
مفاتيح الرزق العجيبة
اغتنام الفرص الصغيرة يفتح عليك الكبيرة
السيد عباس نورالدين
إنّ احتياجنا المبرم للرزق يجعلنا نواجه الكثير من الاختبارات والبلاءات والفتن. وأحد أكبر هذه الاختبارات هو امتحان العبودية. فإذا نجحنا فيه انفتحت علينا أبواب السماوات ومفاتيح خزائن الأرض.
العبودية هي شعور خاص تجاه خالقنا وربّنا. لكنّه ليس مجرّد شعور؛ فهو شيء ينبع من الاعتقاد والإيمان ويتجلّى في العمل. وبعض هذه التجليات العملية والشعورية تظهر في علاقتنا بكل ما حولنا..
حين يستحكم الشعور في القلب بأنّنا عبيد لله وأنّ الله سيّدنا ومالكنا، يستولي علينا الإحساس بالتواضع؛ ولا يمكن بعدها أن ننظر إلى أيّ شيء بعين الاحتقار أو الاستخفاف، مهما كان هذا الشيء بنظر الناس صغيرًا وضئيلًا. ومن جملة ذلك فرص الرزق وأبوابه.
في المقابل، ينظر الذي في قلبه كِبر إلى الرزق انطلاقًا من شأنيّته التي يتوقّعها أو يتبجح بها بين الناس؛ فيُعرض بسبب ذلك عما يراه قليلًا وضئيلًا؛ وبذلك يسدّ على نفسه الكثير من أبواب الرزق وفرص العمل الناجح.
لقد قرأنا الكثير من قصص رجال وصلوا إلى مستويات عالية من الثراء والنجاح الاقتصادي؛ ووجدنا العديد منهم قد بدأ من الصفر. فلم يكن هؤلاء يستنكفون في بدء الأمر عن أيّ عمل يمكن أن يسد رمقهم أو يؤمن لهم القليل من المال.. وفي الواقع، فإن عقلاء العالم يقولون أنّ الكثير من المهن لا يمكن إتقانها إلّا عبر التدرّج فيها من أدنى المراتب وأبسط الأمور. كما يحصل للصبي تلك الخبرة أو الأهلية والكفاءة، عبر تدرجه في العمل مساعدًا بسيطًا لمعلّم المصلحة.
يكمن الكثير من أسرار الإتقان في المهن في التدرّج والبدء من شؤونها الصغيرة والبسيطة. وأحد أسباب الفشل يرجع إلى أنّ بعض الناس يريدون أن ينشئوا أعمالًا أو مشاريع كبيرة من القمة دون دراية واتقان لتفاصيلها التي يظنون أنها ليست بذي بال.. فصاحبنا يريد فتح مطعم كبير دون أن يكون قد اختبر أعمال المطبخ وشؤونها ومتاعبها وتفاصيلها. فما أن تمرّ أيام قليلة حتى يلاحظ أنّه بدل أن يربح يزداد خسارة، ولم يحقّق ما كان يحلم به من ازدهار ونجاح، بالرغم من أن كل شيء كان صحيحًا ودقيقًا على الورق. وقد قيل أن الشيطان يكمن في التفاصيل.
صديقنا مهندس، ويتوقّع أنّه بمجرّد أن يتخرج حتى يحصل على وظيفة مهمة في شركة مرموقة. لكنّه سرعان ما يجد نفسه عالقًا وسط الكثير من التعقيدات التي لم يتعرّف إليها أثناء الدراسة.
أخونا اشترى مطبعة بدفع عدة ملايين من الدنانير التي ورثها عن أبيه، لأنّه سمع أنّ أعمال الطباعة مزدهرة في البلد؛ وما إن أتم كل مستلزمات هذه المصلحة بحسب ما سمع، وافتتح المطبعة وانتظر الزبائن وإذ به يواجه صعوبة كبيرة في استجلاب العروض وحتى في إدارة العمل. ولم يمضِ عدة أسابيع حتى وقع بينه وبين معلّم الطباعة عنده شجار حول الراتب الذي رآه أكثر من قدرته على دفعه.
العبودية تعلّمنا التواضع لأبواب الرزق وعدم إشاحة البصر عن فرص العمل التي تسنح لنا وهي تبدو صغيرة أو بسيطة، بالكاد يمكن أن تؤمّن ما نحتاج إليه من معاش.. لكن هذا التواضع غالبًا ما يكون سببًا لفتح أبواب وفرص عظيمة ما كنّا لنتعرف إليها لولا انتهاز الفرصة الأولى.
لقد قبل هذا المتواضع أن يغتنم الفرصة الوحيدة التي سنحت له (رغم ضآلتها)، لأنّه كان مخيّرًا بين ذلّ مدّ اليد والاستجداء من الغير وبين العمل بأجر زهيد. فاختار العزّ للتواضع. وما هي إلّا أيام أو أشهر قليلة من الصبر والكدح والانتباه والأمانة والدقة، حتى اكتشف مجالات وطرقًا، يمكن أن توفر له الكثير من المال والرزق.. والواقع أن الأمثلة التي شاهدناها في حياتنا وفي حياة الآخرين أكثر من أن تحصى. فنجد أن هذا العامل المتواضع قد اكتشف أثناء عمله كمساعد بسيط للدهّان أنّ الكثير من أعمال الدهان يمكن اختصارها والتقليل من أعبائها فيما إذا استطعنا أن نستورد المادة الفلانية من البلد الفلاني بدل شرائها من بلد آخر بسعر باهظ، أو نقوم بصناعتها في بلدنا بطريقة لا تتطلب رساميل ضخمة.. فأسرع يقنع بعض التجار أو أصحاب المال، بالعمل معه في استيراد أو تصنيع هذه المادة التي يعرف جيدًا كيف يسوّقها بين معلّمي الدهان الذين بات يعرفهم ويعرف كيف يقنعهم في منطقته. وما هي سوى مدة زمنية قليلة حتى أصبح هذا العامل البسيط وكيلًا عامًا لاستيراد هذه المادة وتوزيعها على مستوى البلد كله.
إنّ الكثير من أبواب الغنى ومجالات الثراء يكمن في إدراك تفاصيل دقيقة، غالبًا ما يحتقرها الناس لصغرها، أو لجهلهم بكيفية التعامل معها واستعمالها.. وحين نطرد من صدورنا هذا الكِبر، ولا نستعلي على لقمة الحلال البسيطة، ونقدّر كل رزق مهما كان قليلًا ونشكر الله عليه بحسن الاستفادة منه واستعماله كما ينبغي، فإنّنا بهذه الروحية سنقدم على أول عمل طيّب وطاهر ومفيد يُعرض علينا، طالما أنه لا يوجد عمل أهم أمامنا.
وفي المقلب الآخر للقضية، ينبغي أن نتذكر بأن حكمة الله تعالى قد اقتضت جعل رزق العباد وسيلة لتعبيدهم وإيصالهم إلى مقام العبودية.. لأنّ هذا المقام السامي يعبر عن إدراكنا لتلك الحقيقة الكبرى التي ينبغي أن يتّصف بها كل إنسان عبر معايشتها والانصهار فيها. وحين نقرأ عن ثمار العبودية ونتفكّر فيها، سنجد أنّه لا يوجد ما هو أعلى وأرقى من هذا المقام الإنساني الشامخ. فالاتصاف الحقيقي بالعبودية والتشرّف بها هو الذي يجعل الإنسان أهلًا لمقام الخلافة العظمى وموردًا لكرامة الله الكبرى. وفي الأحاديث أنّ الله يمنح صاحب هذا المقام القدرة على التصرّف بكل عوالم الوجود. كما ورد في نص مأثور أنّ الله تعالى يقول: "عبدي أطعني تكن مثلي، تقول للشيء كن فيكون".
في العبودية إقرار بالاحتياج والافتقار المطلق، ونفي لأيّ نوع من الاستحقاق والمكانة. ولهذا، فإنّ العبد الواقعي لا يرى أيّ رزق يأتيه إلّا مِنّة من الله وتفضّلًا. فهو يفرح بالقليل كما يفرح بالكثير. لأنّ الكل من عند الله تعالى. قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون}.[1]
ولأجل تثبيت النفس على العبودية، يتعامل عبد الله الحقيقي بمنتهى التواضع مع كل ما ينتسب إلى الله؛ سواء كان شخصًا أو عملًا أو رزقًا. وإذا كان هناك إنسان حاز على مقام العبودية المطلقة لله، فهو رسول الله وحبيبه محمد بن عبدالله الذي نقرأ في أحواله وتصرّفاته ما يدهش الألباب، من شدة الخضوع والتذلّل والتواضع. وقد أضحت سيرته في التعامل مع الرزق مثالًا أعلى لكل من تبعه بصدق وأحبّه من القلب.
- ذكر أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) قال: إِنَّ جَبْرَئِيلَ (ع) أَتَى رَسُولَ اللَّهِ (ص) فَخَيَّرَهُ وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالتَّوَاضُعِ وَكَانَ لَهُ نَاصِحًا، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) يَأْكُلُ إِكْلَةَ الْعَبْدِ وَيَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.[2]
- قال أمير المؤمنين (ع): وَلَقَدْ كَانَ (ص) يَأْكُلُ عَلَى الْأَرْضِ وَيَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ وَيَخْصِفُ بِيَدِهِ نَعْلَهُ وَيَرْقَعُ بِيَدِهِ ثَوْبَهُ وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ الْعَارِيَ وَيُرْدِفُ خَلْفَهُ.
وَيَكُونُ السِّتْرُ عَلَى بَابِ بَيْتِهِ فَتَكُونُ فِيهِ التَّصَاوِيرُ، فَيَقُولُ: يَا فُلَانَةُ ـ لِإِحْدَى أَزْوَاجِهِ، غَيِّبِيهِ عَنِّي فَإِنِّي إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ ذَكَرْتُ الدُّنْيَا وَزَخَارِفَهَا.
فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْيَا بِقَلْبِهِ وَأَمَاتَ ذِكْرَهَا مِنْ نَفْسِهِ وَأَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهَا عَنْ عَيْنِهِ لِكَيْلَا يَتَّخِذَ مِنْهَا رِيَاشًا وَلَا يَعْتَقِدَهَا قَرَارًا وَلَا يَرْجُوَ فِيهَا مُقَامًا، فَأَخْرَجَهَا مِنَ النَّفْسِ وَأَشْخَصَهَا عَنِ الْقَلْبِ وَغَيَّبَهَا عَنِ الْبَصَرِ.
وَكَذَلِكَ مَنْ أَبْغَضَ شَيْئًا أَبْغَضَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ وَأَنْ يُذْكَرَ عِنْدَهُ.
وَلَقَدْ كَانَ فِي رَسُولِ اللَّهِ (ص) مَا يَدُلُّكُ عَلَى مَسَاوِئِ الدُّنْيَا وَعُيُوبِهَا إِذْ جَاعَ فِيهَا مَعَ خَاصَّتِهِ وَزُوِيَتْ عَنْهُ زَخَارِفُهَا مَعَ عَظِيمِ زُلْفَتِهِ، فَلْيَنْظُرْ نَاظِرٌ بِعَقْلِهِ أَكْرَم اللَّهُ مُحَمَّدًا بِذَلِكَ أَمْ أَهَانَهُ؟
فَإِنْ قَالَ: أَهَانَهُ، فَقَدْ كَذَبَ وَاللَّهِ الْعَظِيمِ بِالْإِفْكِ الْعَظِيمِ، وَإِنْ قَالَ: أَكْرَمَهُ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهَانَ غَيْرَهُ حَيْثُ بَسَطَ الدُّنْيَا لَهُ وَزَوَاهَا عَنْ أَقْرَبِ النَّاسِ مِنْهُ.
فَتَأَسَّى مُتَأَسٍّ بِنَبِيِّهِ وَاقْتَصَّ أَثَرَهُ وَوَلَجَ مَوْلِجَهُ وَإِلَّا فَلَا يَأْمَنِ الْهَلَكَةَ، فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ مُحَمَّدًا (ص) عَلَمًا لِلسَّاعَةِ وَمُبَشِّرًا بِالْجَنَّةِ وَمُنْذِرًا بِالْعُقُوبَةِ.
خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا خَمِيصًا وَوَرَدَ الْآخِرَةَ سَلِيمًا، لَمْ يَضَعْ حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ وَأَجَابَ دَاعِيَ رَبِّهِ، فَمَا أَعْظَمَ مِنَّةَ اللَّهِ عِنْدَنَا حِينَ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِهِ سَلَفًا نَتَّبِعُهُ وَقَائِدًا نَطَأُ عَقِبَهُ.
وَاللَّهِ لَقَدْ رَقَّعْتُ مِدْرَعَتِي هَذِهِ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَاقِعِهَا، وَلَقَدْ قَالَ لِي قَائِلٌ: أَلَا تَنْبِذُهَا عَنْكَ؟ فَقُلْتُ: [اعْزُبْ] اغْرُبْ عَنِّي فَعِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى.[3] - عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: أَوْصِنِي، فَقَال: ... فَاعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) كَانَ قُوتُهُ الشَّعِيرَ وَحَلْوَاهُ التَّمْرَ وَوَقُودُهُ السَّعَفَ.[4]
- عَنِ الْحَسَنِ الصَّيْقَلِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَقُولُ: مَرَّتِ امْرَأَةٌ بَذِيَّةٌ بِرَسُولِ اللَّهِ (ص) وَهُوَ يَأْكُلُ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الْحَضِيضِ فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ تَأْكُلُ أَكْلَ الْعَبْدِ وَتَجْلِسُ جُلُوسَهُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ (ص): وَأَيُّ عَبْدٍ أَعْبَدُ مِنِّي.[5]
- عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ قَالَ: سَأَلَ بَشِيرٌ الدَّهَّانُ الإمام الصادق (ع) وَأَنَا حَاضِرٌ فَقَالَ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) يَأْكُلُ مُتَّكِئًا عَلَى يَمِينِهِ وَعَلَى يَسَارِهِ؟ فَقَالَ: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَأْكُلُ مُتَّكِئًا عَلَى يَمِينِهِ وَلَا عَلَى يَسَارِهِ (ص)، وَلَكِنْ يَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ، قُلْتُ: وَلِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: تَوَاضُعًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَ.[6]
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) يَجْلِسُ عَلَى الْأَرْضِ وَيَأْكُلُ عَلَى الْأَرْضِ وَيَعْتَقِلُ الشَّاةَ وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ عَلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ.[7]
وأصبح أهل بيته الأطهار الذين ورثوا عنه المجد والسؤدد والكمال أروع مصاديق عباد الله المخلصين الذين علّمونا سيرة التواضع والإخبات وعدم الاستكبار على رزق الله والخوض في غمار الحياة دون أنفة.
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (ع) كَانَ يَخْرُجُ وَمَعَهُ أَحْمَالُ النَّوَى، فَيُقَالُ لَهُ: يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا هَذَا مَعَكَ؟ فَيَقُولُ، نَخْلٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَيَغْرِسُهُ فَلَمْ يُغَادَرْ مِنْهُ وَاحِدَةٌ.[8]
- عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) وَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ بِيَدِهِ مِسْحَاةٌ وَهُوَ يَفْتَحُ بِهَا الْمَاءَ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ شِبْهَ الْكَرَابِيسِ كَأَنَّهُ مَخِيطٌ عَلَيْهِ مِنْ ضِيقِهِ.[9]
- عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ (ع) يَعْمَلُ فِي أَرْضٍ لَهُ قَدِ اسْتَنْقَعَتْ قَدَمَاهُ فِي الْعَرَقِ، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاك أَيْنَ الرِّجَالُ؟ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ قَدْ عَمِلَ بِالْيَدِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي فِي أَرْضِهِ وَمِنْ أَبِي، فَقُلْتُ لَهُ: وَمَنْ هُوَ؟ فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ (ص) وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَآبَائِي (ع)، كُلُّهُمْ كَانُوا قَدْ عَمِلُوا بِأَيْدِيهِمْ، وَهُوَ مِنْ عَمَلِ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَالْأَوْصِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ.[10]
- عن أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) وَبِيَدِهِ مِسْحَاةٌ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ غَلِيظٌ يَعْمَلُ فِي حَائِطٍ لَهُ وَالْعَرَقُ يَتَصَابُّ عَنْ ظَهْرِهِ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ أَعْطِنِي أَكْفِكَ، فَقَالَ لِي: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَتَأَذَّى الرَّجُلُ بِحَرِّ الشَّمْسِ فِي طَلَبِ الْمَعِيشَةِ.[11]
- عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَقُولُ: إِنِّي لَأَعْمَلُ فِي بَعْضِ ضِيَاعِي حَتَّى أَعْرَقَ وَإِنَّ لِي مَنْ يَكْفِينِي، لِيَعْلَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنِّي أَطْلُبُ الرِّزْقَ الْحَلَالَ.[12]
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ كَانَ يَقُولُ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ (ع) يَدَعُ خَلَفًا أَفْضَلَ مِنْهُ حَتَّى رَأَيْتُ ابْنَهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ (ع) فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِظَهُ فَوَعَظَنِي، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ وَعَظَكَ؟
قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى بَعْضِ نَوَاحِي الْمَدِينَةِ فِي سَاعَةٍ حَارَّةٍ فَلَقِيَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَكَانَ رَجُلًا بَادِنًا ثَقِيلًا وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى غُلَامَيْنِ أَسْوَدَيْنِ أَوْ مَوْلَيَيْنِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: سُبْحَانَ اللَّهِ شَيْخٌ مِنْ أَشْيَاخِ قُرَيْشٍ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا، أَمَا لَأَعِظَنَّهُ.
فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ بِنَهْرٍ وَهُوَ يَتَصَابُّ عَرَقًا، فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ شَيْخٌ مِنْ أَشْيَاخِ قُرَيْشٍ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا، أَرَأَيْتَ لَوْ جَاءَ أَجَلُكَ وَأَنْتَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ مَا كُنْتَ تَصْنَعُ؟
فَقَالَ: لَوْ جَاءَنِي الْمَوْتُ وَأَنَا عَلَى هَذِهِ الْحَالِ جَاءَنِي وَأَنَا فِي [طَاعَةٍ مِنْ] طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَكُفُّ بِهَا نَفْسِي وَعِيَالِي عَنْكَ وَعَنِ النَّاسِ، وَإِنَّمَا كُنْتُ أَخَافُ أَنْ لَوْ جَاءَنِي الْمَوْتُ وَأَنَا عَلَى مَعْصِيَةٍ مِنْ مَعَاصِي اللَّهِ، فَقُلْتُ: صَدَقْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، أَرَدْتُ أَنْ أَعِظَكَ فَوَعَظْتَنِي.[13] - عن عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصادق (عليه السلام): أَوْصِنِي، فَقَال: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (ع) كَانَ لَيَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ وَيَأْكُلُ أَكْلَ الْعَبْدِ وَيُطْعِمُ النَّاسَ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ، وَيَرْجِعُ إِلَى رَحْلِهِ فَيَأْكُلُ الْخَلَّ وَالزَّيْتَ، وَكَانَ لَيَشْتَرِي الْقَمِيصَيْنِ السُّنْبُلَانِيَّيْنِ ثُمَّ يُخَيِّرُ غُلَامَهُ خَيْرَهُمَا ثُمَّ يَلْبَسُ الْآخَرَ، فَإِذَا جَاوَزَ إِصْبَعَهُ قَطَعَهُ وَإِنْ جَاوَزَ كَعْبَهُ حَذَفَهُ، وَمَا وَرَدَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ قَطُّ كِلَاهُمَا لِلَّهِ رِضًى إِلَّا أَخَذَ بِأَشَدِّهِمَا عَلَى بَدَنِهِ.[14]
- قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع): إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ عَلَى الطَّعَامِ فَلْيَجْلِسْ جِلْسَةَ الْعَبْدِ، وَلَا يَضَعَنَّ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَيَتَرَبَّعَ فَإِنَّهَا جِلْسَةٌ يُبْغِضُهَا اللَّهُ وَيَمْقُتُ صَاحِبَهَا.[15]
- عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَعَظَمَتِي وَبَهَائِي وَعُلُوِّ ارْتِفَاعِي، لَا يُؤْثِرُ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ هَوَايَ عَلَى هَوَاهُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا إِلَّا جَعَلْتُ غِنَاهُ فِي نَفْسِهِ وَهِمَّتَهُ فِي آخِرَتِهِ وَضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ رِزْقَهُ وَكُنْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلِّ تَاجِرٍ.[16]
- عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ: رَآنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) وَقَدْ تَأَخَّرْتُ عَنِ السُّوقِ، فَقَالَ: اغْدُ إِلَى عِزِّكَ.[17]
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): طَلَبُ الْحَلَالِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ.[18]
- وَقَالَ (ص): الشَّاخِصُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ الْحَلَالِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.[19]
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: لِيَكُنْ طَلَبُكَ لِلْمَعِيشَةِ فَوْقَ كَسْبِ الْمُضَيِّعِ وَدُونَ طَلَبِ الْحَرِيصِ الرَّاضِي بِدُنْيَاهُ الْمُطْمَئِنِّ إِلَيْهَا، وَلَكِنْ أَنْزِلْ نَفْسَكَ مِنْ ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الْمُنْصِفِ الْمُتَعَفِّفِ، تَرْفَعُ نَفْسَكَ عَنْ مَنْزِلَةِ الْوَاهِنِ الضَّعِيفِ وَتَكْتَسِبُ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ، إِنَّ الَّذِينَ أُعْطُوا الْمَالَ ثُمَّ لَمْ يَشْكُرُوا لَا مَالَ لَهُمْ.[20]
- عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَقُولُ: مَنْ طَلَبَ قَلِيلَ الرِّزْقِ كَانَ ذَلِكَ دَاعِيَهُ إِلَى اجْتِلَابِ كَثِيرٍ مِنَ الرِّزْقِ، [وَمَنْ تَرَكَ قَلِيلًا مِنَ الرِّزْقِ كَانَ ذَلِكَ دَاعِيَهُ إِلَى ذَهَابِ كَثِيرٍ مِنَ الرِّزْقِ].[21]
- عَنِ الْحُسَيْنِ الْجَمَّالِ قَالَ: شَهِدْتُ إِسْحَاقَ بْنَ عَمَّارٍ يَوْمًا وَقَدْ شَدَّ كِيسَهُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَقُومَ، فَجَاءَهُ إِنْسَانٌ يَطْلُبُ دَرَاهِمَ بِدِينَارٍ، فَحَلَّ الْكِيسَ فَأَعْطَاهُ دَرَاهِمَ بِدِينَارٍ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا كَانَ فَضْلُ هَذَا الدِّينَارِ؟ فَقَالَ إِسْحَاقُ: مَا فَعَلْتُ هَذَا رَغْبَةً فِي فَضْلِ الدِّينَارِ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَقُولُ: مَنِ اسْتَقَلَّ قَلِيلَ الرِّزْقِ حُرِمَ الْكَثِيرَ.[22]
- قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): لَا تُمَانِعُوا قَرْضَ الْخَمِيرِ وَالْخُبْزِ وَاقْتِبَاسَ النَّارِ، فَإِنَّهُ يَجْلِبُ الرِّزْقَ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ مَعَ مَا فِيهِ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ.[23]
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: مَنْ طَلَبَ التِّجَارَةَ اسْتَغْنَى عَنِ النَّاسِ، قُلْتُ: وَإِنْ كَانَ مُعِيلًا؟ قَالَ: وَإِنْ كَانَ مُعِيلًا، إِنَّ تِسْعَةَ أَعْشَارِ الرِّزْقِ فِي التِّجَارَةِ.[24]
- عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): مَا فَعَلَ عُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ؟ قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ أَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ وَتَرَكَ التِّجَارَةَ، فَقَالَ: وَيْحَهُ أَمَا عَلِمَ أَنَّ تَارِكَ الطَّلَبِ لَا يُسْتَجَابُ لَهُ؟!
إِنَّ قَوْمًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) لَمَّا نَزَلَتْ {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} أَغْلَقُوا الْأَبْوَابَ وَأَقْبَلُوا عَلَى الْعِبَادَةِ وَقَالُوا: قَدْ كُفِينَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ (ص) فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: مَا حَمَلَكُمْ عَلَى مَا صَنَعْتُمْ؟
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُكُفِّلَ لَنَا بِأَرْزَاقِنَا فَأَقْبَلْنَا عَلَى الْعِبَادَةِ، فَقَالَ: إِنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ لَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ عَلَيْكُمْ بِالطَّلَبِ.[25] - عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَسَأَلَنَا عَنْ عُمَرَ بْنِ مُسْلِمٍ مَا فَعَلَ؟ فَقُلْتُ: صَالِحٌ وَلَكِنَّهُ قَدْ تَرَكَ التِّجَارَةَ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): عَمَلُ الشَّيْطَانِ ثَلَاثًا.
أَمَا عَلِمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) اشْتَرَى عِيرًا أَتَتْ مِنَ الشَّامِ، فَاسْتَفْضَلَ فِيهَا مَا قَضَى دَيْنَهُ وَقَسَمَ فِي قَرَابَتِهِ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، يَقُولُ الْقُصَّاصُ: إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَكُونُوا يَتَّجِرُونَ كَذَبُوا وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَدَعُونَ الصَّلَاةَ فِي مِيقَاتِهَا وَهُوَ أَفْضَلُ مِمَّنْ حَضَرَ الصَّلَاةَ وَلَمْ يَتَّجِرْ.[26] - عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَقُولُ: مِنَ النَّاسِ مَنْ رِزْقُهُ فِي التِّجَارَةِ وَمِنْهُمْ مَنْ رِزْقُهُ فِي السَّيْفِ وَمِنْهُمْ مَنْ رِزْقُهُ فِي لِسَانِهِ.[27]
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: مَنْ ضَاقَ عَلَيْهِ الْمَعَاشُ ـ أَوْ قَالَ: الرِّزْقُ ـ فَلْيَشْتَرِ صِغَارًا وَلْيَبِعْ كِبَارًا.[28]
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَ {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} قَالَ: يَعْنِي الرِّزْقَ، إِذَا أَحَلَّ الرَّجُلُ مِنْ إِحْرَامِهِ وَقَضَى نُسُكَهُ فَلْيَشْتَرِ وَلْيَبِعْ فِي الْمَوْسِمِ.[29]
- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَيَابَةَ قَالَ: لَمَّا هَلَكَ أَبِي سَيَابَةُ، جَاءَ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِهِ إِلَيَّ فَضَرَبَ الْبَابَ عَلَيَّ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَعَزَّانِي وَقَالَ لِي: هَلْ تَرَكَ أَبُوكَ شَيْئًا؟
فَقُلْتُ لَهُ: لَا، فَدَفَعَ إِلَيَّ كِيسًا فِيهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ وَقَالَ لِي: أَحْسِنْ حِفْظَهَا وَكُلْ فَضْلَهَا.
فَدَخَلْتُ إِلَى أُمِّي وَأَنَا فَرِحٌ فَأَخْبَرْتُهَا، فَلَمَّا كَانَ بِالْعَشِيِّ أَتَيْتُ صَدِيقًا كَانَ لِأَبِي فَاشْتَرَى لِي بَضَائِعَ سَابِرِيٍّ، وَجَلَسْتُ فِي حَانُوتٍ فَرَزَقَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ فِيهَا خَيْرًا كَثِيرًا.
وَحَضَرَ الْحَجُّ فَوَقَعَ فِي قَلْبِي فَجِئْتُ إِلَى أُمِّي وَقُلْتُ لَهَا: إِنَّهَا قَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِي أَنْ أَخْرُجَ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَتْ لِي: فَرُدَّ دَرَاهِمَ فُلَانٍ عَلَيْهِ فَهَاتِهَا، وَجِئْتُ بِهَا إِلَيْهِ فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ فَكَأَنِّي وَهَبْتُهَا لَهُ، فَقَالَ: لَعَلَّكَ اسْتَقْلَلْتَهَا فَأَزِيدَكَ؟ قُلْتُ: لَا وَلَكِنْ قَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِيَ الْحَجُّ فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ شَيْئُكَ عِنْدَكَ.
ثُمَّ خَرَجْتُ فَقَضَيْتُ نُسُكِي، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَدَخَلْتُ مَعَ النَّاسِ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) وَكَانَ يَأْذَنُ إِذْنًا عَامًّا، فَجَلَسْتُ فِي مَوَاخِيرِ النَّاسِ وَكُنْتُ حَدَثًا، فَأَخَذَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ وَيُجِيبُهُمْ.
فَلَمَّا خَفَّ النَّاسُ عَنْهُ أَشَارَ إِلَيَّ فَدَنَوْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ لِي: أَلَكَ حَاجَةٌ؟ فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَيَابَةَ، فَقَالَ لِي: مَا فَعَلَ أَبُوكَ؟ فَقُلْتُ: هَلَكَ، قَالَ: فَتَوَجَّعَ وَتَرَحَّمَ.
قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي: أَفَتَرَكَ شَيْئًا؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ حَجَجْتَ؟ قَالَ: فَابْتَدَأْتُ فَحَدَّثْتُهُ بِقِصَّةِ الرَّجُلِ، قَالَ: فَمَا تَرَكَنِي أَفْرُغُ مِنْهَا حَتَّى قَالَ لِي: فَمَا فَعَلْتَ فِي الْأَلْفِ؟
قَالَ: قُلْتُ رَدَدْتُهَا عَلَى صَاحِبِهَا، قَالَ: فَقَالَ لِي: قَدْ أَحْسَنْتَ، وَقَالَ لِي: أَلَا أُوصِيكَ؟ قُلْتُ: بَلَى جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَقَالَ: عَلَيْكَ بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ تَشْرَكُ النَّاسَ فِي أَمْوَالِهِمْ هَكَذَا، وَجَمَعَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ.
قَالَ: فَحَفِظْتُ ذَلِكَ عَنْهُ، فَزَكَّيْتُ ثَلَاثَمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ.[30] - عَنْ أَبِي عُمَارَةَ الطَّيَّارِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) إِنَّهُ قَدْ ذَهَبَ مَالِي وَتَفَرَّقَ مَا فِي يَدِي وَعِيَالِي كَثِيرٌ.
فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): إِذَا قَدِمْتَ الْكُوفَةَ فَافْتَحْ بَابَ حَانُوتِكَ وَابْسُطْ بِسَاطَكَ وَضَعْ مِيزَانَكَ وَتَعَرَّضْ لِرِزْقِ رَبِّكَ.
قَالَ: فَلَمَّا أَنْ قَدِمَ فَتَحَ بَابَ حَانُوتِهِ وَبَسَطَ بِسَاطَهُ وَوَضَعَ مِيزَانَهُ، قَالَ: فَتَعَجَّبَ مَنْ حَوْلَهُ بِأَنْ لَيْسَ فِي بَيْتِهِ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ مِنَ الْمَتَاعِ وَلَا عِنْدَهُ شَيْءٌ.
قَالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: اشْتَرِ لِي ثَوْبًا، قَالَ: فَاشْتَرَى لَهُ وَأَخَذَ ثَمَنَهُ وَصَارَ الثَّمَنُ إِلَيْهِ، ثُمَّ جَاءَهُ آخَرُ فَقَالَ لَهُ: اشْتَرِ لِي ثَوْبًا، قَالَ: فَطَلَبَ لَهُ فِي السُّوقِ ثُمَّ اشْتَرَى لَهُ ثَوْبًا فَأَخَذَ ثَمَنَهُ فَصَارَ فِي يَدِهِ، وكَذَلِكَ يَصْنَعُ التُّجَّارُ يَأْخُذُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ.
ثُمَّ جَاءَهُ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عُمَارَةَ إِنَّ عِنْدِي عِدْلًا مِنْ كَتَّانٍ فَهَلْ تَشْتَرِيهِ وَأُؤَخِّرَكَ بِثَمَنِهِ سَنَةً، فَقَالَ: نَعَمْ احْمِلْهُ وَجِئْنِي بِهِ، قَالَ: فَحَمَلَهُ فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ بِتَأْخِيرِ سَنَةٍ، قَالَ: فَقَامَ الرَّجُلُ فَذَهَبَ.
ثُمَّ أَتَاهُ آتٍ مِنْ أَهْلِ السُّوقِ فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عُمَارَةَ مَا هَذَا الْعِدْلُ؟ قَالَ: هَذَا عِدْلٌ اشْتَرَيْتُهُ، قَالَ: فَبِعْنِي نِصْفَهُ وَأُعَجِّلَ لَكَ ثَمَنَهُ، قَالَ: نَعَمْ، فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ وَأَعْطَاهُ نِصْفَ الْمَتَاعِ وَأَخَذَ نِصْفَ الثَّمَنِ، قَالَ: فَصَارَ فِي يَدِهِ الْبَاقِي إِلَى سَنَةٍ.
قَالَ: فَجَعَلَ يَشْتَرِي بِثَمَنِهِ الثَّوْبَ وَالثَّوْبَيْنِ وَيَعْرِضُ وَيَشْتَرِي وَيَبِيعُ حَتَّى أَثْرَى وَعَرَضَ وَجْهُهُ وَأَصَابَ مَعْرُوفًا.[31] - عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: أَبَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا أَنْ يَجْعَلَ أَرْزَاقَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ.[32]
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: مَا سَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مُؤْمِنٍ بَابَ رِزْقٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ لَهُ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ.[33]
- عن الإمام الباقر (ع): .. وَبَادِرْ بِانْتِهَازِ الْبُغْيَةِ عِنْدَ إِمْكَانِ الْفُرْصَةِ.[34]
- عن الإمام الرضا (ع): لَا تَسْتَقِلُّوا قَلِيلَ الرِّزْقِ فَتُحْرَمُوا كَثِيرَهُ.[35]
- عن أمير المؤمنين (ع): الِاقْتِصَادُ يُنْمِي الْقَلِيلَ.[36]
- وعنه (ع): خُذِ الْقَصْدَ فِي الْأُمُورِ، فَمَنْ أَخَذَ الْقَصْدَ خَفَّتْ عَلَيْهِ الْمُؤَنُ.[37]
- وعنه (ع): مَنْ صَحِبَ الِاقْتِصَادَ، دَامَتْ صُحْبَةُ الْغِنَى لَهُ، وَجَبَرَ الِاقْتِصَادُ فَقْرَهُ وَخَلَلَهُ.[38]
- وعنه (ع): الْقَلِيلُ مَعَ التَّدْبِيرِ أَبْقَى مِنَ الْكَثِيرِ مَعَ التَّبْذِيرِ.[39]
- عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) امْرَأَةٌ بِالْمَدِينَةِ كَانَ النَّاسُ يَضَعُونَ عِنْدَهَا الْجَوَارِيَ فَتُصْلِحُهُنَّ، وَقُلْنَا: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ مَا صُبَّ عَلَيْهَا مِنَ الرِّزْقِ، فَقَالَ: إِنَّهَا صَدَقَتِ الْحَدِيثَ وَأَدَّتِ الْأَمَانَةَ، وَذَلِكَ يَجْلِبُ الرِّزْقَ.[40]
- عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ (ع) قَالَ: مَنْ طَلَبَ الرِّزْقَ مِنْ حِلِّهِ فَغُلِبَ فَلْيَسْتَقْرِضْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَى رَسُولِهِ (ع).[41]
- عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) حَالِي وَانْتِشَارَ أَمْرِي عَلَيَّ، فَقَالَ لِي: إِذَا قَدِمْتَ الْكُوفَةَ فَبِعْ وِسَادَةً مِنْ بَيْتِكَ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، وَادْعُ إِخْوَانَكَ وَأَعِدَّ لَهُمْ طَعَامًا وَسَلْهُمْ يَدْعُونَ اللَّهَ لَكَ.
قَالَ: فَفَعَلْتُ وَمَا أَمْكَنَنِي ذَلِكَ حَتَّى بِعْتُ وِسَادَةً وَأَعْدَدْتُ طَعَامًا كَمَا أَمَرَنِي وَسَأَلْتُهُمْ يَدْعُونَ اللَّهَ لِي.
قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا مَكَثْتُ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى أَتَانِي غَرِيمٌ لِي، فَدَقَّ الْبَابَ عَلَيَّ وَصَالَحَنِي عَنْ مَالٍ كَثِيرٍ كُنْتُ أَحْسَبُهُ نَحْوًا مِنْ عَشَرَةِ آلَافٍ، ثُمَّ أَقْبَلَتِ الْأَشْيَاءُ عَلَيَّ.[42] - عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ وَكَانَ مُحْتَاجًا فَأَلَحَّتْ عَلَيْهِ امْرَأَتُهُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ، فَابْتَهَلَ إِلَى اللَّهِ فِي الرِّزْقِ، فَرَأَى فِي النَّوْمِ: أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ دِرْهَمَانِ مِنْ حِلٍّ أَوْ أَلْفَانِ مِنْ حَرَامٍ؟ فَقَالَ: دِرْهَمَانِ مِنْ حِلٍّ، فَقَالَ: تَحْتَ رَأْسِكَ.
فَانْتَبَهَ فَرَأَى الدِّرْهَمَيْنِ تَحْتَ رَأْسِهِ، فَأَخَذَهُمَا وَاشْتَرَى بِدِرْهَمٍ سَمَكَةً، وَأَقْبَلَ إِلَى مَنْزِلِهِ.
فَلَمَّا رَأَتْهُ الْمَرْأَةُ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ كَاللَّائِمَةِ وَأَقْسَمَتْ أَنْ لَا تَمَسَّهَا، فَقَامَ الرَّجُلُ إِلَيْهَا، فَلَمَّا شَقَّ بَطْنَهَا إِذَا بِدُرَّتَيْنِ فَبَاعَهُمَا بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ.[43] - عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (ع) يَقُولُ: كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) مُؤْمِنٌ فَقِيرٌ شَدِيدُ الْحَاجَةِ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، وَكَانَ مُلَازِمًا لِرَسُولِ اللَّهِ (ص) عِنْدَ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ كُلِّهَا، لَا يَفْقِدُهُ فِي شَيْءٍ مِنْهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) يَرِقُّ لَهُ وَيَنْظُرُ إِلَى حَاجَتِهِ وَغُرْبَتِهِ.
فَيَقُولُ: يَا سَعْدُ لَوْ قَدْ جَاءَنِي شَيْءٌ لَأَغْنَيْتُكَ، قَالَ: فَأَبْطَأَ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص)، فَاشْتَدَّ غَمُّ رَسُولِ اللَّهِ (ص) لِسَعْدٍ.
فَعَلِمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مَا دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْ غَمِّهِ لِسَعْدٍ، فَأَهْبَطَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلَ (ع) وَمَعَهُ دِرْهَمَانِ، فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلِمَ مَا قَدْ دَخَلَكَ مِنَ الْغَمِّ لِسَعْدٍ، أَفَتُحِبُّ أَنْ تُغْنِيَهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ: فَهَاكَ هَذَيْنِ الدِّرْهَمَيْنِ فَأَعْطِهِمَا إِيَّاهُ وَمُرْهُ أَنْ يَتَّجِرَ بِهِمَا.
قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) ثُمَّ خَرَجَ إِلَى صَلَاةِ الظُّهْرِ، وَسَعْدٌ قَائِمٌ عَلَى بَابِ حُجُرَاتِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) يَنْتَظِرُهُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ (ص) قَالَ: يَا سَعْدُ أَتُحْسِنُ التِّجَارَةَ؟ فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: وَاللَّهِ مَا أَصْبَحْتُ أَمْلِكُ مَالًا أَتَّجِرُ بِهِ.
فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ (ص) الدِّرْهَمَيْنِ وَقَالَ لَهُ: اتَّجِرْ بِهِمَا وَتَصَرَّفْ لِرِزْقِ اللَّهِ، فَأَخَذَهُمَا سَعْدٌ وَمَضَى مَعَ النَّبِيِّ (ص) حَتَّى صَلَّى مَعَهُ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ (ص): قُمْ فَاطْلُبِ الرِّزْقَ فَقَدْ كُنْتُ بِحَالِكَ مُغْتَمًّا يَا سَعْدُ.
قَالَ: فَأَقْبَلَ سَعْدٌ لَا يَشْتَرِي بِدِرْهَمٍ شَيْئًا إِلَّا بَاعَهُ بِدِرْهَمَيْنِ، وَلَا يَشْتَرِي شَيْئًا بِدِرْهَمَيْنِ إِلَّا بَاعَهُ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، فَأَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى سَعْدٍ فَكَثُرَ مَتَاعُهُ وَمَالُهُ وَعَظُمَتْ تِجَارَتُهُ، فَاتَّخَذَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مَوْضِعًا وَجَلَسَ فِيهِ فَجَمَعَ تِجَارَتَهُ إِلَيْهِ.
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) إِذَا أَقَامَ بِلَالٌ لِلصَّلَاةِ يَخْرُجُ وَسَعْدٌ مَشْغُولٌ بِالدُّنْيَا، لَمْ يَتَطَهَّرْ وَلَمْ يَتَهَيَّأْ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ قَبْلَ أَنْ يَتَشَاغَلَ بِالدُّنْيَا، فَكَانَ النَّبِيُّ (ص) يَقُولُ: يَا سَعْدُ شَغَلَتْكَ الدُّنْيَا عَنِ الصَّلَاةِ، فَكَانَ يَقُولُ: مَا أَصْنَعُ أُضَيِّعُ مَالِي؟! هَذَا رَجُلٌ قَدْ بِعْتُهُ فَأُرِيدُ أَنْ أَسْتَوْفِيَ مِنْهُ، وَهَذَا رَجُلٌ قَدِ اشْتَرَيْتُ مِنْهُ فَأُرِيدُ أَنْ أُوفِيَهُ.
قَالَ: فَدَخَلَ رَسُولَ اللَّهِ (ص) مِنْ أَمْرِ سَعْدٍ غَمٌّ أَشَدُّ مِنْ غَمِّهِ بِفَقْرِهِ، فَهَبَطَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ (ع) فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلِمَ غَمَّكَ بِسَعْدٍ، فَأَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ حَالُهُ الْأُولَى أَوْ حَالُهُ هَذِهِ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ (ص): يَا جَبْرَئِيلُ بَلْ حَالُهُ الْأُولَى، قَدْ أَذْهَبَتْ دُنْيَاهُ بِآخِرَتِهِ.
فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ (ع): إِنَّ حُبَّ الدُّنْيَا وَالْأَمْوَالِ فِتْنَةٌ وَمَشْغَلَةٌ عَنِ الْآخِرَةِ، قُلْ لِسَعْدٍ يَرُدُّ عَلَيْكَ الدِّرْهَمَيْنِ اللَّذَيْنِ دَفَعْتَهُمَا إِلَيْهِ، فَإِنَّ أَمْرَهُ سَيَصِيرُ إِلَى الْحَالَةِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا أَوَّلًا.
قَالَ: فَخَرَجَ النَّبِيُّ (ص) فَمَرَّ بِسَعْدٍ فَقَالَ لَهُ: يَا سَعْدُ أَمَا تُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ الدِّرْهَمَيْنِ اللَّذَيْنِ أَعْطَيْتُكَهُمَا؟ فَقَالَ سَعْدٌ: بَلَى وَمِائَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ: لَسْتُ أُرِيدُ مِنْكَ يَا سَعْدُ إِلَّا الدِّرْهَمَيْنِ، فَأَعْطَاهُ سَعْدٌ دِرْهَمَيْنِ.
قَالَ: فَأَدْبَرَتِ الدُّنْيَا عَلَى سَعْدٍ حَتَّى ذَهَبَ مَا كَانَ جَمَعَ، وَعَادَ إِلَى حَالِهِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا.[44]
[1]. سورة يونس، الآية 58.
[2]. الكافي، ج8، ص 131.
[3]. نهج البلاغة، ص 228- 229.
[4]. مجموعة ورام، ج2، ص 84.
[5]. وسائل الشيعة، ج24، ص 255.
[6]. بحار الأنوار، ج16، ص 261.
[7]. مستدرك الوسائل، ج16، ص 227.
[8]. الكافي، ج5، ص 75.
[9]. الكافي، ج5، ص 76.
[10]. الكافي، ج5، ص 75 – 76.
[11]. الكافي، ج5، ص 76.
[12]. الكافي، ج5، ص 77.
[13]. الكافي، ج5، ص 73 – 74.
[14]. مجموعة ورام، ج2، ص 84.
[15]. وسائل الشيعة، ج24، ص 258.
[16]. الكافي، ج2، ص 137.
[17]. وسائل الشيعة، ج17، ص 10.
[18]. بحار الأنوار، ج100، ص 9.
[19]. مستدرك الوسائل، ج13، ص 12.
[20]. الكافي، ج5، ص 81.
[21]. الكافي، ج5، ص 311.
[22]. الكافي، ج5، ص 311.
[23]. الكافي، ج5، ص 315.
[24]. الكافي، ج5، ص 148.
[25]. الكافي، ج5، ص 84.
[26]. الكافي، ج5، ص 75.
[27]. الكافي، ج5، ص 305.
[28]. الكافي، ج5، ص 305.
[29]. وسائل الشيعة، ج11، ص 60.
[30]. الكافي، ج5، ص 134.
[31]. الكافي، ج5، ص 304 – 305.
[32]. الكافي، ج5، ص 83.
[33]. وسائل الشيعة، ج17، ص 53.
[34]. تحف العقول، ص 286.
[35]. الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام، ص 338.
[36]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 353.
[37]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 353.
[38]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 354.
[39]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 354.
[40]. الكافي، ج5، ص 133.
[41]. من لا يحضره الفقيه، ج3، ص 182.
[42]. وسائل الشيعة، ج17، ص 52.
[43]. وسائل الشيعة، ج25، ص 453.
[44]. الكافي، ج5، ص 312 – 313.

روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

عشر قواعد لحياة روحية عظيمة
عشر قواعد أساسيّة تدلّنا على كيفية الوصول إلى حياة روحانية صاخبة فوّارة طيّبة مفعمة بالنشاط والاندفاع. 10 قواعد لحياة روحية عظيمة الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 160 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 7.5$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

فن تدبير المعيشة (١)
تدبير المعاش يتطلب مهارات عديدة. ولكن ينبغي أولا أن نتعرف إلى هدف العيش في هذه الدنيا وابعاده. لأن المعاش الصحيح ينطلق من مبادئ صحيحة. وبعد ذلك يصبح مهارة وفنا يحتاج إلى الحكمة والممارسة السليمة. فما هي هذه المبادئ وكيف نطبقها تطبيقًا صحيحًا؟

ما هي أهم أسباب الرزق؟.. وأيّها نعتمد؟
هل يمكن للإنسان أن يسلك طريقًا واضحًا لتأمين رزقه فلا يخيب؟ أم أنّ الرزق أمرٌ غيبيّ بيد الله وحده، لا يمكن للإنسان أن يتعرّف إلى أسبابه مهما فعل؟ في الحديث الشريف: "أَبَى اللَّهُ أَنْ يُجْرِيَ الْأَشْيَاءَ إِلَّا بِأَسْبَاب"؛ ما يعني أنّ لكلّ شيء في هذا العالم أسبابًا وعللًا توجده وتحقّقه، وإن كان كل شيء يرجع إلى الله في الأصل..

إذا أردت الغنى فعليك بحسن التدبير
حسن التدبير يعني الاستفادة المثلى من الإمكانات الظاهرة المتاحة، وتحويل الكامن والباطن منها إلى متاح، واستجلاب ما لم يكن بالحسبان! أجل، فحسن التدبير يرتبط بجميع إمكانات العالم وثرواته، الظاهر منها والباطن؛ قال الله تعالى في كتابه العزيز: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَة}، {وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُون}، {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب}؛ وعن أمير المؤمنين (ع): "الْمُؤْمِنُ سِيرَتُهُ الْقَصْدُ وَسُنَّتُهُ الرُّشْدُ".

الطريق الصحيح لتأمين المعيشة : كيف نتجنب فتنةً لا تصيب الذين ظلموا خاصّة؟
تحفل النّصوص الدّينيّة بالتّصريحات والإشارات الهادية إلى حياة الكفاف والغنى والنّجاة من الحرمان والفقر. وأوّل دلالات هذه النّصوص (من آيات وأحاديث وأدعية) هي أنّ الله تعالى لا يريدنا أن نعيش في حالٍ من العوز والهمّ المانع من تحصيل الفضائل والسّعي نحو الكمال وبلوغ المقصد الأعلى في ظلّ عبادة الله.وباختصار، لا يمكن مع كلّ هذه الشّواهد أن يظنّ المسلم أنّ الفقر أمرٌ جيّد أو مقبول في الدّين والرّؤية الإسلاميّة، حتّى أنّه قد ورد في بعض الأحاديث "كاد الفقر أن يكون كفرًا".

اجعل حسابك المصرفي عند الله
يخزن الناس أموالهم في البنوك ويودعونها الخزائن المغلقة ثم يحفظون في ذاكرتهم الأرقام التي تمثل عدد ما جمعوا من مال ومقتنيات. وكلّما سمعوا بالفقر أو احتاجوا للشعور بالغنى استذكروا تلك الأرقام، أو نظروا إلى تلك المقتنيات عسى أن ترتاح نفوسهم أو تسعد قلوبهم؛ وإذا أرادوا أن يطردوا عن أنفسهم هاجس الفقر، أسرعوا للشراء والاقتناء.. ومع ذلك كلّه، يبقى القلب فارغًا والنفس مضطربة.

لماذا ينبغي أن نكدح في الحياة؟.. وهل يكفي الجد لتأمين المعاش؟
قال الله تعالى: {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقيه}. الكدح والكد والجد والاجتهاد تجليات لصدق الطلب وشدة الرغبة. فمن طلب الله ورغب بلقائه ترك الدعة والراحة وانطلق ناشطًا في ميادين العمل والسعي؛ فكيف إذا آمن بأنّ هذه الحياة الدنيا ليست سوى محطة عابرة أو جسر للعبور وفرصة للوصول. يطلب أهل الدنيا الراحة والاستقرار فيها، وهم عما ينتظرهم بعدها غافلون. ويرون كل مجاهد مضحٍ أو عامل كادح مسكينًا، ويأسفون على تضييع عمره بالتعب والعناء. وتتسلّل كلماتهم هذه إلى نفوسنا، وقد تعشعش في قلوبنا، بطريقة تفرّخ شعورًا بالذل والهوان عند كل تعب أو عرق. هذا، وأكثر التعب كما يقال يأتي من كراهية التعب!

معيشتنا تحدّد مصيرنا
أجل، معيشتنا تحدّد مصيرنا الأبديّ. فقليل من التأمّل في تحدّيات العيش في الدنيا يجعلنا ندرك كم هي عميقة هذه القضيّة وكم هي مرتبطة بقضايا الكون الكبرى.

بحثًا عن أسباب الرزق والغنى... فكّر فيما لا يفكر فيه الناس
كل من يتأمّل في طبيعة موارد الأرض وحجم إمكاناتها، لا يشك لحظة واحدة بأنّ هذا الكوكب الساحر يحتوي على كل ما يحتاجه الناس، ولو بلغ عددهم أضعاف ما هم عليه اليوم. ويدرك تمامًا خطأ أصحاب الأفكار المالتوسية.حين سُئل "جورج برنارد شو"، الأديب البريطاني الساخر، عن مشكلة العالم الأساسية أجاب بطريقته المعهودة قائلًا: "إنها تشبه شعر رأسي، زيادة في الإنتاج وسوء في التوزيع". والكل يعلم أنّ هذا الأديب كان كثيف اللحية أصلع الرأس

أفضل سبل مكافحة البطالة... لماذا يجب أن نعيد النظر بشأن العمل؟
إنّ عدد سكّان الأرض قد ناهز المليارات السبعة، والقوّة العاملة فيهم تبلغ عدّة مليارات؛ لكن المتتبّع لأسواق العمالة والبطالة يلاحظ أنّ نسبة ملفتة من تلك القوّة العاملة لا تجد العمل المناسب لمعيشتها، وأنّ نسبة أخرى قد تبلغ حوالي العشرة في المئة من المجموع العام لا تجد عملًا من الأساس!

تعالوا إلى بساطة العيش. كيف تكون الحياة البسيطة وسيلة لتكامل الإنسان؟
كثيرًا ما نسمع في أوساطنا مدحًا وتمجيدًا لبساطة العيش. ولطالما ذُكرت هذه المزيّة كإحدى أهم خصائص العالِم الزاهد. وما أكثر ما تُطلق الدّعوات الموجّهة لطلّاب العلوم الدينيّة ليختاروا بساطة العيش.

الاقتصاد الحقيقيّ: من منّا لا يحلم باقتصادٍ مزدهر يحقّق أعلى درجات الرّفاهية!
تصوّر أنّك تعيش في بلدٍ لا يهمّك فيه تحديث سيّارتك ولا تلفازك ولا هاتفك ولا أجهزتك الإلكترونيّة!وتصوّر أنّك لا تعيش همّ كلفة الطّاقة التي تحتاج إليها لاستعمال سيّارتك وأجهزة التدفئة والتبريد وما لا يحصى من الآلات والوسائل!

6 أصول للغنى والكفاف في المعيشة
لقد استضافنا الله في هذه الأرض لا ليحرمنا ويجعل عيشنا كدًّا كدًّا، بل أراد لنا أن نسعى فيها نحو الآخرة. وقد صرّح النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) بهذه الضمانة حين قال: "أيُّهَا النَّاسُ أَقْبِلُوا عَلَى مَا كُلِّفْتُمُوهُ مِنْ إِصْلَاحِ آخِرَتِكُمْ وَأَعْرِضُوا عَمَّا ضُمِنَ لَكُمْ مِنْ دُنْيَاكُم".

ما معنى القناعة كنز لا ينفد؟ في البحث عن المعنى الحقيقيّ للغنى
أعظم أسباب الغنى القناعة. وسرّ ذلك أنّ الغنى هو شعور أكثر من أن يكون مجرّد إدراك للواقع. لكنّه ليس شعورًا نخترعه نحن، لأنّه إن انفصل عن الواقع، سرعان ما يزول ليحل محلّه شعور آخر أسوأ من الإحساس بالفقر والحرمان؛ فلا شيء أقوى من الواقع؛ لكن الواقع الذي نعرفه هو واقعٌ جميل مليء بالألطاف والرحمة؛ وكيف لا يكون كذلك وهو يد الله تعالى وتجلياته.

6 عوامل.. من أجل اقتصادٍ مزدهر
إنّ المعادلة الكبرى لأي ازدهار اقتصادي تكمن في حقيقة أساسيّة وهي كفاية الأرض لتأمين الحاجات الأساسية لأهلها. لكن هذا العطاء يحتاج إلى عملٍ ذكيّ وتعاملٍ حكيم. وحين يجوع أي شعب في الأرض فهذا يدل على وجود خطأ ما في سلوكه ونمط عيشه وإدارته. وانطلاقًا من هذه القاعدة يوجد ستّة عوامل أساسيّة لتحقيق الازدهار، هي في الواقع بمثابة تطبيق وتفصيل لها.

كيف تصبح غنيًّا.. وتعيش سعيدًا
الغنى عزٌّ، والله تعالى يريد العزّة لعباده المؤمنين. والفقر ذلٌّ وسواد الوجه في الدارين، والله لا يريد إذلال أوليائه وتحقيرهم.. الغنى خيار، وليس مجرّد قضاء وقدر ينزل على الإنسان لمجرّد الابتلاء. فكلّ إنسانٍ باستطاعته أن يصبح غنيًّا! وإذا كان من أولياء الله من اختار الفقر، فذلك لسببٍ خاصّ وموضعيّ يرتبط بطبيعة دوره في المجتمع.

نحو اقتصاد عائلي ذكي
العنوان الأبرز في الدين هو أنه دين يحقق للبشرية سعادة الدنيا والآخرة. ولا سعادة في الدنيا مع الفقر والعوز والحرمان. فكيف نفسّر فقر عدد كبير من المسلمين وما هي الأصول الدينية الأساسية التي تحقق للمسلم رفاهيته وسعادته في الدنيا إن هو إلتزم بها؟. ما هي الاجراءات المهمة التي ينبغي ان نعمل عليها من أجل بناء حياة معيشية سليمة تضمن لنا تحقيق سعادة الدنيا والآخرة. وما هي الاخطاء القاتلة التي يمكن ان نرتكبها على صعيد الاقتصاد، فتؤدي إلى تعاستنا في الدنيا والآخرة.

لا عقل كالتدبير
ما هي أهمية العقل ودوره في الحياة؟وكيف تتجلى نعمة العقل في سلوكنا ونمط عيشنا؟
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...