
كيف نفعّل الذكاء اللغويّ عند أطفالنا؟
الآثار العظيمة للتربية البيانية
السيد عباس نورالدين
يولد الإنسان ويولد معه الاستعداد التام لتعلّم أي لغة وإتقانها؛ لكن، قد يتفاوت الناس فيما بينهم من ناحية سرعة اكتساب اللغة وقوّة البيان والتعبير؛ وهنا يأتي دور التربية اللغويّة.
لقد أشرنا إلى أنّ للّغة العربية نظامها الخاص الذي ينسجم مع عملية التعقّل بصورة ملفتة، وأنّ لها منطقها المميّز من حيث اكتساب المعاني والتعبير عنها. ممّا يعني شيئًا واحدًا وهو أنّنا إن عملنا وفق هذا النظام اللغويّ ومنطقه الفريد، فسوف نتمكّن من تسريع عملية بناء الفصاحة والبلاغة في شخصية أبنائنا.
الفصاحة تعني وضع الكلمة المناسبة في المكان المناسب في الجملة؛ وكلّما ازداد مخزون المفردات كثرةً وسِعةً، وأدرك المتكلّم الفوارق الدقيقة بينها، وخصوصًا فيما يتعلّق بالمفردات المتقاربة التي يعبَّر عنها بالمترادفات، واقترب من معدن الحكمة فعلم ما ينبغي أن يُقال، صار فصيحًا. فإذا علمت الفارق بين الجواد والحصان والخيل والفرس، لن تضع أي مفردة من هذه المفردات بشكلٍ عشوائيّ في الجملة لمجرد أنّك تقصد هذا الحيوان، لأنّ ذهنك منصرفٌ إلى إحدى حالاته وأوضاعه عند التعبير؛ وهكذا، ستكون أبلغ في التعبير وأعمق وأوسع.
إنّ سعة مخزونك اللغويّ من المفردات وانتظام معانيها في ذهنك، بالإضافة إلى كونهما عاملين مهمّين في منحك ميزة التعبير الدقيق وإيصال المعنى المقصود بذاته، فإنّهما يوسّعان من عالم المعاني في نفسك. ومع كل كلمة تُضاف إلى هذا المخزون، يتحصّل علمٌ جديد؛ وذلك لأنّ اللغة العربية تكاد تخلو من المترادفات. وما يراه الساذج من الألفاظ مترادفًا ومتساويًا في المعنى، يكون في أصل اللغة متميزًا بخصوصية أو حقيقة معينة. وهكذا تصبح مفردات الحصان معانٍ متعدّدة، يشير كلّ واحدٍ منها إلى خصوصية خاصّة في هذا الحيوان. وقد قيل إنّ في العربية خمسين لفظًا للأسد؛ ولو تأمّلت لوجدت كلّ واحدٍ منها يدل على خصوصية في هذا الحيوان المفترس، الأمر الذي يدل أيضًا على معارف ومعلومات متعدّدة ترتبط به.
لهذا، كلّما استطعنا أن نوسّع من هذا المخزون عند أبنائنا ـ بشرط حسن تنظيمه ومنع الاعتباطية من التسلّل إليه ـ نكون قد قرّبنا أبناءنا من الفصاحة.
إنّ جمالية اللغة العربية تكمن في وجود علاقات معنوية بين الكلمات المتقاربة والمتشابهة من ناحية الحروف التي تتشكل منها، (مثل ثبت وثبط حيث إنّ ثبت هو استقرار واستدامة ما كان، وثبط هو الثبوت الباطنيّ والمعنويّ والفكريّ). وبالإضافة إلى تسهيل وتسريع عملية اكتساب اللغة (وهذه ميزة غاية في الأهمية)، فإنّ هذه العلاقات تشير إلى نظام خاص في الوجود الخارجي أيضًا. وكأنّ اللغة تصبح بهذه الكيفية مرآة مناسبة لمعرفة الوجود. ولعلّه لا يوجد في لغات العالم مثل هذا الشيء الذي يعبّر عنه بالاشتقاقات كما هو موجود في اللغة العربية؛ فلفظ الجلالة الله، وإن كان مختصًّا بذات الخالق تعالى، لكنّه مشتقٌّ من لفظ ألِه، الذي يشير إلى جانب التولّه والتحيّر. ولهذا قيل إنّ ذات الله تعالى حيّرت العقول عن إدراك كنه حقيقتها.
أمّا البلاغة، فهي حسن تنظيم الكلمات في الجملة، بأخصر وأيسر طريقة، لإيصال المعنى المقصود. فالبليغ من يوصل ما يقصده للسامع أو القارئ في خمس كلمات، لكن الأبلغ منه من يوصل هذا المقصود نفسه في ثلاث كلمات.
أجل، إنّ البلاغة ترتبط بالاختصار وبتقليل الجهد. ولا ينبغي أن يُستهان بهذا الأمر، خصوصًا في عصر السرعة الذي نعيش فيه. فالبليغ يساعدك على فهم المقصود بكتابٍ لا يزيد عدد صفحاته عن مئة صفحة، في الوقت الذي ستعاني وتكابد مع كاتبٍ آخر يضطرّك لقراءة خمسمئة صفحة لإدراك المسائل نفسها. وهكذا تزداد سرعة وصولك ووصول الآخرين إلى المعاني والمعارف بفضل هذه البلاغة. ومن أراد أن يتعرّف إلى ملك البلاغة وسيّدها فليقرأ كتاب "نهج البلاغة" الذي جمع فيه الشريف الرضي باقة رائعة من خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) وكلماته، وخصوصًا القسم المتعلّق بأبواب الحكم وقصار الكلمات.
حين نعمل على تربية القدرات البيانيّة عند أبنائنا، لا ينبغي أن نستهين بالكتابة والقلم؛ فالله تعالى يدلّنا على العلاقة بين التعلّم وهذه الوسيلة، كما في قوله تعالى: {الَّذي عَلَّمَ بِالْقَلَم * عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَم}.[1]ويُقال إنّ سعي الإنسان للتعبير بالكتابة من شأنه أن يثبّت المعاني في النفس؛ كما يُقال إنّ الإنسان يستلهم المعاني بواسطة القلم ويستنزلها، ولذلك كانت الكتابة أفضل وسيلة لتثبيت الفهم، حتى ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "أَمَا إِنَّكُمْ لَنْ تَحْفَظُوا حَتَّى تَكْتُبُوا"،[2]وفي حديثٍ آخر: "قيّدوا العلم بالكتابة".[3]
إنّ بداية انبعاث الذكاء اللغويّ هو في اقتناع الطفل وإيمانه بدور الألفاظ والكلمات في التعبير عن حاجاته والحصول عليها. وهو أمرٌ يمكن للآباء والأمّهات أن يحقّقوه ويثبّتوه من خلال الإصرار عليه كوسيلة أساسية للتواصل وتأمين الحاجات.
صحيح أنّ على الأم أن تلبّي حاجات وليدها قبل أن يعلو صراخه بالبكاء، ولكن لا ينبغي للصراخ والبكاء أن يصبحا الوسيلة الوحيدة للتعبير؛ فمع مرور الأشهر الأولى ينبغي البدء بتلقين الطفل مجموعة من الكلمات المرتبطة بحاجاته الأساسية؛ وشيئًا فشيئًا يجب الإصرار على اقتران تأمين هذه الحاجة بلفظٍ ما؛ إلى أن يصل الطفل إلى مرحلة لا يريد ولا يطلب شيئًا إلا بواسطة الكلام.
لقد لاحظتُ وجود علاقة واضحة بين التأخّر في التعبير عند الأطفال وسرعة تأمين حاجاتهم؛ في حين أنّ على الأمّهات والآباء أن يتّخذوا من احتياج الطفل وسيلة لتسريع عملية اكتساب اللغة؛ فلا يملّون بسرعة ويعطون الطفل ما يحتاج إليه لمعرفتهم بحاجته مسبقًا أو بواسطة الإشارة والهمهمة، بل عليهم أن يصبروا ويتحمّلوا انزعاجه وبكاءه، ويكرّروا النطق باللفظ المرتبط بالحاجة المحتملة، ليحصل الاقتران وتترسّخ العلاقة بين اللفظ والحاجة.
وأهمية هذه الحالة والنتيجة لا تكمن في تأمين حاجات الطفل بصورة أفضل وأسرع فحسب، بل ترتبط بشيء آخر سيحتاج إليه المربّون على مدى الأيام أكثر من أيّ شيءٍ آخر؛ وهو ما يتعلّق بضرورة استخراج الحاجات والمشاعر الكامنة من قلب الطفل حين لا يكون مدركًا تمامًا وواعيًا لها. ولعلّ هذا هو العنصر الأهم في التربية اللغوية المرتبطة بالمرحلة العمرية الأولى؛ وهو ما أطلقنا عليه عنوان الوعي الذاتي.
إنّ التعبير عن مكنونات النفس في سنٍّ مبكرة هو أفضل وسيلة لتحقيق هذا الهدف الذي يُعدّ أصل أصول جميع الأهداف التربوية الأخرى. فكل نتيجة طيبة وثمرة مفيدة للتربية موقوفة على وجود وعي وإدراك مباشر لمكنونات النفس عند صاحبها؛ كأن يعلم الطفل ما هو التعلّم وكيف يحصل في نفسه وهل يحصل الآن حقًّا. فإن هو أدرك كيفية حصول التعلّم في نفسه، أمسك بحبل التعلّم الأمتن. وإذا صار الطفل شديد الإدراك لما يؤلمه أو يحزنه أو يزعجه، نجا من أهم أسباب انعقاد العقد السلبية في باطنه.
هنا يأتي دور اللغة، بشرط وجود تفهّم وتواصل فعّال من الطرف الآخر. وعلى كل حال، يندر أن نجد مربّيًا يهتم بتربية البعد البياني في الطفل، من دون أن يكون متفهّمًا، يمتلك الحكمة اللازمة لمعرفة مكنونات الطفل، والقدرة على تحليلها ومعرفة أسبابها ومآلاتها.
إنّ اهتمامنا وحرصنا الشديد على تربية أبنائنا بعيدًا عن العقد التي تنشأ من ضغوط الحياة والمحيط والأقران والمدرسة والمقارنة والفقر والحرمان والحوادث الغريبة المبهمة (بالنسبة للطفل)، يُلزمنا بضرورة تنمية القدرات البيانية بأسرع وقتٍ ممكن؛ فكلّما عبّر الطفل عمّا يؤلمه كان أبعد عن الابتلاء بعقدة نفسية مزمنة.
وإنّما سُمّيت العقد بالعقد لأنّ المُبتلى بها يتصرّف على أساسها من دون أن يشعر؛ وليس هذا سوى نتيجة الانفصال والبعد بينه وبين عمق نفسه ومشاعره. ولا يحدث هذا الانفصال إلا نتيجة عدم وجود تواصل فعّال بينه وبين حكماء يكترثون لأمره ويرشدونه. وغالبًا ما يكون ذلك بسبب عدم قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره لمن يهتم لأمره ويهبّ لمساعدته ونجدته.
تمرين سهل: احمل طفلك أثناء انشغاله باللعب بعيدًا عن ألعابه حتى يبكي ويصر على الرجوع إليها. لا تنزله من يديك حتى يعبّر عن ذلك بلفظٍ مناسب تلقّنه إياه، ولو لم يكن صحيحًا تمامًا. كرّر ذلك عدّة مرّات ولو علا صراخه. لا تستسلم له، حتى يصبح التعبير اللفظيّ عنده الوسيلة الوحيدة للرجوع إلى ما يحب. كرّر ذلك في أمور أخرى، كالشرب والأكل والنوم و...
يواجه الأطفال العديد من المواقف المزعجة التي تضغط على نفوسهم الرقيقة الضعيفة. ومن الممكن أن تترك هذه المواقف آثارًا عميقةً في نفوسهم، خصوصًا إذا تكرّرت ولم يجدوا تفسيرًا واضحًا لها. إنّ الهدف الأساس من اللغة والتواصل اللفظيّ هو الحصول على تفسيرٍ واضح، يزيل عن كاهل نفوس الأطفال ثقل هذه الضغوط والمواقف المزعجة والمؤلمة.
وأكثر هذه الحالات يحصل جرّاء تعرّض الأطفال لنوعٍ من التنمّر والاستهزاء من قبل الأقران. ومنها ما ينشأ من عملية المقارنة غير الواعية بينهم وبين غيرهم، كما يحصل في حالات الحرمان، حيث يعجز الطفل عن فهم أسباب عدم امتلاكه للشيء الذي يمتلكه زميله وقريبه، ممّا يترك في أعماقه ندوبًا لا تزول بسهولة، بل ربما تتحوّل إلى عقد مزمنة تبقى على مدى الحياة. وهكذا تجد ولدك في شبابه وكبره حريصًا على المال جمعًا أو إنفاقًا، وهو يسعى فوق طاقته لكيلا يحرم أبناءه من كل ما حُرم منه في طفولته، من دون أن يلتفت إلى جانب الحكمة والمصلحة في ذلك.
وقد يبدأ الأمر في استهزاء زملائه من قصره أو هزال جسمه، ولأنّه يعجز عن فهم طبيعة الهزال في الطفولة، وسهولة التعويض عنه وإصلاحه مع الوقت، فإنّ هذا الإبهام والحيرة الممتزجة بلوعة الآلام الحادّة تؤدّي إلى عقدة النقص والحقارة؛ ثمّ نجد هذه العقدة لا تزال تحرّكه وتدفعه على مدى العمر نحو المبالغة في الاهتمام بالجسد وطوله وعرضه وعضلاته.
إنّ ما ينبغي تحقيقه في التربية البيانية هو تشجيع الطفل على التعبير عن كل هذه الإبهامات، بصورة مباشرة وصريحة، من أجل أن يحصل على التفسير الواضح والمقنع لها؛ وذلك قبل أن تتحوّل إلى عقد لا يعي وجودها. وإنّما يتحقق هذا الوعي من خلال الجُرأة على التعبير عن مكنونات النفس. ولا يمتلك الطفل مثل هذه الجرأة إلا إذا كان المربّي مشجّعًا له على ذلك. ولا يحصل التشجيع ولا التواصل إلا بواسطة اللغة والبيان.
[1]. سورة العلق، الآيات 4 - 5.
[2]. مستدرك الوسائل، ج7، ص 50.
[3]. بحار الأنوار، ج58، ص 124.

تربية المراهقين
لكل والد ووالدة ولكل مرب يعاني في تربيته وتعامله مع مرحلة المراهقة الحساسة.. يعرض لأهم تحديات هذه المرحلة وصعوباتها وكيفية التعامل معها وفق الرؤية الإسلامية المعنوية، مع العديد من الأمثلة الواقعية التي تحاكي مشاكل العصر. تربية المراهقين الكاتب: عزّة فرحات الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*24 غلاف ورقي: 112 صفحة الطبعة الأولى، 2004محالة الكتاب: نافد

ثورة التربية والتعليم
يتطرّق الكتاب الرابع في سلسلة الأطروحة التربوية التعليمية التي يقدمها السيد عباس نورالدين إلى أهم القضايا التي تواجه أي ثورة حقيقية تريد إعادة إنتاج التربية التعليمية وفق استحقاقات العصر ومتطلّبات الزمان وبما يتناسب مع التحدّيات التي يعيشها مجتمعنا.الثورة التي يدعو إليها الكاتب تطال جميع مفاصل التربية التعليمية من رؤى ومناهج وقيم وحتى تلك التفاصيل التي تعني كل عامل أو مهتم بهذا المجال المصيري. ثورة التربية والتعليم الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 216 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-033-0 السعر: 12$

أنا وطفلي
يقدم الكاتب باقة من النصائح التربوية باستخدام الصور الايضاحية، بالإضافة إلى شرح جملة من المسائل التي يواجهها الأهل في تربيتهم لأبنائهم . وهو يشكل الخطوط العامة للتربية الصالحة منذ الولادة وحتى سن البلوغ. أنا وطفلي إعداد: مركز باء للدراسات الناشر: الدار الإسلامية (مركز باء للدراسات) حجم الكتاب: 14*24غلاف ورقي: 48 صفحة الطبعة الأولى، 2001مISBN: 9953-22-022 حالة الكتاب: نافد

روح التربية
الإنسان لا يأتي إلى الدنيا فاسدًا. في البداية يأتي إلى الدنيا بفطرة جيّدة وهي الفطرة الإلهية "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَة"، وهذه هي الفطرة الإنسانية فطرة الصراط المستقيم والإسلام والتوحيد. أنواع التربية هي التي تفتح هذه الفطرة أو تسد الطريق على الفطرة. التربية هي التي يمكن أن توصل المجتمع إلى كماله المنشود، وهي التي تجعل البلاد إنسانية نموذجية كما يريدها الإسلام روح التربية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 192 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

ابني يسيء الأدب.. ماذا أفعل؟
التأديب مسألة مهمّة جدًّا وهي أساس استقامة الشخصيّة. فالأدب يعبر عن وعي الإنسان تجاه محيطه ومخلوقات العالم.

أولادي في بلاد الغرب أخشى عليهم الانحراف.. هل أعود؟
بمعزل عن الحكم الشرعي أولًا حيث لا يجوز أن يتواجد الإنسان في بيئة يمكن أن يخسر فيها دينه، بمعزل عن ذلك يوجد بعض الناس لديهم مبررات للتواجد في تلك البيئة، أو أنّه لا يوجد لديهم بديل سهل ذلك. فما العمل؟

كيف نزرع الطموح في أبنائنا؟
ينبغي قبل أي شيء أن يكون لدى الأهل تصور حول معالي الأمور حتى لا يختلط الأمر بين الأمور العليا العظيمة الشامخة الحقيقيّة والأمور الوهميّة.

ما هي حدود المعرفة الجنسية التي على الطفل تلقّيها في كل مرحلة
ينبغي أن تتميّز المرحلة الأولى بتجنيب الطفل طرح هذه القضيّة، ومعايشة ظروف وبيئة فيها استثارات جنسيّة وطروحات جنسيّة.

كيف أجنب أبنائي التأثّر بنقد الآخرين؟
قسمًا مهمًّا من التربية ينبغي أن يكون منصبًّا حول إعداد أبنائنا للتعامل مع الخارج أو المجتمع أو أي ظرف من الظروف.

ابنتاي ترفضان النوم لوحدهما
ابنتي لها من العمر ٣ سنوات ونصف، واختها الصغيرة لديها من العمر سنة ونصف، ومنذ شهر بدأتا تصران على النوم بجانبي، أنا ووالدهما، كيف أعالج هذا الأمر وأجعلهما تنامان لوحدهما؟

كيف أصحّح مفهوم ابنتي حول بابا نويل؟
ابنتي لها من العمر خمس سنوات ونصف ومنذ سنتين حين دخلت المدرسة تعرفت على أجواء الميلاد والزينة وبابا نويل. كانت في السنتين الماضيتين تسألني عن هذه المناسبة وأجيبها إجمالًا وأقول لها أن ما يقام ليست من عادات المؤمنين.هذه السنة بالذات صادفت هذه المشكلة وهي أن المعلمة ربطت هذه المناسبة وأجواءها بأسلوب ديني وهو مولد النبي عيسى (ع)وقصت لهم قصة يتوهم الطفل من خلالها أن بابا نويل يهدي الأطفال إلى حب النبي عيسى (ع)، عادت طفلتي لتعاتبني انه لماذا لا نزين لولادة النبي عيسى. سؤالي هو :كيف أفهمها أن شجرة الميلاد وبابا نويل ليسوا من عادات المؤمنين مع انه ظاهرها حسن وخيّر!

اللقاء الحواري السابع: كيف نربي أبناءنا عقائديًّا؟
ما هي خصوصية تربية الأطفال في موضوع العقيدة؟ وما هي الأصول الأساسية التي ينبغي أن نبدأ بها على مستوى الأطفال؟ وكيف نتدرّج بطرح القضايا بحسب الفئات العمرية؟ ما هو دور الأهل على مستوى التربية العقائدية؟ وما هي أبرز التحديات التي نواجهها في عصرنا في هذا المجال، لا سيما مع وجود هجوم ثقافي غربي؟

كيف نزرع الثقة في نفس الطفل؟
ينبغي الالتفات أنّ للثقة منشأ عقلائي، إذا لم نعمل وفق سيرة العقلاء لا نكون نتجه نحو بناء ثقة سليمة.

ابنتي تعاني من اكتساب الأصدقاء في المدرسة!
لدى ابنتي من العمر ٩ سنوات وهي في الصف الرابع.. تعاني في المدرسة من عدم القدرة على اكتساب الأصدقاء.. في السنة الماضية لم تكن تعاني حيث كان لديها أصدقاء مقربين...هذه السنة معظمهن انتقلن إلى مدرسة أخرى أما هي فبقيت في المدرسة نفسها.. وهي حاليًا تواجه مشاكل مع زميلاتها كل يوم.. باختصار هي غير قادرة على بناء علاقة صداقة مع أي منهن.. لم يمض على المدرسة شهر حتى الآن.. ولكن تعود إلى البيت كل يوم محبطة وتشعر بالضيق لأنّه ليس لديها رفاق ولا أحد يمشي معها في الملعب، نصف البنات في الصف لبنانيات والنصف الآخر بحرانيات ويبدو أنّهن منقسمات إلى مجموعتين، وهي كانت جدا معترضة على هذا الانقسام، لأنّها تحب فتيات من المجموعتين، ولا تريد أن تُحرم من أي منهما، فكانت نتيجة هذا الأمر أن كلا المجموعتين نبذنها.. وأنا محتارة بماذا أنصحها.. وكيف يمكنني أن أساعدها على بناء صداقات جديدة.

ما هي حقيقة مرض التوحّد؟
ما هي حقيقة مرض التوحّد؟ وهل منشؤه نفسي أم عضوي؟ وكيف يمكن للأهل اكتشافه في أبنائهم، وكيف يبنغي لهم التعاطي معه؟

ابني خجول منطوٍ في المدرسة.. حيويّ متفاعل في المنزل
شخصية ابني تختلف كلّيًّا بين البيت والمدرسة، ففي المدرسة يخجل من كل شيء: يخجل من المشاركة في الصف، لا يستطيع الدفاع عن نفسه أمام تنمّر رفاقه، ولكن لديه ذكاء ويحفظ دروسه جيّدًا .. أمّا في البيت فتفاعله جيّد جدًّا لا سيما مع رفاقه. ما هو تفسير هذا الأمر؟ وكيف يمكن لي معالجته؟

ابني لا يستجيب للتعليم سوى بالصراخ
تشكو إحدى الأمهات من كون ولدها مشاغبًا، كثير الحركة، عنيد، لا يستجيب لمسألة الدراسة، لا يتفاعل معها سوى بالصراخ والتهديد.. فما هو الحل؟

ابنتي تتكاسل في الذهاب إلى المدرسة
أنا أعاني كثيرًا مع ابنتي، هي في الصف الثاني، تبقى تذهب وتجيء وتصل حافلة المدرسة وهي تكون ما زالت غير جاهزة، رغم أنّني أحرص على إيقاظها باكرًا. اخوتها يجهزون وينزلون لانتظار الحافلة أما هي فلا تكترث للأمر أبدًا. ماذا يمكنني أن أفعل لأجعلها نشيطة ومتحفزة؟

كيف نصون عقول أبنائنا؟ أفضل أساليب تقوية العقل
منذ اللحظة الأولى التي التقت عيونكما، وأنت تحلم بأن يصبح ابنك عالمًا عقليًّا مضاهيًا للعالم العيني بكماله وتمامه. أجل، فبإمكان أي إنسان أن يبلغ في العقل مرتبةً يدرك معها جميع حقائق العالم، بحيث تكون السماوات والأرض وما فيهنّ عالمًا كيانيًّا كبيرًا، ويكون ولدك عالمًا عقليًّا صغيرًا ينطوي فيه العالم الأكبر. ولكن تسأل نفسك: ما هو المنهج أو الأسلوب التربويّ الذي يعينني على وضع ابني على سكّة الوصول إلى هذا الهدف العظيم؟

دور التربية في تنمية العقل
من منّا لا يحلم بأن يكون أبناؤه قادرين على إدراك كل قبيح أو شر أو باطل في أي قضية يواجهونها في حياتهم، سواء في علاقاتهم المختلفة مع الوالدين والإخوة والأصدقاء والزملاء أو في الدراسة وطلب العلم أو في المهنة والعمل؟ فكل الأخطاء التي نرتكبها أو الشرور والأضرار التي نتسبّب بها لأنفسنا ولغيرنا ترجع بنحوٍ ما إلى عدم التفاتنا إلى طبيعتها وماهيتها وآثارها. وقد قيل إنّ المعصوم هو ذاك الإنسان الذي يصل في إدراكه ومعرفته لقبح المعصية والذنب والخطأ إلى درجة يصبح كأنّه يراها متجسّمة أمامه كجيفة نتنة؛ فهل شاهدنا إنسانًا عاقلًا يُقبل على جيفة كهذه؟!أجل، إنّ قلوبنا المفعمة بحبّ الأبناء لا تريد لهم سوى السعادة، وهي تعتصر ألمًا كلّما أوشكوا على الوقوع في أي ضرر أو ألم؛ ولكن كيف يمكن أن نساعدهم على سلوك سبيل السعادة وتجنيبهم سبل الهلاك والشقاء؟

ما الذي نحتاج إليه لتربية أبنائنا؟
إنّ التربية عملية متّصلة ومترابطة ومهمّة دقيقة ومتشعّبة.. ولكي نؤدّي هذه المهمّة على أحسن وجه، نحتاج إلى هداية خاصّة من الله تعالى. ولأجل ذلك، فإنّ الله عزّ وجل يفيض على كلّ مربٍّ حريص كل ما يلزم لكي يقوم بدوره ويكون معذورًا عنده يوم الحساب.إنّ التربية هي مزيج علم وعاطفة ونباهة وصبر ومصابرة. وحين يرتبط العلم بحقائق الحياة ومواضع الأشياء ومقاديرها وأحجامها ومآلها يصبح حكمة، ولا يمكن تطبيقها إلّا بامتلاك الصبر والرحمة. ولا بأس أن نتوقّف قليلًا عند أهم احتياجات التربية لكي نتعرّف إلى مصادرها وكيفيّة تحصيلها.

كيف نجنّب أولادنا فوضى الخيال وعبثيّته
في هذا العصر والزمان، يجد الكثير من المربّين أنفسهم بين نارين مستعرتين: نار الخيالات الفاسدة والعبثية، ونار خمود الخيالات وضعفها. فالأولى تقود إلى الانحرافات المسلكية والفكرية، والثانية تؤدّي إلى ضعف النفس والانحطاط والانطوائية وقلّة الفاعلية. لأجل ذلك كلّه يجب أن تهتم التربية الجادّة بضبط الخيال والسيطرة عليه، من دون أن يؤدّي ذلك إلى إضعافه ووهن؛ ففي الوقت الذي نربّي أبناءنا وندرّبهم على ضبط خيالاتهم، لا ينبغي أن نقمع هذه القوّة، لأنّها جسر مهم بين هذه الدنيا والعوالم العليا، بالإضافة إلى أنّ لها دورًا بنّاءً شديد الأهمية على صعيد تغيير هذا العالم الأرضي.

أكبر تحديات التربية الفطرية.. هل سمعتم عن الوهم؟
ترتبط الفطرة بكل أمر إنساني ومعنوي وروحي؛ فهي تتعلق بتلك الأشياء التي تفوق عالم المادة والبدن وتطلّبها.. ولهذا، من الطبيعي أن يحصل بينها وبين الميول التي ترتبط بشهوات الجسد نوع من التضاد والتعارض. من الضروري لكل مربّ ومرشد أن يميّز بين الحاجات الجسمانية والحاجات الفطرية. فجانب مهم من التربية يدور حول معالجة ذلك التضاد والتوفيق بين هذا التعارض. الحاجات الجسمانية ترتبط بثلاثة أمور أساسية هي: سلامة الجسد وتوازنه، وقوّته. أمّا الحاجات الفطرية فهي التي ترتبط الكمال الحقيقي للنفس.

عشر نصائح لأمومة رائعة
الأمومة فرصة للمرأة لكي تشاهد دفق الرّحمة والعاطفة الإلهيّة وهي تسري في وجودها بصورة مذهلة. إنّها فرصة اختبار مزيج المشاعر الفريدة التي تجعل العالم أجمل وأعذب. ومع كلّ متاعبها، فهي فرصة عظيمة أيضًا لكي تسمو المرأة إلى آفاق الكمال، بصبرها وتحمّلها وعملها التربويّ الفريد.

كيف أجعل ابني محبًّا للقرآن؟
للّذين يفتّشون في هذا الزّمن عن ضمانة قويّة لتربية أبنائهم على الصّلاح والطّهارة والاستقامة، فلا شيء يعدل القرآن في ذلك. فهو الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم، ويرشدنا إلى الإمام العادل والأسوة الصالحة والمبيّن الراشد. فنكتشف به الثقل الآخر الذي ما إن تمسّكنا بهما لن نضل بعدها أبدًا.

أكبر مسؤوليات التربية... منع تسلّط الوهم على الفطرة
يؤلمنا أن لا يندفع أبناؤنا نحو المعالي؛ ويزداد ألمنا إن وجدناهم يسلكون طريق العبثية والسطحية في الحياة. نحلم أن يرغب أولادنا ببلوغ قمم المجد في العلم والعمل، فيكونوا نماذج راقية في الفضيلة والعظمة. ونتعجّب من انشغالهم بسفاسف الأمور وأنواع الملاهي الفارغة وتضييع الوقت فيما لا طائل منه.

كيف تنمو دوافع الخير والكمال في أبنائنا؟
إنّ الاندفاع نحو الكمالات هو روح التربية ومعدنها. وبحمد الله فإن هذا المحرِّك الدافع موجود في كل إنسان، وهو أمرٌ فطريّ يأتي ضمن نظام الخلقة وأجهزتها الأساسية. فلا داعي ولا لزوم لكي يقوم المربّون بإيجاد أو خلق دوافع الخير والصلاح في نفوس المتربّين؛ وكل ما عليهم فعله هو أن ينسجموا مع هذه الفطرة في تربيتهم وتوجيهاتهم، فلا يعيقوا تفتّحها ونموّها ورشدها وفاعليتها؛ وإن كان ثّمة عوامل وراثية ضاغطة تؤدّي إلى حجب نور الفطرة أو تعطيل دورها، فهنا يأتي دور التدخّل التربويّ من أجل إزالة هذه الموانع والعوائق.

تربية الأبناء للحفاظ على سلامتهم
يتعرّض أبناؤنا لمختلف أنواع المخاطر التي تهدّد سلامة أبدانهم، والتي يكون العديد منها قاتلًا. فهذه سمة من سمات هذا العصر الذي تتعقّد فيه الحياة وتكثر فيه الوسائل التي تكون كالسيف ذي الحدّين.

كيف نعين أولادنا على برّنا؟.. ثلاثة مبادئ أساسية لعلاقة قويمة
قَالَ الإمام الصَّادِقُ (ع):"بِرُّ الْوَالِدَيْنِ مِنْ حُسْنِ مَعْرِفَةِ الْعَبْدِ بِاللَّهِ تَعَالَى إِذْ لَا عِبَادَةَ أَسْرَعُ بُلُوغاً لِصَاحِبِهَا إِلَى رِضَاءِ اللَّهِ مِنْ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ الْمُؤْمِنَيْنِ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى؛ لِأَنَّ حَقَّ الْوَالِدَيْنِ مُشْتَقٌّ مِنْ حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى إِذَا كَانَا عَلَى مِنْهَاجِ الدِّينِ وَالسُّنَّةِ".

كيف نصبح مربين ناجحين؟
إنّ مهمة تربية الأطفال في المدارس والمعاهد المختلفة، أو في محيط الأسرة والعائلة لهي مهمة كبيرة وثقيلة، تتشعّب وتتعقّد يومًا بعد يوم نظرًا لاتّساع قضايا الحياة وتعمّقها. فما يواجهه أبناؤنا في سنّ العاشرة اليوم ربما لم يكن ليواجهه أجدادنا حتى في سن الأربعين. إنّنا أمام نحو جديد من التحديات التي تنفذ إلى عمق كيان الإنسان بسرعة وخفاء، وتهدّد كل مقوّمات إنسانيته من قبل أن يُعطى الفرصة ليستعد لها أو يدرك حقيقتها، ممّا يتطلّب قدرات متميزة ومهارات تربوية استثنائية.

كيف نجعل أبناءنا يملكون تصرّفاتهم؟ خطوة مهمّة على طريق الإصلاح
إنّ رصيدنا الأكبر في التربية هو تلك الفطرة التي أودعها الله تعالى في كلّ إنسان. وبالنسبة للأطفال والناشئة، وحتّى الشباب، تكون موانع هذه الفطرة قليلة أو ضعيفة، خصوصًا إذا انعقدت نطفهم من صلب ورحم طاهرين (وهو ما نعبّر عنه بطهارة المولد).

ضرورة التربية العقلائية .. ما الذي يمكن أن نقدّمه في هذا المجال؟
يوجد فرق دقيق بين العقلانية والعقلائية؛ ولا أعرف إن كان هذا الفارق الاصطلاحيّ قد شاع واستقرّ بالدرجة التي تسهّل علينا الحديث، لكن لإدراك المعنى والمفهوم الحاصل من هذا التفريق دورًا مهمًّا في مجال التربية.

ما هي الإمكانات والاستعدادات الموجودة في أبنائنا؟
حين يترسّخ المبدأ الأوّل في التربية وهو أنّ الله تعالى يربّي أبناءنا بل يربّي كل مخلوقاته، وحين نعلم أنّ الهدف الحقيقيّ لنشاطنا التربويّ يكمن في مشاهدة هذا التوحيد، سرعان ما يتراءى أمامنا مشهد رائع لهذه الحقيقة الوجودية. فمن الطبيعي أنّه إذا كان الله تعالى هو الخالق المربّي، فلا بد أن ينسجم خلقه للأشياء مع تربيته لها؛ وبعبارةٍ أخرى لا بدّ أن تكون التربية الإلهيّة كامنة في عمليّة الخلق نفسها. فلا يوجد شيء تحت عنوان الخلق وشيء آخر تحت عنوان التربية. ولأجل ذلك، فإنّ أفضل تعبير عن التربية الإلهية سيكون في نظام الخلقة نفسها.

كيف نجعل أولادنا مبدعين.. ماذا تعرف عن قوّة الخيال العجيبة؟
إنّ القوى التي حبانا الله بها يُفترض أن تكون أداتنا ووسيلتنا للتكامل عبر تفاعلنا الإيجابيّ البنّاء مع كل عوالم الوجود. فهي وسائط اتّصالنا وإدراكنا للحقائق التي تجعل نفوسنا روحانية كاملة؛ وهي الوسائل التي يُفترض أن نستخدمها لبناء تلك العوالم وإعمارها وفق هندسة إلهية خاصّة. فكما أنّه يُفترض بهذه القوى أن تكون وسيلتنا لإعمار الأرض وإحيائها وإصلاحها وتبديلها إلى أرض مشرقة بنور ربّها، كذلك ينبغي أن تكون عاملة فاعلة في العوالم العليا التي ينتقل إليها الإنسان المتكامل في رحلة الرجوع إلى الله والفوز بمقام قربه ورضوانه.فما هي حقيقة قوّة الخيال؟ وكيف تعمل؟ وكيف تنمو وتتطوّر؟ وكيف يمكن أن تنحرف وتفسد؟ وما هو دورها الواقعيّ في هذه الحياة؟

أي نوع من المربّين أنت؟
نظرة عابرة إلى أنماط التربية في العالم قد تساعدنا على اكتشاف أي نوع من المربين نحن. والمؤمَّل أن يكون هذا العرض محفّزًا لنا لاختيار النمط الأصلح الذي ينسجم مع الرؤية الصحيحة للحياة.

خطوات عملية لتطوير عقول أبنائنا... هناك الكثير من التمارين التي تساعد في هذا المجال
حين يؤمن المربّون بأهمية العقل ومحوريته، بعد معرفة حقيقته وكيفية عمله، فإنّ قسمًا مهمًا من التربية سيعتمد على المواقف التفصيلية والمهارة المناسبة لترسيخ قيمة العقل. هذا، بالإضافة إلى أنّ هناك هامشًا واسعًا للإبداع والابتكار. والمقصود من الإبداع هنا، أنّ لكل من ينهض بأمر التربية مجالات وفرصًا يمكنه أن يستفيد منها لإيصال الفكرة اللازمة وتعميق القضية؛ ولا يلزمه إلا الإيمان والانتباه والحرص والاهتمام.

التربية اللغوية أو تعليم البيان.. ودور القرآن في تكميل القوى الإنسانية
ليست اللغة مجرّد وسيلة للتواصل والتفاهم بين البشر، بل هي إحدى أفضل طرق تنمية العقل وسائر القوى الإنسانية الأصيلة أيضًا. إنّ الطفل الذي يمتلك الذكاء اللغويّ أو البيانيّ سيكون صاحب استعداد مميز للتفوّق والتطوّر بسرعة وسهولة في أنواع الذكاءات والمهارات المختلفة. والمقصود بالذكاء اللغويّ سرعة الوصول إلى المقصود من المفردة المعروضة وسرعة استخراج المفردة المناسبة للعرض والبيان. وهذا الذكاء، وإن كان في قسمٍ منه موهبة ووراثة، لكنّ القسم الأكبر منه قابلًا للتحصيل بواسطة التربية، التي يهمّنا أن نفسح مجال الحديث عن أصولها وأساليبها وطرقها.

أعظم وسائل التربية... أطفالنا من اللاوعي إلى الوعي الكلّيّ
كل مهتم بالتربية يسعى لمعرفة قواعدها العامّة، لكن لا يخفى على أحد أنّ القاعدة الكبرى هي أنّ اجتماع المعرفة التصديقيّة مع حسّ المسؤوليّة هو الذي يولّد العمل والسّلوك الصحيح. إنّ قسمًا مهمًّا من الشعور أو التصرّف بمسؤوليّة هو نتاجٌ طبيعيّ للجبلّة والخلقة الأصلية للبشر. جميع الناس يُفترض أن يقوموا برد فعل تجاه الخطر المحدق أو الضّرر المتوقّع.

10 مبادئ لتربية جيلٍ صالح
الصلاح هو أهم الخصائص الأخلاقيّة التي يتمنّاها الآباء والمربّون للأبناء. وللصّلاح في التّعاليم الدينيّة أبعاد عقائديّة وأخلاقيّة وسلوكيّة؛ إلّا أنّ أهم دلالاته ترتبط بالبعد العمليّ، حيث يكون الصّالح إنسانًا مصلحًا، حتى قيل لا يمكن أن يكون الصّلاح إلا بالإصلاح.

كيف نستعمل أهم عنصر في التربية... هل سمعتم عن الفطرة؟
لنتصوّر أنّ أبناءنا تعرّفوا في السنوات الأولى من أعمارهم على أهم الشخصيات الكاملة التي عرفتها البشرية كأهل بيت النبوة وأولي العزم من الرسل وبعض الصحابة الأجلّاء والإمام الخميني والإمام الخامنئي. وقد كانت هذه المعرفة المتاحة مفعمة بالشواهد والتفاصيل التي تبيّن كيفية وصولهم إلى كمالاتهم؛ سواء بالاصطفاء الإلهي وقوّة الجاذبية الربانية أو عبر السلوك والارتياض المعنويّ.

أصول تربية الخيال
حين تتفاعل حواسنا المختلفة مع عالم الخلقة الإلهية الصافية النقية، فإنّ ما ينجم عنها من خيالات سيكون عاملًا مفيدًا في تقوية هذه القوّة وغيرها من القوى الإنسانية. وحين تواجه حواسنا عالمًا عابثًا باطلًا فمن المتوقّع أن يختزن خيالنا الكثير من الصور التي تؤدّي إلى تشكيل مفاهيم وعقائد وتوجّهات باطلة.ونظرًا لأهمية الخيال ودوره وحجم تأثيره في تشكّل شخصية أبنائنا سلبًا أو إيجابًا، ونظرًا للواقع الخيالي الهائل الذي يحيط بأبنائنا، فإنّ مهمّة التربية الخيالية يجب أن تركّز على بعدين أساسيين: الأول، يرتبط بمصادر الخيال ومناشئه. والثاني، يتعلق بقوّة النفس وانضباطها.

8 أمور تجعل ولدي محبًّا للمطالعة
يمثّل الارتباط بالكتاب إلتزامًا جديًا تجاه المعرفة وعالم الفكر والبحث والتعمّق. وهذه هي الأسلحة الماضية التي يمكننا بواسطتها القضاء على الآثار السلبيّة للمعاصرة.إليكم 8 نصائح يمكن أن تساهم في جعل أبنائكم محبّين للمطالعة والكتاب.

لماذا يجب التركيز على الآخرة في التربية؟
لكل إنسان سير وتحوّل وتطوّر يحصل في نفسه. ولهذا السير الأنفسي بداية هي نقطة ظهور الإرادة والوعي فيه ونهاية حتمية لا مفر منها، وهي التي يُعبّر عنها بلقاء الله تعالى كما قال عز وجل: {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقيه}،[1]وفي هذا السفر لا بد للإنسان من الاختيار بين اثنتين، فإمّا الجنّة والرضوان، وإمّا جهنّم والهجران. لأجل ذلك، تكون المهمّة الأساسية للتربية العمل على تعميق حالة الاختيار هذا، ودوره في تحديد المصير، وذلك عبر ترسيخ الرابطة السببية بين أفعالنا في الدنيا ونتائجها في الآخرة.

اللقاء الحواري الرابع حول تربية الأبناء
في هذا اللقاء:كيف نفسّر اختلاف الأمزجة بين الأطفال، حيث نرى طفلًا سعيدًأ، وآخر كثير البكاء والنق؟لماذا تختلف ردات فعل الأولاد على فقدان الوالدين: فمنهم من يصبح انطوائي، ومنهم من يصبح عدائي، ومنهم من يصبح شديد الخوف والقلق من خسارة من بقي من والديه؟هل تختلف تربية الأبناء عن البنات؟ابني انطوائي.. ماذا أفعل؟ابني لا يتواصل معنا بشكل جيد بحجة أنّ لديه الكثير من النشاطات الإسلامية؟ ما الحل؟

اللقاء الحواري الأول حول تربية الأبناء
في هذا اللقاء:ما هو هدف التربية؟ما هي أهم مقوّمات التربية؟ما هي مسؤوليّة الأهل في التربية؟ما هي خصائص وميّزات المرحلة الأولى؟اتركه سبعًا وأدبه سبعًا وصاحبه سبعا، هل هذا الحديث يعني ترك تأديب الطفل في المرحلة الأولى؟ وماذا لو لاحظ الأهل سلوكيات وصفات سيئة عند الطفل في هذه المرحلة؟كيف يؤثر الاختلاف في وجهات النظر بين الأب والأم على الطفل؟هل للعامل الوراثي تأثير على شخصية الطفل؟بعض الأهل حين يكتشفون صفات أو طباع سيئة في الطفل، أو يستشعرون إمكانية ظهور مثل هذه الطباع (بسبب العامل الوراثي) يعمدون إلى دفع الطفل بشدّة للقيام بخلاف ما يقتضيه هذا الطبع، كأن إذا شعروا بأن لديه جبن فإنّه يدفعونه للقيام بأعمال لتخطي هذا الأمر؟ هل هذه الشدة في التعامل مع الطفل صحيحة؟كيف نتعامل مع كثرة الشجار بين الأولاد؟أنا أم أحرض على إطعام طفلي الأكل الصحي، ولكن ماذا لو أصر على تناول بعض المشتريات غير الصحية؟ابنتي لها من العمر ١١ شهرًا وبدأت ألاحظ عليها بأنّها تضرب يدها وتبكي أثناء اللعب.. وإذا أرادت شيئًا ما تبدو عصبية.. كيف يمكنني أن أجنبها أن تنتهي لتكون عصبية؟

اللقاء الحواري السادس حول تربية الأبناء ـ حوار نجيب فيه عن أهم الأسئلة الحسّاسة حول تربية الأبناء
- هل تشدد الأب مع ابنته صحيح؟- كيف أقدم مفهوم الموت لطفلي؟- كيف أجعل طفلي مؤثّرًا لا متأثرًا؟- ابني لا يحترم كبار السن

اللقاء الحواري الثالث حول تربية الأبناء
في هذا اللقاء:كيف ينبغي للأهل التعامل مع الطفل العنيد؟هل من الممكن أن يرسخ الاهل القيم لدى الطفل بطريقة خاطئة؟هل من السليم أن يجلس الطفل أمام التلفاز لساعات؟ وإذا كان الجواب بالنفي فما هو البديل؟ما هي الوسائل التي يمكن أن نعتمدها لزرع حب الإمام المهدي(عج) وانتظار الفرج في نفس الطفل؟كيف ينبغي التعامل مع الطفل الذي يفسّد كثيرًا (السعاية)، مما يتسبب بمشاكل أحيانًا كثيرة بين أفراد الأسرة؟ما هو رأيكم بالتعليم المنزلي؟قد يخطئ الأهل أحيانًا ويعمدون تبرير أخطائهم أمام الطفل بحجة أن لا يخسروا ثقته بهم؟ كم من السليم أن يستخدم الأهل مثل هذا الأسلوب؟ وهل تحبذون أن يعترف الأهل لأبنائهم بأخطائهم؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...