
المدرسة المثاليّة... وأهم مخرجاتها
السيد عباس نورالدين
هناك عدّة أمور تحتّم علينا تطوير مدارسنا، بدءًا من الشكل والبناء، وانتهاءً بالمناهج، مرورًا بالبيئة والأساليب والإدارة.
وأحد أهم هذه الأمور هي التحدّيات المفروضة علينا، والتي لم نبدأ يومًا بمواكبتها ومواجهتها بواسطة التعليم العام وفي جبهة البيئة المدرسيّة. علينا أن نعترف أنّنا منذ أن انخرطنا في النّظام المدرسيّ (المفروض علينا من دول الاستعمار)، لم نبنِ مناهجها وبرامجها على أساس هذا الاستحقاق الكبير، الذي يجب أن ينطلق من عمق إدراك ماهيّة الاستعمار والاستكبار وآثاره على حياتنا ومصيرنا وثقافتنا. بل إنّ هذه المناهج لم تكن سوى تقليدٍ مقنّع لرؤية المستعمرين للحياة والوجود، سواء على مستوى الفكر أو نمط العيش أو حتى طرائق التعليم.
إنّ بعض الإصلاحات التي أُجريت هنا أو هناك لم تسعَ للانطلاق من الرؤية الإسلاميّة للتعليم والتربية، ولم تدرك الموقع الحسّاس للمدرسة في بناء المجتمع واستقلاله. وفي أحسن الحالات، وجدناها تنطلق من دافع مواجهة أبرز مظاهر الاستعمار الفكريّ المضادّ لبعض التعاليم الإسلاميّة التي فهمناها. ولا يخفى أنّ فهمنا هذا كان محدودًا متأثّرًا بعصور الظلام والفصل بين الدين والسياسة. وباختصار، لم يكن المشروع الإسلاميّ الرساليّ الحضاريّ متبلورًا ولا حاضرًا في أي عمليّة تخطيط تربويّ تعليميّ جادّة.
لهذا، يجب أوّلًا أن نتخلّص من ذهنيّة الانفعال والدفاع، ونبدأ بعملية البناء على أركان هذا المشروع الكبير، الذي لا يقبل لأتباعه، إلّا أن يكونوا المتفوّقين في كلّ شيءٍ جميل: {وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.[1]
ثمّ نشرع في تحديد كل متطلّبات هذا المشروع على مستوى بناء الإنسان علميًّا ومعرفيًّا ونفسيًّا ومهارتيًّا، وفيما يرتبط بالقوى الكامنة التي أودعها الله فيه، والاستعدادات التي أمره بتفعيلها، ليكون جديرًا بمشروع الخلافة الإلهيّة في الأرض.
ثمّ نجعل من هذه الرؤية والمتطلّبات منهاجًا يحقّق الوعي الذاتيّ في الأتباع، بدل أن يكونوا فاقدين للبصيرة تجاه أنفسهم وتجاه ذاك المشروع الحضاريّ، الذي يُعدّ سرّ وجودهم على هذه الأرض.
وهذا ما يتطلّب استحضار كل أركان المشروع المقابل، الذي نعتبره مشروع الشيطان الأكبر، لأنّنا لن نعرف الحقّ حتى نعرف الذي تركه، ولن نعرف سبيل الرّشد حتى نعرف من سلك سبيل الغي، كما ألهمنا وعلّمنا أمير المؤمنين (عليه السلام).
فمن علامات استيعاب المشروع الإلهيّ:
- فهم عمق المشروع الشيطاني، الذي يتمثّل اليوم في حضارة الغرب المنحطّة الغارقة في البهيميّة والشيطنة والشر والفساد والبشاعة؛
- وامتلاك الصيانة والمناعة الذاتيّة تجاه كل مغرياتها ومؤثّراتها.
وما لم نتمكّن من تخريج طلّاب يمتلكون ذاك الوعي وهذه المناعة، فهذا يعني أنّنا فشلنا في إدراك أبعاد المشروع الإلهيّ وبرنامجه وجماله، الذي يكشف عن قبح كل ما سواه.
إنّ المدرسة، وقبل أن تكون محلًّا يهيّئ لصناعة المهندسين والأطبّاء والمعلوماتيّين، هي محل صناعة المجتمع المتين المحكم المستقل العزيز المزدهر بالروحانيّة والمادّيّة السليمة. ولا يمكن تحقيق ذلك، من دون الانطلاق من عمق الإسلام وروحانيّته ورؤيته وقيمه ورساليّته العالميّة، التي يُفترض أنّها للناس كافّة.
إنّ المهارات الذهنيّة المرتبطة بمقدّمات الطبّ والهندسة، وأمثالها من العلوم الرائجة، ليست سوى مُخرَجٍ واحدٍ من مُخرجات المدرسة النموذجيّة؛ ولا ينبغي أن تطغى على ما يمثّل قوام الشخصية الإسلاميّة الناجحة الفالحة، كالعقيدة والإيمان والفكر الحرّ والعزّة والقيم الأخلاقيّة والدور الرساليّ والتقوى العالية والإنسانيّة الشامخة.
إنّ كل مصائبنا اليوم، نابعة من تلك النظرة الأحاديّة للتعليم ولدور المدرسة، التي خرّجت آلاف الطاقات الواعدة، التي لم تجد سوى الغرب ملاذًا ومحلًّا لتقديم إبداعاتها وطاقاتها وثمرة أعمارها. وما زلنا نشهد لحدّ اليوم، كيف أنّ معظم خرّيجي أعتى المدارس "الإسلاميّة" ـ التي ادّعت أنّها قامت بعمليّة أسلمة لمناهجها ـ يتوقون لمتابعة الدراسة والعمل، وحتى الإقامة في أمريكا وأوروبا. فأيّ فشلٍ هو أكبر من هذا الفشل، حين يخرج مئات طلّاب الجامعات وهم يهتفون لإسقاط النظام الإسلاميّ في البلد، الذي قدّم مئات آلاف الشهداء فداءً للإسلام! وحين تقابلهم وتستمع إليهم، ترى أنّهم لم يدركوا بديهيّات المشروع الإسلاميّ، ولم يمتلكوا أُسس الوعي تجاه العدوّ ومؤامراته الواضحة السافرة، رغم أنّهم درسوا وتعلّموا في مدارس ذلك النظام!!
ينبغي أن نقول أنّ تلك الإصلاحات المنهاجية والتعليميّة، لم تنطلق من معرفة ودراية بأبسط مقوّمات التعليم وكيفيّة بناء الشخصية، كما أنّها عجزت عن فهم أبعاد الشخصية الإنسانيّة وكيفيّة تفعيل طاقاتها وقواها؛ ولو أنّها كانت تدري ذلك لاستطاعت أن تبني ذلك الإنسان الذي لا يحتاج إلى كثرة مطالعة ودراسة، حتّى يفهم ما يجري في العالم وما يُحاك فيه ضدّ الإنسان والأرض.
لا يمكن أن يتنكّر الإنسان ـ الذي يشعر أنّ مدرسته احترمت قدراته الكامنة وعملت على تفعيلها وأشعرته بإنسانيّته الحقيقيّة، التي لا تتحقّق إلّا في ظلّ الارتباط العميق بالله تعالى ـ للنظام الذي قدّم له هذه المدرسة؛ لأنّ هذا الشعور هو أسمى ما يمكن أن يحصل للإنسان في هذا العالم، حيث لن يشعر بعدها بالحرمان حين يفقد السيّارة الفارهة أو الشقّة الوسيعة أو الأجهزة الإلكترونية، فضلًا عن أن يجذبه شيء من مغريات الحضارة الغربيّة البهيميّة المنحطّة.
لقد عجزت هذه المدارس عن تحقيق أبسط متطلّبات التعليم، وهو ما عبّرنا عنه بالوعي الذاتيّ والشعور بالكرامة الإنسانيّة الواقعيّة المبنيّة على الاتّصال بالقدرة الإلهيّة المطلقة. لقد تحوّلت هذه المدارس إلى محل يُداس فيه على كرامة الإنسان وحرّيته عبر تقليد تلك الأنظمة الغربيّة الاستبدادية القمعيّة، التي حوّلت المدرسة إلى سجنٍ مقنّع؛ وحيث يفقد إنسانها الشعور بأنّه كيان ذو قيمة عظيمة عند الله تعالى ما دام حيًّا، وأنّ عليه أن يعيش هذا الشعور والإيمان لكي يدرك ما أعدّ الله له من أنواع الكرامات واللذات والبهجات والكمالات.
فغالبًا ما نجد السطحيّة سائدة في تحليل شتّى الموضوعات والقضايا المطروحة في المدرسة، فضلًا عن إهمال أهم ما يرتبط بإنسانيّة الإنسان. ولهذا، لم يتمكّن التعليم السائد من ربط الطالب بعمق قضايا الحياة والتحدّيات والمتطلّبات؛ هذا الربط الذي يمثّل أعظم أركان التفوّق الحضاريّ.
فإذا استطاع طلّابنا أن يدركوا عمق ما يجري في كيانهم على مستوى التعلّم والعلم، هل يمكن أن يصبحوا تابعين للشركات، التي لا همّ لها سوى تكديس الثروات، ولو كان على حساب الإنسان والبيئة وموارد الطبيعة؟
وإذا استطاع الطالب أن يدرك قيمة الحياة الآخرة والحياة المعنويّة، هل يمكن أن يغلب عليه شهوات رخيصة أو رغبات جسديّة محدودة؟ وهل يمكن بعدها أن يشتهي نمط العيش الغربيّ القائم على الغفلة عن تلك الحياة؟
نلاحظ أنّ أهم المناهج التعليميّة، التي يؤمن أصحابها بالإسلام، لم تتمكّن من طرح قضايا الحياة الكبرى والمصيريّة والجوهريّة وفق أساليب تعليميّة سليمة. بل اكتفت بطرح القليل منها، بأساليبٍ تعليميّة سطحيّة ورؤية بعيدة عن حقيقتها وعمّا يجري في هذه الحياة.
كما أنّ أصحاب تلك المدارس انطلقوا من عقليّات محافظة بعيدة عن متطلّبات العصر وتحوّلاته، فاجتنبوا طرح القضايا الحسّاسة لكي يحفظوا مكتسباتهم ولا يستثيروا المسؤولين التقليديّين والمتواطئين مع طبقة من علماء الدين، الذين لم يدركوا يومًا ما يجري في هذا العالم.
وإذا كان العرفان الإسلاميّ هو أحد أعظم العلوم التي ناقشت عمق الكيان الإنسانيّ وطاقاته وتحوّلاته ومنازله وكمالاته ومشاكله، فنحن نراه مستبعدًا بالكامل عن ساحة التخطيط والتأليف وطرح الموضوعات؛ لأنّنا ما زلنا ننظر إلى هذا العلم من زاوية ضيّقة جدًّا (لا مجال الآن لذكرها). وهكذا خسرنا كمسلمين تراثًا عظيمًا واستبعدناه عن عمليّة بناء المدرسة الإسلاميّة المتفوّقة.
فكيف نتوقّع من مدرسة تنقطع عن تراثها وأمجادها أن تخرّج أشخاصًا ينتمون إلى ذلك التراث والثقافة الغنيّة العالية؟
[1]. سورة آل عمران، الآية 139.

روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

المدرسة النموذجية
إنّ القوّة الأساسيّة للمدرسة النموذجيّة تكمن في برامجها ومناهجها التي تتميّز بقدرتها على تقديم المعارف والمهارات بأحدث الطرق وأسهلها، وتعتصر كل التراث العظيم للبشريّة وتتّصل بكامل التّراث الاسلامي وتقدّمه لطلّابها عبر السنوات الدراسيّة كأحد أعظم الكنوز المعرفيّة. وهكذا يتخرّج طلّابنا وهم متّصلون بهذا البحر العظيم لكلّ الإنجازات الحضاريّة في العالم كلّه ويمتلكون القدرة التحليليّة اللازمة لتمييز الخير من الشرّ في جميع أنحائه. المدرسة النموذجيّة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 140 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

المدرسة الإسلامية
يعرض لأخطر المشاكل وأهم القضايا حول أوضاع المدارس الحالية، التي تبنت المناهج الغربية، وذلك بالطبع بحثًا عن المدرسة المطلوبة التي تنسجم مع حاجات المجتمع وثقافته. كل ذلك من أجل بعث حركة فكرية جادة بين المهتمين بالتعليم عن طريق بناء الرؤية الشاملة للتربية التعليمية في الإسلام. المدرسة الإسلاميّة الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 232 صفحةالطبعة الأولى، 2014مالسعر: 10$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

روح التربية
الإنسان لا يأتي إلى الدنيا فاسدًا. في البداية يأتي إلى الدنيا بفطرة جيّدة وهي الفطرة الإلهية "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَة"، وهذه هي الفطرة الإنسانية فطرة الصراط المستقيم والإسلام والتوحيد. أنواع التربية هي التي تفتح هذه الفطرة أو تسد الطريق على الفطرة. التربية هي التي يمكن أن توصل المجتمع إلى كماله المنشود، وهي التي تجعل البلاد إنسانية نموذجية كما يريدها الإسلام روح التربية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 192 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

كيف تصبح ذكيًّا؟
في هذا الزّمن الذي انكشف الكثير من الحقائق عن الذّكاء، وأصبح معروفًا أنّ لكلّ إنسان ذكاءه الخاصّ فما هو المقصود من هذا العنوان؟

كيف نجعل أبناءنا يملكون تصرّفاتهم؟ خطوة مهمّة على طريق الإصلاح
إنّ رصيدنا الأكبر في التربية هو تلك الفطرة التي أودعها الله تعالى في كلّ إنسان. وبالنسبة للأطفال والناشئة، وحتّى الشباب، تكون موانع هذه الفطرة قليلة أو ضعيفة، خصوصًا إذا انعقدت نطفهم من صلب ورحم طاهرين (وهو ما نعبّر عنه بطهارة المولد).

نحو آفاق شامخة في التّعليم: ما المدى الذي تبلغه ثقــافة الأطفال؟
بنظرة متعمّقة في نتاج المدارس والجامعات الحالية، يمكن لأي مهتم متتبّع أن يلاحظ ثغرات كبرى على مستوى المخرجات والنتائج. صحيح أنّ الجامعة هي فرصة الإبداع والتألّق، لكنّها في نتاجها هذا تعتمد كثيرًا على مخرجات المدرسة. فضمور الإبداع والتفوّق الجامعيّ يرجع بالدّرجة الأولى إلى إخفاق المدرسة في تأمين مقدّمات ذلك.

كيف نعلّم أطفالنا الدين؟ مبادئ متينة لتعليمٍ قويم
عن أمير المؤمنين(ع): "أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ".[1]إنّ الهدف الأكبر لنزول الدين هو تعميق الرابطة المعنويّة بين الإنسان وربّ العالم. ويجب أن يكون هذا الهدف هدف التعليم الدينيّ حتمًا. ولا بأس من الإشارة بدايةً إلى بعض أبعاد هذا الهدف وتجلّياته في الواقع النفسيّ والعمليّ، لما لهذا الكلام من تأثير على توجيه التّعليم نفسه.

صناعة التلميذ المتفوّق.. لماذا يجب أن تعيد المدارس النظر في ماهية التفوّق؟
إذا كنّا نريد أن نبقى في عصر الذّكاء الاصطناعي ونحافظ على هويّتنا وثقافتنا، يجب أن نعيد النظر فيما نعرفه عن القدرات التي تمنحها المناهج الجديدة لإنسان الغد.. لا يبدو أنّنا منتبهون إلى التحوّلات النوعيّة، في الأمور التي يمكن لهذه المناهج أن تكسبها لطلّابها والتي تجعل أبناء مدارسنا يظهرون كأقزامٍ صغار.

في معركة الوعي والبصيرة.. يأتي الدور الحاسم للإمام عليّ في صناعة الثبات والشجاعة
يمتلك الغرب الكثير من الوسائل والأساليب التي يمكن أن تُخرج الشباب من ساحة المواجهة الحضاريّة، وتجعلهم أدوات لتحقيق مآربه. ورصيده الأكبر هنا يكمن في إخفاء ماهيّته وحقيقته، وإظهار نفسه كبديل أعلى لثقافتنا وديننا وقيمنا. هكذا يحصل التغرّب، فيتحوّل الشاب من عنصرٍ مفيد لمجتمعه إلى عنصرٍ مساندٍ لعدوّه. فهل سمعتم عن خداع أكبر وأمكر من هذا الخداع على مدى التاريخ!

4 أصول أساسية لتعلّم اللغة.. كيف نجعل أبناءنا يمتلكون مهارات لغويّة عالية؟
حتّى في عصر التكنولوجيا والحواسيب الفائقة السّرعة، ما زالت اللغة تشكّل قدرة أساسيّة لا بديل لها. وقد يدهشك مدى ما يمكن أن يبلغه الإنسان من تأثير ومن قدرة اقتصاديّة واجتماعيّة ومعنويّة فيما إذا كان بارعًا في استخدام الكلمات!

هل تريد قصّة ناجحة؟ لماذا تُعدّ الحكمة أساس نجاح كل قصّة؟
تولّدت الآداب من رغبة الإنسان أو حاجته لنقل تجاربه وأفكاره ومشاعره إلى غيره من بني جنسه. وتعاظم شأن الآداب حين امتزجت بالفنّ الجميل والبيان الجذّاب، فأصبح الاستمتاع بفنونها جزءًا أساسيًّا من نشاطها وتطوّرها.

أعظم وسائل التربية... أطفالنا من اللاوعي إلى الوعي الكلّيّ
كل مهتم بالتربية يسعى لمعرفة قواعدها العامّة، لكن لا يخفى على أحد أنّ القاعدة الكبرى هي أنّ اجتماع المعرفة التصديقيّة مع حسّ المسؤوليّة هو الذي يولّد العمل والسّلوك الصحيح. إنّ قسمًا مهمًّا من الشعور أو التصرّف بمسؤوليّة هو نتاجٌ طبيعيّ للجبلّة والخلقة الأصلية للبشر. جميع الناس يُفترض أن يقوموا برد فعل تجاه الخطر المحدق أو الضّرر المتوقّع.

ما هو المبدأ الأوّل للتربية؟ ولماذا لا تثمر أكثر البرامج الإعداديّة؟
إذا كنت مسؤولًا عن مؤسّسة تُعنى بالتعليم أو أي شأن آخر، وتجد أنّه من الضروري إعداد العاملين فيها وتربيتهم، لكي يزدادوا مهارة ودراية وإتقانًا لعملهم، فلا شك أنّك ستبحث عن أفضل الوسائل والبرامج التربويّة.

حقيقة الذكاء العقليّ، إذا كنت تظن أنّك تعرف ما هو الذّكاء، فكّر ثانيًا!
مع بروز الحاجة إلى تحديد الكفايات المطلوبة للتعلّم، غير المرحلة العمريّة (الأول الابتدائي لسنّ السادسة)، لجأ الغربيّون كالعادة إلى علماء النفس لمساعدتهم على تحديد الذّكاء ليكون بديلًا في عمليّة التّصنيف والتّقسيم، وذلك باعتباره العامل المحوريّ في التّعلّم أو في القدرة الذهنيّة المطلوبة للتعلّم.

كيف نتفوّق في السينما؟ إذا كنّا نريد العزّة لأمتنا فلا مناص من نهضة أدبية متفوقة
إذا كنّا ندرك حجم تأثير الإعلام والسينما والدراما، وأردنا الخلاص من براثن هذه القوّة الغربيّة المشؤومة، فلا مناص من العمل على بناء صرحٍ إعلاميّ إسلاميّ أصيل، ينبع من ثقافتنا وديننا ورؤيتنا الكونيّة.

حين يصبح العلم كلّ شيء: ما هو دور المدرسة في تزكية النّفوس؟
حين يُطرح موضوع تزكية النّفس وتهذيبها، فلا شك أنّنا سنكون أمام قضيّة عمليّة. فالتزكية فعل والتّهذيب عمل، ولهذا قيل أنّ تهذيب النّفس لا يمكن أن يتحقّق من دون مجاهدة وسلوك.

كيف يكسب المعلم احترام تلامذته؟
الاحترام يجلب الأدب، والأدب يجلب الطّاعة، والطّاعة تجلب النّتائج الرّائعة. إنّه حلم كل معلم على وجه الأرض؛ إلّا أنّ الواقع هو أنّ أكثر المعلّمين يكدحون من أجل تحصيل الحدّ الأدنى من الاحترام. وفي سعيهم هذا، يخسرون عنصرًا جوهريًّا يحتاج إليه كل متعلّم، وهو المحبّة.

تنمية العقل بمواجهة القضايا... كيف يمكن أن نبني منهاجًا حول محور القضايا؟
يصرّ المهتمّون والنقّاد على أنّ الكلام الكلّي والعام لا يفيد ولا ينفع في مجال التعليم المدرسي، لأنّ المشكلة كلّ المشكلة تكمن في كيفية تحويل عملية مواجهة القضايا إلى منهاج تعليمي يراعي شروط المراحل المدرسية. ومن حقّ هؤلاء أن يعترضوا أو يطالبوا بتقديم النموذج، لكن فطرية وبداهة ما ذكرناه حين الحديث عن التعليم المتمحور حول القضايا كان من المفترض أن تغني عن هذا النقاش؛ أضف إلى ذلك التجارب الذاتية التي يمكن لأي إنسان أن يكتشف معها دور تحليل قضايا الحياة في تنمية القدرات العقلية عند الطالب.

ما هي حقيقة الذكاء؟ وكيف نزيده قوّة؟
الذكاء أمرٌ محسوسٌ وملموس، لهذا فهو لا يحتاج الى تعريف. لكن نظرًا إلى أهميتة دوره في الحياة، فإن الحديث عنه يصبح مهمًا للغاية.لا شكّ بأن كلّ واحدٍ منّا قد تعرّف إلى الذكاء من خلال المقارنة. فلو فرضنا أن الناس متساوون بالذكاء، لما شعرنا به أو عرفناه!

7 علامات للمتعلّم الحقيقي
العلم كمالٌ عظيم، الحصول عليه يدلّ على عناية إلهيّة خاصّة بالعبد. فلا يمكن أن يرفع الله وليًّا له دون أن يهبه العلم. فكل أولياء الله علماء حكماء.فكيف يمكن أن نفرّق بين العلم الهادي والعلم المضلّ؟ وما هي علامات المتعلّم الحقيقي؟

صناعة عالم الدين في المدرسة
بإمكان المدرسة أن تحقّق المعاجز ضمن الإمكانات المتاحةيدرك المتخصّصون في مجال العلوم الدينية أنّ تحصيل مستويات عالية من المعرفة والتخصّص والمهارات التعليمية أمرٌ ممكنٌ بسنواتٍ قليلة، وحتى دون شرط إنهاء المرحلة الثانوية. وفي الوقت نفسه لا يشك خبير متضلّع بما في هذه المعارف من تأثيرٍ عميق على مستوى صقل الشخصية وتقويتها وتوازنها؛ الأمر الذي نفتقد إليه كثيرًا في مدارس اليوم حيث العجز والانفكاك بين العلوم والتربية.

ماذا نعرف عن القدرات العظيمة للّغة العربية؟
أيّها الآباء والأمّهات والمربّون، توقّفوا قليلًا! هل فكّرتم بالهدف من وراء تعلّم اللغة العربية؟ما نفع أن يدرس أبناؤنا هذه اللغة الجميلة لمدّة اثني عشرعامًا، ومع ذلك لا يجدون أيّ انجذابٍ للغة القرآن والنّصوص الرّائعة المنقولة عن أئمّة الدّين؟هل فكّرتم ماذا يحدث في المدرسة؟ ولماذا لا يستسيغ أكثر الطلّاب لغةَ القرآن الكريم ولغة الأدعية الرّائعة الواردة في الصّحيفة السجّاديّة مثلًا؟

ما هي السينما الإسلاميّة؟
إذا أردنا الحديث عن سينما تكون وسيلةً لترسيخ الالتزام بالقيم السّامية واكتساب المعارف العميقة وتوسعة البصيرة والوعي، فلا بدّ من الحديث عن سينما تنافس هوليوود أو تكون عاملًا أساسيًّا في إحباط باطلها وإزهاقه.

المحور الأوّل للنّظام التعليميّ السّليم
من أهم القضايا التي تشغل بال أهل التربية والتعليم هي قضيّة العلم. لذا من أراد أن ينبي رؤية واضحة في التربية والتعليم يحتاج إلى تحديد موقفه من العلم.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...