
بين حكومة الأمير وحكومة المهدي
أكبر الدروس المستفادة
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب ماذا تعرف عن الإمام عليّ
تُعد تجربة حكم أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) فرصة عظيمة سمحت بوصول أقدر حاكم يمكن أن تعرفه البشرية، إلى سلطة كانت تتمتع بكل مقومات تغيير العالم وإنهاء مآسيه إلى الأبد. ومع ذلك لم ينجح الأمر، ولم يتمكن أمير المؤمنين (عليه السلام) من تحقيق هذا الهدف الذي ما زلنا ننتظر ظهور من يحققه منذ أكثر من ألف عام؛ لا لأنّ الإمام عليًّا (عليه السلام) كان يفتقد أي درجة من القدرة لذلك، بل لأنّ ظروف الحكم والحكومة والقيادة ستتغير لمصلحة الإمام المهدي في نهاية المطاف، فيخرج إلى الناس واثقًا من النتيجة، ويحقق ما كان جده الأمير عازمًا عاملًا عليه.
مهما قيل عن أي تميّز بين الإمامين في مقامات القرب وحقيقة النور، فلا يقول أحد بوجود أي اختلاف بينهما من حيث القدرات والكفاءات اللازمة لتغيير العالم. ومن المستبعد كثيرًا أن يكون تأخير ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه) كل هذه المدة المديدة لأجل أن يصبح قادرًا على هذه المهمة عبر الاستفادة من تجارب التاريخ، وإن كان هذا الإمام العظيم يستفيد كل لحظة من حياته للارتقاء والعروج في مقامات القرب الإلهي.
وحيث إنّ خطة الحكم وبرنامجه موجودة عند الإمامين ـ بواسطة الإلهام الإلهي والعلم اللدني والوراثة النبوية، فهما غير قاصرين أبدًا عن معرفة كل ما هو مطلوب لنجاح المشروع وتطبيق الخطة الإلهية وقيادة المجتمع ومواجهة كل أنواع العقبات والموانع الداخلية والخارجية؛ يُضاف إلى ذلك ما يتمتع به كل إمام من قدرة فائقة على الإحاطة والتدبير، حيث يمكنهما الاستفادة المثلى من كل الطاقات الفاعلة ولو كانت موجودة في أقصى الأرض، بل الاستفادة من كل الطاقات الكامنة المستعدة عبر تفعيلها، ولو كانت في باطن الأرض!
ولأجل ذلك، تُعتبر تجربة أمير المؤمنين (عليه السلام) أفضل مفسّر وكاشف لأسباب الغيبة وإطالة أمدها، وبالتالي أفضل مبيّن لكل ما يلزم من شروط لتحقق الظهور. ذلك لأنّ الإمام المهدي هو آخر أمل للبشرية، ولأنّ وعد الله لا بد أن يتحقق في وراثة الصالحين للأرض (أي تحقق النهاية السعيدة لهذه الحياة)، ولأنّ الله لا يخلف الميعاد، فلا يجوز ولا يُعقل أن لا يحقق ظهوره ما كان ينبغي أن يتحقق. وعليه، يكون السبب الأول لكل هذا التأخير والتأجيل هو عدم اجتماع الشروط اللازمة لذلك. فإن أردنا أن نتعرّف إلى هذه الشروط، وجب علينا أن نجعل من تجربة حكومة جده الأمير قضية للاستنباط والاعتبار.
إن خرج الإمام المهدي (عجل الله فرجه) قبل أوانه وقبل اكتمال شروط الظهور، فلن يحقق الهدف المنشود. وقد أخفقت تجربة حكومة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ـ رغم قسوة هذه العبارة ـ لسببٍ واحد وهو أنّه (عليه السلام) لم يمهّد لها بحسب ما يرى ووفق شروط التربية الإلهية والإسلامية، بل فُرضت عليه بشروط وظروف غير مناسبة. لقد استلم هذا الإمام جيشًا كان بعيدًا جدًّا عن فهم أهداف حكومة الإسلام وقيم الدين، الذي ثبت النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أركانه، وهي أركان حكومة العدل الكلي العالمي الأبدي. وكان أكثر أفراد هذا الجيش قد نشأوا على الاعتقاد بأنّ الحاكم الإسلامي هو ذاك المسؤول الذي يوفّر لجنده وأعوانه ورعيته ما يلزمهم من الإمكانات المادية والمعيشية، بواسطة الغزو والفتوحات وعبر تقسيم الغنائم والزكوات؛ كل ذلك بمعزل عن أي نظام أو مبادئ أخلاقية ثابتة؛ وإنّما هو كالملك الذي يحق له أن يفعل بمملكته ما يحلو له، شرط أن لا يفتقر رعيته ويجوع شعبه! وما دام يطمعهم بالثراء والغناء. ولم تكن الأغلبية الساحقة من هذا الجيش ـ الذي يشكل عماد القوة التنفيذية للأمة ـ تعلم أي شيء عن أمير المؤمنين، سوى أنّه لم يكن شريكًا لمن سبقه في الاستئثار ببيت مال المسلمين وتفضيل عشيرته ومحاباتهم. أي أنّ الثورة التي قتلت الحاكم السابق وجاءت بالإمام علي (عليه السلام) إنّما جاءت به لنظافة كفّه ـ كما يُقال ـ لا أكثر. فكانوا أبعد ما يكون عن فهم مقام الإمام عند الله وعند رسوله، وإدراك مقامه بالنسبة للدين والعلم والخصائص المعنوية والنفسية.
وبسبب الأوضاع التي حصلت جرّاء هذه الثورة وانقسام الناس حول نتائجها ودخولهم في فتنٍ عشواء ـ وهي أمور لم يكن للإمام عليه السلام أي دخالة فيها ـ اضطرّ أمير المؤمنين إلى مواجهة كل هذه التبعات والنتائج مركزًا كل جهده وأولوياته على الحفاظ على القرآن والإسلام ووحدة الأمة قبل أي شيء آخر، عسى أن تأتي الفرصة المناسبة لإقامة الدين وتطبيق تعاليمه في الإدارة والحكم.
وهكذا وجد أمير المؤمنين (عليه السلام) نفسه يخوض حروبًا ضارية وفتنًا عمياء شديدة الكَلَب يموج غيهبها، فتزل فيها أقدامٌ يُفترض أنّها ثبتت فيما مضى في أصعب المواقف.
أجل، لقد كانت هذه التجربة فرصة مهمة للعمل الدؤوب على تغيير النفوس وإظهار العلم والمعرفة والقدرات المعنوية العظيمة لهذا الحاكم العادل، لكنّ فساد النفوس كان أشد من أن تؤثّر بها هذه التجربة الفريدة. وهذا ما ظهر في فشل معظم الذين ولّاهم أمير المؤمنين عليه السلام على الأمور. أي فشلهم في التماشي معه ومتابعته في تطبيق قيم الدين ومبادئه في الحكم.
فإذا كان هناك من سببٍ جوهري وراء إخفاق هذه التجربة، فإنّه يعود إلى الإخفاق النفسي والأخلاقي للكادر الأول عمومًا لا كلًا. فإدارة وقيادة الأمة وفق مشروع الإسلام تتطلب مواصفات أخلاقية عالية في الصف الأول، الأمر الذي ما كانت تلك التجربة قادرة على تحقيقه، بسبب شدة المرض الذي تفاقم على مدى خمس وعشرين سنة سابقة، وامتزج بجهلٍ عجيب بمقام الأمير ومنزلته وما يمثله من قيمٍ ومعانٍ.
ما أفشل هذه التجربة، لم تكن تلك الحروب التي فُرضت عليها واستهلكت طاقات المسلمين في معتركها؛ ذلك لأنّه يُفترض بالحروب أن تكون فرصة مناسبة لإعداد الكادر وتربية النفوس. كما أنّ الحروب المتلاحقة، بدءًا من حرب الجمل وانتهاءً بحرب النهروان، قد شكلت فرصة مهمة لظهور بعض صفات أمير المؤمنين وخصائصه، التي كانت تذكّر، من نسي أو غفل، بصفات النبي الأكرم(ص)، وتجسّد لمن جاء بعد النبي الخاتم بعض ما كانوا يسمعونه عنه من الصحابة وما شهدوه في حياة النبي.
كل صفات العظمة الجاذبة المحيية للنفوس في شخصية أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت تتألق وتتجلى في هذه المواجهات؛ فكان النموذج الأرقى للإنسان الأخلاقي الكامل يظهر للجميع، أصدقاء وأعداء. لكنّ المرض العام الذي تغلغل في نفوس الأكثرية وفي الصف الأول كان أسوأ وأشد من أن يشفيه ذلك الشهود.
إنّ عرض وبيان نهاية تجربة أمير المؤمنين (عليه السلام) انطلاقًا من غلبة معاوية لهو أبعد ما يكون عن الحقيقة؛ كما أنّ تفسير ختام هذه التجربة بقيام ابن ملجم بقتل الإمام يُعد انحرافًا عن فهم حقيقة ما جرى. فشهادة الإمام لم تكن نهاية لمشروعه ودوره، بل هي جزءٌ أساسي منه. ولأنّ نجاح تجربة الإمام ـ أي تحقق أهداف الإسلام في تغيير العالم وإصلاح الأرض ـ كان يعتمد على نجاح الكادر في التجربة الأخلاقية للقيادة والإدارة، فقد كانت شهادة الإمام وسيلة للتربية الأخلاقية لهذا الكادر. ومع هذا كلّه، ورغم الفاجعة التي تمثلت في قتل الإمام، وما حملته هذه المصيبة الكبرى من قدرة عجيبة على تغيير النفوس وإصلاحها، لم تتأثر تلك النفوس المريضة بالشكل الذي يحملها على التوبة والإنابة والاستفادة من ولده الإمام الحسن المجتبى، الذي كان يحمل كل صفات وخصائص الحاكم القادر العادل؛ وتكرر الأمر مع الأئمة اللاحقين. فكان على تجربة الأمير بكل دروسها وبكل مظاهرها، وكان على فاجعة شهادة الإمام بكل ما فيها من تأثير، أن تصبح مربية لجيلٍ سوف يأتي يومًا، ويكون جيل الإمام المهدي الذي ينصره ولا يخذله في تجربة الحكم والقيادة.
إنّ تجربة أمير المؤمنين (عليه السلام)، في حياته وفي شهادته، هي المدرسة الوحيدة التي يمكن أن تتشكل وتُبنى منها النخبة الصالحة لنصرة المهدي المنتظر وإنجاح مشروعه. وما لم تتحول تجربة أمير المؤمنين إلى مدرسة، أي ما لم تبدأ الأجيال المنتظرة الباحثة عن كل شروط التمهيد ومستلزماته بالنظر إلى تجربة أمير المؤمنين كمدرسة للإعداد الذاتي، فلن يكتمل نصاب التمهيد، وستبقى البشرية منتظرة ولو لآلاف السنين.
وإنّ أعظم دروس تلك التجربة هو ما يتجلى في فهم الأتباع لمقام الإمام ودوره والسعي للسير على خطاه واتّباعه، بدءًا من الالتزام التام بالشروط الأخلاقية في العمل والتي كان العدل على رأسها والزهد في الدنيا وسيلتها.

الشخصيّة العجيبة للإمام عليّ (ع)
ما معنى أن يكون للإنسان قوة جاذبة وقوة دافعة؟ وكيف يتجلّى ذلك في سلوكه وفي حياته؟ لماذا بلغ الإمام علي عليه السلام الحدّ الأعلى في هاتين القوّتين المتضادتين؟ وكيف جمعهما في شخصيّته الواحدة؟ ما هي آثار كل الجذب والدفع في حياة الناس وما الذي حدث في حياة الإمام علي عليه السلام بسببهما وما زال يجري إلى يومنا هذا؟.. الشخصيّة العجيبة للإمام عليّ (ع) الكاتب: العلامة الشهيد مرتضى المطهَّريتعريب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 184 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-028-6 السعر: 8$

هل اقترب الوعد الحق؟
هل نعيش العصر الذي سيشهد ظهور المنجي والمخلّص النهائي للبشرية والذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا؟ما هي الأوضاع التي يفترض أن تسبق هذا الحدث العظيم؟ وهل بإمكاننا أن نسرّع فيه؟ما هي أهم الموانع التي تجعل مثل هذا الوعد الإلهي بعيد المنال؟لماذا يجب أن نعمّق الثقافة المهدوية كشرط لهذا الظهور المبارك؟هذه الأسئلة وغيرها من القضايا الكبرى يتعرّض لها هذا الكتاب. هل اقترب الوعد الحقّ؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 216 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-035-4 السعر: 12$

كيف سيتغير العالم؟
كلنا يحلم بتغيير العالم إلى الأحسن. ولكي تعرف كيف يمكن أن يتغيّر العالم، ينبغي أن تعرف كيف سيكون حين يتغير، وما هي أوضاعه اليوم، وكيف وصل إلى ما وصل إليه. وهذا ما سوف نتعرّف إليه بالتفصيل على صفحات هذا الكتاب. والأهم هو أن نتعرّف إلى كيفية تحقيقه. كيف سيتغيّر العالم؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 120 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

المنقذ الأخير
تعريف مختصر بشخصية عظيمة جدا مليئة بالأسرار، غامضة ومخفية لا يوجد لها نظير في العالم. كل الذين تعرّفوا عليها تغيرت حياتهم بشكل كبير بعد أن آمنوا بها ونشأت بينهم وبينها علاقة ورابطة خاصة . هذه الشخصية ينتظرها كل العالم ويتحدث عنها اتباع الديانات التوحيدية بأسماء مختلفة .فمن هو الإمام المهدي ؟ ما هو مشروعه ؟ وكيف يمكننا تحقيق الرابطة العميقة معه. المنقذ الأخير الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21 غلاف ورقي: 96 صفحة الطبعة الثانية، 2008مالسعر: 3$

ماذا تعرف عن الإمام علي عليه السلام
إنّ التعرّف إلى شخصيّة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يندرج في إطار سعينا لتشخيص المثل الأعلى والقدوة والأنموذج الذي نريد أن نتّخذه ونتّبعه في الحياة. إنّ شخصيّة الإمام عليّ تشبه بحرًا عظيمًا متلاطمًا ذا أبعاد كثيرة وأعماق سحيقة. ولكي نمخر عباب هذا المحيط العظيم يوجد سفنٌ عديدة، تختلف بالحجم والقوّة والسرعة. وإنّ أنّ أقوى السّفن وأسرعها وأشرعها هي سفينة القيادة! ماذا تعرف عن الإمام عليعليه السلام؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21*14غلاف ورقي: 160 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$ يوجد ترجمة للكتاب باللغة الفرنسيّة: للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

محمد القائد
تبين أروع تجربة قيادية عرفتها البشرية، لم ولن يكون لها نظيرٌ، ما وُجد إنسان على وجه البسيطة؛ ذلك لأنّها تجربة أعظم إنسان ظهر في عالم الوجود، وتحقّق على يديه أعظم الإنجازات التي يمكن أن تحلم بها البشرية، وسوف يتحقّق أيضا ببركة قيادته ما هو أعظم حين يظهره الله ذات يوم على الدين كلّه. سيتبيّن لنا أنّ هذه التجربة بدأت لكنّها لم تنته لحدّ الآن؛ بل ما زلنا نعيشها وإن كنا لا نشعر، وأنّ ما يجري في أيامنا إنّا هو بفضلها وبفضل إنجازاتها. محمد القائد الكاتب:السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 248 صفحة الطبعة الأولى، 2012مالسعر: 10$

لكي لا نصبح أعداءً للإمام المهديّ
هل سمعتم أن بعض الناس ممّن يكون لهم صيت الخير والصلاح، يتحوّلون إلى أشرار حين يظهر الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، وأنّ بعض المعروفين بالشرّ يظهرون على حقيقة الصلاح والخير حين ظهوره المبارك؟

عالم بلا فتنة، الإمام المهدي وتغيير العالم
في القرآن الكريم حقيقتان تبدوان للوهلة الأولى متعارضتين متضادتين؛ الأولى: تبيّن أن الحياة لا يمكن أن تكون بلا فتنة، والثانية: تدعونا إلى القضاء على الفتنة في العالم كله.

أعظم إنجازات الإمام المهدي.. ما الذي سيقوم به الإمام ممّا لم يقدر عليه غيره؟
لم تخلُ البشرية في مراحلها الأولى من تجربة الإنسان الكامل؛ الإنسان الذي يكون مظهرًا تامًّا لأسماء الله وصفاته. هذا في الوقت الذي يكون من سواه مظاهر محدودة لهذه الاسماء. عظمة الإنسان الكامل تكمن في قدرته على إظهار حضور الله أو حضور الربوبية أو الألوهية بما تعنيه من جامعية صفات الكمال المطلق.

العالم عشية الظهور... أين نحن من يوم خروج الإمام المهدي؟
إنّ ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه) يقوم على تحقّق حالة اجتماعية سياسية أساسية لا يشكّ فيها أي عارف بدور الإمام المعصوم وما يمثّله؛ وهذه الحالة أو الوضعية الاجتماعية عبارة عن وجود جبهة حقيقيّة تدعو إلى الإمام المهدي وتطالب به باعتباره قائد عملية التغيير الكبرى في الأرض.

القيادة العالمية للإمام المهدي (عج)
إنّنا نعتقد بأنّ الإمام المهدي (عج) سيُغيّر العالم ويُصلحه من خلال إقبال الناس على قيادته أكثر من أيّ شيء آخر.. فحين ترى شعوب العالم أنّ هذا الإنسان يُمثِّل أجمل ما عندها من قيم، ويرونه تجسيدًا لتلك المبادئ الإنسانية الرفيعة التي آمنوا بها، سيُقبلون عليه وسرعان ما يتخذونه قائدًا لهم؛ وهذا الأمر بحدّ ذاته هو أحد أهم الأعمال التي سيقوم بها هذا الإمام لإثبات موقعه القيادي لهذه الشعوب في العالم كله. وبخلاف الصورة النمطية السائدة التي نتصوّر معها أنّ هذا الإمام سيحمل السيف ويفرض الإسلام على شعوب العالم، فإنّ ما سيحصل في الواقع هو أنّ هذه الشعوب ستجد في هذا الإمام القيادة والقدوة التي تحلم بها.. ولكي يتحقّق هذا الأمر، سيقوم الإمام بتفعيل خطاب القيم من داخل منظومة وثقافة كل شعب أو أمة.

في معركة الوعي والبصيرة.. يأتي الدور الحاسم للإمام عليّ في صناعة الثبات والشجاعة
يمتلك الغرب الكثير من الوسائل والأساليب التي يمكن أن تُخرج الشباب من ساحة المواجهة الحضاريّة، وتجعلهم أدوات لتحقيق مآربه. ورصيده الأكبر هنا يكمن في إخفاء ماهيّته وحقيقته، وإظهار نفسه كبديل أعلى لثقافتنا وديننا وقيمنا. هكذا يحصل التغرّب، فيتحوّل الشاب من عنصرٍ مفيد لمجتمعه إلى عنصرٍ مساندٍ لعدوّه. فهل سمعتم عن خداع أكبر وأمكر من هذا الخداع على مدى التاريخ!

كيف سيجمع الإمام المهدي كلمة شيعته ومواليه؟ مقدّمات وحدة صف الموالين المصلحين
لا تنحصر معاناة الموالين والمحبّين لأهل البيت (عليهم السلام) في استضعاف أعدائهم لهم والتنكيل بهم ومحاصرتهم ومحاربتهم وقمعهم؛ فهناك معاناة، لعلّها أشد وأنكى، وهي ما يحصل فيما بينهم من عداوات ونزاعات في شتّى المجالات، وخصوصًا المجال الدينيّ والفكريّ.

حل المعضلة الكبرى للإمام المهدي
حين انطلقت الدعوة الإسلاميّة بقيادة رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله)، سعى هذا النبيّ العظيم لتأمين عناصر دوامها ونقائها واستمراريتها حتى تحقيق أهدافها الكبرى. وقد عمل رسول الله على توفير بيئة مناسبة لتربية كادر مميّز ـ لم يشهد التاريخ له نظيرًا ـ يقدر على نصرة هذه الحركة الربّانية بكل أمانة. وكان هذا التدبير الرساليّ متمثّلًا بإطالة عمر النضال والدعوة والنهضة أثناء مزج ذلك بالأحداث والاختبارات التي تُعرك فيها الرجال، ويُستخلص فيها الطيّب من الخبيث. وهذا ما يفسّر أحد أوجه الحكمة وراء إطالة أمد نزول القرآن على مدى 23سنة؛ وهو أمر لا يبدو أنّه كان مسبوقًا في تاريخ إنزال الكتب السماوية.ثمّ جاءت غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، لتصب في هذه الخانة أيضًا. وصحيح أنّنا نقف على أكثر من ألف سنة من غياب إمام معصوم، لكنّنا أيضًا نقف على ألف سنة من التمحيص والتمحيص المستمر الذي ينبغي أن ينتج تلك الصفوة الخالصة من الكوادر والرجالات الذين يستطيعون تحمّل مسؤولية المهمّة الكبرى.لكن كيف يمكن أن تجري عملية تمحيص تاريخيّ لأمّةٍ بأسرها على مدى القرون والعصور؟

بحثًا عن أنصار المهدي(عج)
بعد فاجعة كربلاء الكبرى لم يعد بإمكان أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) الخروج والعمل السياسي العلنيّ ومواجهة الظلم بصورةٍ مباشرة. وقد أعلن أئمّة هذه المرحلة ـ التي استمرّت حتى الغيبة الصغرى ـ أنّ سبب ذلك هو قلّة الناصر.

لماذا اقترب الظهور العظيم؟ إحدى العلامات الكبرى لخروج الإمام المهدي
مع تبدّل مسار الحركة البشرية، من الحكومات الاستبدادية الملكية إلى المزيد من مشاركة الشعوب، لم يعد أمام الدول المختلفة إلا أن تقيم حكوماتها وأنظمتها على أسس فكرية وفلسفية قوية.

لماذا يسخر البعض من عقيدة المهدوية ويطعنون عليها؟
نعتقد أن إمامنا الذي يمثل هداية الله ولطفه في البشرية غائب عن الأنظار، قيادته ليست علنية أو ملحوظة من كل أحد. إنّه إمام معصوم عارفٌ بالمشروع الإلهي يتحرك من أجل تحقيقه، وهو غائب أكثر من ١٠٠٠ سنة في المقابل هناك من يستهزئ ويسخر من هذه العقيدة ويطعن عليها، نحن نسأل هل أنّ هذا الذي يسخر هو مؤمن بالله حقًّا؟

كيف سيغير الإمام المهدي العالم؟
يعتقد البعض أن الإمام المهدي (عج) سيغير العالم بالقوة والسلاح، لا شك أنّ الطواغيت لن يتقبلوا كلمة الحق ويمكن أن نقول أنهم لن يتبدلوا إلا بالسلاح، ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لشعوب العالم، فما هو الأسلوب الذي سيستخدمه الإمام مع هذه الشعوب؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...