يشغل الملياردير الشاب إيلون ماسك العالم عند كل تصريح أو تغريدة، ولكنه هذه المرة أشعل موجة من القلق بعد الكشف عن توجيهه رسالة إلى موظفي شركته الفضائية "سبايس إكس" يحذّرهم فيها من مواجهة الشركة خطر الإفلاس الحقيقي، إذا لم يجدوا حلولاً لزيادة إنتاج الجيل الجديد من محرّك صاروخ الشركة.

لا يمكن معرفة نيّات ماسك الحقيقية من توجيه رسالة كهذه. قد يناقش البعض في أنّ الهدف هو تحفيز الموظفين لتقديم المزيد، في ظل المنافسة الكبيرة من شركات أخرى تسابق إلى الفضاء، ولكن الأثر الذي ينشأ عن تصرفات إيلون ماسك بات يتجاوز حدود شركاته وممتلكاته وأمواله، ولكم متابعة أسعار العملات الرقمية والخسائر التي تعرّضت لها في أكثر من مرة، بفعل تغريدة من الملياردير الغريب الأطوار إلى حد التفلّت من أي معايير.

جديد ماسك توجيه رسالة إلى موظفي "سبايس إكس" يحثّهم فيها على زيادة إنتاج محرّك "رابتور" المخصّص لصاروخ "ستار شيب"، المركبة الضخمة القابلة لإعادة الاستخدام بالكامل عند نقل الأفراد والبضائع إلى المريخ ووجهات بعيدة.

ووصف ماسك في رسالته الأزمة التي تمر بها الشركة نتيجة التأخر في إنتاج محرك "رابتور" بالأسوأ في تاريخها، محذّراً من أن إفلاس الشركة أمر محتمل.

ويسعى ماسك الى تحقيق حلمه ببناء 1000 مركبة فضائية لاستيطان المريخ، حيث يُعدّ محرك "رابتور" الرافعة لهذا المشروع الطموح، إذ تحتاج كل مركبة فضائية إلى نحو 40 محرّكاً من هذا النوع. كما أن مركبات "ستار شيب" ضرورية لإطلاق المرحلة الثانية من أقمار "ستار لينك" لنشر الإنترنت حول العالم، بعد أن طوّرت الشركة 1600 قمر في المرحلة الأولى.

في الأسبوع نفسه، حثّ ماسك موظفي شركته الأخرى "تسلا" على البحث عن طرق لتقليل تكلفة توصيل السيارات الكهربائية للعملاء، بدل تسريع طلبات الشراء في اللحظة الأخيرة لتحقيق أهداف مبيعات نهاية الربع الأخير من العام.

كالعديد من الشركات العملاقة حول العالم، تواجه "تسلا" مشاكل في سلاسل التوريد، بفعل جائحة كوفيد 19 ونقص اليد العاملة في مجال النقل، ما أدى الى تأخر تسليم السيارات وبروز مشاكل لدى الزبائن ممّن حصلوا على قروض مالية لشراء هذه السيارات. هذا التأخير لا يؤثر فقط في السوق الأميركية، بل يتعدّاه الى السوق الصينية التي استهلكت في العام 2020 وحده مليوناً وثلاثمئة ألف سيارة كهربائية جديدة.

لا تمر أخبار إيلون ماسك مرور الكرام في الأسواق والبورصة. وتأثير أخباره يزداد بنحو مطّرد مع اقترابه من التحول إلى أول تريليونير في العالم، بعد أن تخطّت ثروته ثلاثمئة مليار دولار.

والسؤال الأهم هنا: من يدرأ التهديدات والمخاطر التي يمثّلها هذا الحجم من الثروة بيد شخص واحد فقط؟ ومن يتحمّل مسؤولية الخسائر الضخمة التي يتسبّب فيها أيلون ماسك بين الفينة والأخرى كلما غرّد على تويتر (والعديد من تغريداته لا تحمل محتوى ذا فائدة) أو كلما أثار بسلوك غير متّزن اضطرابات مالية؛ كما حصل عندما ظهر في مقابلة إذاعية وهو يدخن الماريجوانا؟

© جميع الحقوق محفوظة
العنوان
لبنان، بيروت، الكفاءات،
قرب مدرسة المهدي (الحدث)
بناية النرجس 1، ط 1.
هاتف +961 1 477233
فاكس +961 1 477233
البريد الالكتروني[email protected]