
إذا أردت الغنى فعليك بحسن التدبير
السيد عباس نورالدين
قال أمير المؤمنين (ع):"اسْتَصْلِحْ كُلَّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَهَا اللَّهُ [سُبْحَانَهُ] عَلَيْكَ، وَلَا تُضِعْ نِعْمَةً مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عِنْدَكَ".[1]
حسن التدبير يعني الاستفادة المثلى من الإمكانات الظاهرة المتاحة، وتحويل الكامن والباطن منها إلى متاح، واستجلاب ما لم يكن بالحسبان!
أجل، فحسن التدبير يرتبط بجميع إمكانات العالم وثرواته، الظاهر منها والباطن؛ قال الله تعالى في كتابه العزيز: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَة}،[2] {وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُون}،[3] {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب}؛[4] وعن أمير المؤمنين (ع): "الْمُؤْمِنُ سِيرَتُهُ الْقَصْدُ وَسُنَّتُهُ الرُّشْدُ".[5]
بالنسبة للمؤمن بالله الغني الكريم، كل العالم هو ساحة جولاته وصولاته؛ لكن النجاح فيه يبدأ من ساحة بيته وأسرته.. فمركز تدبير أمور المعاش هو الأسرة. وكل أعمالنا التي تندرج تحت هذا العنوان يجب أن تنطلق من هذه النقطة؛ لهذا تكون الأولوية المعاشية والنظر إلى الأمور من زاوية تكوين أسرة متينة وكبيرة. عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ قَالَ: "سَمِعْتُ رَجُلًا يَقُولُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع): بَلَغَنِي أَنَّ الِاقْتِصَادَ وَالتَّدْبِيرَ فِي الْمَعِيشَةِ نِصْفُ الْكَسْبِ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): لَا بَلْ هُوَ الْكَسْبُ كُلُّهُ، وَمِنَ الدِّينِ التَّدْبِيرُ فِي الْمَعِيشَةِ".[6] ولا شيء من الدين والفرائض يتعارض مع ذلك؛ فحتى الجهاد في سبيل الله، الذي قد يأخذ كامل الجهد والوقت أحيانًا، فإنّ أحد حكم تشريعه بقاء النسل واستتباب الأمن والعزة والازدهار. وفي الحديث "اغْزُوا تُورِثُوا أَبْنَاءَكُمْ مَجْدًا".[7]
تمثّل الأسرة المركز الذي ينبغي أن تصبّ فيه ثمار جهود السعي لتأمين المعاش أوّلًا. وهذه الأسرة التي نتطلع إليها لا ينبغي أن تحد بأيّ حد؛ فتتسع وتكبر ويزداد أفرادها بالتوكل على الله وبحسن توفيقه وعنايته. {نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ}؛[8] فلا ينبغي أن نحدها بموانع الحمل ووجود سيارة صغيرة أو غرف قليلة. ولهذا يجب أن يكون تصميم البيت منذ البداية بحيث يسمح بالتوسع حين اللزوم. فتكثير النسل من أعظم الخدمات التي نقدمها للدين وللمجتمع والأرض. وكل من يعمل لله وخلقه وعياله، فسوف يعزّه الله وينصره. قال الإمام الصادق (ع): " إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ خَيْرًا ... وَزَيَّنَ فِيهِمْ حُسْنَ النَّظَرِ فِي تَدْبِيرِ مَعَاشِهِمْ وَالرِّفْقَ بِالاقْتِصَادِ فِي نَفَقَاتِهِمْ.."،[9] وقال أمير المؤمنين (ع): "عَلَيْكَ بِالْقَصْدِ فَإِنَّهُ أَعْوَنُ شَيْءٍ عَلَى حُسْنِ الْعَيْشِ وَلَنْ يَهْلِكَ امْرُؤٌ حَتَّى يُؤْثِرَ شَهْوَتَهُ عَلَى دِينِهِ"،[10] وقال (ع): "فِي كُلِّ شَيْءٍ يُذَمُّ السَّرَفُ إِلَّا فِي صَنَائِعِ الْمَعْرُوفِ وَالْمُبَالِغَةِ فِي الطَّاعَةِ"،[11] و"مَنْ أَرَادَ السَّلَامَةَ فَعَلَيْهِ بِالْقَصْدِ"،[12] و"كَفَى بِالْمَرْءِ كَيْسًا أَنْ يَقْتَصِدَ فِي مَآرِبِهِ وَيُجْمِلَ فِي مَطَالِبِهِ".[13]
إنّ تعطيل الأرحام المسلمة دون عذر حقيقي لهو من أكبر أسباب الحسرات يوم القيامة؛ لأنّ المسلمين الواقعيين هم أفضل ذخائر الأرض وعمّارها. وبعمارة الأرض تعمر السماء وتتفتّح أبوابها.. فلا مشروع يضاهي تكثير من يقول لا إله إلا الله (كما جاء في الحديث)[14] ولا إنتاج يماثل إنتاج البشر إلّا إحياء النفوس بعمارة الأرواح بالعلم والهداية. ولو فرضنا حصول تعارض بين المهمّتين لكان الثاني أولى وأهم. قال أمير المؤمنين (ع): "خُذِ الْقَصْدَ فِي الْأُمُورِ فَمَنْ أَخَذَ الْقَصْدَ خَفَّتْ عَلَيْهِ الْمُؤَنُ"،[15] وعنه (ع): "عَلَيْكَ بِالْقَصْدِ فِي الْأُمُورِ، فَمَنْ عَدَلَ عَنِ الْقَصْدِ جَارَ، وَمَنْ أَخَذَ بِهِ عَدَلَ".[16]
إنّ أفضل استثمارات الحياة الاقتصادية والمعيشية يتمثّل في الإنجاب وتكثير النسل. وقد ثبت بما لا يبقي مجالًا للشك أنّ عدد السكان هو العامل المفصلي في قوّة اقتصاد أيّ دولة أو مجتمع. ولو طالعنا التاريخ، وتأمّلنا في بدايات تشكّل القوى العالمية الحالية، لوجدنا أنّ انبعاث هذه القوى على مسرح الاقتدار قد اعتمد بشكل أساسي على العنصر البشري وكثرة عدد السكان. ولا يزال الاقتصاد الأمريكي المتضخّم مدينًا بشكل أساسي إلى يومنا هذا للمهاجرين والازدياد النوعي في عدد سكان الولايات مقارنة بدول أوروبا التي تعاني من انخفاض معدلات الخصوبة وسياسات منع الهجرة والحدّ منها. عن أمير المؤمنين (ع): "مَنْ صَحِبَ الِاقْتِصَادَ دَامَتْ صُحْبَةُ الْغِنَى لَهُ وَجَبَرَ الِاقْتِصَادُ فَقْرَهُ وَخَلَلَهُ"،[17] وعنه (ع): "لِيَكُنْ مَرْكَبُكَ الْقَصْدُ وَمَطْلَبُكَ الرُّشْدُ".[18]
تدبير المعاش ينبغي أن يمتد ليشمل الحياة كلها؛ فكما تعمل لحاضرك ينبغي أن تفكر بمستقبلك؛ قال أمير المؤمنين (ع): "طُولُ التَّفْكِيرِ يُصْلِحُ عَوَاقِبَ التَّدْبِيرِ".[19] ووجود عدد كبير من الأبناء في كبرك وهرمك لهو من عوامل العزة والثروة والاقتدار. إنّ المعدل العام هو أنّ كل إنسان يقضي حوالي ثلاثين سنة في الإنتاج وحوالي ثلاثين سنة بعدها في الاستفادة والاستثمار فيما زرعه في الثلاثين الأولى. وأفضل إنتاج يستثمره المرء في حياته الدنيا هو تلك الأسرة الكبيرة العزيزة.
ثم يأتي دور الدائرة الأوسع وهي المجتمع. فبعد النجاح في تدبير أمور الأسرة وفق المعايير الإسلامية ونمط عيشها، يتيسّر للمسلم الفرصة للمساهمة في تدبير معاش أسرته الكبرى، وهي هذا المجتمع المسلم الذي يمتد ويتّسع بحسب الظروف والأوضاع. والهدف الأول لهذا التدبير يصبّ أيضًا في توسعة الأسرة المسلمة الكبيرة، وذلك بالعمل على تأمين مستلزماتها من أمن وإمكانات وسلامة وصيانة. قال أمير المؤمنين (ع): "قِوَامُ الْعَيْشِ حُسْنُ التَّقْدِيرِ وَمِلَاكُهُ حُسْنُ التَّدْبِيرِ"،[20] وعنه (ع): "سُوءُ التَّدْبِيرِ سَبَبُ التَّدْمِيرِ"،[21] وعنه (ع): "مَنْ سَاءَ تَدْبِيرُهُ بَطَلَ تَقْدِيرُهُ"،[22] "لَا فَقْرَ مَعَ حُسْنِ تَدْبِيرٍ"،[23] "آفَةُ الْمَعَاشِ سُوءُ التَّدْبِيرِ"،[24] "سُوءُ التَّدْبِيرِ مِفْتَاحُ الْفَقْرِ"،[25] "مَنْ سَاءَ تَدْبِيرُهُ تَعَجَّلَ تَدْمِيرُهُ"،[26] "مَنْ تَأَخَّرَ تَدْبِيرُهُ تَقَدَّمَ تَدْمِيرُهُ"،[27] "مَنْ سَاءَ تَدْبِيرُهُ كَانَ هَلَاكُهُ فِي تَدْبِيرِهِ"،[28] "لَا غِنَى مَعَ سُوءِ تَدْبِيرٍ"،[29] وعن الصادق (ع): "إِنَّ اللَّهَ يُنْزِلُ الْمَعُونَةَ عَلَى قَدْرِ الْمَئُونَة".[30]
بالروحية ذاتها التي انطلق منها المسلم لتدبير وإدارة أمور أسرته، سيعمل على تدبير شؤون مجتمعه؛ وسيتعامل مع جميع أعضائه كما ينظر إلى أبنائه؛ "عَلَيْكَ بِالْعَدْلِ فِي الصَّدِيقِ وَالْعَدُوِّ، وَالْقَصْدِ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى".[31] وبهذه الروحية يكتسب المسلم البصيرة والحكمة لاستثمار الطاقات والإمكانات. وكلّما كبر قلبه واتسع رحمةً وعلمًا ازداد قدرة وتوفيقًا. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "أَنَا وَعَلِيٌّ أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّةِ".[32]
حين خلق الله هذه الأرض أمرها أن تتبع كل حكيم. والحكمة عبارة عن وضع الأشياء مواضعها. وحسن التدبير ينطلق من وضع الإمكانات والطاقات في أمكنتها ومواضعها لتنطلق عجلة العمل والإنتاج. جاء في الأحاديث الشريفة: "أَدَلُّ شَيْءٍ عَلَى غَزَارَةِ الْعَقْلِ حُسْنُ التَّدْبِيرِ"،[33] "لَيْسَ فِي اقْتِصَادٍ تَلَفٌ"،[34] "عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ فِي الْمَطَاعِمِ فَإِنَّهُ أَبْعَدُ مِنَ السَّرَفِ وَأَصَحُّ لِلْبَدَنِ وَأَعْوَنُ عَلَى الْعِبَادَةِ"،[35] "حُسْنُ التَّدْبِيرِ وَتَجَنُّبُ التَّبْذِيرِ مِنْ حُسْنِ السِّيَاسَةِ"،[36] "إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا أَلْهَمَهُ الِاقْتِصَادَ وَحُسْنَ التَّدْبِيرِ وَجَنَّبَهُ سُوءَ التَّدْبِيرِ وَالْإِسْرَافَ".[37]
إن ولّيت على مؤسسة ما، وكنتَ حسنَ الإدارة، فإنّ أول شيء ستفعله هو أن تتعرّف إلى جميع العاملين فيها وتكتشف طاقاتهم وإمكاناتهم، لكي تضع كل عامل موضعه بحسب كفاءاته وأدائه. وبذلك ينتظم عمل المؤسسة كجهاز متكامل، وتصبح منتجة مزدهرة. فحسن الإدارة يزيد الإنتاج؛ ومع ازدياد الإنتاج ينعم الجميع بالثمار. ورد في الحديث: "الِاقْتِصَادُ يُنْمِي الْقَلِيلَ"،[38] و"حُسْنُ التَّدْبِيرِ يُنْمِي قَلِيلَ الْمَالِ وَسُوءُ التَّدْبِيرِ يُفْنِي كَثِيرَهُ"،[39] وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: "الْمُؤْمِنُ حَسَنُ الْمَعُونَةِ خَفِيفُ الْمَئُونَةِ جَيِّدُ التَّدْبِيرِ لِمَعِيشَتِهِ".[40]
إنّ حسن تدبير الطاقات البشرية وإدارة العاملين يعتمد على عدم تبديد طاقاتهم سواء بسبب عدم الاستفادة منها أو إشغالها بما لا ينبغي؛ وهذان وجهان آخران للتبذير والإسراف. فالإسراف في الطاقات يكون في استعمالها في غير محلّها والتبذير فيها بعدم استعمالها؛ عَنِ النَّبِيِّ (ص): "مَنْ أَعْطَى فِي غَيْرِ حَقٍّ فَقَدْ أَسْرَفَ، وَمَنْ مَنَعَ مِنْ حَقٍّ فَقَدْ قَتَّرَ".[41] ولو اجتنب مدراء المجتمع والقيّمون عليه هذا النوع من الإسراف والتبذير لصلح المجتمع وأصبح عزيزًا يسلك طرق الازدهار والاقتدار.
إنّ طاقات البشر هي أغلى وأثمن وأنفس وأهم أنواع الإمكانات. وهي التي تتسبّب بضياع الأموال وإتلافها أو بصنع الثروات وتكثيرها؛ وإنّما يحصل ذلك بحسب نوعية الإدارة وطبيعة التدبير. ففي الأسرة، ينبغي أن تركز إدارتها على تنمية قدرات الأبناء وتفعيل طاقاتهم فوق أيّ شيء آخر؛ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ: "الْكَمَالُ كُلُّ الْكَمَالِ التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ وَالصَّبْرُ عَلَى النَّائِبَةِ وَتَقْدِيرُ الْمَعِيشَةِ".[42] وإنّما تتفعّل هذه الطاقات وتنمو بشكل سليم في ظل بيئة مفعمة بالمودة والرحمة والروحانية والعلم والمعنويات وحسن الخلق والسكينة.
فالهدف هو تكميل الأبناء، والبرنامج هو الرحمة، وتأمين الحاجات الأساسية هو الوسيلة والتعبير. فإن خلا تدبير المعاش من المودة والعطف، فلا يصنع بيئة مناسبة للتكامل.
"اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاحْجُبْنِي عَنِ السَّرَفِ وَالِازْدِيَادِ، وَقَوِّمْنِي بِالْبَذْلِ وَالِاقْتِصَادِ، وَعَلِّمْنِي حُسْنَ التَّقْدِيرِ، وَاقْبِضْنِي بِلُطْفِكَ عَنِ التَّبْذِيرِ، وَأَجْرِ مِنْ أَسْبَابِ الْحَلَالِ أَرْزَاقِي، وَوَجِّهْ فِي أَبْوَابِ الْبِرِّ إِنْفَاقِي..".[43]
[1]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 353.
[2]. سورة لقمان، الآية 20.
[3]. سورة الذاريات، الآية 22.
[4]. سورة الطلاق، الآية 3.
[5]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 353.
[6]. بحار الأنوار، ج68، ص 349.
[7]. الكافي، ج5، ص 8.
[8]. سورة الأنعام، الآية 151.
[9]. مستدرك الوسائل، ج11، ص 190.
[10]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 353.
[11]. مستدرك الوسائل، ج15، ص 271.
[12]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 354.
[13]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 353.
[14]. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): مَا يَمْنَعُ الْمُؤْمِنَ أَنْ يَتَّخِذَ أَهْلًا، لَعَلَّ اللَّهَ يَرْزُقُهُ نَسَمَةً تُثْقِلُ الْأَرْضَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. [وسائل الشيعة، ج20، ص 14]
[15]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 353.
[16]. المصدر نفسه.
[17]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 354.
[18]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 353.
[19]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 354.
[20]. المصدر نفسه.
[21]. المصدر نفسه.
[22]. المصدر نفسه.
[23]. المصدر نفسه.
[24]. المصدر نفسه.
[25]. المصدر نفسه.
[26]. المصدر نفسه.
[27]. المصدر نفسه.
[28]. المصدر نفسه.
[29]. المصدر نفسه.
[30]. وسائل الشيعة، ج9، ص 370.
[31]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 353.
[32]. بحار الأنوار، ج16، ص 95.
[33]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 354.
[34]. المصدر نفسه.
[35]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 353.
[36]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 331.
[37]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 353.
[38]. المصدر نفسه.
[39]. تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص 354.
[40]. الكافي، ج2، ص 241.
[41]. بحار الأنوار، ج66، ص 261.
[42]. الكافي، ج1، ص 32.
[43]. الصحيفة السجادية، من دعائه (عليه السلام) في المعونة على قضاء الدين.

مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

فن تدبير المعيشة (١)
تدبير المعاش يتطلب مهارات عديدة. ولكن ينبغي أولا أن نتعرف إلى هدف العيش في هذه الدنيا وابعاده. لأن المعاش الصحيح ينطلق من مبادئ صحيحة. وبعد ذلك يصبح مهارة وفنا يحتاج إلى الحكمة والممارسة السليمة. فما هي هذه المبادئ وكيف نطبقها تطبيقًا صحيحًا؟

الطريق الصحيح لتأمين المعيشة : كيف نتجنب فتنةً لا تصيب الذين ظلموا خاصّة؟
تحفل النّصوص الدّينيّة بالتّصريحات والإشارات الهادية إلى حياة الكفاف والغنى والنّجاة من الحرمان والفقر. وأوّل دلالات هذه النّصوص (من آيات وأحاديث وأدعية) هي أنّ الله تعالى لا يريدنا أن نعيش في حالٍ من العوز والهمّ المانع من تحصيل الفضائل والسّعي نحو الكمال وبلوغ المقصد الأعلى في ظلّ عبادة الله.وباختصار، لا يمكن مع كلّ هذه الشّواهد أن يظنّ المسلم أنّ الفقر أمرٌ جيّد أو مقبول في الدّين والرّؤية الإسلاميّة، حتّى أنّه قد ورد في بعض الأحاديث "كاد الفقر أن يكون كفرًا".

بحث: القناعة سبيل الانعتاق
تدل عشرات الشواهد المقدّسة والمشهودة في حياة الأمم على أنّ من جملة عناصر قوّة أبناء المجتمع انعتاقهم من سلطة الشهوات. ومن المعروف أنّ عصرنا الحالي يتميّز بالتنوّع الهائل لإغراءات الشّهوة التي تُعرض بصورة السلع والبضائع، والتي أحدثت تغييرًا قيميًّا عُرف بثقافة التسوّق والاستهلاك.

ما معنى القناعة كنز لا ينفد؟ في البحث عن المعنى الحقيقيّ للغنى
أعظم أسباب الغنى القناعة. وسرّ ذلك أنّ الغنى هو شعور أكثر من أن يكون مجرّد إدراك للواقع. لكنّه ليس شعورًا نخترعه نحن، لأنّه إن انفصل عن الواقع، سرعان ما يزول ليحل محلّه شعور آخر أسوأ من الإحساس بالفقر والحرمان؛ فلا شيء أقوى من الواقع؛ لكن الواقع الذي نعرفه هو واقعٌ جميل مليء بالألطاف والرحمة؛ وكيف لا يكون كذلك وهو يد الله تعالى وتجلياته.

اجعل حسابك المصرفي عند الله
يخزن الناس أموالهم في البنوك ويودعونها الخزائن المغلقة ثم يحفظون في ذاكرتهم الأرقام التي تمثل عدد ما جمعوا من مال ومقتنيات. وكلّما سمعوا بالفقر أو احتاجوا للشعور بالغنى استذكروا تلك الأرقام، أو نظروا إلى تلك المقتنيات عسى أن ترتاح نفوسهم أو تسعد قلوبهم؛ وإذا أرادوا أن يطردوا عن أنفسهم هاجس الفقر، أسرعوا للشراء والاقتناء.. ومع ذلك كلّه، يبقى القلب فارغًا والنفس مضطربة.

معيشتنا تحدّد مصيرنا
أجل، معيشتنا تحدّد مصيرنا الأبديّ. فقليل من التأمّل في تحدّيات العيش في الدنيا يجعلنا ندرك كم هي عميقة هذه القضيّة وكم هي مرتبطة بقضايا الكون الكبرى.

كيف تصبح غنيًّا.. وتعيش سعيدًا
الغنى عزٌّ، والله تعالى يريد العزّة لعباده المؤمنين. والفقر ذلٌّ وسواد الوجه في الدارين، والله لا يريد إذلال أوليائه وتحقيرهم.. الغنى خيار، وليس مجرّد قضاء وقدر ينزل على الإنسان لمجرّد الابتلاء. فكلّ إنسانٍ باستطاعته أن يصبح غنيًّا! وإذا كان من أولياء الله من اختار الفقر، فذلك لسببٍ خاصّ وموضعيّ يرتبط بطبيعة دوره في المجتمع.

تعالوا إلى بساطة العيش. كيف تكون الحياة البسيطة وسيلة لتكامل الإنسان؟
كثيرًا ما نسمع في أوساطنا مدحًا وتمجيدًا لبساطة العيش. ولطالما ذُكرت هذه المزيّة كإحدى أهم خصائص العالِم الزاهد. وما أكثر ما تُطلق الدّعوات الموجّهة لطلّاب العلوم الدينيّة ليختاروا بساطة العيش.

6 عوامل.. من أجل اقتصادٍ مزدهر
إنّ المعادلة الكبرى لأي ازدهار اقتصادي تكمن في حقيقة أساسيّة وهي كفاية الأرض لتأمين الحاجات الأساسية لأهلها. لكن هذا العطاء يحتاج إلى عملٍ ذكيّ وتعاملٍ حكيم. وحين يجوع أي شعب في الأرض فهذا يدل على وجود خطأ ما في سلوكه ونمط عيشه وإدارته. وانطلاقًا من هذه القاعدة يوجد ستّة عوامل أساسيّة لتحقيق الازدهار، هي في الواقع بمثابة تطبيق وتفصيل لها.

بحثًا عن أسباب الرزق والغنى... فكّر فيما لا يفكر فيه الناس
كل من يتأمّل في طبيعة موارد الأرض وحجم إمكاناتها، لا يشك لحظة واحدة بأنّ هذا الكوكب الساحر يحتوي على كل ما يحتاجه الناس، ولو بلغ عددهم أضعاف ما هم عليه اليوم. ويدرك تمامًا خطأ أصحاب الأفكار المالتوسية.حين سُئل "جورج برنارد شو"، الأديب البريطاني الساخر، عن مشكلة العالم الأساسية أجاب بطريقته المعهودة قائلًا: "إنها تشبه شعر رأسي، زيادة في الإنتاج وسوء في التوزيع". والكل يعلم أنّ هذا الأديب كان كثيف اللحية أصلع الرأس

6 أصول للغنى والكفاف في المعيشة
لقد استضافنا الله في هذه الأرض لا ليحرمنا ويجعل عيشنا كدًّا كدًّا، بل أراد لنا أن نسعى فيها نحو الآخرة. وقد صرّح النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) بهذه الضمانة حين قال: "أيُّهَا النَّاسُ أَقْبِلُوا عَلَى مَا كُلِّفْتُمُوهُ مِنْ إِصْلَاحِ آخِرَتِكُمْ وَأَعْرِضُوا عَمَّا ضُمِنَ لَكُمْ مِنْ دُنْيَاكُم".

لماذا ينبغي أن نكدح في الحياة؟.. وهل يكفي الجد لتأمين المعاش؟
قال الله تعالى: {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقيه}. الكدح والكد والجد والاجتهاد تجليات لصدق الطلب وشدة الرغبة. فمن طلب الله ورغب بلقائه ترك الدعة والراحة وانطلق ناشطًا في ميادين العمل والسعي؛ فكيف إذا آمن بأنّ هذه الحياة الدنيا ليست سوى محطة عابرة أو جسر للعبور وفرصة للوصول. يطلب أهل الدنيا الراحة والاستقرار فيها، وهم عما ينتظرهم بعدها غافلون. ويرون كل مجاهد مضحٍ أو عامل كادح مسكينًا، ويأسفون على تضييع عمره بالتعب والعناء. وتتسلّل كلماتهم هذه إلى نفوسنا، وقد تعشعش في قلوبنا، بطريقة تفرّخ شعورًا بالذل والهوان عند كل تعب أو عرق. هذا، وأكثر التعب كما يقال يأتي من كراهية التعب!

ما هي أهم أسباب الرزق؟.. وأيّها نعتمد؟
هل يمكن للإنسان أن يسلك طريقًا واضحًا لتأمين رزقه فلا يخيب؟ أم أنّ الرزق أمرٌ غيبيّ بيد الله وحده، لا يمكن للإنسان أن يتعرّف إلى أسبابه مهما فعل؟ في الحديث الشريف: "أَبَى اللَّهُ أَنْ يُجْرِيَ الْأَشْيَاءَ إِلَّا بِأَسْبَاب"؛ ما يعني أنّ لكلّ شيء في هذا العالم أسبابًا وعللًا توجده وتحقّقه، وإن كان كل شيء يرجع إلى الله في الأصل..

الاقتصاد الحقيقيّ: من منّا لا يحلم باقتصادٍ مزدهر يحقّق أعلى درجات الرّفاهية!
تصوّر أنّك تعيش في بلدٍ لا يهمّك فيه تحديث سيّارتك ولا تلفازك ولا هاتفك ولا أجهزتك الإلكترونيّة!وتصوّر أنّك لا تعيش همّ كلفة الطّاقة التي تحتاج إليها لاستعمال سيّارتك وأجهزة التدفئة والتبريد وما لا يحصى من الآلات والوسائل!

لا عقل كالتدبير
ما هي أهمية العقل ودوره في الحياة؟وكيف تتجلى نعمة العقل في سلوكنا ونمط عيشنا؟

نحو اقتصاد عائلي ذكي
العنوان الأبرز في الدين هو أنه دين يحقق للبشرية سعادة الدنيا والآخرة. ولا سعادة في الدنيا مع الفقر والعوز والحرمان. فكيف نفسّر فقر عدد كبير من المسلمين وما هي الأصول الدينية الأساسية التي تحقق للمسلم رفاهيته وسعادته في الدنيا إن هو إلتزم بها؟. ما هي الاجراءات المهمة التي ينبغي ان نعمل عليها من أجل بناء حياة معيشية سليمة تضمن لنا تحقيق سعادة الدنيا والآخرة. وما هي الاخطاء القاتلة التي يمكن ان نرتكبها على صعيد الاقتصاد، فتؤدي إلى تعاستنا في الدنيا والآخرة.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...