
أهم ما سيحدث عند ظهور الإمام
الكاتب والمفكر السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب هل اقترب الوعد الحق
في هذه المقالة يبحث السيد عباس نورالدين في المآسي الحقيقية التي تحيق بالمؤمنين في عصور الغيبة، ويفرق بين الصعوبة والكدح
يبحث الإنسان بفطرته عن الراحة والطمأنينة والأمن، وينفر من كل أشكال التعب والعناء والخوف والقلق. ولأجل ذلك فهو يتطلع دومًا نحو بناء مجتمعٍ تسوده القيم والأنظمة التي تجعل حياته سهلةً ميسرةً، يصل فيها إلى ما يصبو إليه من دون صعوبات أو معوقات.
ولأن فكرة المهدوية اقترنت بتحقيق هذا المجتمع المثالي، فإنّ المؤمنين غالبًا ما يرون في الإمام المهدي خلاصًا من كل أشكال المعاناة. وحين ينظرون إلى أوضاعهم المليئة بالمصائب والمصاعب يتوجهون بكل ضراعة ويتساءلون متى يخرج الإمام! ألم يحن الوقت لذلك؟
وكلما اشتدت المعاناة أصبح التضرّع أبلغ وأشد، وعلت الأصوات مُظهرةً الجزع وعدم القدرة على التحمل أكثر. بالنسبة للبعض إذا لم يخرج الإمام وسط كل هذه المآسي والفجائع والفظائع، فمتى يمكن أن يظهر؟ لذلك قد ينقلب التضرّع عندهم إلى صمتٍ وهمود والأعين حائرة، والعقول عاجزةٌ عن فهم ما يجري.
إنّ الربط العميق والوثيق بين استفحال الظلم والفساد من جهة، وخروج الإمام المهدي (عج) من جهة أخرى؛ قد ينشئ نوعًا من العلاقة السببية بين الأمرين، وكأن امتلاء الأرض ظلمًا وجورًا هو العلة التامة لخروج الإمام وانطلاق حركته التغييرية الإصلاحية الكبرى.
وبمعزل عن مدى إدراكنا لقضية انتشار الظلم في الأرض، ومتى يمكن تحديد حصول الإشباع في هذا الأمر، فإنّ ربط خروج الإمام به لا يُعدّ أمرًا مساعدًا بل يمكن أن يكون سببًا عند الكثيرين للقعود عن أهم مسؤوليات الحياة وترك أعظم الفرائض الإلهية كفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وبالنسبة لآخرين يمكن أن يتسبب لهم بخسارة الإيمان بالكامل.
صحيحٌ أنّ الإمام المهدي هو الوحيد الذي يمتلك القدرة والكفاءة اللازمة لإصلاح الأرض والقضاء على الظلم والفساد فيها؛ وصحيحٌ أنّه سيخرج وقد مُلئت ظلمًا وجورا؛ لكن هذا لا يعني أنّه عجل الله فرجه الشريف يخرج مباشرةً بعد وصول الأرض إلى مستوًى عالٍ أو خطير من الظلم. فقد يطول هذا الأمر عقودًا أو قرونًا لعدم تحقق الشروط أو العوامل الأخرى للإصلاح. نعم يمكن أن نقول إنّ الله سبحانه وتعالى لن يسمح أبدًا بتخريب الأرض بحيث تزول لأنّه وعد بنهايةٍ مشرقةٍ لها، كما قال تعالى: {وأشرقت الأرض بنور ربها}، ووعد الله حتميّ التحقق؛ ولكن أنّى لنا أن نحدّد أنّ الأرض باتت وشيكة الوصول إلى مرحلة اللاعودة أو أنّها أضحت على شفا الانقراض والزوال؟
إنّ فهمنا لفلسفة وجود الإمام والحكمة من حركته الإصلاحية تساعدنا كثيرًا على التعامل النفسي والعملي مع الأوضاع والظروف المأساوية التي وصلنا إليها. صحيحٌ أنّ الإمام المهدي(عج) سيجعل عمل المصلحين المجاهدين يسيرًا، لكنّه في الوقت نفسه سيخوض بهم غمار الجهاد والفداء والتضحية التي لم يوجد مثلها على مدى تاريخ البشرية. ويمكن القول إنّ كل الجهود التي بذلها مصلحو العالم على مر العصور لن تكون شيئًا إذا ما قورنت بحجم الجهود التي سيبذلها أتباع هذا الإمام المخلّص، فطريقه شاقٌّ شديدٌ لكنّه سهلٌ يسير.
إنّ معاناة المخلصين اليوم لا تكمن فيما يواجهونه من أعدائهم من حصارٍ وتنكيلٍ وقتلٍ وأذى، بل في الصعوبات التي يلقونها على طريق جهادهم والتي تمنعهم من بذل أقصى ما عندهم؛ بل حتى من بذل معشار ما عندهم من إبداعٍ وطاقاتٍ وعطاء. وهنا تكمن الصعوبة، وهنا معقد المعاناة، وهنا أساس المصائب والآلام التي تجعل حياتهم كدحًا حتى يلاقوا ربهم.
ولو نظرت في آفاق المشاريع أو المؤسسات والمنظمات التي شكّلها هؤلاء المخلصون أو انضووا حتى لوائها لوجدت أنّ أكبر مشاكلها يرجع إلى صعوبة الإنتاج والعطاء والبذل.
فترى مشاريعهم ومقترحاتهم لا تُسمع، ولا تلقى آذانًا صاغيةً في أكثر الأحيان.
وترى من حولهم يضعون لهم العراقيل.
وترى مؤسساتهم عاجزةً عن التقدم بإبداعاتهم.
هذه هي المحنة الكبرى في غيبة الإمام، وإنّ أعظم ما سيقوم به هذا الإمام العظيم ليس في القضاء على الظالمين بعصا موسى الإعجازية، بل في إقامة وتشكيل المجتمع والمؤسسات التي تسهّل التضحية والجهاد والكدح. فمع عصر الإمام يبدأ الجهاد الكبير والعظيم والجهد الأعظم.

هل اقترب الوعد الحق؟
هل نعيش العصر الذي سيشهد ظهور المنجي والمخلّص النهائي للبشرية والذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا؟ما هي الأوضاع التي يفترض أن تسبق هذا الحدث العظيم؟ وهل بإمكاننا أن نسرّع فيه؟ما هي أهم الموانع التي تجعل مثل هذا الوعد الإلهي بعيد المنال؟لماذا يجب أن نعمّق الثقافة المهدوية كشرط لهذا الظهور المبارك؟هذه الأسئلة وغيرها من القضايا الكبرى يتعرّض لها هذا الكتاب. هل اقترب الوعد الحقّ؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 216 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-035-4 السعر: 12$

المنقذ الأخير
تعريف مختصر بشخصية عظيمة جدا مليئة بالأسرار، غامضة ومخفية لا يوجد لها نظير في العالم. كل الذين تعرّفوا عليها تغيرت حياتهم بشكل كبير بعد أن آمنوا بها ونشأت بينهم وبينها علاقة ورابطة خاصة . هذه الشخصية ينتظرها كل العالم ويتحدث عنها اتباع الديانات التوحيدية بأسماء مختلفة .فمن هو الإمام المهدي ؟ ما هو مشروعه ؟ وكيف يمكننا تحقيق الرابطة العميقة معه. المنقذ الأخير الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21 غلاف ورقي: 96 صفحة الطبعة الثانية، 2008مالسعر: 3$

القيادة العالمية للإمام المهدي (عج)
إنّنا نعتقد بأنّ الإمام المهدي (عج) سيُغيّر العالم ويُصلحه من خلال إقبال الناس على قيادته أكثر من أيّ شيء آخر.. فحين ترى شعوب العالم أنّ هذا الإنسان يُمثِّل أجمل ما عندها من قيم، ويرونه تجسيدًا لتلك المبادئ الإنسانية الرفيعة التي آمنوا بها، سيُقبلون عليه وسرعان ما يتخذونه قائدًا لهم؛ وهذا الأمر بحدّ ذاته هو أحد أهم الأعمال التي سيقوم بها هذا الإمام لإثبات موقعه القيادي لهذه الشعوب في العالم كله. وبخلاف الصورة النمطية السائدة التي نتصوّر معها أنّ هذا الإمام سيحمل السيف ويفرض الإسلام على شعوب العالم، فإنّ ما سيحصل في الواقع هو أنّ هذه الشعوب ستجد في هذا الإمام القيادة والقدوة التي تحلم بها.. ولكي يتحقّق هذا الأمر، سيقوم الإمام بتفعيل خطاب القيم من داخل منظومة وثقافة كل شعب أو أمة.

لماذا الحث على الدعاء للإمام المهديّ (عج) ؟
لماذا هذا الحث الشديد على الدعاء للإمام المهدي عج إذا كان هو إمام معصوم عظيم المنزلة وليس بحاجة إلى دعائنا؟

هل صحيح أن هناك من يرى الإمام المهدي؟
ما هي حقيقة مشاهدة بعض الناس أو بعض الأعلام للإمام المهدي (عج)؟ وهل هو متاح؟

كيف نرتبط بالإمام المهدي (عج)
عن الإمام الصادق(ع): أقرب ما يكون العباد من الله عز وجل وأرضى ما يكون عنهم إذا فقدوا حجة الله فلم يظهر لهم ولم يعلموا مكانه وهم في ذلك يعلمون أنّه لن تبطل حجة الله ولا ميثاقه فعندها توقعوا الفرج صباحًا ومساءً

الدور القيادي والاجتماعي للإمام في عصر الغيبة
وَأَمَّا وَجْهُ الِانْتِفَاعِ بِي فِي غَيْبَتِي فَكَالانْتِفَاعِ بِالشَّمْسِ إِذَا غَيَّبَهَا عَنِ الْأَبْصَارِ السَّحَابُ، وَإِنِّي لَأَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ كَمَا أَنَّ النُّجُومَ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ، فَأَغْلِقُوا أَبْوَابَ السُّؤَالِ عَمَّا لَا يَعْنِيكُمْ وَلَا تَتَكَلَّفُوا عَلَى مَا قَدْ كُفِيتُمْ وَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ بِتَعْجِيلِ الْفَرَجِ فَإِنَّ ذَلِكَ فَرَجُكُم... بحار الأنوار، ج52، ص 92.

بين حكومة الأمير وحكومة المهدي... أكبر الدروس المستفادة
تعتبر تجربة أمير المؤمنين (عليه السلام) أفضل مفسّر وكاشف لأسباب الغيبة وإطالة أمدها، وبالتالي أفضل مبيّن لكل ما يلزم من شروط لتحقق الظهور. ذلك لأنّ الإمام المهدي هو آخر أمل للبشرية، ولأنّ وعد الله لا بد أن يتحقق في وراثة الصالحين للأرض (أي تحقق النهاية السعيدة لهذه الحياة)، ولأنّ الله لا يخلف الميعاد، فلا يجوز ولا يُعقل أن لا يحقق ظهوره ما كان ينبغي أن يتحقق. وعليه، يكون السبب الأول لكل هذا التأخير والتأجيل هو عدم اجتماع الشروط اللازمة لذلك. فإن أردنا أن نتعرّف إلى هذه الشروط، وجب علينا أن نجعل من تجربة حكومة جده الأمير قضية للاستنباط والاعتبار.

لماذا اقترب الظهور العظيم؟ إحدى العلامات الكبرى لخروج الإمام المهدي
مع تبدّل مسار الحركة البشرية، من الحكومات الاستبدادية الملكية إلى المزيد من مشاركة الشعوب، لم يعد أمام الدول المختلفة إلا أن تقيم حكوماتها وأنظمتها على أسس فكرية وفلسفية قوية.

ها هو ملكوت الله على الأرض ... حول ظهور الملائكة في زمن المهدي
لم تخلُ الأرض يومًا من ملائكة الله؛ فكل هذا الجريان والتدبير والإحياء والإماتة ونزول المطر وما يجري في الكون يتم عبر ملائكة الله تعالى المدبّرات. وللملائكة حكاية تشير إلى حضور الغيب في عالم الشهادة. تريد هذه الحكاية أن تخبرنا أنّ وراء هذا العالم الماديّ المحسوس عوالم أعلى تمثّل جانب الحقيقة منه.

مع كل هذه المحن، من يبقى على الاعتقاد بالمهدي؟
كل عقيدة إن لم تمارس في الحياة، فإنّ حضورها في النفس والقلب يضعف ويذوي مهما كانت حقة.

أعظم إنجازات الإمام المهدي.. ما الذي سيقوم به الإمام ممّا لم يقدر عليه غيره؟
لم تخلُ البشرية في مراحلها الأولى من تجربة الإنسان الكامل؛ الإنسان الذي يكون مظهرًا تامًّا لأسماء الله وصفاته. هذا في الوقت الذي يكون من سواه مظاهر محدودة لهذه الاسماء. عظمة الإنسان الكامل تكمن في قدرته على إظهار حضور الله أو حضور الربوبية أو الألوهية بما تعنيه من جامعية صفات الكمال المطلق.

لكي لا نصبح أعداءً للإمام المهديّ
هل سمعتم أن بعض الناس ممّن يكون لهم صيت الخير والصلاح، يتحوّلون إلى أشرار حين يظهر الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، وأنّ بعض المعروفين بالشرّ يظهرون على حقيقة الصلاح والخير حين ظهوره المبارك؟

العالم عشية الظهور... أين نحن من يوم خروج الإمام المهدي؟
إنّ ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه) يقوم على تحقّق حالة اجتماعية سياسية أساسية لا يشكّ فيها أي عارف بدور الإمام المعصوم وما يمثّله؛ وهذه الحالة أو الوضعية الاجتماعية عبارة عن وجود جبهة حقيقيّة تدعو إلى الإمام المهدي وتطالب به باعتباره قائد عملية التغيير الكبرى في الأرض.

القيادة العالمية للإمام المهدي (عج)
إنّنا نعتقد بأنّ الإمام المهدي (عج) سيُغيّر العالم ويُصلحه من خلال إقبال الناس على قيادته أكثر من أيّ شيء آخر.. فحين ترى شعوب العالم أنّ هذا الإنسان يُمثِّل أجمل ما عندها من قيم، ويرونه تجسيدًا لتلك المبادئ الإنسانية الرفيعة التي آمنوا بها، سيُقبلون عليه وسرعان ما يتخذونه قائدًا لهم؛ وهذا الأمر بحدّ ذاته هو أحد أهم الأعمال التي سيقوم بها هذا الإمام لإثبات موقعه القيادي لهذه الشعوب في العالم كله. وبخلاف الصورة النمطية السائدة التي نتصوّر معها أنّ هذا الإمام سيحمل السيف ويفرض الإسلام على شعوب العالم، فإنّ ما سيحصل في الواقع هو أنّ هذه الشعوب ستجد في هذا الإمام القيادة والقدوة التي تحلم بها.. ولكي يتحقّق هذا الأمر، سيقوم الإمام بتفعيل خطاب القيم من داخل منظومة وثقافة كل شعب أو أمة.

بحثًا عن أنصار المهدي(عج)
بعد فاجعة كربلاء الكبرى لم يعد بإمكان أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) الخروج والعمل السياسي العلنيّ ومواجهة الظلم بصورةٍ مباشرة. وقد أعلن أئمّة هذه المرحلة ـ التي استمرّت حتى الغيبة الصغرى ـ أنّ سبب ذلك هو قلّة الناصر.

عالم بلا فتنة، الإمام المهدي وتغيير العالم
في القرآن الكريم حقيقتان تبدوان للوهلة الأولى متعارضتين متضادتين؛ الأولى: تبيّن أن الحياة لا يمكن أن تكون بلا فتنة، والثانية: تدعونا إلى القضاء على الفتنة في العالم كله.

فتن عصر الغيبة
ويكم! إنّي نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خصّ الله تقدّس اسمه به محمدًّا والأئمّة من بعده عليه وعليهم السلام، وتأمّلت فيه مولد قائمنا وغيبته وإبطاؤه وطول عمره وبلوى المؤمنين (به من بعده) في ذلك الزمان وتولّد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته، وارتداد أكثرهم عن دينهم، وخلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم، التي قال الله تقدس ذكره: {وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه} يعني الولاية، فأخذتني الرقّة، واستولت عليّ الأحزان.

حل المعضلة الكبرى للإمام المهدي
حين انطلقت الدعوة الإسلاميّة بقيادة رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله)، سعى هذا النبيّ العظيم لتأمين عناصر دوامها ونقائها واستمراريتها حتى تحقيق أهدافها الكبرى. وقد عمل رسول الله على توفير بيئة مناسبة لتربية كادر مميّز ـ لم يشهد التاريخ له نظيرًا ـ يقدر على نصرة هذه الحركة الربّانية بكل أمانة. وكان هذا التدبير الرساليّ متمثّلًا بإطالة عمر النضال والدعوة والنهضة أثناء مزج ذلك بالأحداث والاختبارات التي تُعرك فيها الرجال، ويُستخلص فيها الطيّب من الخبيث. وهذا ما يفسّر أحد أوجه الحكمة وراء إطالة أمد نزول القرآن على مدى 23سنة؛ وهو أمر لا يبدو أنّه كان مسبوقًا في تاريخ إنزال الكتب السماوية.ثمّ جاءت غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، لتصب في هذه الخانة أيضًا. وصحيح أنّنا نقف على أكثر من ألف سنة من غياب إمام معصوم، لكنّنا أيضًا نقف على ألف سنة من التمحيص والتمحيص المستمر الذي ينبغي أن ينتج تلك الصفوة الخالصة من الكوادر والرجالات الذين يستطيعون تحمّل مسؤولية المهمّة الكبرى.لكن كيف يمكن أن تجري عملية تمحيص تاريخيّ لأمّةٍ بأسرها على مدى القرون والعصور؟

كيف سيجمع الإمام المهدي كلمة شيعته ومواليه؟ مقدّمات وحدة صف الموالين المصلحين
لا تنحصر معاناة الموالين والمحبّين لأهل البيت (عليهم السلام) في استضعاف أعدائهم لهم والتنكيل بهم ومحاصرتهم ومحاربتهم وقمعهم؛ فهناك معاناة، لعلّها أشد وأنكى، وهي ما يحصل فيما بينهم من عداوات ونزاعات في شتّى المجالات، وخصوصًا المجال الدينيّ والفكريّ.

عظمة الإمام المهدي الفريدة
كلّ المؤمنين بالإمام المهدي (عليه السلام) يعلمون أنّه سيكون أوّل رجل ربّاني يؤسّس حكومة إلهيّة عالميّة تبسط سلطانها على كلّ المعمورة. وحين نتحدّث عن الحكومة الإلهيّة، فإنّ أول ما يتبادر إلى الذّهن هو إقامة العدل والقِسط. وبإقامة العدالة الشاملة تتأسّس قاعدة راسخة لانبعاث حركة بشريّة هادرة نحو الكمال والفضيلة. بل إنّ ذلك سيكون سببًا في سباق وتنافس عظيم على هذا المضمار لم تشهد البشريّة مثله حتى في حركاتها المحمومة نحو الذّهب والفضّة والاستعمار.

6- ما معنى غيبة الإمام
الإمامة ظاهرة إلهية ذات دلالات عظيمة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنّها باب معرفة الله والدين وعنوان قيادة المشروع والخطة الإلهية. وهي ظاهرة تحتوي على حقائق كبرى، فماذا نعرف عن هذه الحقائق؟

كيف سيغير الإمام المهدي العالم؟
يعتقد البعض أن الإمام المهدي (عج) سيغير العالم بالقوة والسلاح، لا شك أنّ الطواغيت لن يتقبلوا كلمة الحق ويمكن أن نقول أنهم لن يتبدلوا إلا بالسلاح، ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لشعوب العالم، فما هو الأسلوب الذي سيستخدمه الإمام مع هذه الشعوب؟

لماذا يسخر البعض من عقيدة المهدوية ويطعنون عليها؟
نعتقد أن إمامنا الذي يمثل هداية الله ولطفه في البشرية غائب عن الأنظار، قيادته ليست علنية أو ملحوظة من كل أحد. إنّه إمام معصوم عارفٌ بالمشروع الإلهي يتحرك من أجل تحقيقه، وهو غائب أكثر من ١٠٠٠ سنة في المقابل هناك من يستهزئ ويسخر من هذه العقيدة ويطعن عليها، نحن نسأل هل أنّ هذا الذي يسخر هو مؤمن بالله حقًّا؟

لماذا لا ينقذنا المهدي (عج) من الكورونا؟
هناك من يطرح:إذا كان هناك فعلًا مخلص للبشرية فهذا هو الوقت الأنسب والأمثل لخروجه ليحرر العالم من وباء كورونا وأنا أول المصدقين؛ وإذا لم يفعل، فإما أنه يبخل علينا بالدواء وإما فكل ما يُقال عنه يجب التدقيق فيه ومراجعته، وعلينا إعادة بناء عقيدة دينية خالية منه.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...