مراحل التحول ومؤسساته
السيد عباس نورالدين
من كتاب روح المجتمع
{كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرينَ وَمُنْذِرين}.[1]
لمّا كانت الثقافة بعناصرها الرئيسية وليدة تفاعل الناس مع الدعوات والأُطروحات المختلفة، وخصوصًا الرسالات السماوية، ولمّا كانت ثقافات المسلمين المتنوّعة حصيلة تفاعلاتهم المختلفة مع الإسلام، كان من المهم التعرّف على كيفية انبثاق هذه الثقافات وأسباب تشعّبها واختلافها رغم أنّ الدّين واحد والوحي واحد والنبيّ واحد.
تفاعل المسلمون مع الرّسالة الإسلاميّة، كلٌّ بحسب رؤيته لتعاليم الدين وتلقّيه وتطبيقه لها في واقعه وأوضاعه. وبحسب هذا التفاعل والانفعال التاريخي وُلدت المؤسّسات التي كانت مهمّتها الأولى الحفاظ على الثّمار الثقافية.
وقد ظهرت على مسرح حياة المسلمين، وخصوصًا في الزّمن الأوّل، رؤيتان متناقضتان تجاه الرسالة ومصادرها الأساسيّة أي القرآن والسنّة. الرؤية الأولى انطلقت من جهاز الحكم الذي تشكّل على قاعدة الغالب والمسيطر. والرؤية الثانية قامت على أساس وجود إمام معصوم مطهّر يمتلك جميع المؤهّلات التي تمكّنه من معرفة الدين وتطبيق رسالته وبيانها للناس.
وقد شكّل أتباع الرؤية الأولى مؤسّستهم التي تبنّت التبعيّة المطلقة للسلطان مهما جار واعتدى؛ وتولّدت من رحمها ثقافة تتمحور حول الدين السلطاني أو إسلام السلطة، وتسعى لتبرير حكومته وتفسير الإسلام على أساس شرعية وجوده وضرورته. ولمّا استشعر السلاطين خطورة استمرار عملية التفسير والاجتهاد في النصوص الشرعية وإمكانية ظهور مذاهب لا تقبل بحكوماتهم أسرعوا إلى إغلاق باب الاجتهاد بحدّ السّيف وأقرّوا الناس على ما كانوا عليه. فدخلت الثقافة السلطانية في سُباتٍ عميق، لم توقظها منه اجتياحات المغول ولا غزوات الصليبيين ولا أحوال الفقر والتخلّف والتبعية والهزائم والمجازر التي عصفت بأهلها. لقد استطاع أئمّة هذه الثقافات وروّادها أن يثبّتوا أركان هذه الثقافة اعتمادًا على الأمجاد الغابرة أو الفتوحات الطارئة واستيثاقًا بقوّة السلطة والملك.
أمّا الرّؤية الثانية فقد شهدت منعطفًا مصيريًّا تمثّل بغياب المفسّر الأوحد عن مسرح الأحداث والوقائع، وكادت تتهاوى لولا الإجراءات المحكمة والتدبيرات المستشرَفة. لقد كان للأعمال والإنجازات الحضارية للأئمّة المعصومين عليهم السلام الدور الكبير في ضمان استمرار الرجوع إلى المصادر الأساسيّة للإسلام، بفعل التراث الكبير الذي تشكل والقيم المرتبطة بعملية التفسير والقراءة. فعلى مدى أكثر من قرنين قام قادة هذه الرؤية بتصفية القنوات التي يُفترض أن تؤدّي دور المستنبط والشارح والموجّه، وظهر على أثر ذلك شخصيات علمية ذات شأن كبير وقدرات متميّزة استطاعت أن تؤسّس لاستمرار تلك العملية وإبقاء شعلة تلك التعاليم بين أتباع هذه الرؤية. فتولّد عن ذلك ما عُرف بالحوزة الدينية التي كانت أولى مهمّاتها الدّفاع عن هذه الرؤية وحماية إنجازاتها وتأمين الأجوبة الصّريحة على احتياجات الناس الدينيّة.
ولم يمضِ زمنٌ طويل حتى شهدت هذه التجربة أولى تشعباتها على مستوى نهج الاستنباط والاجتهاد ما بين أخباري يرى في الأحاديث والسنّة ما يكفي لتحقيق ذينك الأمرين، ويُضعف محورية القرآن ودوره الرئاسي، وأصولي يؤمن بوجود قواعد يمكن للعقل أن يعتمدها تمكّنه من استنباط المزيد من الأحكام ونقد الطريقة المستسهلة للاجتهاد الأخباري.
استطاع التيار الأصولي أن يهيمن على تلك الحوزات بعد صراعات مديدة بفضل استيعابه للتراث الأخباري من جهة، وقدرته العلمية والاحتجاجية من جهة أخرى.
وهنا تشكّل تراثٌ جديد كان عبارة عن ثمار اجتهاد المجتهدين في تفسيرهم واستنباطهم من القرآن والسنّة المطهّرة للمعصومين عليهم السلام. واستطاع هذا التراث أن يكون الحاضر البارز بفضل غناه من جهة، ورتابة التحدّيات وانحسار المجتمع وتقوقع المسلمين وتراجعهم عن دورهم الحضاري ـ الذي أراد لهم أن يكونوا خير أمّة أُخرجت للناس ـ من جهةٍ أخرى. وعليه، لم يواجه تيّار الاجتهاد الأصولي سوى نوعين من التحدّيات المتكرّرة: الأوّل ويأتي من ناحية الهجوم المذهبي والكلامي، والثاني وينبع من الاحتياجات.
ولمّا كانت المواجهات الكلامية قد بلغت ذروتها بفعل السدود المذهبيّة والأسوار المدنيّة، ولمّا كانت احتياجات الناس تعيش تلك الرتابة التي لا يخرقها سوى بعض الموضوعات المستجدّة كل مئة سنة، فقد أُصيب هذا التراث الاجتهادي بنوعٍ من التكرار الذي كان له حسناته من جهة ترسيخ الأصول وتعميق عملية الاجتهاد.
كان الباحث داخل هذه المدرسة في بداية تشكّلها قادرًا على استنباط الأحكام بعد بضع سنين من القراءة والتحليل والفحص وبالاستناد إلى مجموعة من الأصول المعدودة، لكنّه أصبح بعد تراكم تلك الجهود وتكثّر الآراء حول القضية الواحدة والتعمّق الذي فرضته تلك الظروف، مضطرًا إلى بذل أضعاف ما كان يبذله الباحث القديم أو الفقيه المتقدّم من جهد ودراسة وتحليل، وهو يجول بين الآراء والأنظار.
ومن جانبٍ آخر، استطاعت جهود المجتهدين على مدى ألف سنة أن تثبت وجود مؤسسة الحوزة كركنٍ أساسيّ من أركان الاجتماع الموالي لأهل البيت والتابع لرؤيتهم. وكان هذا الترسيخ من القوّة بحيث لم تقدر على اقتلاعه أي قوّة مهما بلغت، لأنّه أصبح نهجًا يتمتّع بالكثير من عناصر القوّة العلمية التي تتجاوز الأمكنة والأشخاص والأبنية.
لقد كان هذا التراث حافلًا بعناصر القوّة مقابل المذاهب الأخرى، ومسترخيًا نتيجة رتابة التحديّات، لكنّه كان على موعدٍ مع تحدٍّ من نوعٍ آخر، لم يخبُره من قبل، عصف به هذه المرّة من جهة الغرب. فحين جاء الغرب هذه المرّة لم يجلب معه السيوف فحسب، بل بعث قبل مجيئه الإرساليات والحملات التبشيرية والمؤسسات المعنيّة بنشر أفكاره ومبادئه التي أعاد صياغتها مرّات ومرات في عهود غفلة المسلمين وتقوقعهم على أنفسهم.
وهنا بدأت الأركان الثقافية تتهاوى في أعين الكثيرين نظرًا لحجم الفراغ الاجتهادي مقابل المسائل المستجدّة على صعيد العقيدة والقيم والأحكام. وهنا شهدت مجتمعات المسلمين قاطبةً أشد أنواع الانقسامات وظهور تيّارات مخالفة تحت عناوين التغرُّب المختلفة. وبسرعة خاطفة نشأ بين المسلمين ثقافتان أُخريان: الأولى تتبنّى عناصر الثقافة الاشتراكية الماركسية، والثانية تتبنّى عناصر الليبرالية. وبالنظر إلى وجود مؤسّسة ضخمة ومستوعبة هي مؤسّسة الجامعة، ظهرت شريحة واسعة من حملة الفكر المتغرّب، استطاعت أن ترث الحكومات السابقة والمستجدّة بفعل التأسيس الجديد للأمم المسلمة.
استجاب بضعة أنفار لهذا التحدّي الشامل لكل مناحي الحياة، وبدأوا بمواجهة التيّارات المتغرّبة انطلاقًا ممّا كان بحوزتهم من تراثٍ اجتهادي؛ فنتج عن ذلك تراثٌ جديد عُرف بالتراث الفكري وعُرف أصحابه بالمفكّرين المسلمين. إنّه التراث الذي يسعى لتبيين عظمة الدين وقدراته.
لكنّ التيار الغربي المدفوع بقوّة الحضارة وإنجازاتها وأسلحتها وإمكاناتها كان على موعدٍ مع إنجازٍ هائلٍ لم تشهده البشرية من قبل، فقد انتقل بسرعة من تلك الشريحة المحصورة بالنّخب والإنتلجنسيا(intellengentsia) ليشمل جميع الشرائح الشعبية والعامية. كل ذلك حصل على يد مؤسّستين وافدتين، هما المدرسة والتلفزيون.
لم يمتلك المفكّرون الإسلاميّون، أمثال جمال الدين وإقبال اللاهوري ومن نحا نحوهما، أي قدرة تمكّنهم من مواجهة هذا التحدّي وفق متطلّباته، فانحسر تأثيرهم أمام اجتياح الفكر والقيم المدجج بأدوات الفنّ والتعليم العام.
لم يتعامل الإسلاميّون من قبل مع هذا التعليم الإلزامي الحكومي، بأي نوع من التأسيس والتنظير، ولم يكن في حوزتهم أي فكرة عن الفنون المستجدّة سوى أنّها من أعمال الشرك والبدع. فكان خيار الاستسلام أو التقوقع ولا ثالث لهما إلّا رحمة الله ولطفه.
فقد ظهرت رحمة الله هذه المرّة على يد فقيه استطاع أن يستوعب كل تراث الأقدمين والمتأخّرين والمعاصرين وينفذ إلى أعماق النصوص المقدّسة بفعل ما امتلكه من طهارة الرّوح وقدرة العقل وعمق الاجتهاد وسعة الاطّلاع وملاحظة التحدّيات. فتحرّك هذا العارف بقوّة الإيمان نحو ضرب الغرب في عقر تجربته، ألا وهي الأنظمة التي شكّلها في بلاد المسلمين لتأمين مصالحه وتمرير وترسيخ ثقافته.
لقد حدّد الإمام الخميني في تلك اللحظة التي كان المسلمون فيها يلفظون النفس الأخير، الهدف بدقّة وصراحة، إنّه عبارة عن تأسيس دولة تقوم على الفكر الدينيّ الذي يؤمن بقدرة الإسلام، وإدارته بالاستفادة من تراث المجتهدين ونهجهم العريق في الاستنباط. وبعد نجاحه الفريد، فتح الباب للمفكّرين ليبنوا مؤسّسات التعليم والفنون على أساس الأصول الإسلامية، ووضع المجتهدين أمام موضوعات كثيرة لم يتسنَ لهم العمل عليها من قبل.
وبدأ السّعي وكبرت التحدّيات واحتاج الإسلاميّون إلى همم وجهود جبّارة. جهود تجبر هزائم الأمس وترأب تصدّع الأركان. وهم إلى اليوم في شغل وتفكّر.
إنّ الهدف الأكبر هو إسراء روح القرآن والسنّة وهما ثقلا الإسلام وينابيعه في حياة الأمّة. ولا شك بأنّ هذا الرّوح إنّما يظهر في التعاليم والمعارف العظيمة والنهج الذي يقود حياة الإنسان والمجتمع في شتّى المجالات. ويُعدّ التراث الاجتهاديّ الأصيل أوّل مظاهر هذا السريان، لأنّه تعبيرٌ عن شدّة اعتناء أهل العلم والفقه بهما. فليس الاجتهاد سوى رجوع واستنباط من الثقلين وهو نوع من الالتزام الجديّ والمتابعة الحثيثة المبنيّة على المنطق والتدبّر ومعايير الحقّ.
لكنّ الأمر لا ينبغي أن يتوقّف عند هذا الحدّ، لأنّ طبيعة تعاليم الإسلام هي أنّها تتعامل مع الواقع الإنساني وفق خطّة شاملة. ومن المستحيل أن يكون العالِم قد ذاق طعم التفقّه بالإسلام ولا يؤمن بهذا البعد العيني لمعارفه. فمعارف الإسلام ممتزجة بالاهتمام بإصلاح الحياة وعمارة الأرض وتحمّل المسؤولية. ولهذا يجب تنزيل نتائج الاجتهاد إلى ساحات الحياة والعمل العموميّ وإشراك النّاس في مشروع الإسلام الكبير. وهذا ما يتطلّب جهودًا أكبر لتأمين الاحتياجات المستجدّة وتقديم الرؤية الشاملة لقيادة الحياة، وهذا ما يعبّر عنه بالفكر. الأمر الذي يتطلّب وجود مؤسّسات تعليمية للعموم من مدارس وجامعات ومعاهد مهمّتها الأولى إيصال الفكر الإسلاميّ المنبثق من الحركة الاجتهاديّة الحريصة إلى جميع الناس. ولأجل تبديل الأفكار إلى برامج وقيم ومشاريع، يحتاج المجتمع إلى الفنون. لأنّ مهمّة الفن الأولى هي مزج الفكر بالشّعور وبلورة الفكر في الواقع وإظهار البعد العيني للكلّيات والمجرّدات. وما لم يستشعر أبناء المجتمع المسلم حضور الإسلام في حياتهم وقربه من جميع تطلّعاتهم وأنشطتهم، فلن يُكتب له قدرة الحكومة والبقاء بينهم وفيهم.
ولأجل تحقيق هذا الهدف يحتاج الناس إلى مؤسّسات تتفعّل فيها أنشطتهم الفنية وترتقي بتوجّهاتهم الإبداعية. وهنا يأتي دور الإعلام. فالمؤسّسة الإعلاميّة الكبرى مسؤولة عن المرحلة الأخيرة من إسراء روح الثقلين في المجتمع بعد مرورهما عبر مرحلة الاجتهاد وإنتاج الفكر والبرامج التعليميّة العامّة. وهكذا تتحدّد المؤسّسات الرئيسة لتغيير الثقافة وإصلاحها وتنميتها؛ وهي:
1- الحوزة الدينية
2- الجامعة
3- المدرسة
4- مراكز البحث
5- المعاهد
6- وسائل الإعلام
7- السينما والمسرح
لا شك بأنّ حصيلة انتشار الفن الإسلامي ستكون عبارة عن تجسّد التعاليم والمبادئ السامية للدين في واقع الناس. وسيكون لهذا التحقّق العيني أكبر الأثر في بروز الكثير من الموضوعات التي تستدعي الرجوع الاجتهادي إلى الثقلين؛ الأمر الذي ينقل هذا التراث إلى مستويات أعلى، وهكذا.
وبمقدار ما تجري هذه العملية بسلاسة وانسيابية تتسارع نتائجها وعوائدها. والمعوّل في هذا المجال على نوعية المؤسّسات في إدارتها وعلى نجاحها في تطبيق مبدأ العدالة واعتماد مبدأ الكفاءة ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
إنّ الكنوز والثروات الكامنة التي تقف عليها مؤسّساتنا الإسلامية بمختلف المراحل هي من العظمة والضخامة بمكان لو أنّها عملت ليل نهار وعلى مدى الحقب الزمانية لما نضبت أو شحّت. وليست قلّة الإنتاجية وضعفها من ناحية المواد الخام التي تنتظر من يستخرجها ويبدّلها، بل في الإخفاق المؤسّساتي وفي ضعف القيم الإدارية فيها.
نتوقّف قليلًا عند مرحلة تبديل الفكر الإسلامي إلى برامج جامعيّة ومدرسيّة، حيث نلاحظ ومنذ انبعاث النهضة الإسلاميّة بقيادة الإمام الخميني قدّس سرّه أنّ هذه البرامج لم تكن مواكبة لحجم الإنجاز الحضاري الذي تحقّق على يد هذا القائد العظيم، وحين تطالع هذه المناهج لا ترى فيها حضورًا للكثير من القضايا المستجدّة والتحوّل الكبير الذي تحقّق.
لقد أذن الفكر الإسلامي بانبعاث الطاقات الكامنة في البشر، وبشّر بظهور عصر جديد على مستوى تكامل الإنسان والسير به نحو قمم الكمال. ولنا أن نتساءل: أين هي المناهج التعليمية التي تستفيد من تعاليم الدين لتقوية القدرات العقلية والحسّيّة والروحانية والخيالية والبيانية؟ ولماذا لم تستطع المدارس، التي تخضع للتجربة الإسلامية، أن تخرّج الإنسان الذي يتميّز بتلك القدرات ليكون أفضل مصداق وأنموذج على حقانيّة الفكر الإسلامي.
لا ندّعي هنا أنّ ما تحتاج إليه المناهج المدرسية من هذا الفكر قد تمّ ونضج، وأنّه لم يبقَ سوى أن تعمل هذه المؤسّسات التعليميّة على تنزيله وإخراجه بحلّته التعليميّة الميسّرة، وإنّما نريد لهذه الدورة أن تعمل عملًا صحيحًا؛ ولا يمكن ذلك إلّا إذا ارتبطت مؤسّسة الفكر بمؤسسة الاجتهاد وعطفت مؤسسة الفكر على مؤسسات التعليم العام، وتشكّلت عقليّة مؤسسات التعليم العام على أساس نتائج الفكر الإسلامي التي تحقّقت منذ انبعاث عصر الإمام الخميني قدّس سرّه.
إنّ من أبرز قضايا التعليم العام وأكثرها أهميّة هو تفعيل دور العقل وتنميته. فمن شأن هذا الإنجاز أن يتجلّى بصورة ظهور جيلٍ كامل من المتفوّقين الذين سيدوّي حضورهم في الساحة العالميّة ويشكّل انفجارًا لا مثيل له على صعيد النور والعلم. وكما أنّ الإسلام يدعو أتباعه إلى التعقّل، فإنّه يمتلك المنهج الكامل لإحياء العقل وتقويته وتكميله. ويجب أن تنصب الجهود الاجتهادية نحو اكتشاف هذا المنهج وتقوم الجهود الفكريّة باستخراج النظريّة وتطبيقها على واقع الحياة، حيث يبدأ دور المؤسسات التربويّة التعليميّة بإبداع البرامج التي تأخذ بعين الاعتبار الظروف والإمكانات والمواهب وغيرها من شروط نجاح التعليم. وهناك سنكون على موعدٍ مع جيلٍ جديد من البشر لم تعرفهم الأرض منذ أن أهبط الله آدم عليه السلام.. إنّه النّجاح الأعظم لحركة النبوّة والرسالات التي كانت تهدف إلى نقل فيض الكمال من ثلّة الأنبياء والأوصياء إلى الناس كافّة.
هناك حين تتكامل الحلوم وتحوز على الإمكانات الفنّيّة المختلفة، سيشهد العالم ظهور فنٍّ لا مثيل له من حيث الروعة والجاذبيّة والتّأثير. فنٌّ سيسخر النّاس عنده من هوليوود، ويرون أعظم ما قدّمته هذه المؤسّسة العملاقة شيئًا متدنّيًا وسخيفًا.
[1]. سورة البقرة، الآية 213.
روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:
على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$
الخامنئي القائد
في هذا الكتاب، تتمثّل لنا تجربة عالمٍ فقيه وهو يقود مشروعًا حضاريًّا كبيرًا فنسعى للبحث في طيّات كلماته ومواقفه عن معالم هذا المشروع ومراحله، وما هي العقبات التي تواجهه والإنجازات التي تحقّقت بفضل الجهاد الكبير. وفي هذا المعترك الواسع، نشاهد هذا القائد وهو يعمل ليل نهار من أجل المحافظة على إنجاز سلفه، الذي تمثّل بإحضار الناس إلى الميادين الاجتماعية، وإقناعهم بأنّهم أصحاب الدولة الواقعيون، وأنّهم قادرون على إنجاز المستحيل. الخامنئي القائد الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 400 صفحةالطبعة الأولى، 2012م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء
معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:
الخميني القائد
البحث عن السيرة القيادية للإمام التي ظهرت في كل أفعاله ومواقفه، وكانت العامل المحوري لجميع إنجازاته ومفاخره. فشكلت أعظم الدروس القيادية التي يمكن تشييد مدرسة كاملة عليها. ما هي أهداف الإمام الخميني وما هي أهم انجازاته وكيف حقق ذلك على مدى عمره وكيف أسس لأعظم انجاز حضاري عرفته البشرية في العصر الحديث.. الخميني القائد الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 448 صفحةالطبعة الأولى، 2012م يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقعي: النيل والفرات: https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0وموقع جملون:https://jamalon.com/ar/catalogsearch/result/?q=مركز+باء
محمد القائد
تبين أروع تجربة قيادية عرفتها البشرية، لم ولن يكون لها نظيرٌ، ما وُجد إنسان على وجه البسيطة؛ ذلك لأنّها تجربة أعظم إنسان ظهر في عالم الوجود، وتحقّق على يديه أعظم الإنجازات التي يمكن أن تحلم بها البشرية، وسوف يتحقّق أيضا ببركة قيادته ما هو أعظم حين يظهره الله ذات يوم على الدين كلّه. سيتبيّن لنا أنّ هذه التجربة بدأت لكنّها لم تنته لحدّ الآن؛ بل ما زلنا نعيشها وإن كنا لا نشعر، وأنّ ما يجري في أيامنا إنّا هو بفضلها وبفضل إنجازاتها. محمد القائد الكاتب:السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 248 صفحة الطبعة الأولى، 2012مالسعر: 10$
أي مجتمع نريد؟
ما هي أهمية البحث عن المدينة الفاضلة؟ وكيف نرتقي بوعينا ومسؤوليتنا الاجتماعية؟ ما هي القضايا التي لا بد من دراستها وفهمها لرسم معالم الطريق الموصل إلى المجتمع الأمثل. وما هي العوائق الكبرى على هذا الطريق.
مستلزمات التحول التربوي في مجتمعنا... أين نجحنا وأين أخفقنا؟
من إحدى الباحثات التربويات جاءنا السؤال التالي، وقد وجدت أنّ طرحه في مقدمة هذه المقالة يمكن أن يساهم في تسليط الضوء على موضوعنا بصورةٍ أفضل. وهذا السؤال هو: "لماذا لم تدخل وثيقة التحول في التربية التي أُقرت في إيران حيز التنفيذ على مستوى المؤسسات التربوية وبقيت في إطارها النظري فقط، بعد سنواتٍ عديدة من إقرارها؟ هناك الكثير من النقاشات التي تدور حول الوثيقة في الأوساط العلمية، حول جدواها وحتى أصل وجودها. هناك من يعتبر أنّ هذه الوثيقة تحتوي على مضامين مثالية جدًّا غير قابلة للتطبيق وبعيدة جدًّا عن الواقع التربوي في إيران أو أنّها تحوي قيمًا فضفاضة جدًّا وشاملة لكل ما يمكن أن يُتصور حول العمل التربوي، ويمكن إدراج أي عمل تربوي تحت مظلّتها أو أنها تحتمل الكثير من التأويلات وفيها الكثير من الإبهامات. إحدى الملاحظات مثلًا حول أهدافها التي تبتغي إنسانًا مؤمنًا بكل أبعاده. إن أصل موضوع الإيمان هو أمر فردي ومرتبط بداخل الفرد، وبالتالي فإن العملية التربوية غير معنية بما يجري في نفس كل إنسان فهو أمر لا يمكن لأحد التنبؤ به ولا ضمانته. مسألة وثيقة التحول بدت لي معضلة كبيرة في النظام التربوي للجمهورية الاسلامية، فهي وإن كانت تقدم رؤية إسلامية غاية في الجمال حول التربية، ولكنّها تبدو عقيمة أمام كل المشكلات الموجودة وحتى إن أحدًا لا يملك تصورًا عن كيفية تطبيقها وربطها بالواقع".
عن أولوية العلم في مجتمعنا.. كيف يجب أن تكون العلاقة بين القيادة والعلماء؟
لا ينحصر النقاش حول العلم في أهميته ودوره وتأثيره على صعيد إدارة المجتمع، ولا ينحصر هذا النقاش في حقيقة العلم وتمييزه عن الجهل، وإنّما يتعدى ذلك إلى قضية ذات أهمية فائقة ترتبط بأولوية العلم على صعيد اهتمامات قادة المجتمع وإدارتهم. إن فرغنا من تثبيت قيمة العلم كسلطانٍ وقدرة، واستطعنا أن نتفق على المعنى الدقيق للعلم، يبقى الكلام بشأن موقعيته ضمن دائرة الأولويات؛ وذلك لأنّ العلم لا يأتي لنجدة القادة والمسؤولين كيفما شاؤوا، وإنّما يتطلب منهم سعيًا وطلبًا وتدبيرًا واجتهادًا.
أولى أولويات المجتمع الشيعي.. حين لا يعمينا دخان الحروب والأزمات
بحسب ما نعرفه من السنن الإلهية، لا تكون الحروب والأزمات والعداوات وأشكال الأذى التي يلحقها الكفار بالمؤمنين إلا لسببٍ واحد فقط ولا غير، وهو: تقوية بنية المؤمنين اجتماعيًا والارتقاء بنفوسهم إيمانيًا
الإبداع كطريق للخروج من المآزق.. كيف اكتشفت المجتمعات أهمية المبدعين؟
الإبداع هو الطريقة الوحيدة لحل المشكلات المستعصية والخروج من الأزمات المحتقنة، حين تشاهد مجتمعًا أو منظّمة تعاني من أنواع المشاكل لمدة زائدة عن الطبيعي، فاعلم أنّ ذلك يعود إلى بعدها عن ثقافة الإبداع وقيمته. فالإبداع هو القيمة الأبرز التي ترشدنا إلى الكفاءة؛ وحيث لا إبداع تكون المحاباة والجهل والقمع والتخلف.
كيف نرتقي بالمجتمع.. ودور التعمُّق الفكري في هذا المجال
لا شيء يمكن أن يمنح المجتمع حيويةً فائقة ونشاطًا كبيرًا مثل انشغاله بعالم الأفكار والقضايا الكبرى. وفي المقابل تُعدّ السطحية الآفة الكبرى التي تُهدّد المجتمعات البشريّة، نظرًا لما تُحدثه من إبعاد للناس وإلهائهم عن مصائرهم. ميزة القضايا الكبرى أنّها مصيرية سواء أجرى الاهتمام والتوجُّه إليها أم لا. في النهاية سيستغل البعض غفلتنا ليرسموا مصيرنا بأنفسهم. لا يمكن جعل القضايا الكبرى صغرى أو سخيفة لمجرد عدم الحديث عنها والاهتمام بها.
اختناق مسيرة العلم في المجتمع.. هل هي سبب الأزمة الحالية؟
“ما زال هناك الكثير مما يمكن أن يقال ويكتب حول الإسلام”، المرشد الأعلى آية الله العظمى الخامنئي حين نتأمل في عمق الثورة الإسلامية في إيران ـ والتي اعتُبرت أعظم حدث وقع في القرن العشرين، ما زالت تردداته مستمرة وستستمر إلى وقت طويل ـ فإننا نلاحظ بأن هذه الثورة كانت انفجارًا وقع بعد أن تهيأت إحدى مقدماته الأساسية، والتي قلما يشار إليها في أدبيات الثورة ـ سواء من قبل محبيها أو أعدائها. وهذه المقدمة الأساسية كانت عبارة عن حدوث طفرة نوعية في إنتاج ونشر الفكر الإسلامي داخل المجتمع الإيراني. ولم تكن هذه الطفرة سوى ثمرة جهود متضافرة لمجموعة من المفكرين والعلماء الذين أعادوا النظر إلى الإسلام من زواية المجتمع والسياسة.
حين يكون المجتمع مقبلًا على القيم.. ماذا عن حياة العلماء!
المجتمع الذي يُكرم العلماء حقًّا هو المجتمع الذي يشعر بحضورهم في حياتهم، من خلال التنعُّم بعلومهم وتقدير هذه القيمة التي يضيفونها إلى حياته ومسيرته، وهي قيمة لا يمكن أن يُستغنى عنها بوجه.
حاجة الفن الإسلامي إلى الثقافة الوسيطة
إظهار القضايا المختلفة في فننا يحتاج إلى أن يتصل هذا الفن بتلك المصادر الأساسية والتراث الفكري الذي أنتجه العلماء الكبار..
ثقافة المجتمع واستشراف مستقبله
الدرس العاشر من الدورة الأولى في "أصول ومبادئ الوعي السياسي".
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...