
أفضل طرق بث الأمل في النفوس
حين تتمركز الحرب الناعمة على بث اليأس في النفوس
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب أي مجتمع نريد
لا شيء أسوأ من اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى. يظهر هذا اليأس في الحياة الدنيا بصورة انعدام الأمل والرجاء بحصول الأمور الجميلة. هكذا ينقطع ارتباط الإنسان بربّه الذي وعده خيرًا كثيرًا. العطاء الإلهي والإنعام الرباني هو أهم ما يتقرب الله به إلى عباده ليعرفوه ويحبوه. وحين لا يشاهد المرء عطاءً غير مجذوذ ونعمةً لا تُحصى، يكون قد غفل عن الله وعمي عن آياته!
بث هذا النوع من اليأس في النفوس هو عمل إبليس الأول وهدفه الاستراتيجي الأعلى. اشتقاق اسم هذا اللعين من الإبلاس، الذي هو اليأس الشديد، ليس صدفة. لو كانت عبادة الرجل مثل عبادة الملائكة المقربين، لكنه فاقد للرجاء بربه، فلا تنفعه كل عباداته؛ ولو جاء المرء بذنوب الثقلين مع رجائه بربه، لكان ذلك أكبر من كل تلك السيئات.
في عالم الدنيا، هناك مظاهر كبرى لحضور الرحمة الإلهية الباعثة على الرجاء. الرجاء ليس مجرد فكرة أو اعتقاد، بل له محفزات كثيرة في الحياة وهو ينبع من وقائع وأسباب منطقية للرجاء. لا يتوقع الله من عباده أن يرجوه وهو يسلبهم كل خير ويسد عليهم كل باب. التوبيخ الكبير لليائسين إنما يرجع إلى غفلتهم عن سعة رحمة الله وجزيل عطائه.
إن أردنا أن نبث الرجاء ونقطع اليأس يجب أن نشير إلى هذه المظاهر ونلفت النظر إلى أهميتها، وخصوصًا الجلي الكبير منها.. في المقابل يسعى أولياء الشيطان إلى بث اليأس في نفوس جميع الناس، من أتباعهم وأعدائهم. فأما أتباعهم، فلكي يكون ذلك سببًا لتجرئهم على اتّباعهم في ارتكاب الجنايات العظمى والجرائم الكبرى. وأما أعداؤهم، فلكي يقطعوا عليهم طريق الله تعالى الذي هو القوة الوحيدة القادرة على إحباط خطط المجرمين ومؤامراتهم.
الذين يعملون في الخطوط الأمامية للمواجهة الحضارية الكبرى، يعلمون جيدًا أنّ الأعداء يمتلكون العديد من الأوراق الرابحة في هذه اللعبة الخبيثة. فإذا أرادوا النجاح، عليهم أن يعرفوا جيدًا تلك الأوراق التي يمكن لأولياء الشيطان استخدامها بفعالية كبيرة لبث اليأس في نفوس المؤمنين. والأهم هو أن يعرف قادة وضباط الخطوط الأمامية في هذه الحرب الناعمة ما لديهم من عوامل مضادة، وهي عوامل بث الأمل والرجاء في النفوس.
فلا يكفي إحباط أعمال الخصم، بل المهم أن ننجح في عملنا هذا على صعيد بث الأمل. لأن تثبيط التيئيس لا يعني حصول الرجاء، بل يوجد حالة وسطى يمكن أن نطلق عليها عدم المبالاة. ولأجل ذلك يجب، بعد دحض محاولات التيئيس، أن نقوم بمساعي التحفيز الذي يتناسب مع دورنا ومهمتنا الحضارية الكبرى.
أهل الدنيا والذين لا همّ لهم سوى تحصيل شهواتها وبلوغ آمالها، لا يمكن أن يخرجوا من اليأس سوى ببلوغ ما يشتهون منها. أما المؤمنون بالله واليوم الآخر، فإن رجاءهم ينبع مما يرجونه من ربهم سبحانه وتعالى. ولا يمكن بث الأمل في نفوسهم إلا بما يتناسب مع تطلعاتهم وآمالهم.
وهنا يوجد طريقان أساسيان. الأول هو أن نعلق آمال هؤلاء المؤمنين باليوم الآخر والحياة الأبدية ونقطع أملهم عن هذه الدنيا وعن أي خير أو إنجاز جميل فيها. والطريق الثاني هو أن نفسح لهم بالسير إلى الله على طريقه الواسع الرحب من خلال إيجاد المزيد من مجالات الطاعة والعمل الصالح والجهاد في سبيله.
ولا شك بأن الطريق الأول غير صائب ولا يتناسب مع حكمة وجود الإنسان في العالم الأرضي. لأن الله لم يخلق الأرض عبثًا ولم يجعلها مجرد امتحان بعيد عن أي هدف. بل استخلفنا فيها وطلب منّا عمارتها بالخير والفضيلة والنور. وإن حصر اهتمام المؤمن باليوم الآخر بعيدًا عن أي إنجاز أرضي، لن يجلب له سوى المزيد من اليأس، نظرًا لما سيؤدي إليه هذا من عزلة وابتعاد عن المسؤوليات الكبرى، وعلى رأسها: قمع الظلم والظالمين وقطع جذور الفساد فيها. فإذا استتب الأمر للظالمين المُفسدين لن يتركوا المؤمن المعتزل وشأنه، ولن يخلّوا بينه وبين آماله الأخروية، بل سيلاحقونه في عقر داره حتى يرجع في ملتهم، ولن يُفلح إذًا أبدًا.
الشيء الوحيد الذي يحفظ الأمل في الحياة البشرية عمومًا هو أن يكون لهذه الحياة بقضاياها المختلفة معنًى وهدف. فجهاد الظالمين، إن لم يكن وراءه نصر في الدنيا، لما ركب مطيته إلا القليل النادر من أهل الإيمان. ولهذا، نجد الآيات الإلهية مفعمة بوعد النصر للمجاهدين والعاقبة الطيبة في الدنيا قبل الآخرة.
كما أنّ جزءًا مهمًّا من طاعة الله تعالى إنما يتحقق من خلال سعي المؤمن لاقتلاع كل أشكال المخالفة والتمرد على الله تعالى في كل العوالم. فكيف يمكن للمؤمن أن يكون مؤمنًا حقًّا وقلبه غير مبال بكل هذا الفساد والضلال والظلم والعصيان.
علامة الإيمان الأولى هي القيام لله تعالى والسعي الجاد لتحويل كل أرض في الوجود إلى أرض مشرقة بنور ربها، حيث لا يُعبد سوى الله عليها. ولهذا، يستحيل أن تجد مؤمنًا واقعيًّا لا يكون أكبر همّه تغيير هذا العالم نحو الصلاح والخير والعدالة.
فهذا ما يرجوه المؤمن في الحياة الدنيا. بل إن أكبر ما يرجوه هو أن يوفق لطاعة الله بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. أن تتحقق الطاعة الشاملة من الجميع وينتفي كل عدوان على حرمات الله في أرجاء المعمورة.. لا يوجد لدى المؤمن رجاء أعظم من ذلك، حتى الجنة وما فيها من نعيم مقيم.
إن شدة ذوبان المؤمن في حب الله وتعظيم شأنه وتوقيره هي التي أذهلته عن النعم التي أعدها الله لعباده المتقين. فلا شيء يمكن أن يتغلب على رغبة المؤمن في أن يجعل العالم محلًّا لا يُعبد فيه سوى الله ولا يُطاع سواه. عالمٌ مليء بالخير والفضيلة مزدهر بالإيمان.
وهذا ما يفسر غلبة روح الجهاد والعمل في سبيل الله على كل همّ واهتمام آخر عند المؤمنين. فإن كنت تريد أن تبث فيهم الأمل والرجاء، فافسح لهم في جهادهم هذا ولا تسد عليهم أبواب العمل والعطاء والتضحية والفداء والسعي والكدح العظيم. فإن السبب الأول ليأس المؤمنين وإحباطهم إنما يتمثل في عدم قدرتهم على استخدام كل ما لديهم من طاقة وجهد وقدرة ومهارة وإبداع وفكر وتخطيط وإدارة وتنفيذ في سبيل الله تعالى.
لا ينفع مع المؤمنين أن تذكر لهم حجم الإنجازات الحالية مقارنةً بالسابق، لأنهم يرون العالم من منظار المستقبل المشرق لا الماضي المشؤوم. ولذلك لا يمكن أن يرضيهم أي إنجاز أقل من تغيير العالم كله ليكون مشرقًا بنور ربه.
وحين يرى هؤلاء المؤمنون أنّ من يقمع مساعيهم ويحد من انطلاقتهم هو الصديق لا العدو، فإن يأسهم يتضاعف بصورة مقلقة جدًّا، لأنه لا شيء أشد عليهم من أن يكون المانع من تحقيق الأهداف الإلهية صديق يُفترض أن يكون عونًا لهم في جهادهم الأكبر.

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

كيف نعالج مشكلة البطالة لدى الشباب، فلا يقعون في اليأس؟
إنّ مشكلة البطالة هي من أصعب المشاكل التي نعاني منها في بلدنا. وقد تُسبّب هذه المشكلة ضغطًا نفسيًّا كبيرًا للشباب الذين لا يجدون المكان المناسب لتوظيف طاقاتهم العلميّة والفكريّة والمهنيّة. وقد يقعون نتيجة ذلك في الإحباط أو اليأس في أعزّ مرحلة من مراحل حياتهم وفي المرحلة التي يتمتّعون فيها بأقصى حدود القوّة والنشاط والاندفاع. كيف نجنّب الشباب الذين يعانون من هذه المشكلة الوقوع في هذه الحالات النفسيّة؟ وكيف يحافظون على روحيّة الأمل والمثابرة والاندفاع؟ وكيف يستفيدون من هذا الظرف - عدم الالتزام بعمل، والتمتّع بمجال واسع من الوقت- الذي يعدّ فرصة بأفضل طريقة ممكنة؟

أشعر باليأس، فما العمل؟
أشعر باليأس والكآبة وبأنّ ضغوطات الحياة تبعدني عن الله، فما العمل؟

إذا دعا شخص لسنوات ولم يُستجب له، كيف لا يقع في اليأس؟
اذا دعا المرء بأدعية راجحة ومطلوبة (كأدعية الصحيفة السجادية ومكارم الاخلاق) لسنوات، وهو لا يجد الإجابة تحصل، فكيف له أن لا يتسلل اليأس إلى نفسه من أن يصلح حاله ويزكيه الله؟

حين تصبح الأرض ضحية خيارات الشيطان
ما يحدث اليوم حين يجري الحديث عن البيئة والأرض، ويحتد النقاش بين خيارين: الأول يدور حول ضرورة أن نترك الطبيعة على رسلهاأما أصحاب الخيار الثاني، فيعتقدون بضرورة تدخل الإنسان، ويؤمنون بأهمية ذلك ودوره في إصلاح الطبيعةولكن أليس هناك من خيار ثالث؟

قضيّة الله بين الماضي والحاضر.. كيف استطاع الشيطان أن يحرفنا عن أعظم قضايا الحياة؟
حين نتأمّل في الآيات الكثيرة التي تحدّثت عن حركة الأنبياء ودعوتهم ومواجهاتهم للطواغيت، نلاحظ بصورة واضحة كيف كان تجلّي قضية الله وظهورها في خطاباتهم. وقد استطاع هؤلاء الأولياء الربّانيّون أن يجعلوا هذه القضية على رأس قضايا الصراع والمواجهة أينما كانوا، فأحرجوا بها أعداءهم، الذين كان همّهم الأكبر ترسيخ زعاماتهم والتحكّم بمصائر الشعوب.

في الحرب الناعمة.. خطورة التركيز على الصراع المباشر
قوة أمريكا الناعمة لا تنحصر في إطار هذا الاستهداف ومراكزه ومسؤوليه. ما تستهدفه أمريكا بقوتها الناعمة بطريقة غير مقصودة أكثر بكثير ممّا تستهدفه بالطريقة المباشرة ذات التخطيط والبرامج المركزة.

تغيير المجتمع يتحقّق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضتان إلهيتان من أعظم الفرائض، حيث جاء في أحاديث أهل الذكر أنّ جميع أعمال البر إنّما هي كنفثة في بحرٍ لجّي إذا ما قورنت بهاتين الفريضتين العظيمتين، وأنّه بهما تُقام الفرائض.

أفضل طريقة للانتصار في الحرب الناعمة
إنّ استعمال أعداء الإسلام والأمة للقوة الناعمة أمر يقر به العدو قبل الصديق. لا يخجل الغرب عمومًا والأمريكي خصوصًا من التبجح بالسعي لتغيير قيم كل الشعوب التي تخالفه...يكفي أن يدرك الشباب أن حربًا تُشن عليهم حتى يكفروا بكل أدواتها.

في الحرب الناعمة.. كيف نتعرف على قدراتنا الحقيقية؟
سعيُ الغرب لتحويل الشعوب وتبديلها لتكون طيّعةً لمشاريعه ليس بالأمر الجديد أو الخفي. يعترف الغربيون بفعلتهم هذه، وإن أخفوا الأهداف الواقعية التي تقف وراءها. مجرد وجود شعوب مختلفة بثقافتها يثير الرعب في قلوب النخبة القلقة على مستقبل الحضارة الغربية.

الحصون المنيعة في الحرب الناعمة.. أين هي مفاخرنا الحضارية!
في الهجوم الثقافي والاجتياح الناعم للعقول والقلوب يتم استهداف مفاخر الشعوب بالعمق والمقتل.. المفاخر هي أهم تجليات ثقافة أي شعب، وهي التي تشكّلت على مدى حياته التاريخية ومواقف أبنائه وعظمائه وإنجازاتهم على مدى العصور.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

دورة في الكتابة الإبداعية
الكتابة فن، وأنت المبدع القادم دورة مؤلفة من عدة فصول نواكبك حتى تنتج روايتك الأولى