
لماذا يجب التركيز على الدراما.. نحو امتلاك أهم قوة تأثير في العالم
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب كيف أصبح كاتبًا ناجحًا
{فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
يتفاعل البشر كثيرًا مع الأفكار والأطروحات وأي حديث يرتبط بواقعهم، والسبب يكمن في الأسرار والألغاز التي لا تزال تشغل هذا الواقع وتنبعث منه.. يريد كل واحد منّا أن يفهم واقعه لكي يتحكم به؛ فلا شيء يُقلق الإنسان مثل أن يكون ريشة في مهب رياح حوادث الحياة. القلق نابع من العجز عن السيطرة أو التحكم بالحياة ومجرياتها وشؤونها؛ نحن نعلم تمامًا أن مرد هذا العجز إلى عدم الفهم أو عدم القدرة على التفسير.
مجرد تناول هذا الواقع المُعاش ومناقشته قد يفتح الباب للفهم. يجذبنا هذا التناول والخوض. وهنا، من يسلط الضوء على واقعنا كله ويغوص فيه سيتمتع بقدرة استثنائية عندنا؛ فكيف إذا تمكن من تفسيره تفسيرًا منطقيًا! هنا، نصبح على قاب قوسين من التحكم والسيطرة، بعد أن كنا ممن يتم التحكم بهم.
قيل إنّ الأعمال الدرامية والقصصية تتمتع بالجاذبية حين تخرجنا من عالمنا المحدود وواقعنا الضيق. لكن هذا الادعاء إنما يصبح دقيقًا، أي تكون القصة شديدة الجاذبية حين تكشف لنا ما يرتبط بعالمنا ذاك.. صحيح أن حياة البعض قد تجري برتابة مضجرة، بحيث تكون قصص الجريمة متنفسًا ومخرجًا من سأمها المتواصل؛ لكن ما يجعل هذه القصص جذابة عندنا هو انتباهنا إلى أن حوادثها تريد أن تنقض على حياتنا التعيسة وتبدلها. هناك من يروي قصة حياتنا بطريقة مشوقة! وهذا ما نريده.
بين عالم الأفكار والقصص يوجد فارق أساسي يرتبط بواقع الحياة. الأفكار المجردة لا تتمكن من الحديث عن الواقع كما تفعل القصة. لذلك يجد العديد من الناس غرابةً في الأفكار ومللًا. انشدادنا إلى الواقع هو أمر فطري مغروز في أعماقنا. فنحن نرى في الواقع ألغازًا حقيقية يمكن أن يزودنا حلها بالقدرة. والقدرة تجعلنا نبدل واقعنا إلى ما هو أفضل. حين يزول شعورنا بالواقع ونستغرق بالوهم والخيال، ننقطع عن أهم عناصر الجاذبية في الحياة. هكذا يكون مصير كل من يسبح في فضاء الخيال دومًا: السأم والضجر والملل من الحياة.
سيبقى للذين يستطيعون تفسير حياتنا والكشف عن المعاني العميقة والجميلة والمحيرة فيها النفوذ الأكبر فينا. إن قوة هؤلاء تفوق أي سحر. السحر يجعلنا عاجزين، وهؤلاء يزيدوننا قوة!
هؤلاء هم الذين يتربعون على عرش السلطة والقدرة اليوم أكثر من أي أحد. الذين ينشرون قصص الحياة مستخدمين أكثر العناصر تأثيرًا في النفس البشرية.. ننشد إلى ما يقدمونه لنا ونصغي إليهم ونتفاعل بكل وجودنا. وفي ظل التفاعل نصبح مستعدين لتلقي الأفكار وتبني القيم والتوجهات. مفسرو الواقع والحياة هم زعماء العالم الحقيقيين، لأنهم يحركون الإرادات أو يسيطرون عليها. وهؤلاء يتنافسون فيما بينهم أيضًا. كما أن المدّعين كثر، ومعهم تصبح خيبات الأمل كثيرة.
في واقعنا تجارب حب وصداقات وزواج وأعمال وتعلم ودراسة وتخصص وجهاد وكفاح ونضال ومحن وأمراض وحرمان وعداوات. وغالبًا ما نخسر أو تزداد خسارتنا لأننا نعجز عن اتخاذ الموقف المناسب في الوقت المناسب. هكذا نتعلم من الحياة؛ لكننا نتمنى لو أن الدروس المستفادة لا تكون باهظة الثمن. تصور لو جاءك من يقدم لك هذه الدروس مجانًا!
العديد من العاملين في مجال التأثير في أفكار الناس وعقولهم وقلوبهم يصرون على تجنب هذه الحقيقة. ربما لأنهم لا يمتلكون مهارة إنشاء القصة والدراما على تلك الأسس. لكن هذا العجز لا ينبغي أن يكون سببًا للغفلة عن الواقع.
إن أردنا إشراك الناس في التفكير يجب أن ننزل إلى واقعهم، بل يجب أن نعرض واقعهم بصورة يعجزون هم أنفسهم عن تصورها وحدهم.
الذين يفسرون لنا حياتنا كسلسلة من الحوادث المترابطة المتصلة يضفون عليها منطقًا نحن بأمس الحاجة إليه. المنطق هو الذي يجعل الأمور مفهومة وقابلة للتحكم.
تحتل قصص الحب هذه الموقعية لأنها تتناول قضية متشعبة معقدة فيها الكثير من المجهولات. تجعلنا نفكر وننظر إلى تجاربنا العاطفية من الخارج. ربما نتمكن في النهاية من فهم هذا التعقيد والخروج من الحيرة. لكن لا يبدو أن معظم أدبيات الحب قد نجحت في تحقيق توقعاتنا. نعود مجددًا إليها عسى أن نجد فيها ما لم نجده فيما سبق. نحن مستعدون لأن نشاهد ما لا يُحصى من الدراما العاطفية حتى نحل ألغاز هذه الظاهرة العجيبة.
الأمر مشابه في عالم الأعمال الذي يدخله معظم الناس وهم لا يعرفون عنه شيئًا. الكثير من التحركات التي تجري والقرارات التي تُتخذ داخل المؤسسة التي نعمل فيها، لا نعرف عنها شيئًا. كأن الأعمال الدرامية التي تتناول عالم المهن والأشغال تُدخلنا إلى الغرف المغلقة للمدراء والمسؤولين. سيكون الأمر ممتعًا ومفيدًا إن استطعنا أن نفهم كيف يتحكم هؤلاء بنا.
كل واقع نعيشه أو يمكن أن نعيشه هو الذي يشغل بالنا أكثر من أي شيء آخر. والقصة هي الأسلوب الذي يمكنه أن ينقل هذا الواقع ويحلله ويفسره بطريقة مقنعة للغاية.
أجل، هناك الكثير من القصص والأعمال الدرامية التي لا علاقة لها بجوهر القصة وفن الدراما. هي أشبه بهذر تولد بلحظات سكر وثمالة. ربما يحكم البعض على فن القصة انطلاقًا من هذا الكم الهائل من الأعمال الفاشلة. يمكن لأي أحد أن يطلق عنوان القصة على ما يشبه القصة أو ما يُدعى أنه قصة. لا يوجد محاسبة دقيقة؛ والنقد متأخر عن مواكبة هذا الإنتاج الهائل.
لكي يبقى للقصة دورها المحوري في التأثير يجب إنقاذها من الأعمال المتشابهة. يحتاج هذا الأمر إلى حركة نقدية قوية. ويمكن للنقد الأدبي الفني أن يؤدي دورًا كبيرًا؛ وهو أمر متيسر لمن عرف أصول القصة الناجحة. وهنا سوف يسقط عدد كبير من النتاج القصصي عند أول ضربة لناقد ماهر. وهذا ما يتطلب حديثًا مفصلًا عن هذه الأصول.

كيف أصبح كاتبًا ناجحًا؟
حين تفكّر أن تكون كاتبًا استحضر في ذهنك أنّك قد تشارك في أعظم مهمّة لصناعة المجتمع، وتقدُّمه وتغيير النفوس وتطوير الحياة. فالكلمة هي مصنع الإنسانية.وبالكلمة بلغت كل هذه الآفاق.ومهمّة هذا الكتاب، بالإضافة إلى تشجيعك على سلوك هذا الدّرب الجميل، هي تعريفك على أسرار الكتابة النّاجحة. كيف أصبح كاتبًا ناحجًا؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 144 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

الحق الأعلى في الجمال.. أين هي مكامن القصة الساحرة؟
إنّ الاهتداء إلى الحق والجمال الواقعي غير ممكن إلا بمعرفة الباطل والقبح. "إنما تُعرف الأشياء بأضدادها"، مقولة دقيقة تبقى إلى أبد الدهر.

أنا والآخر: كاتبة "يوم سقطت طهران" تتحدّث عن تجربتها مع النقد
من يكون هذا الآخر؟ وما الذي يجعله "آخرًا"؟ وهل العالم مقسّم بيننا وبينه، أم أنّ هناك أحزابًا مختلفة كلّ منها هو "آخر" بالنسبة للآخر؟من الأخطاء الكبيرة التي قد نقع فيها هي الاعتقاد بأنّ "الآخر" هو كتلة متماسكة ومنظّمة تمتلك رؤية واحدة وموقفًا محدّدًا وصريحًا لا لبس فيه؛ وهو موقف يقع في الجهة المقابلة لما نؤمن به أو ما نحاول التّعبير عنه أو إيصاله للناس. وأنّه "آخرٌ" شديد التحسّس، يستشعر أدنى محاولة نقوم بها للتعبير عن قيمنا، وينفر مباشرةً من كلّ نتاج يصبّ في هذا الإطار.

ما هي السينما الإسلاميّة؟
إذا أردنا الحديث عن سينما تكون وسيلةً لترسيخ الالتزام بالقيم السّامية واكتساب المعارف العميقة وتوسعة البصيرة والوعي، فلا بدّ من الحديث عن سينما تنافس هوليوود أو تكون عاملًا أساسيًّا في إحباط باطلها وإزهاقه.

كيف نتفوّق في السينما؟ إذا كنّا نريد العزّة لأمتنا فلا مناص من نهضة أدبية متفوقة
إذا كنّا ندرك حجم تأثير الإعلام والسينما والدراما، وأردنا الخلاص من براثن هذه القوّة الغربيّة المشؤومة، فلا مناص من العمل على بناء صرحٍ إعلاميّ إسلاميّ أصيل، ينبع من ثقافتنا وديننا ورؤيتنا الكونيّة.

أهمية حضور السينما في المدارس... أي دور تربويّ وتعليمي يمكن أن يتحقّق هنا؟
إنّ قدرة السينما على إمتاع حواس وخيالات وعقول الناس وحتى أرواحهم، جعلها تستحوذ على ثروات وإمكانات هائلة؛ الأمر الذي مكّنها من الاتّصال القويّ والواسع بالتراث المعرفيّ البشريّ والهيمنة على العديد من مجالات إنتاجه.

قصص تزيد أولادنا ذكاءً.. ما هو دور القصة في تنمية الذكاء؟
هل سمعتم عن دور القصّة في تنمية الذكاء عند الطفل؟ لكي نعرف مدى تأثير القصّة على الذكاء، ينبغي أن نتعرّف إلى حقيقة الذكاء أوّلً

فكر جيدًا كيف تجذبهم؟ الدرس الرابع من الدورة الأولى في أسرار الكتابة الناجحة
بما أنّ عنصر التشويق هو عنصرٌ أساسي في الأعمال الأدبية وخصوصًا في القصص والروايات، فلا بد للكاتب أن يراعي هذا الشرط دائمًا ويعمل على تحقيقه.

أيّها الكاتب إليك هذا السؤال.. الدرس السادس من الدورة الأولى في أسرار الكتابة الناجحة
من القضايا التي تجذب الناس كثيرًا بسبب بحثهم عن قوانينها والحكمة فيها وأسرارها هي قضية الحب.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

دورة في الكتابة الإبداعية
الكتابة فن، وأنت المبدع القادم دورة مؤلفة من عدة فصول نواكبك حتى تنتج روايتك الأولى