
حين يتعارض الحب والزواج
تخلط المرأة بين علاقة الحب وحاجتها إلى العاطفة والزواج والاستقرار.. فتندفع وراء قلبها وحاجتها العاطفية وتجري عقدًا مع من تحب، رغم أنّه لا يكون قد وعدها بالزواج منذ البداية وكان صريحًا معها بهذا الشأن.. لكنّها لا تلبث أن تتحوّل قضية الزواج إلى القضية الأولى في علاقتها به (بالنسبة لها الزواج هو التأكيد العملي على حبه لها وأنه يريدها).. وحين لا يحصل أو يرفض الطرف الآخر تندم أشد الندم على أنها انجرفت وراء عاطفتها وقبلت بالعقد وتعيش آلامًا نفسية شديدة.. ماذا يمكن أن ننصح الفتاة في هذا المجال؟
أفضل طريقة لتجاوز الخسائر والأضرار المعنوية والاجتماعية وحتى الجسدية هنا هي أن نعرف جيدًا مسارات الحب والحاجات العاطفية من جهة، ومسارات الزواج من جهة أخرى. تحتاج المرأة وكذلك الرجل إلى معرفة الدوافع التي تقف وراء الزواج خصوصًا حين يتقاطع مع حاجاتنا العاطفية ويصبح كل منهما في مقابل الآخر. فلا شك بأنّ المرأة التي ستجد نفسها أمام خيارين إما الزواج وإما بقاء الحب كما يُقال، سوف تكون على مفترق طرق يتطلب التضحية بأحدهما. وهنا تبدأ المعاناة، حين يذهلها ويحيرها هذا التعارض الذي تصوّرته غير منطقي أبدًا. فلماذا لا يجتمعان معًا ويحصل الحب والزواج؟! ألا يُفترض أن يؤدي الحب إلى الزواج؟ أليس من اللازم أن نحفظ حبنا بالزواج؟ ليبدأ بعدها التشكيك بأصل الحب. وحين تبدأ هذه الشكوك تعصف بعقولنا، تكون بداية نهاية الحب وتحوله إلى بغض وكره.. كثيرة هي الحالات التي تبدل فيها الحب الشديد إلى بغض شديد، حين عجزنا عن فهم مستلزمات الحب ولوازمه.
إنّ التفكيك بين مسار الحب ومسار الزواج والالتزام الأبدي يساعدنا على فهم حقيقة ما يجري. وبهذا الفهم والوضوح نتمكن من تجنب الكثير من الآلام المبرحة، ونعلم أنّ الحياة لا تكون دائمًا عبارة عن الحصول على كل ما نشتهي، وأنّ علينا أن نرضى أو نقنع بالبعض بدل أن نخسر الكل.
يصعب كثيرًا مخاطبة العقل المدفون تحت أكوام التعلّقات والمشاعر السلبية؛ لكن حين تهدأ العاصفة ونفسح المجال لخطاب العقل، يمكن لنا أن نتجاوز أشد المحن صعوبة بأقل الخسائر والأضرار.
ما يدفع الناس للارتباط العاطفي هو أمرٌ تجهله الأغلبية الساحقة منهم. وفي كثيرٍ من الأحيان إذا انبعث هذا الحب والانجذاب بين الجنسين، فلا يكون الزواج حاضرًا حينها ولا مستحضرًا. إنّ الانجذاب أمر طبيعي ومتوقع ويشتد مع اشتداد الحاجة ووجود الفراغ. لذلك لا ينبغي لأحد أن يلوم أحدًا على هذا الانجذاب القلبي، وإن كان اللوم يتوجه إلى الوعود والتصرفات والأفعال. فانجذابنا لا يستدعي بالضرورة الزواج أو الالتزام تجاه الطرف الآخر أو القيام بأي تصرف. إنه بكل بساطة عبارة عن شيء فطري طبيعي موجود في كل إنسان يرى في الآخر ملائمًا ومشاكلًا له أو ممثلًا لطموحاته وتطلعاته. حبنا لهذا الآخر لا يستلزم أبدًا أن نتزوجه أو نقاربه أو نعطيه جسدنا، هذا هو مسار الحب إن كنا نعقله.
إنّ سعينا للمزيد من الحب مع تصوّرنا أنّ ذلك لا يُنال إلا بالوصال والاتّصال والعناق والجماع يرجع إلى وهمٍ ينشأ أحيانًا من الحاجة الجنسية واللذات التي تحصل من جرائها. فحين يكون الشخص المقابل سببًا للذتنا نحبه لا لصفاته أو ذاته، بل لما يقدمه لنا من لذة. ولا شك بأنّ الاتصال الجسماني فيه عطاء وخدمة وعون لمن نتصل به. فالهدوء والسكينة والاستقرار والتوازن والنشاط والحيوية التي تحدث جرّاء هذا الاتصال بكل أشكاله هو أمرٌ ملحوظٌ جدًّا؛ خدمات جليلة لا تُقدَّر بثمن حين تمتزج مع نفس طيبة ومحبة وودودة ونقية ومؤاتية، الأمر الذي لا يمكن أن يحصل في الاتصال على أساس الأجر المادي. فما حصل من ازدياد الحب يرجع إلى هذا النوع من الإحسان. ويمكن أن يزداد أيضًا أو يستقر مع استقرار التواصل وثباته ودوامه (الأمر الذي يتحقق في الزواج الدائم والحياة الاجتماعية المشتركة). إنّ نزوعنا إلى الزواج حينها يكون مبنيًّا على حاجتنا للمزيد من الحب الذي جرّبنا ازدياده واشتداده من خلال تبادل المنافع والحاجات الجنسية.
لكن بالتأكيد هناك طرق أخرى لمنفعة الآخر والإحسان إليه، كما إنّ هناك أمورًا أخرى قد تؤدي إلى الإضرار به وحتى منع تبادل المنافع الجنسية. كما قيل رُب أكلةٍ منعت أكلات. وهنا يبدأ تعقيد الزواج ومتطلباته التي قد لا يتمكن الطرف الآخر من تأمينها لعجزٍ فيه أو لظروف اجتماعية وغيرها.
إنّ مسار الزواج في المجتمعات البشرية مرتبطٌ بالعديد من الشروط والظروف والعناصر التي تتعدى الطرفين. ففي بعض المجتمعات يتم رفض الزواج الثاني بقوة والمعاقبة عليه. وفي بعضها الآخر يكون الارتباط بامرأة مطلقة أو أرملة أو أكبر سنًّا أو أصغر بكثير أو من شريحة اجتماعية مختلفة ذا عواقب وخيمة جدًّا لا يتحملها أيٌّ كان. وهذا كله بعيد عن قصة الحب ومساره. فعدم الإقدام على الزواج في مثل هذه الحالات والتعقيدات لا يرجع إلى نقصانٍ في الحب أو قلة تقدير له. إنه عجز في محلٍّ ما يجب تقديره بحسبه.
ويبقى هنا المجال الواسع للإبهام والحيرة اللذين يصاحبان الناس في علاقاتهم ويجعلانهم غير مدركين لحقيقة مشاعرهم ومدى قدرتهم على تحمل المسؤوليات. فقد ترى المرأة أنّ تردد الرجل دلالة على عدم الحب، في حين أنّه قد يكون في مرحلة الاكتشاف. أو قد ترى عدم إقدامه على الزواج عدم تقديرٍ لها، في حين أنه يكون في طور تقدير العواقب.
حين تفهم المرأة أنّ لكل من الحب والزواج متطلباته وشروطه التي تتمايز ولا تتقاطع، ربما يسهل عليها أن ترى ما هي مقدمة أو مقبلة عليه. وبهذه البصيرة والرؤية الصحيحة تستطيع أن تحدد موقفها من العواقب المختلفة لزوال الحب أو عدم حصول الزواج.

شركاء الحياة
شركاء الحياةالحياة سفر والسفر يحتاج إلى صحبةولا معين في الحياة كالزواجفيه تتأسس شراكة فريدة لا مثيل لهايتحد معها الزوجان في كل شيءلأجل النجاح الأكبرحيث الوصول إلى مرضاة الله ونعيمه الأبديفكيف نكون خير شركاء في أجمل رحلة الكتاب: شركاء الحياةالكاتب: السيد عباس نورالدينالطبعة الأولى، 2023بيت الكاتب للطباعة والنشر الحجم: 17*17عدد الصفحات: 346ISBN: 978-614-474-102-3 سعر الكتاب: 15$ بعد الحسم 60%: 6$ يمكن الحصول على الكتاب خارج لبنان عبر موقع النيل والفرات https://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=books&entry=بيت%20الكاتب&Mode=0

الزواج في مدرسة الإيمان
ما هو الحب؟ وما هو الزواج؟ وهل الحب شرط لنجاح الزواج؟ هذا ما يجيب عنه هذا الكتاب بالإضافة إلى العديد من الأسئلة الأخرى التي تفرضها الحياة في عصر الإنترنت. فلننظر إلى الزواج قبل اشتعال نيران العشق وقبل انطفاء شعلة الحب. الزواج في مدرسة الإيمان الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب:17*17غلاف ورقي: 264 صفحةالطبعة الأولى، 2016مللحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

كيف نفسر الحب من طرف واحد؟
في الحديث أنّ رَجُلًا يَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَقَالَ: "الرَّجُلُ يَقُولُ أَوَدُّكَ، فَكَيْفَ أَعْلَمُ أَنَّهُ يَوَدُّنِي؟ فَقَالَ: امْتَحِنْ قَلْبَكَ فَإِنْ كُنْتَ تَوَدُّهُ فَإِنَّهُ يَوَدُّكَ". ولكن كيف نفسر الحب من طرف واحد؟

التجربة تبين أن الإيمان والتوافق لا يولد الحب، فما الحل؟
المؤمن عندما يقدم على الزواج فإن خياره يكون وفق معايير ايمانية، ولكن بالتجربة قد تبين أنّ الايمان والتوافق بين الزوجين قد لا يولد حبًا متبادلًا، وفي هذه الحالة قد يكون الحب من طرف واحد، أو جفاف عاطفي من الطرفين.السؤال: كيف يمكن العلاج في مثل هذه الحالة، بأن يدرك أحد الزوجين او كلاهما أن حياته الزوجية مستقرة وناجحة لكن ينقصها الحب، سواء كان الجفاف العاطفي من الطرفين ام كان الطرف الآخر يحبه ويغدق عليه بالعطف والحنان والود، الا انه لا يتأثر بهذه المشاعر بل قد ينزعج منها احيانا؟

عن محنة الحب الحتمية
نسأل مرة أخرى: لماذا يعاني أكثر العشاق أو كلهم؟ هل لا بد من معاناة في الحب، أو يمكن بسهولة تجنُّب محنة الحب هذه إن عرفنا السبيل؟

عن الحب الثلاثي والرباعي.. ما هي الحقيقة الخافية؟
تحفل أدبيات العصر بالرومانسية. حتى روايات الإثارة والعنف وأفلامها يجب أن تتمحور حول قصة حب. اكتشف صانعو المحتوى في العصر الحديث موقعية الحب في الحياة البشرية أكثر من أي وقت مضى.. أفلام الحركة والإثارة لا تترك أي أثر في النفس إذا خلت من قصة حب.

إلى أين يذهب الحب حين يموت؟
إلى أين يذهب الحبّ حين يموت؟ أظنّ أنّه سؤالٌ مشروعٌ خاصّة بالنسبة لنا نحن الذين نؤمن بالحياة بعد الموت وبالجنّة والنار. لكن هل أنّ الحبّ كائنٌ حي حتى نتساءل عن مصيرٍ غير عدميّ له؟

الحب في زمن المراهقة
من الأفضل أن نقول: كيف يؤدّي الحب في المرحلة العمرية الشبابية الأولى إلى المراهقة، أي إلى إرهاق الشباب بمتاعب وأعباء تفوق قدراتهم في العادة؟بالنسبة لنا كأهل وأولياء أمور إنّ همّنا الأكبر هو تجنيب أبنائنا هذا النوع من الإرهاق الذي يؤثّر سلبًا على الكثير من أنشطتهم التكاملية كالدراسة والعبادة واكتساب المهارات وغيرها. ولكن ما ينبغي الالتفات إليه هو أنّ تصعيد الاحتكاك السلبي بيننا وبين أبنائنا بخصوص هذه القضية لا يُنتج شيئًا مفيدًا.

حول لعنة الحب في سنّ المراهقة... كيف نتعامل مع هذه التجربة الحسّاسة؟
للحب روعته ولذّته التي لا تضاهيها لذّة؛ فهو أجمل ما يمكن أن يحدث للإنسان في هذه الحياة. بل إنّ الحياة بدون حبّ لا تساوي شيئًا. ولو قيل أنّ الله خلقنا للحب، لما كان في هذا الكلام أي مبالغة! ولكن لماذا نجد الكثير من البشر يعانون في الحب؟ وكيف يمكن أن نجنّب أبناءنا تجربة الحبّ المرّة في سنّ المراهقة؟

لماذا يموت الحب في الشيخوخة؟
يقترن الحب في أذهاننا بالشباب والنضارة، ونستبعد أن يتمكن المسنون من الحب، بل إننا قد نشمئز ونستهجن اهتمامهم وإقبالهم على الحب إن فعلوا. هل لأنّ الحب في نظرنا عبارة عن أمواج الصحة وذبذبات الشهوة؟

حين يحدّد الحبّ حقيقتنا
لا شيء يحرّر الإنسان مثل الحقيقة. لكن جميع حقائق العالم لا قيمة لها إن لم يعرف المرء حقيقة نفسه. وإنّما يبتعد الإنسان عن هذه الحقيقة حين يغفل عن نفسه.. لهذا قيل أنّ اليقظة والانتباه هما مفتاح معرفة النفس.

لماذا يحب أن نتدرّج في الحب؟
ما هي الحقيقة التي تختفي وراء هذه النصيحة ؟هل شعرت أنها اتّضحت من وراء كلام السيد عباس نورالدين؟

كيف نصل إلى الحب الحقيقي؟
ما هي المقدمات للوصول إلى الحب الحقيقي؟ ثلاث خطوات يشرحها السيد عباس نورالدين
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

برنامج مطالعة في مجال الأخلاق موزّع على ثمان مراحل
نقدّم لكم برنامج مطالعة في الأخلاق على ثمان مراحل