
4 أصول للتعامل مع الانحرافات الجنسية
كيف يمكن للمربّي أن يساعد الشباب على تخطّي هذه المرحلة الحسّاسة
السيد عباس نورالدين
التوجّه الطبيعي نحو شهوة الجنس أمرٌ ثابتٌ في البشر وخصوصًا عند الشباب. الغموض الذي يلفّ هذه القضيّة والتشعّبات الموجودة فيها قد تولّد دوافع عدّة نحو استكشافها؛ وحين لا تكون المعرفة السليمة والمتوازنة متوفّرة، فمن المتوقّع أن يتّجه الناشئة نحو مصادر غير تربويّة.
إنّ البيئة الشديدة الاختلاط والتواصل اللامسؤول بين الجنسين (كما يحدث في المدارس غالبًا) يزيد من محفّزات التوجّهات الجنسية. والإعلام الذي يهتك الحياء، وخصوصًا عند الفتيات، ويشجّعهن على إثبات الذات بطرقٍ لا علاقة لها ببناء الذات وحفظ الكرامة الإنسانية، ينشئ توجّهات غير سليمة في مجال العلاقات بين الجنسين. ولو أردنا أن نعدّد الأسباب والعوامل التي تساهم في تشديد الانحرافات الجنسية، لطالت اللائحة!
إنّ فهمنا وتفهّمنا لأسباب هذه القضيّة يساعدنا على التّعامل بقدرة وحكمة أكبر؛ لكن الملاحظة الأساسيّة التي أودّ أن أُلفت النظر إليها قبل عرض بعض الأصول المهمّة في التعامل مع ما يمكن أن نسمّيه بـ "الانحرافات الجنسية" هو أن لا نعمل على إذاعتها وإشاعتها من خلال كثرة الحديث عنها، وخصوصًا إذا لم يكن حديثنا هذا في سياق وضع أولويّات وذكر إيجابيّات. فعلى سبيل المثال، إذا كنّا نخاطب شبابًا نحتمل ابتلاءهم بمثل هذه "الانحرافات"، فمن الخطأ أن نصدّر حديثنا بذكر هذه القضية، بل علينا أن نشرع من بعض الانحرافات والمشاكل والآفات التي تفوق هذه المشكلة خطورة، مثل الانحرافات العقائدية والأخلاقية، لأنّ الانحرافات المسلكيّة بحسب منظومتنا القيميّة تأتي ثالثًا. والأهم من ذلك هو أن لا يقتصر حديثنا وتواصلنا مع الشباب على ذكر السلبيّات والانحرافات، بل يجب أن يغلب عليهما البعد الإيجابيّ، الذي يمتدح ما يتميّز به الشباب من خصائص كالشجاعة والاندفاع والطهارة والبراءة والرغبة بالتضحية و..
لا ينبغي أن نُشعر الشباب بأنّهم غارقون في مستنقعٍ من القذارة (رغم خطورة القضية وحساسيّتها) لأنّ ذلك يسدّ أمامهم الكثير من أبواب الرحمة والأمل، وهي أمور مصيريّة في هذه المرحلة العمريّة. فلا شيء أسوأ من اليأس والقنوط على الشباب.
بعض المربّين لا يدرك مدى خطورة التركيز على وخامة الانحرافات الجنسيّة إلى الدرجة التي قد تدفع بعض الشباب إلى الانتحار. فبعض هذه الانحرافات التي يمكن جبرانها والخروج منها بسهولة قد تتحوّل ـ بفعل هذا التقريع الشديد ـ إلى سبب لشعور الشاب بأنّه نجس وشيطان ولا يمكن أن يطهر أبدًا؛ وحينها سيفقد الأمل بالحياة.
والأمر الآخر هو ضرورة أن نلتفت إلى درجات الانحرافات الجنسيّة، فلا نتعامل معها كأنّها شيءٌ واحد. فالبحث عبر الإنترنت عن الأمور الجنسية ـ والذي يبدأ عند الكثيرين كنوع من الاستكشاف ـ هو شيء، والابتلاء بما يُسمّى بالعادة السرّية هو شيءٌ آخر. وهكذا يتدرّج الموضوع من ناحية الحساسيّة وطبيعة الخطأ. ولا ينبغي أن نتعامل مع كلّ الدرجات تعاملًا واحدًا. فقد يكون البحث لأجل المعرفة فقط، وربما يتحوّل إلى مرضٍ أو عادة خطرة. وقد يكون الاستمناء نتيجة ضغطٍ شديد أو بسبب اللمس الطبيعيّ للأعضاء، وربما ينتقل إلى مرحلة العادة. والعديد من الشباب، ربما يفعلون هذا مرّة أو من حينٍ إلى آخر، لكنّهم يقلعون عنه فيما بعد إلى غير رجعة. ولا ينبغي إيقافهم عند هذا الماضي أو التشدّد بشأن بعض الحالات المؤقّتة أو فتح أبصارهم على ما لم يكونوا ملتفتين إليه! فربما يكون التغافل هنا من أهم عوامل التخلّص من هذه المشاكل التي قد تؤدّي إلى مشاكل أكبر.
وباختصار، إنّ تناول قضيّة الانحرافات الجنسيّة ينبغي أن يجري ضمن أجواءٍ تعليميّة وتربوية تعتمد كثيرًا على الأساليب غير المباشرة.. وفيما يلي 4أصول أساسية لمساعدة الشباب على تخطّي هذه المشاكل والضغوط.
- التركيز على عنصر الطّهارة والفطرة
يتمتّع الناشئة والشباب بميزة مهمّة، وهي غلبة جانب الطهر والصفاء والميل إلى التقوى والنفور من القذارة والفساد. من النادر أن تجد شابًّا في السادسة عشر من عمره وقد غلبت طبيعته على فطرته بحيث انطفأ نورها بالكامل. وما دام نور الفطرة موجودًا، فالأمل كبير في غلبة جهة الطهارة والروحانية على جهة الطبيعة والشهوة، وإن كان هذا الشاب مبتلًى ببعض المعاصي.
لهذا، ينبغي أن تركّز برامجنا التربوية على محورية الفطرة وتنطلق من الطهارة السائدة وتحثّ عليها. سواء من خلال كثرة الحديث عن نماذج وقدوات شبابية مميّزة أو عبر ذكر قصص وسيرة الأطهار المعصومين أنفسهم.
سنجد أنّ تفاعل الشباب مع هذه الأحاديث والقصص ملفتٌ جدًّا. وهذا يدلّ على الرغبة الأكيدة في التوجّه إلى الطهارة والكمال والجمال والصفاء.
إنّ توقّعنا أن يكون الشباب في كمال الطّهر والنّقاء وسط هذه الظروف، لهو أمرٌ في غير محلّه. فمن الطبيعي لمن يتواجد في هذه البيئات المنفلتة أن يتلوّث ببعض أسباب الانحراف؛ لكن ذلك لا يعني أنّه قرّر أو رغب بسلوك طريقه. فما يمكن أن يشغل بال الشباب أكثر من أيّ شيءٍ آخر هو الدراسة والمستقبل والمهنة والمسؤولية الاجتماعية تجاه بناء الأسرة. وسوف تتعجّب من مدى حضور هذه الهموم في هذه المرحلة العمرية!
إنّ العنصر المحوريّ الحاسم في قضية الفطرة والطهارة هو مسألة الارتباط بالله تعالى والتوجّه إليه بالعبادة والتقوى، وانبعاث جذوة الحبّ الإلهيّ في القلوب. ولا ينبغي أن نستهين بقدرة هذه القضية في التأثير الإيجابيّ على الشباب من ناحية تقوية المناعة والصيانة النفسيّة. وقد قال الله تعالى: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حِصْنِي- فَمَنْ دَخَلَ حِصْنِي أَمِنَ مِنْ عَذَابِي" [صحيفة الإمام الرضا، ص 40]. والأمن من العذاب يكون بتوفير مقتضيات الطهارة والتزكية.
ذكر الله عند الشباب هو بمثابة هطول الغيث على الأرض الخصبة المستعدّة لنبات أفضل الثمر. ويجب العمل على نشر وترويج أفضل النصوص والأحاديث التي تعمّق حضور الله تعالى في حياتنا. - إيجاد البيئة النظيفة والحثّ عليها
يمكن أن يساهم المربّون في إيجاد بيئة خالية من الأجواء الانحرافية. وعليهم أن يحثّوا الشباب على الانخراط فيها بشتّى الوسائل المشوّقة والجذّابة.
يمكن أن تكون المساجد إحدى أهم البيئات النظيفة. ولا يوجد من ينكر الدور المحوريّ للمسجد في صيانة الشباب من الانحرافات. ينبغي العمل على تقوية البرامج المسجديّة وعدم حصرها في إطار الصلوات اليوميّة. كما أنّ علينا تفادي كل أشكال البرامج المجهدة أو المملّة التي تنفّر الشباب من المجيء إلى المسجد.
صحيح أنّ جاذبية وإغراء البرامج التلفزيونية والألعاب الالكترونية كبيرٌ جدًّا، لكنّ مخاطبة الأجواء الروحانية لفطرة الإنسان التائقة للطهر والصفاء تعطي البرامج المعنويّة اليد العليا في معركة الفطرة مع الشيطان.
لا ينبغي أن نتوقّع انتصار الطهارة في بيئة فاسدة أو شديدة الانحراف. لذلك فإنّ أحد أهم مسؤوليّات المربّين والمهتمّين بمستقبل الشباب والمجتمع هو السعي الأكيد والنضال الدائم للحفاظ على البيئة الاجتماعية الخالية من الفساد. ومن الممكن أن ينخرط الشباب أنفسهم في هذا الجهاد، فيكون سعيهم هذا عاملًا مهمًّا في ابتعادهم عن كل أسباب الانحراف. فإن لم نتواجد في مجتمعٍ نظيف، فعلينا أن نعمل على إيجاده. وغالبًا ما يتطلّب الأمر جهادًا طويلًا.
الخبر السارّ هنا هو وجود الميل الأكيد عند الشباب للانخراط في مثل هذا السعي والفريضة الإلهيّة. لهذا، ينبغي أن نلتفت أيضًا إلى خطورة تحوّل هذا الجهاد إلى جهة الإفراط والمغالاة! - تعبئة الوقت بالبرامج المفيدة
هذه نصيحة عالميّة مشهورة. لكن تطبيقها يصبح أصعب يومًا بعد يوم، نظرًا إلى مدى تغلغل البرامج المفسدة والمثيرة للشهوات في كلّ شيء.
قد يجد الشباب صعوبة كبيرة في القيام بالعديد من البرامج السليمة بسبب اختلاط العوامل والأجواء السلبية فيها. فالترفيه حاجة أساسية في هذه المرحلة، لكنّه أصبح ممزوجًا بالتدخين والنرجيلة وغيرها من الأجواء التي قد لا تقلّ خطورةً عن المفاسد الجنسية. والعديد من العادات الاجتماعية يتحوّل إلى عوامل تحثّ على الخمول وضعف الهمّة والتوجّه إلى الدنيا الدنية و...
لهذا، يجب علينا العمل الدائم على ابتكار البرامج المفيدة والممتعة التي يمكن أن تملأ كل أوقات الفراغ عند الشباب. - التوجيه نحو الزواج
يقلّل البعض من تأثير الحديث عن الزواج للشباب الذين بدأوا مرحلة البلوغ الجنسي. بل إنّ بعض المربّين يجتنب هذا الحديث لأنّه يعتبره مساعدًا على استثارة التوجّهات الجنسية!
لكنّ الأمر لا يدور بين الحديث المثير أو ترك الحديث مطلقًا. فهناك حديثٌ جادّ وتربويّ يضع الشباب على جادة المسؤولية والطهارة من خلال رسم مسارٍ جميل ومفعم بالأمل أمام أبصارهم.
فلا يخفى أنّ الزواج هو التعامل الأساسيّ الذي فرضته الطبيعة لمواجهة الضغوط الجنسية بصورة سليمة. وأيّ طرحٍ آخر لا يكون سوى نوعٍ من التخفيف المؤقّت. فقد اقتضت مشيئة الله تعالى أن لا يتمكّن البشر من الهروب من هذا الضغط ـ مهما فعلوا ـ إلّا من خلال الزواج. فالله يريد أن يكثّر من بني آدم ويزيد من نسلهم، لأنّه يرى فيهم تحقيق وعده وتنفيذ مشيئته في عمارة الأرض وإصلاحها وتبديلها إلى أرضٍ مشرقة بنور ربّها.
الحديث عن الزواج هو تقريب الحلّ إلى ذهن الشباب. والحديث عن الزواج هو رسم مسار واضح أمامهم إن هم أرادوا حياة الطهر والنقاء. والحديث عن الزواج هو ترسيخ لمبدأ المسؤولية، كما في قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُون}.[1]
حين تسيطر صورة الأسرة والعائلة على أذهان الشباب، فإنّها ستطرد كل الصّور الإباحية البشعة التي تحفر أركان الفساد في نفوسهم. وحين تترسّخ حالة المسؤولية في قلوبهم، فإنّها ستطرد كل أشكال العبثيّة التي تسهّل المعصية والانحراف. وحين يدرك الشباب أنّ الأمر ليس سوى أيّام قليلة حتى ينتقلوا إلى حالة الاستقرار والإشباع، فلن يشعروا بثقل الحاجة والضغط إلى الدرجة التي تجعلهم يبحثون عن خيارات سيّئة.
الحديث عن اقتراب سنّ الخطوبة، التي يسبقها مرحلة مهمّة من التعارف بنيّة الزواج، والتي سيعقبها مرحلة الخطوبة، ومن ثمّ الزواج، يمكن أن يجري مع شباب بعمر السادسة عشرة والسابعة عشر بشكلٍ طبيعيّ. فإذا اقتنع الشاب في هذا العمر أنّه قد يدخل في أجواء التعارف الذي يعقبه طلب الخطوبة، سينظر نظرة نقيّة ومحترمة إلى الجنس الآخر (وهذا ما نلاحظه في نضج وطهارة الفتيات مقارنةً بالذكور، نظرًا لقرب سنّ الخطوبة عندهن). ولا شيء يمكن أن يساعد الشباب على تخطّي كل أشكال الانحرافات الجنسيّة مثل النّظر بعفّة ونقاء إلى الجنس الآخر.
إنّ هذه الفتاة التي يمكن أن أُعجب بها، أو هذا الشاب الذي يمكن أن يلفت نظري، هو مشروع زوج وليس صاحب أو معشوق. وحين يأتي موضوع الزواج تأتي معه كل مشاعر المسؤوليّة. وحين تحضر المسؤولية يأتي العقل. وفي ظلّ العقل يتمكّن الشباب من التغلّب على الشهوة وتخفيف لهيب نيرانها.
وقد ذكر أهل البيت (ع) في أحاديثهم عوامل مساعدة للتخفيف من ضغط الشهوة، كاللجوء إلى الصيام وإطالة شعر الجسد وتتدهن بالخل؛ ففي الْحَدِيثِ جَاءَ شَابٌّ إِلَى النَّبِيِّ (ص) فَقَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي تَائِقٌ إِلَى النِّكَاحِ وَلَا أَجِدُ الطَّوْلَ، فَقَالَ (ع): وَفِّرْ شَعْرَ جَسَدِكَ وَأَدْمِنِ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ". [عوالي اللئالي، ج3، ص309].
وعن الإمام الصادق (ع): "الِاصْطِبَاغُ بِالْخَلِّ يَقْطَعُ شَهْوَةَ الزِّنَا". [الكافي، ج6، ص 330].
كما أنّ ممارسة الرياضة تشكّل منفس لإخراج الضغوط والطاقات المستودعة في عمر الشباب.
[1]. سورة الصافات، الآية 24.

الزواج في مدرسة الإيمان
ما هو الحب؟ وما هو الزواج؟ وهل الحب شرط لنجاح الزواج؟ هذا ما يجيب عنه هذا الكتاب بالإضافة إلى العديد من الأسئلة الأخرى التي تفرضها الحياة في عصر الإنترنت. فلننظر إلى الزواج قبل اشتعال نيران العشق وقبل انطفاء شعلة الحب. الزواج في مدرسة الإيمان الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب:17*17غلاف ورقي: 264 صفحةالطبعة الأولى، 2016مللحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

الدعاء لكل حاجة
يواجه الشباب الكثير من المشاكل والضغوط والتحدّيات التي تلقي بثقلها على حياتهم، ولكن يمكن لكل مشاكلهم أن تُحلّ، بل أن تتحوّل إلى فرصة للسعادة والبهجة في حال استطاعوا أن يهيّئوا أنفسهم لهذه التحدّيات ويحصّلوا الاستعدادات اللازمة لمواجهتها، أي في حال عرفوا أين يكمن مصدر القوّة الذي يغترفون منه للتعامل معها. ولا يوجد مثل أدعية الصحيفة السجّادية المباركة في هذا المجال. ففي الدعاء أسرار القوّة كلّها. الدعاء لكل حاجة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 112 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$

كيف أصبح مخلصًا؟
لو تأمّلت في نفسك وفي حياة غيرك لعلمت أنّ كلّ إنسان يريد الوصول إلى غايةٍ ما ويسعى نحوها؛ والخيار المطروح أمامنا هو في تحديد طريق السفر وغايته وسرعة السير والترحال. على صفحات هذا الكتاب سنحدثك عن رحلة هي أجمل وأعظم رحلة يمكن أن تقوم بها في حياتك؛ إنّها رحلة تعبر بك كل المحطات الجميلة التي تملأ حياتك سرورًا وحبورًا؛ إنّها الرحلة التي تفسّر لك كل شيء، فتجعل كلّ شيء واضحًا ساطعًا؛ إنّها رحلة الإخلاص. كيف أصبح مخلصًا؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 152 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

كيف أزداد إيمانًا؟
إنّ قيمة الإنسان وعظمته تكمن في أنّه يتكامل باختياره. وتأتي وقائع الحياة ومجرياتها لتمنحنا فرصة الشعور بحضور الله والاستفادة من هذا الحضور لأجل تحقيق الكمال المنشود. وهدف هذا الكتاب هو أن يعرّفنا إلى كيفية تحقيق مثل هذه الاستفادة، فنزداد إيمانًا. كيف أزداد إيمانًا؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 136 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

كيف أهذّب نفسي؟
ما العمل إذا ابتُليتُ ببعض الأفعال غير اللائقة أو السّلوكيات القبيحة والمحرمة؟ وماذا إذا كنت أرغب في أن أكون من الشاكرين الصابرين أتمتّع بفضائل الأخلاق؟ على صفحات هذا الكتاب نغوص معًا لمعرفة منشأ هذه السلوكيّات علّنا نمسك بسر التغيير وصناعة الشخصيّة المتوازنة. كيف أهذّب نفسي؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 136 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

ما معنى أن تكون ممهّدًا؟ بالنسبة لله العمل المطلوب هو عملٌ واحد
هناك عناوين متعدّدة ترسم لنا نمط ارتباطنا بالله، لكنّ الواقع هو أنّ هناك عملًا واحدًا فقط يريده الله منّا وكل ما عدا ذلك سيكون تابعًا له ومحسوبًا عليه!

في معركة الوعي والبصيرة.. يأتي الدور الحاسم للإمام عليّ في صناعة الثبات والشجاعة
يمتلك الغرب الكثير من الوسائل والأساليب التي يمكن أن تُخرج الشباب من ساحة المواجهة الحضاريّة، وتجعلهم أدوات لتحقيق مآربه. ورصيده الأكبر هنا يكمن في إخفاء ماهيّته وحقيقته، وإظهار نفسه كبديل أعلى لثقافتنا وديننا وقيمنا. هكذا يحصل التغرّب، فيتحوّل الشاب من عنصرٍ مفيد لمجتمعه إلى عنصرٍ مساندٍ لعدوّه. فهل سمعتم عن خداع أكبر وأمكر من هذا الخداع على مدى التاريخ!

حين يصبح العلم كلّ شيء: ما هو دور المدرسة في تزكية النّفوس؟
حين يُطرح موضوع تزكية النّفس وتهذيبها، فلا شك أنّنا سنكون أمام قضيّة عمليّة. فالتزكية فعل والتّهذيب عمل، ولهذا قيل أنّ تهذيب النّفس لا يمكن أن يتحقّق من دون مجاهدة وسلوك.

هل سمعتم بمظالم شعبنا؟ كيف يزيدك الوعي بالتّاريخ مقاومةً
يتحلّق أولادي حولي ويتطلّعون بانتباهٍ فائقٍ كلّما شردت منّي أحاديث حول تاريخنا. هل هي الفضوليّة التي تميّز أبناء البشر؟ أو أنّ هناك شعورًا بالحاجة الماسّة إلى معرفة التّاريخ، باعتبار أنّه جزءٌ من هويّتنا، وبذلك فإنّ أولادي ببحثهم ومتابعتهم لهذا التاريخ، يسعون لتكميل هويّتهم ومن هم؟!

كيف نصلح ما بيننا وبين الله تعالى؟
لأنّ الله ينظر إلى قلوبنا، فالإصلاح ينبغي أن يبدأ من القلب. وبصلاح القلب تصلح الأعضاء والجوارح لأنّ القلب أميرها وقائدها.

كيف نجعل أنفسنا ثقيلة؟
من آمن بالله واليوم الآخر يعلم أنّ أساس الحساب يوم القيامة هو النّفس. وقوله تعالى:{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة}،[1] يدلّنا على قانون كلّي لعالم الآخرة. ففي ذلك العالم الأبديّ ينال كلّ إنسان بحسب واقع نفسه. ولا يكون هناك سوى ميزان واحد دقيق إلى درجة أنّه يقيس مثاقيل الذرّات. وحين تكون النفس خفيفة فسوف يتّجه نحو الهاوية ويؤمّها، {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازينُه * فَأُمُّهُ هَاوِيَة}[2]. وأمّا من ثقلت موازينه فسوف يكون في عيشة راضية في جنّة عالية،{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ}.[3]

هل اكتشفت الثّراء الحقيقيّ؟ الحياة الغنيّة في عالم الكتاب
حين تتّصل بعالم الكتاب وتشعر بأنّ لديك قدرة الوصول إلى المعارف والحِكم والمعاني اللامتناهية المبثوثة فيه من قِبل مئات آلاف الكتّاب والمفكّرين، ستشعر أنّك غنيٌّ حقًّا، وأنّ حياتك متّصلة بالفرص الواسعة.

صناعة عالم الدين في المدرسة
بإمكان المدرسة أن تحقّق المعاجز ضمن الإمكانات المتاحةيدرك المتخصّصون في مجال العلوم الدينية أنّ تحصيل مستويات عالية من المعرفة والتخصّص والمهارات التعليمية أمرٌ ممكنٌ بسنواتٍ قليلة، وحتى دون شرط إنهاء المرحلة الثانوية. وفي الوقت نفسه لا يشك خبير متضلّع بما في هذه المعارف من تأثيرٍ عميق على مستوى صقل الشخصية وتقويتها وتوازنها؛ الأمر الذي نفتقد إليه كثيرًا في مدارس اليوم حيث العجز والانفكاك بين العلوم والتربية.

ذاك الشاب المغمور قدوتي! كيف يتحوّل شخص ضعيف بائس إلى قدوة لآلاف الشباب؟
يرسم بعض النّاس لنا صورة القدوة ويجسّدونها من خلال التحوّل العميق الذي يحدث في شخصيّتهم. هذا التحوّل الذي يظهر بارتقائهم من أسفل سافلين إلى أعلى عليّين في زمنٍ محدود، يعبّر عنه بعض أهل العرفان والرّوحانية بعبور ألف شهر في ليلة واحدة. يدهشنا كيف أنّ شابًّا بائسًا عديم الجدوى يمكن أن يصنع مثل هذه المعجزة دون أن يبذل جهدًا كبيرًا أو يستغرق زمنًا طويلًا.

عنصران أساسيّان لتهذيب النفس
إنّ التخلّص من كلّ النّقائص النفسيّة هو عمليّة ينبغي أن تجري بوعيٍ تام وإرادة جدّيّة. إن تحمّل المسؤوليّة التامّة عن إزالة العقبات التي تقف بوجه سيرنا التّكامليّ هو شرطٌ ضروريّ لأي إصلاح.

صناعة المثل الأعلى
إذا نظرنا إلى حياتنا وأردنا أن نكتشف قيمتها وأهمّيتها ودورنا فيها، فلا شيء يمكن أن يعيننا على ذلك مثل الأحداث الكبرى التي تقع فيها. إنّها الحوادث التي تخرج عن سياق الرّتابة والسّطحيّة والاهتمامات المادّيّة، وتجعلنا نعيد النّظر بأهم الأمور ونعمّق الفكر حول الوجود كلّه وحول الحياة والمصير ومن نحن، وأين وكيف سنكون.

كيف أجعل ابني محبًّا للقرآن؟
للّذين يفتّشون في هذا الزّمن عن ضمانة قويّة لتربية أبنائهم على الصّلاح والطّهارة والاستقامة، فلا شيء يعدل القرآن في ذلك. فهو الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم، ويرشدنا إلى الإمام العادل والأسوة الصالحة والمبيّن الراشد. فنكتشف به الثقل الآخر الذي ما إن تمسّكنا بهما لن نضل بعدها أبدًا.

كيف يكون المعصوم قدوة؟ إذا كان وليّ الله معصومًا منذ طفولته ومؤيّدًا منذ صغره، فكيف يمكن أن نتّخذه قدوةً لنا؟
تثبت الأدلّة العقليّة والنقليّة أنّ الأنبياء والرّسل هم أشخاص معصومون عن الخطأ ولا يمكن أن يرتكبوا أي معصية في سلوكهم وفي تلقّيهم للوحي وفي تبليغهم للرسالة. وهم مؤيّدون بروح القدس الذي بفضله تنكشف لهم قبائح المعاصي وبشاعة الذّنوب إلى الحدّ الذي تكون في مذاقهم كالسمّ الزّعاف والجيفة النتنة. فهل رأيتم من يُقبل على تناول السمّ بإرادته أو أكل الجيفة برغبته؟

10مخاطر تواجه شباب اليوم... وكيف يمكن الاستعداد والإعداد لها؟
طبيعة الحياة الدنيا محفوفة بالمخاطر، فهي دار البلاء والعناء كما وصفها الأولياء. وتكمن الحكمة من وجود هذه المخاطر في استنفار الطاقات الكامنة في الإنسان. فلا شيء يضاهي مواجهة التحدّيات والصعوبات على مستوى صناعة الإنسان وتكميله.

حين تضيع القيَم!
الناس قوافل، تسير على طرق الحياة، وكلٌ سيصل إلى غايته ويلقى مصيره الأبدي. ولكي لا نضيع في دروب الدنيا المتشعّبة، جعل الله لنا علامات هداية على طرقاتها، هي بوصلة سفرنا إلى الغاية المحمودة.

أعظم طريقة لنشر القيم
يحفل تاريخنا الإسلاميّ بشخصيّات عظيمة تجسد تعاليم الإسلام وقيمه وأطروحته الكاملة. وحين نتأمّل في أفضل الطّرق والبرامج المؤثّرة في مجال نشر هذه القيم وترسيخها وتحقيق تلك الأهداف والوصول إليها، لن نجد ما هو أفضل من الشخصيّات المجسّدة لها.

الوعي السياسيّ يحفظ الإيمان
إذا كنت تظن أنّك تعرف ما هو الإيمان، فكّر ثانيًا. الإيمان الحقيقيّ هو الإدراك والشعور الذي يكون عاملًا أساسيًّا للتّفاعل القويّ مع حضور الله تعالى في الحياة؛ وفي غير هذه الحالة، فإنّ ما قد نسمّيه إيمانًا لن ينفع، ولن يفيد صاحبه من وجوده على هذه الأرض.

تعالوا نرتقي بهمومنا
لما كان الهمّ نابعًا من الاهتمام الممتزج بالقلق، ولمّا كان الهمّ أمرًا طبيعيًا في سنّة الكون ونظام الحياة الدنيا، فسوف يكون عنصرًا مفيدًا إن ارتبط بالنظام الكوني الأعلى.

بالإنسانيّة ننجو ونفوز
خلق الله الإنسان ليكون بإنسانيّته مظهرًا لعظمته وقدرته. فكانت الصّورة الإنسانيّة أجمل صورة خلقها الله؛ فمن حفظها واحترمها وصانها وأكرمها أكرمه الله ورفعه.وما دامت الصورة الإنسانية محفوظة مكرّمة في الحياة البشرية، فهذا يعني بقاء الفرصة لنيل الرحمة. ولو عبث الناس بهذه الصورة وغيّروها، فلن يبقى لوجودهم على هذه الأرض من معنًى.

أعظم امتحانات الحياة
يخطئ من يظن أنّ الأمور في هذا العالم تدور حول الإنسان. إنّه الخطأ الأوّل الذي يرتكبه الإنسان حين يجهل أنّ كل هذا الوجود والكون إنّما يدور حول الله تعالى.لسنا نحن البشر رغم أهمّية دورنا وموقعيّتنا محور هذا الوجود، بل هو الله تعالى وتقدّس. ومن عرف معنى الألوهيّة يفهم تمامًا، وبالمنطق البشريّ المعروف، أنّ من كان علّة الكون سيكون غايته، لأنّ الغاية هي الرّجوع إلى المبدأ.

القوّة الحقيقيّة للإيمان
الإيمان تجربة رائعة يختبرها الإنسان في حياته. لكنّ العديد من تجارب الإيمان لا تتعدّى القلب، فتبقى تجربة شبه واعية أو لاواعية. وذلك حين لا يكتشف العقل أسبابها ومناشئها.

لماذا نحتاج إلى التّواصل الفعّال مع الله؟ في عصر الإيمان لا شيء يغني عن الاتّصال
الإيمان بالله تعالى هو الذي يضمن لنا التّوجّه إليه. والتوجّه إلى الله هو الذي يمنحنا فرصة الاستفادة من وجودنا في هذا العالم.. لماذا؟

العلامات الحقيقيّة لنموّ الشخصيّة
أن تهتم، يعني أنّ روحك فاعلة في نفسك. وأن تهتم كثيرًا يعني أنّك تمتلك روحًا وقّادة. والأهم، إن كنت تدرك القضايا المصيريّة والأساسيّة؛ فهذا يعني أنّ روحك تسير وفق مؤشّر النموّ السّليم. كيف نكتشف أنّ البعد الروحيّ فاعل ونشيط وحيّ فينا؟ وما هي علامات نموّ هذا البعد؟

الحياة الغنيّة للمؤمن
قال أمير المؤمنين عليه السلام في صفة المؤمن: "الْمُؤْمِنُ... بَعِيدٌ هَمُّهُ، كَثِيرٌ صَمْتُهُ، مَشْغُولٌ وَقْتُه".[1] تتميّز حياة المؤمن الواقعيّ بغنًى واسعٍ يثري نفسه بأعمق المشاعر وأجملها. وليس هذا بعجيب لمن أدرك سعة الفرص التي جعلها الله تعالى في هذا الكون. فلو نظرنا إلى العالم المحيط بنا لرأينا الكثير الكثير ممّا يمكن أن نقوم به في الليل والنهار، ويعود علينا بالنفع والفائدة.

القاعدة الأولى للكمال والفضيلة
إذا كنت تمتلك الإيمان فابشر بالنّجاة والفوز يوم القيامة، لأنّ الإيمان بالله هو العملة الوحيدة والصكّ الأوحد الذي يجعلك لائقًا للجنّة. فلا ننسى أنّ الجنّة هي محل لقاء الله. وكيف يحصل لقاء الله من دون القبول والإقبال عليه؟!

قضايا الحياة الكبرى
حين تبدأ بالإحساس بوجود مجتمعات بشريّة ذات هويّات متعدّدة تعيش فيما بينها تفاعلًا قويًّا، وحين تدرك طبيعة هذا التّفاعل الذي يتّخذ سمة الصّراع في العديد من الموارد، وحين تكتشف مفاعيل ونتائج هذا الصّراع؛ فأنت إنسانٌ حيٌّ شاعرٌ مدرك. وهنا، ستحتاج إلى أن ترتقي بوعيك إلى المستوى الأعلى، حيث تفهم طبيعة ما يتولّد عن هذا التّفاعل الكبير من قضايا ـ تكون بمنزلة محدِّدات المسارات الكبرى.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...