
ما هي خلفية الصراع؟
ولماذا يجب أن نحارب من أجل هذه الدنيا؟
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب أي مجتمع نريد
في غمرة المآسي والمصائب التي تنزل بطائفة من المسلمين وتُشعر بقيتهم بالضعف والهوان، يطرح المسلم سؤالًا جديًّا حول قيمة هذه الدنيا التي يشاهَد فيها مثل هذه الفظائع المهولة والبعيدة كل البعد عن أي شيء يعده به دينه!
من الأجوبة العريقة على هذا التساؤل ذاك الحديث المشهور الذي يتداوله المسلمون القائل بأنّ "الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ يُطَهِّرُ شِيعَتَنَا مِنْ ذُنُوبِهِمْ فِي الدُّنْيَا بِمَا يَبْتَلِيهِمْ [بِهِ] مِنَ الْمِحَن".[1]
ومن الواضح أنّ هذه الحديث ـ كغيره من الأحاديث الكثيرة التي تناولت قضية الدنيا ـ قد تعرّض للعديد من التأويلات التي نجم عنها فرق ومذاهب، ما زالت إلى يومنا هذا ذات أتباع ومعارضين. لا يمكن أن تكون الدنيا بأي شكل من أشكالها غاية للمؤمن أو سعادة. ستبقى في أبهى حللها بلاء؛ وبمقارنتها بالآخرة نوعًا من العذاب والألم الذي تتميز به السجون. وهكذا قد يولّي المؤمن وجهه معرضًا عنها في الوقت الذي يجتاحها الكافر بكل قوته، منهومًا بالسيطرة على كل ما فيها، وهو يراها غايته وآخرته وكل أحلامه.
وفي غمرة هذا الاجتياح المحموم لن يتورّع هذا الكافر عن فعل أي شيء ولو كان عبارة عن إبادة ملايين البشر والاعتداء عليهم واغتصاب أدنى حقوقهم للعيش بكرامة. فهل يمكن للمؤمن في مثل هذه الحالة أن يتعامل مع الدنيا السجن كأمرٍ لا بد منه، فيستسلم لقدره المحتوم عالمًا بأنّه لن يخسر سوى أسارته والقيود التي تكبّله؟ ثم يقول: فلنترك هذه الدنيا للكفار، وهي التي كما وصفها أمير المؤمنين علي(ع) قائلًا: "إِنَّ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ لَأَهْوَنُ فِي عَيْنِي مِنْ عُرَاقِ خِنْزِيرٍ فِي يَدِ مَجْذُومٍ وَأَحْقَرُ مِنْ وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرَادَةٍ"[2] و"أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْز".[3] ولندع محاربتهم بدل منافستهم على حطامها، فما هي سوى أيام قليلة تعقبها راحة طويلة! وعلام الأسى من تدمير بيوتنا ومدننا ومدنيتنا الدنيوية، ونحن سننتقل إلى عالم تكون كل هذه الدنيا بكل ما فيها من مدن وإمكانات كخاتم نحاسي وسط بيداء لا نهاية لها؟!
وهذا التفكير صحيح بوجه إن كان هؤلاء الكفّار المُجرمون المغتصبون العُتاة المعتدون سيتركوننا وشأننا إن نحن تركنا لهم هذه الدنيا وأعرضنا عن متاعها الزائل. ولكن، ما يفكر به المجرمون أكثر من أي شيء آخر هو ضرورة استعباد غيرهم واستغلال طاقاتهم وإمكاناتهم لمتعتهم وعيشهم الفاجر.
وكل من درس الاستعباد على مدى العصور يعلم بأنّ تمام الخضوع والعبودية لا يحصل إلا بفناء العبيد في أسيادهم فكرًا وعملًا.
ليت الكفار كانوا ليتركوا المؤمنين على حالهم، لكان المؤمنون ليجدوا في الأرض مراغمًا كثيرًا وسعة، ولما كانوا ليتعلقوا بأرضٍ أو بلد مهما كان، طالما أنّهم سيجدون لأنفسهم أرضًا يعبدون الله فيها ويطيعوه.
حين يجري الصراع على أرض ما قد يختفي هذا المشهد وتحتجب هذه الحقيقة، فيظن أكثر الناس أنّ واقع الصراع اليوم ليس سوى على دنيا زائلة فانية، بينما الأمر في الحقيقة هو صراع على القيم والمعتقدات وأنماط العيش والسلوك.
ولو لم تكن ثمة عقائد ورؤى تقف خلف سلوك الأمريكي والصهيوني والغربي، لما بذل هؤلاء كل ما بذلوه ويبذلونه منذ عقود. وعلى رأس هذه المعتقدات أنه من الضروري اللازم تسخير الآخرين واستعبادهم، وخصوصًا من رأوا في عقائدهم ودينهم معارضة ومخالفة لنمط عيشهم العابث المدمر.
ففي هذا الزمان، وفي خضم هذا الصراع، لو تخلّى المؤمن عن هذه الأرض باعتبار أنّها السجن الدنيوي الذي دُعي للتحرر منه والانعتاق، فلن يتمكن من المحافظة على إيمانه بعدها أبدًا. ولأجل ذلك كان الدفاع اليوم عن أي أرض من أجل ألّا تفسد الأرض كلها، ولكي يبقى اسم الله الذي يمثل جميع القيم الجميلة عاليًا: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزيز}.[4]
[1]. التفسير المنسوب إلى الإمام حسن العسكري، ص23.
[2]. عيون الحكم والمواعظ، ص145.
[3]. نهج البلاغة، ص50.
[4]. سورة الحج، الآية 40.

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

لماذا لا يدمر الله إسرائيل أو يمنعها من قتل المسلمين؟
لماذا لا يتدخل الله فيخسف الأرض بالحكومة الاسرائيلية كما فعل بقارون، ولماذا لا يقضي على ضباط العدو المخضرمين الذين اصبح لهم باع طويل بالقتال والتخطيط والسفك ولماذا لا يحدث حادثة تفجر ثكنة الجنود المهرة في القنص والقتل ولماذا لا يزلزل الارض بتل ابيب، وبذلك يقطع يد الظالم أو يكبته ويردعه عن الاستمرار في جرائمه؟

لماذا يتعذب الصالحون في الدنيا؟
نُشاهد أناس صالحين ولكنّهم معذبون في الدنيا …لماذا هذا التعذيب سواء مرض أو فقدان وهم أناس يعملون الصالحات ويجتنبون السيئات؟ ومن صفة الله الرحمة فما سر هذا التعذيب المتناقض مع صفة الرحمة للمؤمنين

أهم آثار الحصار والتهديد بالإبادة الجماعية ما الذي يجتنيه المؤمنون حين يجتمع العالم كله ضدّهم؟
قال الله تعالى: {الَّذينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إيمانًا وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ}.[1]

لماذا لا يكترث الغرب لقتل المسلمين؟ وما الذي يشجعه على ذلك؟
إنّ غياب المشروع السياسي الإسلامي العالمي مهّد لدخول المشاريع العلمانية باشتراكيتها ورأسماليتها وقوميتها. بسرعة تحوّلت هذه المشاريع إلى أُطروحات للنهضة والتحرُّر والتقدُّم. ما كانت تفعله هذه الرؤى هو إبعاد المسلمين عن ثقافتهم الأصيلة التي يُمكن أن ينبعث منها مشروعٌ حقيقي لمواجهة الاستعمار.

حول النصر الحقيقي.. ضرورة إعادة النظر في الصراع
فإن كنت تظن أنّ انتصار دولة على دولة أخرى أو قمعها أو استعمار شعب لشعب آخر يجلب السعادة للمستعمرين والمنتصرين، فأنت بعيدٌ جدًّا عن الواقع.

حول قصف المدنيين العُزّل (2)
اخترتُ لكم هذا المقطع من كتاب روتغر برجمان "الإنسانية، تاريخ مليء بالأمل" لما فيه من شواهد تاريخية مهمّة على فشل وإخفاق تكتيك حملات قصف المدنيّين العزل وتدمير بيوتهم على رؤوسهم. ما يبدو في غزة أنّه عبارة عن تكتيكٍ عسكريّ لا يعدو أن يكون حملة انتقام لإشفاء الغيظ وطمأنة المستعمرين اليهود بأنّ فلسطين يمكن أن ترجع بلدًا آمنًا لهم. إلى أي مدى ستستمر هذه الكذبة؟

إسرائيل: معجزة الغرب الكبرى.. لماذا يصر الغرب على هذا الدعم العجيب؟!
في تاريخ الاستعمار كلّه ربما لن نجد مستعمرة واحدة أنفق عليها المستعمرون مثلما أنفقوا على الكيان الإسرائيلي... لكن لماذا يتصرّف الغرب بهذه الطريقة حيث تدفع بلدانه كل هذه المليارات والإعانات والخدمات والتسهيلات لمجموعة من "اليهود" المجموعين من مختلف أنحاء العالم؟

لماذا يُعد قصف المدنيين العُزّل نقطة عطف كبرى؟ وعلى ماذا يدل؟
إنّ ما نُشاهده اليوم هو أخطر ممّا جرى في حفلات الجنون الهمجية في الحرب العالمية الثانية، لأنّ أمريكا تُريد أن تجعل من إبادة المدنيين العُزّل حقًّا مشروعًا فتسنّ بذلك سُنّةً سيعمل بها الآخرون في أيّ مكانٍ في العالم حين تقتضي مصالحهم القيام بهذا النوع من الجرائم الحربية السافرة.

لماذا تأخر النصر في فلسطين؟
نحن هنا نضع احتمالات من أجل استحضار بعض السنن الإلهية الاجتماعية وتسليط الضوء على الواقع والأحداث من أجل الوصول إلى إجابة مقنعة عن سؤال يقض مضاجع الجميع: لماذا تأخر النصر هكذا؟

السلاح الاستراتيجي الذي سيغيّر مصير شعوبنا.. وما هي الطريقة لصناعته؟
المجتمع المقاوم هو الذي يكون جميع أفراده في أزمنة الرخاء والهدنة متوجهين بالكامل إلى وقت المواجهة الكبرى مع العدو المتربص والمحتل، حيث يعمل الجميع (أو الأكثرية) على الإعداد والاستعداد لهذه الأيام بكل ما يمكنهم من طاقة وجهد؛ فإن لم يحصل مثل هذا التوجه، فهذا المجتمع لن يكون مجتمعًا مقاومًا بالحقيقة، وسوف يقع كل الجهد والعناء على فئة قليلة منه حين اشتعال الحروب.

حين يكون الكيان السياسي سببًا لتدمير شعبه.. لا تخدعنّكم الدول مهما عظم شأنها
إنّ قيام أي جماعة بشرية بتشكيل دولة ذات كيان سياسي موحَّد يُعد إنجازًا يُعبّر عن اقتدار هذه الجماعة وتمتّعها ببعض الخصائص الحضارية المهمة. لكن مجرد وجود كيان سياسي للجماعة لا يعني أنّها ستتمتع بالرفاهية وتؤمّن السعادة المنشودة لأفرادها؛ بل قد يكون هذا الكيان وبالًا عليها وسببًا لتعاستها وزوالها.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...