
بين حرية التعبير والقمع
حقيقة المعركة الدائرة بين الحضارتين
السيد عباس نورالدين
هناك معركة قيم طاحنة تجري في العالم، ورصيدها الأكبر هو فطرة الشعوب التي تنجذب إلى كل من ينتصر فيها؛ حتى لو كان الانتصار إعلاميًّا أو من على منابر الجدل.
ومن جملة هذه القيم التي يحتدم الصراع حولها قيمة حرية التعبير وحرية المعتقد. ولأنّ للقضية مساسًا كبيرًا بتجربة الإسلاميين وحركتهم الصاعدة، فإنّ مصير هذه التجربة يمكن أن يتحدد بشكل كبير على ضوء نتائج هذا الصراع.
يستخدم الغرب هذه القضية للتأثير ولي أذرعنا والضغط علينا والذي قد يصل في بعض الأحيان إلى حد التهديد الوجودي للنظام الإسلامي. أمّا نحن، فما زلنا ندور في فلك أدوات قديمة ووسائل عف عليها الزمن، عاجزين عن إدراك طبيعة هذه المعركة ومقتضياتها. هذا في الوقت الذي يعتبر الغرب نفسه قد أسقط قوة عالمية عظمى عبر الانتصار في هذه المواجهة. غرب مدجج بالأسلحة القيمية الفتاكة، وإسلاميون بالكاد يمكنهم إدراك ما يجري في هذا الصراع!
فهم الغرب مقدمة مهمة للمواجهة
للحضارة الغربية قصة طويلة مع قضية حرية التعبير لا تشبه أي شيء عشناه؛ كما أنّ لكل منّا زاوية خاصة أو منظار مختلف لرؤية القضية وتفسيرها. فقد اكتشف الغرب سلاح القيم منذ مئات السنين وأصبحت رجالاته، كما مؤسساته الكبرى، عريقة الخبرة في استعماله. أمّا نحن فلزمنٍ غير بعيد كنّا نناقش قضية التعامل مع الفكر المنحرف والباطل من زاوية الفقه والشريعة؛ وأقصى ما نشاهده في أدبياتنا في هذا الخصوص مسائل ترتبط بحرمة اقتناء أو ترويج كتب الضلال.
وهكذا كان للغرب قصب السبق في قضية قيمية لأنّه كان الأقرب إليها؛ فاستطاع أن ينتج الكثير من الأدبيات ويراكم الكثير من الخبرات التي تؤهله أن يظهر بمظهر السيد بلا منازع. وحين نزلنا إلى ميدان المواجهة متسلحين بهذا الكم القليل من الأدبيات المرتبطة بالحرية والتعبير لم يكن لنا سوى موقف المدافع؛ والمدافع في معركة القيم خاسر حتمًا.
يحلو للبعض أن يحصر المعركة بين الجبهتين في إطار المواجهة بين الحق والباطل؛ لكن القضية أعمق من ذلك. قد ينتصر الباطل على الحق حين يتواجهان، إن كان أهل الباطل أسرع إلى نصرة باطلهم من أهل الحق المتباطئين؛ يقول أمير المؤمنين عليه السلام: فَيَا عَجَبًا! عَجَبًا! وَاللَّهِ يُمِيتُ الْقَلْبَ وَيَجْلِبُ الْهَمَّ مِنَ اجْتِمَاعِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ عَلَى بَاطِلِهِمْ وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ؛ فَقُبحًا لَكُمْ وَتَرَحًا حِينَ صِرْتُمْ غَرَضًا يُرْمَى، يُغَارُ عَلَيْكُمْ وَلَا تُغِيرُونَ، وَتُغْزَوْنَ وَلَا تَغْزُونَ، وَيُعْصَى اللَّهُ وَتَرْضَوْنَ.[1]
كما أنّ الحق الذي يزهق الباطل ويدمغه كما في قوله تعالى: {وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقًا}،[2] وقوله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ}،[3] هو الذي ينبغي أن يكون متناسبًا مع الباطل وعلى النقيض منه. فإذا كانت المعركة دائرة حول القيم ينبغي أن يكون الحق قيميًّا.
نظهر في كثير من الأحيان، وبسبب الأسلحة والدفاعات التي نستخدمها، وكأننا من يقمع الحريات؛ في حين أنني أجزم، من خلال مطالعاتي ومراقباتي وملاحظاتي المستمرة على مدى عقود، أنّه لا يوجد حرية في التعبير أعلى وأرقى ممّا هو موجود بين الإسلاميين؛ وأنّ هذا الغرب المتبجح بهذه الحرية هو أبعد ما يكون عنها؛ بل إنّه من أكثر الأنظمة والبيئات الاستبدادية التي عرفتها البشرية في تاريخها.
ولكن كيف استطاع هذا الغرب أن يقنع شعوبه وشعوب العالم قاطبة أنّه يقدم أرقى تجربة حضارية في هذا المجال؟! ولماذا نعجز عن إظهار جمال ما عندنا رغم اعترافنا بأنّنا ما زلنا في بداية الطريق؟!
أغلب الظن أنّ هذا كله يعود إلى تلك المشكلة المزمنة في أدبياتنا وفكرنا الذي يصر على حصر قضايا الوجود في العقيدة والأحكام، متناسيًا متغافلًا عن غير قصد لقضية القيم التي تمثل تجليًا أعلى للحقائق الوجودية الكبرى، كما أنّها تمثل البنية التحتية لكل الأبحاث المرتبطة بسلوك الإنسان وواجباته ومسؤوليات الدولة والجماعة والأمة.
إنّنا نعيش قدرًا مهمًّا من التسامح الفكري مقارنةً بالغرب، لا لأنّنا ندرك ما نفعله ونعيه، بل لأنّنا ورثنا ذلك عن أئمة الدين الذين نحبهم ونعشقهم ونتنسم نفحات أرواحهم الطاهرة في محيطنا منذ مئات السنين. ولو أنّنا اكتشفنا البعد الفكري لهذا التسامح، واستطعنا أن نعبّر عنه بالكلام والخطاب والفنون المختلفة، لتحوّلت أكذوبة الغرب المضحكة إلى خزي وعار يلحق بهذه الحضارة الاستكبارية إلى الأبد؛ {أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُون}.[4]
لا يدور الأمر بين حرية التعبير ومقص الرقابة
كنت أشاهد تحليلًا سياسيًّا حول قضية عزل الرئيس الأمريكي، ولفت نظري كيف تناولت المحللة السياسية هذه القضية، حيث أكدت على رفضها لهذه المحاسبة، لا لأنّها تحب ترامب وتؤيده، بل لأنّ هذا يشجع على الحد من حرية التعبير. فإن كنّا ندين ترامب لأنّه كان يؤشر إلى فساد جو بايدن، فهذا يعني أنّنا سنجعل كل رئيس يريد أن يشير إلى الفاسدين يفكر ألف مرة قبل التعبير عن رأيه. فخوفها، كما قالت، هو أن نسلط مقص الرقابة على رقابنا بعد ما حققناه من مستوى لا يُضاهى من حرية التعبير.
تذكرت في هذه اللحظة كيف أنّ الشيطان يستخدم خدعة ماكرة تنطلي على أكثر البشر حين يجعلهم يدورون بين خيارين، فإمّا حرية التعبير مهما كان، وإمّا قمع الحريات وكم الأفواه وفرض تفسير واحد للحقيقة. وتذكرت أيضًا ما يجري في أوساطنا حين يُشاع أنّ قضيتنا تدور بين أولوية المقاومة أو مواجهة الفساد؛ وكأن الأمر إمّا أن يكون مقاومة وحفظ وجود، وإمّا أن ندخل في محاربة الفساد مع ما يعنيه ذلك من دخول في صراعات تهدد وجودنا بالكامل!
إنّ تخويف الناس وإرعابهم من نقص الخيارات، أو من وجود خيارين لا ثالث لهما، هو المكر الشيطاني الأكبر؛ وهذا ما يحدث في الغرب الآن، وهو ما يحدث عندنا لكن بطريقة مقابلة. فنحن أيضًا نقف، كما يتصور بعض كبرائنا، أمام خيارين: فإمّا حرية التعبير، مع ما تعنيه هذه القيمة من تهديد لوجودنا؛ وإمّا كم الأفواه، مع ما يمكن أن يجلبه لنا من انتظام وانضباط، (لطالما استخدم المستبدون هذا التخويف لمنع الناس من التفكير، كما فعل فرعون في مواجهة موسى حيث حكى الله تعالى عنه قائلًا: {وَقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُوني أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَساد}[5]). إنّما تزداد مخاوفنا هنا وتتعاظم لتصبح رعبًا نتصرّف معه بتهوّر دفاعي فاشل، لأنّنا لم نعطِ لهذه القضية حقها من التفكير والبحث العلمي.
ففي مثال المقاومة والفساد، ما نحتاج إليه هو تعميق قضية المقاومة، لا من جهة الأبعاد السياسية (الأمر الذي يحدث دومًا)، بل من جهة القيم التي بُنيت عليها هذه المقاومة وهي تسعى للدفاع عنها (كما يُفترض). فالوجود الذي تحميه المقاومة ليس أي وجود، بل هو الوجود الشريف الكريم الذي يؤسس لانبعاث الفضائل وإقامة المجتمع الحر الكريم العزيز. ولا شك بأنّ السكوت عن الفساد سيؤدي لاحقًا لأن يصبح هذا المجتمع، الذي ندافع عنه، بعيدًا كل البعد عن تلك القيم، لأنّه سينشأ عليها كأمر طبيعي من دون ملاحظة قبحها ووخامتها.
إنّ النقاش القيمي بشأن المقاومة والفساد والوجود والبقاء والوحدة الاجتماعية من شأنه أن يمنح أهل الفكر والعقل الكثير من الخيارات للتعامل مع كل هذه القضايا، لأنّه لا تعارض ولا تعاند بين عناصر منظومة القيم؛ وإنّما كانت منظومة مترابطة متجانسة لأجل أن تتضافر بكل مكوّناتها وتتحقق في أرض الواقع. وهكذا، يصبح أمامنا الكثير من الخيارات التي تجعلنا نحفظ المجتمع المقاوم ونزيده قدرة، في الوقت الذي نحارب الفساد ونحاصره حتى نقضي عليه في نهاية المطاف بإذن الله تعالى.
وهكذا، فإنّ قيادة المجتمع المسلم، التي تبنى على تعزيز القيم واعتبارها منطلقًا أساسيًّا للتعامل مع القضايا الكبرى، ستتمكن من اكتشاف السبل الكثيرة المتوسطة بين الرقابة والقمع والحد، وبين التفلت والاسترسال والانعتاق الكلي من أي قيد. وهذا ما تحتاج إليه البشرية اليوم، أي أن تشاهد تجربة راقية في حرية التعبير في الوقت الذي لا يشوبها أي تشويه أو إخفاء للحقائق أو استغلال للوقائع.
قال الله تعالى: {وَالَّذينَ جاهَدُوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنين}.[6]
[1] . نهج البلاغة، ص 70.
[2] . سورة الإسراء، الآية 81.
[3] . سورة الأنبياء، الآية 18.
[4] . سورة البقرة، الآية 159.
[5] . سورة غافر، الآية 26.
[6] . سورة العنكبوت، الآية 69.

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

القيادة القيمية
يتابع السيد عباس نورالدين مشروعه في بناء ثقافة إسلامية عميقة في فن القيادة وأصولها؛ وفي هذا الكتاب يعرض لقيادة المجتمع من زاوية القيم الإنسانية والإلهية؛ حيث يكشف عن وجود منظومة رائعة تتشكل فيها أربع مراحل أساسية لا بد أن يمر بها أي مجتمع في مسيرته التقدمية حتي يبلغ أعلى مراتب الازدهار والعزة والكمال. فما هو دور القائد هنا وما هي الموانع التي يمكن أن يواجهها في هذا الطريق، وكيف يمكن تذليها وتجاوزها. القيادة القيمية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 320 صفحةالطبعة الأولى، 2014م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي:1- لنيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=02- وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء

هل أنّ الحق والباطل متساويان في هذا الزمان
هل أنّ الحق والباطل متساوون في هذا الزمن، أم أنّ الباطل هو الأقوى أو العكس، لأنّ أغلب الناس تقول أنّ الأرض ستُملأ ظلمًا وجورًا أي أنّ الباطل سيكون له اليد العليا؟

بين السيّئ والأسوأ: كيف يفضّل الغربيّون نظامهم السّياسيّ الاجتماعيّ؟
من يظن أنّ الغربيّين عمومًا، والأمريكيّين خصوصًا، لا يرون مساوئ نظامهم الاجتماعيّ السّياسيّ (بما يشمل الاقتصاديّ والإعلاميّ والتّعليميّ و..) فهو مخطئ حتمًا. وإذا كنتُ أريد أن أتوجّه بالكلام إلى القارئ العربيّ، فلا شك أنّ هذا القارئ سيكون محكومًا ـ في نظرته وتقييمه للنّظام الغربيّ ـ لواقعه الذي يعيش فيه.

لماذا يجب توجيه التعليم نحو بناء الحضارة؟ وما هي مستلزمات ذلك؟
أحد الأهداف الكبرى التي ينبغي أن يتوجه التعليم المدرسي إليها هو ربط المتعلم بالمشروع الحضاري الكبير الذي ينبغي أن تتكاتف جهود الجميع وتنصب باتّجاه تحقيقه؛ الأمر الذي يقتضي قبل أي شيء جعل مجتمعنا قويًّا ومنيعًا، يحقق استقلاله في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.

كونك على حق لا يعني أنّك ستنتصر... لماذا يجب أن نمعن النظر في تجربتنا السياسية
أن تكون جماعةٌ على حق، وأن يكون أعداؤها من أهل الباطل، لا يستلزم بالضرورة انتصار جماعة الحقّ!

الكتاب صانع الحضارات.. كيف يصبح الكتاب عاملًا أساسيًّا في هذه المهمّة؟
إذا أردنا أن نكون جزءًا من المشروع الكبير لبناء الحضارة الإسلاميّة الجديدة، ينبغي أن نتعرّف إلى كل عامل له إسهام وتأثير فاعل في تحقيقها. ولا شك بأنّ الكتاب هو أحد أهم هذه العوامل وأكثرها تأثيرًا.

العنصر الجوهري في القيادة.. هل سمعتم عن القيمة المضافة؟
سواء كنت قائدًا حقيقيًّا أو في موقع القيادة، فإنّ الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لك سيكون فيما تمتلكه ولا يمتلكه غيرك؛ لأنّ القيادة كلها تتمحور حول هذا العنصر الجوهري

الشجرة رمز الحضارة.. لماذا يعدّ إهمال الغابات جريمة ثقافية كبرى؟
أيّ جماعة بشرية متميّزة بثقافتها، إن أرادت الحفاظ على هذه الثقافة ونشرها، فلا سبيل لها إلى ذلك إلّا بتحويل هذه الثقافة إلى حضارة. والحضارة هي أقوى تجلٍّ للثقافة.. فإذا حصل صراع أو تفاعل بين الحضارات، تنزوي كل ثقافة يعجز أهلها عن الدخول في مضمار المنافسة الجدّيّة على مسرح العالم.

كيف نتفوّق على الغرب؟
كل من يمتلك الحدّ الأدنى من الوعي والاطّلاع، يدرك مدى هيمنة الغرب على المجتمعات المسلمة ومدى نفوذه فيها وإيغاله في مكوّناتها الاجتماعيّة والنفسيّة والفكريّة، ويلاحظ بوضوح عمله المعلن على إخضاعها واستعبادها.

القيادة الحائرة بين القيم.. ما الذي ينبغي أن نقدّمه لتحقيق التقدّم؟
يمكن تقسيم القيادات المخلصة الحريصة على تقدّم مجتمعاتها وازدهارها إلى نوعين: الأول، القيادة التي تستغرق في مراضاة الناس على حساب أي شيء آخر. والثاني، القيادة التي تعتمد منهج العدالة. قد يُقال للوهلة الأولى بأنّه لا يُفترض بهذين النهجين أن يتعارضا، لأنّ حفظ البقاء وتماسك الصفوف يسمح لازدهار القيم. بَيد أنّ التأمل في الواقع يشير إلى أنّه قد يفرض في كثير من الأحيان حصول التعارض والاختيار بينهما. فلماذا يحدث ذلك وما هي آثار ذلك على صعيد تقدّم المجتمع؟

المشروع الحضاري للتعليم العام.. كيف ننزل هذا المشروع في قالب المناهج المدرسية
السؤال الأساسي هنا هو أنّه كيف يمكن أن نجعل من المشروع الحضاري الكبير الذي نؤمن به منهاجًا دراسيًّا، بل محورًا أساسيًّا في التعليم العام، بحيث يمكن الوصول بالمتعلم إلى مستوى من الفهم والإيمان والتبني والمسؤولية تجاهه، حتى ينتقل إلى الحياة التخصصية والمهنية وقد جعل ذلك كله قائمًا عليه ومتوجهًا إليه.حين يتمكن المتعلم من رؤية الحياة كما هي في الحقيقة، لن ينخدع بعدها بهذه الظواهر: ناطحات السحاب، التكنولوجيا، الطائرات، العدد الكبير لسكان دولة، الدخل القومي الكبير.. فكل هذه المدنية وهذا العمران وهذه الآلات والأدوات لن تكون عاملًا يصرف ذهن هذا المتعلم عن حقيقة ما يجري، وسوف يجد نفسه منخرطًا بسهولة في المكان والموقف الحق الذي يعمل بصدق ووفاء على تحقيق صلاح البشرية والأرض.

المقاومة من أجل الحضارة.. لماذا يجب أن نصرّ على هذه الأطروحة؟
إذ كنت مهتمًّا بمستقبل مجتمعك وشعبك، فأنت بحاجة إلى التفكير بموقعيّته الحضارية في عالم الغد؛ فلا شيء يحدّد مستقبل أي شعب مثل إدراك ما سيكون عليه على المستوى الحضاريّ في الزّمن الآتي.

لماذا لا نستفيد من الغرب؟ وإلى متى تستمر هذه القطيعة؟
كلّ عاقلٍ لا يمكن إلّا أن يستفيد ممّا حوله من وقائع وحوادث ومعطيات. والغرب واقعيّة كبرى، لأنّه عبارة عن حضارة ذات حضور وتأثير هائل على البشريّة والأرض. فالغض عن الغرب يشبه دفن الرأس في التراب. ولهذا، ليس الكلام في أن نستفيد أو لا نستفيد من هذه الحضارة الضخمة، وإنّما في كيفيّة الاستفادة الصحيحة والمُثلى منها.

أعظم طريقة لنشر القيم
يحفل تاريخنا الإسلاميّ بشخصيّات عظيمة تجسد تعاليم الإسلام وقيمه وأطروحته الكاملة. وحين نتأمّل في أفضل الطّرق والبرامج المؤثّرة في مجال نشر هذه القيم وترسيخها وتحقيق تلك الأهداف والوصول إليها، لن نجد ما هو أفضل من الشخصيّات المجسّدة لها.

محاولات تحريف الإسلام، لماذا تبوء بالفشل دائمًا؟
إنّ السعي لتحريف الدين الإلهيّ والعبث بالوحي، كان ولا يزال أمنية الشيطان وأوليائه. فالدين الحقّ كان دومًا عامل إيقاظ الغافلين، وتحريك الناكلين، وتحفيز المجاهدين، للقضاء على الظلم والطغيان. قال الله تعالى: {وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ في أُمْنِيَّتِهِ}. [الحج، الآية 52]

المونديال وضياع العمر... كيف يتعارض الاهتمام بالمونديال مع أهم القيم الدينية؟
إنّ للرياضة البدنيّة أهمّيّة فائقة في سلامة الأجساد وقوّتها. وكل نشاط بدني منظّم ومنسجم مع التكوين الطبيعيّ للجسم هو عامل مساعد في الحفاظ عليه وصيانته وتمتّعه بالحياة الطيّبة.ويندر أن نجد من يعارض ممارسة الرياضة أو يتحدّث عن ضرورة التخلّي عنها لمصلحة الإنسان. ولكن هل يصح اعتبار كل نشاط رياضيّ مفيدًا لجسم الإنسان؟ وهل يمكن أن يكون لبعض الرياضات آثار سلبيّة على صحّة القوى الأخرى، كالعقل والرّوح؟

زيف الغرب في الدفاع عن المرأة
يُطرح هذه الأيام الكثير من الإشكالات حول أحكام الإسلام فيما يتعلق بالمساواة بين المرأة والرجل. نعلم جميعًا أنّ قضية المساواة بين المرأة والرجل هي قضيّة أساسيّة في الغرب، ومنطلقات هذه الحضارة وتلك الثقافة تختلف تمامًا عن منطلقات الإسلام ورؤيته الكونيّة ونظرته للحياة. لكن الغربيين بفعل ما يمتلكونه من أدوات ضغط وقوّة ونفوذ يصرّون أن يملوا علينا ما يفهمونه حول هذه القضيّة، بل يشكلون على أساسها مواقف دولية تصل إلى حد الضغوط السياسية والاقتصاديّة. نحن إذا أردنا أن نفهم هذه القضيّة جيدًا، علينا أن نلتفت أن نظام التشريعات الإسلامي يقوم على نظامٍ قيميّ.

لماذا نكره الحضارة الغربية؟
نظر المؤمنون بالإسلام والأحرار في العالم إلى الحضارة الغربية من موقع العداء، لكن قد تتفاوت أسباب عدائهم. وهنا يتقدم السيد عباس نورالدين لتقديم رؤية موضوعية بعيدًا عن العداء الشخصي. وبهذه الطريقة نتقدم خطوة مهمة نحو فهم هذه الحضارة التي تسعى للهيمنة على العالم وإبادة ثقافات الآخر.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

دورة في الكتابة الإبداعية
الكتابة فن، وأنت المبدع القادم دورة مؤلفة من عدة فصول نواكبك حتى تنتج روايتك الأولى