأنّ الإنسان سوف يُسأل يوم القيامة عن كل شيء في هذا العالم. وهذه مسألة عجيبة فعلًا لا نجد لها مثيلًا في الثقافات الأخرى؛ وقد ورد في الأحاديث الشريفة أنّ الله يسأل الإنسان يوم القيامة عن كل شيء، حتى عن الحجر والشجر والمدر. ويمكن فهم ذلك بملاحظة الدور الأساسيّ للإنسان والمهمّة الكبرى التي كانت سبب وجوده في هذا العالم ألا وهي مهمة خلافة الله في الأرض. وانطلاقًا من هذه المهمّة وهذا الدور الكبير، يتّضح حجم المسؤولية ومستوى المحاسبة في النهاية.
فإذا أردنا أن نكون منسجمين مع عقائدنا، ينبغي أن نربّي أبناءنا على أساس هذه المهمّة الكبرى، ولا نخشى في ذلك أحدًا من الناس؛ فالله تعالى قد جاء بنا إلى هذا العالم لكي نعمل فيه ونكدح ونتعامل مع كل موجوداته، كما يمكن أن يتعامل الله معها (وإلا فما معنى الخلافة عندئذ؟!).
ولا يمكن للإنسان أن يكون خليفة لله حقًّا إلا إذا اتّصف بصفاته سبحانه وتخلّق بأخلاقه تعالى. وحين نسعى بجدٍّ واجتهاد ونعمل بإخلاص من أجل تنفيذ هذه المهمّة، وحمل هذه الأمانة، فإنّنا سنقترب من التحقّق بهذه الصفات. وحين نتخلّق بهذه الأخلاق، فسوف نكون قادرين على أداء الأمانة على أكمل وجه.
{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُومًا جَهُولًا}.[3]
يجب أن نسعى لكي يفهم أولادنا معنى الخلافة الإلهية، لكي لا يكون مجيئهم إلى هذا العالم سدًى، فيقعوا في حسرة يوم القيامة التي هي أشد من عذاب النار. وإنّما يحصل هذا الفهم على أثر إدراك حقيقة كوننا عبادًا مملوكين لله تعالى، ليس لنا إرادة ولا اختيار مقابل إرادته واختياره.
والجميل في هذه القضية هو أنّ جميع مشاكلنا وهمومنا واحتياجاتنا ـ الناشئة من وجودنا في هذا العالم ومن طبيعة نقصنا وفقرنا ـ تنحل وتزول وتؤمَّن في ظلّ سعينا الصادق لنكون على قدر المسؤولية الإلهية. فلا تعارض بين أن نكون لله بالكامل وبين أن نعيش أعزّاء ومرفّهين وسعداء في هذا العالم؛ بل إنّ السعادة والطمأنينة واليمن والبركة كلّها تتحقّق على طريق هذا السعي.
أن نكون مسؤولين حقًّا يعني أن ننظر إلى أنفسنا ـ بدءًا من أجسادنا، ومرورًا بأفكارنا، وانتهاءً بأرواحنا ـ وإلى كل من حولنا من بشر وكائنات، ثمّ إلى العالم كلّه، من منظار الدور والمهمّة الملقاة على عاتقنا والتي تتمثّل في السعي لإيصال كل مخلوق ناقص إلى كماله اللائق به.
بعض الأشياء يسهل معرفة كمالها، والبعض الآخر تتطلّب معرفة طبيعة كماله حكمة عميقة. لكن كل ذلك يبدأ من الحرص على سلامة وحياة وسعادة ونقاء كل موجودات العالم. لهذا، الشخص المسؤول لا يتعامل بعبثية أو إهمال أو إتلاف أو تبذير أو إسراف مع أي شيء، ولو كان جوربًا قديمًا أو بقية ماء في إناء أو حجر على الطريق. ولا شك بأنّه لا يتعرّض بالأذى لأي كائن مهما كان ضئيلًا، إلا إذا كان يضرّ بغيره، وأجاز الله التعرّض له. وفي الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "لا تأتي الحية إلا إذا أتتك".
والشريعة الإسلامية بأحكامها التفصيلية، من الواجبات والمستحبات والمحرمات والمكروهات التي تشمل شؤون الحياة، هي النظام الكامل الذي ينبغي أن نبني عليه روح المسؤولية. فيمكن التعرّف إلى المسؤوليات تجاه الجسد وكل عضو فيه في هذا النظام. ويمكن التعرّف إلى المسؤوليات تجاه المجتمع وجميع شرائحه من خلال هذا النظام. وهكذا يكون التفقّه في الدين مقدّمة أساسية لتعزيز هذا الشعور والعمل على أساسه.
إن أصبح أولادنا مهتمّين بما يجري على المسلمين في العالم وأدركوا جيدًا عواقب "مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يُنَادِي يَا لَلْمُسْلِمِينَ فَلَمْ يُجِبْهُ فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ"،[4]كما قال نبيّ الإسلام المكرم، فإنّ هذا سيتجلّى في متابعتهم لأخبارهم وأحوالهم ولو كانوا في أقصى بقاع الأرض. ومن خلال تشجيعهم وحثّهم على قراءة الصحف والاستماع إلى بعض النشرات الأخبارية، يمكن أن يتفتّق هذا الشعور أيضًا.
وإن أصبح أولادنا مهتمين بأرحامهم وأقاربهم، وشعروا بوخامة قطيعة الرحم وأدركوا أهمية الصلة، فسوف يتجلّى ذلك بمبادرتهم إلى الزيارة. وهكذا يتجلّى الشعور بالمسؤولية تجاه كل شيء في هذا العالم بعمل ما ودور معين.
بيد أنّ الساحة الأولى لبعث هذه الروح ستكون عبارة عن الاهتمام بالجسد. ويجب أن نعلّم أبناءنا كل ما يرتبط بصيانة أبدانهم ورعايتها وحفظها وتقويتها؛ حتى يصبح الانتقال إلى الاهتمام بالنفس وقواها الأخرى تلقائيًّا. وإنّما يحصل ذلك بفضل إدراك دور الجسد على مستوى الحياة كلّها دنيا وآخرة، فتكريمه هو تكريم للنفس التي أرادها تعالى أن تكون مظهر جماله وكماله.
[1]. سورة الصافات، الآية 24.
[2]. سورة ص، الآية 46.
[3]. سورة الأحزاب، الآية 72.
[4]. الكافي، ج2، ص 164.

أنا وطفلي
يقدم الكاتب باقة من النصائح التربوية باستخدام الصور الايضاحية، بالإضافة إلى شرح جملة من المسائل التي يواجهها الأهل في تربيتهم لأبنائهم . وهو يشكل الخطوط العامة للتربية الصالحة منذ الولادة وحتى سن البلوغ. أنا وطفلي إعداد: مركز باء للدراسات الناشر: الدار الإسلامية (مركز باء للدراسات) حجم الكتاب: 14*24غلاف ورقي: 48 صفحة الطبعة الأولى، 2001مISBN: 9953-22-022 حالة الكتاب: نافد

ثورة التربية والتعليم
يتطرّق الكتاب الرابع في سلسلة الأطروحة التربوية التعليمية التي يقدمها السيد عباس نورالدين إلى أهم القضايا التي تواجه أي ثورة حقيقية تريد إعادة إنتاج التربية التعليمية وفق استحقاقات العصر ومتطلّبات الزمان وبما يتناسب مع التحدّيات التي يعيشها مجتمعنا.الثورة التي يدعو إليها الكاتب تطال جميع مفاصل التربية التعليمية من رؤى ومناهج وقيم وحتى تلك التفاصيل التي تعني كل عامل أو مهتم بهذا المجال المصيري. ثورة التربية والتعليم الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 216 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-033-0 السعر: 12$

تربية المراهقين
لكل والد ووالدة ولكل مرب يعاني في تربيته وتعامله مع مرحلة المراهقة الحساسة.. يعرض لأهم تحديات هذه المرحلة وصعوباتها وكيفية التعامل معها وفق الرؤية الإسلامية المعنوية، مع العديد من الأمثلة الواقعية التي تحاكي مشاكل العصر. تربية المراهقين الكاتب: عزّة فرحات الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*24 غلاف ورقي: 112 صفحة الطبعة الأولى، 2004محالة الكتاب: نافد

روح التربية
الإنسان لا يأتي إلى الدنيا فاسدًا. في البداية يأتي إلى الدنيا بفطرة جيّدة وهي الفطرة الإلهية "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَة"، وهذه هي الفطرة الإنسانية فطرة الصراط المستقيم والإسلام والتوحيد. أنواع التربية هي التي تفتح هذه الفطرة أو تسد الطريق على الفطرة. التربية هي التي يمكن أن توصل المجتمع إلى كماله المنشود، وهي التي تجعل البلاد إنسانية نموذجية كما يريدها الإسلام روح التربية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 192 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

التربية اللغوية أو تعليم البيان.. ودور القرآن في تكميل القوى الإنسانية
ليست اللغة مجرّد وسيلة للتواصل والتفاهم بين البشر، بل هي إحدى أفضل طرق تنمية العقل وسائر القوى الإنسانية الأصيلة أيضًا. إنّ الطفل الذي يمتلك الذكاء اللغويّ أو البيانيّ سيكون صاحب استعداد مميز للتفوّق والتطوّر بسرعة وسهولة في أنواع الذكاءات والمهارات المختلفة. والمقصود بالذكاء اللغويّ سرعة الوصول إلى المقصود من المفردة المعروضة وسرعة استخراج المفردة المناسبة للعرض والبيان. وهذا الذكاء، وإن كان في قسمٍ منه موهبة ووراثة، لكنّ القسم الأكبر منه قابلًا للتحصيل بواسطة التربية، التي يهمّنا أن نفسح مجال الحديث عن أصولها وأساليبها وطرقها.

كيف أجعل ابني محبًّا للقرآن؟
للّذين يفتّشون في هذا الزّمن عن ضمانة قويّة لتربية أبنائهم على الصّلاح والطّهارة والاستقامة، فلا شيء يعدل القرآن في ذلك. فهو الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم، ويرشدنا إلى الإمام العادل والأسوة الصالحة والمبيّن الراشد. فنكتشف به الثقل الآخر الذي ما إن تمسّكنا بهما لن نضل بعدها أبدًا.

أكبر مسؤوليات التربية... منع تسلّط الوهم على الفطرة
يؤلمنا أن لا يندفع أبناؤنا نحو المعالي؛ ويزداد ألمنا إن وجدناهم يسلكون طريق العبثية والسطحية في الحياة. نحلم أن يرغب أولادنا ببلوغ قمم المجد في العلم والعمل، فيكونوا نماذج راقية في الفضيلة والعظمة. ونتعجّب من انشغالهم بسفاسف الأمور وأنواع الملاهي الفارغة وتضييع الوقت فيما لا طائل منه.

أعظم وسائل التربية... أطفالنا من اللاوعي إلى الوعي الكلّيّ
كل مهتم بالتربية يسعى لمعرفة قواعدها العامّة، لكن لا يخفى على أحد أنّ القاعدة الكبرى هي أنّ اجتماع المعرفة التصديقيّة مع حسّ المسؤوليّة هو الذي يولّد العمل والسّلوك الصحيح. إنّ قسمًا مهمًّا من الشعور أو التصرّف بمسؤوليّة هو نتاجٌ طبيعيّ للجبلّة والخلقة الأصلية للبشر. جميع الناس يُفترض أن يقوموا برد فعل تجاه الخطر المحدق أو الضّرر المتوقّع.

ضرورة التربية العقلائية .. ما الذي يمكن أن نقدّمه في هذا المجال؟
يوجد فرق دقيق بين العقلانية والعقلائية؛ ولا أعرف إن كان هذا الفارق الاصطلاحيّ قد شاع واستقرّ بالدرجة التي تسهّل علينا الحديث، لكن لإدراك المعنى والمفهوم الحاصل من هذا التفريق دورًا مهمًّا في مجال التربية.

كيف أروّض طباع ولدي السيئة؟
نلاحظ جميعًا مدى حضور طباع الآباء والأمّهات في الأبناء حتى قيل: "إنّ الولد سر أبيه"، و"إنّ الخال أحد الضجيعين"، و"إنّ العرق دسّاس"، وأمثالها. وهنا يبرز سؤال مهم يرتبط بما إذا كان بالإمكان أن نمنع تسلّل طباعنا السلبية كوالدين وطباع آبائنا وأجدادنا إلى أبنائنا. حتى إذا تسلّل من بين إجراءات التربية الجيدة، واستطاع هذا الطبع أن يستقر في نفس الولد، فكيف ينبغي أن نتعامل معه لننجي ولدنا منه ومن آثاره، أو نخفّف عنه الكثير من عناء الرياضة وتهذيب النفس فيما بعد.

كيف نجعل أولادنا مبدعين.. ماذا تعرف عن قوّة الخيال العجيبة؟
إنّ القوى التي حبانا الله بها يُفترض أن تكون أداتنا ووسيلتنا للتكامل عبر تفاعلنا الإيجابيّ البنّاء مع كل عوالم الوجود. فهي وسائط اتّصالنا وإدراكنا للحقائق التي تجعل نفوسنا روحانية كاملة؛ وهي الوسائل التي يُفترض أن نستخدمها لبناء تلك العوالم وإعمارها وفق هندسة إلهية خاصّة. فكما أنّه يُفترض بهذه القوى أن تكون وسيلتنا لإعمار الأرض وإحيائها وإصلاحها وتبديلها إلى أرض مشرقة بنور ربّها، كذلك ينبغي أن تكون عاملة فاعلة في العوالم العليا التي ينتقل إليها الإنسان المتكامل في رحلة الرجوع إلى الله والفوز بمقام قربه ورضوانه.فما هي حقيقة قوّة الخيال؟ وكيف تعمل؟ وكيف تنمو وتتطوّر؟ وكيف يمكن أن تنحرف وتفسد؟ وما هو دورها الواقعيّ في هذه الحياة؟

أي نوع من المربّين أنت؟
نظرة عابرة إلى أنماط التربية في العالم قد تساعدنا على اكتشاف أي نوع من المربين نحن. والمؤمَّل أن يكون هذا العرض محفّزًا لنا لاختيار النمط الأصلح الذي ينسجم مع الرؤية الصحيحة للحياة.

لماذا لا يتفاعل ولدي مع آيات الوجود وعجائبه؟
كل من تمتّع بالحد الأدنى من العقل استطاع أن يدرك القضايا الكبرى في الحياة؛ وذلك لأنّ علائمها وآياتها واضحة وجلية. وإنّ ما تطمح إليه التربية الإسلامية هو أن يتعدّى العلم والإدراك نطاق التصديق ويصل إلى مقام الإيمان والطمأنينة. فالآثار الطيّبة للعلم والمعرفة لا تتحقّق إلا في ظلّ الإيمان الذي يغذّي القلب ويستقر فيه.

10 مبادئ لتربية جيلٍ صالح
الصلاح هو أهم الخصائص الأخلاقيّة التي يتمنّاها الآباء والمربّون للأبناء. وللصّلاح في التّعاليم الدينيّة أبعاد عقائديّة وأخلاقيّة وسلوكيّة؛ إلّا أنّ أهم دلالاته ترتبط بالبعد العمليّ، حيث يكون الصّالح إنسانًا مصلحًا، حتى قيل لا يمكن أن يكون الصّلاح إلا بالإصلاح.

ما الذي نحتاج إليه لتربية أبنائنا؟
إنّ التربية عملية متّصلة ومترابطة ومهمّة دقيقة ومتشعّبة.. ولكي نؤدّي هذه المهمّة على أحسن وجه، نحتاج إلى هداية خاصّة من الله تعالى. ولأجل ذلك، فإنّ الله عزّ وجل يفيض على كلّ مربٍّ حريص كل ما يلزم لكي يقوم بدوره ويكون معذورًا عنده يوم الحساب.إنّ التربية هي مزيج علم وعاطفة ونباهة وصبر ومصابرة. وحين يرتبط العلم بحقائق الحياة ومواضع الأشياء ومقاديرها وأحجامها ومآلها يصبح حكمة، ولا يمكن تطبيقها إلّا بامتلاك الصبر والرحمة. ولا بأس أن نتوقّف قليلًا عند أهم احتياجات التربية لكي نتعرّف إلى مصادرها وكيفيّة تحصيلها.

عشر نصائح لأمومة رائعة
الأمومة فرصة للمرأة لكي تشاهد دفق الرّحمة والعاطفة الإلهيّة وهي تسري في وجودها بصورة مذهلة. إنّها فرصة اختبار مزيج المشاعر الفريدة التي تجعل العالم أجمل وأعذب. ومع كلّ متاعبها، فهي فرصة عظيمة أيضًا لكي تسمو المرأة إلى آفاق الكمال، بصبرها وتحمّلها وعملها التربويّ الفريد.

كيف نصبح مربين ناجحين؟
إنّ مهمة تربية الأطفال في المدارس والمعاهد المختلفة، أو في محيط الأسرة والعائلة لهي مهمة كبيرة وثقيلة، تتشعّب وتتعقّد يومًا بعد يوم نظرًا لاتّساع قضايا الحياة وتعمّقها. فما يواجهه أبناؤنا في سنّ العاشرة اليوم ربما لم يكن ليواجهه أجدادنا حتى في سن الأربعين. إنّنا أمام نحو جديد من التحديات التي تنفذ إلى عمق كيان الإنسان بسرعة وخفاء، وتهدّد كل مقوّمات إنسانيته من قبل أن يُعطى الفرصة ليستعد لها أو يدرك حقيقتها، ممّا يتطلّب قدرات متميزة ومهارات تربوية استثنائية.

كيف نصون عقول أبنائنا؟ أفضل أساليب تقوية العقل
منذ اللحظة الأولى التي التقت عيونكما، وأنت تحلم بأن يصبح ابنك عالمًا عقليًّا مضاهيًا للعالم العيني بكماله وتمامه. أجل، فبإمكان أي إنسان أن يبلغ في العقل مرتبةً يدرك معها جميع حقائق العالم، بحيث تكون السماوات والأرض وما فيهنّ عالمًا كيانيًّا كبيرًا، ويكون ولدك عالمًا عقليًّا صغيرًا ينطوي فيه العالم الأكبر. ولكن تسأل نفسك: ما هو المنهج أو الأسلوب التربويّ الذي يعينني على وضع ابني على سكّة الوصول إلى هذا الهدف العظيم؟

كيف نفعّل الذكاء اللغويّ عند أطفالنا؟ الآثار العظيمة للتربية البيانية
يولد الإنسان ويولد معه الاستعداد التام لتعلّم أي لغة وإتقانها؛ لكن، قد يتفاوت الناس فيما بينهم من ناحية سرعة اكتساب اللغة وقوّة البيان والتعبير؛ وهنا يأتي دور التربية اللغويّة.لقد أشرنا إلى أنّ للّغة العربية نظامها الخاص الذي ينسجم مع عملية التعقّل بصورة ملفتة، وأنّ لها منطقها المميّز من حيث اكتساب المعاني والتعبير عنها. ممّا يعني شيئًا واحدًا وهو أنّنا إن عملنا وفق هذا النظام اللغويّ ومنطقه الفريد، فسوف نتمكّن من تسريع عملية بناء الفصاحة والبلاغة في شخصية أبنائنا.

كيف تنمو دوافع الخير والكمال في أبنائنا؟
إنّ الاندفاع نحو الكمالات هو روح التربية ومعدنها. وبحمد الله فإن هذا المحرِّك الدافع موجود في كل إنسان، وهو أمرٌ فطريّ يأتي ضمن نظام الخلقة وأجهزتها الأساسية. فلا داعي ولا لزوم لكي يقوم المربّون بإيجاد أو خلق دوافع الخير والصلاح في نفوس المتربّين؛ وكل ما عليهم فعله هو أن ينسجموا مع هذه الفطرة في تربيتهم وتوجيهاتهم، فلا يعيقوا تفتّحها ونموّها ورشدها وفاعليتها؛ وإن كان ثّمة عوامل وراثية ضاغطة تؤدّي إلى حجب نور الفطرة أو تعطيل دورها، فهنا يأتي دور التدخّل التربويّ من أجل إزالة هذه الموانع والعوائق.

الانضباط أساس البناء الأخلاقي.. كيف نعين أبناءنا على ضبط شهواتهم
إن كنّا نريد أن نشرع في تربية أبنائنا تربيةً أخلاقيةً معنويةً تكامليةً، فلا يوجد نقطة بدء وانطلاق أهم وأولى من العمل على ترسيخ ملكة الانضباط وقوّة السيطرة على النفس.

لماذا يجب التركيز على الآخرة في التربية؟
لكل إنسان سير وتحوّل وتطوّر يحصل في نفسه. ولهذا السير الأنفسي بداية هي نقطة ظهور الإرادة والوعي فيه ونهاية حتمية لا مفر منها، وهي التي يُعبّر عنها بلقاء الله تعالى كما قال عز وجل: {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقيه}،[1]وفي هذا السفر لا بد للإنسان من الاختيار بين اثنتين، فإمّا الجنّة والرضوان، وإمّا جهنّم والهجران. لأجل ذلك، تكون المهمّة الأساسية للتربية العمل على تعميق حالة الاختيار هذا، ودوره في تحديد المصير، وذلك عبر ترسيخ الرابطة السببية بين أفعالنا في الدنيا ونتائجها في الآخرة.

أصول تربية الخيال
حين تتفاعل حواسنا المختلفة مع عالم الخلقة الإلهية الصافية النقية، فإنّ ما ينجم عنها من خيالات سيكون عاملًا مفيدًا في تقوية هذه القوّة وغيرها من القوى الإنسانية. وحين تواجه حواسنا عالمًا عابثًا باطلًا فمن المتوقّع أن يختزن خيالنا الكثير من الصور التي تؤدّي إلى تشكيل مفاهيم وعقائد وتوجّهات باطلة.ونظرًا لأهمية الخيال ودوره وحجم تأثيره في تشكّل شخصية أبنائنا سلبًا أو إيجابًا، ونظرًا للواقع الخيالي الهائل الذي يحيط بأبنائنا، فإنّ مهمّة التربية الخيالية يجب أن تركّز على بعدين أساسيين: الأول، يرتبط بمصادر الخيال ومناشئه. والثاني، يتعلق بقوّة النفس وانضباطها.

ما يعين الأطفال على التفكّر العميق
تهدف التربية العقائدية إلى حثّ الطفل على التفاعل الفكريّ الإيجابيّ مع آيات الله في الآفاق ـ التي تشتمل على كل ما هو تكوينيّ طبيعيّ وسماويّ؛ وفي الأنفس ـ التي منها الظواهر الاجتماعية وحوادث التاريخ ـ من أجل الوصول إلى رؤية كونية منطقية، تجيب عن الأسئلة المصيرية في الحياة.

دور التربية في تنمية العقل
من منّا لا يحلم بأن يكون أبناؤه قادرين على إدراك كل قبيح أو شر أو باطل في أي قضية يواجهونها في حياتهم، سواء في علاقاتهم المختلفة مع الوالدين والإخوة والأصدقاء والزملاء أو في الدراسة وطلب العلم أو في المهنة والعمل؟ فكل الأخطاء التي نرتكبها أو الشرور والأضرار التي نتسبّب بها لأنفسنا ولغيرنا ترجع بنحوٍ ما إلى عدم التفاتنا إلى طبيعتها وماهيتها وآثارها. وقد قيل إنّ المعصوم هو ذاك الإنسان الذي يصل في إدراكه ومعرفته لقبح المعصية والذنب والخطأ إلى درجة يصبح كأنّه يراها متجسّمة أمامه كجيفة نتنة؛ فهل شاهدنا إنسانًا عاقلًا يُقبل على جيفة كهذه؟!أجل، إنّ قلوبنا المفعمة بحبّ الأبناء لا تريد لهم سوى السعادة، وهي تعتصر ألمًا كلّما أوشكوا على الوقوع في أي ضرر أو ألم؛ ولكن كيف يمكن أن نساعدهم على سلوك سبيل السعادة وتجنيبهم سبل الهلاك والشقاء؟

كيف نجنّب أولادنا فوضى الخيال وعبثيّته
في هذا العصر والزمان، يجد الكثير من المربّين أنفسهم بين نارين مستعرتين: نار الخيالات الفاسدة والعبثية، ونار خمود الخيالات وضعفها. فالأولى تقود إلى الانحرافات المسلكية والفكرية، والثانية تؤدّي إلى ضعف النفس والانحطاط والانطوائية وقلّة الفاعلية. لأجل ذلك كلّه يجب أن تهتم التربية الجادّة بضبط الخيال والسيطرة عليه، من دون أن يؤدّي ذلك إلى إضعافه ووهن؛ ففي الوقت الذي نربّي أبناءنا وندرّبهم على ضبط خيالاتهم، لا ينبغي أن نقمع هذه القوّة، لأنّها جسر مهم بين هذه الدنيا والعوالم العليا، بالإضافة إلى أنّ لها دورًا بنّاءً شديد الأهمية على صعيد تغيير هذا العالم الأرضي.

خطوات عملية لتطوير عقول أبنائنا... هناك الكثير من التمارين التي تساعد في هذا المجال
حين يؤمن المربّون بأهمية العقل ومحوريته، بعد معرفة حقيقته وكيفية عمله، فإنّ قسمًا مهمًا من التربية سيعتمد على المواقف التفصيلية والمهارة المناسبة لترسيخ قيمة العقل. هذا، بالإضافة إلى أنّ هناك هامشًا واسعًا للإبداع والابتكار. والمقصود من الإبداع هنا، أنّ لكل من ينهض بأمر التربية مجالات وفرصًا يمكنه أن يستفيد منها لإيصال الفكرة اللازمة وتعميق القضية؛ ولا يلزمه إلا الإيمان والانتباه والحرص والاهتمام.

كيف نعين أولادنا على برّنا؟.. ثلاثة مبادئ أساسية لعلاقة قويمة
قَالَ الإمام الصَّادِقُ (ع):"بِرُّ الْوَالِدَيْنِ مِنْ حُسْنِ مَعْرِفَةِ الْعَبْدِ بِاللَّهِ تَعَالَى إِذْ لَا عِبَادَةَ أَسْرَعُ بُلُوغاً لِصَاحِبِهَا إِلَى رِضَاءِ اللَّهِ مِنْ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ الْمُؤْمِنَيْنِ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى؛ لِأَنَّ حَقَّ الْوَالِدَيْنِ مُشْتَقٌّ مِنْ حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى إِذَا كَانَا عَلَى مِنْهَاجِ الدِّينِ وَالسُّنَّةِ".

8 أمور تجعل ولدي محبًّا للمطالعة
يمثّل الارتباط بالكتاب إلتزامًا جديًا تجاه المعرفة وعالم الفكر والبحث والتعمّق. وهذه هي الأسلحة الماضية التي يمكننا بواسطتها القضاء على الآثار السلبيّة للمعاصرة.إليكم 8 نصائح يمكن أن تساهم في جعل أبنائكم محبّين للمطالعة والكتاب.

مهمّة التربية الأخلاقية الأولى.. لماذا يجب أن يكون السير التكاملي أولوية؟
تهدف التربية الأخلاقية إلى جعل أبنائنا يسلكون طريق الفضيلة واعتبار هذا السلوك أولوية مطلقة في حياتهم. والمقصود من الأولوية المطلقة هو أنّه لا ينبغي التنازل عن الفضيلة والخُلُق الحسن لأي سبب، مهما كان كبيرًا وخطيرًا؛ سواء كان الاحتياج الشديد أو الجوع المفرط أو خسارة منصب أو حتى الحياة نفسها.

التربية العقائدية أو صناعة الإيمان
إنّ التربية العقائدية مهمّة مصيرية ومحورية، ولا يجوز الاستنكاف عنها بأي شكل من الأشكال؛ ولأجل ذلك ينبغي إيلاؤها كل ما تتطلّبه من مهارات ومعارف، لأنّها أساس انبعاث الشخصية القويمة القوية المتكاملة.والعمل على بناء التصوّرات الصحيحة للموضوعات المرتبطة بالعقيدة هو أساس هذه العملية.

ما هي الإمكانات والاستعدادات الموجودة في أبنائنا؟
حين يترسّخ المبدأ الأوّل في التربية وهو أنّ الله تعالى يربّي أبناءنا بل يربّي كل مخلوقاته، وحين نعلم أنّ الهدف الحقيقيّ لنشاطنا التربويّ يكمن في مشاهدة هذا التوحيد، سرعان ما يتراءى أمامنا مشهد رائع لهذه الحقيقة الوجودية. فمن الطبيعي أنّه إذا كان الله تعالى هو الخالق المربّي، فلا بد أن ينسجم خلقه للأشياء مع تربيته لها؛ وبعبارةٍ أخرى لا بدّ أن تكون التربية الإلهيّة كامنة في عمليّة الخلق نفسها. فلا يوجد شيء تحت عنوان الخلق وشيء آخر تحت عنوان التربية. ولأجل ذلك، فإنّ أفضل تعبير عن التربية الإلهية سيكون في نظام الخلقة نفسها.

كيف نستعمل أهم عنصر في التربية... هل سمعتم عن الفطرة؟
لنتصوّر أنّ أبناءنا تعرّفوا في السنوات الأولى من أعمارهم على أهم الشخصيات الكاملة التي عرفتها البشرية كأهل بيت النبوة وأولي العزم من الرسل وبعض الصحابة الأجلّاء والإمام الخميني والإمام الخامنئي. وقد كانت هذه المعرفة المتاحة مفعمة بالشواهد والتفاصيل التي تبيّن كيفية وصولهم إلى كمالاتهم؛ سواء بالاصطفاء الإلهي وقوّة الجاذبية الربانية أو عبر السلوك والارتياض المعنويّ.

أكبر تحديات التربية الفطرية.. هل سمعتم عن الوهم؟
ترتبط الفطرة بكل أمر إنساني ومعنوي وروحي؛ فهي تتعلق بتلك الأشياء التي تفوق عالم المادة والبدن وتطلّبها.. ولهذا، من الطبيعي أن يحصل بينها وبين الميول التي ترتبط بشهوات الجسد نوع من التضاد والتعارض. من الضروري لكل مربّ ومرشد أن يميّز بين الحاجات الجسمانية والحاجات الفطرية. فجانب مهم من التربية يدور حول معالجة ذلك التضاد والتوفيق بين هذا التعارض. الحاجات الجسمانية ترتبط بثلاثة أمور أساسية هي: سلامة الجسد وتوازنه، وقوّته. أمّا الحاجات الفطرية فهي التي ترتبط الكمال الحقيقي للنفس.

تربية الأبناء للحفاظ على سلامتهم
يتعرّض أبناؤنا لمختلف أنواع المخاطر التي تهدّد سلامة أبدانهم، والتي يكون العديد منها قاتلًا. فهذه سمة من سمات هذا العصر الذي تتعقّد فيه الحياة وتكثر فيه الوسائل التي تكون كالسيف ذي الحدّين.

ترسيخ قيمة الحكمة... بين الاعتداد بالنفس وتحمل المسؤولية يوجد خط رفيع
نريد أن ينشا أولادنا على تحمّل المسؤولية، سواء تجاه أنفسهم أو تجاه من ينضوي تحت جناحهم؛ لكنّنا نخشى أن يتحوّل هذا الشعور إلى نوع من الاعتداد الشديد بالنفس، الذي تزول معه الحاجة إلى هداية الآخرين وطلب مساعدتهم. فمن منّا لا يحتاج إلى إنسان آخر يعينه ويستأنس برأيه ويهتدي بخبرته، خصوصًا إذا كان حكيمًا حقًا ولديه خبرة واسعة.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...