
بناء المنهاج التعليمي على أساس القضية الكبرى
لماذا لا ننسجم مع هويتنا الواقعية في أهم قضايانا؟
السيد عباس نورالدين
بعض القضايا المرتبطة بإمام الزمان تحتاج إلى جرأة عالية جدًّا لا يقدر عليها إلا أهل اليقين والإيمان الكامل، أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للإيمان. ومن هذه القضايا قضية العلم والتعليم التي يمكن أن تصبح على نقيض من قضية الإمام المهدي فيما إذا توغلنا فيها. وما يخفي هذه القضية ولا يجعلها مورد امتحان للكثيرين هو أنّ أدبياتنا المرتبطة بقضية المهدوية لم تعالجها، بل لم تؤسس لها كما ينبغي.
يجب أن نعترف بأنّ الثقافة المهدوية، ورغم كثرة ما كُتب حولها، ما زالت تعاني من نقصٍ فادحٍ على مستوى بيان بعض المباني المهمة؛ وهذا ما جعل إنتاج الفكر حولها لا يتناسب مع محوريتها. علمًا بأنّ قضية كقضية الإمام المهدي يُفترض أن تشغل العالم كلّه بها. فمنذ متى كان تغيير الكون وإقامة حكم الله في الأرض بالقضاء على الظلم والجور وإبادة الظالمين قضية هامشية أو ثانوية؟!
وأغلب الظن أنّ ما منعنا من تأسيس أصول متينة لهذه القضية العقائدية في بعض أهم أبعادها الاجتماعية هو سيطرة النظر إليها من زاوية الروايات المرتبطة بهذا التغيير العالمي التي تجعل الإنسان بحكم المتفرج على الأحداث والذي أُطلق عليه عنوان الانتظار السلبي؛ فإن لم يكن متفرّجًا، طُلب منه أن يكون من أهل الدعاء على أحسن التقادير. فكان من الطبيعي أن نجد من يقول لنا أن إمام الزمان لم يعد يحتاج للظهور سوى الدعاء منّا!!
إنّ الإعداد والاستعداد لظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه) والتمهيد لقيادته العالمية هو أحد أهم أسرار غيبته وطول مدتها. فما لم يكتشف المؤمنون بهذا الإمام أنّ عليهم إعداد الناس ليكونوا لائقين لتطبيق مشروعه، فإنّهم بذلك يكونون أبعد شيء عن قضية المهدوية في حياتهم.
وبحمد الله يمكن أن نقول بأنّ هذه الفكرة باتت تلقى صدًى وترحيبًا كبيرًا أينما طُرحت بين المؤمنين والشباب. فهي فكرة تنسجم مع بديهيات الحياة التي باتوا يعايشونها في قضاياها وهمومها الكبرى، مثل قضية مواجهة الاستكبار العالمي والمقاومة.
لكن روايات التغيير العسكري سُرعان ما تأتي لتسيطر على عقول هؤلاء الشباب التواقين للتمهيد والتغيير، فتشغلهم بالكثير من التفاصيل التي لا طائل وراءها أو لا فائدة عملية من معرفتها؛ هذا فضلًا عن وجود ملاحظات عديدة على هذه الطائفة من روايات هذا التراث، والتي لا تصمد أمام دقة التحقيق لأنّها بمعظمها عامية وضعيفة، خضعت لبواعث الدس والوضع لغايات سياسية، وتلقّفها المحبون لأجل تأييد عقيدتهم بوجود الإمام الثاني عشر من دون أن يدركوا نتائج ذلك على مستوى فهم طبيعة الحراك المهدوي في عصر الغيبة والتمهيد.
إنّ التركيز على الإعداد العسكري ـ رغم أهميته ـ وكونه من مصاديق {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}، لكنّه قد يحجب المصاديق الأخرى للقوة والتي هي الأكثر أهمية وحساسية؛ وذلك لأنّ المواجهة الكبرى اليوم باتت بمعظمها مواجهة بين العقول والقلوب، وتتطلب الإعداد الفكري والعقائدي المتناسب معها، مثلما تتطلّب صناعة الكثير من الوعي والبصيرة والفقه.
ولم يعد أي من قادة المواجهة والمقاومة بعيدين عن هذا المعنى، فهم يختبرونه في شتى المجالات ويشاهدون يوميًّا حجم الاختراقات المتبادلة في ميادين العقول والقلوب؛ وإن كان الغالب علينا هنا الخوف من اختراق ساحاتنا، نظرًا لقوة الشعور بما هو قريب.
حين تنطلق أهم المظاهرات الشبابية المعارضة للنظام الإسلامي أو قيادته، أو المعارضة للمقاومة وسلاحها، من داخل مجتمعاتنا بالتحديد، فهذا يعني شيئًا واحدًا، وهو أنّنا قد أخفقنا أو قصّرنا كثيرًا في قضية التعليم العام. هذه القضية التي يُفترض أن تكون ساحة الإعداد المتين الشامل، والحل الأمثل والأساس لمشكلة ضعف البصيرة والجهل والسذاجة على مستوى العموم.
كثيرًا ما شاهدتُ نماذج قلة الوعي ومحدوديته، ليس في الشارع الإيراني وخرّيجي مدارسه وجامعاته فحسب، بل في مناهجه المدرسية والكتب التعليمية التي يُفترض أنّها أُعدّت لهذا الغرض؛ وقد تأملت كثيرًا في أسباب هذا الضعف والقصور، فوجدته يرجع إلى عدة أسباب:
منها سيطرة التيار العلماني المتدين على قطاعات واسعة من وزارة التعليم، ومنها الطريقة المتخلفة المعتمدة في إدارة هكذا ملف، ومنها ـ وربما على رأسها ـ ضعف حضور التأسيس النظري بشأن الإعداد العلمي المتوقع من التعليم المدرسي والجامعي والكفايات المنشودة على ضوء إيماننا واعتقادنا بقرب عصر الظهور: إنّنا نراه قريبًا ويرونه بعيدًا.
فإذا كان إمام الزمان وشيك الظهور، أو بعبارةٍ أدق، قابلًا لأن يظهر بمجرد أن تتم العدة والإعداد لظهوره وحكومته، وكان الإعداد العلمي على رأس أبعاد هذا الإعداد والتجهيز، فما هو هذا العلم الذي ينبغي تحصيله لكي تتحقق مقدمات الظهور؟
أليس هذا هو السؤال الأول والأكثر إلحاحًا من بين جميع الأسئلة التي تتطلب إجابات عاجلة ودقيقة؟ فهل نمتلك كل الوقت في هذا العالم للتوصل إلى هذه الإجابة يومًا ما؟ أم أنّ كل تأخير وتقصير بحق التمهيد لن يجلب لنا سوى الويلات والمصائب؟ هل عرفنا ما هو ثمن هذا التأخير على مدى العصور، أم ما زلنا في طور التجربة والاختبار؟ وأين الاعتبار من التاريخ الذي جلب معه الويلات لمن أهمل قضية الإمامة والمسؤوليات الكبرى تجاهها؟
ولا شك بأنّ قضية إمام الزمان ستتحدى الكثير من المسلّمات التي كنا نعتبرها من البديهيات، ولم نسعَ للتحقيق الدقيق بشأنها. فقد اعتبرنا أنّ تحصيل كل معارف الدنيا والتفوق في شتى المجالات العلمية والتكنولوجية سيكون عاملًا أساسيًّا لتأمين القوة اللازمة. ولكنّنا بعد مرور أكثر من أربعين سنة ما زلنا نعاني من أكبر الأزمات في هذا المجال وهي أزمة انحراف العلم ومصيبة التبعية العمياء للعلوم الغربية.
ولو توقف الباحثون قليلًا عند هذه الأزمة ودرسوا تبعاتها على صعيد تحقيق العدل وما يجري من ظلم بحقّ الأرض وكائناتها والإنسانية ومقوماتها، لأعادوا النظر في قيمة العلم الغربي وفكروا في استبداله والعمل على اقتلاعه من جذوره.
إنّ مبدأ قرب الظهور لهو بالأمر الذي لا يمكن المرور عليه بهذه البساطة. فبحسب الأصول الاعتقادية المرتبطة بسعة رحمة الله تعالى، وبحسب ما نفهمه من حضور الإمام المهدي وانتظاره وهو غائب عن الأنظار، وبحسب ما عرفناه حول أسباب غيبته، نعلم بأنّ مقدمات الظهور ليست بالقضية التي تحتاج إلى زمنٍ طويل. وما علينا سوى أن نزيل هذه الفكرة الخاطئة من أذهاننا، ونبدأ العمل على اكتشاف ما يمكن أن يحقق مقدمات الظهور بصورة أعمق ـ هذا بمعزل عمّا سيتطلبه من وقت.
لا شك بأنّ هناك علمًا إن انتشر فسوف يكون سيد هذه المقدمات، بل هو عينها. هذا العلم الذي يكون بحد ذاته سلطانًا ويحقق القوة المطلوبة لنصرة هذا الإمام. وحينها يجب علينا التركيز على هذا العلم، بحثًا وتحقيقًا وإنتاجًا وتعليمًا، ونبني عليه وعلى السعي نحوه مناهجنا وبرامج إعداد الإنسان في مجتمعاتنا من خلال وسيلة المدرسة أو التعليم العام التي تُعد من أقوى الوسائل التي عرفتها البشرية.
إنّ مناهجنا الحالية قاصرة عن بناء الأجيال الواعية التي تتمكن من مواجهة أحابيل الاستكبار ومكائده ومؤامرته المضحكة المبكية، فكيف بتأمين مقدمات الظهور! وبدل أن ننحصر في إطار المشكلة الآنية ونضغط باتّجاه تأمين حلولها في التعليم العام، يجب أن يكون نظرنا متوجهًا إلى ذلك الهدف الكبير الذي نراه قريب التحقق بإذن الله.

كيف سيتغير العالم؟
كلنا يحلم بتغيير العالم إلى الأحسن. ولكي تعرف كيف يمكن أن يتغيّر العالم، ينبغي أن تعرف كيف سيكون حين يتغير، وما هي أوضاعه اليوم، وكيف وصل إلى ما وصل إليه. وهذا ما سوف نتعرّف إليه بالتفصيل على صفحات هذا الكتاب. والأهم هو أن نتعرّف إلى كيفية تحقيقه. كيف سيتغيّر العالم؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 120 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

ثورة التربية والتعليم
يتطرّق الكتاب الرابع في سلسلة الأطروحة التربوية التعليمية التي يقدمها السيد عباس نورالدين إلى أهم القضايا التي تواجه أي ثورة حقيقية تريد إعادة إنتاج التربية التعليمية وفق استحقاقات العصر ومتطلّبات الزمان وبما يتناسب مع التحدّيات التي يعيشها مجتمعنا.الثورة التي يدعو إليها الكاتب تطال جميع مفاصل التربية التعليمية من رؤى ومناهج وقيم وحتى تلك التفاصيل التي تعني كل عامل أو مهتم بهذا المجال المصيري. ثورة التربية والتعليم الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 216 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-033-0 السعر: 12$

روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

المدرسة الإسلامية
يعرض لأخطر المشاكل وأهم القضايا حول أوضاع المدارس الحالية، التي تبنت المناهج الغربية، وذلك بالطبع بحثًا عن المدرسة المطلوبة التي تنسجم مع حاجات المجتمع وثقافته. كل ذلك من أجل بعث حركة فكرية جادة بين المهتمين بالتعليم عن طريق بناء الرؤية الشاملة للتربية التعليمية في الإسلام. المدرسة الإسلاميّة الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 232 صفحةالطبعة الأولى، 2014مالسعر: 10$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

المدرسة النموذجية
إنّ القوّة الأساسيّة للمدرسة النموذجيّة تكمن في برامجها ومناهجها التي تتميّز بقدرتها على تقديم المعارف والمهارات بأحدث الطرق وأسهلها، وتعتصر كل التراث العظيم للبشريّة وتتّصل بكامل التّراث الاسلامي وتقدّمه لطلّابها عبر السنوات الدراسيّة كأحد أعظم الكنوز المعرفيّة. وهكذا يتخرّج طلّابنا وهم متّصلون بهذا البحر العظيم لكلّ الإنجازات الحضاريّة في العالم كلّه ويمتلكون القدرة التحليليّة اللازمة لتمييز الخير من الشرّ في جميع أنحائه. المدرسة النموذجيّة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 140 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

هل اقترب الوعد الحق؟
هل نعيش العصر الذي سيشهد ظهور المنجي والمخلّص النهائي للبشرية والذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا؟ما هي الأوضاع التي يفترض أن تسبق هذا الحدث العظيم؟ وهل بإمكاننا أن نسرّع فيه؟ما هي أهم الموانع التي تجعل مثل هذا الوعد الإلهي بعيد المنال؟لماذا يجب أن نعمّق الثقافة المهدوية كشرط لهذا الظهور المبارك؟هذه الأسئلة وغيرها من القضايا الكبرى يتعرّض لها هذا الكتاب. هل اقترب الوعد الحقّ؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 216 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-035-4 السعر: 12$

المنقذ الأخير
تعريف مختصر بشخصية عظيمة جدا مليئة بالأسرار، غامضة ومخفية لا يوجد لها نظير في العالم. كل الذين تعرّفوا عليها تغيرت حياتهم بشكل كبير بعد أن آمنوا بها ونشأت بينهم وبينها علاقة ورابطة خاصة . هذه الشخصية ينتظرها كل العالم ويتحدث عنها اتباع الديانات التوحيدية بأسماء مختلفة .فمن هو الإمام المهدي ؟ ما هو مشروعه ؟ وكيف يمكننا تحقيق الرابطة العميقة معه. المنقذ الأخير الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21 غلاف ورقي: 96 صفحة الطبعة الثانية، 2008مالسعر: 3$

القيادة العالمية للإمام المهدي (عج)
إنّنا نعتقد بأنّ الإمام المهدي (عج) سيُغيّر العالم ويُصلحه من خلال إقبال الناس على قيادته أكثر من أيّ شيء آخر.. فحين ترى شعوب العالم أنّ هذا الإنسان يُمثِّل أجمل ما عندها من قيم، ويرونه تجسيدًا لتلك المبادئ الإنسانية الرفيعة التي آمنوا بها، سيُقبلون عليه وسرعان ما يتخذونه قائدًا لهم؛ وهذا الأمر بحدّ ذاته هو أحد أهم الأعمال التي سيقوم بها هذا الإمام لإثبات موقعه القيادي لهذه الشعوب في العالم كله. وبخلاف الصورة النمطية السائدة التي نتصوّر معها أنّ هذا الإمام سيحمل السيف ويفرض الإسلام على شعوب العالم، فإنّ ما سيحصل في الواقع هو أنّ هذه الشعوب ستجد في هذا الإمام القيادة والقدوة التي تحلم بها.. ولكي يتحقّق هذا الأمر، سيقوم الإمام بتفعيل خطاب القيم من داخل منظومة وثقافة كل شعب أو أمة.

كيف نرتبط بالإمام المهدي (عج)
عن الإمام الصادق(ع): أقرب ما يكون العباد من الله عز وجل وأرضى ما يكون عنهم إذا فقدوا حجة الله فلم يظهر لهم ولم يعلموا مكانه وهم في ذلك يعلمون أنّه لن تبطل حجة الله ولا ميثاقه فعندها توقعوا الفرج صباحًا ومساءً

حل المعضلة الكبرى للإمام المهدي
حين انطلقت الدعوة الإسلاميّة بقيادة رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله)، سعى هذا النبيّ العظيم لتأمين عناصر دوامها ونقائها واستمراريتها حتى تحقيق أهدافها الكبرى. وقد عمل رسول الله على توفير بيئة مناسبة لتربية كادر مميّز ـ لم يشهد التاريخ له نظيرًا ـ يقدر على نصرة هذه الحركة الربّانية بكل أمانة. وكان هذا التدبير الرساليّ متمثّلًا بإطالة عمر النضال والدعوة والنهضة أثناء مزج ذلك بالأحداث والاختبارات التي تُعرك فيها الرجال، ويُستخلص فيها الطيّب من الخبيث. وهذا ما يفسّر أحد أوجه الحكمة وراء إطالة أمد نزول القرآن على مدى 23سنة؛ وهو أمر لا يبدو أنّه كان مسبوقًا في تاريخ إنزال الكتب السماوية.ثمّ جاءت غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، لتصب في هذه الخانة أيضًا. وصحيح أنّنا نقف على أكثر من ألف سنة من غياب إمام معصوم، لكنّنا أيضًا نقف على ألف سنة من التمحيص والتمحيص المستمر الذي ينبغي أن ينتج تلك الصفوة الخالصة من الكوادر والرجالات الذين يستطيعون تحمّل مسؤولية المهمّة الكبرى.لكن كيف يمكن أن تجري عملية تمحيص تاريخيّ لأمّةٍ بأسرها على مدى القرون والعصور؟

كيف يتطوّر التشيّع في عصر الغيبة
نشأ التشيّع كمذهبٍ سياسيّ وعقائديّ وفقهيّ من رحم قضية الإمامة الإلهية؛ وما زال لحدّ اليوم يتفاعل مع هذا المبدأ ويتطوّر ويتشكّل بحسب مستوى هذا التفاعل ودرجاته.. كان الهدف الأوّل من وراء إنشاء هذا المذهب هو ترسيخ تيّارٍ إصلاحيّ داخل الأمّة الإسلامية، يحفظها من الانحراف عن الإسلام، ويتم الحجّة على المسلمين على مدى الزمان، ويحقّق في نهاية المطاف غايات الدين السامية وأهدافه العليا.

القيادة العالمية للإمام المهدي (عج)
إنّنا نعتقد بأنّ الإمام المهدي (عج) سيُغيّر العالم ويُصلحه من خلال إقبال الناس على قيادته أكثر من أيّ شيء آخر.. فحين ترى شعوب العالم أنّ هذا الإنسان يُمثِّل أجمل ما عندها من قيم، ويرونه تجسيدًا لتلك المبادئ الإنسانية الرفيعة التي آمنوا بها، سيُقبلون عليه وسرعان ما يتخذونه قائدًا لهم؛ وهذا الأمر بحدّ ذاته هو أحد أهم الأعمال التي سيقوم بها هذا الإمام لإثبات موقعه القيادي لهذه الشعوب في العالم كله. وبخلاف الصورة النمطية السائدة التي نتصوّر معها أنّ هذا الإمام سيحمل السيف ويفرض الإسلام على شعوب العالم، فإنّ ما سيحصل في الواقع هو أنّ هذه الشعوب ستجد في هذا الإمام القيادة والقدوة التي تحلم بها.. ولكي يتحقّق هذا الأمر، سيقوم الإمام بتفعيل خطاب القيم من داخل منظومة وثقافة كل شعب أو أمة.

لماذا اقترب الظهور العظيم؟ إحدى العلامات الكبرى لخروج الإمام المهدي
مع تبدّل مسار الحركة البشرية، من الحكومات الاستبدادية الملكية إلى المزيد من مشاركة الشعوب، لم يعد أمام الدول المختلفة إلا أن تقيم حكوماتها وأنظمتها على أسس فكرية وفلسفية قوية.

فتن عصر الغيبة
ويكم! إنّي نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خصّ الله تقدّس اسمه به محمدًّا والأئمّة من بعده عليه وعليهم السلام، وتأمّلت فيه مولد قائمنا وغيبته وإبطاؤه وطول عمره وبلوى المؤمنين (به من بعده) في ذلك الزمان وتولّد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته، وارتداد أكثرهم عن دينهم، وخلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم، التي قال الله تقدس ذكره: {وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه} يعني الولاية، فأخذتني الرقّة، واستولت عليّ الأحزان.

العالم عشية الظهور... أين نحن من يوم خروج الإمام المهدي؟
إنّ ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه) يقوم على تحقّق حالة اجتماعية سياسية أساسية لا يشكّ فيها أي عارف بدور الإمام المعصوم وما يمثّله؛ وهذه الحالة أو الوضعية الاجتماعية عبارة عن وجود جبهة حقيقيّة تدعو إلى الإمام المهدي وتطالب به باعتباره قائد عملية التغيير الكبرى في الأرض.

لكي لا نصبح أعداءً للإمام المهديّ
هل سمعتم أن بعض الناس ممّن يكون لهم صيت الخير والصلاح، يتحوّلون إلى أشرار حين يظهر الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، وأنّ بعض المعروفين بالشرّ يظهرون على حقيقة الصلاح والخير حين ظهوره المبارك؟

كيف سيجمع الإمام المهدي كلمة شيعته ومواليه؟ مقدّمات وحدة صف الموالين المصلحين
لا تنحصر معاناة الموالين والمحبّين لأهل البيت (عليهم السلام) في استضعاف أعدائهم لهم والتنكيل بهم ومحاصرتهم ومحاربتهم وقمعهم؛ فهناك معاناة، لعلّها أشد وأنكى، وهي ما يحصل فيما بينهم من عداوات ونزاعات في شتّى المجالات، وخصوصًا المجال الدينيّ والفكريّ.

قريبًا سيخرج السفياني! ماذا نعرف عن علامات الظهور؟
أيّ مؤمن يسمع بهذا الخبر سيمتلئ قلبه بالبُشرى، رغم ما يمثّله السفياني في الأحاديث المتداولة من إجرام وبشاعة وأحداث مأساوية.. لماذا؟ لأنّ الشائع هو أنّ من أهم علامات ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو خروج رجل قبله بعدّة أشهر، يُدعى السفياني ـ أو يُعرف بانتمائه إلى بني سفيان. ولكن ما الذي يم

أعظم إنجازات الإمام المهدي.. ما الذي سيقوم به الإمام ممّا لم يقدر عليه غيره؟
لم تخلُ البشرية في مراحلها الأولى من تجربة الإنسان الكامل؛ الإنسان الذي يكون مظهرًا تامًّا لأسماء الله وصفاته. هذا في الوقت الذي يكون من سواه مظاهر محدودة لهذه الاسماء. عظمة الإنسان الكامل تكمن في قدرته على إظهار حضور الله أو حضور الربوبية أو الألوهية بما تعنيه من جامعية صفات الكمال المطلق.

لماذا ما زلنا نجد من لا يؤمن بالتمهيد؟ وما هي الأسباب التي تدعو البعض إلى معارضة الممهّدين؟
بعد مرور أكثر من ألف سنة على غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ما زلنا نشاهد أفرادًا وجماعات تعتقد بأنّه لا يجوز العمل بأي نحو من أجل التمهيد لظهوره وخروجه؛ هذا، بالرغم من ادّعاء هؤلاء الاعتقاد بوجوده وإمامته!

عالم بلا فتنة، الإمام المهدي وتغيير العالم
في القرآن الكريم حقيقتان تبدوان للوهلة الأولى متعارضتين متضادتين؛ الأولى: تبيّن أن الحياة لا يمكن أن تكون بلا فتنة، والثانية: تدعونا إلى القضاء على الفتنة في العالم كله.

كيف سيغير الإمام المهدي العالم؟
يعتقد البعض أن الإمام المهدي (عج) سيغير العالم بالقوة والسلاح، لا شك أنّ الطواغيت لن يتقبلوا كلمة الحق ويمكن أن نقول أنهم لن يتبدلوا إلا بالسلاح، ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لشعوب العالم، فما هو الأسلوب الذي سيستخدمه الإمام مع هذه الشعوب؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...