
ما معنى القناعة كنز لا ينفد؟
في البحث عن المعنى الحقيقيّ للغنى
السيد عباس نورالدين
أعظم أسباب الغنى القناعة. وسرّ ذلك أنّ الغنى هو شعور أكثر من أن يكون مجرّد إدراك للواقع. لكنّه ليس شعورًا نخترعه نحن، لأنّه إن انفصل عن الواقع، سرعان ما يزول ليحل محلّه شعور آخر أسوأ من الإحساس بالفقر والحرمان؛ فلا شيء أقوى من الواقع؛ لكن الواقع الذي نعرفه هو واقعٌ جميل مليء بالألطاف والرحمة؛ وكيف لا يكون كذلك وهو يد الله تعالى وتجلياته..
الكثير من الناس محرومون من الغنى لأنّهم لم يشعروا بالواقع كما هو. والكثير من الناس لم يتمكّنوا من بعث هذا الشعور، لأنّهم لم يعرفوا الواقع على حقيقته. لهذا، نحن مدعوّون لمعرفة الواقع وإدراكه والارتباط به وتعميق النظر إليه بدل الهروب منه؛ فعندها سنشعر بالغنى والسعادة الحقيقية.
القناعة هي اقتناع قد يدوم طويلًا ويورث راحة البال والشعور بالغنى، إن هو نشأ من إدراكنا الصحيح لحقيقة ما يجري في العالم من حولنا؛ أمّا إذا كان منشأ القناعة مجرّد أفكار نلقّنها للنفس ونكرّر ذكرها على ألسنتنا على طريقة المرتاضين، من دون أن يكون لها علاقة بالواقع، فإنّها سرعان ما تزول. وإذا زالت القناعة هنا، سوف يملأ مكانها مشاعر الإحباط واليأس والقنوط.
جزءٌ مهمٌّ من مكوّنات القناعة يرتبط بملاحظة جريان الزمان، من الماضي إلى الحاضر وإلى المستقبل البعيد. وبخلاف ما يُتصوّر، فإنّ هذه الملاحظة الدقيقة هي التي تحرّرنا من أسر الزمان وإساره. فعبور حاجز الزمان يحصل حين يجتمع الماضي والحاضر والمستقبل في نقطةٍ واحدة.. فما يُضادّ القناعة هو الحرص، والحرص يجلب الهمّ، والهمّ يستدعي التألّم والقلق والحزن والكآبة، وإنّما ينشأ الهم من الوقوع في أسر الزمان.
الإنسان القنوع هو الذي يجيد فن التمتّع بما لديه دون النظر إلى ما سيأتي. سواء كان هذا الشيء قابلًا للزوال أو سيزول. ولهذا، فإنّ من مميزات القناعة عدم القلق من المستقبل. لكن القناعة الثابتة القوية لا تعني أن نعرض عمّا سيأتينا وترك الأمل بالمستقبل. والقنوع لا يفتأ يسأل الله من فضله كل حين، وقلبه منفتح على نِعم الله وهباته، ونفسه مفعمة بالرجاء بالغد المشرق. لكن ذلك كلّه لا ينسيه اغتنام الحاضر والتنعّم به والاستفادة منه بأحسن ما يكون.
ولأنّ المستقبل ثقيل الحضور نظرًا لحجمه الكبير، فقد يسلبنا الشعور بما لدينا في الحاضر ـ حتى لو كان هذا المستقبل جميلًا. لهذا، فإنّ أفضل فرصة لتجاوز ثقل الزمان والتمتّع لأقصى حد بالحاضر هي في عبور الزمان والخروج من إطاره وقيده. فالأمر لا يدور بين تذكّر المستقبل والغفلة عنه، حتى نحتاج إلى رياضات خاصّة لنسيانه؛ بل هناك طريقٌ آخر وهو أن ندغم الماضي والحاضر بالمستقبل من خلال وعينا التاريخيّ واعتبارنا ممّا جرى بأفضل ما يكون. وهذا هو سبيل الانعتاق من قيود الزّمان وأغلاله.
حين نستحضر الماضي في لحظتنا التي قد تكون ممتزجة بحرمانٍ ما، فنستذكر نعم الله وعناياته ومواهبه الجليلة منذ أن بدأ خلقنا، فلا شك بأنّنا سننظر إلى المستقبل بعين ملؤها الأمل والرجاء بأنّ الله تعالى الذي حبانا بكل هذه المواهب والعنايات لا يمكن أن يتركنا بعد أن فوّضنا إليه أمورنا كلّها؛ {فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْري إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصيرٌ بِالْعِباد * فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذاب}[1].. وحينها يصبح الحاضر مجموع الماضي والمستقبل الذي هو امتداد حقيقي للماضي، فتقنع النفس وتسكن وترضى وتتحرّر من أوهام الآتي.
إنّ القسم الأكبر من عوامل الألم الذي يمكن أن يشعر به الإنسان، يعود إلى أنّنا مخلوقات ننظر دائمًا إلى المستقبل. فلو لم يكن المستقبل حاضرًا في وجداننا طيلة الوقت، لما كنّا لنحس بهذا المستوى من الألم إذا افتقرنا أو أصبنا أو جرحنا.. فحين نتألّم ونحن نتصوّر أنّ هذا الألم سيتواصل دون أن نعرف متى سيتوقّف، يتضاعف ألمنا أضعافًا كثيرة؛ بخلاف لو جاءنا شخص خبير وقال لنا أنّ هذا الألم لن يدوم سوى لحظات، واقتنعنا بكلامه، فإنّ ألمنا يكاد يختفي! فالجرح هو الجرح نفسه، لكن مستوى الألم ودرجاته تتفاوت بحسب شعورنا بالزمان.
إنّ جانبًا مهمًّا من معاناة البشر ومشاعرهم السلبيّة يرجع إلى غموض المستقبل بالنسبة لهم؛ وحين لا نعرف متى يمكن أن تنتهي هذه المعاناة نزداد ألمًا ومعاناة.. لكن الحل هنا لا يكون بغض النظر عن المستقبل (رغم صعوبة هذا الأمر واستحالته)، وإنّما بتجاوز أهم ما يرتبط بغموضه المقلق المحيّر. ولا يتيسّر لنا ذلك إلا من خلال استحضار الماضي والاعتبار منه.
نتعلّم ذلك من الإمام زين العابدين عليه السلام بأروع طريقة. حيث نجد هذا الإمام العظيم وهو يناجي ربّه في ظلمة الليل، ويعترف بين يديه بضعف النفس وعجزها عن مواجهة هواجس المستقبل؛ وهو بذلك يطلب من الله العون والمدد بواسطة استحضار عظيم مننه وأياديه ويقول: "اللَّهُمَّ وَأَنْتَ حَدَرْتَنِي مَاءً مَهِينًا مِنْ صُلْبٍ مُتَضَايِقِ الْعِظَامِ، حَرِجِ الْمَسَالِكِ، إِلَى رَحِمٍ ضَيِّقَةٍ سَتَرْتَهَا بِالْحُجُبِ، تُصَرِّفُنِي حَالًا عَنْ حَالٍ، حَتَّى انْتَهَيْتَ بِي إِلَى تَمَامِ الصُّورَةِ، وَأَثْبَتَّ فِيَّ الْجَوَارِحَ كَمَا نَعَتَّ فِي كِتَابِكَ: نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً ثُمَّ عَظْمًا ثُمَّ كَسَوْتَ الْعِظَامَ لَحْمًا، ثُمَّ أَنْشَأْتَنِي خَلْقًا آخَرَ كَمَا شِئْتَ؛ حَتَّى إِذَا احْتَجْتُ إِلَى رِزْقِكَ، وَلَمْ أَسْتَغْنِ عَنْ غِيَاثِ فَضْلِكَ، جَعَلْتَ لِي قُوتًا مِنْ فَضْلِ طَعَامٍ وَشَرَابٍ أَجْرَيْتَهُ لأمَتِكَ الَّتِي أَسْكَنْتَنِي جَوْفَهَا، وَأَوْدَعْتَنِي قَرَارَ رَحِمِهَا، وَلَوْ تَكِلُنِي يَا رَبِّ فِي تِلْكَ الْحَالاَتِ إِلَى حَوْلِي، أَوْ تَضْطَرُّنِي إِلَى قُوَّتِي، لَكَانَ الْحَوْلُ عَنِّي مُعْتَزِلًا، وَلَكَانَتِ الْقُوَّةُ مِنِّي بَعِيدَةً، فَغَذَوْتَنِي بِفَضْلِكَ غِذَاءَ الْبَرِّ اللَّطِيفِ، تَفْعَلُ ذَلِكَ بِي تَطَوُّلًا عَلَيَّ إِلَى غَايَتِي هَذِهِ، لاَ أَعْدَمُ بِرَّكَ، وَلاَ يُبْطِئُ بِي حُسْنُ صَنِيعِكَ، وَلاَ تَتَأَكَّدُ مَعَ ذَلِكَ ثِقَتِي فَأَتَفَرَّغَ لِمَا هُوَ أَحْظَى لِي عِنْدَكَ؛ قَدْ مَلَكَ الشَّيْطَانُ عِنَانِي فِي سُوءِ الظَّنِّ وَضَعْفِ الْيَقِينِ، فَأَنَا أَشْكُو سُوءَ مُجَاوَرَتِهِ لِي، وَطَاعَةَ نَفْسِي لَهُ، وَأَسْتَعْصِمُكَ مِنْ مَلَكَتِهِ، وأَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ فِي صَرْفِ كَيْدِهِ عَنِّي، وأَسْأَلُكَ فِي أَنْ تُسَهِّلَ إِلَى رِزْقِي سَبِيلًا، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ابْتِدَائِكَ بِالنِّعَمِ الْجِسَامِ، وَإِلْهَامِكَ الشُّكْرَ عَلَى الإِحْسَانِ وَالإِنْعَامِ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَسَهِّلْ عَلَيَّ رِزْقِي، وَأَنْ تُقَنِّعَنِي بِتَقْدِيرِكَ لِي، وَأَنْ تُرْضِيَنِي بِحِصَّتِي فِيمَا قَسَمْتَ لِي، وَأَنْ تَجْعَلَ مَا ذَهَبَ مِنْ جِسْمِي وَعُمُرِي فِي سَبِيلِ طَاعَتِكَ، إِنَّكَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ".
القناعة أسلوبُ حياة يورث شعورًا غامرًا بالسعادة والهناء لما نراه من غنى وثراء نتيجة اتّصالنا بفيض الله وعطائه. ولهذا كانت القناعة أفضل عامل للتحرّك والنشاط والاندفاع نحو نيل مواهب الله وشهود عناياته.
هذا هو الغنى الأعظم الذي ينشأ من التحرّر من الوهم واتّصال الفكر بالحقيقة. فلا معنى للحياة الطيبة إلا في ظلّ الحكمة والعقل والبصيرة.
[1]. سورة غافر، الآيات 44 - 45.

مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

6 عوامل.. من أجل اقتصادٍ مزدهر
إنّ المعادلة الكبرى لأي ازدهار اقتصادي تكمن في حقيقة أساسيّة وهي كفاية الأرض لتأمين الحاجات الأساسية لأهلها. لكن هذا العطاء يحتاج إلى عملٍ ذكيّ وتعاملٍ حكيم. وحين يجوع أي شعب في الأرض فهذا يدل على وجود خطأ ما في سلوكه ونمط عيشه وإدارته. وانطلاقًا من هذه القاعدة يوجد ستّة عوامل أساسيّة لتحقيق الازدهار، هي في الواقع بمثابة تطبيق وتفصيل لها.

الطريق الصحيح لتأمين المعيشة : كيف نتجنب فتنةً لا تصيب الذين ظلموا خاصّة؟
تحفل النّصوص الدّينيّة بالتّصريحات والإشارات الهادية إلى حياة الكفاف والغنى والنّجاة من الحرمان والفقر. وأوّل دلالات هذه النّصوص (من آيات وأحاديث وأدعية) هي أنّ الله تعالى لا يريدنا أن نعيش في حالٍ من العوز والهمّ المانع من تحصيل الفضائل والسّعي نحو الكمال وبلوغ المقصد الأعلى في ظلّ عبادة الله.وباختصار، لا يمكن مع كلّ هذه الشّواهد أن يظنّ المسلم أنّ الفقر أمرٌ جيّد أو مقبول في الدّين والرّؤية الإسلاميّة، حتّى أنّه قد ورد في بعض الأحاديث "كاد الفقر أن يكون كفرًا".

الحياة المهنية للمسلم الواقعيّ
العمل والمهنة والشغل عباراتٌ متعدّدة تشير إلى الدور الذي ينبغي أن يؤدّيه الإنسان في هذه الحياة تجاه الأرض وأهلها. لكن هذا الدور ـ وللأسف الشديد ـ انحرف كثيرًا، حين أصبح العمل لأجل الارتزاق وصار يهدف فقط إلى تأمين المعاش. فبدلًا من أن تكون رؤية الرزق ثمرة طيّبة لأداء التكليف ونتيجة طبيعية لتحمّل المسؤولية الإلهية، أصبح بالنسبة للكثيرين غاية للعمل. وحين سيطر الطواغيت على معظم الإمكانات والثروات الأرضية، وأوهموا الناس أنّ مقاليد الأمور بأيديهم، ظنّوا أنّه بمقدورهم أن يحدّدوا للناس كلّهم أنواع الأعمال التي يجب أن يقوموا بها، فتحكّموا بالطاقات والجهود والاختصاصات.

بحثًا عن أسباب الرزق والغنى... فكّر فيما لا يفكر فيه الناس
كل من يتأمّل في طبيعة موارد الأرض وحجم إمكاناتها، لا يشك لحظة واحدة بأنّ هذا الكوكب الساحر يحتوي على كل ما يحتاجه الناس، ولو بلغ عددهم أضعاف ما هم عليه اليوم. ويدرك تمامًا خطأ أصحاب الأفكار المالتوسية.حين سُئل "جورج برنارد شو"، الأديب البريطاني الساخر، عن مشكلة العالم الأساسية أجاب بطريقته المعهودة قائلًا: "إنها تشبه شعر رأسي، زيادة في الإنتاج وسوء في التوزيع". والكل يعلم أنّ هذا الأديب كان كثيف اللحية أصلع الرأس

ما هي أهم أسباب الرزق؟.. وأيّها نعتمد؟
هل يمكن للإنسان أن يسلك طريقًا واضحًا لتأمين رزقه فلا يخيب؟ أم أنّ الرزق أمرٌ غيبيّ بيد الله وحده، لا يمكن للإنسان أن يتعرّف إلى أسبابه مهما فعل؟ في الحديث الشريف: "أَبَى اللَّهُ أَنْ يُجْرِيَ الْأَشْيَاءَ إِلَّا بِأَسْبَاب"؛ ما يعني أنّ لكلّ شيء في هذا العالم أسبابًا وعللًا توجده وتحقّقه، وإن كان كل شيء يرجع إلى الله في الأصل..

معيشتنا تحدّد مصيرنا
أجل، معيشتنا تحدّد مصيرنا الأبديّ. فقليل من التأمّل في تحدّيات العيش في الدنيا يجعلنا ندرك كم هي عميقة هذه القضيّة وكم هي مرتبطة بقضايا الكون الكبرى.

6 أصول للغنى والكفاف في المعيشة
لقد استضافنا الله في هذه الأرض لا ليحرمنا ويجعل عيشنا كدًّا كدًّا، بل أراد لنا أن نسعى فيها نحو الآخرة. وقد صرّح النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) بهذه الضمانة حين قال: "أيُّهَا النَّاسُ أَقْبِلُوا عَلَى مَا كُلِّفْتُمُوهُ مِنْ إِصْلَاحِ آخِرَتِكُمْ وَأَعْرِضُوا عَمَّا ضُمِنَ لَكُمْ مِنْ دُنْيَاكُم".

الاقتصاد الحقيقيّ: من منّا لا يحلم باقتصادٍ مزدهر يحقّق أعلى درجات الرّفاهية!
تصوّر أنّك تعيش في بلدٍ لا يهمّك فيه تحديث سيّارتك ولا تلفازك ولا هاتفك ولا أجهزتك الإلكترونيّة!وتصوّر أنّك لا تعيش همّ كلفة الطّاقة التي تحتاج إليها لاستعمال سيّارتك وأجهزة التدفئة والتبريد وما لا يحصى من الآلات والوسائل!

بحث: القناعة سبيل الانعتاق
تدل عشرات الشواهد المقدّسة والمشهودة في حياة الأمم على أنّ من جملة عناصر قوّة أبناء المجتمع انعتاقهم من سلطة الشهوات. ومن المعروف أنّ عصرنا الحالي يتميّز بالتنوّع الهائل لإغراءات الشّهوة التي تُعرض بصورة السلع والبضائع، والتي أحدثت تغييرًا قيميًّا عُرف بثقافة التسوّق والاستهلاك.

المهمّة الكبرى في حياة المسلم
المسلم الواقعيّ هو الذي يسلم وجهه لله، فتكون وجهة حياته كلّها نحو الله تعالى. وللسير إلى الله صراط وبرنامج وخطّة، تُختصر بمفهوم الدين. فمن وقف حياته كلّها للدين وتفرّغ له يكون كمن أسلم لله. والإسلام درجات، أفضلها وأرضاها عند الله تسليم الحياة والنشاطات والمساعي كلّها له سبحانه.

نحو اقتصاد عائلي ذكي
العنوان الأبرز في الدين هو أنه دين يحقق للبشرية سعادة الدنيا والآخرة. ولا سعادة في الدنيا مع الفقر والعوز والحرمان. فكيف نفسّر فقر عدد كبير من المسلمين وما هي الأصول الدينية الأساسية التي تحقق للمسلم رفاهيته وسعادته في الدنيا إن هو إلتزم بها؟. ما هي الاجراءات المهمة التي ينبغي ان نعمل عليها من أجل بناء حياة معيشية سليمة تضمن لنا تحقيق سعادة الدنيا والآخرة. وما هي الاخطاء القاتلة التي يمكن ان نرتكبها على صعيد الاقتصاد، فتؤدي إلى تعاستنا في الدنيا والآخرة.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...